بیانات
سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در مصاحبه با روزنامهی لبنانی السفیر
| فارسی | عربی |رئیس ستاد مشترک دشمن میگوید: روزی که جنگ آینده شروع میشود اولین موشکی که حزب الله شلیک میکند از پنجرهی اتاق من وارد میشود. منظورش این است که مقاومت لبنان موشکهای دقیقی دارد. موشکهایی که تل آویو را میزنند و از پنجرهی دفتر رئیس ستاد مشترک وارد میشوند.
بسم الله الرحمن الرحیم.
في ضوء ما حصل في يبرود ومنطقة القلمون، وفي ضوء الإجراءات التي اتخذت في الداخل، بتقديركم، هل تراجع خطر التفجيرات أم أنه ما يزال قائماً؟
يمكن القول إن خطر التفجيرات تراجع بدرجة كبيرة جداً، إن لجهة التطورات الميدانية في منطقة القلمون مما أدى إلى إغلاق العديد من مصانع تفخيخ السيارات ومراكزها التي تم اكتشافها، سواء في مدينة يبرود أو في بلدة رأس العين من قبل القوات السورية، أو بسبب الجهد الأمني المميز الذي قام به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية في تفكيك الشبكات التي كانت تستورد السيارات المفخخة وتقوم بتوزيعها وتفجيرها.
بشكل عام نستطيع الحديث عن تراجع كبير في هذا الخطر، لكن لا نستطيع أن نقول إن الخطر انتفى بشكل كامل. الأمر بحاجة إلى مزيد من الجهد، سواء على الحدود مع سوريا أو في الداخل اللبناني.
بعض جمهور 14 آذار يؤيد مشاركتنا في سوريا
يردد البعض في الاعلام أن جمهور الضاحية الجنوبية يشعر بالاختناق نتيجة الإجراءات الأمنية، وأن ظاهرة النزوح من الضاحية إلى مناطق أخرى تكبر. الا يمكن أن يسيء ذلك إلى العلاقة بين المقاومة وجمهورها؟
هذا التوصيف غير دقيق ومبالغ فيه، يمكن لأي أحد أن يتجول في الضاحية الجنوبية، فيرى "العجقة". لا يوجد أي نزوح أو هجرة من الضاحية الجنوبية باتجاه مناطق أخرى. يمكن أن تكون بعض العائلات، حالات فردية ومحدودة جداً، وهذا الأمر لا ضير منه، على العكس الأفضل أن يخف الضغط عن الضاحية، وبعض العائلات ترجع إلى الجنوب، إلى البقاع، على كل الأحوال توجد حالة اختناق في الضاحية الجنوبية نتيجة العدد السكاني الكبير.
لكن من ناحية الدقة لا يوجد نزوح ولا توجد هجرة، هناك حالات قليلة جداً وفردية جداً حصلت وهذا أمر طبيعي أمام التفجيرات والتهديدات القائمة. هذا من جهة، من جهة ثانية، جهة المزاج، ما قيل عن المزاج أيضاً، في بعض وسائل الاعلام غير صحي. لا أقول غير دقيق، بل غير صحيح.
التفجيرات التي حصلت سواءً في الضاحية أو في بئر حسن أو في الهرمل أو في اللبوة، على العكس، رفعت نسبة التأييد لتدخل حزب الله العسكري في سوريا، وأنا أقول هذا بناءً على استطلاعات وعلى معلومات وعلى دراسات وليس أهواء، حقيقة الأمر كما ذكرت. بل إن بعض المترددين بدلوا مواقفهم، لأننا دائماً عندما كنا نجري استطلاعات رأي في بعض المناطق، هناك مؤيد ومعارض ومتردد. المتردد أصبح مؤيداً، وحتى بعض المعارضين أصبحوا مؤيدين.
وقبل أيام، عندما قلت من عيناتا إننا نحن ذهبنا متأخرين، أنا كنت أعبر عن هذا المزاج. حقيقة يوجد مزاج في الشارع، مفاده أننا قد تأخرنا في الذهاب إلى سوريا والتدخل عسكرياً في سوريا. نحن لا نواجه مشكلة من هذا النوع. الناس لديهم وعي كبير حول مخاطر المرحلة، حول طبيعة التهديدات القائمة بسبب الأحداث في سوريا، وأنا أيضاً أحب أن أضيف هنا، أن هذا الأمر ليس فقط في مناخ الضاحية، أو البقاع أو الجنوب، أو بين هلالين "في المزاج الشيعي". ما أعرفه أيضاً من خلال معلومات واستطلاعات رأي، طبعاً بعضها نشر، بعضها لم ينشر، ومن خلال التواصل مع كثيرين، أنا أستطيع أؤكد لكم أن هناك مزاجاً شعبياً كبيراً يؤيد خطوة تدخل حزب الله في سوريا. وكثير من اللبنانيين، حتى داخل قوى 14 آذار، في قرارة أنفسهم يعتقدون ويصدقون ويقبلون أن التدخل في سوريا يحمي لبنان أمام هذه الجماعات الإرهابية التي نرى سلوكها ونشهد ممارساتها بشكل يومي. لذلك نحن لا نشعر بغربة في هذا الأمر ولا نشعر بمزاج مخالف، بل نشعر بتأييد كبير على هذا الصعيد، وأيضاً ما يقال لنا تحت الطاولة من قوى سياسية ومن مرجعيات دينية في مختلف الطوائف يزيدنا ثقةً بهذا الموقف. وطبعاً يقال تحت الطاولة، لأن بعض الجهات لا تستطيع أن تقول الكلام نفسه في العلن خشية من أية تداعيات أو نتائج سلبية في المستقبل أو أن تتأثر علاقاتها مع بعض الدول الإقليمية أو بعض السفارات الموجودة في لبنان.
في هذا الأمر إذاً، ليست هناك أية مشكلة على الإطلاق. على المستوى المعنوي، المعنويات عالية جداً. كل ما يقال في مكان ما وتروج له بعض وسائل الإعلام خصوصاً إعلام 14 آذار أو بعض شخصياته أن حزب الله مرتبك وأن حزب الله قلق وأن حزب الله شعبيته تراجعت، هذا كله غير صحيح على الإطلاق.
حزب الله لديه وضوح شديد، مع الأيام يزداد هذا الوضوح حول الأحداث والخيارات والمستقبل. الحزب يتعاطى بمتانة، بعزم، ليس لديه أي تردد، ليس لديه أي قلق، أيضاً لديه ثقة بالمستقبل. نحن منذ البداية كنا نعرف إلى أين ستسير الأمور لو تعاونا جميعاً، وهي تسير الآن في هذا الاتجاه، إذاً ليس هناك أي شيء يدعو إلى القلق.
وأنا أؤكد لكم أيضاً أن كثيراً مما يقال في الأماكن الأخرى هو تعبير عن تمنيات القائلين، وليس تعبيراً عن الحقائق والوقائع. أيضاً بعض الأخبار التي يتم تداولها في الإعلان، مثلاً بعض وسائل الإعلام العربية المعروفة، فمثلاً روجت قبل رواية تقول إن حزب الله سقط له خمسمائة قتيل في القلمون، هل يمكن إخفاء 500 شهيد على مجتمع مثل المجتمع اللبناني! لا يمكن إخفاء شهيد واحد فضلاً عن إخفاء 500 شهيد. الآن واحدة من المشاكل الإدارية أنه عندما يسقط الشهيد في سوريا تعرف عائلته بشهادته قبل أن نعرف نحن، يعني قبل أن يصل الخبر بالقنوات التنظيمية الطبيعية. لا يمكن إخفاء أمور من هذا النوع.
قبل أيام خرجت وسائل الإعلام نفسها لتروج ولمدة 24 ساعة أن المعارضة السورية المسلحة أسرت 11 أسيراً من حزب الله وبينهم شخصية مهمة، أين؟ كيف؟ من؟ عندما يلجأ الطرف الآخر إلى ضخ هذه الأكاذيب المكشوفة والمفضوحة، فان هذا يؤشر إلى معطياته التي تقول أن الوضع المعنوي لدينا هو وضع قوي جداً، ولذلك هو يحاول المس بهذا الوضع المعنوي من خلال الأكاذيب لأن الوقائع لا يمكن أن تساعد على المس بهذا الموضوع.
هل انتهى مشروع اسقاط النظام في سوريا أم أن الخطر ما زال قائما؟
في تقديري مرحلة إسقاط النظام وإسقاط الدولة انتهت، لأنه تبين لاحقاً أن الموضوع ليس موضوع الرئيس كما فعلوا في دول أخرى، إسقاط الدولة والجيش والمؤسسات، على كل حال، اسقاط النظام كمشروع من ناحية القدرة العسكرية على إسقاطه، أعتقد أن هذا الأمر انتهى، حسب كل المعطيات. المعطيات الميدانية والعسكرية والأمنية والشعبية، ووضع النظام ووضع المعارضة، وكذلك المعطيات الإقليمية والدولية. من حيث المجموع أنا أعتقد أن هذا انتهى، لا يستطيعون أن يسقطوا النظام، يستطيعون أن يعملوا حرب استنزاف. الحروب الكبرى ليس هناك في الأفق ما يظهر أن المعارضة قادرة أن تقوم بحرب كبيرة، الذي حصل ويحصل في اللاذقية وكسب مثلاً لا يمكن أن نسميه حربا كبرى. المعطيات الميدانية مطمئنة. هي عملية محدودة، إذا تحدثنا بعدد المقاتلين والمنطقة التي دخلوا إليها والتسهيلات التي قدمت ولكنها أخذت ضجة كبيرة في الإعلام.
المعركة الكبرى التي كان يتم الحديث عنها كثيراً لم يظهر منها شيء حتى الآن، وهي أقرب إلى التهويل منها إلى الحقيقة. أقصد الحرب من جنوب سوريا، والحكي عن قوات ضخمة يتم حشدها في الأردن ومنه سوف تدخل وتجتاح وتأخذ درعا والسويداء وتتقدم باتجاه دمشق، هذا جرى الحديث عنه قبل أسابيع.
هذا كله أقرب للتهويل. في المعطيات لا يوجد هكذا أمر. حتى في مرحلة من المراحل جرى الحديث عن 3000 مقاتل تم تدريبهم وتجهيزهم وتهيئتهم بالأردن، هؤلاء الثلاثة آلاف مقاتل هل يستطيعون أن يأخذوا محافظة درعا والسويداء ويصلوا إلى دمشق؟. في هكذا حرب هذا العدد لا ينفع. لاحقاً عندما بالغوا قليلاً بالعدد وتحدثوا عن عشرة آلاف مقاتل، حتى عشرة آلاف مقاتل لا يستطيعون أن يغيروا معادلة في هذا الحجم. إذا جرى الحديث عن معارك كبرى فالمقصود منها معركة جنوب سوريا (معركة دمشق) وهي حتى الآن أقرب للتهويل. أما الاستنزاف، فقد يستمر طالما هناك دول ما تزال تمول وتسلح وتحرض وتدفع في هذا الاتجاه.
الضغط على النظام يتراجع
إذا كان النظام لن يسقط عسكرياً فهل هو قادر على أن يستمر؟
يستطيع أن يستمر. أثبتت تجربة الثلاث سنوات الماضية أن النظام ليس ضعيفاً، وأنه يتمتع ايضاً بحاضنة شعبية، فلو كان النظام ضعيفاً لكان يجب أن ينهار ويسقط. لو لم تكن لديه حاضنة كان يجب أن ينهار وينتهي أيضاً. أعتقد أنه في السنوات الثلاث الماضية كانت هناك حاضنة كبيرة بمعزل عن التراشق بالنسب المئوية، لكن لا يوجد نقاش أنه كانت هناك حاضنة شعبية كبيرة جداً للنظام.
هل العناصر الخارجية ما زالت ضاغطة؟
الوضع الإقليمي والدولي تغير. في تقديري، مستوى الضغط في المرحلة المقبلة على النظام سيكون أقل مما كان عليه في الثلاث سنوات الماضية، سواءً الضغط السياسي ومعه الضغط الإعلامي، أم الضغط الميداني. بداية من السعودية إلى قطر، لا أقول أنهم قد غيّروا مواقفهم، لكن حدة الموقف وحجم التدخل والمعطيات والآمال المعقودة، تغيّرت كثيراً. من جهة أخرى، فان الحلفاء الذين لم يتخلوا عن سوريا عندما كان يقال أنها ستسقط في شهرين أو ثلاثة أو خمسة أو ستة لم يتخلوا عنها، فكيف وهي قد تجاوزت أو عبرت عتبة مخاطر السقوط. الآن قناعة الحلفاء سواءً كانوا دولاً أو جهات إقليمية أو قوى محلية، قناعتهم في الدعم والوقوف إلى جانب سوريا أقوى من أي وقت مضى. في المحصلة، أنا أقدر أن الأمور ذاهبة في هذا الاتجاه. طبعاً، الاستحقاقات المقبلة كبيرة من دون شك، سواءً المصالحات أو الحوار السياسي الداخلي أو المعالجة الداخلية. إذا هدأت الأمور، وتم الذهاب نحو إعادة الإعمار، الوضع ليس سهلاً. لكن هذا أيضاً يتم إيجاد خطط له وتجري معالجته.
الأصل أن تنتهي الحرب
هناك فعلاً جمهور نفر من المعارضة، لكن هل أصبح فعلاً مؤيدا للنظام؟
الأصل بالنسبة لنا في سوريا هو انتهاء الحرب. الحرب التي ستدمر سوريا أو ستدمر ما بقي منها. الاصل هو انتهاء الحرب بمعزل عمن يحب من ومن يكره من ومن يقتنع بمن؟ إذا انتهت الحرب في سوريا وذهبت إلى حوار داخلي ومعالجات داخلية هناك أمل بأن يتم معالجة العديد من الملفات، الخطورة الحقيقية كانت وما زالت إلى حد ما هي إنهاء سوريا. تقسيمها، الخطر كان كبيرا وجدياً. أعتقد أننا تجاوزنا خطر التقسيم. عندما اقول خطر إسقاط النظام تجاوزناه، بطريق أولى نكون تجاوزنا خطر التقسيم. كان هناك موضوع التقسيم، هذا خطير، موضوع تدمير سوريا وأن لا يبقى فيها حجر على حجر، أو امكانية لوجود دولة تعيد توحيد ذاتها، تعالج مشاكلها، هذا يمكننا القول أيضاً أننا تجاوزناه بدرجة كبيرة. إذا أمكن الوصول إلى مرحلة تتوقف فيها الحرب. أهمية المصالحات أنها تقول: هنا الحرب توقفت، هنا لم يعد هناك قتال، هنا لم يعد هناك سفك دماء، هنا لم تعد هناك بيوت تهدم. هذه الأمور يؤسس عليها للمستقبل، وهذا في الحقيقة كان وما يزال يشكل هاجساً عندنا.
يتحدث المختصون عن أن إعادة إعمار سوريا تحتاج إلى 250 مليار دولار، والذي يريد أن يدفع الـ 250 مليار دولار يتحدث عن سوريا أخرى غير الموجودة حالياً؟ إلى اي حد صارت التسوية أو المصالحة مرتبطة بمصير النظام؟ هل ما يزال الرئيس هو الضمانة أم أن ذهابه بالنسبة للبعض أحد شروط بناء الدولة الجديدة؟
جميع الدول التي كانت ترعى وضع المعارضة في سوريا، لم تكن جاهزة لأن تتحدث بمبدأ الحل السياسي، أبداً. قطر، السعودية، تركيا، مصر في الوضع السابق. إذهب إلى الدول البعيدة. إلى الأوروبيين إلى الأميركيين، لم يكن أحد جاهزاً للحل السياسي. امس عندما تحدثت القمة العربية عن الحل السياسي، أتى هذا بعد الفشل العسكري. العالم ذهب إلى جنيف2 نتيجة الفشل في الميدان. منذ البداية، لم يكونوا يريدون الحل السياسي. أنا أتذكر هذه النقاشات، لم تكن القضية شخص الرئيس بشّار الأسد فقط، كان الحديث عن النظام كله، المطلوب أن يذهب النظام وبعدها نتحدث. ماذا يعني المطلوب أن يذهب النظام؟ يعني إلى أين يريدون أن يأخذوا سوريا؟ حقيقة ما الذي يريده التركي لسوريا أن تكون؟ القطري والسعودي أين يريد أن تكون سوريا؟ في الحسابات الكبيرة وفي حسابات المنطقة والحسابات الإستراتيجية إلى آخره. لذلك، يجب أن تدخل إلى الموضوع من هذه الزاوية؟ نحن ندخل إلى هذه النقطة من الزاوية الثانية، زاوية أن سوريا موقعها وموقفها وتأثيرها في المنطقة والمعركة الكبيرة الموجودة في المنطقة، هم دخلوا لتغيير هذا الواقع، هم لم يدخلوا لصنع ديموقراطية أو صنع عدالة أو مواجهة فساد. هذه المعركة كلها وهذا التمويل كله وهذا السلاح كله وهذا الخطاب كله من أجل تغيير موقف سوريا وموقعها وطبعاً الرئيس بشار الأسد كونه رئيس النظام، رئيس الجمهورية. المناقشات كانت تركز وتستهدف النظام ككل. حتى في مرحلة من المراحل، بعد انقضاء السنة الأولى، رأوا أن الأمور صعبة عسكريا. نعم لم يكونوا يائسين ولكنهم رأوا أن الأمور صعبة.
وماذا عن العروض التي قدمت للرئيس الأسد؟
نعم، أنا أعرف أنه قدمت عروض جدية الى الرئيس بشار الأسد مفادها: قم بتغيير هذا الاتجاه السياسي. اقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران. اقطع العلاقة مع حركات المقاومة في المنطقة. كن جاهزاً للدخول في التسوية بشكل حقيقي وكامل مع الإسرائيلي، فلا تبقى مشكلة، وهذا الموضوع كله تتم معالجته. الرئيس الأسد رفض، ويحفظ له هذا الموقف. وهذا لم يأت فقط من جهات دولية وإنما جاء أيضاً من جهات إقليمية راعية ومتشددة في الظاهر، بل ان الجهة الأكثر تشدداً هي التي عرضت على الرئيس بشّار الأسد هذا الموضوع. نعم إذا أخذت المعركة من هذه الزاوية فيمكنك أن تراها شيئاً آخر. وبهذا المعنى، لم يكن سهلاً أن يقوم بالتغيير المطلوب في السنوات الماضية.
الجبهة المقابلة للنظام.. تتفكك
هل ما زالت الجبهة المقابلة للنظام على تماسكها؟
التطورات التي حصلت توصلك إلى استنتاج بأن الجبهة المقابلة، تفككت وضعفت. أقصد الجبهة التي كانت تعمل على مشروع اسقاط سوريا ولنأخذ هذه العناوين السريعة:
أولاً، لنبدأ بالموضوع الداخلي المصري الذي لن أتطرق إليه. عندما حصل التحول في مصر وتم عزل الرئيس محمد مرسي وبالتالي تم اسقاط "الإخوان المسلمين" من السلطة في مصر، حصلت تداعيات. السعودية وقفت إلى جانب الوضع الجديد في مصر، تركيا ضد، قطر ضد. إذاً أول نتيجة هي تصدع الجبهة، وهي أهم جبهة إقليمية: السعودية، قطر، تركيا ومصر. عملياً تأزم الموقف بين السعودية وقطر، بين السعودية وتركيا، بين مصر ما بعد عزل مرسي وتركيا. بين مصر وقطر. كبرت المشاكل. هذا أول تحول. أين انعكاس هذا التحول؟ انعكاسه في سوريا، على الرغم من أنهم يقولون : التنسيق ما زال قائماً حول الموضوع السوري، لكن لا يوجد نقاش بأنه لم يعد كما كان في البدايات.
ثانياً، أيضاً "الإخوان المسلمون" كانت سوريا في رأس أولوياتهم. الآن ونتيجة ما حصل في مصر انكفأوا إلى الداخل المصري وأصبحت أولويتهم وهمهم الأساس مصر.
ثالثاً، الخلاف بين السعودية و"الإخوان" ينعكس على سوريا، هذا من نتائج الوضع الإقليمي.
رابعاً، المشاكل الداخلية في تركيا.
خامساً، التحولات التي حصلت في قطر.
سادساً، ما حصل في العراق. العراق كان يتصرف مثل لبنان، أي النأي بالنفس، النأي بالنفس، النأي بالنفس إلى أن أصبح الواقع في العراق سيئاً إلى حد أن المحافظات السورية المحاذية للعراق أصبحت مصانع للسيارات المفخخة، في اليوم الواحد بين 10 و15 و20 سيارة، وكل التحقيقات والتوقيفات التي حصلت أوصلت إلى الجهات التي تقف خلف شبكات السيارات المفخخة، وبالتالي أدت إلى الصدام الحالي بين الحكومة العراقية وبين "داعش". القتال بين العراقيين و"داعش" أيضاً له تأثيره على الوضع في سوريا وله تأثيره على موقف العراق. لذلك، لاحظنا أن الموقف السياسي العراقي في السنة الأخيرة سواءً في اجتماعات وزراء الخارجية العرب أم في المحافل الأخرى.. تطور بشكل كبير.
هذا فوق الطاولة. لكن ما هو تحت الطاولة مختلف نتيجة صمود النظام. الكثير من الدول العربية على اتصال بالنظام من تحت الطاولة وتقول له: "نحن معك. اصمد"، بل أنا أعرف أن بعض الدول العربية هي في الظاهر مع المعارضة، لكنها تحت الطاولة تطالب النظام بأن يحسم بسرعة وبأن يستفيد من الوقت. هذا شيء غريب عجيب موجود في الوضع العربي.
الموقف الروسي سيزداد صلابة
وماذا عن الوضع الدولي سماحة السيد؟
في الوضع الدولي، لا يوجد شك بأن الأجواء الآن أفضل. قارنوا بين جنيف 1 وجنيف 2. في جنيف1 لا يوجد وضوح. على العكس، يمكن أن يكون هناك كلام بالنسبة للروس هل كان موقفهم متيناً إلى حد أنهم هم يقفون إلى جانب الرئيس بشار الأسد وبالتالي لن يتخلوا ويبحثوا عن صفقة وتسوية ما. كان يوجد في هذا الموضوع في الحد الأدنى من يناقش. أنا لا أريد أن أحكم على الموقف الروسي في البدايات، أي ليست لدي معلومات حاسمة حوله، لكن لا يوجد نقاش في الآونة الأخيرة. بل أستطيع القول أنه في السنة الآخيرة كان الموقف الروسي صامداً ومتماسكا ولم يلن طيلة الشهور الماضية.
هل تتوقعون أن يزداد تصلبا بعد أحداث القرم؟
بعد أزمة القرم، أعتقد أن الموقف الروسي سيزداد صلابة، وهذا واضح. حماية روسيا لسوريا ستكون أعلى وأكبر، لأننا ذهبنا إلى مرحلة جديدة، يمكن أن يسمونها حربا باردة أو غير ذلك. اليوم، يريد الروسي التمسك بكل نقاط القوة أو نقاط الارتكاز الروسية. لن يتخلى الروسي عنها أو يساوم عليها. خطر المساومة الذي ربما كان قائماً في مرحلة من المراحل أصبح بعيدا جداً. من هذه الزاوية، أنا أعتقد أن هذا الأمر تأثيره إيجابي. لكن من زاوية ثانية، إذا أردنا الحديث عن تأثير سلبي، علينا أن تفترض ونكمل المشهد: هل أن النزاع أو الخصومة أو الاحتدام في الموقف السياسي بين روسيا وأميركا سيدفع اميركا أو الغرب إلى تخطي الحدود أو الخطوط الحمراء أو الضوابط التي كان لا يتخطاها بسبب العلاقة الأميركية – الروسية؟
هنا، يمكن الحديث عن تأثير سلبي. أنا شخصياً استبعد أن يقدم الأميركيون أو الأوروبيون على خطوات عسكرية، ليس بسبب روسيا وإنما بسبب الوضع الأميركي. الاقتصاد الأميركي، الإدارة الأميركية، الاستراتيجيات الأميركية في المنطقة، الأوضاع الأوروبية الداخلية، أوضاعهم جميعا لا تسمح. لذلك فان استبعد ما قيل في بعض الأوساط، من أن التوتر الروسي – الأميركي قد يوسع هامش الحركة الأميركية أو الغربية باتجاه سوريا.
الأزمة السورية كان أمدها سيطول سواءً حصل ما حصل في أوكرانيا أم لم يحصل. لأن اساس الموضوع في مكان آخر. لكن في المجموع إذا أردت أن تجمع النقاط.. تستطيع القول أن ما حصل هو إيجابي لمصلحة الدولة في سوريا أكثر مما هو سلبي.
الأسد سيترشح لولاية جديدة
هل تتوقع أن يترشح الرئيس الأسد؟
من الطبيعي أن يترشح، وأعتقد أن ذلك سيحصل.
هل يتواصل "حزب الله" مع شخصيات سورية معارضة حاليا؟
حصل تواصل سابق، وهناك شخصيات في المعارضة السورية ما زلنا على تواصل معها.
وأين إسرائيل مما يجري في سوريا والمنطقة؟
منذ البداية، ومن خلال متابعتنا، تلمسنا حالة من القلق في إسرائيل(استدرك وقال "قد يكون من المستغرب أن يكون هناك أحد في هذا الزمن، في العالم العربي، ما يزال يتابع ليلا ونهارا ماذا يحصل عند الإسرائيلي، وماذا يقول وماذا يخطط. مؤتمراته، دراساته، خياراته، نقاشاته").
إلى ما قبل بدء الأحداث في سوريا، كان هناك حالة قلق عند الإسرائيلي ، ولا نبالغ إذا قلنا حالة رعب. عقدوا مؤتمرات وتحدثوا فيها عن البيئة الاستراتيجية واعتبروا أن هناك تحولات استراتيجية ضخمة جداً في المنطقة، وهذا يصب في غير مصلحة إسرائيل. تسميه في مصلحة المقاومة 100 في المئة أم لا، هم اعتبروه كذلك. اعتبروا أن هناك محوراً بدأ يتشكل من إيران، العراق، سوريا، فلسطين، مصر. هم اعتبروا سقوط حسني مبارك سيأخذ مصر إلى مكان آخر، ثم ليبيا وتونس. في ظاهر الأمر، رأوا في المشهد أن المنطقة ذهبت كلها إلى هذا المحور. وأيضاً في ظاهر الأمر، كان يحق لهم أن يقلقوا، لأن هناك قيادات كبيرة في الأحزاب والقوى والحركات الموجودة في المنطقة والتي بدا في ظاهر الأمر أيضاً أنها ستمسك بالسلطة في العديد من هذه البلدان، لاحقاً تغيّر خطابها. يعني من عداء مطلق مع الأميركي إلى العلاقة الاستراتيجية والمصالح الاستراتيجية.
الإسرائيلي، للوهلة الأولى، انتابته حالة قلق شديدة جداً، حتى أنه حصل نقاش في هيئة الأركان يدعو لتأسيس عدد من الفرق العسكرية من أجل الحدود الجنوبية، أي مع مصر. إلى هذا الحد، بلغ القلق الاستراتيجي إذا صح التعبير. كان ذاهباً الأمر إلى حد ترجمته باعادة النظر في الهيكلية العسكرية إلى أن بدأت الأحداث في سوريا.
عندما بدأت أزمة سوريا، تغير الإسرائيلي 180 درجة، ارتاح، هدأ، وقال مبكراً إن هذا المحور الذي خشينا أن يتشكل سرعان ما تمزق وتشرذم وتشظى. لقد استخدموا كثيراً مثل هذه العبارات. وطبعاً، فأن قناعتي، وبحسب متابعتي للإسرائيلي وكلام السياسيين الكبار لديه والعسكريين والأمنيين الكبار الذين تقاعدوا أو الذين ما زالوا في الخدمة، أنا لدي وضوح بأن الإسرائيلي قطعاً يفضل كل الخيارات في سوريا إلا خيار بقاء نظام الرئيس بشار الأسد. هذا ليس تكهن، ففي النقاشات التي تدور بينهم وفي التصريحات وحتى في النقاشات الضمنية، هم يفضلون كل الخيارات الأخرى. تقسيم سوريا يستفيدون منه. تدمير سوريا، بقاء الحرب في سوريا 20 أو 30 سنة هم مستفيدون منه. حتى عندما وصلوا إلى مرحلة بدأوا يقارنون فيها بين وجود الرئيس بشار الأسد وهذا النظام وبين الجماعات التي يسمونها جماعات "الجهاد العالمي" بحسب اصطلاحهم، يقولون نفضّل جماعات الجهاد العالمي على وجود نظام بشّار الأسد. وهناك منطق، ما هو هذا المنطق؟ هم قالوا، وأنا لا أجيب عنهم: "الرئيس بشّار الأسد والنظام في سوريا هو جزء من محور: إيران، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين"، يعني حركات المقاومة. إذا جاءت جماعات الجهاد العالمي وحكمت سوريا، أولاً، ستستمر الحرب الداخلية في ما بينهم في سوريا.
ثانياً، هؤلاء ليس لديهم القدرة على بناء دولة لأننا رأينا تجاربهم من أفغانستان إلى غيرها، أي أنهم لا يستطيعون أن يشكلوا تهديداً وجودياً لإسرائيل، بينما هذا المحور هو تهديد وجودي لإسرائيل وليس تهديداً استراتيجياً هم يعتبرون سوريا جزءاً من هذا المحور.
ثالثاً، أن جماعات الجهاد العالمي أولويتها قتال هذا المحور، وليس أولويتها قتال إسرائيل. يعني جماعات الجهاد العالمي، ستقاتل حزب الله والعراقيين والإيرانيين وحتى ستقاتل حركات المقاومة السنية التي لا تلتزم بالبيعة لها، وهذا واضح عند الإسرائيلي. لذلك هم يجاهرون بهذا.
هنا ارتاح العدو وافترض أن هذا المحور بدأ بالتصدع: سوريا بدأت تضعف، وهذا بالنسبة لهم كان حلماً. نحن نعرف عن دراسات موجودة عند الإسرائيليين بعد حرب تموز وتشكيل لجنة فينوغراد والنقاشات التي حصلت، ردا على سؤال ما هو الحل؟ منذ ذلك الوقت، وقبل كل شيء اسمي "الربيع العربي"، وثورات شعبية وصحوة إسلامية أو أي اسم آخر، تحدث الاسرائيليون أنهم لا يستطيعون خوض حرب ثانية مع حزب الله لأسباب عدة. مع إيران أيضاَ لا يستطيعون خوض حرب، "الحل الوحيد أمامنا، قال الاسرائيليون، هو ضرب الحلقة الوسطى في هذا المحور، أي ضرب سوريا". هذا الأمر تحدثوا عنه بشكل مبكر، لكن لم يكن واضحاً لديهم كيفية تحقيق هذا الأمر. طبعاً كانوا يتحدثون عن حرب إسرائيلية على سوريا. عندما بدأت الأحداث في سوريا، جاءت لتحقق أهم خيارات الإسرائيليين، فارتاحوا.
الاسرائيلي يزداد قلقا
هذا قبل ثلاث سنوات.. ماذا الآن؟
الآن عندما يجلس الإسرائيلي ويقيّم البيئة الاستراتيجية الخاصة به، فخلافاً لما كان عليه الوضع قبل ثلاث سنوات وقبل سنتين، الآن الإسرائيلي يعتبر أنه ليس لديه مشكلة في الجبهة المصرية، في الموضوع السوري يرى سوريا تستنزف أمامه. محور المقاومة يواجه مشكلة كبيرة، الفلسطيني في وضع صعب جداً نتيجة الصراعات الداخلية ونتيجة انشغال الأمة. صحيح أن الأمة كانت دائمة منشغلة عن فلسطين، لكن تبقى حاضرة في الخطابات. الآن الفلسطيني لديه مشكلة. غزة لديها مشاكل إضافية لم تكن موجودة في السابق. دعنا نقول ان البرودة التي نشأت في الحد الأدنى بين حماس وبين هذا المحور، مع إيران، ومع حزب الله، القطيعة مع سوريا، هذا كله كان له تأثيره أيضاً. في المجمل، عندما ينظر الاسرائيلي إلى المنطقة، أو باصطلاحه كما يسميها البيئة الإستراتيجية، يعتبر أن نسبة المخاطر والتهديدات الكبرى التي تصورها، أو توقعها قبل ثلاث سنوات، قد تدنت. الآن الوضع لم يعد كذلك. لديه في كل الوضع في المنطقة مشكلة حقيقية اسمها إيران، هذا عامل مقلق جداً في موضوع إيران، وهو قلق من اي تفاهم، تقارب، تنظيم خلاف بين إيران والغرب. نعم لديه قلق، ودائماً يحتاج الأميركيون إلى تطمينه ووضعه بالصورة والتفاصيل حتى لا يتفاجأ . هو قلق من موضوع إيران، ولذلك نلاحظ أن الإسرائيلي عندما يناقش العالم الملف النووي، فانه يطلب أن يضاف الى النقاش القدرة الصاروخية لإيران، هذا طلب إسرائيلي قبل أن يكون طلباً أميركياً. إذاً لديه إيران وهي ما تزال مشكلة موجودة.
أولا، في موضوع المقاومة في لبنان، عندما يتحدث الاسرائيلي عن هواجسه من زوايا عدة. منها أنه يفترض أن تطور الوضع في سوريا قد يشجع الرئيس الأسد على اعطاء حزب الله سلاحاً ما، لم يكن يعطيه في الماضي. هذا هو العنوان الذي يطرحه العدو، هو يخشى السلاح الكاسر للتوازن، وأن هذا خط أحمر ونحن لا نسمح به. هي نقطة قلق وتوتر، وكل الحجج التي يستخدمها الآن وقد استخدمها في الغارة الإسرائيلية على جنتا، في التبرير والادعاء أنها قافلة تنقل سلاحا نوعيا، وهذا غير صحيح.
ثانياً، صحيح أن الاسرائيلي يمكن أن يرى وجود حزب الله في سوريا، عامل استنزاف، لكن هناك زاوية أخرى ينظر إليها الإسرائيلي هي أهم وأخطر بالنسبة اليه، تتصل بتراكم الخبرة عند حزب الله. يعني اليوم مثلاً، في العالم العربي، مرت معركة القصير في الإعلام والسياسة، على قاعدة من هو معك قال لك "يعطيك العافية" ومن هو ضدك، شتمك. بهذا المقدار انتهى الموضوع في العالم العربي. لكن عند الإسرائيلي، المشهد مختلف.
الاسرائيلي.. عينه على الجليل
هل يمكن أن نتوسع في المقاربة الاسرائيلية؟
لقد قارب الاسرائيلي ما جرى في القصير من ألفه إلى يائه وبتفاصيله المملة والأدوار والأحجام وكيف تم العمل، وجلس يحسبها جيداً وأجرى دراسات حول المعركة. لا يوجد نقاش عند أحد، أن دخولنا في الأماكن التي اضطررنا لأن ندخل إليها، سواءً القصير أو القلمون، أو دمشق بمعزل عن حجم مشاركة حزب الله إلى جانب القوات السورية، كل هذا قد حمل جديدا. أنا هنا أتحدث من الناحية العسكرية البحتة. أنت دخلت إلى معارك مختلفة تماماً عن كل تجربة المقاومة في لبنان، لذلك، فان الإسرائيلي، بعد القصير والقلمون "عم بيضوي على شو.. عم بيضوي على الجليل".
الآن، الإسرائيلي يقوم بمراقبة التجربة التي يراكمها حزب الله في سوريا. هل ستمكنه إذا حصلت حرب ما معه في لبنان، في يوم من الأيام، أن يذهب باتجاهات جديدة في المعركة؟ هذا الموضوع تجري مناقشته بشكل جدي. هذا أيضاً واضح أن لديه تأثيراً. الآن هم هاجسهم إيران، هاجسهم حزب الله. طبعاً غزة ما تزال تشكل هاجساً كبيراً للإسرائيلي مع الفهم أن ظروفها أصعب.
طبعاً الإسرائيلي لديه الآن قلق من انتصار هذا المحور في سوريا ويعبّر عنه بوضوح، لأنه يفترض أن هذا المحور سينتصر. هم يقولون أكثر من ذلك. يقولون إذا ما تجاوزت سوريا هذه الحرب، فهذا انتصار لكل هذا المحور، وبالتالي هم قلقون من انتصار الرئيس بشار الأسد. وهذا يفسر العلاقة القائمة بين الجماعات المسلحة في محافظة القنيطرة مع الإسرائيليين. عند الحدود، القصة تتجاوز حكاية الجرحى والمستشفيات. حركة المسلحين هناك، لديها هامش كبير جداً، لا بل هناك حرية حركة كاملة، ولا توجد أية تحفظات إسرائيلية على حركة المسلحين وتسليحهم وتواجدهم وتدريبهم وعلى النقاط التي يسيطرون عليها. أحيانا بعض القصف الإسرائيلي يكون هدفه خدمة وتغطية حركة المسلحين الميدانية، يعني إلى هذا الحد بلغت الأمور على الأرض. هذا المثلث، علينا أن نوليه بعض اهتمامنا كمقاومة في لبنان، نحن نرصد علاقة متينة جداً بين الجماعات المسلحة في هذه المنطقة وبين الإسرائيليين.
هل هناك خطوط حمر أو حدود لحضور حزب الله في الجغرافية السورية؟
نحن نكون حيث يجب أن نكون.
هل جاء الربيع العربي لمصلحة إسرائيل؟
أنا أعتقد أنه في العالمين العربي والإسلامي وحتى في الغرب، لا توجد قراءة واحدة لما حصل. هناك أكثر من قراءة، حتى عندما تقارب المعطيات تسمع معطيات متناقضة أحياناً. لكن، ما نميل إليه في حزب الله وقد ناقشنا هذا الموضوع مرات عدة من خلال معطياتنا وعلاقاتنا. نميل إلى فكرة أن الذي حصل هو بدايات شعبية حقيقية فاجأت الجميع، أي أن هناك أنظمة "مسوّسة"، فاسدة، ضعيفة، واهنة حتى على المستوى المعنوي والنفسي، وحان وقتها تبعا للقوانين التاي تحكم حركة التاريخ والمجتمعات البشرية. هذا الكيان، هذه البنية، حان قطافها. ما حصل، أن هناك تراكماً في الوضع الشعبي، بعضه له علاقة بالموضوع الداخلي، مثل الفساد، الظلم، الديكتاتورية، السجون، الحريات، الجوع، الفقر، الحرمان. وهناك جزء آخر كبير له علاقة بالصراع مع إسرائيل. مثلاً، جاء بعض الأصدقاء من تونس وأخبروني عن تأثير حرب تموز 2006 على الشباب التونسي، وتأثيرها على الانتفاضة التي حصلت في تونس. ألا يوجد غضب عند الشعوب العربية تجاه موقف الأنظمة العربية في موضوع فلسطين؟ نعم، هناك غضب عارم.
هناك إحساس لدى الشعوب العربية بالذل، بالانكسار، بالهوان. التعبيرات التي استخدمت في ضوء نتائج حرب تموز، تجاوزت قصة من هو لبنان هذا البلد الصغير، أو من هي هذه المقاومة في لبنان، لتصبح مسالة القدرة على الفعل والانجاز. هذا أيضاً له علاقة كبيرة جداً بما حصل. هذا لاحقاً تم العمل على إخفائه.
أصلاً، نحن فهمنا عن البدايات في تونس وليبيا ومصر، أن الموضوع بدأ شعبياً وفاجأ الأنظمة كما فاجأ الأميركيين والفرنسيين والغرب والمجتمع الدولي والجميع كما دول الإقليم. الكل فوجىء بما حصل. لم يقدروا أن هذه الحركات ستتطور إلى حد قدرتها على اسقاط نظام هنا أو هناك. نعم، الأنظمة أربكت لاحقا. لم تعرف كيف تتصرف نتيجة وهنها وضعفها وعدم وجود دعم شعبي لها. مثلاً حسني مبارك، لم يجد عشرة آلاف يتظاهرون من أجله، فذهب واستأجر جماعة "واقعة الجمل". نسجل بين هلالين أن السعودية أول من وقف منذ اليوم الأول ضد هذا الحراك كله. سبحان الله، كانت ضد الحراك في تونس وفي مصر وفي البحرين ومع الحراك في ســوريا. مثلاً، في ليبيا سكتت لأنها على عداوة مع معمر القذافي.
انتفاضات بلا مشروع ولا قيادة
يضيف السيد نصرالله: الأنظمة الإقليمية اضطربت، ولم تكن تدري ما تصنع. الأميركيون كانوا مربكين في البدايات، وكانت هناك أكثر من وجهة نظر لديهم. لنا أن نفترض أن وزارة الخارجية لديها وجهة نظر، وجهاز الاستخبارات (سي أي إيه) لديه وجهة نظر، وزارة الدفاع(البنتاغون) لديها وجهة نظر. كان هناك إرباك لدى الأميركي حول كيفية التعاطي مع هذا الوضع المستجد.
إلى هنا يمكن أن نضع حداً للنظرية الثانية التي لا نوافق عليها، ولها مؤيدون كثر، أن هذا كله كان مخططاً أميركياً ـ إسرائيلياً، هذا غير صحيح. الدليل أنه إذا عدت لنشأة الانتفاضات الشعبية في أكثر من بلد عربي، ستجد أنها انتفاضات شعبية وشبابية دخلت على خطها لاحقاً أحزاب وجماعات وحركات.
الأميركيون، لأنهم دولة استعمارية وقوة عظمى، بالنهاية لديهم خيارات، فمهما كان لدى الولايات المتحدة ارباك، فإنها تستطيع أن تتداركه، فهي دولة براغماتية، أي لا توجد أيديولوجية. لا توجد مبادئ وأصول وثوابت، وإنما هناك براغماتية، مصالح، ماذا تقتضي مصالحهم في مصر وتونس وليبيا والعراق وإيران وسوريا. انهم يعملون بموجب مصالحهم. عندما أراد الأميركيون أن يتحركوا وفق مصالحهم خرجت نظرية: من هي الاتجاهات أو الجماعات أو الحركات أو الأحزاب المؤهلة أن تمسك بهذه الحكومات وتدير هذه البلدان نتيجة انهيار الأنظمة السابقة، سواءً كنا نقبل بهذه الحركات الإسلامية أم لا نقبلها. (طبعاً أنا أتحفظ على عبارة الإسلام السياسي).
لماذا تتحفظ؟
أنا أقول الحركات الإسلامية. لا يوجد اسلام سياسي وإسلام غير سياسي، هذا التصنيف ليس دقيقاً ويحتاج إلى نقاش. نستطيع أن نتحدث عن الحركات الإسلامية، الأحزاب الإسلامية، الجماعات الإسلامية، وليس عن إسلام سياسي. على كل حال، حصل افتراض، وهذا غير بعيد عن المنطق، هناك نظرة واقعية للعالم العربي، التيار الإسلامي وأحزاب التيار الإسلامي كانت هي الأحزاب الأكثر انتشاراً والأكثر تنظيماً، وللوهلة الأولى الأكثر قدرة على تشكيل البديل. الأميركيون ليس لديهم مانع، وأنا برأيي أن الأميركيين ليست لديهم مشكلة في أي مكان في العالم الإسلامي أن تحكم حركة اسمها حركة إسلامية، وإسرائيل أيضاً ليس لديها مانع. لا مشكلة أن تكون إسلامياً وملتحياً، وزوجتك محجبة وتصلي الصلوات الخمس، وأن تحج وتعتمر وتعمل ما بدا لك، كل ما تريد والبس ما تشاء، لكن قل لي ما هو موقفك من إسرائيل؟ ما هو رأيك بالنفط؟ كيف تتعاطى مع الثروات، وما هو موقفك من أميركا ومشروعها في المنطقة؟ أنت مع المشروع الأميركي، أهلاً وسهلاً بك. أنت ضد الأميركي يجب أن يُجهز عليك.
في العمق، ليس لديهم مشكلة. بالأصل، هذه هي العقلية الانكليزية، كان الانكليز هم أصحاب هذه النظرية. ففتحوا الباب واسعاً أمام بعض الحركات الإسلامية أو بعض الجماعات الإسلامية في أكثر من مكان. كل بلد له ظروفه التي تختلف عن البلد الآخر. لا يوجد شك أن كل بلد لديه صعوبات بالغة، الإرث ضخم. توقعات الناس، الثوار توقعاتهم أيضاً ضخمة. في نهاية المطاف، لم يتوفر في هذه البلدان حتى الآن البديل القادر على تحقيق الحد الأدنى من توقعات المنتفضين والثائرين.
حتى هذه النقطة الأمر واضح، لكن ما يحتاج إلى استكمال، يحتاج إلى معلومات، فمثلاً: هل العجز الذاتي هو الذي أوصل إلى هذه الانهيارات والانقسامات، وبالتالي وضع الآن هذه الدول العربية أمام المزيد من الانقسام الذي سوف يصبح أمراً واقعاً، ألا يمكن تجاوزه؟ هل العجز الذاتي هو الذي أوصل إلى هنا، أم هناك في مكان ما في العالم، قوى عظمى ومعها دول إقليمية، تخطط لدفع هذه البلدان إلى التقسيم؟ هل وظفت العجز الذاتي ولم تقدم أية مساعدة جدية، وهل حرّضت وفتنت، وهل استخدمت كل الوسائل حتى لا تلتئم جامعة أي بلد من هذه الدول، وحتى تذهب هذه البلدان إلى مسار التقسيم؟ هذا ممكن، لكن هذا يحتاج إلى معطيات.
تقسيم السعودية الى دول
ماذا عن الاسرائيلي؟
عندما تأتي إلى الإسرائيلي، فان مصلحته واضحة. مصلحته قطعاً المزيد من التفتيت. المزيد من التجزئة، المزيد من الحروب، المزيد من الاقتتال، على أي أساس؟ ليس مهماً، مذهبي، طائفي، فكري، عائلي، عشائري، قبلي، عرقي، جهوي، غير مهم. المهم أن يقتل بعضنا بعضاً، وأن يقاتل بعضنا بعضاً على امتداد العالمين العربي والإسلامي. هذا بالنسبة لإسرائيل مصلحة أكيدة. لكن هل إسرائيل من خلال أجهزتها و"موسادها" هي تفعل هذا في العالم العربي والإسلامي؟ أنا لا أعتقد أن إسرائيل لديها كل هذه القدرة. أحياناً يحصل نوع من المبالغة في قدرة إسرائيل الأمنية وأنها قادرة على أن تمزق وتفتت العالم العربي والإسلامي! لكن بالمصلحة، أكيد هذه مصلحة إسرائيل. اليوم، وقد قلت أن هذا يحتاج إلى محاكمة وإلى معطيات ومعلومات، إذا ذهبت إلى الأميركي، أعتقد أن الأميركيين لديهم أيضاً المصلحة ذاتها. أن تذهب المنطقة وتبقى مشتعلة لسنة، لاثنتين، لثلاث، لاربع، لخمس، في النهاية ستستقر على تجزئة المجزأ، أي المزيد من الدول الضعيفة والدول الهزيلة والدول الصغيرة، وهذا يخدم هيمنة أميركا على المنطقة، ومصادرتها كل إمكاناتها ومقدراتها ويحمي ثكنتها العسكرية المتقدمة في المنطقة، أي إسرائيل، يعني مصلحة أميركا.
نحن نميل إلى الفكرة التي تقول أن الوضع تحرك شعبياً. كان هناك عجز حقيقي عند هذه الثورات، إذا هم أرادوا اجراء نقد ذاتي عليهم أن يقبلوا بهذا الكلام. هناك مشكلة قيادة، مشكلة تخطيط، مشكلة مشروع، مشكلة عقل استراتيجي. أي مجموعة مشاكل. هناك نقاط ضعف هائلة موجودة، بنيوية وإلى آخره، وجاء من افترضوا أنه سيساعد، لكن تبين أن مصلحته في أن يفتت ويشتت.. فذهبنا إلى التمزيق والتشتيت.
أنا أعلم أن هناك دولاً في المنطقة. دول إقليمية ودول عربية مشاركون في الحد الأدنى في هذا المستوى من النقاش الذي اسمه تقسيم الدول العربية الكبرى. أنا استعمت إلى هذا النقاش. حتى قبل ثلاث سنوات، وقبل كل هذا الذي سمي ب"الربيع العربي"، كان هناك نقاش جدي لدى الأميركيين بشكل أساسي. الفرنسيون والبريطانيون قريبون من هذا النقاش، لكن الآن، القرار أميركي، وهذه معلوماتي، وهذه المعلومات مصدرها خليجي؛ النقاش وصل إلى الكلام عن مستقبل السعودية، بلغني نقاش حول ضرورة تقسيم السعودية إلى دول عدة.
ما هو فهمكم للغارة الاسرائيلية على أحد أهداف الحزب قرب الحدود اللبنانية ـ السورية؟
نحن فهمُنا للغارة الإسرائيلية الأخيرة أن الإسرائيلي يحاول الاستفادة من الظرف القائم لتغيير قواعد اللعبة، أو بشكل أدق تغيير قواعد الصراع والاشتباك.
في السنوات الأخيرة حاول الإسرائيلي أن يصل إلى مرحلة في الجنوب يتمكن فيها من الدخول إلى داخل الأراضي اللبنانية بعمق بعض الأمتار، وهذا كان يعالج عبر اليونيفيل والجيش اللبناني. وليس متوقعاً من المقاومة أن تكون موجودة على كامل الحدود لمنع دخول جنود إسرائيليين بضعة أمتار داخل الأراضي اللبنانية.
لكن تبين في المدة الأخيرة أن الإسرائيلي يحاول الدخول إلى عمق الأراضي اللبنانية، ودخل مرات عدة، وذلك لتحقيق أهداف عدة، جزء منها الاستطلاع الميداني، لأن الاستطلاع الجوي لا يحل كل المشاكل، لأن هناك زوايا، الاستطلاع الجوي لا يؤمنها، وهناك تفاصيل معلومات لا تُحلّ بالاستطلاع الجوي، لذلك لا غنى عن الاستطلاع الميداني، أو قد يدخل لزرع أجهزة تجسس، مثل الأجهزة التي تم اكتشافها على شبكة الاتصالات السلكية في الجنوب، ويمكن أن يكون هدفه زرع عبوات لقتل أشخاص. هذا الدخول يخدم مجموعة أهداف.
في ذلك الوقت أخذنا قراراً، وزرعنا في منطقة اللبونة عبوتين كبيرتين، وهي منطقة في عمق الأراضي اللبنانية، وليست بعيدة عشرة أو عشرين متراً عن الحدود. وعندما حصل التفجير في ذلك الوقت كان واحداً من أهداف تلك العملية إيصال رسالة للعدو أننا لا نسمح لك بتغيير قواعد الاشتباك، وفي أي مكان تدخل إليه ونعلم به، نحن سنواجهك. لدينا القرار والعزم والشجاعة للمواجهة.
الإسرائيلي مع الوقت يمكن أن يكون صار عنده التباس، مفاده أن المقاومة ـ كما يحاول الفريق الآخر في لبنان أن يعمم من خلال إعلامه ـ تشعر بالحرج والضعف وهي مرتبكة وخائفة وقلقة، وهذا الالتباس يجرّئه على تغيير قواعد الاشتباك.
قيمة عبوة اللبونة في ذلك الوقت هي الرسالة بأن المقاومة، بالرغم من أنها تقاتل في سوريا، إلا أن عينها مفتوحة ومستعدة لأن تواجه.
كان من المفترض ـ بشكل طبيعي جداً ـ أن يسقط تفجير اللبونة قتلى في جنود العدو، ولكن لم يسقط قتلى وإنما فقط جرحى. نحن لسنا مسؤولين إن سقط قتلى أو جرحى، وإنما كنا ننفذ عملية عسكرية طبيعية.
بعد عملية اللبونة كان من الواضح أن الإسرائيلي أخذ يرتب حساباته على أساس أن الأمر ليس سهلاً. وقد تحدثت عن الموضوع حينها في احتفال عيتا الشعب بشكل علني، وقلت إن السياحة على الحدود انتهت، وكنت محتاطاً، حيث قلت: حيث نعلم أن الإسرائيلي يتقدم أو يخترق الحدود نحن سنواجه، وذلك حتى لا يقول أحد أن الإسرائيلي تقدم في مكان ما ولم نرد، فقلت: حيث نعلم.
هذا الملف تتم معالجته، وحتى الآن ليس ظاهراً أن هناك خرقاً غير ما يحصل على الحدود بين الخط التقني والخط الأزرق، دخل الجنود عشرة أمتار أو أربعة أمتار، وقبل أيام وتحديدا يوم نزع الرايات في خلة وردة.. كان الخرق أربعة عشر متراً.
نرفض تغيير قواعد الاشتباك
صار الاسرائيلي يبرر الكثير من الغارات في سوريا ومؤخرا في جنتا بموضوع السلاح النوعي لحزب الله.
نعم، هناك شيء يحاول الإسرائيلي التأسيس له وهو الادعاء بأنه إذا علم بدخول أي سلاح نوعي إلى لبنان، فسيقصفه ولو كان ذلك داخل الأراضي اللبنانية.
هذا الكلام يردده العدو منذ سنوات، ولكن وتيرته زادت في الأشهر الماضية.
طبعاً، نحن لسنا معنيين أن نقول إذا كنا قد استلمنا سلاحاً أو لم نستلم، لأننا لا نخوض حرباً إعلامية مع العدو بحيث نقول له لقد أدخلنا سلاحاً ولم تقصفه، ولسنا في هذا الوارد.
عنما نفذ العدو الغارة على جنتا، هو لم يتبنّ الغارة رسمياً، وحتى الآن هو لم يتبنّاها. لقد تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الموضوع وذكر ذلك المحللون الإسرائيليون، ولكن حتى الآن لم يصدر تبنٍّ رسمي. ولكن القريبين منه، هؤلاء الذين يوظفهم في خدمته ادعوا بأن الهدف هو قافلة تنقل سلاحاً نوعياً لحزب الله، وهذا غير صحيح.
يمكن الميل بالتحليل للقول إنه أكثر من كون الغارة لها هدف جدي، وتستهدف شيئاً محدداً، هي في الواقع بمثابة جس نبض، وبمثابة تغيير للمعادلة وتغيير لقواعد الاشتباك، بمعنى أن يقوم الإسرائيلي بقصف موقع عسكري لحزب الله، وحزب الله يسكت ولا يقوم بأي رد لأنه مشغول بجبهة سوريا، وبالتالي هذا يؤسس لضربات مقبلة فإذا تم السكوت على هذا الموضوع، قد يأتي العدو غداً ليضرب أية شاحنة وأي هدف وأي بيت في أي مكان بدعوى أن هذا سلاح نوعي ونحن ملتزمون بأن نضرب السلاح النوعي.
حتى أن المكان الذي اختاره العدو محسوب:
أولاً: اختار العدو هدفاً عسكرياً في التلال لا يوجد بجواره مدنيون.
ثانياً: المنطقة ملتبسة. هل هي أرض لبنانية أو سورية. في تلك المنطقة هناك أراضٍ لبنانية يملكها سوريون، كما أن هناك أراضي سورية يملكها لبنانيون.
نحن عندما أصدرنا البيان كان ذلك للتأكيد أننا نرفض أي تغيير في قواعد الاشتباك.
وسنخص "السفير" اليوم بهذه المعلومة: نعم عبوة مزارع شبعا التي لم يتبناها حتى الآن حزب الله هي من عمل المقاومة، يعني "شغل حزب الله"، وهذا ليس الرد، وإنما هذا جزء من الرد على الغارة الإسرائيلية. نحن لا نريد أن نلزم أنفسنا بسياسة الإعلام عن كل ما نفعل، وهذه سياسة جديدة.
سابقاً، في الجنوب، وخلال عمل المقاومة كانت السياسة، ما نفعله نتبناه.
الآن نحن لسنا معنيين لا أن نتبنى ولا أن ننفي، وقد يكون لنا علاقة وقد لا يكون لنا علاقة. ولكن في موضوع عبوة مزارع شبعا نحن نتبنى ذلك ونقول إن هذا جزء من الرد. وطبعاً الإسرائيلي فهم مئة بالمئة أن هذه العملية من صنع حزب الله. ما نزل على التويتر من تبنٍّ للعملية من قبل "داعش" لم يأخذه أحد على محمل الجد. والإسرائيلي فهم الرسالة جيداً أنه لا تغيير في قواعد الاشتباك وأن هذه المقاومة تملك القرار والإرادة والعزم والجدية والشجاعة أن ترد. (والرسالة للعدو مفادها): أنت ضربت هدفاً عسكرياً والمقاومة ردّت على هدف عسكري.
بعد عملية "المزارع"، كانت الرسالة واضحة ومفادها أننا نرد وأننا لا نقبل بتغيير قواعد الاشتباك لمصلحة العدو، لأن القصة هنا ليست قصة قواعد اشتباك، وإنما هي قصة ردع.
إذا عاد الإسرائيلي للاستباحة وصار ـ بحجة وبدون حجة ـ الطيران أو المدفعية يقصف أهدافاً عسكرية، ومن ثم يتوسع إلى قصف أهداف مدنية، فهذا معناه أن كل ما أُنجز خلال السنوات الماضية، وبالحد الأدنى من تفاهم نيسان 1996 إلى 2006 إلى اليوم، يكون قد ضاع.
المقاومة اقوى من أي وقت مضى
وصلت الرسالة برأيك؟
نعم طبعاً. جميع الإسرائيليين عندما قيّموا الموضوع، سواء العسكر أو الأمن أو الإعلام أو الكنيست، كلهم استعملوا هذه العبارة: العملية في مزارع شبعا رسالة واضحة من حزب الله أنه لا يخشى الدخول في حرب مع إسرائيل.
هل يمكنكم أن تدخلوا في حرب مع إسرائيل في ظل وجودكم في سوريا؟
في موضوع القدرة، المقاومة ـ وبمعزل عما يجري في سوريا والانشغال في سورياـ قطعاً هي أقوى بكثير مما كانت عليه في العام 2006. هذا ليس فيه مبالغة، وإنما هو حقيقة، إن لجهة القدرة البشرية، العدد، أو لجهة الكفاءة القتالية، لجهة التدريب، وذلك حتى قبل الأحداث في سوريا، بعد حرب 2006 وُضع برنامج محترم على هذا الصعيد هدفه رفع مستوى الكادر البشري، المستوى الفكري والمعلوماتي والفهم والتخطيط والقيادة والإدارة. فالقدرة البشرية بالتأكيد أكبر بكثير مما كانت عليه في 2006، والمقدرات المادية أيضاً أكبر بكثير مما كانت عليه في العام 2006، والإسرائيلي يعلم ذلك.
وسواء كان هناك قتال في سوريا أم لا، إذا فرضت إسرائيل حرباً على لبنان فإن المقاومة في لبنان ستقاتل أفضل بكثير مما قاتلت في العام 2006 بالرغم مما يجري في سوريا، وهذا محسوم تماماً.
لا مصلحة لاسرائيل بالحرب
هل يذهب الإسرائيلي إلى حرب ضد لبنان في هذه المرحلة، وهل تكون الجبهة محدودة؟
الإسرائيلي لديه حساباته. بالأمس القريب قال إيهود باراك في محاضرة له (هؤلاء عندما يتركون المناصب يتوجهون إلى المحاضرات) محذراً، وتحذيره صحيح من الناحية الفنية والتقنية، أن تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة مع الوقت سوف تصبح تكنولوجيا سهلة المنال وغير معقدة كما ونوعا، وأنه يمكن أن يحصل عليها مثل حزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي و..، وبالتالي هذه الحركات المقاومة ـ وبالأخص حزب الله ـ يمكنها أن تضرب أي هدف في أي عمق في فلسطين المحتلة، طبعاً هو قال في إسرائيل.
رئيس أركان جيش العدو يقول: عندما ستبدأ الحرب المقبلة فإن أول صاروخ يطلقه حزب الله سيدخل إلى نافذتي. وهو يقصد أن لدى المقاومة في لبنان صواريخ دقيقة، تصيب تل أبيب وتدخل إلى نافذة مكتب رئيس الأركان.
من هنا، فإن إسرائيل عندما تدرس اتخاذ قرار الحرب، تطرح على نفسها السؤال: هل هي قادرة على حسم هذه الحرب مع المقاومة في لبنان؟ بمعزل عن كل ما حصل في المنطقة، هنا الحسابات العسكرية تدخل بقوة. لذلك أنا أقول جواباً على السؤال: ليس من السهل على إسرائيل أن تقرر حرباً جديدة في المنطقة، وذلك نتيجة الإمكانات وطبيعة المعركة التي يمكن أن تحصل وما يمكن أن تنجزه إسرائيل من هذه الحرب والخسائر التي يمكن أن تلحق بها.
الإسرائيلي عنده أساس بالنسبة إلى أي حرب مقبلة، وهذا متفق عليه عند كل القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، أنه لا يدخل بحرب مع المقاومة في لبنان، إلا إذا كان متأكداً وقاطعاً بأنه سيكون أمام معركة حاسمة وسريعة، وتصل إلى نصر بيّن وواضح.
المرة الماضية طالت المعركة الشمال الفلسطيني والوسط والعفولة ، أما الكلام الآن فهو عن تل أبيب. هو يعلم ذلك، وهو لا يتحمل معركة تطول، ويكون فيها عمق الكيان عرضة للضرب بشكل دقيق ومحدد.
هل يضمن الإسرائيلي أنه إذا ذهب إلى حرب مع لبنان يمكنه أن يحقق نصراً سريعاً وحاسماً؟
حتى الآن ليس هناك أحد في إسرائيل يقول ذلك. "الجماعة" تعلموا أن لا يرفعوا التوقعات وأن لا "يعلّوا الأسقف"، خشية من أن لا يقدروا على تحقيق شيء من هذه الأسقف.
بالمعطى السياسي نحن رأينا أنه لا يوجد فرق بين الوضع الآن وبين الوضع الذي مضى.
قد يُقال إن الوضع العربي سيء، والجواب: متى كان الوضع العربي مانعاً أو رادعاً أو يدخل في الحسابات الإسرائيلية إذا قرر العدو أن يعتدي على لبنان أو غزة أو سوريا أو أي بلد عربي؟
بالعكس، أنا أعتبر المعطى السياسي الآن أفضل من 2006. بالحد الأدنى في 2006 أغلب الدول العربية كانت مع هذه الحرب. السعودية علناً كانت مع هذه الحرب، والدول الثماني اجتمعت وأصدرت بياناً وأدانتنا في الأيام الأولى للحرب، وكان الروس يحاولون أن يستعيدوا أنفاسهم.
اليوم بالمعطى الإقليمي والدولي أنا أقول إن وضعنا أفضل. المقاومة في لبنان، وضعها الإقليمي والدولي ـ إذا أخذنا الأمور بشكل نسبي ـ أفضل مما كانت عليه عشية حرب 2006.
إلى ذلك، فإن مصلحة إسرائيل الآن هي أن يبقى ما يشغل المنطقة كلها هو الصراعات الداخلية.
اليوم تحتاج إسرائيل أن تنساها الشعوب العربية والإسلامية.
شن أي حرب إسرائيلية جديدة سيعيد أولوية الصراع مع العدو الإسرائيلي إلى العقل العربي والوجدان العربي والشارع العربي، وهم ليسوا مضطرين لذلك.
من هنا أنا أقول إنه بحسب المعطيات العسكرية والميدانية من جهة، والسياسية من جهة، أستبعد أن تقدم إسرائيل على شن حرب على لبنان.
أين تندرج عملية الاغتيال التي حصلت عند طرف الضاحية والتي استهدفت الحاج حسان اللقيس؟ هل تجزمون أن إسرائيل هي التي فعلتها؟
نحن فهمُنا هكذا، ومعطياتنا الأوليّة هكذا.
أمر مخيف ان تكون إسرائيل قد أصبحت قريبة إلى هذا الحد.
المشكلة أن إسرائيل دائماً كانت قريبة.
لنبدأ الشق المحلي من عند الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة وبدأت تنفيذها في طرابلس ثم البقاع، وهل كان لزاما على عاصمة الشمال أن تعيش عشرين جولة من المعارك وأن يسقط مئات الشهداء والجرحى، وماذا يضمن أن المقاربة هذه المرة ستكون مختلفة عن المرات السابقة؟
أعتقد أنها ستكون مختلفة هذه المرة. في المرات السابقة، دائما كانت المشكلة في القرار السياسي. أحد العوامل الأساسية في اتخاذ القرار الكبير لهذه الخطط هو عودة الفريق الآخر إلى السلطة. أنا أعتقد أنهم لو بقوا خارج السلطة لما وافقوا على أي خطط أمنية، بل ربما عطّلوها. هذا ما كان يجري في السابق. مما لا شك فيه أن ما حصل)تغيير الحكومة) كان نافعاً، لأننا ومنذ البداية، وحتى في ظل تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، كنا حريصين جداً على مشاركة الفريق الآخر، ولكنهم أخذوا خياراً آخر.
اما اليوم، فان الحكومة التي شاركت فيها أغلب القوى السياسية، يمكنها بالتأكيد أن تحقق إنجازات أكبر. قد تمشي ببطء ولكن تستطيع أن تحقق إنجازات أكبر.
هل الأمر الملكي السعودي بحظر مجموعة من التنظيمات الإرهابية التي لها امتدادات في لبنان عنصر مساعد؟
بالتأكيد هذا الأمر سيساعد كثيراً وهو قد شجع الفريق السياسي الآخر على أن تكون له مشاركة جدية في مواجهة هذا الأمر، وتفعيل عمل بعض الأجهزة الأمنية الرسمية في هذا الاتجاه، أو الموافقة على بعض الخطط الأمنية، أو تقديم الغطاء المناسب للجيش اللبناني. أنا أعتقد أن هذه الخطوات، قد تأثرت بشكل أو بآخر، بالقرار السعودي.
ما هو تقييمكم الأولي للخطوات التي اتخذتها حكومة الرئيس تمام سلام، سواء بالتعيينات، أو بالملفات الأخرى؟
بالتأكيد، نحن كنا شركاء في هذه القرارات وقمنا بتقديم كل العون اللازم والتسهيلات المطلوبة.
الاستنابات القضائية غير متوازنة
في موضوع طرابلس، يُتهم الحزب أحياناً برعاية حالات وبتوفير غطاء سياسي لها. ما أنجز حتى الآن، يفيد والى أي مدى؟
هو مفيد لمدينة طرابلس وللشمال ولكل لبنان، لأن ما كان يجري في طرابلس كان يؤدي إلى توتير المناخ السياسي والإعلامي والشعبي والنفسي على امتداد ساحة الوطن. أي خطوات تؤدي إلى حقن الدماء، إلى تهدئة النفوس، إلى تهيئة المقدمات لمصالحات يمكن أن تحصل في المستقبل ويجب أن تحصل، ويمكن أن تشكل مقدمات لخطوات أوسع سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو المعيشي، هي خطوات بالتأكيد مهمة جداً.
في موضوع الشمال أو طرابلس، نؤكد على عدم الاكتفاء بالمقاربة الأمنية والقضائية، بل ندعو إلى مقاربة شاملة، سياسية واجتماعية واقتصادية وانمائية، وندعو إلى إجراء مصالحات حقيقية بين التيارات والاتجاهات المختلفة، وندعو إلى أقصى تعاون ممكن.
وما هو تقييمكم للاستنابات القضائية التي صدرت حتى الآن؟
أننا نسجل ملاحظة على الاستنابات القضائية، أنها لم تكن متوازنة كما كنا نتوقع وننتظر.
هذه التحفظات لم تسبب إشكالاً؟
عملياً، الآن الجميع متعاون من أجل تسهيل الخطة بكل أبعادها. وإذا كانت هناك من ملاحظات أو تحفظات أو إشكالات يمكن معالجتها مع الوقت.
حتى لا تبقى المقاربة أمنية، ألا يؤدي فتح حوارات سياسية وخصوصا بين حزب الله والمستقبل الى تحصين الخطة الأمنية؟
نحن كنا دائماً جاهزين للحوار. عملياً الآن في الحكومة، ومن خلال وجود أغلب القوى السياسية فيها، هذه الحوارات تتم على طاولة مجلس الوزراء. الحكومة الحالية تحاول أن تعالج ملفات كبيرة وأساسية. كذلك الحال عودة الحياة إلى المجلس النيابي وإلى العمل النيابي. كما ان فتح الأبواب أمام مختلف الكتل النيابية لتتواصل وتتناقش في قضايا مهمة وكبيرة يساعد طبعاً، وهناك الكثير من القضايا المؤجلة والتي لم تعد تحتمل أي تاجيل وتمس حياة المواطنين، وبينها موضوع سلسلة الرتب والرواتب.
عمليا، أنتم اتخذتم قراراً بأن يكون الحوار على المستوى النيابي والوزاري، ولم تقرروا رفع مستوى الحوار مع تيار المستقبل إلى المستوى السياسي.
ليست هناك مشكلة لا بالحوار السياسي ولا بفتح القنوات بأي مستوى من المستويات مع تيار المستقبل.
من يتحمل مسؤولية انقطاع الحوار في المرحلة الماضية؟
لنقل إن انقطاع الحوار كان نتيجة الخلاف الذي حصل حول حكومة الرئيس سعد الحريري. الظروف والأجواء التي تبعت تلك المرحلة هي التي أدت إلى انقطاع الحوار بشكل طبيعي. لا نريد أن نحمّل أي طرف من الأطراف وحده مسؤولية انقطاع الحوار.
ألا يتناقض هذا الكلام مع مقاطعة حزب الله لجلسة الحوار الوطني الأخيرة؟ وهل هذا الموقف ينسحب على جلسة الحوار المقبلة؟
الأمر يختلف. مقاطعة طاولة الحوار الوطني كانت لها أسباب مختلفة. الآن نحن مثلاً نشارك في جلسات الحكومة بشكل طبيعي، سواء تراسها رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء.
موضوع طاولة الحوار موضوع مختلف، لأن طاولة الحوار موضوعها الأساسي ـ بل يُقال إنه الوحيد ـ هو موضوع الاستراتيجية الدفاعية، والمواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً في الأسابيع الأخيرة... أعتقد أنها أفقدته موقع من يستطيع أن يُدير حواراً وطنياً يتناول قضية بهذه الخطورة والأهمية، أي موضوع الاستراتيجية الدفاعية. غيابنا عن طاولة الحوار لم ينطلق من موقفنا من مبدأ الحوار. نحن دائماً كنا حريصين على مبدأ الحوار وعلى الحوار وعلى الحضور الى طاولة الحوار، ونحن لم نقاطع سابقاً في الوقت الذي قامت فيه قوى أخرى بتعطيل الحوار لأشهر طويلة.
الحيثية التي دفعتنا إلى هذا الإجراء هي المواقف الحادة التي اتخذها رئيس الجمهورية من مسألة المعادلة الثلاثية والتوصيفات التي أطلقها والمواقف المسبقة التي أعلن عنها بطريقة غير مناسبة.. من وجهة نظرنا.
ما هو تفسيركم للمواقف التي اتخذها رئيس الجمهورية وهل فاجأتكم؟
التبدل في المواقف حصل، خصوصاً في الأشهر الأخيرة. أنا ليس لديّ تفسير واضح. هناك تحليلات كثيرة، لكن أنا لا أريد أن أخوض في هذه التحليلات. النتيجة برأيي غير مناسبة. لو أخذنا الخطابات الأخيرة وقارنّاها مع خطاب القسم لوجدنا تباعداً كبيراً بين الخطابين وبين التوجهين.
في نهاية المطاف نحن علينا أن ننظر إلى الناتج، أما الدوافع والخلفيات فلا نريد أن ندخل فيها.
ننتقد الرئيس.. لا الرئاسة
اتهمكم البعض باستهداف مقام الرئاسة؟
نحن في البدايات، لم نعلق على الخطب، ومنها الخطاب الشهير في وزارة الدفاع. لم نعلّق وتجاوزنا هذا الأمر، وبقينا على تواصل، على أمل أن يكون ما قيل قد قيل، أي أنه موقف أتخذ في لحظة وليس مساراً جديداً. تبيّن في ما بعد أنه مسار جديد. التعليق الأول الذي أطلقه حزب الله كان واضحا ودقيقا وقال فيه ما معناه: مع احترامنا وتقديرنا الكبير لمقام الرئاسة. فنحن هنا ننتقد الرئيس ولا نتعرض لمقام الرئاسة، وهذا أيضاً من حقنا الطبيعي، كما أن الكثير من الفرقاء السياسيين في لبنان كانوا ينتقدونه في مواقف مختلفة. ولو راجعنا السنوات الست الماضية لوجدنا أن الأكثر انتقاداً وحدّة في انتقاد الرئيس في السنوات الأولى، كان بعض الأفرقاء في 14 آذار.
الآن لا يوجد حوار ثنائي مع رئيس الجمهورية؟
لا، لا يوجد. سوى التواصل الطبيعي على طاولة مجلس الوزراء، لكن لا يوجد تواصل ثنائي مباشر.
بتقديركم هل يرتبط موقف رئيس الجمهورية بإشارات أعطاها حزب الله رفضا للتمديد؟
هذا من الاحتمالات المطروحة. أنا أشرت الى وجود تحليلات عدة. هذه من التحليلات التي تقال أيضاً. طبعاً، نحن بالرغم من أننا لم نُعلن موقفاً سياسياً علنياً أو إعلامياً من مسألة التمديد، ولكن في سياق البحث حول تشكيل حكومة، منذ أشهر، نحن قلنا رأينا بشفافية وصدق لمن راجعنا، وبعضهم من أصدقاء الرئيس، أنه بالنسبة إلينا التمديد غير وارد. قد يكون هذا الموقف المبكر سبباً للإشكالات التي حصلت، أو للتحولات التي حصلت في موقف الرئيس. ولكن أنا أقول ليس لديّ معلومات خاصة. لا أريد أن أحكم. هذا يبقى من الاحتمالات.
لا موقف مبدئيا من أصل التمديد
لماذا كان موقفكم من التمديد للرئيسين الياس الهراوي وإميل لحود إيجابياً، فيما أتخذتم موقفاً مبدئيا سلبياً هذه المرة؟
نحن لا نتحدث عن موقف مبدئي. حتى مَن راجعنا، سواء في موضوع رئيس الجمهورية أو في مواقع أخرى وحتى في الحوارات التي حصلت بيننا وبين أصدقائنا في التيار الوطني الحر حول التمديد لمجلس النواب، أنا قلت لهم: نحن ليس لدينا موقف من أصل المبدأ، ولذلك نحن في يوم من الأيام وافقنا على التمديد للرئيس الراحل الياس الهراوي، وأيضاً وافقنا على التمديد للرئيس لحود.
إذاَ، نحن ليس لدينا مشكلة مع المبدأ، بدليل أننا في السابق صوّتنا لتطبيقات هذا المبدأ، وأيضاً عندما وصلنا إلى موضوع المجلس النيابي، ونتيجة تشخيصنا ورؤيتنا وفهمنا للأوضاع السياسية والأمنية وما يجري في لبنان وفي المحيط، أيّدنا فكرة التمديد للمجلس النيابي في العام الماضي.
إذاً نحن لسنا ضد مبدأ التمديد، سواء لمؤسسة أو لشخص أو لموقع، وهذا واضح، أنا لا أخلط بين الأمور.
نعم، نحن نقول إن التمديد لرئيس الجمهورية، حتى عندما كان يحصل في السابق، كان يخضع لظروف خاصة واستثنائية تحتاج لأن تمدّد لهذا الرئيس أو لذاك الرئيس.
أنا أعتقد أنه لا الظروف تدفع باتجاه التمديد لفخامة الرئيس سليمان، ولا أيضاً أداء الرئيس سليمان يدعو إلى الموافقة على التمديد له.
في الانتخابات الرئاسية.. حسمنا موقفنا
ما تفضلتم به يؤشر إلى أن حزب الله حدّد بشكل أو بآخر موقفه من انتخابات رئاسة الجمهورية؟
جوابي من شقين، الأول، يتعلق بإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، أنا أعتقد أن هذا ليس موقف حزب الله وحده. بكركي هي أول من سارع إلى الإعلان عن هذه الضرورة والحاجة الوطنية، وبإلحاح شديد، مؤكدة على أن هذا الأمر يجب أن يحصل. وحتى الأدبيات التي استُخدمت، ركزت على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. كان الكلام واضحاً عن انتخاب رئيس جديد، مما يعني استبعاد أي فرضية للتمديد أو التجديد للرئيس سليمان. وحسب ما أرى فإن المناخ العام في البلد هو إجراء انتخابات رئاسية وانتخاب رئيس جديد.
الشق الثاني يتعلق بشخص الرئيس الجديد.
نعم، على مستوى قيادة حزب الله، نحن ناقشنا هذا الأمر في ما بيننا. بالنسبة لنا، الشخص الذي نتطلع إليه وندعم ترشيحه ونؤيده ونصوّت له بات محسوماً. هذه الشخصية محددة في قرارنا الضمني، ولكن إعلان هذا الأمر ينتظر الوقت المناسب وكذلك بعض التنسيق الذي نحتاج إليه في ما بيننا، خصوصاً في إطار فريقنا السياسي، وبالأخص مع الشخصية المعنية. لكن، داخلياً، ضمناً، هذا أمر قد حُسم بالنسبة لنا.
هل يمكن الحديث عن المواصفات، إذا كنتم لا تريدون الدخول في الأسماء؟
منذ أسابيع هناك تداول في البلد بمواصفات الرئيس، والحديث عن رئيس قوي وعن رئيس له تأثير حقيقي ومقبول على المستوى الشعبي والوطني. كل هذه المواصفات التي أطلقت، وأعتقد أن الجميع يتحدث عنها، هناك إجماع عليها ونحن أيضاً نؤيدها.
العامل الداخلي رئاسيا.. أقوى
هل تنطبق هذه المواصفات على مرشحين مثل سمير جعجع بعد إعلان ترشيحه رسميا؟
بمعزل عن تقييمنا للدكتور سمير جعجع ومواقفه وسيرته ومنطلقاته وأهدافه السياسية، وبمعزل عن تقييمنا لأي مرشح من قوى 14 آذار، أو قد تؤيده قوى 14 آذار، من الطبيعي والمنطقي جداً أن ندعم ونؤيد مرشحنا الذي نعتقد بأن وصوله إلى سدة الرئاسة سيحقق المصلحة الوطنية الكبرى التي نتطلع إليها.
هل هناك هجمة مرشحين رئاسيين من تحت الطاولة في اتجاه حزب الله؟
من الطبيعي، في بلد مثل لبنان أن يسعى المرشحون المفترضون للتواصل مع مختلف القوى السياسية، وحزب الله قوة سياسية أساسية في البلد. وهذا الأمر يحصل بشكل أو بآخر.
بتقديركم، هل عناصر الاستحقاق الرئاسي في العام 2014 مختلفة عن سابقاتها؟ العنصر الدولي والعنصر الإقليمي؟ وهل سيكون هذه المرة للعنصر المحلي حضور أكبر؟
أتصور أن هذا الاستحقاق سيتأثر أكثر من أي وقت مضى بالعوامل الداخلية.
على المستوى الدولي، ما يظهر حتى الآن من مواقف بعض الدول الكبرى التي تتدخل عادة في الانتخابات الرئاسية يدل أنها لا تؤيد شخصاً معيناً. حتى الآن لم يظهر أن هذه الدول تعمل لإيصال شخصية محددة إلى الرئاسة.
ما نُقل في العديد من الكواليس ومن الأوساط السياسية أن هذه الدول تقول: ما يهمنا في لبنان هو الاستقرار، وهو إنجاز الاستحقاق. أما شخص الرئيس فأنتم كلبنانيين يمكنكم أن تعالجوا هذا الأمر.
وقد لا تتدخل هذه الدول في مرحلة لاحقة بشخص الرئيس لأن ذلك ليس بين أولوياتها الآن. إذ لديها اهتمامات ومشاغل وهموم في دول أخرى.
على المستوى الإقليمي، الدول التي كانت في السابق، بشكل أو بآخر أيضاً، تساهم أو تلعب دوراً ما، مشغولة عنا. على سبيل المثال لا الحصر، مصر. لا أعتقد أن المصريين الآن في وارد أن يتدخلوا.
بالنسبة لسوريا، الرئيس بشار الأسد قال بوضوح: نحن يهمنا خط الرئيس، وهذا صحيح. لا أعتقد أن القيادة السورية في المرحلة الحالية ستتدخل في موضوع شخص الرئيس، بقدر ما يهمها خط الرئيس، لأن سوريا تخوض الآن معركة مصيرية، وبالتالي أولوياتها وأولويات المعركة التي تخوضها تفرض عليها موقفاً من هذا الموضوع. بالنسبة للسعودية، أتصور أنها سوف تدفع باتجاه رئيس معين.
وماذا عن ايران؟
الجمهورية الإسلامية في إيران سابقاً لم تتدخل في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وأنا أعتقد أنه إذا سئل الإيرانيون عن هذا الأمرسيحيلون القضية إلى اللبنانيين أنفسهم. ما أعرفه أن ايران ليست في وارد التدخل في شخص الرئيس. بالتأكيد يهمها أن يكون هناك رئيس له مواصفات مطلوبة ومقنعة، كما هو حال كل الأصدقاء الذين يحبون لبنان ويتطلعون إليه.
لكأنك ترجح العناصر المحلية؟
نعم. أتصور أن العوامل المحلية والداخلية مؤثرة أكثر من أي وقت مضى. أي إذا حصلت أي شخصية مرشحة، أو مفترضة، لرئاسة الجمهورية على الأكثرية المطلوبة، وتوفر المناخ الداخلي الداعم، فإن الأمور ستسير في هذا الاتجاه.
نعم، الذي سوف يفتح الباب على تدخل دولي أو إقليمي، في مرحلة ما، من الاستحقاق الرئاسي، هو اختلاف القوى السياسية اللبنانية حول شخصية الرئيس، وبالتالي انتهاء الوقت المحدد، الطبيعي والقانوني، والدخول في فراغ. ولكن لو افترضنا أن القوى السياسية الآن استطاعت أن تصل إلى تفاهم ما، أو إلى نتيجة معينة، بالتأكيد سوف تكون خياراتها حاسمة وقراراتها حاسمة.
بتعبير آخر، أستطيع القول الآن إننا أمام فرصة حقيقية لصنع رئيس في لبنان، ولإنجاز الاستحقاق الرئاسي بقرار داخلي وطني.
احتمال الفراغ...
هذه المهلة تبقى قائمة حتى 25 أيار 2014؟
حتى بعد 25 أيار، لكن الفارق أنه بعد 25 أيار، نعم سوف يفتح الباب أمام تدخل دولي وإقليمي.
بتقديركم، عندما شُكلت هذه الحكومة، بقوة الدفع الدولية والعربية التي صنعتها، ألا يؤشر ذلك إلى أن احتمال الفراغ مطروح وجدي عند "الدول"؟
قد تؤشر بهذا الاتجاه، ولكن على كل حال، تشكيل حكومة كان لا بد منه، لأنه من دون تشكيل حكومة، سيكون إنجاز الاستحقاق الرئاسي أصعب. عدم تشكيل الحكومة يشكل تأكيداً على تباعد الأطراف والقوى السياسية عن بعضها البعض، فإذا كانت عاجزة عن تشكيل حكومة تتمثل فيها القوى السياسية بنسب معينة فهي أعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية.
الدفع باتجاه تشكيل حكومة هو أعمّ من أن يكون مقدمة لإنجاز استحقاق انتخاب الرئيس، أو تمهيداً واحتياطاً للفراغ، وإن كانت إشارته إلى الفراغ أقوى. بمعنى آخر، إن تشكيل الحكومة، ودخولها على ملفات وإنجازات وقرارات، وبدء تلاقٍ بين القوى السياسية يعزز فرصة التفاهم على رئيس، وعندما أقول التفاهم على رئيس لا أقصد رئيس تسوية، أو رئيس وسطي. قد تكون هناك شخصيات قوية ولها تمثيل حقيقي في البلد، وتتوفر فرصة جدية للتفاهم حولها.
يأخذ المسيحيون على المسلمين عموماً أن رئيس المجلس (النيابي) يجب أن يمثل الكتلة الشيعية الوازنة، ورئيس الحكومة أيضاً يجب أن يمثّل الكتلة السنية الوازنة. لماذا لا ينطبق هذا الشيء على المسيحيين، وخصوصاً على الموارنة؟
نحن نوافق على هذا الأمر، ليس لدينا مشكلة في ذلك.
في الانتخابات السابقة، كان موقفنا معروفاً، إلى جانب من يملك تمثيلاً قوياً في الساحة المسيحية. ولكن التسوية الدولية والإقليمية والداخلية أخذت الأمور في اتجاه آخر.
في استطلاعات الرأي التي أجرتها بكركي، وفي استطلاع رأي أجرته "السفير" وستنشره هذا الأسبوع، احتل العماد عون المرتبة الأولى لبنانيا ومسيحيا.
إذا كنا منسجمين مع المبدأ الذي أشرتم إليه قبل قليل.. فيجب احترام هذه النتيجة بكل تأكيد. ولكن المشكلة أن بعض المسيحيين الذين يطرحون هذا الإشكال، وأنا أوافقهم، هم المسوؤلون أنفسهم عن هذه النتيجة، عندما يعطّلون وصول الأكثر تمثيلاً من بينهم إلى المواقع الأساسية والمطلوبة، ومنها رئاسة الجمهورية.
أنتم تملكون الثالث النيابي المعطّل وفريق 14 آذار يملك أيضاً الثلث المعطل، ولكن لا يوجد أي فريق قادر على الحسم، أي عندكم قدرة التعطيل ولكن لا تملكون قدرة الحسم. كيف يمكن الخروج من هذا المأزق؟
عندما نتحدث عن وصول شخصية لها قدرة تمثيل ومناسبة وتتمتع بالمواصفات المطلوبة، فانها بالتأكيد تحتاج إلى موافقة قوى أساسية من الطرفين، أو مواقفة الطرفين، ولكن إذا لم تحصل على إجماع فيمكن أن تحصل على موافقة قوى أساسية من الطرفين.
فريق لوحده لا يستطيع أن يوصل مرشحه إلى رئاسة الجمهورية بمعزل عن الفريق الآخر.
كأنكم تدعون الفريق الآخر لتبني مرشحكم، فيما يدعوكم الفريق الآخر إلى تبني مرشحه.
صحيح.
هذا يقود البلد إلى الفراغ.
نحن الآن في مرحلة نقاش. هناك نقاش يحصل بشكل أو بآخر في أكثر من مكان، وفي الأعم الأغلب هو نقاش ثنائي. فلننتظر هذه النقاشات، إلى أين ستصل، وبعدها يمكن أن نحكم على الأمور.
ماذا اذا خيّر حزب الله في اللحظة الأخيرة بين الفراغ والتمديد، ولو لسنة واحدة؟
بالنسبة الينا، موقفنا من التمديد حاسم ونهائي. التهديد بالفراغ لا يجوز أن يُخيف اللبنانيين. إذا لم تستطع القوى السياسية والكتل النيابية إنجاز هذا الاستحقاق حتى 25 أيار، فبعد 25 أيار كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ستكون ضاغطة على القوى السياسية من أجل أن تنتخب رئيساً. وبالتالي، يمكن الآن، بين اليوم و25 أيار، أن تشعر القوى السياسية أنها في فسحة، على أساس أنها تملك الوقت، لأننا ما زلنا داخل المدة القانونية، ولكن بعد انتهاء المدة القانونية والدخول في الفراغ، أعتقد أن هذا الأمر لن يكون مخيفاً أو معطلاً لانتخابات الرئاسة، بل سيشكل عنصرا ضاغطاً على الجميع، وخصوصاً أن كل القوى السياسية لا تريد الفراغ.
البعض يتهمكم بأنكم تدفعون باتجاه الفراغ؟
البعض في لبنان يسهل عليه توجيه الاتهامات، والقول إن الحزب الفلاني أو التيار الفلاني يريد الفراغ في رئاسة الجمهورية. أنا شخصياً أحسن الظن بالجميع، وأقول: لا أحد في لبنان يريد فراغاً في منصب رئاسة الجمهورية. هذا واضح بالنسبة لي. وبالتالي انتهاء المدة القانونية المحددة سيشكل ضغطاً على الجميع في اتجاه الوصول إلى ملء هذا الفراغ، وخصوصاً أن هناك من يطالب ومن يتابع ومن يضغط لإنجاز هذا الاستحقاق. عدم إنجاز الاستحقاق من الآن إلى 25 أيار بالنسبة لنا ليس مخيفاً وليس مقلقاً.
المواصفات الدولية والإقليمية والعربية تشدد على رئيس ضامن للاستقرار، هل تنطبق هذه المواصفات على مرشحكم؟
بالتأكيد
هل حسم حزب الله موقفه من تعديل المادة 49 في الدستور؟
نحن لم نناقش هذا الأمر بعد.
الحكومة يمكن أن تشكل فرصة ويمكن أن تسبب مشكلة في البلد في ضوء أدائها، ما هو تقييمكم في ضوء ما اتخذته من مقررات حتى الآن؟
أعتقد أن الفرصة أكبر من المشكلة.
هل يمكن إجراء تعيينات جديدة غير التعيينات التي أنجزت حتى الآن؟
هذا هو الاتجاه السائد الآن. المناخ الموجود في مجلس الوزراء هو مناخ إيجابي، والأمور تسير حتى الآن بمستوى عالٍ من الإيجابية والتفاهم والتوافق والتفهّم المتبادل، وأيضاً هناك تفاهم ضمني على ملء الشواغر خلال المرحلة المقبلة، طبعاً ضمن الآلية المعتمدة قانوناً. وأنا أظن أن الجو العام هو جو إيجابي، واحتمالية الفرصة أكبر من احتمالية المشكلة.
بتقديركم، هل نحن نتجه نحو إجراء انتخابات نيابية، أم أن التمديد سيتكرر؟
المنطقي والطبيعي جداً هو إجراء انتخابات نيابية في المرحلة المقبلة، والحكومة ـ سواء كان هناك رئيس أو لم يكن هناك رئيس ـ تستطيع أن تجري انتخابات نيابية، لكن قد تتحفظ بعض الجهات في لبنان على إجراء انتخابات نيابية من قبل الحكومة في غياب رئيس للجمهورية.
هناك إشكالية القانون الانتخابي أيضاً، اي قانون الستين؟
هذا الإشكال قائم على كل حال، سابقاً وحالياً ومستقبلاً، وأنا لا أعرف إلى أي حد سيمكن التفاهم على قانون جديد للانتخابات.
هل التواصل قائم مع الرئيس تمام سلام؟
نعم. التواصل قائم وطبيعي
ما هو تقييمكم لأدائه؟
نحن منذ البداية كان اعتقادنا أن الرئيس تمام سلام هو شخص معقول ومنطقي ومنفتح وسيتصرف على هذا الأساس، وهذا ما نجده فعلاً، والعلاقة إيجابية وجيدة وطيبة مع دولة الرئيس.
الخطة الأمنية ستسكمل في اتجاه البقاع. إذ طُلب من حزب الله رفع الغطاء السياسي عن الظواهر الشاذة، كعصابات الخطف والسرقة، هل ستكونون مع الحكومة بالزخم نفسه الذي كنتم به في طرابلس؟
لقد تداولت بعض وسائل الإعلام أنه تم الطلب من حزب الله وحركة أمل رفع الغطاء. في الأصل، نحن لم نغطّ أحداً لكي نرفع الغطاء عنه. أكثر من ذلك، خلال السنوات الماضية، حزب الله وحركة أمل وفعاليات منطقة البقاع، وخصوصاً البقاع الشمالي، رؤساء البلديات، الاتحادات البلدية، المجالس البلدية، المخاتير، الكل كان يطالب الدولة بأن تنفذ خطة أمنية في البقاع الشمالي، وأن تقوم القوى الأمنية باعتقال المتورطين في أعمال الخطف والسرقة ونصب الكمائن، إلى آخره.
الدولة هي التي كانت تتخلف عن القيام بمسؤولياتها. أولاً لم يمنعها أحد، لم يغطِّ أحد أحداً على الإطلاق خلال كل السنوات الماضية، بل كانت الدولة مطالبة، وهي التي كانت تماطل وتتخلف، وأحياناً تقوم ببعض العمليات المحدودة ثم تتوقف. نحن دائماً كنا نوفر الغطاء السياسي والشعبي لقيام القوى الأمنية الرسمية بمهامها على مستوى المنطقة، وهذا مطلب شعبي كبير جداً في المنطقة.
أيضاً في المرحلة الحالية نحن نؤيد هذا الأمر بقوة، وحاضرون لكل مساعدة ولكل تغطية، ولكل التسهيلات المطلوبة، ونأمل أن تتكلل الخطة بالنجاح، وان كانت إثارة هذا الأمر في الإعلام في الأيام القليلة الماضية، أدت بطبيعة الحال إلى هروب المستهدفين بالإجراءات الأمنية في المنطقة.
لكن في كل الأحوال، أن تبدأ الدولة خطوات جادة على هذا الصعيد فهذا أمر جيد ومهم ويمكن التأسيس عليه، المهم أن تواصل هذا العمل، ولا تتوقف عند مرحلة زمنية محددة.
هل تتحملون اللوم بسبب الوضع الإنمائي في البقاع، مع أنكم كنتم جزءاً من الحكومات والمجالس النيابية، لأن النتيجة في البقاع تكاد تكون صفراً؟
لا، ليست صفراً. خلال السنوات الماضية تحققت أمور جيدة جداً على مستوى المنطقة، أي على مستوى الطرقات، الهاتف، شبكات الكهرباء، شبكات المياه، شبكات الصرف الصحي.
ومن يذهب إلى البقاع، وخصوصاً إلى بعلبك الهرمل يستطيع أن يجد ببساطة الفارق بين حال المنطقة الآن وحال المنطقة قبل 15 أو 20 سنة.
لكن المشكلة الرئيسية الآن في البقاع هي ليست مشكلة طرقات أو كهرباء أو ماء أو هاتف أو...
المشكلة الحقيقية، كما هو الحال في أكثر المناطق اللبنانية، لكنها في البقاع أكثر حدة، هي موضوع فرص العمل، أي مصدر الرزق بالنسبة لسكان المنطقة. هذه مسألة فيها مشكلة كبيرة على المستوى الوطني ولا يمكن معالجتها بالتقسيط وبشكل محدود، وإنما تحتاج إلى علاج عام.
حزب الله، نوابه ووزراؤه، ومعه حلفاؤه، سعى ويسعى، وهذا ضمن أولوياتنا بالعمل في تلك المنطقة.
في السابق سعينا لانشاء محافظة في المنطقة، لأن هذا أيضاً له نتائج وآثار إنمائية واقتصادية، وهذا أنجز بشكل كبير. الخطوة الأساسية المتوقعة هي تعيين محافظ لمحافظة بعلبك الهرمل، وأعتقد أن هذه الحكومة سوف تنجز هذا الأمر، لأن هناك الآن مسعى لتكون بين الأولويات في التعيينات المقبلة، تعيين محافظ لمحافظة بعلبك ـ الهرمل، وتعيين محافظ لمحافظة عكار.
ما هو تقييمكم لموضوع الهبة السعودية للجيش عن طريق الفرنسيين؟
من حيث المبدأ، بمعزل عن الجهة الداعمة، نحن مع أي دعم غير مشروط يقدم للجيش اللبناني، وكنا دائماً ندعو الدول والحكومات لتقديم هذه المساعدة والحصول عليها.
في مرحلة من المراحل أيضاً سعينا لدى أصدقائنا، من أجل هذا الهدف، حتى بعد انسحاب سوريا من لبنان. سوريا قدمت مساعدات للجيش اللبناني. الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً كانت تعلن استعدادها لذلك. لكن المشكلة كانت هنا، في القرار السياسي اللبناني. يعني، هناك من يرفض، هناك من يتحفظ، وأنا أفهم سبب التحفظ، سبب التحفظ هو الخوف من الأميركيين وبعض الدول العربية.
في كل الأحوال، من حيث المبدأ نحن نؤيد وندعم ونساند، ولا أقول لا نتحفظ، يعني عبارة غير مناسبة، أقول ندعم ونؤيد ونساند أي مساعدة للجيش اللبناني وأي مساهمة في تقوية الجيش اللبناني.
هذا من جهة، من جهة أخرى، إن هذه المساعدة جاءت من السعودية عبر الفرنسيين، نحن لن نعلق على هذا الأمر في وسائل الإعلام، لأننا لا نعرف كل التفاصيل: هل هناك شروط، أم ليس هناك شروط ، ما هي حيثيات هذه الخطوة أو هذه المبادرة؟
لا أريد أن أشير إلى وجود شروط، قد لا يكون هناك شيئ، وإنما أقول: لم تتوفر لدينا معلومات كافية لنحكم من خلالها. ومع ذلك نحن تجاوزنا هذا الأمر، يعني مثلاً في البيان الوزاري تمت الإشارة إلى هذه الهبة، ونحن لم نمانع في هذا الأمر. مستقبل هذه الهبة ونتائجها، هذا سيظهر مع الأيام.
البعض قد يمجد النتائج قبل حصولها، والبعض قد يشكك، أنا لا أريد أن أمجد ولا أريد أن أشكك، أنا أقول أنه علينا أن ننتظر نتائج هذه الخطوة، وسيتضح لاحقاً ما هو نوع السلاح والإمكانات والأدوات التي ستقدم للجيش اللبناني، وحينئذ يمكن الحكم على طبيعة هذه الخطوة وماهيتها. لكن أعود وأؤكد على المبدأ: أي دولة ، طبعاً باستثناء إسرائيل، أي دولة يمكن أن تقدم مساعدة لتقوية الجيش اللبناني فهذه خطوة جيدة.
هل ثمة خشية من محاولة المس بعقيدة الجيش؟
ليس لدينا قلق. هناك أمور قيلت في بعض وسائل الإعلام، أو في بعض الكواليس، في رأينا ليس لها قيمة. لأن موضوع الجيش اللبناني، ليس سلاحه وذخيرته ونوعية السلاح الذي يمتلكه هو الذي يتحكم به، وإنما عقيدته الوطنية والقرار السياسي.
هذه المؤسسة عقيدتها الوطنية واضحة وجلية وأثبتت ذلك من خلال سلوكها وأدائها وتضحياتها خلال كل السنوات الماضية، والقرار السياسي اللبناني، خصوصاً في إطار الحكومة الحالية أو أية حكومة تشكل في المستقبل على قاعدة توافقية وعلى قاعدة مشاركة مختلف القوى، يشكل ضمانة لأن لا تستخدم أي مؤسسة أمنية أو عسكرية من أي طرف. هذه مناسبة أيضاً لنجدد توجيه التحية والتقدير لجهود وتضحيات مؤسسة الجيش اللبناني وللحكمة والشجاعة التي تتمتع بها هذه المؤسسة بالتعاطي مع الأحداث القائمة.
ماذا عن أداء المقاومة وعلاقتها بالجيش في منطقة جنوب الليطاني؟
في منطقة جنوب الليطاني هناك التزام كامل، التزام لبناني كامل، سواءً على المستوى الرسمي أم من قبل المقاومة بمندرجات القرار الدولي 1701. ليس للمقاومة أية مظاهر مسلحة في جنوب الليطاني، وهي ملتزمة بهذا الأمر ومقتنعة به أيضاً. العلاقة مع الجيش اللبناني، علاقة ممتازة جدا في تلك المنطقة، ليس هناك أية شائبة على الإطلاق.
وماذا عن العلاقة بقوات "اليونيفيل"؟
العلاقة مع "اليونيفيل" جيدة، أحياناً تحصل بعض المشكلات بين بعض الأهالي في القرى واليونيفيل، وهذا الأمر تتم معالجته سواءً من خلال الاتصالات المباشرة بين اليونيفيل ورؤساء البلديات والجهات الموجودة على الأرض أو من خلال الجيش اللبناني، لأنه هو الذي يتكفل بمعالجة هذه الأمور. أحياناً تنشأ هذه المشكلات ليس لأسباب سياسية، أو نتيجة موقف سياسي من اليونيفيل أو موقف شعبي، أحياناً نتيجة سلوك بعض الأفراد مثلاً، الدخول إلى بعض الأحياء الداخلية، تصوير بعض البيوت أو بعض المراكز، يتلقاها الناس بردود أفعال معينة، أو أحياناً كان يحصل تجاوز للعادات والتقاليد والأعراف الموجودة في تلك القرى ثم تتم معالجة الأمر، وأحياناً كانت تصدر اعتذارات عن قيادة اليونيفيل أو ضباط اليونيفيل نتيجة الأخطاء التي يتم ارتكابها. لكن بشكل عام العلاقة هي علاقة جيدة وطبيعية ولا أعتقد أن هناك مشاكل خاصة يمكن أن تؤثر سلباً على الأوضاع في جنوب الليطاني.
شكا النائب وليد جنبلاط في جلسة الحوار ألخيرة من سحب آلاف الجنود من منطقة جنوب الليطاني إلى مناطق أخرى يحتاجها الجيش، هل هناك خوف من هذه الناحية؟
لا يوجد خوف. إذا كانت هناك حاجة ملحة للجيش في مناطق أخرى ليس هناك مشكلة في الجنوب. الآن حقيقة في الجنوب عموماً، ليس فقط جنوب الليطاني، في كل الجنوب، نتيجة حالة الهدوء السياسي والتواصل السياسي والانسجام العام وابتعاد الجنوب عن كثير من التناقضات والحساسيات الموجودة من جهة، ثم أن وجود المقاومة وتوازن الرعب القائم في المنطقة من جهة أخرى، يمكن أن يُغني. المهم بقاء الجيش في الجنوب، أما العدد، فقد لا يكون حاسماً في هذه المرحلة. لأن هناك عوامل هدوء كبيرة.
التطويع في الجيش، هل يمكن أن يكون هذا حلاً للمشكلة؟
نحن مع تمكين الجيش من القيام بالمهام الموكلة إليه والتي تضاف إليه في الحقيقة، لأنه مؤسسة لديها أعلى نسبة من التاييد هي تبث الاطمئنان لدى المواطنين اللبنانيين، ما يمكّن الجيش من أداء هذه المهام. نحن نؤيده سواءً توقف ذلك، على نقل كتائب أو ألوية أو عديد من منطقة إلى منطقة، أو من خلال فتح باب التطوع، وتبدو هذه المسألة حاجة وطنية، لإضافة العديد المطلوب للجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمهامه جنوباً وشمالاً وبقاعاً وفي بقية المناطق اللبنانية دون أن يؤثر وجوده في منطقة ما على وجوده في منطقة ما.
موضوع النازحين السوريين عنصر مقلق لـ "حزب الله" ولم يعلن في مرة من المرات أن "حزب الله" يملك مقاربة واضحة لموضوع النزوح السوري؟
موضوع النازحيين السوريين إلى لبنان هو مشكلة وطنية، هو مشكلة ليس لجهة معينة كـ"حزب الله" وغير "حزب الله". ويجب مناقشة هذا الأمر على المستوى الوطني. في الحكومة السابقة حصلت بعض النقاشات، واليوم ، فإن هذا الموضوع بين التحديات الكبرى التي تواجهها الحكومة الحالية. الآن سنرى في الحكومة الحالية إلى أي حد ستكون المناقشات واقعية وموضوعية، لكن في ظل الحكومة السابقة ووجود قوى 14 آذار خارج الحكومة، أنا لا أنكر أن الأمر دخل في سياق بعض المزايدات نتيجة الاختلاف في الموقف السياسي.
الآن، هذا ملف كبير جداً، هناك إشارات حتى على المستوى المالي والاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن الأمني، إشارات خطيرة، وقد يكون الأمني أقل خطورة من الاجتماعي والمالي والاقتصادي. الموضوع الأمني يمكن ضبطه بشكل أو بآخر من خلال الجيش والقوى الأمنية وعدم تغطية القوى السياسية لأية مخالفات، ممكن هذا الأمر تتم معالجة تداعياته أو آثاره، لكن التداعيات الأخرى هي كبيرة وخطيرة.
نحن في المناقشة التي كانت تحصل بين الحين والآخر، دفع البعض في اتجاه بناء مخيمات. هناك قوى أساسية في لبنان كان لديها تحفظ على موضوع المخيمات، وإن كانت الآن هناك مخيمات فعلية، لكن غير رسمية. في بعض الأماكن توجد مخيمات صغيرة بشكل غير رسمي. إقامة مخيمات رسمية ومشرعنة قد تفتح الباب على مخاطر عدة : منها تحول هذه المخيمات إلى قواعد عسكرية للمعارضة السورية كما حصل في بلدان أخرى، في تركيا، في الأردن، في أماكن أخرى، وهذا يشكل تهديداً كبيراً للوضع الأمني، وهناك انقسام لبناني حول الموقف من المعارضة.
من جملة المخاطر أيضاً هو تحول هذه المخيمات إلى مخيمات دائمة، والذي يبعث على هذا القلق هو ما سمعنا من تصريحات في الآونة الأخيرة ، كما أن بعض السفراء وبعض الجهات تتحدث عن إمكانية أو فرضية توطين السوريين في البلدان التي لجأوا إليها. هل يستطيع لبنان أن يتحمل؟! من طرحوا هذه الأفكار هم يفكرون بهذه الطريقة، يعني يمكن أن يصدق ذلك، لأن عقليتهم وتعاطيهم مع ملفات عديدة في المنطقة تؤيد هذا الواقع.
المشكلة الرئيسية في رأينا أنه في نهاية المطاف، لبنان، من الناحية اللوجستية، بمعنى تأمين سكن، لبنان يستطيع مؤقتاً أن يتحمل نازحين، وكثير من هؤلاء النازحين يسكنون الآن في بيوت، إما استأجروها أو استؤجرت لهم، ومنهم من يسكن في خيام. المشكلة الرئيسية كانت وما زالت هي التمويل، أي توفير الإمكانات المالية للبنان ليتمكن من تأمين سكن معقول في مختلف المناطق اللبنانية للنازحين السوريين، وتأمين الاحتياجات الضرورية اللازمة لهم إلى حين توفر البدائل الأخرى التي يمكن أن نتحدث عنها بعد قليل.
إذاً، تواجد النازحين السوريين في مختلف المناطق، تأمين سكن لهم، بمعنى أن يستأجروا أو يستأجر لهم، هذا حاصل. الآن في الشمال هذا حاصل، أنا أعرف في البقاع هناك الكثير من البيوت يسكنها الآن نازحون سوريون. في الجنوب أيضاً تم تأمين مساكن كثيرة. المشكلة الرئيسية هي مشكلة تمويل. فكرة المخيمات، فكرة دائماً يوجد جدل حولها وفيها أيضاً مخاطر، لا نستطيع أن نتجاهل هذه المخاطر، ولا يجوز أن نبسط هذا الأمر.
الآن هناك جملة خيارات بديلة، وهذا يحتاج إلى تعاون بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية، وأعتقد أن الحكومة السورية أبدت استعداداً حول هذا الأمر في أكثر من مناسبة، والسفير السوري في لبنان الأخ علي عبد الكريم علي أبلغ العديد من القيادات السياسية هذا الأمر، الآن هناك مناطق في سوريا آمنة، هناك مناطق حصلت فيها مصالحات، وفي هذه المصالحات تم تسوية أوضاع مقاتلين قاتلوا خلال السنوات الثلاث الماضية، والآن هؤلاء المقاتلون الذين تم تسوية أوضاعهم سواءً في ريف دمشق، في حمص المدينة، في محافظة حمص، في أماكن أخرى، في حلب، الآن هم موجودون هم وعائلاتهم داخل هذه المدن وداخل هذه المناطق. لنا أن نفترض أن عائلات النازحين إلى لبنان وضعهم أقل خطورة من المقاتلين الذين تمت تسوية أوضاعهم، وبالتالي، عندما نأخذ مثلاً ريف دمشق، مدن بكاملها تم تسوية أوضاعها وكذلك في حمص. يمكن أيضاً من خلال جهد مشترك لبناني - سوري وتعاون رسمي بين البلدين أن يتم تسوية أوضاع كثير من العائلات النازحة في لبنان وتقديم الضمانات أو عوامل الطمأنينة المطلوبة ويعود هؤلاء إلى قراهم وإلى مدنهم وإلى بلداتهم وإذا كانت بيوتهم تأثرت بسبب الحرب، يمكن إنشاء مخيمات لهم داخل الأراضي السورية، وهذا حل منطقي ومعقول، ودليلي عليه، أن بعض القوى السياسية ستقول: هؤلاء يخافون من العودة. ولكن هل هم في وضع أسوأ من الذين قاتلوا على مدى سنوات ماضية وتمت تسوية اوضاعهم وإجراء مصالحات في هذه المدينة أو تلك المدينة. هذا هو الحل المنطقي.
انتشار ظاهرة السلاح بشكل عشوائي في كل قرية ومدينة لبنانية بالصورة التي عليها اليوم، يخدم فكرة المقاومة وسلاحها أم العكس؟
مشكلة السلاح المنتشر في القرى والبلدات اللبنانية مشكلة قديمة، وهي سابقة على وجود "حزب الله" وعلى وجود مقاومة، أي المقاومة الإسلامية بالتحديد، بل هي سابقة على مجيء المقاومة الفلسطينية إلى لبنان، لأن البعض يحاول أن يحمل المقاومة الفلسطينية مسؤولية انتشار السلاح.
السلاح موجود في القرى والبلدات والمدن اللبنانية منذ عشرات السنين، منذ وقت طويل. ضبط هذا السلاح مهم جداً، هو يخدم فكرة المقاومة، ويخدم الأمن الاجتماعي والأمن الوطني، ويحد من خسائر اللبنانيين على كل صعيد.
أنا أعتقد أن الطريق لتحقيق هذا الأمر بالتأكيد ليس هو تجريد اللبنانيين من السلاح، لأن هذا هدف غير واقعي. حتى القوى السياسية التي تتحدث عن السلاح، ودائماً تقول: السلاح، السلاح. في واحدة من جلسات طاولة الحوار طرح هذا السؤال: من منكم لا يملك مناصروه سلاحاً في بيوتهم؟ الجواب محسوم.
إذاً فإن علاج هذا الأمر ليس في أن تذهب الدولة لتجرد اللبنانيين من السلاح المنتشر في البيوت. الحل هو في فرض هيبة الدولة. عندما يكون هناك هيبة للدولة وحضور للجيش والقوى الأمنية ومعالجة أي خلل أمني وتوقيف المطلوبين والمخلين والسارقين واللصوص والمعتدين على الناس، حينئذ هذا السلاح سينضبط بشكل أكيد. أما إذا تم تغطية كل هذه المخالفات وتخلفت الدولة عن القيام بمسؤولياتها عندئذ هذا السلاح يشكل خطراً. أما لو قامت الدولة بمسؤولياتها، لا أعتقد أن هذا السلاح حينئذ سيشكل خطراً ومشكلة كبيرة، المهم أن تقوم الدولة بهذه المسؤولية. الخطط الأمنية التي توضع الآن، قرارات مجلس الوزراء، تغطية القوى السياسية المختلفة لهذه الخطط ، أعتقد أنها تشكل خطوات مهمة على هذا الطريق.
اتهام حزب الله بالتعطيل وبأن لديه مصلحة في الفراغ وتعطيل المؤسسات، هل هذا يخدم المقاومة؟
هذا يضر بالمقاومة، المقاومة هي قوة دفاع عن لبنان، قوة حماية، قوة تحرير، وبالتالي عندما يكون في الداخل اللبناني دولة وحكومة ومؤسسات ترعى مختلف شؤون الوطن وشؤون اللبنانيين، على المستوى السياسي، القانوني القضائي، الأمني الاجتماعي، الاقتصادي والمالي، المعيشي، هذا يقدم خدمة كبيرة للمقاومة.
المقاومة في فكرتها العامة ليست فقط هي القوى العسكرية. لكي تستطيع المقاومة أن تستمر في أداء مهامها هي بحاجة إلى مجتمع متين. أما البطالة، الفقر، الصراعات الداخلية، السجالات الداخلية، الاشتباكات في هذا الشارع وفي تلك المدينة وفي هذا الحي، العداوات الداخلية، كل هذه تؤثر على مشروع المقاومة.
في العام 2006 قلتم سماحة السيد ما معناه ان الدولة الظالمة أسهل من اللادولة؟
أنا أؤكد على ما قلته في العام 2006 ونحن جديون في طرح بناء الدولة وتقوية الدولة وحضور الدولة وتحمل الدولة لكل المسؤوليات. لسنا بديلاً من الدولة في أي شأن من الشؤون. بل حتى في مسألة المقاومة، أنا أعيد التذكير بما قلته في 22 أيلول 2006 في احتفال النصر الالهي في الضاحية الجنوبية: عندما يصبح لدينا دولة قادرة وقوية وتملك إمكانية الدفاع عن لبنان، نحن في المقاومة أو كمقاومين سوف نعود إلى مدارسنا وحوزاتنا وجامعاتنا وحقولنا. هذه هي الاستراتيجية الدفاعية المستقبلية، ليس هناك حل آخر. نحن ندعم هذا الأمر .
على العكس، كل ما يساق من اتهامات لا دليل عليه. من المعروف في لبنان أننا أكثر طرف يقدم تنازلات لمصلحة إيجاد تفاهمات وتسويات وتشكيل حكومات وما شاكل . كنا نحن وما زلنا كذلك.
هل صحيح أن الدولة الحالية تناسبكم أكثر من دولة قوية وقادرة وغير طائفية؟
نحن تناسبنا دولة قوية وقادرة وعادلة، عادلة بمعنى تتعاطى بمساواة مع جميع المواطنين بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية والمناطقية. أما موضوع دولة غير طائفية أو دولة طائفية أو دولة مواطنة أو دولة الانسان، في لبنان حصلت نقاشات كبيرة من هذا النوع.
نحن في مرحلة من المراحل أيدنا موضوع إلغاء الطائفية السياسية، ودعونا إلى قيام نظام غير طائفي، لكن في ما بعد ومن خلال الانفتاح والحوارات والنقاشات، وجدنا أن هذا الأمر مقلق لشريحة كبيرة من اللبنانيين وخصوصاً لأغلب المسيحيين، لا أقول لكل المسيحيين، هناك مسيحيون يؤيدون إلغاء الطائفية السياسية بمعزل عن المخاوف التي يطرحونها. لكن بالمتابعة وجدنا أنه في واقع الحال أن أغلبية المسيحيين لا يوافقون على هذا الأمر ولديهم ومخاوف ولديهم قلق، ولذلك نحن نقول يجب أخذ هذه المخاوف بعين الاعتبار، ولا يلجأ أحد إلى أية خطوات مستعجلة على هذا الصعيد، ولذلك إذا أردنا أن لا ندخل في النظريات ونتعاطى مع الأمر الواقع أو مع الوقائع الموجودة في البلد، فإن الوقائع الموجودة في البلد لا تؤشر إلى إمكانية من هذا النوع لا في المدى القريب ولا في المدى المتوسط، ولذلك الآن الأولوية هي لإعادة بناء الدولة وإعادة بناء المؤسسات وتلاقي اللبنانيين وتفاهم اللبنانيين ولو كان على أساس نظام طائفي إلى أن نصل إلى المرحلة التي يحصل فيها الهدوء في لبنان والاستقرار في لبنان، حد أدنى من المعالجات للملفات القائمة في لبنان وانفتاح اللبنانيين على بعضهم البعض ومعالجة المخاوف القائمة، حينئذ يمكن أن نذهب إلى معالجات جذرية.
قبل سنتين، تحدثت عن مؤتمر تأسيسي وحتى الآن، وبرغم أننا لاحقاً انسحبنا من الفكرة، ما زال هناك من يرد عليها. الأسبوع الماضي هناك من وقف خطيباً وناقش موضوع المؤتمر التأسيسي، هذا يعبر عن عمق المخاوف والقلق الموجود لدى شرائح معينة.
الكل خائف ممّن؟ هل استنفذ الطائف نفسه؟
الكل يسلم أنه توجد مشكلة ويتعاطى مع الامور بمنطق أنه توجد مشكلة ولكن يبتعد عن مقاربة الحوار. بل أصبح الحديث، حتى لو لم نتحدث عن مؤتمر تأسيسي وإنما تحدثنا عن تطوير اتفاق الطائف. هذا الأمر يؤدي في بعض الأحيان إلى التكفير السياسي، وهذه مشكلة، ومن قوى أساسية في البلد. ولكي تبتعد عن تهمة الكفر السياسي.. عليك في كل مناسبة أو في أكثر المناسبات أن تؤكد التزامك باتفاق الطائف، يعني لمجرد أن تقول لا إله إلا الله ، حتى يحكم عليك بالكفر.
الواقع السياسي اللبناني، نظراً إلى تأثره بالأوضاع الإقليمية، هو أبعد ما يكون عن معالجات جذرية، لأن الإقليم كله إقليم متوتر وقلق ومتصارع ويسير نحو آفاق مبهمة، والقوى السياسية في لبنان تتأثر يوماً بعد يوم. هذا أيضاً عامل إضافي أن الآن ليس وقت المعالجات الجذرية. طبعاً هذا الوقت يضيع من اللبنانيين، لكن الظروف الآن غير مساعدة.
هل يغطي "حزب الله" أية حالات فساد في لبنان؟
"حزب الله" لا يغطي أية حالة فساد في لبنان. يطالب بأن يقوم القضاء بكامل مسؤولياته تجاه ملاحقة ومحاربة حالات الفساد. كل ما يمكن أن يقوله البعض من أن "حزب الله" يحمي أو يمنع كل هذا غير صحيح على الإطلاق.
وماذا عن الأدوية الفاسدة؟
نحن حزب طويل عريض ولدينا في الحد الأدنى عشرات آلاف المنتمين لـ "حزب الله" وأيضاً حزب عمره 32 سنة، فليأتوا لنا بملف يفيد أن أحد من إخواننا متورط بالفساد. خلال 32 سنة وعلى مدى عشرات آلاف المنتمين لهذه المسيرة. مرة حصلت حالة واحدة هي موضوع الأدوية التي تسألون عنها ومع ذلك الأخ المعني يعني الوزير محمد فنيش أصدر بياناً وقال نحن نتحمل المسؤولية وهذا الشخص الآن موجود في السجن ولم يغطه أحد في الوقت الذي يوجد مزوّرون كبار في البلد لم يقترب منهم أحد، لكن مع ذلك هذا الأخ تم اتهامه وثبت أنه ارتكب خطأ. هو الآن موجود في السجن، هذه سابقة. هل حصل سابقا أن وزيرا في أي من الحكومات اللبنانية المتعاقبة قد اتهم شقيقه أو أحد أقاربه بمخالفة قانونية مشابهة لهذا النوع من المخالفات وأصدر بياناً، بل على العكس فقد قام هو نفسه بتسليم أخيه إلى السلطات القضائية، أنا لا أذكر ذلك، أنا لا أعرف سابقة من هذا النوع. هذا يعني أن "حزب الله" لا يغطي أي فساد على الإطلاق. من المستحيل أن يقوم "حزب الله" بتغطية الفساد.
يقال أن "حزب الله" يُهزم عندما يتسلل الفساد اليه؟
"حزب الله" حريص جداً أن يمنع الفساد من الدخول إلى صفوفه ويتعاطى بحسم مع هذا النوع من المسائل.
في ثقافة المقاومة وحزب الله يتلازم الخطر التكفيري والخطر الإسرائيلي، وعندما تتحدثون عن سوريا في ضوء ما تخبئه إسرائيل، فقد يعني هذا أن الخطر التكفيري يتقدم على الخطر الإسرائيلي؟
عندي لا يتقدم، لكن الخطرين يتساويان الآن فعليا، أو لنقل بعبارة أدق أنهما يتزامنان، إذ لا يمكن القول إن هذا الخطر التكفيري خطر مؤجل. خطر التكفير كان دائماً خطراً، ولكنه كان بالنسبة لنا ولساحتنا خطراً مؤجلاً.
مثلاً في العراق هو كان خطراً فعلياً. أيمن الظواهري يقول إنهم نفذوا 4000 عملية استشهادية ـ حسب تعبيره ـ في العراق. في هذه العمليات هناك اكثر من 3900 عملية ليست ضد الأميركيين. إذا قبلنا أن هناك مئة عملية ضد الأميركيين ـ وعددها لا يصل إلى هذا الرقم ـ فإن العدد الأكبر الباقي هو ضد الشيعة وضد السنة والمسيحيين والأكراد وبقية مكوّنات الشعب العراقي.
اسأل الجماعة الإسلامية في لبنان، وهم الشق اللبناني من الإخوان المسلمين، عن إخوانهم في العراق، عن الحزب الإسلامي الذي هو الشق العراقي من الإخوان المسلمين. لقد اجتمعت مع قياداتهم، وهم قالوا لي إن أغلب قيادات وكوادر الحزب الإسلامي العراقي قتلتهم "القاعدة" والسلفيون من خلال الاغتيالات.
وكذلك قتلت "القاعدة" عددا كبيرا من علماء السنة والشيعة، بل لعلّها قتلت من علماء السنة أكثر.
الخطر التكفيري أدى إلى كارثة في العراق. الآن ما هي مشكلة العراق؟ التفجيرات والعمليات الانتحارية.
ما هي مشكلة أفغانستان؟ من قتل كبار قادة الجهاد الأفغاني؟ هذا الجهاد الأفغاني الذي تتغنى به الحركات الإسلامية متفاخرة بهزيمة الاتحاد السوفياتي.
أحمد شاه مسعود قتلته القاعدة بعملية انتحارية بعنوان أنه قائد عسكري، فماذا عن الرئيس رباني، الذي كان يلعب دور شيخ صلح بين طالبان وبين النظام الأفغاني؟ هم قتلوه.
هم تهديد حقيقي وجدي في باكستان والصومال وأينما كان هم تهديد، لكن في لبنان لم يكونوا تهديداً مباشراً في البداية. الآن هم تهديد مباشر. وعندما أتحدث عن لبنان أقصد لبنان وسوريا، فالملف اللبناني والسوري واحد.
لذلك نحن نعتبر ان هذا التهديد هو تهديد حقيقي وفعلي ويومي، كما أن التهديد الإسرائيلي هو تهديد حقيقي وفعلي ويومي.
التهديد الإسرائيلي هو تهديد وجودي. الإسرائيلي الآن ارتدع، ولكن في يوم من الأيام كان طموحه أن ينتزع منا الأرض ويخرجنا منها، وما يزال هذا هو مشروعه في المستقبل. وهؤلاء (التكفيريون) يشكلون أيضاً تهديداً وجودياً.
في العام 2006، كل معطياتنا كانت تقول أن أحد أهداف الحرب حينها كان تحقيق تغيير ديموغرافي في البلد كله، وهؤلاء (التكفيريون) يفكرون بالعقلية نفسها، والطريقة نفسها، عقلية إبادة الآخر.
ولذلك أنا لا أقدم التهديد التكفيري على التهديد الإسرائيلي، ولكنني الآن أقول أنهما تهديدان فعليان جديان كبيران وجوديان، ويجب أن يواجها على هذا الأساس، وإسرائيل ليست تهديداً لنا كجهة حصرا، وكما أنها تهديد لكل المنطقة، فإن التيار التكفيري تهديد لكل المنطقة أيضاً.
لا بيئة لبنانية حاضنة للتكفيريين
ما هي تقديراتكم لحجم هذا التيار في سوريا ولبنان؟
لا أحد لديه معلومات عن الموضوع. بعض الدول الإقليمية قد يكون لديها معطيات ولكن غير مكتملة. لأن كل دولة سهّلت، أما لمواطنيها أو قدّمت مساعدات للخارج.
الأوروبيون لديهم أرقام، حيث تقدم كل دولة عدد مواطنيها، لأنها أجرت إحصاء لهم. ولكن الذين خرجوا من العالم العربي، فمن يحصيهم؟ لا توجد أعداد دقيقة، ولكن يمكن تقديرهم بعشرات الآلاف من الأجانب غير السوريين.
هل يوجد بيئة حاضنة لهؤلاء في لبنان، طالما أنهم في سوريا ظاهرون.
حتى في سوريا، مع الوقت يظهر أنه ليس هناك بيئة حاضنة. في كل العالم العربي والإسلامي، وحتى عندما تتحدث عن المسلمين السنة، فإن الناس لا يستطيعون تحمّل هذا التشدّد وهذا التطرف. هذا غريب على المزاج السني العام. أنا أشك بوجود بيئة حاضنة. نعم، عندما يتم توظيف هذه الجماعات في مناخ معيّن تختلط الأمور، كما حصل في سوريا. عندما جاءت دول مختلفة وتبنّت هذه الجماعات، كان همّها في سوريا إيجاد من يحمل السلاح ويقاتل النظام، وليس مهماً هويته، إن كان من القاعدة أو سلفياً أو إخوانياً أو صوفياً أو وطنياً أو علمانياً، لم يكن لديهم مشكلة.
هل يمكن القول ما نفعهم هو وجود هذا النظام في سوريا، وذلك من أجل تجنيدهم وتكتيلهم.
هذا سهل، في أي مكان (يمكن إيجاد المبرر). عند هذا الفكر عندما يختلف معك، إذا كنت علوياً يقول إنه يحارب النصيرية، وإذا كنت شيعياً يقول إنه يحارب الرافضة، وإذا كنت سنياً، فأنت طاغوت كافر.
موضوع الحكم بالارتداد وبالكفر عندهم سهل جداً. الآن داعش حكمت بالكفر والردة على جبهة النصرة، وجبهة النصرة حكمت بالردة والكفر على داعش، والفئتان من الفكر نفسه والمذهب نفسه والخط نفسه والتنظيم نفسه.
هذه حجة من السهل إيجادها دائماً في أي ساحة من الساحات.
أنا أقدّر أهمية دور الأنظمة العربية في هذا المجال. أنا أعتبر أن الموقف السعودي الأخير يساعد بدرجة كبيرة جداً، لأن هذا الفكر من هناك، وتمويله من هناك، والفتاوى من هناك. فإذا كان بلد المنشأ ـ لأسباب كثيرة ومتنوعة ـ اتخذ موقفاً أخيراً، وأقفل نبع المال، وتغيّرت الفتاوى، وتبدّل الخطاب الإعلامي والديني، فهذا يحقق تحوّلاً كبيراً.
أنا برأيي أن الجو السني ليس بيئة حاضنة للتكفريين، ولكن تم استخدام التكفيريين في هذه البيئة السنية لأغراض سياسية. حتى في لبنان، هذه المجموعات الصغيرة حجمها في البيئة السنية صغير جداً وإذا جرت انتخابات ينكشف حجمها الحقيقي.. لكن نعم، تم توظيف هذه الجماعات. هناك من استخدم هذه الجماعات وموّلها وحماها وغطاها وفتح أمامها وسائل الإعلام ووظفها من أجل أهداف محددة. ولذلك الآن هذه المجموعات تعيش حالة قلق شديد، نتيجة الموقف السعودي وانعكاسه على الموقف في لبنان. فلو كان لهذه المجموعات بيئة شعبية حاضنة حقيقية ما كان يجب أن تخاف.
وهذا التيار التكفيري ليس له مستقبل في العالم العربي، ولذلك لأن ليس لديه مشروع.
دون الدخول في أسماء، عندما يجري تغيير للنظام في دولة ما، شعب هذه الدولة ماذا يريد؟
هو يريد عدالة، ومحو أمية، وتأمين الغذاء وحل مشكلة البطالة، فضلاً عن تحقيق الأمن، وكذلك في الموقف القومي، يريد موقفاً قومياً معقولاً، كي لا أقول موقفاً متقدماً.
هذا التيار ليس لديه أي مشروع أو إجابات، ولذلك أنا أجزم لكم أن هذا التيار، بمعزل عن الاستخدام والتوظيف الإقليمي والدولي له، سياسياً وأمنياً، ليس له وجود كبير في العالم الإسلامي وليست له بيئة حاضنة، وأيضاً ليس له مستقبل لأنه ليس له مشروع.
خطاب نحن الشيعة الإمامية لن نتخلى عن فلسطين ما كان هدفه؟
كان الهدف من وراء هذا الكلام رسالتان: الرسالة الأولى للشيعة أنفسهم الذين يعمل البعض على ترهيبهم واستنزافهم وإشغالهم في أكثر من بلد عربي وإسلامي واستهدافهم بالمتفجرات وبالأعمال الانتحارية وتغيير هوية العدو بالنسبة إليهم، وبالتالي العمل على إبعادهم عن فلسطين والقضية الفلسطينية، بل أكثر من ذلك، محاولة إيجاد حواجز نفسية تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
والرسالة الأخرى هي لكل الذين يريدون إبعاد هذه الشريحة من الأمة العربية والإسلامية عن قضية فلسطين، أي الذين يريدون أن يقولوا لنا: لا علاقة لكم بفلسطين. هذه فلسطين والقضية الفلسطينية هي قضية جماعة معينة أو طائفة معينة من الأمة الإسلامية.
ونحن نريد أن نقول لهم من خلال هذه الرسالة: اتهمونا بما شئتم وصفونا كما شئتم. إن اتهامكم لنا وظلمكم لنا وقتلكم لنا، والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية، وبعض عمليات الإبادة التي تحصل في بعض الأماكن في العالم الإسلامي، هذا لن يمنعنا على الإطلاق من أن نبقى من حملة القضية الفلسطينية، وحماتها و الملتزمين بها.
هي رسالة في الاتجاهين: في الاتجاه الشيعي، وفي الاتجاه العام، وأنا أعتقد أنها ما زالت ضرورية، ويجب التأكيد على هذا الموقف.
كلامي لم ينطلق من خلفية طائفية أو مذهبية. المقاومة في لبنان لم تتصرف في يوم من الأيام أو تتكلم في يوم من الأيام من خلفية طائفية.
هل ضيّع حزب الله الفرصة بعد التحرير في العام 2000 ثم بعد النصر في العام 2006 على مستوى العالم العربي؟
هناك بعض الأصدقاء، وخصوصاً بعد 2006، تحدثوا معي ببعض الأفكار، وفي تصورهم ان هناك أفقاً ما، عبروا عنه بالقول إن حزب الله يمكن ان يكون عبد الناصر جديد: قالوا لنا انتم حزب الله والمقاومة في لبنان يمكنكم ان تلعبوا دوراً بهذا الحجم على مستوى العالم العربي. وهذا ما عبر عنه أصدقاء آخرون أيضاً.
أنا لم يكن لديّ وهم في هذا المجال، قلت لهم إن هذا غير صحيح، وهذه مقايسة غير صحيحة وإنما هي مقايسة عاطفية.
الحديث هنا هو عن عبد الناصر، رئيس أكبر دولة عربية، دولة هي نصف العرب، دولة لديها إمكانات ولديها جيش وعندها الكثير، فيأتي هذا "المحب" ليقيس بشكل غير صحيح. لو أن هذه المقاومة هي قيادة لبنان (لما صحّت المقايسة)، فكيف وانت تتحدث عن حزب هو جزء من الشعب اللبناني. ليس هناك أي وجه شبه. لا حزب الله هو دولة، ولا لبنان هو دولة كبيرة أو دولة إقليمية عظيمة، أو لديه إمكانات مادية وبشرية مهمة.
كل ما هنالك أن قيمة حزب الله المعنوية نتيجة (إنجازات) الـ 2000 و2006 قيمة تتعدى الحدود.
ما فعله حزب الله في العالم العربي والعالم الإسلامي هو انه حظي بالاحترام ونقض فكرة شبة ثابتة وقدّم نموذجا.
الفكرة التي كان يُشتغل عليها لمدة أربعين أو خمسين سنة، أي فكرة أن إسرائيل هي الجيش الذي لا يقهر، وأنه ليس لدينا قدرة وليس لدينا خيار إلا التفاوض والصلح والتنازلات. أتى حزب الله وكسرها.
هذا هو حجم الموضوع، ونحن وجودنا في العالم العربي والإسلامي لا يتعدى الاحترام، أما الحديث عن إدارة أو إمكانية إدارة حزب الله للتحولات في العالم العربي وفي الدول العربية وفي الشعوب العربية، وأنه يتدخل هنا ويتدخل هناك من أجل تغيير المعادلات فهذا لا إمكانية لحصوله، وهذا أمر مفهوم لا يحتاج إلى نقاش.
قال بعضنا مباسطا: لقد ارسل عبد الناصر جيشه إلى اليمن وانت أرسلت جيشك إلى سوريا.
أجاب "السيد" بسرعة: موضوع سوريا له شأن آخر. ثم عاد الى سوية الجواب فقال:
إذاً، المقدرات البشرية والمالية ووضع البلد والدولة لا يتحمل هذا الأمر.
أنا لا أعتبر أن هناك فرصة ضيّعها حزب الله، لأنني أعتقد أنه لم تكن هناك فرصة. نعم، نحن كانت كل فكرتنا هي أن الاحترام الذي حصلنا عليه، نوظفه لمصلحة تعزيز ثقافة المقاومة في العالم العربي والإسلامي. ومن هنا يأتي انفتاحنا على القوى الوطنية والإسلامية. نحن لا نتدخل في الطرف الآخر ما هي عقيدته وما هو فكره ومنهجه وما هو اتجاهه السياسي الداخلي. يهمنا انه ضد إسرائيل، لذلك نقوم بتعزيز العلاقة معه.
مثلاً، في فلسطين، سنة 2000، وُلدت الانتفاضة في فلسطين، وهي اندلعت بعد الانتصار بحوالي ثلاثة أشهر، متأثرة بهذا الانتصار على الجبهة اللبنانية.
في فلسطين كانت هناك إمكانية لأن يقوم حزب الله بإيجاد فصيل جهادي فلسطيني ويدرّبه ويسلّحه ويموّله ويعتبر أن هذا (التنظيم) هو امتداده الفلسطيني. وأنا شخصياً تحدث معي كثير من الأشخاص بهذه الفكرة. بل أن هناك من ظهر على الفضائيات وقال إننا شباب فلسطينيون نثق بك وبحزبك ونريد أن نعمل معكم مباشرة.
نحن رفضنا وكنا لا نؤيد هذه الفكرة على الإطلاق، لأن هذا الأمر خطأ، ولا يفيد القضية لأنه يزيد الانقسامات في صفوف الشعب الفلسطيني، فهذا الشعب لا يحتاج إلى فصائل جديدة، وإنما يحتاج إلى ما يجمع هذه الفصائل، وبالتالي هناك فصائل إسلامية ووطنية، من يرغب بالمساعدة فليتوجه إلى هذه الفصائل، وهي قوى المقاومة الموجودة على الأرض، ولديها تاريخ وامتداد ووجود.
في الحقيقة، إن حزب الله، حتى في الساحة الأقرب اليه والتي يعتبر نفسه معنيّاً بها بلا نقاش ـ لأننا يمكن أن نُناقَش بكل ما نعتبر أنفسنا معنيين به إلا في موضوع إسرائيل وفلسطين فلا يمكن النقاش به لأننا نقول إن حزب الله ماهيّته هي مقاومة، مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومقاومة المشروع الإسرائيلي ـ لم نشكّل فصيلاً في فلسطين، ولم نتصرّف مع الأصدقاء الفلسطينيين على أساس أننا نريد أن نكون قيادة للشعب الفلسطيني أو للشارع الفلسطيني، أبداً، فضلاً عن التفكير بمشروع (من هذا النوع) على مستوى العالم العربي غير وارد. لذلك، المقايسة في هذا المجال ليس لها مكان.
نعم، نحن حظينا بالاحترام. الآن إذا تحدثنا عن الذي ذهب أو الذي بقي، أي أن أعلامنا وصورنا كانت تُرفع والآن لم تعد تُرفع، فهذا بقي إلى لحظة الموقف من سوريا، وليس إلى لحظة التدخل العسكري في سوريا.
موضوع سوريا بالنسبة لنا موضوع مختلف، ومع ذلك، لم يكن مقبولاً منا حتى أن نتخذ موقفاً سياسياً من سوريا، فلو أننا وقفنا وقلنا إننا ندعو في سوريا إلى حل سياسي وإلى حوار بين النظام والمعارضة وإلى معالجة سياسية، وإننا ندعو إلى الإصلاح، فنحن نكون قد "سقطنا من القاموس"، لأننا وقفنا بذلك ضد المشروع الذي تدخل الجميع لإلغاء سوريا على أساسه.
هنا، علينا أن نراجع الأمور بدقة، وأنا أقول إن الذي يعاقبنا في العالم العربي ليس الناس، وإنما بعض النخب وبعض القوى السياسية، بينما المزاج الشعبي يتغير. وأنا برأيي، وحسب معلوماتي واتصالاتي، ومن خلال وفود إخواننا التي زارت وتزور بعض الدول العربية، أن المزاج الشعبي الآن يتغير بوضوح.
النقد الذي وجّه الينا لم يكن بعنوان أننا ذهبنا للقتال في سوريا، وإنما النقد لنا هو أنه كان واجباً علينا أن نعلن ـ منذ أول يوم ـ موقفاً ضد الرئيس بشار الأسد وضد النظام في سوريا، لمصلحة من؟ لمصلحة أي مشروع؟ غير مهم. الذي كان مطلوباً منا الموقف المتسق مع مصالحهم.
بعد ذلك جاء التدخل العسكري ليرفع نسبة الجدل والسجال حول موقفنا. التدخل العسكري في الحقيقة هو تفصيل، أما المشكلة معنا، فهي في الموقف السياسي.
ماذا يمكن فعله على مستوى الأمة؟
أنا في تقديري أن هناك مرحلة ليس هناك مهرب منها تتمثل في اندفاعة لا يمكن إيقافها، حتى لو توفر للأمة قائد مطاع ومهاب، وهذه الاندفاعة ستستمر خلال سنوات مقبلة، والوضع الذي تشهده بعض البلدان سيستمر على هذه الحال لفترة بشكل أو بآخر.
إذا كان يجب رسم أولويات الآن، فإن الأولوية الأولى هي التقليل من الخسائر، وأنا أتحدث على مستوى العالم العربي والإسلامي.. إذا كانت هناك حكومات أو دول، وإذا كان بإمكان أحد ما أن يؤثر بشكل أو بآخر.
مثلاً، إذا اندفع العراق إلى التقسيم، فمن الذي يستطيع أن يساعد بأن لا يذهب العراق إلى التقسيم؟ من يستطيع ذلك عليه أن يبذل جهده. إذا كانت إيران قادرة على المساعدة، وهي مقتنعة بذلك فهي تساعد.
سوريا أيضاً، يجب العمل على أن لا تذهب إلى التقسيم.
اليمن مسألة جدية، وهذا الموقف ليس للمجاملة، فنحن لسنا مع تقسيم اليمن. الآن، إذا توصلوا إلى دولة اتحادية أو أقاليم فهذا ممكن، بالرغم من أن فيه شيئاً من الخطورة، ولكن بالحد الأدنى، أما تحوّل اليمن إلى يمنين أو ثلاثة فهذا خطر.
إذاً فالأولوية هي الحد من الخسائر والحد من الانهيار. كما هو الأمر في المعادلة العسكرية، إذ أن الذي يتعرض للهجوم عليه في الخطوة الأولى أن يثبّت حيث هو موجود، حتى لا يخسر المزيد من المناطق، وبعد ذلك يفكر في كيفية استرجاع ما خسره. وفي السياسة الوضع هو نفسه.
هذا الأمر يتطلب جهداً كبيراً. في بعض الساحات التوصية هي بالهدوء، من خلال التذكير بوضع الدول التي خربت، وهناك أصوات تعلو في بعض الساحات التي لم يحصل فيها انهيار الدولة والمجتمع بعد، وإذا كان هناك إمكانية للتأثير على بعض القوى، فهذا مطلوب أن يتم العمل عليه.
إذاً، المطلوب أولاً الحد من الخسائر، سواء في موضوع التقسيم، أو في موضوع الفوضى وانتقال الفتن إلى أماكن أخرى، واعتبار الأولوية الآن هي أولوية الاستقرار مع دعوة هادئة إلى الإصلاح، لأن الذهاب إلى المواجهة قد يؤدي إلى تفكيك البلاد.
العنوان الثاني هو العمل على لملمة الأمور.
قد تكون هناك عقلية ثأر وانتقام، وعملية محاسبة لبعضنا البعض على مواقفنا خلال ثلاث سنوات، واتهامات متبادلة بارتكاب الأخطاء في سجال كان وما يزال قائماً. هذا العمل يشمل كل الساحات في لبنان وفلسطين وفي المنطقة كلها، في أي مكان يمكن العمل على لملمة الأمور تجب المبادرة الى ذلك.
وفي هذا الإطار إذا سئلت إن كنت أؤيد تقارباً إيرانياً سعودياً، فأنا أؤيد هذا التقارب، بالرغم من قناعتي بأن للسعودية دوراً سلبياً كبيراً جداً في ما حصل ويحصل في العالم العربي والإسلامي، كما أن لها دوراً تأسيسياً في ما يجري نتيجة تبنيها لهذا الفكر وترويجها له. ولكن، مع كل هذا الماضي، ومع كل القراءة الحالية، فإن التقارب الإيراني السعودي يساعد، وكذلك التقارب الإيراني مع مختلف دول الخليج.
بالنسبة للقوى السياسية، فإن عودة الناس للحديث مع بعضها البعض والنقاش وإجراء مراجعات، حتى لو اختلفت الآراء، فإن إعادة تنظيم الخلاف، على أساس وجود أولويات متفق عليها ومساحات مختلف عليها، فلا نذهب إلى العداء المطلق وإلى البغضاء وإلى التباعد، هذا كله ممكن الحصول.
أنا أعتقد أنه في هذه الاندفاعة، لمدة سنة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع، ستستمر الأمور على هذه الحال، وكما تفرض سنن التاريخ وتجارب المجتمعات البشرية ـ ولا أتكلم بطريقة شاعرية ـ فإنه من قلب هذه المعاناة هناك وعي يكبر، وهناك تراكم سيحصل، كما أن هناك قناعات ستتولد، وهي قناعات مختلفة عمّا قبل ثلاث سنوات. ولكن هذا الأمر سيستغرق وقتاً، حتى نستطيع الخروج من الوضع الذي نحن فيه.
لا نستطيع استشراف المستقبل كثيراً، لأن التحولات الدولية تحولات ضخمة جداً أيضاً.
قد تسألني ماذا يمكن أن يحصل في العالم العربي خلال السنوات المقبلة، وماذا يمكن أن نفعل من أجله، ولكن السؤال هو: الى أين يتجه العالم إلى أين يتجه وماذا سيحصل فيه في ضوء ما جرى؟ أوروبا إلى أين؟ أميركا إلى أين؟ ان هذا الوضع مفتوح على كل الاحتمالات، وستكون له تأثيرات كبيرة جداً على منطقتنا.
إذا قام كل مخلص في هذه الأمة، سواء كان في موقع رسمي أو موقع فكري أو سياسي أو حزبي أو مقاوم أو غير ذلك بما يستطيع، يمكن أن نحدّ من الخسائر وأن نقلّل من العداوات، وأنا لا أتحدث هنا بلغة الخيال، ووظيفة كل واحد من هؤلاء أن يقوم بما عليه، بغض النظر إذا كان سيوفق بهذا العمل أم لا.
بسم الله الرحمن الرحیم.
###لبنان|تکفیریان###
السفیر: با توجه به حوادث یبرود و قلمون و تدابیری که در داخل اندیشیده شد به نظر شما آیا خطر انفجارها [در مناطق مختلف لبنان] کاهش پیدا کرده است یا همچنان وجود دارد؟
سید حسن نصرالله: میشود گفت خطر انفجارها تا حد بسیار زیادی کاهش یافته است. هم به دلیل تحولات میدانی منطقهی قلمون که منجر به تعطیلی بسیاری از کارگاههای ساخت خودرو[های بمبگذاری شده] و مراکز کشفشده توسط نیروهای سوری شد؛ چه در شهر یبرود و چه در شهرک رأس العین و هم به علت تلاشهای چشمگیر امنیتی که ارتش لبنان و دستگاههای رسمی امنیتی در جهت انهدام باندهای واردات، تقسیم و منفجرکردن خودروهای بمبگذاری شده به انجام رساندند.
به طور کلی میتوانیم بگوییم این خطر بسیار کاهش پیدا کرده است ولی کاملا از بین نرفته است. این مسئله همچنان به تلاش بیشتر در مرزهای سوریه و داخل لبنان نیاز دارد.
السفیر: برخی رسانهها میگویند اهالی ضاحیهی جنوبی به واسطهی تدابیر امنیتی احساس خفقان میکنند و نقل مکان از ضاحیه به مناطق دیگر در حال افزایش است. آیا این نمیتواند به رابطهی مقاومت و هوادارانش صدمه بزند؟
سید حسن نصرالله: این توصیف دقیق نیست و مبالغهآمیز است. هر کسی میتواند در ضاحیهی جنوبی رفت و آمد کند و ازدحام را با چشمان خودش ببیند. نقل مکان و مهاجرتی هم به سوی دیگر مناطق در کار نیست. شاید بعضی خانوادهها با تصمیم شخصی و بسیار محدود این کار را انجام دهند. ولی این صدمهای نمیزند. اتفاقا خوب است فشار از ضاحیه برداشته شود و برخی خانوادهها به جنوب و بقاع بازگردند. در هر صورت در ضاحیهی جنوبی به دلیل جمعیت زیاد احساس خفگی وجود دارد.
ولی به واسطهی این مسئله نقل مکان یا مهاجرتی صورت نمیگیرد. مواردی بسیار کم و شخصی رخ داد که با این انفجارها و تهدیدات فعلی طبیعی است. این از مسئلهی اول. اما مسئلهی دوم، مسئلهی فضای عمومی و حرفهایی که در برخی رسانههای ناصحیح -نمیگویم نا دقیق، میگویم ناصحیح- دربارهی فضای عمومی گفته شد.
انفجارهایی که در ضاحیه، بئر حسن، هرمل و لبوه رخ داد برعکس، میزان حمایت از دخالت نظامی حزب الله در سوریه را افزایش داد. بنده این را بر مبنای نظرسنجیها، دادهها و بررسیها میگویم، نه علاقهمندیام. واقعیت این است. بعضی افراد مردد موضعشان را تغییر دادند. چون همیشه وقتی در برخی مناطق نظرسنجی صورت میگیرد افراد حامی، مخالف و مردد هستند. مرددها حامی شدهاند. حتی برخی مخالفان حامی شدهاند.
چندروز پیش که بنده در عیناثا گفتم ما دیر وارد [سوریه] شدیم داشتم همین فضا را ترسیم میکردم. واقعا در میان مردم فضایی وجود دارد که ما دیر وارد سوریه شدیم و دخالت نظامی کردیم. ما از این نظر دچار مشکل نیستیم. مردم دربارهی خطرات این برهه، ماهیت تهدیدهای موجود به واسطهی حوادث سوریه بسیار بصیر هستند. و بنده میخواهم اینجا اضافه کنم این مسئله فقط مربوط به فضای ضاحیه، بقاع یا جنوب یا داخل پرانتز فضای شیعیان نیست. بر اساس اطلاعاتم از طریق دادهها، نظرسنجیها -که قاعدتا برخی از آنها منتشر شده و بعضی منتشر نشده است.- و ارتباطهای مختلف میتوانم به شما تأکید کنم بخش عظیمی از ملت حامی مسئلهی دخالت حزب الله در سوریه هستند. و بسیاری از لبنانیان حتی داخل نیروهای 14 مارس کاملا معتقدند، باور دارند و میپذیرند ورود به سوریه از لبنان در برابر این گروههای تروریستی -که هر روز شاهد روش و رفتارهایشان هستیم.- محافظت میکند. به همین خاطر ما در این زمینه احساس غربت نمیکنیم و فکر نمیکنیم فضا مخالف است. بلکه احساس میکنیم در این زمینه بسیار مورد حمایت هستیم. همچنین آنچه نیروهای سیاسی و مراجع دینی فرقههای مختلف به صورت غیر رسمی به ما اعلام میکنند ما را به این موضع مطمئنتر میکند. قاعدتا به صورت غیر رسمی به ما گفته میشود چون برخی طرفها به سبب هراس از پیامدهای منفیاش در آینده یا تأثیرش روی روابطشان با بعضی کشورهای منطقهای یا برخی سفارتهای موجود در لبنان نمیتوانند همان حرف را به صورت علنی بزنند.
پس در این مسئله هیچ مشکلی وجود ندارد. روحیهها بسیار عالی است. هر آنچه در بعضی جاها گفته میشود و برخی رسانهها مخصوصا رسانهها و بعضی شخصیتهای 14 مارس به آن دامن زدند که حزب الله آشفته و نگران است و محبوبیت مردمیاش کاهش پیدا کرده کاملا نادرست است.
مسیر برای حزب الله بسیار شفاف است و با گذشت زمان این شفافیت دربارهی حوادث، گزینهها و آینده در حال افزایش است. حزب با ثبات و عزم گام بر میدارد و هیچ تردید و نگرانی ندارد و به آینده اطمینان دارد. ما از ابتدا میدانستیم اگر همه همکاری کنیم امور به کدام سمت میرود و امروز دارد به همان سمت میرود. پس هیچ جای نگرانی نیست.
و بنده به شما تأکید میکنم بسیاری از آنچه در جاهای دیگر گفته میشود بیان آرزوهای گویندگان است نه بیان وقایع و رخدادها. همچنین برخی اخباری که در رسانهها مثلا برخی رسانههای مشهور عربی دست به دست میشود. به عنوان مثال داستانی رواج یافته بود که 500 نفر از حزب الله در قلمون به شهادت رسیدهاند. آیا در جامعهای مثل لبنان میشود 500 شهید را پنهان کرد؟ حتی یک شهید را هم نمیشود پنهان کرد چه برسد به 500 شهید. الآن یکی از مشکلات مدیریتی این است که وقتی کسی در سوریه شهید میشود خانوادهاش پیش از ما مطلع می شوند! یعنی پیش از رسیدن خبر از طریق کانالهای طبیعی تشکیلاتی. این مسائل را نمیشود پنهان کرد.
چند روز پیش 24 ساعت در رسانهها پیچید که مخالفان مسلح سوریه 11 نفر از حزب الله از جمله یک شخصیت مهم را به اسارت گرفتهاند. کجا؟ چگونه؟ چه کسی؟ وقتی طرف مقابل به پمپاژ این دروغهای آشکار و مفتضحانه پناه میبرد یعنی اطلاعاتی دارد که میگویند شرایط روحی ما بسیار خوب است. به همین خاطر میکوشد با دروغ به این شرایط روحی ضربه بزند چون واقعیت نمیتواند کمکی به غرض آنها بکند.
###سوریه###
السفیر: آیا پروژهی سرنگون کردن نظام سوریه به پایان رسیده است یا همچنان پابرجاست؟
سید حسن نصرالله: بر اساس ارزیابی بنده مرحلهی سرنگون کردن نظام و حکومت تمام شده است. چون با گذشت زمان مشخص شد مسئله -مانند آنچه در دیگر کشورها انجام دادند.- مسئلهی رئیس جمهور نیست. به اعتقاد بنده سرنگون کردن حکومت، ارتش و سازمانها و به طور کلی پروژهی سرنگون کردن حکومت با قدرت نظامی به پایان رسیده است. [آنچه میگویم] با توجه به همهی اطلاعات میدانی، نظامی، امنیتی، ملی، شرایط نظام و مخالفان و همچنین دادههای منطقهای و بین المللی [است]. مجموعا معتقدم این مسئله تمام شده است. نمیتوانند نظام را سرنگون کنند. بله میتوانند جنگ فرسایشی انجام دهند اما نبردهای عظیم نه. به نظر نمیرسد در آیندهی نزدیک مخالفان توانایی انجام نبردی عظیم داشته باشند. آنچه در لاذقیه رخ داد و رخ میدهد را نمیتوانیم نبرد عظیم بنامیم. دادههای میدانی قابل اطمینان هستند. وقتی تعداد جنگجویان نبرد لاذقیه، مناطقی که وارد آن شدند و امکاناتی که تزریق شد را بررسی میکنیم میبینیم یک نبرد محدود است که از پوشش رسانههای بسیار گسترده برخوردار شد.
تا این لحظه هیچ نشانهای از آن نبرد عظیمی که بسیار دربارهاش صحبت میکردند دیده نشده است. بیشتر شبیه هراسافکنی است تا واقعیت. منظورم همان جنگی است که از جنوب سوریه آغاز میشود. و صحبت دربارهی لشکریان عظیمی که در اردن جمع میشوند، به زودی از راه میرسند، همه جا را اشغال میکنند، درعا و سویدا را میگیرند و روانهی دمشق میشوند. این مسئله چند هفته پیش مطرح شد.
همهی اینها بیشتر به هراسافکنی میماند. در میان اطلاعات چنین چیزی پیدا نمیشود. حتی یک بار صحبت 3.000 جنگجو مطرح شد که در اردن آموزش دیدهاند و مجهز و آماده شدهاند. آیا 3.000 جنگجو میتوانند استان درعا و سویدا را بگیرند و به دمشق برسند؟ در چنین جنگی این عددها دردی دوا نمیکند. بعد کمی مبالغه کردند و 10.000 جنگجو را مطرح کردند. حتی 10.000 جنگجو نیز نمیتوانند معادلهای با این اندازه را تغییر دهند. اگر منظور از نبردهای عظیم نبرد جنوب سوریه یعنی نبرد دمشق است تا این لحظه بیشتر شبیه هراسافکنی است. اما جنگ فرسایشی تا وقتی کشورهایی وجود دارند که پول و سلاح میدهند و به این سو تحریک و تشویق میکنند گاه و بیگاه ادامه دارد.
السفیر: اگر نظام به لحاظ [سوریه] به صورت نظامی سرنگون نمیشود آیا میتواند ادامه دهد؟
سید حسن نصرالله: میتواند ادامه دهد. تجربهی سه سال گذشته ثابت کرده است نظام ضعیف نیست و همچنین از حمایت مردمی برخوردار است. اگر نظام ضعیف بود باید فرو میپاشید و ساقط میشد. همچنین اگر از حمایت ملی برخوردار نبود دچار فروپاشی میشد و همه چیز به پایان میرسید. به نظرم -فارغ از مشاجره بر سر درصدها- در سه سال گذشته نظام از حمایت مردمی بالایی برخوردار بوده است.
السفیر: آیا عوامل خارجی همچنان فشار میآورند؟
سید حسن نصرالله: شرایط منطقهای و بین المللی تغییر کرده است. بنا به ارزیابی بنده فشار سیاسی، رسانهای و میدانی که در برههی پیش رو به نظام وارد میشود کمتر از سه سال گذشته خواهد بود. از سعودی تا قطر [این تغییر را اعمال خواهند کرد]. نمیگویم آنها مواضعشان را تغییر دادهاند ولی شدت موضع، حجم دخالتها، اطلاعات و امیدهایشان بسیار تغییر کرده است. از سوی دیگر همپیمانانی که وقتی گفته میشد سوریه دو، سه، پنج یا شش ماهه سقوط میکند پشت سوریه را خالی نکردند امروز پشتش را خالی کنند؟ امروز که این کشور خطر یا به عبارتی مرحلهی خطر سقوط را پشت سر گذاشته است؟ امروز سطح اعتقاد همپیمانان سوریه چه در سطح کشورها و چه جریانهای منطقهای و داخلی- برای حمایت و ایستادگی در کنار سوریه بیشتر از همیشه است. در نتیجه ارزیابی بنده این است که امور به این سمت میرود. البته موقعیتهای پیش رو بدون شک مهم هستند. مصالحهها، گفت و گوهای سیاسی داخلی یا درمانهای داخلی. اگر آرامش حاکم شد و رفتند سراغ سازندگی، شرایط آسان نیست. ولی برای این نیز برنامهریزی میشود و درمانش آغاز میشود.
السفیر: امروز مخالفان واقعا هوادارانی دارند اما آیا نظام هم واقعا هوادارانی دارد؟
سید حسن نصرالله: اصل برای ما در سوریه این است که جنگ تمام شود؛ جنگی که سوریه را نابود خواهد کرد یا به عبارتی باقیماندهی آن را هم نابود میکند. اصل این است که جنگ تمام شود. فارغ از این که چه کسی دوست دارد، چه کسی دوست ندارد یا چه کسی اعتقاد دارد. اگر جنگ تمام شد و رفتند سراغ گفت و گو و درمان داخلی امید هست که بسیاری از پروندهها حل شود. خطر واقعی این بوده و همچنان تا حدودی این است که کار سوریه به پایان برسد. تقسیم شود. این خطر بسیار بزرگ و جدی بود. بنده عقیده دارم خطر تقسیم را پشت سر گذاشتیم. وقتی میگویم خطر سقوط نظام را پشت سر گذاشتیم به طریق اولی خطر تقسیم را نیز پشت سر گذاشتیم. مسئله، تقسیم بود. این بسیار خطرناک است. مسئله، ویران کردن سوریه بود و این که در این کشور سنگ روی سنگ بند نیاید یعنی امکان وجود حکومتی که بتواند خود را بازیابی و مشکلات خود را حل کند وجود نداشته باشد. میتوانیم بگوییم این را نیز تا حد زیادی پشت سر گذاشتیم. اگر به جایی برسیم که بشود جنگ پایان یابد [موفق شدهایم]. اهمیت مصالحه این است که میگوید: جنگ تمام شد. اینجا دیگر کشتار، خونریزی و خانهای که ویران شود وجود ندارد. روی این مسائل است که آینده پایهریزی میشود. و واقعا این مسئله نگرانی ما بوده و همچنان هست.
السفیر: متخصصان میگویند بازسازی سوریه نیاز به 250 میلیارد دلار سرمایه دارد. اما آیا کسی که میخواهد این 250 میلیارد را بدهد از سوریهی دیگری غیر از این سوریه سخن میگوید؟ تا چه میزان دربارهی منافع مرتبط با سرنوشت نظام سازش و مصالحه صورت گرفته است؟ آیا رئیس جمهور همچنان ضمانت [بقای نظام] است یا رفتنش شرط برخی طرفهای برای بازسازی کشور است؟
سید حسن نصرالله: هیچ کدام از کشورهایی که مخالفان سوریه را زیر بال و پر میگرفتند هیچ گونه آمادگی برای گفت و گو به منظور آغاز درمان سیاسی نداشتند، به هیچ وجه. قطر، سعودی، ترکیه، مصر در دورهی پیشینش تا کشورهای دور، اروپاییها، آمریکاییها. هیچ کس آمادگی درمان سیاسی نداشت. دیروز وقتی در نشست عرب از درمان سیاسی صحبت میکنند نتیجهی ناکامی نظامی است. جهان به خاطر شکست در میدان بود که سراغ ژنو2 رفت. از ابتدا خواستار درمان سیاسی نبودند. بنده این بحثها را در ذهن دارم ولی مسئله فقط مسئلهی شخص جناب بشار اسد نبود. صحبت از همهی نظام بود. میگفتند نظام باید سرنگون شود بعد صحبت میکنیم. یعنی چه نظام باید سرنگون شود؟ یعنی میخواستند سوریه را به کجا بکشانند؟ واقعا جایگاه مطلوب سوریه از نظر ترکها در محاسبات اساسی، منطقه، استراتژیک و… کجا بود؟ از نظر قطریها و سعودیها چطور؟ به همین خاطر باید از این منظر وارد مسئله میشدیم. ما از نظرگاه دوم وارد این مسئله شدیم؛ یعنی نظرگاه جایگاه، موضع و تأثیر سوریه در منطقه و نبرد عظیم موجود در منطقه. آنها هم برای تغییر این وضعیت وارد شدند. برای ایجاد دموکراسی و عدالت و مبارزه با فساد وارد نشدند. همهی این نبرد، تزریق پول، تسلیحات و ادبیات برای تغییر موضع و جایگاه سوریه بود و البته جناب بشار اسد به عنوان رئیس جمهور این نظام. بحثها همهی نظام را نشانه رفته بود و هدف قرار میداد. حتی در یک برهه پس از پایان سال اول که دیدند مسئله به لحاظ نظامی دشوار است. بله، نا امید نبودند ولی دیدند دشوار است.
السفیر: پیشنهاداتی به جناب اسد داده شد؟
سید حسن نصرالله: بله، بنده از پیشنهاداتی جدی که به جناب بشار اسد داده شد با خبرم. از جمله: این رویکرد سیاسی را تغییر دهید. روابط دیپلماتیکتان را با ایران قطع کنید. روابط دیپلماتیک با جنبشهای مقاومت منطقه را قطع کنید. حقیقتا و کاملا آمادهی ورود به سازش سیاسی با اسرائیل باشید. آن وقت مشکلی باقی نمیماند و این مسئله پایان مییابد. جناب اسد نپذیرفت و این موضع را حفظ کرد. این مسئله فقط از سوی طرفهای جهانی مطرح نشد بلکه از سوی طرفهای منطقهای حامی و در ظاهر تندرو نیز مطرح شد. حتی تندروترین طرفها هم این مسئله را به جناب بشار اسد پیشنهاد دادند. بله اگر نبرد را از این منظر ببینید میتوانید آن را چیز دیگری مشاهده کنید. به این معنا ایجاد تغییر مطلوب در سالهای گذشته آسان نبود.
السفیر: آیا همچنان جبههی مقابل نظام منسجم است؟
سید حسن نصرالله: تحولاتی که رخ داد شما را به این نتیجه میرساند که جبههی مقابل از هم پاشیده و ضعیف شده است. منظورم جبههایست که برای سرنگون کردن سوریه میکوشید. باید این مسائل را در نظر بگیریم:
اول: باید از مسائل داخلی مصر که به آن نخواهم پرداخت آغاز کنیم. تغییر مصر، عزل جناب محمد مرسی و در نتیجه برکناری اخوان المسلمین در مصر از قدرت پیامدهایی داشت. سعودی از شرایط جدید مصر حمایت کرد در حالی که ترکیه و قطر مخالف این وضع بودند. پس اولین نتیجه، شکاف این جبهه، مهمترین جبههی منطقهای بود: جبههی سعودی، قطر، ترکیه و مصر. در عمل رابطهی سعودی و قطر، سعودی و ترکیه و مصر پس از عزل مرسی و ترکیه و همچنین مصر و قطر وخیم شد و به مشکلات افزوده شد. این اولین تغییر بود. این تغییر کجا خودش را نشان داد؟ در سوریه. با وجود این که اینها میگویند: همچنان دربارهی سوریه هماهنگی وجود دارد ولی جای بحث نیست که مانند اوایل نیست.
دوم: سوریه در صدر اولویتهای اخوان المسلمین بود. امروز و در نتیجهی حوادث مصر، به داخل مصر عقبنشینی کردهاند و اولویت و دغدغهی اصلیشان تبدیل شده است به مصر.
سوم: اختلاف میان سعودی و اخوان در سوریه بازتاب مییابد. این از نتایج شرایط منطقهای است.
چهارم: مشکلات داخلی ترکیه.
پنجم: تحولاتی که در قطر رخ داد.
ششم: حوادث عراق. عراق مانند لبنان رفتار میکرد: عدم دخالت، عدم دخالت، عدم دخالت تا این که شرایط خارجی در عراق آنچنان بد شد که استانهای همجوار عراق در سوریه به کارخانهی خودروی بمبگذاریشده تبدیل شدند. در یک روز 10، 15 تا 20 خودرو منفجر میشد. تحقیقات و بازداشتهایی که صورت گرفت چهرهی طرفهای پشت پردهی شبکههای خودروهای بمبگذاریشده را نمایان کرد و موجب درگیری فعلی دولت عراق و داعش شد. جنگ عراق و داعش نیز روی شرایط سوریه و موضع عراق تأثیرات خود را داشت. به همین خاطر شاهد بودیم موضع سیاسی عراق در سال اخیر چه در نشست وزیران خارجهی عرب یا… بسیار تغییر کرد.
اینها علنی بود. اما چیزهایی غیر علنی دیگری نیز هست. به واسطهی ایستادگی نظام بسیاری از کشورهای عربی در تماسهای غیر علنی با نظام میگفتند: ما با شما هستیم، ایستادگی کنید. حتی بنده میدانم برخی کشورهای عربی که در ظاهر با مخالفان هستند به صورت غیر علنی از نظام میخواهند به سرعت از زمان استفاده کند و نبرد را یکسره کند. این اوضاع عجیب و غریب جهان عرب است.
السفیر: حضرت سید، شرایط جهانی چطور؟
دربارهی شرایط جهانی شکی نیست که امروز فضا بهتر است. میان ژنو1 و ژنو2 مقایسه کنید. در ژنو1 شفافیتی وجود ندارد. شاید حتی بتوان پرسید آیا موضع روسیه به اندازهی کافی برای ایستادن در کنار جناب بشار اسد و دست بر نداشتن از آن و جستجو در پی معامله و سازش، مستحکم بود؟ حد اقل دربارهی این مسئله بحث وجود داشت. بنده نمیخواهم دربارهی موضع روسیه در آن اوایل قضاوت کنم. به عبارتی اطلاعات تعیینکننده دربارهاش ندارم. ولی دربارهی برههی اخیر هیچ جای بحثی نیست. میتوانم بگویم در یک سال گذشته موضع روسیه پایدار و نفوذناپذیر بوده و در ماههای گذشته نرمشی نداشته است.
السفیر: آیا توقع دارید با حوادث کریمه این موضع سختتر نیز بشود؟
سید حسن نصرالله: معتقدم پس از بحران کریمه موضع روسیه باز هم سختتر خواهد شد. و این واضح است. روسیه شدیدتر و بیشتر از کیان سوریه حفاظت خواهد کرد. چون وارد مرحلهی جدیدی شدهایم که شاید آن را جنگ سرد یا چنین چیزی بنامند. امروز روسیه میخواهد همهی نقاط قوت یا نقاط کانونیاش را حفظ کند. روسیه از سوریه دست بر نخواهد داشت و بر سر آن سازش نخواهد کرد. خطر سازشی که در برخی برههها وجود داشت امروز بسیار بعید به نظر میرسد. از این منظر بنده معتقدم تأثیر [حوادث کریمه روی مسئلهی سوریه] مثبت بوده است.
ولی از منظر دیگر اگر بخواهیم دربارهی تأثیر منفیاش صحبت کنیم میتوانیم فرض دیگری اتخاذ کنیم و صحنه را تکمیل کنیم: آیا درگیری، دشمنی یا تشدید مواضع سیاسی روسیه و آمریکا موجب نخواهد شد آمریکا و غرب از مرزها، خطوط قرمز یا ضوابطی عبور کنند که در گذشته به واسطهی روابطشان با روسیه از آن عبور نمیکردند؟
اینجا میشود دربارهی تأثیر منفی صحبت کرد. بنده شخصا بعید میدانم آمریکاییها و اروپاییها دست به تحرکات نظامی بزنند. نه به واسطهی روسیه، بلکه به دلیل شرایط آمریکا. اقتصاد، دولت و استراتژیهای منطقهای آمریکا و شرایط داخلی اروپا اجازه نمیدهد. به همین خاطر این حرف را که از سوی برخی رسانهها نیز مطرح شد بعید میدانم که: تنشهای روسی-آمریکایی احیانا راهی برای تحرک آمریکا و غرب علیه سوریه باز میکند.
چه حوادث اوکراین رخ میداد و چه نمیداد بحران سوریه ادامه مییافت. چون اصل موضوع جای دیگری است. ولی در مجموع با در نظر گرفتن همهی مسائل میتوانیم بگوییم این حوادث بیشتر به نفع حکومت سوریه بود تا به ضررش.
السفیر: آیا فکر میکنید جناب اسد کاندیدا[ی ریاست جمهوری] شوند؟
سید حسن نصرالله: طبیعی است که بشود و معتقدم میشود.
السفیر: آیا حزب الله امروز با شخصیتهای اپوزوسیون سوریه ارتباط دارد؟
سید حسن نصرالله: پیش از این ارتباط داشت و شخصیتهایی در میان مخالفان سوریه وجود دارند که همچنان با آنها ارتباط داریم.
###بیداری اسلامی|اسرائیل|فلسطین|سوریه###
السفیر: جایگاه اسرائیل در حوادث سوریه و منطقه چیست؟
سید حسن نصرالله: از ابتدا پیگیریهای ما نوعی نگرانی در اسرائیل نشان میداد. -شاید عجیب باشد که هنوز در این دوران کسی در جهان عرب شبانه روز حوادث، گفتهها، نقشهها، کنفرانسها، پژوهشها، گزینهها و بحثهای اسرائیل را پیگیری میکند.-
تا پیش از حوادث سوریه اسرائیل نگران بود. حتی اگر بگوییم وحشتزده بود مبالغه نکردهایم. کنفرانس برگزار کردند، دربارهی محیط حیاتی صحبت کردند و گفتند در منطقه تغییرات استراتژیک بسیار بزرگی رخ داده است و در خلاف منافع اسرائیل پیش میرود. شما این تغییرات را 100% به نفع مقاومت بدانید یا ندانید آنها این طور بیان کردند. گفتند خطی در حال شکلگیری است شامل ایران، عراق، سوریه، فلسطین و مصر. گفتند سقوط حسنی مبارک مصر و سپس لیبی و تونس را به جبههی مقابل میکشاند. در ظاهر به نظرشان رسید تمام منطقه به این خط پیوستهاند. و باز هم در ظاهر: حق داشتند نگران باشند. چون رهبران بزرگی در احزاب، نیروها و جنبشهای منطقه وجود دارند و در ابتدای امر در ظاهر به نظر رسید که به زودی در بسیاری از این کشورها قدرت را به دست خواهند گرفت و ادبیات این کشورها به سمت دشمنی مطلق با آمریکا و پیوند و منافع استراتژیک [مشترک با یکدیگر] تغییر خواهد کرد.
ابتدا اسرائیل بسیار نگران شده بود. حتی در ستاد مشترک بحث شد که گردانهایی نظامی برای جنوب یعنی برای مرزهای مصر تشکیل دهند. نگرانی استراتژیک -اگر تعبیر درستی باشد.- تا این حد بالا رفت. کار داشت به بازنگری در ساختار نظامی میکشید که حوادث سوریه آغاز شد.
وقتی بحران سوریه آغاز شد اسرائیل 180 درجه تغییر کرد. نفس راحتی کشید، آرامش یافت و خیلی زود گفت این خطی که میترسیدیم تشکیل شود در حال فروپاشی و تکه تکه شدن است. از بسیاری از این عبارتها استفاده کردند. و طبعا عقیدهی بنده -به واسطهی پیگیری وضعیت اسرائیل و سخن سیاستمداران، نظامیان و شخصیتهای امنیتی بزرگ بازنشسته و فعلیاش- این است که اسرائیل قطعا در سوریه هر گزینهای را به بقای نظام جناب بشار اسد ترجیح میدهد. این غیبگویی نیست. در بحثهایشان، سخنانشان و حتی بحثهای حاشیهایشان هر گزینهای را به آن گزینه ترجیح میدهند. تقسیم سوریه برایشان مفید است. ویرانی سوریه همچنین. باقی ماندن سوریه 20 یا 30 سال در وضعیت جنگی همچنین. حتی وقتی به مرحلهی مقایسهی حضور جناب بشار اسد و این نظام با گروههایی که آنها را مجاهدان بین المللی مینامند میرسند، میگویند گروههای مجاهد بین المللی را به وجود نظام بشار اسد ترجیح میدهیم. پشت این انتخاب یک منطق وجود دارد. چه منطقی؟ حرف خودشان است. بنده به جای آنها صحبت نمیکنم: جناب بشار اسد و نظام سوریه بخشی از خط ایران، عراق، سوریه، لبنان و فلسطین یعنی جنبشهای مقاومت هستند. اما اگر گروههای جهاد بین المللی در سوریه به حکومت برسند:
اولا: جنگ داخلی میانشان در سوریه ادامه مییابد.
ثانیا: اینها قدرت نظامسازی ندارند چون ما تجربههایشان را در افغانستان و… دیدهایم. به عبارتی نمیتوانند تهدیدی علیه وجود اسرائیل به حساب بیایند. در حالی که این خط، تهدیدی استراتژیک علیه وجود اسرائیل است و آنان سوریه را بخشی از این خط میدانند.
ثالثا: اولویت گروههای جهاد بین المللی جنگ با این محور است نه با اسرائیل. یعنی گروههای جهاد بین المللی با حزب الله، عراقیان، ایرانیان و حتی جنبشهای مقاومت اهل سنتی که به آنها دست بیعت ندهند خواهند جنگید. این برای اسرائیلیان روشن است. به همین خاطر این را به وضوح اعلام میکنند.
اینجا بود که دشمن نفس راحتی کشید و خیال کرد این محور در حال فروپاشی است. سوریه در حال ضعیف شدن بود و این آرزوی آنان بود. ما از پژوهشهای اسرائیلیان پس از جنگ 33 روزه، تشکیل کمیتهی وینوگراد و بحثهایی که برای پاسخ به سؤال «چاره چیست؟» صورت گرفت، با خبریم. از همان زمان و پیش از بهار عربی، انقلابهای مردمی، بیداری اسلامی یا هر چه شما بگویید اسرائیلیان گفتند به دلایل مختلف دیگر نمیتوانند با حزب الله وارد جنگ شوند. با ایران نیز نمیتوانند. اسرائیلیان گفتند:«تنها راه حل ما زدن حلقهی واسط این محور یعنی سوریه است.» خیلی زود به این نتیجه رسیدند. ولی نمیدانستند این کار را چطور انجام دهند؟ البته دربارهی جنگی اسرائیلی علیه سوریه صحبت میکردند. وقتی حوادث سوریه آغاز شد مهمترین گزینهی اسرائیلیان در حال وقوع بود پس نفسی از سر آسایش کشیدند.
السفیر: این سه سال پیش بود. الآن چطور؟
سید حسن نصرالله: امروز وقتی اسرائیل مینشیند و محیط حیاتی خود را بررسی میکند بر خلاف سه سال یا دو سال قبل میبیند که: در جبههی مصر مشکلی ندارد. دارد جلوی چشمانش از سوریه خون میرود. محور مقاومت با معضل بسیار بزرگی مواجه است. فلسطینیان به واسطهی درگیریهای داخلی و مشغولیتهای امت در شرایط بسیار سختی به سر میبرند. درست است که امت همیشه از فلسطین غافل بوده است ولی حد اقل فلسطین بخشی از سخنرانیها بود. الآن فلسطین با مشکل مواجه است. غزه مشکلات تازهای دارد که هیچ گاه نداشته است. بگذارید بگوییم سردی روابط حد اقل میان حماس و محور ایران و حزب الله و قطع رابطه با سوریه. همهی اینها هر کدام تأثیر خود را داشتند. به طور خلاصه وقتی اسرائیل به منطقه یا به قول خودشان به محیط حیاتیاش نگاه میکند میبیند میزان خطرات و تهدیدات عظیمی که سه سال پیش تصور میکرد یا توقع داشت کاهش یافته است. الآن دیگر شرایط آن گونه نیست. در تمام منطقه فقط یک مشکل واقعی دارد و آن هم ایران است. دربارهی ایران و هرگونه توافق، نزدیکی و سامان پیدا کردن اختلافات ایران و غرب واقعا نگران است. بله، واقعا نگران است. آمریکاییها باید مدام به اسرائیل اطمینان دهند و وارد بازی و جزئیاتش کنند تا غافلگیر نشود. اسرائیل از مسئلهی ایران نگران است. به همین خاطر میبینیم وقتی همهی جهان دربارهی پروندهی هستهای ایران بحث میکنند درخواست میکند توان موشکی نیز به مذاکرات اضافه شود. این پیش از این که خواستهی آمریکا باشد خواستهی اسرائیل است. پس ایران هنوز هست و هنوز این معضل وجود دارد.
اولا: اسرائیل از نظرگاههای مختلفی دربارهی نگرانیهایش دربارهی مقاومت لبنان صحبت میکند. یکی این که تغییر شرایط سوریه جناب اسد را تشویق میکند به حزب الله سلاحهایی بدهد که در گذشته نمیداد. این مسئلهایست که دشمن مطرح میکند. اسرائیل از سلاح برهم زنندهی توازن میترسد. میگوید این خط قرمز است و ما اجازه نمیدهیم. این مایهی نگرانی و آشفتگی دشمن است. تمام دلیل و بهانهای هم که برای حملات هوایی جنتا آورد این ادعا بود که هدف، محمولهای از سلاحهای ویژه بوده است. این حرف نا درست است.
ثانیا: درست است که اسرائیل ممکن است حضور حزب الله در سوریه را عامل تضعیف حزب الله بداند اما از زوایای دیگری هم نگاه میکند که برایش مهمتر و خطرناکتر است یعنی تراکم تجارب حزب الله. یعنی مثلا امروز نبرد القصیر رخ داد. در جهان عرب در سطح رسانهها و سیاست بود و در همین حد که طرفداران شما گفتند خدا خیرتان دهد و مخالفان هم فحش دادند. در جهان عرب در همین حد بود. اما برای اسرائیل قضیه تفاوت میکرد.
السفیر: ممکن است دربارهی نگاه اسرائیل به این قضیه بیشتر توضیح دهید؟
سید حسن نصرالله: اسرائیل از الف تا تای تمت اتفاقات القصیر، ریزترین جزئیات، مراحل، اندازهها و شکل عملیاتها را زیر نظر گرفت، به خوبی محاسبه کرد و دربارهاش پژوهشهای مختلفی انجام داد. هیچ کس بحثی ندارد که ورود ما به مکانهایی که مجبور شدیم وارد آن شویم، چه القصیر، چه قلمون و چه دمشق، فارغ از حجم شراکت حزب الله در کنار نیروهای سوریه، معنای جدیدی داشت. داریم با نگاه نظامی محض صحبت میکنیم. ما داخل نبردهایی کاملا متفاوت با تجارب مقاومت لبنان شدیم. به همین خاطر اسرائیل پس از القصیر و قلمون تمام فکر و ذکرش متوجه «الجلیل» شده است.
امروز اسرائیل بر تجربهای که حزب الله در سوریه میاندوزد نظارت میکند و این که آیا میتواند اگر روزی جنگی با او در لبنان رخ داد در نبرد به سمت و سوهای جدید برود؟ بحث دربارهی این مسئله به طور جدی در حال انجام است. روشن است که این مسئله نیز روی اسرائیل تأثیر دارد. الآن نگرانیشان ایران و حزب الله است. قاعدتا غزه نیز با وجود این که شرایطش سختتر شده است همچنان یک نگرانی بزرگ برای اسرائیل است.
طبعا اسرائیل امروز از پیروزی این خط در سوریه نگران است و آن را با صراحت بیان میکند. چون میبیند که این محور به زودی پیروز میشود. آنان بیش از این را میگویند. میگویند اگر سوریه از این جنگ سربلند بیرون بیاید به معنای پیروزی تمام این محور است. به همین خاطر از پیروزی جناب بشار اسد نگرانند. همین مسئله رابطهی موجود میان گروههای مسلح در استان قنیطره را با اسرائیل توضیح میدهد. در مرزها ماجرا از زخمی و بیمارستان گذشته است. امکان رفت و آمد افراد مسلح در آن مناطق وجود دارد. نه، حتی آزادی کامل برقرار است. اسرائیل هیچ مانعی برای رفت و آمد، تسلیح، حضور و تربیت نیروهای نظامی در مناطق تحت سلطهشان ندارد. گاهی برخی بمبارانهای اسرائیلی با هدف پوشش تحرکات میدانی افراد مسلح صورت میگیرد. یعنی در میدان نبرد کار به اینجاها رسیده است.
ما باید به عنوان مقاومت لبنان بخشی از همت خود را به مسئلهی این مثلث اختصاص دهیم. ما میان گروههای مسلح این منطقه و اسرائیلیان روابط بسیار مستحکمی را رصد کردهایم
السفیر: آیا خطوط قرمز یا مرزهایی برای حضور حزب الله در جغرافیای سوریه وجود دارد؟
سید حسن نصرالله: ما هرجا که لازم باشد حضور داریم.
السفیر: آیا بهار عرب به نفع اسرائیل بود؟
سید حسن نصرالله: بنده معتقدم در جهان عرب و اسلام و حتی غرب خوانش یکسانی از آنچه رخ داد وجود ندارد. خوانشهای متفاوتی هست. حتی وقتی سراغ اطلاعات میروید احیانا اطلاعات متناقضی میشنوید. ولی آنچه ما در حزب الله به آن گرایش داریم -ما بارها با استفاده از اطلاعات و روابطمان، در این باره بحث کردیم.- این است که این حوادث جنبشهای واقعی مردم هستند و همه را شگفتزده کردهاند. به عبارتی تعدادی نظام کرمخورده، فاسد، ضعیف و سست، حتی در سطح روحی و روانی وجود داشتند و وقت آن رسیده بود که بر اساس قوانین حاکم بر تاریخ و جوامع بشری این دژها و این ساختمانها فرو بریزند.
آنچه رخ داد این بود. نتیجهی تراکم نیروی مردم بود. بخشی از آن به مسائل داخلی مانند فساد، ظلم، دیکتاتوری، زندان، آزادی، گرسنگی، فقر و محرومیت مربوط میشد و بخش دیگری از آن مربوط به نبرد با اسرائیل بود. مثلا برخی دوستان از تونس از تأثیر جنگ [33 روزه] جولای 2006 بر جوانان تونسی و اثر آن بر انتفاضههایی که رخ داد برای بنده خبر آوردند. آیا ملتهای عرب نسبت به موضع نظامهای عرب در مسئلهی فلسطین خشمگین نبودند؟ چرا، خشمی ویرانگر وجود داشت.
ملتهای عرب احساس ذلت، سرشکستگی و سستی میکردند. سخنانی که پس از جنگ جولای بیان شد مسئله را تغییر داد. لبنان، این کشور کوچک، مگر چقدر است؟ مگر مقاومت لبنان چند نفرند؟ جنگ جولای مسئله را تبدیل کرد به مسئلهی توان کنش و پیروزی. این نیز بسیار به آن حوادث ربط داشت. پس از جنگ برای مخفی کردن این قضیه تلاش کردند.
اصولا از همان اوایل درک ما از حوادث تونس، لیبی و مصر این بود که مسئله به صورت مردمی آغاز شد و آمریکاییها، فرانسویها، غرب، جامعهی جهانی، کشورهای منطقه و همه را غافلگیر کرد. همه از آنچه رخ داد غافلگیر شدند. نمیدانستند این جنبشها به زودی میتوانند چند نظام را ساقط کنند. بله، کمی که گذشت نظامها گیج شدند. به واسطهی سستی، ناتوانی و فقدان حمایت مردمی نمیدانستند چطور رفتار کنند. مثلا حسنی مبارک حتی ده هزار نفر هم نداشت که برایش تظاهرات کنند پس رفت و گروهی چماقدار را استخدام کرد. به یاد داشته باشیم که سعودی اولین کشوری بود که از روز اول در برابر همهی این تحرکات موضع گرفت. سبحان الله! با همهی این جنبشها در تونس، مصر و بحرین مخالف بود ولی با جنبش سوریه موافق است! البته در لیبی سکوت کرد چون دشمن معمر قذافی بود.
نظامهای منطقهای آشفته شده بودند. اصلا نمیدانستند چه کار میکنند. آمریکاییها در ابتدا گیج بودند. چندین نگاه در میان خود داشتند. مثلا میتوانیم فرض کنیم وزارت خارجه یک نظر داشت، دستگاه امنیتی سی.آی.ای یک نظر دیگر و وزارت دفاع پنتاگون نظر سوم. آمریکاییها در زمینهی برخورد با این شرایط تازه گیج بودند.
تا اینجا میتوانیم بگوییم با نظریهی دیگر، که بسیاری حامی دارد، موافق نیستیم. این که: همهی اینها یک نقشهی آمریکایی و اسرائیلی بود. این درست نیست. چون اگر به دوران شکلگیری این انتفاضههای مردمی در کشورهای مختلف عربی بازگردید میبینید این حوادث ابتدا انتفاضههایی مردمی و جوانانه بودند و سپس حزبها، گروهها و جنبشها وارد عمل شدند.
آمریکاییها چون یک کشور استعمارگر و ابرقدرت هستند در پایان، این منافعشان است که تعیینکننده است. ایالات متحده هر مقدار هم که گیج باشد میتواند بر آن فائق بیاید چون یک کشور پراگماتیست است و ایدئولوژی ندارد. اعتقاد، اصول و رکنی ندارد. فقط پراگماتیسم و منافع. هر کاری که منافعشان را در مصر، تونس، لیبی، عراق، ایران و سوریه تأمین کند همان را انجام میدهند. وقتی آمریکاییها تصمیم گرفتند بر اساس منافعشان رفتار کنند این نظریه مطرح شد: این جریانها، گروهها، جنبشها و حزبها توانستهاند حساب دولتهایشان را برسند و با فروپاشی نظامهای سابق، مدیریت کشورهایشان را بر عهده بگیرند. چه ما این جنبشهای اسلامگرا را بپذیریم و چه نپذیریم. -البته بنده از عبارت اسلام سیاسی استفاده نمیکنم.-
السفیر: چرا؟
سید حسن نصرالله: میگویم جنبشهای اسلامگرا. اسلام سیاسی و غیر سیاسی نداریم. این دستهبندی دقیق نیست و نیاز به بحث دارد. میتوانیم بگوییم جنبشها، حزبها و گروههای اسلامگرا، نه اسلام سیاسی. در هر صورت این فرضیه شکل گرفت. دور از منطق هم نیست. یک نگاه واقعنگرانه به جهان عرب است. جریان و احزاب اسلامگرا گستردهترین و تشکیلاتیترین حزبها و در نگاه اول تواناترین گزینه برای جایگزین شدن بودند. برای آمریکاییها مانعی ندارد. و به نظر بنده آمریکاییها مشکلی ندارند در هر کجای جهان اسلام، جنبشی را که عنوان اسلامگرایی دارد اداره کنند. اسرائیل هم مانعی ندارد. مشکلی وجود ندارد اسلامگرا باشی، ریش داشته باشی، همسرت محجبه باشد، نماز پنجگانه بخوانی، حج بروی، عمره بروی و هر کار دلت میخواهد بکنی و هر چه دلت میخواهد بپوشی. فقط شما بگو موضعت نسبت به اسرائیل چیست؟ نظرت دربارهی نفت چیست؟ با منابع چطور رفتار میکنی و موضعت نسبت به آمریکا و پروژهاش برای منطقه چیست؟ اگر همراه پروژهی آمریکا هستی که قدمت روی چشم. اما اگر مخالف آمریکاییها هستی باید مراقب خودت باشی.
نهایتا آنها مشکلی ندارند. در واقع این طرز تفکر انگلیسی است. این اندیشه مال انگلیس است. دروازههای مختلف را به روی برخی جنبشها و گروههای اسلامگرا بگشایید. هر کشوری شرایط مخصوص به خودش را دارد. بدون شک هر کشوری با مشکلات بسیاری مواجه و البته از ارث بزرگی برخوردار است. توقعات مردم هست. البته انقلابیان هم توقعات زیادی دارند. در هر صورت تا این لحظه در این کشورها جایگزینی که بتواند حد اقل توقعات اهالی انتفاضه و انقلاب را برآورده کند وجود ندارد.
تا این لحظه مسئله روشن است. اما برای تکمیل، نیاز هست به اطلاعات. مثلا: آیا ناتوانی درونی [نیروهای روی کار آمده] موجب این فروپاشیها و چندپارگیها شد و کشورهای عربی را در برابر تقسیماتی قرار داد که به زودی خود را به آنها تحمیل خواهند کرد؟ آیا میتوان اینها را از سر گذراند؟ آیا ناتوانی داخلی کار را به اینجا کشید یا در جایی از جهان، ابر قدرتها به همراه کشورهای منطقه برای کشاندن این کشورها به تقسیم برنامهریزی کردند؟ آیا ناتوانی درونی به کار گرفته شد و هیچ کمک جدیای صورت نگرفت؟ آیا تحریک صورت گرفت و فتنهانگیزی شد؟ آیا همهی ابزارها به کار بسته شد تا جوامع این کشورها التیام پیدا نکند و کشورها به سوی تقسیم پیش بروند؟ ممکن است. ولی نیاز دارد به اطلاعات.
السفیر: اسرائیل چطور؟
سید حسن نصرالله: وقتی سراغ اسرائیل میروید، منافعش روشن است. قطعا منافع اسرائیل در خرد شدن، تجزیه، جنگ و کشتار هر چه پیشتر است. به چه شیوه؟ مهم نیست. مذهبی، فرقهای، اندیشهای، خانوادگی، قبیلهای، عشیرهای، نژادی، جریانی یا غیرهاش مهم نیست. مهم این است که در سرتاسر جهان عرب و اسلام ما همدیگر را بکشیم. این مصلحت قطعی اسرائیل است. ولی آیا اسرائیل است که با سازمانها و موسادش این کار را در جهان عرب و اسلام انجام میدهد؟ بنده فکر نمیکنم اسرائیل این قدر توان داشته باشد. معمولا دربارهی توان امنیتی اسرائیل نوعی مبالغه صورت میگیرد و این که اسرائیل میتواند تمام جهان عرب و اسلام را تکه و پاره کند! اما از منظر منافع، قطعا این مصلحت اسرائیل است. امروز -عرض کردم که این به قضاوت، داده و اطلاعات نیاز دارد.- اگر سراغ آمریکا بروید به نظرم آمریکاییها نیز همین منافع را دارند. این که منطقه به باد برود و برای 1، 2، 3، 4 و 5 سال شعلهور بماند و در نهایت هم فقط با تجزیه به ثبات برسد! تجزیه یعنی تعداد بیشتری از کشورهای ضعیف، سست و کوچک. این به سلطه و مصادرهی همهی ظرفیتها و توان منطقه توسط آمریکا و پادگان پیشرفتهی نظامیاش در منطقه یعنی اسرائیل کمک میکند.
ما به نظریهای گرایش داریم که میگوید شرایط مردمی تغییر کرد. [اما] این انقلابها واقعا ناتوان بودند. اگر خواستند نقد درونی بکنند باید این سخن را بپذیرند. معضل رهبری، نقشه، برنامه، ذهن استراتژیک و… وجود داشت. نقاط ضعف عظیم و بنیادی و… وجود دارد. سپس کسانی آمدند که [قدرتهای جدید] خیال کردند کمکی میرسانند. ولی مشخص شد منافع آنها [که آمدند] در تکه و پاره شدن است پس کارمان کشید به جدایی و چندپارگی.
بنده مطلعم کشورهایی منطقهای و عربی -حد اقلش در این سطح است.- هستند که دربارهی تقسیم کشورهای بزرگ عربی بحث میکنند. بنده این بحثها را شنیدهام. حتی سه سال پیش و پیش از همهی این بهار عربی، آمریکاییها بحثی جدی در این باره داشتند. فرانسویها و بریتانیاییها نیز به این بحث نزدیک بودند. ولی امروز این تصمیم آمریکاست. بنده اطلاعاتی از یک منبع خلیجی دارم که امروز کار به آیندهی سعودی رسیدهاست. بحثی دربارهی ضرورت تقسیم سعودی به کشورهای متعدد به دست بنده رسیده است.
السفیر: برداشت شما از بمباران هوایی پایگاههای حزب الله در نزدیکی مرزهای لبنان و سوریه توسط اسرائیل چیست؟
سید حسن نصرالله: برداشت ما از بمباران اخیر این است که اسرائیل میکوشد از شرایط فعلی برای تغییر قواعد بازی یا به عبارت دقیقتر برای تغییر قواعد درگیری و برخورد استفاده کند.
اسرائیل در سالهای اخیر تلاش کرد در جنوب به جایی برسد که بتواند چند متر وارد خاک جنوب شود. این مسئله با یونیفل و ارتش لبنان حل میشد. لازم نبود مقاومت در همهی مرزها حضور داشته باشد تا جلوی چند متر ورود سربازان اسرائیلی را به داخل خاک لبنان بگیرد.
ولی در برههی اخیر مشخص شد اسرائیل میکوشد به عمق خاک لبنان وارد شود و بارها وارد شد. برای تحقق چند هدف از جمله شناسایی میدانی. چون شناسایی هوایی همهی مشکلات را حل نمیکند. زوایایی وجود دارد که شناسایی هوایی آنها را در بر نمیگیرد و جزئیاتی هست که با شناسایی هوایی به دست نمیآید. به همین خاطر چارهای جز شناسایی میدانی نیست. به عبارتی اسرائیل برای نصب ادوات جاسوسی وارد میشد. مانند ادواتی که برای جاسوسی از ارتباطات کابلی جنوب نصب شده بود و کشف شد. یا شاید هم هدفش مینگذاری برای کشتن اشخاص باشد. این ورودها با هدفهای متعددی صورت میگیرند.
در آن دوره تصمیمی گرفتیم و دو مین بزرگ در منطقهی لبونه کاشتیم. لبونه منطقهای در عمق خاک لبنان است. ده یا بیست متر با مرز فاصله ندارد. آن زمان وقتی آن انفجار صورت گرفت یکی از هدفهایش دادن این پیام به دشمن بود که ما اجازهی تغییر قواعد برخورد را نمیدهیم. و وارد هر مکانی که بشوید و ما از آن مطلع شویم با شما برخورد میکنیم. تصمیم، عزم و شجاعت رویارویی را داریم.
با گذشت زمان ممکن است برای اسرائیل این تصور اشتباه پیش بیاید که -همچنان که گروه مقابل میکوشد از طریق رسانههایش آن را بسط دهد.- مقاومت احساس زحمت و ناتوانی میکند و آشفته، هراسان و نگران است. و این تصور اشتباه به او شجاعت میدهد دست به تغییر قواعد برخورد بزند.
ارزش مین لبونه در آن برهه این بود که مقاومت با وجود این که در سوریه میجنگد چشمانش باز و آمادهی مواجهه است.
بسیار طبیعی بود که انفجار لبونه موجب کشته شدن سربازان دشمن شود ولی کسی کشته نشد و فقط زخمی شدند. ما مسئول کشته یا زخمی شدن آنها نیستیم. فقط عملیات نظامی معمول را اجرا میکنیم.
پس از عملیات لبونه روشن بود که اسرائیل شروع به ساماندهی محاسباتش کرد؛ بر این مبنا که مسئله آسان نیست. بنده در جشن عیتا الشعب در این باره به صورت علنی صحبت کردم و گفتم دوران سیاحت در مرزها تمام شد. و وقتی گفتم:«هر جا اسرائیلیان وارد خاک لبنان شوند و ما متوجه شویم با آن برخورد خواهیم کرد.» احتیاط کردم تا کسی نگوید اسرائیل جایی وارد شد و ما پاسخ ندادیم. پس گفتم:«…و ما متوجه شویم…»
این مسئله درمان شد و تا این لحظه به نظر نمیرسد تجاوزی صورت گرفته باشد. جز تجاوزهایی که میان مرزهای فنی و خط آبی صورت میگیرد و سربازان ده یا چهار متر وارد میشوند. چند روز پیش و مشخصا روزی که پرچمها را در خلة وردة پایین کشیدند چهارده متر تجاوز صورت گرفت.
السفیر: اسرائیل بسیاری از حملات هواییاش به سوریه و حملهی اخیرش به جنتا را با مسئلهی تسلحیات ویژهی حزب الله توجیه میکند.
سید حسن نصرالله: بله، مسئلهای هست که اسرائیل میکوشد آن را پایهریزی کند و آن این است که هر گاه متوجه ورود هرگونه سلاح ویژه به لبنان شود آن را با موشک میزند حتی اگر داخل خاک لبنان باشد.
دشمن سالهاست این حرف را تکرار میکند ولی بسامد آن در ماههای گذشته افزایش یافته است.
روشن است که ما وظیفه نداریم وقتی سلاح تحویل گرفتیم یا تحویل دادیم اعلام کنیم. چون ما در جنگی رسانهای با دشمن هستیم و میگوییم انواعی از سلاح وارد کردهایم که تا کنون شلیک نکردهایم. پس به ما مربوط نیست.
اما دربارهی حملهی هوایی دشمن به جنتا: اسرائیل تا این لحظه مسئولیت رسمی این حمله را بر عهده نگرفته است. رسانههای اسرائیل از این موضوع صحبت کردند و تحلیلگران اسرائیلی از آن نام بردند ولی تا این لحظه به صورت رسمی بر عهده گرفته نشده است. اما نزدیکان دشمن و کسانی که اسرائیل آنها را به خدمت خود در میآورد ادعا کردند هدف آن حملات، محمولهای بوده که سلاح ویژه برای حزب الله میبرده. اما این نادرست است.
میتوان به این تحلیل متمایل شد که بیش از این که این حملهی هوایی هدفی جدی داشته باشد و چیز مشخصی را هدف قرار دهد در واقع به مثابهی گرفتن نبض و تغییر معادله و قواعد برخورد است. یعنی حزب الله یک پایگاه نظامی حزب الله را میزند و حزب الله سکوت میکند و هیچ واکنشی نشان نمیدهد چون مشغول جبههی سوریه است. در نتیجه این مبنای حملات بعدی قرار میگیرد. وقتی دربارهی این مسئله سکوت صورت گرفت دشمن فردا هر کامیون، هدف و خانهای را در هر مکانی به این بهانه که سلاح ویژه بوده است و ما پایبندیم که سلاحهای ویژه را بزنیم میزند.
حتی مکان منتخب دشمن، حسابشده است:
اولا: دشمن یک هدف نظامی در تعدادی تپه را انتخاب کرد که شهرنشینی در اطرافش نباشد.
ثانیا: منطقه مشخص نیست که خاک لبنان است یا سوریه؟ در آن منطقه بخشهایی از خاک لبنان دست سوریه است، همچنان که بخشهایی از خاک سوریه دست لبنان است.
ما وقتی بیانیه صادر کردیم برای این بود که تأکید کنیم هیچگونه تغییر را در قواعد برخورد بر نمیتابیم.
و این داده را امروز برای اولین بار به السفیر میگوییم که: بله، مین مزارع شبعا که حزب الله تا این لحظه مسئولیت آن را بر عهده نگرفته بود کار مقاومت بود. یعنی وظیفهی حزب الله بود. این تمام پاسخ نبود، تنها بخشی از پاسخ به بمباران هوایی اسرائیل بود. ما نمیخواهیم خودمان را به این سیاست ملتزم کنیم که هر چه انجام میدهیم اعلام کنیم. این یک سیاست جدید است.
در گذشته، در جنوب و در عملیاتهای مقاومت، سیاست این بود که هر کار انجام میدهیم بر عهده بگیریم.
امروز دیگر وظیفهی ما نیست. نه بر عهده گرفتن و نه تکذیب کردن. شاید به ما ربط داشته باشد و شاید نداشته باشد. ولی ما مین مزارع شبعا را بر عهده میگیریم و میگوییم این بخشی از پاسخ ماست. البته اسرائیل 100% فهمید این عملیات کار حزب الله است. هیچ کس آنچه را در توییتر منتشر شد و داعش مسئولیت عملیات را بر عهده گرفت جدی نگرفت. اسرائیل پیام را به خوبی درک کرد که قواعد برخورد تغییری نکرده است و این مقاومت تصمیم، ارده، عزم، جدیت و جرأت پاسخ را داراست. پیامی که به دشمن داده شد این بود: شما یک هدف نظامی را زدید و مقاومت پاسخ را روی یک هدف نظامی پیاده کرد.
در عملیات مزارع شبعا، پیام و محتوای پیام ما واضح بود: ما پاسخ میدهیم و تغییر قواعد برخورد را بر نمیتابیم. چون ماجرا اینجا ماجرای قواعد برخورد نیست بلکه ماجرای بازدارندگی است.
اگر اسرائیل به وضعیت هتک حرمت بازگشت و با دلیل و بدون دلیل با هواپیما یا توپخانه هدفهای نظامی را زد، آن وقت نوبت به هدفهای شهری میرسد. و این یعنی هر چه در سالهای گذشته به دست آمده بود -حد اقل از توافق 1996 تا 2006 و تا امروز- تباه میشد.
السفیر: به نظر شما پیام به دستشان رسید؟
سید حسن نصرالله: قطعا بله. همهی اسرائیل، نظامیان، امنیت، رسانه و کنشت وقتی مسئله را بررسی کردند همه از این عبارات استفاده کردند: عملیات مزارع شبعا پیام روشنی از سوی حزب الله است که از جنگ با اسرائیل نمیهراسد.
###جنگ احتمالی آینده|سوریه###
السفیر: با وجود حضورتان در سوریه میتوانید با اسرائیل وارد جنگ شوید؟
سید حسن نصرالله: در زمینهی توان قطعا مقاومت -فارغ از حوادث و مشغولیت سوریه- بسیار قدرتمندتر از سال 2006 است. این مبالغه نیست، واقعیت است؛ به لحاظ توان انسانی، تعداد، توان جنگی و آموزشهای نظامی. حتی پیش از حوادث سوریه، پس از جنگ 2006 برنامهی مدونی با هدف افزایش سطح نیروی انسانی، اندیشه، اطلاعات، درک، ترسیم نقشه، رهبری و مدیریت ریخته شد. پس توان انسانی و همچنین مقدرات مادی قطعا بسیار بیش از سال 2006 است و اسرائیل این را میداند.
و چه در سوریه جنگ باشد و چه نباشد اگر اسرائیل به لبنان جنگی تحمیل کند حتی با وجود حوادث سوریه، مقاومت لبنان بسیار بهتر از سال 2006 میجنگد. این کاملا قطعی است.
السفیر: آیا اسرائیل در این برهه علیه لبنان وارد جنگ خواهد شد؟ و آیا حوزهی این جنگ محدود خواهد بود؟
سید حسن نصرالله: اسرائیل محاسبات خودش را دارد. همین چند روز پیش ایهود باراک در یک مصاحبه -اینها وقتی مناصبشان را ترک میکنند به مصاحبه روی میآورند!- هشدار داد -هشداری که به لحاظ فنی و تکنولوژیک صحیح است.- تکنولوژی دقیق موشک به زودی به یک فناوری در دسترس و ساده به لحاظ کمی و کیفی تبدیل میشود. تکنولوژیای که امثال حزب الله، جنبش حماس، جهاد اسلامی و… میتوانند به آن دست پیدا کنند و در نتیجه این جنبشهای مقاومت و مخصوصا حزب الله میتواند هر هدفی را در هر عمقی از فلسطین اشغالی بزند. البته قاعدتا او گفت در اسرائیل!
رئیس ستاد مشترک دشمن میگوید: روزی که جنگ آینده شروع میشود اولین موشکی که حزب الله شلیک میکند از پنجرهی اتاق من وارد میشود. منظورش این است که مقاومت لبنان موشکهای دقیقی دارد. موشکهایی که تل آویو را میزنند و از پنجرهی دفتر رئیس ستاد مشترک وارد میشوند.
اینجا وقتی اسرائیل تصمیم جنگ را بررسی میکند این سؤال را از خودش میپرسد: آیا میتواند این جنگ با مقاومت لبنان را به نتیجهی قطعی برساند؟ فارغ از همهی آنچه در منطقه رخ داد اینجا محاسبات نظامی با قدرت وارد میشوند. به همین خاطر بنده در پاسخ به سؤال شما میگویم: به واسطهی ظرفیتها، ماهیت نبردی که ممکن است رخ دهد، آنچه ممکن است اسرائیل از این جنگ به دست بیاورد و خسارتهایی که ممکن است متحمل شود تصمیمگیری دربارهی یک جنگ جدید در منطقه برای اسرائیل ساده نیست.
اسرائیل برای هر جنگی در آینده مبنایی مورد اجماع همهی سران سیاسی، نظامی و امنیتی دارد و آن این است که: وارد هیچ جنگی با مقاومت لبنان نمیشود مگر مطمئن باشد و یقین داشته باشد جنگی پیروز و سریع پیش رو دارد و به غلبهی روشن و واضحی دست مییابد.
دفعهی پیش نبرد در شمال، وسط و [شهر] عفولهی فلسطین طولانی شد. اما امروز صحبت از تل آویو است. اسرائیل این را میداند و تحمل جنگ طولانی را ندارد و این که تمام این رژیم به صورت نقطهای و دقیق زیر آتش است.
آیا اسرائیل تضمین میکند وقتی با لبنان وارد جنگ شد میتواند یک پیروزی سریع و قطعی رقم بزند؟ تا این لحظه هیچ کس در اسرائیل وجود ندارد که چنین چیزی بگوید. آنها دیگر یاد گرفتهاند که توقعات را بالا نبرند و دست بالا را نگیرند. چون میترسند نتوانند هیچ کدام از آن توقعات را برآورده کنند.
در زمینهی شرایط سیاسی ما میبینیم تفاوتی میان امروز و گذشته نیست.
اما شاید گفته شود شرایط جهان عرب بد است. پاسخ این است که چه زمانی وقتی دشمن تصمیم میگرفت به لبنان، غزه، سوریه یا هر کشور عربی حمله کند شرایط عرب بازدارنده و هراسانگیز بوده یا در محاسبات اسرائیل میآمده است؟
بالعکس، بنده شرایط سیاسی امروز را بهتر از سال 2006 میدانم. حد اقلش این است که در سال 2006 اکثر کشورهای عربی طرفدار این جنگ بودند. سعودی علنا حامی جنگ بود، گروه هشت در روزهای اول جنگ نشست برگزار کردند و بیانیه دادند و ما را محکوم کردند و روسیه میکوشید وجههی خودش را بازیابی کند.
بنده میگویم امروز شرایط ما در صحنهی منطقهای و جهانی بهتر است. شرایط منطقهای و جهانی مقاومت لبنان -اگر به صورت نسبی نگاه کنیم.- بهتر از شب آغاز جنگ در سال 2006 است.
پس امروز مصلحت اسرائیل در این است که آنچه تمام منطقه را به خود مشغول کرده یعنی درگیریهای داخلی ادامه یابد.
اسرائیل امروز نیاز دارد ملتهای عربی و اسلامی فراموشش کنند.
آغاز هر جنگی توسط اسرائیل دوباره اولویتی به نام اسرائیل را به عقل، ذهن و خیابانهای عرب باز میگرداند. خب مجبور که نیستند جنگ راه بیاندازند!
به همین خاطر بنده میگویم از سویی بر اساس اطلاعات نظامی و میدانی و از سوی دیگر سیاسی بعید میدانم اسرائیل اقدام به جنگافروزی علیه لبنان کند.
###حسان لقیس###
السفیر: عملیات تروری که در کنار ضاحیه علیه حاج حسان لقیس رخ داد در کجای این نبرد جای میگیرد؟ آیا مطمئنید که کار اسرائیل بوده است؟
سید حسن نصرالله: برداشت و اطلاعات اولیهی ما گویای این است.
السفیر: بسیار ترسناک است که اسرائیل این مقدار نزدیک شده.
سید حسن نصرالله: مشکل این است که اسرائیل همیشه نزدیک بوده.
###لبنان###
السفیر: بخش داخلی را با برنامهی امنیتی مصوب دولت که اجرای آن را در طرابلس و سپس بقاع آغاز کرده است شروع کنیم. آیا این برنامه برای پایتخت استان شمال با بیست دوره نبرد با صدها کشته و زخمی ضمانت محسوب میشد؟ و چه ضمانتی وجود دارد که پرداختن به این مسئله با دفعات پیش متفاوت باشد؟
سید حسن نصرالله: معتقدم این بار متفاوت خواهد بود. دفعات گذشته همیشه مشکل در تصمیمگیری سیاسی بود. یکی از عوامل اصلی گرفتن چنین تصمیم بزرگی در این مسئله، بازگشت گروه مقابل به قدرت است. معتقدم اگر بیرون از قدرت مانده بودند با هیچ برنامهی امنیتیای موافقت نمیکردند و بلکه جلوی آن را میگرفتند. این چیزی است که در گذشته رخ میداد. بدون شک تغییر کابینه سودمند بود چون ما از ابتدا و حتی در میانهی معرفی جناب نجیب میقاتی بسیار به شراکت گروه مقابل [در کابینه] علاقه داشتیم ولی خودشان گزینهی دیگری را انتخاب کردند.
اما امروز قطعا دولتی که اکثر نیروهای سیاسی در آن حضور دارند حتما میتواند دستاوردهای بزرگتری داشته باشد. شاید به آرامی گام بردارد ولی میتواند دستاوردهای بزرگتری داشته باشد.
السفیر: آیا فرمان پادشاهی سعودی در تحریم تعدادی از سازمانهای تروریستی که در لبنان نیز حضور دارند عامل کمک بود؟
سید حسن نصرالله: قطعا این مسئله بسیار کمک میکند. به گروه سیاسی مقابل جرأت داد در مقابله با این مسئله شراکت جدی داشته باشد، برخی از سازمانهای رسمی امنیتی را در این زمینه به کار بیاندازد، با برخی برنامههای امنیتی موافقت کند و پوشش لازم را به ارتش لبنان بدهد. بنده معتقدم این گامها[یی که برداشته شد.] مستقیم یا غیر مستقیم از تصمیم سعودی تأثیر پذیرفت.
السفیر: ارزیابی اولیهی شما از گامهای اول دولت جناب تمام سلام چه در عزل و نصبها و چه در دیگر پروندهها چیست؟
سید حسن نصرالله: قطعا ما در این تصمیمها مشارکت داشتیم و همهی کمک و امکانات لازم را در اختیار گذاشتیم.
السفیر: در مسئلهی طرابلس، احیانا حزب الله به حمایت از برخی گزینهها و ایجاد پوشش سیاسی برای آن متهم میشود. تا الآن چه دستاوردی وجود داشته و این ماجرا تا کی قرار است ادامه داشته باشد؟
سید حسن نصرالله: این اقدامات برای شهر طرابلس، استان شمال و همهی لبنان مفید است. چون آنچه در طرابلس رخ میداد به آشفتگی فضای سیاسی، رسانهای، مردمی و روانی تمام کشور منجر میشد. هر گامی که جلوی خونریزی را بگیرد و موجب آرامش و فراهم شدن مقدمات آشتیهای احتمالی که باید در آینده صورت بگیرند و گامهای گستردهتری در زمینههای سیاسی، اجتماعی، اقتصادی و معیشتی شود قطعا بسیار مهم است.
در مسئلهی شمال طرابلس تأکید میکنیم نباید تنها به جنبهی امنیتی و قضایی مسئله اکتفا شود. بلکه دعوت میکنیم به همهی جوانب سیاسی، اجتماعی، اقتصادی و وابسته به توسعه پرداخته شود، آشتیهای واقعی میان جریانها و رویکردهای مختلف صورت بگیرد و بیشترین همکاری ممکن انجام شود.
السفیر: ارزیابیتان از فراخوانهای قضایی که تا این لحظه صادر شدهاند چیست؟
سید حسن نصرالله: ما اعتراض خودمان را به این فراخوانها اعلام میکنیم. این فراخوانها آنگونه که توقع و انتظار داشتیم متوازن نبودند.
السفیر: این اعتراضها مشکلی ایجاد نکردند؟
سید حسن نصرالله: امروز همه برای آسانشدن اجرای همهجانبهی برنامه مشارکت میکنند. و اگر اعتراض، بیطرفی یا اختلافی باشد میتوان با گذشت زمان درمانش کرد.
السفیر: به خاطر این که پرداختن به این مسئله صرفا امنیتی باقی نماند آیا آغاز گفت و گوهای سیاسی مخصوصا میان حزب الله و المستقبل نمیتواند به ایمنسازی برنامهی امنیتی منجر شود؟
سید حسن نصرالله: ما همیشه آمادهی گفت و گو بودهایم. امروز در عمل این گفت و گو به واسطهی حضور اکثر نیروهای سیاسی در هیئت دولت صورت میگیرد. دولت فعلی میکوشد پروندههایی بزرگ و اساسی را حل کند. همچنین پارلمان و کارهای پارلمانی نیز زنده شدهاند. همچنین باز کردن درها به روی کمیسیونهای مختلف برای ارتباط و بحث در مسائل مهم و بزرگ کمک میکند. مسائل بسیاری وجود دارند که عقب افتادهاند و دیگر هیچ تأخیری را بر نمیتابند و روی زندگی شهروندان تأثیر میگذارند. از جمله مسئلهی حقوقها و دستمزدها.
السفیر: شما در عمل تصمیم گرفتهاید گفت و گو در سطح پارلمان و هیئت دولت باشد ولی تصمیم نگرفتهاید گفت و گویتان با جریان المستقبل در سطح سیاسی باشد.
سید حسن نصرالله: دربارهی گفت و گوی سیاسی و فتح باب در هر سطحی با جریان المستقبل هیچ مشکلی وجود ندارد.
السفیر: مسئولیت قطع گفت و گو در برههی گذشته بر عهدهی کیست؟
سید حسن نصرالله: باید بگوییم قطع گفت و گو به واسطهی اختلافی بود که دربارهی کابینهی جناب سعد حریری پیش آمد. شرایط و فضایی که پس از آن برهه ایجاد شد به طور طبیعی منجر به قطع گفت و گو شد. [البته] نمیخواهیم مسئولیت قطع گفت و گو را فقط بر عهدهی یک طرف بیاندازیم.
السفیر: آیا این حرف با تحریم جلسهی اخیر گفت و گوهای ملی توسط حزب الله تناقض ندارد؟ و آیا این موضع روی جلسهی بعدی گفت و گوهای ملی تأثیر نمیگذارد؟
سید حسن نصرالله: فرق میکند. تحریم گفت و گوهای ملی دلایل مختلفی داشت. اما ما امروز خیلی معمولی در جلسات کابینه چه به ریاست رئیس جمهور و چه نخست وزیر شرکت میکنیم.
مسئلهی گفت و گوهای ملی متفاوت است. چون موضوع اصلی و بلکه گفته میشود تنها موضوع گفت و گوهای ملی، استراتژی دفاعی است. در حالی که مواضعی که رئیس جمهور در ماهها و مخصوصا هفتههای اخیر اتخاذ کرد توانایی قرار گرفتن در جایگاه کسی را که میتواند گفت و گوهای ملی بر سر این قضیهی خطیر و مهم یعنی استراتژی دفاعی را مدیریت کند از او گرفت.
غیبت ما بر سر میز مذاکره برخاسته از عقیدهمان دربارهی گفت و گو نبود. ما همیشه به گفت و گو و حضور بر سر میز مذاکرات ملی علاقه داریم و در گذشته نیز هنگامی که نیروهای دیگر ماهها جلوی گفت و گو را گرفته بودند آن را تحریم نکردیم.
چیزی که ما را به این اقدام واداشت موضع حاد، توصیفات و پیشداوریهای رئیس جمهور در قبال معادلهی سهگانه بود که به صورت نامناسبی اعلام کرد. از نظر ما.
السفیر: تفسیر شما از مواضع رئیس جمهور چیست و آیا شما را شگفت زده کرد؟
سید حسن نصرالله: موضع ایشان مخصوصا در ماههای اخیر تغییر کرد. بنده توضیح روشنی ندارم. تحلیلهای بسیاری وجود دارد ولی بنده نمیخواهم وارد شوم. اما به نظرم نتیجه، نا مناسب است. اگر سخنرانیهای اخیر را با سخنرانی مراسم تحلیف مقایسه کنیم فاصلهی بسیاری میان آن دو و رویکردهایشان مییابیم.
در هر صورت ما باید نتیجه را در نظر بگیریم و نمیخواهیم وارد انگیزهها و زمینهها شویم.
السفیر: بعضی شما را متهم میکنند که به ریاست جمهوری حمله میکنید.
سید حسن نصرالله: ما در ابتدا دربارهی این سخنرانیها نظر نمیدادیم. مخصوصا سخرنانی مشهور وزارت دفاع. نظر ندادیم و گذشتیم. با این امید که یک حرف گذرا و تصمیمی لحظهای بوده و مسیر جدیدی نبوده ارتباطمان را حفظ کردیم. بعد مشخص شد این یک مسیر جدید است. اولین نظری که حزب الله داد روشن و دقیق بود. مضمونش این بود که: با احترام و قدردانی بسیار از ریاست جمهوری محترم… پس از رئیس جمهور انتقاد میکنیم نه از مقام ریاست جمهوری که این هم حق طبیعی ماست. چنان که بسیاری از گروههای سیاسی لبنان در موقعیتهای مختلف از ایشان انتقاد میکردند. اگر به شش سال گذشته نگاهی بیاندازیم میبینیم بیشترین منتقدان تند رئیس جمهور در سالهای اول، برخی از گروههای 14 مارس بودند.
السفیر: این روزها گفت و گوی دوجانبهای با رئیس جمهور ندارید؟
سید حسن نصرالله: نه. جز ارتباط طبیعی در هیئت دولت ارتباط مستقیم دوجانبهای وجود ندارد.
السفیر: به نظر شما موضع رئیس جمهور به تلویح حزب الله دربارهی رد تمدید [دوره ریاست جمهوری] ارتباط دارد؟
سید حسن نصرالله: این یکی از احتمالات است. اشاره کردم که چند تحلیل وجود دارد. این هم یکی از تحلیلهایی است که گفته میشود. قاعدتا ما با این که موضع سیاسیمان را دربارهی تمدید علنی و رسانهای نکردیم ولی در میانهی بحثهای ماههای گذشته دربارهی تشکیل کابینهی جدید نظرمان را شفاف و صادقانه به کسانی که به ما مراجعه کردند گفتیم. کسانی که بعضی از آنها دوستان رئیس جمهور بودند. نظر ما این بود که معتقدیم جای تمدید نیست. شاید این موضعگیری زودهنگام علت مشکلات یا تغییرات موضع رئیس جمهور بود. ولی عرض بنده این است که بنده اطلاعات خاصی ندارم. نمیخواهم قضاوت کنم. اینها همه فقط احتمال است.
السفیر: چرا موضعتان در قبال تمدید دورهی جناب الیاس هراوی و امیل لحود مثبت بود در حالی که این بار به صورت مبنایی دست به موضعگیری منفی زدید؟
سید حسن نصرالله: صحبت موضعگیری مبنایی نیست. چه در موضوع ریاست جمهوری یا موضوعات دیگر و حتی گفت و گوهایمان با دوستانمان در جریان آزاد ملی دربارهی تمدید دورهی پارلمان، بنده به کسانی که به ما مراجعه کردند گفتم: ما موضع مبنایی نداریم. به همین خاطر هم در دورهای با تمدید دورهی مرحوم الیاس هراوی و همچنین جناب لحود موافقت کردیم. پس مشکل مبنایی نداریم چون پیش از این به مصادیق این قضیه رأی دادیم. همچنین در زمینهی پارلمان. به واسطهی تشخیص، نگاه و درکمان از شرایط سیاسی و امنیتی و حوادث لبنان و منطقه، سال گذشته از ایدهی تمدید دورهی پارلمان حمایت کردیم.
پس ما به صورت مبنایی با تمدید دورهی سازمانها، شخصیتها و جایگاهها مخالف نیستیم. این روشن است. بنده میان مسائل خلط نمیکنم.
بله، حرف ما این است که تمدید دورهی ریاست جمهوری حتی اگر در گذشته صورت گرفته باشد به واسطهی شرایط خاص و ویژهای بوده و نیاز بوده دورهی فلان رئیس جمهور تمدید شود.
بنده معتقدم نه شرایط تمدید، دورهی ریاست جمهوری جناب سلیمان را میطلبند و نه رفتار ایشان.
السفیر: بر اساس آنچه فرمودید به نظر میرسد حزب الله تقریبا موضعش را در زمینهی انتخابات ریاست جمهوری اتخاد کرده است.
سید حسن نصرالله: پاسخ بنده دو بخش دارد. اول: مربوط به برگزاری انتخابات ریاست جمهوری است. معتقدم این تنها موضع حزب الله نیست. کلیسای مارونی اولین کسانی بودند که به اعلام مصرانهی این ضرورت و نیاز ملی شتافتند و تأکید کردند این مسئله باید صورت بگیرد. حتی جملاتی که استفاده شد بر انتخاب یک رئیس جمهور جدید متمرکز بود. صحبتها به روشنی دربارهی انتخاب رئیس جمهوری جدید بود و تمدید یا انتخاب دوبارهی جناب سلیمان را بعید نشان میداد. و تا آنجا که بنده مشاهده میکنم فضای کلی کشور در جهت برگزاری انتخابات ریاست جمهوری و انتخاب رئیس جمهور جدید است.
بخش دوم مربوط میشود به شخص رئیس جمهور جدید.
بله، ما در میان خود در سطح رهبری حزب الله در این باره بحث کردیم. فردی که به دنبال او هستیم، از نامزد شدنش حمایت و طرفداری میکنیم و به او رأی میدهیم قطعی شده است. این فرد در تصمیم اولیهی ما مشخص شده. ولی اعلام این مسئله به زمان مناسب و هماهنگیهایی که باید میان خودمان مخصوصا درون گروه سیاسیمان و بالاخص با شخص مذکور انجام دهیم نیاز دارد. اما به صورت داخلی و اولیه این مسئله برای ما قطعی شده است.
السفیر: اگر نمیخواهید نام ببرید آیا میتوانید دربارهی خصوصیتهایش صحبت کنید؟
سید حسن نصرالله: از چندین هفته پیش در کشور دربارهی خصوصیتهای رئیس جمهور بحث میشود. رئیس جمهوری که تأثیر واقعی داشته باشد و در سطح مردمی و ملی مقبولیت داشته باشد. دربارهی همهی این خصوصیتهایی که مطرح شد و معتقدم همه دربارهاش صحبت کردند اجماع وجود دارد و ما نیز از آن حمایت میکنیم.
السفیر: این خصوصیات دربارهی کسی مثل سمیر جعجع -پس از اعلام رسمی کاندیداتوریاش- صدق میکند؟
سید حسن نصرالله: فارغ از ارزیابی ما از دکتر سمیر جعجع، مواضع، رفتار، خاستگاهها و هدفهای سیاسیاش و فارغ از ارزیابیمان از نامزدهای 14مارس یا نامزدهای مورد حمایت این گروه، بسیار طبیعی و منطقی است که از نامزد خودمان که معتقدیم رسیدنش به منصب ریاست جمهوری میتواند منافع بزرگ ملی را که به دنبال آن هستیم محقق کند پشتیبانی و حمایت کنیم.
السفیر: آیا نامزدهای ریاست جمهوری به صورت غیر رسمی به سوی حزب الله میآیند؟
سید حسن نصرالله: در کشوری مثل لبنان طبیعی است که نامزدهای احتمالی تلاش کنند با نیروهای مختلف سیاسی ارتباط برقرار کنند. در این میان حزب الله هم یکی از نیروهای اصلی کشور است. و این مسئله مستقیم یا غیر مستقیم رخ میدهد.
السفیر: به نظر شما آیا عوامل مؤثر در موعد انتخاب رئیس جمهور در سال 2014 با موعدهای پیشین متفاوت است؟ منظورم عوامل بین المللی و منطقهایست. و آیا این بار عامل منطقهای نقش پر رنگتری دارد؟
سید حسن نصرالله: تصور میکنم این موعد بیش از همیشه از عوامل داخلی تأثیر میپذیرد.
در سطح بین المللی آنچه تا این لحظه از مواضع برخی کشورهای بزرگ که معمولا در انتخابات ریاست جمهوری دخالت میکنند مشخص شده است نشان میدهد از شخص خاصی حمایت نمیکنند. تا این لحظه تلاشی از این کشورها برای رساندن شخص معینی به ریاست جمهوری دیده نشده است.
آنچه در بسیاری از نشستهای غیر رسمی و از زبان میانجیهای سیاسی گفته شده این است که این کشورها میگویند: آنچه در لبنان برای ما اهمیت دارد ثبات و به نتیجه رسیدن موعد تعیین ریاست جمهوری است. اما شخص رئیس جمهور را خود شما لبنانیان میتوانید معین کنید.
احتمالا این کشورها در دورهی پیش رو در زمینهی شخص رئیس جمهور دخالت نمیکنند چون جزء اولویتهایشان نیست و در کشورهای دیگر دغدغهها، مشغلهها و دلمشغولیهایی دارند.
در سطح منطقهای نیز کشورهایی که در گذشته مستقیم یا غیر مستقیم مشارکت میکردند یا نقشی داشتند مشغولیتهای دیگری دارند. به عنوان مثال -نه برای تعیین- مصر. فکر نمیکنم مصریان امروز قصد دخالت داشته باشند.
اما در سویه نیز جناب بشار اسد به وضوح گفت: خط سیاسی رئیس جمهور برای ما مهم است. همین هم درست است. فکر نمیکنم رهبری سوریه در برههی فعلی آن مقدار که خط سیاسی رئیس جمهور برایشان اهمیت دارد در انتخاب شخص دخالت کنند. چون امروز سوریه در نبرد سرنوشت است و اولویتهای کشور و نبردی که درگیر آن است چنین موضعی را میطلبد. اما سعودی، تصور میکنم به زودی از یک رئیس جمهور مشخص حمایت میکنند.
السفیر: ایران چطور؟
سید حسن نصرالله: جمهوری اسلامی ایران در گذشته در انتخاب رئیس جمهور لبنان دخالت نکرده است. و به نظر بنده اگر از ایرانیان در این باره سؤال کنند قضیه را بر عهدهی خود لبنانیان خواهند گذاشت. تا آنجا که بنده میدانم ایران قصد دخالت دربارهی شخص معینی را ندارد. البته قطعا برایش مهم است که رئیس جمهور خصوصیات لازم و قانعکنندهای داشته باشد. چنان که همهی دوستان علاقهمند به لبنان چنین هستند.
السفیر: گویا شما عوامل داخلی را ترجیح میدهید؟
سید حسن نصرالله: بله، فکر میکنم عوامل داخلی و درونی بیش از همیشه تأثیرگزار هستند. یعنی اگر هر کسی با اکثریت لازم و فراهم شدن جو حمایتی داخلی، نامزد یا برای ریاست جمهوری مطرح شود کارها به همان سمت پیش خواهد رفت.
بله، آنچه در بعضی مراحل موعد ریاست جمهوری، باب دخالت جهانی و منطقهای را میگشاید، اختلاف نیروهای سیاسی دربارهی شخص رئیس جمهور و سپس پایان بازهی زمانی طبیعی و قانونی معین و ورود به مرحلهی فقدان حکومت است. ولی اگر نیروهای سیاسی توانستند به نوعی توافق یا نتیجهی مشخص دست پیدا کنند انتخابها و تصمیماتشان نهایی خواهد بود.
به عبارتی میتوانم بگویم امروز ما در آستانهی فرصتی حقیقی برای تعیین رئیس جمهور لبنان و به نتیجه رساندن موعد انتخاب رئیس جمهور با تصمیم داخلی ملی هستیم.
السفیر: این فرصت تا 25 مه 2014 ادامه خواهد یافت؟
سید حسن نصرالله: حتی پس از 25 مه. ولی تفاوت آنجاست که پس از 25 مه باب دخالتهای جهانی و منطقهای باز خواهد شد.
السفیر: به نظر حضرتعالی تشکیل این کابینه با نیروی رانش جهانی و عربی نشان نمیدهد احتمال فقدان حکومت برای کشورها مطرح و جدی است؟
سید حسن نصرالله: اشاره دارد ولی در هر صورت تشکیل کابینه باید انجام میشد. چون بدون تشکیل کابینه موفقیت موعد ریاست جمهوری سختتر بود. تشکیل نشدن کابینه بر دوری طرفها و نیروهای سیاسی از یکدیگر تأکید میکند. اگر از تشکیل کابینه با حضور نیروهای سیاسی ناتوان باشند، از انتخاب رئیس جمهور ناتوانترند.
ترغیب به تشکیل کابینه اعم از این است که مقدمهی موفقیت موعد انتخاب رئیس جمهور باشد یا زمینهساز و عامل احتیاط فقدان حکومت. به عبارت دیگر تشکیل کابینه و ورودش به پروندهها، دستاوردها و تصمیمها و آغاز دیدار نیروهای سیاسی فرصت توافق بر سر رئیس جمهور را افزایش میدهد. وقتی میگویم توافق بر سر رئیس جمهور منظورم رئیس جمهور سازش یا میانه نیست. احیانا شخصیتهای توانمندی هستند و از پایگاه مردمی واقعی در کشور برخوردارند و این شرایط فرصتی جدی برای توافق بر سر این افراد را فراهم میکند.
السفیر: مسیحیان به مسلمانان اشکال میگیرند که معمولا رئیس پارلمان باید نمایندهی بزرگترین فراکسیون شیعه باشد و نخستوزیر نیز باید نمایندهی بزرگترین فراکسیون اهل سنت باشد اما چرا این مسئله دربارهی مسیحیان و مخصوصا مارونیها صادق نیست؟
سید حسن نصرالله: ما با این مسئله موافقیم و مشکلی نداریم. موضع ما در انتخاباتهای گذشته مشخص بود. طرفدار کسی بودیم که در میان مسیحیان پایگاه مردمی قدرتمندی داشت. ولی سازش جهانی، منطقهای و داخلی مسائل را به سمت دیگری کشاند.
السفیر: در نظرسنجیهای کلیسای مارونی و نظرسنجی السفیر -که این هفته منتشر خواهد کرد.- ژنرال عون در میان لبنانیان و مسیحیان در صدر قرار دارد.
سید حسن نصرالله: اگر ما به آن مبنایی که کمی پیش اشاره فرمودید عمل کنیم قطعا باید به این نتیجه احترام بگذاریم. ولی مشکل این است که برخی مسیحیان -که خودشان این مسئله را مطرح میکنند و بنده موافقم.- خودشان مسئول به کار بسته نشدن این نتیجهاند و نمیگذارند کسی که از بیشترین تعداد مردم نمایندگی میکند به جایگاههای بنیادی و لازم از جمله ریاست جمهوری برسد.
السفیر: شما و گروه 14 مارس هر دو یک سوم کرسیهای مجلس را در اختیار دارید و میتوانید باعث شوید طرحها تصویب نشود. ولی هیچ گروهی نمیتوانند نتیجهی نهایی را مشخص کنند. یعنی شما میتوانید جلوی تصویب را بگیرید ولی نمیتوانید تصویب کنید. چطور میتوان از این بنبست خارج شد؟
سید حسن نصرالله: وقتی از به قدرت رسیدن شخصیتی برخوردار از پایگاه مردمی و دارای خصوصیات مناسب صحبت میکنیم قطعا این نیاز به موافقت هر دو طرف دارد و اگر اجماع صورت نگرفت، میشود با توافق نیروهای اصلی دو طرف انتخاب شود. هیچ گروهی به تنهایی و فارغ از گروه مقابل نمیتواند نمایندهی خود را به ریاست جمهوری برساند.
السفیر: گویی شما از گروه مقابل میخواهید نمایندهی شما را بپذیرند و گروه مقابل نیز از شما میخواهد نمایندهاش را بپذیرید.
سید حسن نصرالله: درست است.
السفیر: این کشور را به فقدان حکومت میکشاند.
سید حسن نصرالله: ما امروز در مرحلهی بحث هستیم. بحثهایی اکثرا دوجانبه به طرق مختلف در مکانهای مختلف شکل میگیرد. پس باید منتظر این بحثها باشیم که به کجا میرسند؟ پس از آن میتوانیم قضاوت کنیم.
السفیر: اگر در لحظهی آخر حزب الله میان فقدان حکومت و تمدید مدت حتی برای یک سال مخیر شود چه؟
سید حسن نصرالله: موضع ما در زمینهی تمدید قطعی و نهایی است. نباید تهدید به فقدان حکومت لبنانیان را بترساند. اگر نیروهای سیاسی و کمیسیونهای پارلمان نتوانستند تا 25 مه رئیس جمهور را با موفقیت انتخاب کنند، پس از این تاریخ هر روز، هر ساعت و هر دقیقه روی آنها برای انتخاب رئیس جمهور فشار وجود خواهد داشت. در نتیجه از امروز تا 25 مه نیروهای سیاسی میتوانند احساس کنند از آزادی برخوردارند چون وقت دارند و هنوز داخل مهلت قانونی هستیم. ولی معتقدم پایان مهلت قانونی و ورود به مرحلهی فقدان حکومت، ترسناک و عامل برگزار نشدن انتخابات ریاست جمهوری نخواهد بود. بلکه عامل فشاری خواهد بود بر روی همه چون هیچ کدام از نیروهای سیاسی خواستار فقدان حکومت نیستند.
السفیر: بعضی شما را متهم میکنند که کشور را به سوی فقدان حکومت میکشانید.
سید حسن نصرالله: در لبنان اتهامزنی و این حرفها که فلان حزب یا فلان جریان به دنبال فقدان رئیس جمهور است، برای بعضیها آسان است. بنده شخصا به همه حسن ظن دارم و میگویم: کسی در لبنان به دنبال فقدان رئیس جمهور نیست. این برای بنده روشن است. به همین خاطر پایان مهلت قانونی روی همه برای پر کردن این خلأ فشار خواهد آورد. به ویژه که افرادی هستند که به نتیجه رسیدن این موعد را مطالبه و پیگیری میکنند و فشار میآورند. به نتیجه نرسیدن این موعد انتخاباتی از امروز تا 25 مه، برای ما ترسناک و نگرانکننده نیست.
السفیر: وضعیت جهان، منطقه و جهان عرب رئیس جمهوری را میطلبد که ضامن ثبات باشد. آیا این خصوصیت در کاندیدای شما نیز وجود دارد؟
سید حسن نصرالله: قطعا.
السفیر: آیا حزب الله موضعش را دربارهی اصلاح مادهی 49 قانون اساسی قطعی کرده است؟
سید حسن نصرالله: هنوز در این باره بحثی نکردهایم.
السفیر: تشکیل کابینه هم میتواند فرصت محسوب شود و هم میتواند با رفتارش در کشور مشکل ایجاد کند. ارزیابی شما با توجه به تصمیماتی که دولت تا امروز گرفته است چیست؟
سید حسن نصرالله: معتقدم فرصتها بیش از معضلات هستند.
السفیر: آیا امکان انتصابهای دیگری غیر از انتصابهایی که تا این لحظه صورت گرفتهاند وجود دارد؟
سید حسن نصرالله: این امروز جهتگیری رایج است. فضای موجود در پارلمان مثبت است و مسائل تا این لحظه با مقدار زیادی فعالیت مثبت، توافق، تفاهم و درک متقابل پیش میرود. همچنین دربارهی پر کردن مناصب خالی در برههی پیش رو توافق ضمنی وجود دارد. البته قاعدتا از طریق مجاری قانونی. به گمان من فضای کلی مثبت است و فرصتها بیش از معضلات هستند.
السفیر: به نظر شما آیا به سمت برگزاری انتخابات پارلمان در حرکت هستیم یا تمدید تکرار میشود؟
سید حسن نصرالله: بسیار منطقی و طبیعی است که در برههی پیش رو انتخابات پارلمان صورت بگیرد و کابینه چه رئیس جمهور باشد و چه نباشد میتواند انتخابات پارلمان را برگزار کند. ولی شاید برخی طرفها در لبنان از برگزاری انتخابات پارلمان از سوی کابینه در غیاب رئیس جمهور خودداری کنند.
السفیر: معضل قانون انتخابات یا قانون 60 نیز وجود دارد.
سید حسن نصرالله: این معضل در هر صورت وجود دارد. در گذشته وجود داشته، امروز وجود دارد و در آینده نیز وجود خواهد داشت. نمیدانم تا چه حد امکان دارد بر سر یک قانون جدید برای انتخابات توافق صورت بگیرد.
السفیر: آیا با جناب تمام سلام ارتباط دارید؟
سید حسن نصرالله: بله، ارتباط برقرار است و معمولی است.
السفیر: ارزیابی شما از عملکرد ایشان چیست؟
سید حسن نصرالله: اعتقاد ما از ابتدا این بود که جناب تمام سلام شخصی معقول، منطقی و پذیراست که بر همین اساس نیز رفتار خواهد کرد. و این همان چیزی است که در عمل شاهد آن هستیم. رابطه با ایشان مثبت و خوب است.
السفیر: برنامهی امنیتی به سوی بقاع پیش خواهد رفت. اگر از حزب الله خواسته شود پوشش سیاسی را از برخی پدیدههای غیر قانونی مانند آدمرباییها و سرقتها بردارد آیا با وجود مشکلاتی که در طرابلس با آن مواجه بودهاید در کنار دولت خواهید بود؟
سید حسن نصرالله: برخی رسانهها گفتند از حزب الله و جنبش امل خواسته شده است پوشش سیاسیشان را بردارند. در واقع ما هیچ وقت کسی را پوشش سیاسی ندادهایم که بخواهیم برداریم! بیش از این: در همهی سالهای گذشته حزب الله، جنبش امل، نهادهای منطقهی بقاع و مخصوصا بقاع شمالی، شهردارها، انجمنهای شهرداریها، شوراهای شهر، نمایندگان و همه از حکومت درخواست میکردند در بقاع شمالی برنامهی امنیتی اجرا کند و نیروهای امنیتی کسانی را که در آدمربایی، سرقت، راهزنی و… دست دارند دستگیر کند.
این حکومت بود که مسئولیتهایش را به انجام نمیرساند. در همهی سالهای گذشته اولا کسی جلوی حکومت را نگرفته بود و ثانیا کسی برای کسی پوشش ایجاد نکرده بود. بلکه حتی از حکومت خواسته میشد. ولی این حکومت بود که تعلل و تخلف میکرد یا گاهی برخی عملیاتهای محدود را به انجام میرساند سپس متوقف میکرد. ما همیشه پوشش سیاسی و مردمی را برای انجام مسئولیتهای نیروهای امنیتی در سطح منطقه فراهم میکردهایم. این یک مطالبهی مردمی بسیار مهم در منطقه است.
همچنین امروز ما از این مسئله با قدرت حمایت میکنیم و حاضریم هر کمک، پوشش و امکانات لازمی را ارائه کنیم. و امیدواریم این برنامه با موفقیت به سرانجام برسد. گرچه طرح این مسئله در رسانهها در روزهای گذشته طبیعتا موجب فرار اهداف امنیتی منطقه شده است.
ولی در هر صورت این که حکومت گامهایی جدی در این زمینه بردارد بسیار خوب و مهم است و میتوان برای آینده روی آن حساب کرد. مهم این است که این مسئله ادامه یابد و به یک بازهی زمانی مشخص محدود نشود.
السفیر: آیا سرزنشها را دربارهی شرایط توسعهی بقاع قبول دارید؟ در هر صورت شما در دولتها و پارلمانها سهیم بودهاید. چون توسعهی بقاع تقریبا صفر بوده است.
سید حسن نصرالله: نه صفر نیست. در سالهای گذشته کارهای خوبی در منطقه در سطح راهها، تلفن، اتصالات برق و شبکههای آب و فاضلاب صورت گرفته است. هر کس به بقاع و مخصوصا بعلبک هرمل برود میتواند به سادگی تفاوت میان وضعیت امروز منطقه و وضعیت 15 یا 20 سال پیش را متوجه شود.
اما مسئلهی اصلی امروز بقاع راه، برق، آب، تلفن یا… نیست.
مشکل اصلی -مانند بیشترین مناطق لبنان. گرچه در بقاع شدیدتر است.- مسئلهی فرصتهای شغلی یا به عبارتی منبع درآمد ساکنان منطقه است. این یک معضل بزرگ در سطح ملی است و با جزئینگری و به طور محدود نمیتوان درمانش کرد بلکه به راه حلی عمومی نیاز دارد.
حزب الله، نمایندگان، وزیران و همپیمانانش تلاش کردهاند و میکنند. این یکی از اولویتهای کاری آن منطقه است.
در گذشته تلاش کردیم در آن منطقه استان ایجاد کنیم. چون این مسئله نیز نتایج و اثرات توسعهای و اقتصادی خود را دارد که تا حد زیادی نیز محقق شد. مسئلهی اصلی تعیین استاندار بعلبک هرمل است. معتقدم این دولت به زودی این مسئله را به انجام خواهد رساند. چون امروز تلاشهایی وجود دارد تا تعیین استاندار بعلبک هرمل و عکار جزء اولویتهای عزل و نصبهای پیش رو قرار گیرد.
###تجهیز ارتش|لبنان###
السفیر: ارزیابی شما از مسئلهی هدیهی سعودی به ارتش از طریق فرانسه چیست؟
سید حسن نصرالله: به لحاظ مبنایی و فارغ از طرف حامی ما با هرگونه حمایت غیر مشروطی که از ارتش لبنان به عمل آید موافقیم و همیشه کشورها و دولتها را به چنین کمکی فرا میخواندیم.
در برههای تلاش کردیم دوستانمان چنین کاری انجام دهند. حتی پس از عقبنشینی سوریه از لبنان سوریه کمکهایی به ارتش لبنان کرد. جمهوری اسلامی ایران همیشه آمادگی خود را برای این مسئله اعلام میکرده است. اما مشکل اینجا در تصمیمات سیاسی لبنان است. یعنی کسانی وجود دارند که بر نمیتابند و خودداری میکنند. بنده علت خودداریشان را درک میکنم. علتش هراس از آمریکاییها و برخی کشورهای عربی هستند.
در هر صورت به لحاظ مبنایی ما حمایت، پشتیبانی و کمک میکنیم. نمیگویم خودداری نمیکنیم. این حرف نامناسب است. میگویم از هر کمکی به ارتش لبنان و هرگونه مشارکتی در توانمندسازی آن پشتیبانی، حمایت و کمک میکنیم.
این از یک سو. از سوی دیگر این کمک از سوی سعودی و از طریق فرانسویها آمده است. ما تفسیری در این باره در رسانهها ارائه نخواهیم داد چون از همهی جزئیات مطلع نیستیم که آیا شرطهایی وجود داشته؟ نداشته؟ مشخصات این گام و این اقدام چه بوده است؟ نمیخواهم بگویم شرطهایی وجود داشته، شاید نداشته. تنها میگویم: اطلاعات کافی نداریم تا با آنها قضاوت کنیم. با این حال از این مسئله عبور کردیم. مثلا در بیانیهی کابینه به این مسئله اشاره شده است ولی ما مانع نشدیم. آینده و نتایج این هدیه در روزهای پیش رو مشخص خواهد شد.
برخی پیش از رخ دادن نتایج از آنها تحسین میکنند و برخی نیز در آنها تشکیک مینمایند. بنده نه میخواهم تحسین کنم و نه تشکیک. میگویم باید منتظر نتایج این گام باشیم. در آینده مشخص خواهد شد نوع سلاح، امکانات و ادواتی که به ارتش لبنان هدیه خواهد شد چیست و آن موقع میشود دربارهی سرشت و ماهیت این گام قضاوت کرد. ولی بار دیگر روی این مبنا تأکید میکنم: هر حکومتی -قاعدتا به استثنای اسرائیل- بتواند به تقویت ارتش لبنان کمک کند گام خوبی است.
السفیر: آیا این هراس وجود دارد که تلاشی برای ضربه زدن به عقیدهی ارتش صورت بگیرد؟
سید حسن نصرالله: ما نگران نیستیم. بعضی چیزها در رسانهها یا حاشیهی نشستها گفته شد که به نظر ما بیارزش هستند. چون سلاح در اختیار ارتش لبنان و ذخیره و کیفیت آن نیست که بر این ارتش حاکم است. بلکه عقیدهی ملی و تصمیم سیاسی بر آن حکمرانی میکند.
عقیدهی این سازمان، به وضوح و شفافیت، ملی است و این را با رفتار، روش و فداکاریهایش در همهی سالهای گذشته ثابت کرده است. و تصمیمات سیاسی لبنان مخصوصا در چهارچوب کابینهی فعلی یا هر کابینهای که در آینده بر مبنای توافق و مشارکت نیروهای مختلف شکل میگیرد ضمانتی است که هیچ سازمان امنیتی و نظامی از هیچ طرفی را به خدمت نگیرد. جا دارد اینجا بار دیگر از مجاهدت، فداکاری، حکمت و شجاعت ارتش لبنان که میتواند به وسیلهی آن با حوادث روز برخورد کند تشکر و قدردانی کنیم.
السفیر: دربارهی رفتار و رابطهی مقاومت در جنوب [رود] لیطانی چطور؟
سید حسن نصرالله: لبنان در منطقهی جنوب لیطانی چه در سطح رسمی و چه از سوی مقاومت کاملا به مفاد قطعنامه 1701 پایبند است. مقاومت در جنوب لیطانی هیچ نمود تسلیحاتی ندارد و به این مسئله پایبند و همچنین معتقد است. رابطه با ارتش لبنان در منطقه بسیار عالی است و هیچ مشکلی وجود ندارد.
السفیر: رابطه با [نیروهای چند ملیتی حافظ صلح] یونیفل چطور؟
سید حسن نصرالله: رابطه با یونیفل خوب است. گاهی برخی مشکلات میان اهالی روستاها و یونیفل رخ میدهد که با ارتباط مستقیم یونیفل و دهیارها و مسئولان منطقه یا ارتباط با ارتش لبنان حل میشود. چون ارتش مسئول حل اینگونه مسائل است. احیانا این مسائل به دلایل سیاسی و موضعگیری سیاسی یونیفل یا مردم رخ میدهد. یا مثلا مردم به دلیل رفتار بعضی افراد مثل ورود به برخی حوزههای داخلی یا عکسبرداری از برخی خانهها یا مراکز با واکنشهای مشخصی مواجه میشوند. یا گاهی به عادات و سنن و عرف آن روستاها تجاوز میشود سپس مسئله درمان میشود. همچنین در مواردی عذرخواهیهایی از فرماندهان یا افسران یونیفل به خاطر اشتباهاتی که انجام میشود صادر شده است. ولی به طور کلی رابطه خوب و معمولی است و فکر نمیکنم مشکل خاصی وجود داشته باشد که بتواند روی شرایط جنوب لیطانی اثر منفی بگذارد.
السفیر: ولید جنبلاط در جلسهی گفت و گوی اخیر از عقبنشینی هزاران سرباز از جنوب لیطانی به مناطق دیگر مورد نیاز ارتش شکایت کرد. آیا در این زمینه هراسی وجود دارد؟
سید حسن نصرالله: ترسی وجود ندارد. اگر ارتش در مناطق دیگر نیاز مبرمی داشته است در جنوب مشکلی نیست. واقعیت این است که امروز به طور کلی در جنوب -نه فقط جنوب لیطانی، تمام جنوب.- به واسطهی آرامش و ارتباط سیاسی، پیوستگی کلی، دور بودن جنوب از بسیاری از اختلافات و حسیاسیتهای موجود و حضور مقاومت و توازن هراس موجود در منطقه نوعی بینیازی وجود دارد. مهم این است که ارتش در جنوب باقی بماند اما تعدادش شاید در این برهه مهم نباشد. چون عوامل آرامش بسیاری هست.
السفیر: داوطلبانه شدن ارتش چطور؟ آیا این میتواند درمان این معضل باشد؟
سید حسن نصرالله: ما طرفدار برخورداری ارتش از توانایی انجام مسئولیتهایش هستیم. مسئولیتهایی که در واقع رو به افزایشند. چون سازمانی است که از بیشترین حمایت و ایجاد اطمینان در میان شهروندان لبنانی برخوردار است. ما از هر آنچه ارتش را قادر به اجرای این وظیفه گرداند حمایت میکنیم. چه با انتقال گردان، تیپ و نفرات از یک منطقه و چه از طریق ایجاد امکان داوطلبی. به نظر میرسد این یک نیاز ملی است که نفرات لازم به ارتش لبنان اضافه شوند تا ارتش بتواند در جنوب، شمال، بقاع و دیگر مناطق لبنان بدون اثرگذاری روی وجودش در دیگر مناطق وظایفش را به انجام رساند.
###سوریه###
السفیر: مسئلهی پناهندگان سوری برای حزب الله نگرانکننده است ولی هیچ گاه نظر روشنی برای حل این مسئله توسط حزب الله اعلام نشد.
سید حسن نصرالله: مسئلهی پناهندگان سوری به لبنان یک معضل ملی است. مشکل یک طرف مشخص مثل حزب الله یا غیر حزب الله نیست. این مسئله باید در سطح ملی بررسی شود. در دولت پیشین برخی بحثها صورت گرفت. و امروز یکی از چالشهای بزرگی است که دولت فعلی با آن مواجه است. امروز و در دولت فعلی شاهد خواهیم بود بحثها تا چه اندازه واقعنگرانه و بیطرفانه است. ولی نفی نمیکنم که در دولت پیشین که نیروهای 14 مارس خارج از کابینه بودند این مسئله به واسطهی اختلاف در مواضع سیاسی تحت الشعاع برخی مجادلات قرار گرفته بود.
امروز این پرونده بسیار بزرگ است. نشانههای خطرناکی در سطح مالی، اقتصادی و اجتماعی وجود دارد تا چه برسد به امنیتی. به گونهای که شاید وجه امنیتیاش کمخطرتر از جنبهی اجتماعی، مالی و اقتصادی باشد. مسئلهی امنیتی و پیامدها و اثراتش را میشود به گونهای با ارتش، نیروهای امنیتی و پوشش ندادن مخالفتها توسط نیروهای سیاسی جمع کرد. ولی پیامدهای دیگر بسیار بزرگ و خطرناک هستند.
در بحثهایی که گاه و بیگاه رخ میدهد بعضی به سوی ساخت اردوگاه تشویق میکردند. اما گرچه هماکنون اردوگاههایی غیر رسمی وجود دارد بعضی نیروهای اساسی لبنان در زمینهی اردوگاه نظر مخالف داشتند. در برخی مناطق اردوگاههای غیر رسمی کوچکی وجود دارد. برپایی اردوگاههای رسمی و مشروع، چندین خطر ایجاد میکند. یکی از آنها تبدیل این اردوگاهها به پایگاههای نظامی برای مخالفان سوریه است. چنان که در کشورهای دیگر، سوریه، اردن و… رخ داد. وقتی در لبنان دربارهی مسئلهی اپوزوسیون سوریه شکاف وجود دارد این یک تهدید بزرگ برای امنیت محسوب میشود.
همچنین یکی دیگر از خطرات، تغییر این اردوگاهها به اردوگاههای دائم است. و سخنانی که در برههی گذشته شنیدیم بر این نگرانی میافزاید. چنان که برخی سفیران و طرفها از احتمال یا فرضیهی شهروندی سوریها در کشورهایی که به آنها پناهنده شدهاند سخن میگویند. آیا لبنان میتواند تحمل کند؟ کسانی که این مسائل را مطرح میکنند این طور فکر میکنند. یعنی قابل باور است. چون طریقهی اندیشه و رفتارشان با پروندههای مختلف منطقه بر این مسئله صحه میگذارد.
به نظر ما در نهایت مشکل اساسی در لبنان به لحاظ لوجستیک در زمینهی تأمین مسکن، -لبنان میتواند به طور موقت پناهندگان را بپذیرد. امروز بسیاری از پناهندگان در بیروت ساکن هستند. یا خانه اجاره کردهاند یا برایشان اجاره کردهاند. همچنین بعضی از آنها در خیام زندگی میکنند.- مسئلهی مالی است یا به عبارتی تأمین امکانات مالی برای لبنان تا بتواند تا هنگام فراهم شدن جایگزینهای دیگر -که شاید دربارهشان صحبت کنیم.- مسکن معقول و نیازهای ضروری پناهندگان را در مناطق مختلف لبنان تأمین کند.
پس، حضور و اسکان پناهندگان سوری در مناطق مختلف، به معنای این که خانهای اجاره کنند یا برایشان اجاره شود، وجود دارد. امروز این مسئله در شمال وجود دارد. بنده میدانم در بقاع پناهندگان سوریهای در بسیاری از خانهها زندگی میکنند. در جنوب نیز خانههای بسیاری تهیه شده. معضل اساسی حمایت مالی است. همیشه دربارهی ایدهی اردوگاه بحث وجود داشته و همچنین خطراتی دارد. خطراتی که نمیتوانیم از آنها چشمپوشی کنیم. نباید این مسئله را گسترش دهیم.
امروز چندین گزینهی جایگزین وجود دارد و به همکاری میان دولت لبنان و سوریه نیازمند است. معتقدم دولت سوریه آمادگی خود را در این زمینه در موقعیتهای مختلف نشان داده است. سفیر سوریه در لبنان برادر علی عبد الکریم علی این مسئله را به بسیاری از رهبران سیاسی اعلام کرد. امروز مناطقی از سوریه امن است، در آنها مصالحه صورت گرفته است. ذیل همین مصالحهها جنگجویانی که در سه سال گذشته جنگیدند نیز ساماندهی شدهاند. امروز همین جنگجویان که در حومهی دمشق، شهر حمص، استان حمص، حلب و… ساماندهی شدهاند با خانوادههایشان در این شهرها و مناطق حضور دارند. میتوانیم فرض کنیم وضعیت خانوادههای پناهنده به لبنان کمخطرتر از جنگجویانی است که ساماندهی شدهاند. در نتیجه مثلا وقتی حومهی دمشق یا حمص را در نظر میآوریم، همهی افراد کسانی هستند که ساماندهی شدهاند. اینجا هم از طریق تلاش مشترک لبنان و سوریه و همکاری رسمی میان دو کشور، میشود اوضاع بسیاری از خانوادههای پناهنده به لبنان ساماندهی و ضمانتها یا عوامل اعتماد لازم ارائه شود تا این افراد به روستاها، شهرها و شهرکهای خود باز گردند. و اگر خانههایشان به علت جنگ آسیب دیده است میشود داخل خاک سوریه اردوگاههایی تأسیس کرد. این یک راه حل منطقی و معقول است. دلیل بنده برای این مسئله در جواب برخی نیروهای سیاسی که خواهند گفت این افراد از بازگشت میترسند، این است که: آیا شرایط این افراد بدتر از کسانی است که در همهی سالهای گذشته جنگیدند ولی ساماندهی شدند و در شهرهای مختلف مصالحه صورت گرفت؟ راه حل منطقی این است.
###سلاح مقاومت###
السفیر: انتشار پراکندهی سلاح در همهی روستاها و شهرهای لبنان با وضعیتی که امروز دارد به اندیشهی مقاومت و سلاح مقاومت کمک میکند یا نه؟
سید حسن نصرالله: معضل انتشار سلاح در روستاها وشهرهای لبنان یک معضل قدیمی و مربوط به پیش از وجود حزب الله و مقاومت یا به عبارتی مشخصا مقاومت اسلامی است. حتی به پیش از آمدن مقاومت فلسطین به لبنان مربوط میشود. چون بعضی افراد میکوشند مسئولیت انتشار سلاح را به گردن مقاومت فلسطین بیاندازند.
از دهها سال پیش در روستاها، شهرکها و شهرهای لبنان سلاح وجود داشته است. از زمانهای دور. کنترل این سلاح بسیار مهم است و به اندیشهی مقاومت و امنیت اجتماعی و ملی کمک میکند و از خسارتهایی که در سطوح مختلف متوجه لبنانیان است میکاهد.
بنده معتقدم راه این مسئله قطعا خلع سلاح لبنانیان نیست. چون این هدف غیر واقعی است. حتی در یکی از جلسات گفت و گوی ملی از آن نیروهای سیاسی که مدام دربارهی سلاح دم میزنند پرسیده شد: محافظان کدام یک از شما در خانههایشان سلاح ندارند؟ جواب مشخص است.
پس درمان این مسئله در این نیست که دولت برود سراغ خلع سلاحهای درون خانههای لبنانیان. راه حل، تحمیل سلطهی حکومت است. وقتی حکومت، مسلط و ارتش و نیروهای امنیتی حضور داشته باشند و هر اختلال امنیتی، درمان و افراد تحت تعقیب، اخلالگران، دزدان و متجاوزان به مردم بازداشت شوند قطعا سلاح انضباط خواهد یافت. اما اگر همهی این خلافکاران پوشش داده شدند و حکومت از مسئولیتهایش شانه خالی کرد آن وقت سلاح یک خطر محسوب میشود. اما اگر حکومت مسئولیتهایش را به انجام رساند فکر نمیکنم سلاح یک خطر و یک معضل بزرگ باشد. مهم این است که حکومت این مسئولیت را به انجام برساند. به عقیدهی بنده برنامههای امنیتی که امروز در حال تدوین است، مصوبات پارلمان و پوشش نیروهای سیاسی مختلف در زمینهی این برنامهها گامهای مهمی در این راه هستند.
###لبنان###
السفیر: متهم کردن حزب الله به ممانعت [از تشکیل کابینه] و این که منافعش در فقدان حکومت و تعطیلی سازمانهاست به نفع مقاومت است؟
سید حسن نصرالله: این به مقاومت ضرر میزند. مقاومت نیروی دفاع، حفظ کیان و آزادسازی لبنان است. در نتیجه وقتی داخل لبنان حکومت، دولت و مؤسساتی باشند که بر شؤون مختلف سیاسی، قانونی، قضایی، امنیتی، اجتماعی، اقتصادی، مالی و معیشتی کشور و لبنانیان نظارت کنند این خدمت بزرگی به مقاومت است.
مقاومت بر اساس ایدهی کلیاش، فقط یک نیروی نظامی نیست. برای این که مقاومت بتواند به انجام وظیفهاش ادامه دهد به یک جامعهی مستحکم نیازمند است. اما بیکاری، فقر، درگیریها و پروندههای داخلی، برخوردهای خیابانی و شهری و در حومهها، دشمنیهای درونی و همهی اینها بر پروژهی مقاومت تأثیر میگذارد.
السفیر: حضرت سید شما در سال 2006 جملهای با این مضمون گفتید که حکومت ظالم، سهلتر از بیحکومتی است.
سید حسن نصرالله: بنده بر آنچه سال 2006 گفتم تأکید میکنم. ما در رابطه با حکومتسازی، تقویت حکومت، حضور حکومت و پذیرش تمام مسئولیتها توسط آن جدی هستیم. ما در هیچ شأنی جایگزین حکومت نیستیم. حتی در مسئلهی مقاومت. بنده بار دیگر صحبتم در 22 سپتامبر 2006 در جشن پیروزی الهی در ضاحیهی جنوبی را یادآوری میکنم: وقتی یک حکومت قدرتمند و قوی داشته باشیم که از ظرفیت دفاع از لبنان برخوردار باشد ما در مقاومت به مدارس، حوزهها، دانشگاهها و زمینهای کشاورزیمان باز میگردیم. استراتژی دفاعی ناظر به آیندهی ما این است. راه حل دیگری وجود ندارد. ما از این مسئله حمایت میکنیم.
بر عکس، تمام اتهاماتی که زده میشود هیچ دلیلی ندارد. معروف است که ما در لبنان بیشترین طرفی هستیم که برای توافق، سازش، تشکیل کابینه و… امتیاز میدهیم. این گونه بودهایم و همچنان هستیم.
السفیر: درست است که حکومت فعلی بیش از یک حکومت قدرتمند، قوی و غیر فرقهای برای شما مناسب است؟
سید حسن نصرالله: آنچه برای ما مناسب است یک حکومت قدرتمند، قوی و عادل است. عادل به این معنا که با همهی شهروندان فارغ از خاستگاه فرقهای و منطقهایشان مساوی رفتار کند. اما در مسئلهی حکومت غیر فرقهای، فرقهای، شهروندی یا بشری در لبنان بحثهای زیادی صورت گرفت.
ما در برههای از لغو فرقهگرایی سیاسی حمایت کردیم و به برپایی نظامی غیر فرقهای فراخواندیم. ولی بعد، از طریق میزبانی، گفت و گو و بحث متوجه شدیم این مسئله برای طبقات عظیمی از لبنانیان مخصوصا اکثر مسیحیان نگرانکننده است. نمیگویم برای همهی مسیحیان. بعضی مسیحیان هستند که در کنار نگرانیهایی که مطرح میکنند از لغو فرقهگرایی سیاسی حمایت مینمایند. ولی با پیگیریها پی بردیم واقعیت این است که اکثر مسیحیان با این مسئله موافق نیستند و ترس و نگرانی دارند. به همین خاطر ما میگوییم باید این هراسها را در نظر گرفت و هیچ کس نباید در این زمینه گامهای عجولانهای بردارد. پس اگر بخواهیم صرفا در مباحث نظری نمانیم و متناسب با واقعیت خارجی یا واقعیت موجود در کشور رفتار کنیم، در واقعیت کشور، چنین احتمالی در کوتاهمدت یا میانمدت وجود ندارد. به همین خاطر امروز اولویت، بازسازی حکومت و سازمانها و دیدار و توافق لبنانیان است حتی بر اساس نظام فرقهای تا به برههای برسیم که در آن لبنان به آرامش و ثبات دست پیدا کند، حد اقلی از پروندههای موجود درمان شود، لبنانیان پذیرای یکدیگر باشند و هراسهای فعلی معالجه شود. آن وقت میتوانیم برویم سراغ درمانهای ریشهای.
دو سال پیش بنده از مجلس مؤسسان صحبت کردم و تا امروز با وجود این که ما از این ایده عقبنشینی کردیم همچنان بعضی افراد پاسخ رد به ما میدهند. هفتهی گذشته یک نفر دربارهی مجلس مؤسسان سخنرانی و بحث کرد. این نشاندهندهی عمق هراس و نگرانی بعضی طبقات است.
السفیر: از چه چیزی نگرانند؟ آیا اجرای [پیمان] طائف را میخواهند؟
سید حسن نصرالله: همه قبول دارند معضلی وجود دارد و طوری رفتار میکنند که این مشکل هست ولی از پرداختن به این موضوع از طریق گفت و گو دوری میکنند. حتی اگر ما از مجلس مؤسسان صحبت نکنیم و تنها خواستار تغییر طائف باشیم این مسئله گاهی به تکفیر سیاسی از جانب نیروهای اصلی کشور میانجامد. خب این یک معضل است. برای این که از اتهام کفر سیاسی در امان باشید باید در هر مناسبت و در اکثر مناسبتها بر پایبندیتان به پیمان طائف تأکید کنید. یعنی حتی گفتن لا اله الا الله باعث میشود شما کافر تلقی شوید.
واقعیت سیاسی لبنان با در نظر گرفتن تأثیرپذیریاش از شرایط منطقهای بسیار از درمانهای ریشهای دور است. چون منطقه تماما آشفته، نگران، درگیر و به سوی افقهای نا معلومی در حرکت است. نیروهای سیاسی لبنان نیز هر روز از این شرایط تأثیر تازهای میپذیرند. این نیز عامل دیگری است که [نشان میدهد] امروز وقت درمانهای ریشهای نیست. قاعدتا این فرصت از لبنانیان گرفته میشود ولی امروز شرایط مساعد نیست.
السفیر: آیا حزب الله برای گونههایی از فساد در لبنان پوشش ایجاد میکند؟
سید حسن نصرالله: حزب الله برای هیچگونه فسادی پوشش ایجاد نمیکند و از دستگاه قضایی میخواهد کاملا مسئولیت خود را در زمینهی پیگیری و مبارزه با هرگونه فساد به انجام برساند. آنچه که شاید بعضی میگویند که حزب الله حفاظت یا ممانعت میکند به هیچ وجه صحیح نیست.
السفیر: در مورد داروهای تاریخگذشته چطور؟
سید حسن نصرالله: ما یک حزب گسترده هستیم و حد اقل دهها هزار وابسته به حزب الله داریم. همچنین این حزب 32سال سن دارد. اما یک پرونده بیاورید که برادران ما در فسادی دست داشتهاند. در این 32 سال و در همهی این دهها هزار وابسته به این قضیه تنها یک بار در زمینهی دارو که شما نام بردید یک مورد رخ داد که آن را هم برادر مسئولمان یعنی وزیر محمد فنیش بیانیهای صادر کرد و گفت ما مسئولیت این مسئله را بر عهده میگیریم و آن فرد الآن در زندان است و هیچ کس هم پوششش نداد. این در حالی است که فریبکاران بزرگی در کشور وجود دارند که هیچ کس نزدیکشان نمیشود. با این حال این برادر متهم شد و ثابت شد اشتباه کرده است. الآن در زندان است. این از گذشته. اما آیا در گذشته اتفاق افتاده برادر یا یکی از نزدیکان یک وزیری در هر کدام از دولتهای لبنان به تخلف قانونی مشابهی متهم شود و او بیانیه بدهد؟ و خودش برادرش را تسلیم دستگاه قضایی کند؟ بنده به یاد نمیآورم. چنین پیشینهای را سراغ ندارم. این یعنی حزب الله برای هیچ فسادی به هیچ وجه پوشش درست نمیکند. محال است حزب الله فسادی را پوشش دهد.
السفیر: گفته میشود اگر فساد در حزب الله رخنه کند شکست خواهد خورد.
سید حسن نصرالله: حزب الله بسیار اصرار دارد نگذارد فساد وارد صفوفش شود و عاقبت چنین مسائلی را رقم بزند.
###تکفیریان###
السفیر: در فرهنگ مقاومت و حزب الله خطر تکفیریان و اسرائیل ملازم یکدیگر هستند. آیا وقتی دربارهی آنچه اسرائیل در زمینهی سوریه پنهان کرده است صحبت میکنید یعنی تکفیریان گوی سبقت را از اسرائیل ربودهاند؟
سید حسن نصرالله: به نظر بنده نه، ولی امروز در واقع این دو خطر هماندازه هستند. یا برای این که دقیقتر بگوییم: همزمان هستند. پس نمیتوان گفت خطر تکفیریان متأخر است. خطر تکفیریان همیشه خطر بوده ولی در نسبت ما و میدان نبرد ما متأخر است.
مثلا در عراق خطر روز بود. ایمن الظواهری میگوید آنها 4.000 عملیات استشهادی -به قول خودش- در عراق اجرا کردهاند که بیش از 3.900 عدد از این عملیاتها علیه آمریکاییها نبوده است. حتی اگر بپذیریم 100 عملیات ضد آمریکاییها وجود داشته -که به این مقدار نمیرسد.- عدد بزرگ باقیمانده علیه شیعه، سنی، مسیحیان، کردها و دیگر اجزای ملت عراق است.
از جماعت اسلامی لبنان که شاخهی لبنانی اخوان المسلمین هستند دربارهی اخوانشان در عراق بپرسید، از حزب اسلامی که شاخهی عراقی اخوان المسلمین است. بنده با رهبرانشان نشست داشتم و آنان به بنده گفتند اکثر فرماندهان و کادرهای حزب اسلامی عراق را القاعده و سلفیها ترور کردهاند.
القاعده همچنین تعداد زیادی از علمای اهل سنت و شیعه را کشته است. حتی شاید روحانیان اهل سنت را بیشتر کشته باشد.
خطر تکفیریان در عراق فاجعه آفرید. امروز مشکل عراق چیست؟ انفجارها و عملیاتهای انتحاری.
مشکل افغانستان چیست؟ چه کسی فرماندهان بزرگ جهاد افغانستان را کشت؟ جهادی که جنبشهای اسلامگرا به واسطهی شکستدادن اتحاد جماهیر شوروی به آن مفتخر هستند.
احمد شاه مسعود را القاعده در یک عملیات انتحاری به این بهانه که او یک فرمانده نظامی است کشت. اما جناب ربانی چه؟ کسی که نقش شیخ صلح میان طالبان و نظام افغانستان را بازی میکرد؟ آنان کشتندش.
اینان در پاکستان، سومالی و هر جا باشند یک تهدید واقعی و جدی هستند. ولی در لبنان، اوایل تهدید مستقیم نبودند اما امروز هستند. وقتی دربارهی لبنان صحبت میکنم منظورم لبنان و سوریه است. پروندهی لبنان و سوریه یکی است.
به همین خاطر ما این تهدید را مانند اسرائیل یک تهدید واقعی، خارجی و هر روزه تلقی میکنیم. اسرائیل وجود ما را تهدید میکند. البته امروز میترسد اما روزی آرزویش این بود که سرزمین ما را بگیرد و ما را از آن بیرون کند. و پروژهاش در آینده همچنان همین است. این تکفیریان نیز وجود ما را تهدید میکنند.
در سال 2006 همهی اطلاعات ما میگفت یکی از هدفهای آن جنگ ایجاد تغییر دموگرافیک در کل کشور است. این تکفیریان نیز همان عقلانیت و روش را به کار میبندند. عقلانیت ریشهکن کردن طرف مقابل.
به همین خاطر بنده تهدید تکفیریان را بر اسرائیلیان اولویت نمیدهم ولی میگویم این هر دو، دو تهدید واقعی، جدی، بزرگ و وجودی هستند و باید بر همین مبنا با آنها رفتار کرد. اسرائیل تنها تهدیدی علیه ما به عنوان یک گروه نیست. و همان گونه که اسرائیل تهدیدی برای همهی منطقه است جریان تکفیری نیز تهدیدی برای همهی منطقه هستند.
السفیر: ارزیابی شما از گسترهی این جریان در سوریه و لبنان چیست.
سید حسن نصرالله: هیچ کس در این باره اطلاعاتی ندارد. شاید برخی کشورهای منطقه اطلاعاتی داشته باشند ولی کامل نیست. چون همهی کشورها آسان گرفتند. چه برای شهروندان خودشان و چه خدماتی که به خارجیها دادند. اروپاییان اعدادی در اختیار دارند و به هر کشور آمار شهروندانش را دادهاند. چون آنها آمارگیری کردهاند. اما آنها که از جهان عرب خارج شدهاند چطور؟ چه کسی آمارشان را دارد؟ اعداد دقیقی وجود ندارد. ولی میتوان تعداد آنها را دهها هزار غیر سوری تخمین زد.
السفیر: آیا با وجود این که این افراد در سوریه چهرهی خود را نشان دادهاند در لبنان محیطی رشدی برای آنها وجود دارد؟
سید حسن نصرالله: حتی در سوریه هم وجود ندارد. با گذشت زمان مشخص میشود که آنجا نیز محیط رشدی وجود ندارد. در سرتاسر جهان عرب و اسلام حتی در میان مسلمانان اهل سنت نیز. مردم نمیتوانند این خشونت و تندروی را تحمل کنند. این با ذائقهی کلی اهل سنت ناسازگار است. بنده اصولا در وجود چنین محیط رشدی شک دارم. بله، وقتی این گروهها در جو مشخصی به کار گرفته میشوند مسائل به هم میریزند. چنان که در سوریه رخ داد. وقتی کشورهای مختلف آمدند و از این گروهها بهره بردند تمام انگیزهشان این بود که کسی را در سوریه به وجود بیاورند که سلاح به دست بگیرد و با نظام بجنگد. هویتش مهم نبود. القاعده، سلفی، اخوانی، صوفی، ملیگرا یا سکولار بودنش برایشان فرقی نمیکرد.
السفیر: آیا میتوانیم بگوییم وجود چنین نظامی در سوریه به آنها برای جذب و جمع نیرو کمک کرد؟
سید حسن نصرالله: این آسان است. هرجایی میشود بهانهای تراشید. در این تفکر وقتی با شما اختلاف داشته باشند اگر علوی باشی [به مجاهدان] میگویند شما در حال جنگ با علیاللهیها هستید، اگر شیعه باشی میگویند شما در حال جنگ با رافضیان هستید و اگر سنی باشی میگویند شما طاغوت و کافر هستید.
مسئلهی دادن حکم ارتداد و کفر برایشان بسیار آسان است. امروز داعش حکم کفر و ارتداد جبههی النصره را صادر کرده است و بالعکس. در حالی که هر دو گروه از یک تفکر، مذهب، خط و تشکیلات هستند.
تراشیدن این دلیل در هر میدانی ساده است.
بنده از نقش نظامهای عرب در این زمینه تقدیر میکنم. معتقدم موضع اخیر سعودی تا حد بسیار زیادی کمک میکند. چون این تفکر، اموال و فتاوی از آنجاست. پس اگر کشور مبدأ -به دلایل مختلف و متفاوت- موضع دیگری بگیرد، حمایت مالی را قطع کند، فتاوی را تغییر دهد و ادبیات رسانهای و دینیاش را عوض کند موجب تغییر بزرگی میشود.
به نظر بنده محیط رشد تکفیریان، فضای اهل سنت نیست ولی با بعضی اغراض سیاسی از تکفیریان در این محیط استفاده شد. حتی در لبنان این گروهها به نسبت محیط اهل سنت بسیار کوچک هستند و اگر انتخاباتی صورت گیرد حجم واقعیشان نمایان میشود. ولی بله، از آنها استفاده شد. کسانی هستند که این گروهها را به کار گرفتند، حمایت مالی و پشتیبانی کردند، پوشش دادند، رسانهها را به روی آنها گشودند و آنها را برای هدفهایی مشخص به کار گرفتند. به همین خاطر امروز این گروهها به واسطهی موضع سعودی و بازتاب آن در لبنان بسیار نگران هستند. در صورتی که اگر این گروهها محیط رشد مردمی واقعی داشتند نباید میترسیدند. این جریان تکفیری در جهان عرب آیندهای ندارد. چون برنامهای هم ندارد.
بدون ورود به اسامی، وقتی در حکومتی تغییر نظام صورت میگیرد ملت آن کشور چه میخواهند؟ عدالت، رفع بیسوادی، تأمین غذا، حل مشکل بیکاری علاوه بر ایجاد امنیت و همچنین در زمینهی موضعگیریهای نژادی خواستار یک موضع نژادی منطقی هستند اگر نگویم یک موضع پیشتاز.
این جریان هیچ پروژه یا پاسخی ندارد. به همین خاطر بنده به شما اطمینان میدهم این جریان فارغ از استخدام و به کار گرفته شدن توسط کشورهای منطقه و جهان در زمینههای سیاسی و امنیتی، در جهان اسلام حضور زیادی ندارد و محیط رشدی نیز در اختیار ندارد. آیندهای هم ندارد چون برنامهای ندارد.
###فلسطین###
السفیر: هدف از سخنرانی «ما شیعیان علی بن ابی طالب از فلسطین دست بر نخواهیم داشت.» چه بود؟
سید حسن نصرالله: هدف این سخنرانی دو پیام بود: پیام اول خطاب به خود شیعه. بعضی افراد در کشورهای مختلف عربی و اسلامی میکوشند شیعه را بترسانند و کمخون و مشغول کنند، آنها را آماج انفجارها و عملیات انتحاری قرار دهند، دشمن را در ذهنشان تغییر دهند و آنان را از فلسطین و مسئلهی فلسطین دور کنند. حتی بیش از این. میکوشند در زمینهی فلسطین، ملت فلسطین و مسئلهی فلسطین موانع روانی ایجاد کنند.
و پیام دیگر خطاب به همهی کسانی بود که میخواهند این طبقه از امت عرب و اسلام را از مسئلهی فلسطین دور کنند. به عبارتی کسانی که میخواهند به ما بگویند: شما به فلسطین ربطی ندارید. این فلسطین و قضیهی فلسطین، مسئلهی گروه و فرقهای مشخص از امت اسلام است. و ما میخواهم به آنها بگوییم: هر چه میخواهید بگویید و ما را هر چه میخواهید بنامید، تهمتها، ظلم و قتل ما توسط شما، خودروهای بمبگذاری شده، عملیات انتحاری و برخی عملیاتهای پاکسازی که در برخی مناطق جهان اسلام صورت میگیرد به هیچ وجه مانع نمیشود ما پرچمدار، حافظ و پایبند مسئلهی فلسطین باقی بمانیم.
این یک پیام دوجانبه است: به شیعیان و همه. و معتقدم همچنان ضروری است و باید روی این موضع تأکید شود.
سخنان من زمینهی فرقهای و مذهبی نداشت. مقاومت لبنان هیچ وقت با زمینهی فرقهای رفتار و صحبت نکرده است.
###مقاومت###
السفیر: آیا حزب الله پس از آزادسازی [جنوب لبنان] در سال 2000 و سپس پیروزی سال 2006 فرصتی را در سطح جهان عرب از دست داد؟
سید حسن نصرالله: بعضی دوستان مخصوصا پس از سال 2006 برخی ایدهها را با بنده مطرح کردند و تصورشان این بود که افقهایی وجود دارد. این طور بیان کردند که حزب الله میتواند یک عبدالناصر جدید باشد و به ما گفتند شما به عنوان حزب الله و مقاومت لبنان میتوانید چنین نقشی در سطح جهان عرب بازی کنید. این همان چیزی بود که دوستان دیگر نیز بیان کرده بودند.
بنده در این زمینه توهمی ندارم. به آنها گفتم این حرف درست نیست. این یک مقایسهی نادرست و عاطفی است. شما دربارهی عبدالناصر، رئیس جمهور بزرگترین کشور عربی، نصف عرب و کشوری دارای ظرفیتهای مختلف، ارتش و… صحبت میکنید. آن شخص دلسوز در مقایسهای نادرست میگفت این مقاومت راهبر لبنان است. که درست نیست. شما دربارهی یک حزب که بخشی از ملت لبنان است صحبت میکنید. هیچ شباهتی وجود ندارد. نه حزب الله یک حکومت است و نه لبنان یک کشور بزرگ یا یک کشور پهناور منطقهای برخوردار از ظرفیتهای مادی و بشری مهم است.
تمام ماجرا این بود که ارزش معنوی حزب الله در پی پیروزیهای 2000 و 2006 مرزها را درنوردیده بود، عملکرد حزب الله در جهان عرب و اسلام از احترام برخوردار شده بود و این حزب ایدهی پروندههای همیشگی را نقض کرده و نمونهای ارائه کرده بود. ایدهای که 40 یا 50 سال روی آن زحمت کشیده بودند و مضمون آن این بود که اسرائیل ارتش شکستناپذیر است و ما توان مقابله با آن و گزینهای جز مذاکره، صلح و امتیازدهی نداریم. حزب الله آمد و این را شکست.
همهی ماجرا همین بود. حضور ما در جهان عرب و اسلام چیزی جز برخورداری از احترام نیست. اما مدیریت، ظرفیت مدیریت تحولات جهان عرب و کشورها و ملتهای عربی توسط حزب الله و دخالت در این کشور و آن کشور برای تغییر معادلات، امکان اجرا ندارد. این مسئله روشن است و نیاز به بحث نیست.
السفیر: اما عبدالناصر ارتشش را به یمن فرستاد و شما به سوریه.
سید حسن نصرالله: مسئلهی سوریه فرق میکند. غرض این که مقدرات انسانی، مالی و شرایط کشور و حکومت، تحمل این مسئله را ندارد. بنده عقیده ندارم حزب الله فرصتی را از بین برده است. چون معتقدم فرصتی وجود نداشته است! بله، همهی فکر و ذکر ما این بود که احترامی را که به آن دست پیدا کردیم در جهت تقویت فرهنگ مقاومت در جهان عرب و اسلام استفاده کنیم. مسئلهی میزبانی ما از نیروهای ملیگرا و اسلامگرا از همینجا نشأت میگیرد. ما در طرف مقابل دخالت نمیکنیم که عقاید، اندیشه، روش و رویکرد سیاسی داخلیاش چیست. آنچه برای ما اهمیت دارد این است که ضد اسرائیل است و به همین خاطر رابطهمان را با آنها تقویت میکنیم.
مثلا انتفاضهی فلسطین حدود سه ماه پس از پیروزی سال 2000 و تحت تأثیر این پیروزی جبههی لبنان متولد شد. این ظرفیت در فلسطین وجود داشت که حزب الله یک گروه جهادی فلسطینی تأسیس کند، آموزشش دهد، مسلحش کند، از آن حمایت مالی کند و این تشکیلات را امتداد فلسطینیاش بداند. افراد بسیاری با شخص بنده در این باره صحبت کردند. حتی افرادی به شبکههای ماهوارهای آمدند و گفتند ما جوانان فلسطینی به شما و حزب شما اطمینان داریم و میخواهیم مستقیما با شما کار کنیم.
ما نپذیرفتیم و به هیچ وجه از این ایده حمایت نکردیم. چون این مسئله اشتباه است و به مسئلهی فلسطین کمکی نمیکند چون شکافها را در صف ملت فلسطین بیشتر میکند. این ملت به گروههای جدید نیاز ندارد بلکه به چیزی نیاز دارد که این گروهها را گرد هم بیاورد. که در این صورت گروههای اسلامگرا و ملیگرا هستند و هر کس علاقهمند به کمک است به همین گروهها کمک کند. گروههایی که نیروهای مقاومت میدانی هستند و تاریخ، امتداد و وجود مخصوص به خود را دارند.
در واقع حزب الله حتی در نزدیکترین میدان نبرد به خود که بیهیچ بحثی خود را موظف به نبرد در آن میدان میداند -چون در همهی زمینههایی که ما آنها را وظیفهی خود میدانیم میشود با ما بحث کرد مگر در مسئلهی اسرائیل و فلسطین که امکانش وجود ندارد. چون ما میگوییم ماهیت حزب الله، مقاومت است، مقاومت در برابر اشغال و پروژهی اسرائیل- گروهی در فلسطین تشکیل نداد و با دوستان فلسطینی خود به گونهای رفتار نکرد که گویی رهبر ملت و مردم فلسطین است. به هیچ وجه. تا چه برسد به پروژهای آنچنانی در سطح جهان عرب. به همین خاطر مقایسه در این زمینه نا به جاست.
بله ما از احترام برخورداریم. الآن اگر دربارهی کسانی که رفتهاند و کسانی که ماندهاند صحبت کنید یا بگویید پرچم و عکس ما را سر دست میگرفتند و امروز دیگر نمیگیرند [باید بگویم] این مسئله تا لحظهی موضعگیری در قبال سوریه ادامه داشت و نه تا لحظهی دخالت نظامی در این کشور.
مسئلهی سوریه برای ما متفاوت است. به همین خاطر از ما پذیرفته نبود که در زمینهی سوریه موضع سیاسی بگیریم. حتی وقتی گفتیم سوریه را به راه حل سیاسی، گفت و گوی میان نظام و مخالفان، درمان سیاسی و اصلاحات فرا میخوانیم دیگر کار از کار گذشته بود. چون ما در مقابل پروژهای ایستاده بودیم که همه اصولا برای حذف سوریه وارد آن شده بودند.
اینجا باید به دقت مسائل را بازنگری کنیم. و بنده میگویم آن کسی که در جهان عرب ما را کیفر میدهد مردم نیستند بلکه بعضی نخبگان و نیروهای سیاسی هستند. در حالی که ذائقهی مردمی در حال تغییر است. و به نظر بنده و بر اساس اطلاعات و ارتباطاتم از طریق هیئتهایی متشکل از برادرانمان که بعضا به برخی کشورهای عربی سفر میکنند ذائقهی مردمی امروز به روشنی در حال تغییر است.
نقدی که به ما وارد شد این نبود که ما برای جنگ به سوریه رفتیم بلکه این بود که باید از روز اول علیه بشار اسد و نظام سوریه اعلام موضع میکردیم. به نفع چه کسی؟ به نفع کدام پروژه؟ مهم نیست. آنچه مهم بود این بود که موضع متناسب با منافع آنان را بگیریم.
سپس نوبت به دخالت نظامی رسید که بحث و جدل دربارهی موضع ما را افزایش داد. در حقیقت دخالت نظامی یک مسئلهی جزئی است، مشکلشان با ما موضع سیاسی است.
السفیر: در سطح امت چه اقدامی میتوان انجام داد؟
سید حسن نصرالله: بنا به ارزیابی بنده برههای وجود دارد که ناچار باید آن را از سر گذراند. برههای به شکل تنشهایی که حتی اگر امت رهبری مطاع و با هیبت داشته باشد قابل مهار نیست. این تنشها در سالهای آینده ادامه خواهد یافت و این شرایطی که برخی کشورهای اسلامی شاهد آن هستند کم و بیش تا مدتی ادامه مییابد. اگر امروز تعیین اولویت لازم باشد اولین اولویت، کاهش خسارتهاست. بنده در سطح جهان عرب و اسلام و برای دولتها یا حکومتهایی که میشنوند یا کسانی که میتواند مستقیم یا غیر مستقیم تأثیرگزار باشد، صحبت میکنم.
مثلا اگر عراق به سمت تقسیم برود چه کسی میتواند کمک کند این اتفاق نیافتد؟ هر کس میتواند باید تمام تلاشش را بکند. اگر ایران میتواند و به این مسئله عقیده دارد باید کمک کند.
سوریه همچنین. باید تلاش شود به سمت تقسیم نرود.
مسئلهی یمن جدی است. این موضعگیری یک تعارف نیست، ما طرفدار تقسیم یمن نیستیم. اگر امروز با یک حکومت یا بخشهایی متحد طرف هستید شاید مشکلی نباشد. با این که باز هم خطراتی هست. ولی حد اقلش این است. اما تبدیل یمن به دو یا سه یمن خطرناک است.
پس اولویت، جلوگیری از خسارتها و فروپاشی است. مثل یک معادلهی نظامی. کسی که به او حمله میشود به عنوان گام اول باید حضورش را در جایی که هست تثبیت کند تا مناطق بیشتری را از دست ندهد سپس به بازگرداندن قسمتهایی که از دست داده فکر میکند. در سیاست هم همین است.
این مسئله تلاش زیادی را میطلبد. در بعضی جاها لازم است با یادآوری شرایط کشورهایی که ویران شدند به آرامش توصیه شود چون در بعضی جاها که هنوز کشور و جامعه فرو نپاشیدهاند صداهایی در حال بلند شدن است. اگر ظرفیت تأثیرگزاری بر برخی قدرتها وجود داشت باید در این زمینه تلاش صورت بگیرد.
پس اولین چیز جلوگیری از خسارتهاست. چه در مسئلهی تقسیم و چه در مسئلهی آشوب و انتقال فتنهها به دیگر مناطق. امروز معیار اولویتبندی، ثبات است با دعوت آرام به اصلاحات. چون رفتن به سوی رویارویی منجر به تکه تکه شدن کشورها میشود.
مسئلهی دوم کار در جهت التیام است.
احیانا روحیهی خونخواهی و انتقام، محاکمهی یکدیگر برای موضعگیریهایمان در سه سال گذشته و اتهامزنی در زمینهی ارتکاب اشتباه در بحثهای مختلف همچنان وجود دارد. این مسئله همهجا را، لبنان، فلسطین و منطقه را پر کرده است. هر جا میشود روی التیام کار کرد باید اقدام شود.
و در این چهارچوب اگر بپرسی از نزدیک شدن ایران و سعودی حمایت میکنم جواب مثبت است. با وجود این که اعتقاد دارم سعودی نقش منفی بسیار عظیمی در حوادث جهان عرب و اسلام و همچنین به واسطهی اجرا و ترویج تفکر تکفیری نقشی بنیادی در حوادث امروز بازی میکند. ولی با وجود همهی این پیشینه و با همهی خوانشهای فعلی قطعا نزدیک شدن ایران و سعودی [به التیام] کمک میکند، همچنین نزدیک شدن ایران به کشورهای مختلف خلیج.
توصیهام به نیروهای سیاسی بازگشت به گفت و گو، بحث و بازنگری است حتی اگر اختلاف نظر وجود داشته باشد. و همچنین سامانبخشی اختلافات بر اساس اولویتهایی که بر سر آنها اتفاق نظر وجود دارد و حوزههای اختلاف. پس نرویم سراغ دشمنی مطلق، کینه و دوری. امکان وقوع همهی اینها هست.
بنده معتقدم در این تنش، 1، 2، 3 یا 4 سال مسائل به همین صورت باقی میماند و چنان که سنتهای تاریخ و تجربهی جوامع بشری اقتضا میکند -شاعرانه صحبت نمیکنم.- در درون این دردها بصیرتی شکل میگیرد، تراکمی رخ میدهد و اعتقاداتی متولد میشوند. اعتقاداتی متفاوت با اعتقادات سه سال پیش. ولی این مسئله وقت میبرد تا بتوانیم از شرایط امروز خارج شویم.
زیاد نمیتوانم آینده را پیشبینی کنم چون تحولات بین المللی نیز بسیار عظیم هستند.
شاید بپرسید در سالهای آینده چه اتفاقاتی ممکن است در جهان عرب رخ دهد و ما چه میتوانیم بکنم؟ ولی سؤال این است که جهان دارد به کدام سمت میرود؟ پس از این ماجراها چه رخ خواهد داد؟ اروپا به کجا خواهد رفت؟ آمریکا به کجا خواهد رفت؟ این وضعیت هر احتمالی را در خود دارد و تأثیرات بسیار بزرگی بر منطقهی ما خواهد داشت.
اگر همهی افراد با اخلاص این امت در جایگاههای رسمی، فکری، سیاسی، حزبی، مقاوم یا… هر کار از دستشان بر میآید بکنند میتوانیم جلوی خسارتها را بگیریم و دشمنیها را کاهش دهیم. بنده خیالات نمیبافم. وظیفهی هر کدام از این افراد این است که با چشمپوشی از این که آیا موفق خواهد شد یا نه، آنچه را بر عهده دارد به انجام برساند.
جستجو
دغدغههای امت
-...
-
لبیک یا حسینگفتارهای عاشورایی سالهای ۱۴۳۲ تا ۱۴۳۵ قمریانتشارات خیمه
-
چرا سوریه؟سخنرانیها و مصاحبهها دربارهی سوریه از سال 2008 تا 2016 میلادیانتشارات جمکران
-
امام مهدی(عج) و اخبار غیبسخنرانی شبهای پنجم و هفتم و نهم محرم 2014 میلادیانتشارات جمکران