بیانات
سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در افتتاحیهی کنفرانس نوآوری و اجتهاد از دیدگاه حضرت آیت الله امام خامنهای (مد ظله)
| فارسی | عربی | فیلم | صوت |اینجاست که انسان متوجّه جنبهی روشن و پراهمیّت رهبری این امام میشود، جنبهای که بسیاری آن را نمیشناسند. میتوانم بگویم در دههی گذشته، امّت و منطقهی ما شاید خطرناکترین جنگ تاریخش را به خود دید. ایالات متّحدهی آمریکا و همپیمانان غربیاش، سروران جهان، با تمام نیروی نظامی، امنیّتی، اطّلاعاتی، امکانات رسانهای، فنّی، مالی و اقتصادیشان و جنگهای روانیشان، با هر چه داشتند آمدند تا بر این منطقه سیطره پیدا کنند، کشورهایمان را اشغال و باقیماندهی حکومتهای بازدارنده و حرکات مقاومت را سرنگون کنند. و این پروژهی آشکار جورج بوش بود. و تا خاورمیانهای جدید بنا کنند. امام خامنهای رهبر این خطرناکترین، سنگینترین و سختترین جنگ بود. جنگی که به عقل، حکمت، درایت و شجاعت مضاعفی نیاز داشت. ولی حتّی امروز نیز نمیشود بر ابعاد مختلف نقشی که این رهبر عظیم بازی کرد، احاطه پیدا کرد.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، السادة النواب أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يشرّفني أن أفتتح مؤتمركم هذا والذي أعتبره خطوةً نوعيةً وتأسيسية في مجاله، إذ لعلها المرة الأولى التي ينعقد فيها مؤتمرٌُ فكريٌ وعلميٌ خارج إيران يتناول فكر وشخصية سماحة الإمام السيد الخامنئي (دام ظله) من عدة أبعاد، كما أنني في البداية أتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع القائمين والمقيمين لهذا المؤتمر والمؤسسين له والمنظمين وإلى جميع الحاضرين والمشاركين في جلستنا هذه أي جلسة الافتتاح وفي جلسات المناقشة وأخص بالشكر منهم السادة والسيدات الذين شرفونا من خارج لبنان وتحملوا عناء السفر.
إن معرفتي الشخصية والمباشرة وعن قرب بسماحة الإمام الخامنئي تعود إلى العام 1986، حيث أتاحت لي اللقاءات الكثيرة والمتقاربة أن أتعرف على الكثير من أفكاره وآرائه ومبانيه وطريقة تفكيره وطريقة تحليله للأحداث وعلى منهجه في القيادة والإدارة واتخاذ القرار، فضلاً عن المواصفات الأخلاقية الرائعة التي يتحلى بها من تواضع ولين جانب ورحمةٍ وحلمٍ وسعة صدرٍ وزهدٍ وبساطة عيشٍ إلى غيرها من فضائل الأخلاق.
لقد قرأت الكثير من كتبه وأستطيع الإدعاء بأنني تابعت الأغلبية الساحقة من كتبه وحواراته وبياناته منذ توليه القيادة بعد رحيل الإمام الخميني قدس سره الشريف إلى اليوم، وأقول ذلك لكي أعطي شهادة، كما استمعت إلى كمٍ كبيرٍ من دروسه الفقهية المسجلة في عددٍ من أبواب الفقه، وبعد الإطلاع على شهادات كثيرين ممن يعرفه عن قرب سواء كانوا فقهاء أو مفكرين أو قادة أو نخباً سياسية وثقافية، وبعد متابعةٍ لسيرته الشخصية والعلمية والفكرية والجهادية والسياسية نستطيع القول وبكل صدقٍ وأمانة أننا بين يدي إمامٍ عظيمٍ في القيادة وحسن الولاية، وإمامٍ عظيمٍ في التقوى والزهادة، وإمامٍ عظيمٍ في الفقه والإجتهاد، وإمام عظيم في الفكر والتفصيل والتجديد. إننا بين يدي إمامٍ يملك رؤيةً شاملةً وعميقةً ومتينةً قائمةً على الأسس التالية:
أولاً: المباني الفكرية والعلمية الأصيلة.
ثانياً: معرفة الحاجات المعاصرة والمشاكل القائمة.
ثالثاً: معرفة الإمكانات البشرية والمادية المتاحة لأمتنا.
رابعاً: معرفة الحلول المناسبة والمنسجمة مع الأصول والأسس الإسلامية.
ولذلك نجده يقارب كل الأحداث والتطورات والموضوعات بوضوحٍ وعمق انطلاقاً من هذه الرؤية الشاملة، ومع كل الشرائح التي يلتقيها وعلى اختلاف تخصصاتها واهتماماتها، ستجد أنك أمام قائدٍ يحيط بالموضوع إحاطة عارفٍ حتى بالتفاصيل، ويتحدث فيه كصاحب اختصاص، ويقدّم فيه كل جديد وبشكلٍ مستدام.
سأذكر بعض الشرائح على سبيل المثال مما تابعته من خلال المتابعة الإعلامية في لقاءات سماحة السيد القائد:
- العلماء وأساتذة الحوزات العلمية: عندما يلتقي بالعلماء وأساتذة وطلاب الحوزات العلمية يتحدث عن الحوزة كخبير عن مناهج الدراسة وعن طرق الدراسة وعن أساليب التطوير، وعن الحفاظ على الأصالة وإيجابيات المناهج التقليدية والكلاسيكية والأخذ بما هو معاصر...
- المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات وطلابها: يتحدث عن مناهج الدراسة في الجامعات ومشاكل الجامعات وآفاق الجامعات كأي أستاذ جامعي خبير ومطلع وضليع.
- الفعاليات النسائية المختلفة: حيث يقدم في هذه اللقاءات رؤيته حول المرأة ومكانتها ودورها ومسؤولياتها في التحديات المعاصرة.
- مع رجال الاقتصاد والمؤسسات الاقتصادية: يتحدث في المجال الاقتصادي حيث يقدم رؤية وسياسات عامة يدعو النظام الإسلامي للالتزام بها.
- مدراء ومعلمي المدارس، الأطباء والمهندسين والمزارعين والفلاحين: قبل مدة كان له لقاء مع الصناعيين، حيث تحدث مطولاً عن الصناعة.
- مع السينمائيين: يتحدث عن الأفلام وإنتاج الأفلام والأهداف والتطوّر والتطوير.
- مع الفنانين: في مجال الشعر والموسيقى والرسم والنشر.
- مع حفاظ وقرّاء القرآن المجيد، ومع المداحين للنبي ولأهل بيته.
- في مجال البيئة، فضلاً عن القادة السياسيين وحتى في المجال العسكري:أنا كنت حاضراً في جلسة كان يتحدث فيها ـ بالصدفة ـ فاكتشفت أنه يعرف أنواع الأسلحة المختلفة والإستراتيجيات العسكرية حتى تكتيكات القتال واستخدام السلاح.
في الحقيقة نحن نجد أنفسنا أمام شخصيةٍ عظيمةٍ واستثنائيةٍ من هذا النوع، ونرى أن الكثيرين في هذه الأمة لا يعرفون عنها إلا القليل. ندركٌ كم هو مظلومٌ وغريبٌ هذا الإمام وهذا القائد في أمته، وحتى في إيران بالإذن من الإخوة الإيرانيين، وحتى في البعد الأبرز والأوضح في شخصيته وهو البعد القيادي والسياسي من خلال تصديه لمسؤولية قيادة الأمة منذ اثنين وعشرين عاماً، ولأنك أمام شخصيةٍ في الحقيقة يحاصرها الأعداء ولا يؤدي حقها الأصدقاء، بكل ما للكلمة من معنى. يحاصرها الأعداء، يحجبون حقيقتها ونورها عن العالم وعن الأمة، ولا يؤدي حقها الأصدقاء.
مسؤوليتنا أن نعرّف الأمة على هذا الإمام العظيم لتستفيد من بركات وجود هكذا قائد وفقيه ومفكر لخير حاضرها ومستقبلها ودنياها وآخرتها، وهي التي تواجه من التحديات على كل صعيد ما لم تواجهه أمتنا خلال كل العقود والقرون السابقة، وهذه هي مهمة هذا المؤتمر البالغة الأهمية والحساسية.
أود في الوقت المتاح أن أقدّم شهادة سريعة حول البعد القيادي والسياسي في شخصية الإمام من خلال مواقف وتجارب مباشرة لي مع سماحته تبين مدى إحاطته ودقته وعمقه وصحة تحليلاته وتوقعاته حول بعض أحداث الشرق الأوسط ومنطقتنا بالخصوص، وبالتالي صوابية المواقف الحكيمة والشجاعة التي اتخذها وما زال يتخذها.
وأنا سأتحدث عن بعض الشواهد ولدي منها الكثير، ولكن أكتفي بقليل منها نظراً لضيق الوقت، وآخذاً بعين الاعتبار المحاذير والظروف السياسية، يعني حتى ما سأقوله لن أقوله كاملاً وإنما أكتفي بالمقدار الذي لا أتجاوز فيه المحاذير وأراعي فيه الظروف السياسية اللبنانية والإقليمية.
في الحقيقة أنا أعددت شواهد من منطقتنا، عندما يكون فقيه في إيران، مفكر إسلامي في إيران أو قائد في إيران يتعاطى مع أحداث منطقتنا هنا بهذه الدقة، بهذا الوضوح، فهذه علامة فارقة وأساسية. نحن لا نتحدث عن رجل يعيش في لبنان أو في سوريا أو في فلسطين أوفي مصر أو في الأردن، يعني في ساحة الصراع المباشرة... واخترت وقائع إشارتي فيها كافية لأنها وقائع عايشناها جميعاً خلال العقدين الماضين.
أبدأ من مؤتمر مدريد 1991. كلنا يذكر عندما جاء الأميركيون بعد عاصفة الصحراء وتغيّرت معادلات في المنطقة وفي العالم وأصبحت أميركا هي القوى العظمى الوحيدة ودعت الجميع.
ولأول مرة تجلس وفود عربية على طاولة واحدة، من كل الدول العربية بما فيها لبنان وسوريا على الطاولة في تلك المرحلة نتيجة أن هناك معادلات دولية تبدلت، هناك متغيرات كبرى حصلت في العالم وفي المنطقة، ومن جهة أخرى أن الإدارة الأميركية أعلنت تصميمها على إنجاز ما يسمّونه سلاماً عادلاً وشاملاً ونسمّيه تسوية مفروضة. اعتقد الكثيرون، بل سادت حالة من الإجماع أو شبه الإجماع في منطقتنا تقول إننا أصبحنا على مشارف التسوية وأن لا مفر من التسوية لأن الأميركيين سيفرضون شروط الحل على جميع الدول المعنية بهذه التسوية.
في ذلك اليوم أنا أذكر أن الإمام الخامنئي كان له رأي خارج هذا الإجماع أو شبه الإجماع.
وهكذا ستلاحظون في بقية الشواهد التي أستحدث عنها، قال إن هذا المؤتمر لن يصل إلى نتيجة وإن هذه التسوية لن تنجز، وإن أمريكا لن تستطيع أن تفرض تسوية على حكومات وشعوب هذه المنطقة.
والآن وبعد مضي ما يقارب العشرين سنة نستمع إلى أطراف مشاركة في المفاوضات وبعض الشخصيات التي كانت في مؤتمر مدريد واستمرت في التفاوض عندما تتحدث عن عقدين من الخيبة والإحباط والتيه والضياع الذي أدى إليه ما يسمى بالمفاوضات.
في عام 1996، الكل يذكر أيضاً التطور أو الاختراق الكبير الذي حصل في المفاوضات الإسرائيلية – السورية وما قيل عن وديعة رابين واستعداد اسحاق رابين للإنسحاب كما قيل في ذلك الحين إلى خط الرابع من حزيران 1967، يعني من الجولان السوري المحتل وصولاً إلى خط الرابع من حزيران 1967، وسادت حالة في منطقتنا في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن ومصر وكل المنطقة هنا. الكل بدأ يقول: هناك تسوية ستنجز وخصوصاً أنه في 93 كان قد تم توقيع اتفاقيات أوسلو والسلطة الفلسطينية مستمرة في التفاوض.
إذن، مصر انتهت، الأردن وقع اتفاق وادي عربة، السلطة الفلسطينية وقعت اتفاقية أوسلو وبقي لبنان وسوريا، الشرط الأساسي لإنجاز تسوية بين إسرائيل وسوريا هو إقرار إسرائيلي بالانسحاب إلى خط الرابع من حزيران، هذا إسحاق رابين قد أقر، إذاً الأمور أصبحت في نهاياتها وما تبقى هو مجرد مجموعة من التفاصيل التي يمكن خلال بعض جولات من التفاوض أن يتم إنجازها.
وأنا أذكر في تلك المرحلة هذا الجو السائد، جاء من يقول لنا في أكثر من مكان ومن أكثر من مكان إنّه لا تتعبوا أنفسكم ـ وتعرفون أنّه عام 1996 كانت المقاومة في خط بياني تصاعدي ـ والأمور انتهت ولا داعي لتقدموا دماء وشهداء وقتالاً وتضحيات ومواجهات، بل هناك من دعانا لأن نبدأ بترتيب أمورنا على قاعدة أنّ التسوية قد أنجزت ودعانا إلى أن نعيد النظر ليس فقط بماهيتنا كحركة مقاومة بل حتى باسمنا وبهيكلياتنا وبخطابنا السياسي وبرنامجنا السياسي، والتفكير ماذا نفعل بسلاحنا وإمكانياتنا العسكرية التي كانت متوفرة في ذلك الحين على قاعدة أنّ الأمور قد انتهت.
طبعا إنّ أي خطأ في التقدير في ذلك الحين قد تكون له آثار خطيرة، لأنّ المقاومة عندما تصاب بالشلل أو بضياع الرؤية أو عندما تتوقف، فما أنجز بعد 1996 ما كان لينجز، وأعني الإنتصار عام 2000.
خارج هذا الإجماع الذي كان مسيطراً في لبنان ـ وأقول لكم هذا التحليل كان موجوداً في إيران بدرجة كبيرة جداً عند عدد كبير من المسؤولين ـ ولكن عندما ذهبنا إلى سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) وكنت أنا وعدد من الإخوة وقُدِّمت هذه الرؤية، وأن هذا هو الموجود والمطروح في المنطقة، سماحة الإمام الخامنئي قال بوضوح : أنا لا أعتقد أنّ هذا الأمر سيتم ولا أعتقد أنّ هذه التسوية بين إسرائيل وسوريا وبالتالي مع لبنان ستنجز. أنا أقترح عليكم ـ وهذا من أدب سماحة السيد القائد وهو دائما يتحدث بهذه اللغة ـ أنا أقترح عليكم أن تواصل المقاومة عملها وجهادها بل أنّ تصعد في عملها وجهادها لكي تحقق إنجاز الانتصار، ولا تعيروا آذانكم وعقولكم لكل هذه الفرضيات ولكل هذه الاحتمالات ولكل هذه الدعوات. طبعاً هذا كلام كنّا ننظر إليه في تلك الساعة على أنّه خارج كل التحليل، كل المعطيات، وكل السياق الذي نراه نحن في لبنان ويراه كثيرون في المنطقة.
بعد عودتنا من ذلك اللقاء، أنا أذكر أنّه فقط بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ليس أكثر، كان إسحاق رابين يخطب في تل أبيب، وتقدم متطرف صهيوني ـ وكلهم متطرفون ـ وأطلق النار على إسحاق رابين فقتل، وقام مقامه شيمون بيريز.
وفي ظرف كانت فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي بشكل خاص قد تعرضتا لضربات قاسية جداً حتى ظنّ البعض أن لا حول ولا طول ولا قوة ولا قدرة للمقاومة الفلسطينية على تنفيذ عمليات، فكانت العمليات الاستشهادية في القدس وفي تل أبيب التي هزّت الكيان الإسرائيلي في تلك المرحلة كما تذكرون، ثمّ جاء التوتر مع الجنوب اللبناني وانعقدت قمّة في شرم الشيخ جمعت قادة العالم عام 1996 للدفاع عن "إسرائيل" ولإدانة ما سُمِّيَ بـ "الإرهاب" وحُدّد بالإسم حماس وحركة الجهاد الإسلامي وحزب الله، ووجّهت تهديدات وصدرت قرارات لمحاصرة هذه الحركات "الإرهابية" باعتبارهم، ولتجفيف مصادر تمويلها والضغط عليها، ثمّ كانت معركة عناقيد الغضب في نيسان عام 1996 وسقط بعدها في الإنتخابات شيمون بيريز وجاء نتنياهو وعادوا إلى الصفر، إلى المربع الأول. من أين للإمام الخامنئي أن يصل إلى نتيجة وإلى اعتقاد واضح وجازم من هذا النوع في الوقت الذي كانت فيه كل النخب السياسية والمحللين السياسيين والقادة السياسيين في المنطقة يرون الأمور تسير باتجاه مختلف. هذا الشاهد الثاني .
الشاهد الثالث، في مسألة المقاومة في لبنان كان دائماً يتحدث عن انتصار المقاومة، لكنّه إلى ما قبل العام 2000 لم يتحدث عن زمن، كان يتحدث عن مبدأ الانتصار، وكان يقول لنا إنّه مؤمن بانتصار المقاومة بناءً على فهمه العقائدي لقوله تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم"، ولأول مرة أنا أسمع من يقول لنا "ليش الله بيمزح، الله لا يمزح" بهذا التبسيط، الله يتكلم معنا بجدية ويقول:"إنّ تنصروا الله ينصركم"، هذه المقاومة تنصر الله والله ناصرها حتماً. بعد عام 1996 كان يقول إنّ الإسرائيلي في وضع كالعالق في الوحل، فلا هو قادر على التقدم واجتياح لبنان من جديد ولا هو قادر على الانسحاب إلى فلسطين المحتلة لمخاطر هذا الانسحاب بلا قيد أو شرط، ولا هو قادر على البقاء في مكانه، فهو عالق في الوحل وفي مأزق شديد وعلينا أن ننتظر لنرى ماذا سيفعل هذا الإسرائيلي. لكن بطبيعة الحال، الأمر مرهون باستمرار المقاومة.
أواخر عام 1999 حصلت انتخابات رئاسة حكومة في الكيان الإسرائيلي، وتنافس كلٌّ من إيهود باراك و (بنيامين) نتنياهو، وكلاهما وعد بأنّه إن فاز سينسحب من لبنان، إيهود باراك حدد موعداً زمنياً للانسحاب وأذكر أنّه 7 تموز عام 2000، وكانت الأسابيع والشهور تتقدم. الجو الحاكم في لبنان وسوريا والمنطقة كان أنّه سوف نصل إلى الموعد ولن ينسحب الإسرائيليون من الشريط الحدودي المحتل. باراك سعى من خلال الأمريكيين والأوروبيين ودول أخرى في العالم للحصول على ضمانات أو ترتيبات أمنية أو اتفاقات أمنية مع الحكومة اللبنانية أو مع الرئيس الراحل حافظ الأسد وفشل، المناخ الحاكم عند الجميع أنّ جيش الإحتلال لن ينسحب وعندما يأتي الوعد من السهل على ايهود باراك أن يتخلف عن الموعد ويقول لشعبه: لقد وعدتكم بالانسحاب في السابع من تموز ولكن حيث أنني لم أحصل لا على ضمانات ولا على ترتيبات ولا على شروط أمنية فالانسحاب هو خطر وخطأ استراتيجي كبير لن أقدم عليه. وأنا لا أخفيكم، حتى نحن في حزب الله على المستوى السياسي وعلى المستوى الجهادي، حالنا كبقية القوى السياسية الأخرى الموجودة في البلد وفي المنطقة، كنّا نتبنّى وجهة النظر هذه.
أيضا كان لنا زيارة للجمهورية الإسلامية ولقاء مع سماحة الإمام الخامنئي، ونحن شرحنا وجهة نظرنا حول الأحداث وحول التوقعات. إلاّ أنّ سماحة الإمام الخامنئي كان له رأيٌ مختلفٌ تماماً ومفاجئ. هو قال وفي محضر جمع من الإخوة: "إنّ انتصاركم في لبنان قريب جداً جداً، وهو أقرب مما تتوقعون، وسوف ترونه بأمّ أعينكم"، وهذا كان خلاف كل التحليل والمعطيات والقراءات والمعلومات، بل حتى في المعلومات لم يكن هناك أي مؤشر في ذلك الحين على تحضيرات إسرائيلية للانسحاب من جنوب لبنان. وقال للإخوة:"عندما ترجعون إلى لبنان حضروا أنفسكم لهذا الإنجاز، ما هو خطابكم السياسي، كيف ستتصرفون إذا انسحاب العدو الإسرائيلي إلى الحدود".
نحن ذهبنا برؤية ورجعنا برؤية مختلفة ولذلك لم يفاجئنا الانسحاب المفاجئ في 25 أيار وكنّا قد حضّرنا أنفسنا جيداً للتصرف مع منطقة الشريط الحدودي والعملاء وسكان المنطقة والتعاطي مع الحدود، عندما نصل إلى الحدود.
في حرب تموز، في الأيام الأولى، والتي كانت حرباً عالمية على مستوى القرار وعربية على مستوى الدعم وإسرائيلية على مستوى التنفيذ ـ عربية فيما يعني بعض الدول العربية التي تبنت قرار الحرب ـ وكان العنوان سحق المقاومة في لبنان، وقد شهدتم جميعاً قساوة وعنف الهجمة الإسرائيلية، خصوصاً في الأيام الأولى، حيث كان الحديث عن أي انتصار، بل الحديث عن النجاة والخروج من هذه الحرب بستر وعافية هو أقرب إلى الجنون، لأنك في حركة مقاومة معروفة الإمكانيات، وفي بلد صغير، ويتآمر عليها العالم كله وتشن عليها حرب بهذه الضراوة والقسوة.
وصلتني رسالة شفهية حملها أحد الأصدقاء إلي إلى الضاحية الجنوبية، وكانت الأبنية تتهاوى في القصف الإسرائيلي، رسالة شفهية من عدة صفحات، لكن سأقتصر على بعض الجمل التي تنسجم مع سردنا. قال الإمام الخامنئي في تلك الرسالة الشفهية: يا إخواني، هذه الحرب هي أشبه بحرب الخندق، حرب الأحزاب، عندما جمعت قريش ويهود المدينة والعشائر والقبائل كل قواها وحاصرت رسول الله (ص) وأصحابه في المدينة وأخذت القرار باستئصال وجود هذه الجماعة المؤمنة، هذه حرب مشابهة لتلك، وستبلغ القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون، ولكن توكلوا على الله، أنا أقول لكم أنتم منتصرون حتماً، هذه في الأيام الأولى، أنتم منتصرون حتماً، بل أكثر من ذلك أقول لكم: عندما تنتهي هذه الحرب بانتصاركم ستصبحون قوة لا تقف في وجهها قوة. من كان يمكن أن يتوقع أو يصل إلى استنتاج من هذا النوع وخصوصاً في الأيام الأولى للحرب؟
بعد أحداث 11 أيلول، الشاهد ما قبل الأخير، وقرار الإدارة الأميركية بشن الحرب على أفغانستان. وكانت بدايات، يعني إرهاصات، بدء الحرب على أفغانستان ووصول الأساطيل والقوات الأميركية والتهديد أيضاً باحتلال العراق، بعد الانتهاء من أفغانستان.
تذكرون في تلك المرحلة كيف اهتزت العقول والقلوب والأنفس، واعتقد كثيرون أن منطقتنا قد دخلت في العصر الأميركي وفي ظل هيمنة وسيطرة أميركية مباشرة وأن هذه السيطرة الأميركية سوف تبقى في منطقتنا لمائة عام ومائتي عام، والبعض خرج ليشبّه الغزوة أو الحرب الأميركية الجديدة بالحروب الصليبية ويقيس احتلالها بتلك المرحلة ويتحدث عن مئة عام ومئتي عام.
أنا كنت في زيارة للجمهورية الإسلامية، تشرفت بلقاء الأمام الخامنئي وسألته عن رأيه.
هنا نتحدث عن إيران، عن إنسان يسكن في إيران وهو قائد إيراني ومسؤول عن إيران والأميركيون قادمون لمهاجمة أفغانستان في جواره، على العراق في جواره، والأساطيل والقواعد العسكرية تحيط به من كل جانب، أي لا نقوم بسؤال محلل سياسي أو مفكر سياسي أو باحث سياسي أو مركز دراسات، نتحدث مع قائد على ضوء رؤيته سوف يتخذ قراراً ويرسم سياسة، قال لي خلاف كل ما كان شائعاً في المنطقة.
يومها كثير من الحكومات والقوى السياسية بدأت تتدارس كيف سترتب أمورها مع الأميركيين وكيف ستتحدث معهم وتجد حلولاً معهم، حتى بعض المسؤولين في الجمهورية الإسلامية ـ وهذا كلام السيد القائد في شهر رمضان، ولو لم يقل سماحته هذا الكلام قد لا يكون لائقاً أن أقوله ـ حتى بعض المسؤولين في الجمهورية الإسلامية كانوا يأتون إلى سماحة السيد القائد ويقولون له : هذه هي الوقائع الجديدة وعلينا أن نفتش عن مخارج أو طريقة للحوار أو تسويات ما مع الإدارة الأميركية، لكنه كان يرفض انطلاقاً من رؤية استراتيجية للواقع والحاضر والمستقبل. قال لي في ذلك اليوم بعد أن سألته وقلت: هناك جو قلق في المنطقة، طبيعي، حتى نحن كنا قلقين، قال لي: قل للأخوة لا تقلقوا، الولايات المتحدة الأميركية وصلت إلى الذروة ، إلى القمة، هذه بداية الانحدار، عندما يأتون إلى أفغانستان وإلى العراق إنهم ينحدرون إلى الهاوية، هذه بداية نهاية الولايات المتحدة والمشروع الأميركي في منطقتنا ويجب أن تتصرفوا على هذا الأساس. هذا الكلام مبني على قراءة، على معطيات.
مع ذلك، أنا سألت: كيف ذلك؟ ما هو ظاهر شيء آخر.
قال: عندما يعجز المشروع الأميركي أو عندما تعجز الولايات المتحدة الأميركية ولا تستطيع أن تحفظ مصالحها من خلال الأنظمة التابعة لها في المنطقة ولا تكفيها الجيوش والقواعد والأساطيل الموجودة في المنطقة وتضطر أن تأتي بقواعدها وأساطيلها من كل أنحاء العالم إلى هذه المنطقة، هذا دليل عجز وليس دليل قوة، وثانياً هذا يؤكد جهل الحكام وأصحاب القرار في أميركا بشعوب هذه المنطقة الذين يرفضون الاحتلالات والهيمنة والسيطرة وينتمون إلى ثقافة وتاريخ الجهاد والمقاومة، ولذلك عندما يأتي الأميركيون إلى هنا سوف يغرقون في الوحول ويبحثون عن سبيل للهروب، ولذلك ما يحصل ليس مدعاة للخوف بل مدعاة للأمل الكبير بمرحلة تتحرر فيها الأمة من هيمنة المستكبرين.
هنا، الإنسان حقيقة يتوقف أمام جانب مضيء ومهم في قيادة هذا الإمام لا يعرفها الكثيرون. أستطيع أن أقول لكم إنه خلال العقد الماضي، أمتنا ومنطقتنا واجهت أخطر حرب ـ لعلّه ـ في تاريخها، الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيون سادة العالم بكل قواهم العسكرية والأمنية والاستخبارية بكل إمكانياتهم الإعلامية والتقنية والمالية والاقتصادية، بكل حروبهم النفسية، بكل ما أوتوا من قوة، جاؤوا ليسيطروا على هذه المنطقة، ليحتلوا بلادنا، ليسقطوا بقية أنظمة الممانعة وحركات المقاومة، وهذا كان مشروع جورج بوش الواضح، وليقيموا الشرق الأوسط الجديد. الإمام الخامنئي كان قائد المواجهة في أخطر وأقوى وأصعب حرب تحتاج إلى الكثير من العقل، إلى الكثير من الحكمة، إلى الكثير من الدراية، وإلى الكثير من الشجاعة، ولكن حتى الآن لا يمكن كشف عن جوانب عديدة من هذا الدور الذي لعبته هذه القيادة العظيمة.
أختم بالشاهد الأخير، موضوع "إسرائيل".
سماحة الإمام الخامنئي يعتقد ـ وأنا أتحدث عن جلسات داخلية غير الخطابات، وهذا يقوله في الخطابات ـ أنّ إسرائيل، هذا الكيان، هي إلى زوال، يعتقد جازما.
ويعتقد أنّ زوال إسرائيل ليس بعيداً أي ليس في زمن بعيد بل يراه قريباً، ويعتقد أنّ هذه التسوية لن تصل إلى مكان.
كل ما يجري الآن حولنا في فلسطين وفي منطقتنا، سواء ما حصل في مسارات التفاوض أو في إنجازات وانتصارات حركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين، أو على مستوى الهبّة الأخيرة للشعب الفلسطيني خارج الأراضي المحتلة يثبت أنّ (الشعب الفلسطيني) صاحب إرادة صلبة في المقاومة، أي بعد أكثر من 60 سنة، الألم والمصائب والعذابات التي لحقت بهذا الشعب لم تدفعه إلى اليأس ولا إلى الإحباط، هناك قادة سياسيون محبطون، ولكن هذا الجيل من الشباب الذي يسمع بالنكبة وبالنكسة ولكنه شهد زمن الانتصارات، هذا الجيل يؤكد أننا أمام أجيال من الشعب الفلسطيني تعيش أملاً قوياً واندفاعة عظيمة وهائلة للعودة إلى الأرض.
ما يقوله الإمام الخامنئي عن "إسرائيل" يمكن أن نفهمه ببساطة عندما نفترض تراجع القوى الأمريكية في المنطقة والزعامة الأمريكية في العالم، ونفترض حصول تطورات لمصلحة مشروع المقاومة والممانعة في المنطقة، ونفترض اليأس من مسار المفاوضات، ونرى هذا الإستعداد للتضحية في عيون الشباب الفلسطيني والشباب العربي والشباب المسلم عموما، ونرى أيضاً هذا الترهل والوهن وغياب الزعامات والقيادات التاريخية في "إسرائيل"، ونقيّم تجربة حرب تموز وحرب غزة، سوف نعتقد مع الإمام الخامنئي أيضا أنّ "إسرائيل" إلى زوال في وقت قريب جدا إنشاء الله.
هذه الصوابية مبنيّة ـ وأنا هنا لا أريد أن أتحدث عن بُعْد غير حسي في هذا الفهم وفي هذه التوقعات ـ هذه الصوابية مبنية على متانة وصحة القواعد والمنطلقات في فكر الإمام الخامنئي وفي فكره السياسي، وعلى قراءة صحيحة للوقائع، وأيضا على شجاعة الإمام القائد. أنظروا، حتى لو كان هناك قواعد فكرية صحيحة وقراءة صحيحة للوقائع، لكن هناك شخص جبان وخائف، سيغيّر القواعد الفكرية والوقائع لمصلحة موقف ضعيف واهن استسلامي. وشجاعة هذا القائد، بالتأكيد، مع التسديد الإلهي ـ وهذا وعد الله سبحانه وتعالى للمجاهدين: "والذين جاهدو فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين" ـ نشهد هذه الظاهرة القيادية الواعية العارفة التي تقرأ حتى خارج مع يسمّى بإجماع العقول السياسية والمحللين ومراكز الدراسات والتوقعات العادية.
اليوم، ونحن نفتتح هذا المؤتمر لا بد أن نقف مجدداً بإجلال واحترام وتقدير كبير أمام الفلسطينيين وخصوصا أؤلئك الشباب المجاهد والمقاوم والشجاع والباسل من الفلسطينيين والسوريين الذين احتشدوا عند حدود الجولان السوري المحتل، وإصرارهم على الحضور والمشاركة والتحدي والمواجهة والتصدي وسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى في رسالة واضحة للتصميم والعزم الموجود في هذه الأمّة، وفي كشف جديد أيضاً لحقيقة الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية وخصوصا الإدارة الأمريكية التي تطمح بمصادرة الثورات العربية وخداع عقول الشباب العربي. جاء هذا الدم الجديد ليفضح هذه الإدارة ومواقفها وخلفياتها ومنطلقاتها وليؤكد التزامها المطلق بـ "إسرائيل" كما قال أوباما وكما قال الكونغرس الأمريكي الذي كان يصفق لنتنياهو قبل أيام، بل بالعكس تقف الإدارة الأمريكية لتقول أنّ ما جرى بالامس عند الحدود هو دفاع مشروع عن النفس، أي ليس هناك إدانة ولا لوم وتقوا لـ "إسرائيل": " الله يعطيكي العافية".
هذه هي أمريكا التي تحدثنا عن حقوق الإنسان وعن الكرامة وعن الحرية، هذه الدماء الزكية بالأمس هي شاهد جديد لتكريس الوعي السياسي والتاريخي الذي أطلقه وكرّسه الإمام الخميني قدس سره الشريف ومن بعده سماحة الإمام الخامنئي.
هذه بعض الشواهد لأحد الأبعاد في شخصية هذا الإمام، عندما نتحدث عن قائد حكيم وشجاع ومدير ومدبر، ننطلق من هذه الوقائع التي هي قليل ممّا نعرف ومما لا يمكن أن نقول.
أرجو أو يوفق مؤتمركم للقيام ببعض الواجب الملقى على عاتق علماء هذه الأمّة ونخبها ومفكريها ومثقفيها في التعريف بأعلامها وقادتها وخصوصا في زمن الفتن الكبرى.
وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
دانشمندان، نمایندگان، برادران و خواهران، سلام بر همهی شما و رحمة الله و برکاته.
این افتخار را دارم که کنفرانس شما را افتتاح کنم. کنفرانسی که آن را گامی ویژه که در این زمینه اوّلبار است صورت میگیرد، میدانم. چرا که این اوّلین باری است که کنفرانسی فکری و علمی خارج از ایران از چند منظر به اندیشه و شخصیّت حضرت امام خامنهای دام ظلّه میپردازد. همچنین در ابتدا از تمام دستاندرکاران و حاضرین، مؤسّسان، سازماندهندگان، حضّار و شرکتکنندگان در این جلسه، جلسهی افتتاح، و کارگاهها بسیار تشکّر میکنم. و مخصوصا از برادران و خواهرانی که رنج سفر را پذیرفتند و از خارج لبنان به این جلسه تشریف آوردند.
شناخت شخصی و مستقیم و نزدیک بنده از امام خامنهای به سال ۱۹۸۶ باز میگردد، سالی که دیدارهای متعدّد و فشردهای برای بنده فراهم شد و باعث شد تا با افکار، آرا، مبانی، طرز تفکّر و تحلیل وقایع، روش رهبری و حکومت و تصمیمگیری و شاخصههای اخلاقی دلپذیر ایشان که با تواضع، نرمخویی، مهربانی، صبر، سعهی صدر، زهد و سادهزیستی و… همراه بود، بیشتر آشنا شوم.
بنده اکثر کتابهای ایشان را خواندهام و میتوانم ادّعا کنم قریب به اتّفاق نگاشتهها، گفتگوها و بیانات ایشان را از هنگام رحلت امام خمینی قدّس سرّه الشّریف تا کنون دنبال کردهام. اینها را میگویم تا شهادتی بدهم. همچنین حجم وسیعی از دروس فقهی ضبط شدهی ایشان، در چند باب از فقه، را گوش کردهام. و پس از اطّلاع از شهادت تعداد پر شماری از کسانی که ایشان را از نزدیک میشناسند، حال یا فقها، متفکّران، سران یا نخبگان سیاسی و فرهنگی و پس از کنکاش در سیرهی شخصی، علمی، فکری، جهادی و سیاسی ایشان، میتوانم با اطمینان کامل بگویم: ما در برابر امامی هستیم در رهبری و حسن حکومت، در تقوا و زهد، در فقه و اجتهاد، در تفکّر و تفکیک ساحات و نوآوری، عظیم الشان. ما در برابر امامی هستیم که نگاهی همهجانبه، عمیق، مستحکم و استوار دارد. نگاهی که بر مبانی زیر بنا نهاده شده:
اوّل: مبانی اصیل فکری و علمی.
دوّم: شناخت نیازهای معاصر و مشکلات موجود.
سوّم: شناخت ظرفیّتهای انسانی و مادّی موجود در امّت.
چهار: شناخت راه حلهای مناسب و تنیده در اصول و مبانی اسلام.
به واسطهی این نگاه همهجانبه است که میبینیم ایشان در تمام رخدادها، تحوّلات و موضوعات، روشن و عمیق وارد میشود. از هر زاویهای و با هر تخصّص و رویکردی که با ایشان برخورد داشته باشید، خود را در برابر رهبری خواهید یافت که موضوع را حتّی با جزئیّات میشناسد و مانند یک متخصّص در این باره صحبت میکند، و مدام مسائلی جدید و در عین حال کاملا مرتبط با آن زمینه طرح مینماید.
برای مثال برخی از این زمینهها را که از طریق پیگیری رسانهای دیدارهای سید القائد دستگیرم شده نام میبرم:
- علما و اساتید حوزههای عملیّه: وقتی با علما و اساتید و طّلاب حوزههای علمیّه دیدار میکند، همچون یک فرد آگاه حوزوی از راه و روش تدریس، الگوهای تحوّل، حفظ اصالت و نقاط مثبت تقلید و روش تحصیل سنّتی و [در عین حال] تطبیق با شرایط روز سخن میگوید.
- متفکّران، فرهنگیان و اساتید دانشگاه و دانشجویان آن: مانند یک استاد آگاه، مطّلع و چندبعدی دانشگاه از روش تدریس در دانشگاهها و مشکلات و افقهای پیش روی آن سخن میگوید.
- فعّالیّتهای زنان: در این دیدارها نگاه خود را پیرامون زن و منزلت، نقش و مسئولیّتش در چالشهای معاصر ارائه میکند.
- اهالی اقتصاد و بنگاههای اقتصادی: در زمینهی اقتصاد نگاه خود را در بیان میکند و همچنین سیاستهایی اقتصادی را که نظام اسلامی را به التزام به آنها فرا میخواند.
- مدیران و معلّمان مدارس، پزشکان، مهندسان و کشاورزان: چندی پیش ایشان دیداری با صنعتگران داشت و سخنانی طولانی در این باره ایراد کرد.
- با اهالی سینما: از فیلم، فیلمسازی، اهداف، تحوّل و پیشرفت آن سخن میگوید.
- با هنرمندان: سخنانی در زمینهی شعر، موسیقی، نقاشی و چاپ.
- با حافظان و قاریان قرآن، مدّاحان پیامبر و اهل بیت ایشان.
- در مسائل روز.
- و همچنین سران سیاسی و حتّی در زمینهی نظامی.
بنده به صورت اتّفاقی در یکی از جلساتی که ایشان در زمینهی نظامی صحبت میکرد حاضر بودم و دریافتم ایشان انواع سلاح، استراتژیهای نظامی و حتّی روشهای جنگ و کاربرد اسلحه را نیز میداند.
حقیقت آن است که ما در برابر شخصیّتی عظیم و استثنائی هستیم. ولی میبینیم بسیاری در این امّت از ایشان چیز زیادی نمیدانند. و احساس میکنیم که این امام و این رهبر چه قدر در امّت خویش و حتّی، با پوزش از برادران ایرانی، در ایران مظلوم و تنها است؛ حتّی در جنبهی آشکار و روشن شخصیّتش یعنی جنبهی رهبری و سیاسی که در قالب رهبری بیست و دو سالهی امّت تجلّی یافته. شما در حقیقت در برابر شخصیّتی قرار دارید که، به معنای واقعی کلمه، دشمنان وی را محاصره کردهاند و دوستان حقّش را ادا نمیکنند. دشمنان محاصرهاش کردهاند و مانع رسیدن حقیقت و نور وی به جهان و امّت میشوند، دوستان هم که حقّش را ادا نمیکنند.
مسئولیّت ماست که این امام عظیم را به امّت بشناسانیم تا از برکات وجود اینچنین رهبر، فقیه و متفکّری بهرهمند شود. متفکّری که به خیر امروز و فردا و دنیا و آخرت امّت میاندیشد. کسی که در تمام سطوح با چالشهایی پنجه در پنجه میاندازد که در هیچ یک از دههها و قرون اخیر سابقه نداشته. این است هدف پر اهمّیّت و حسّاس این کنفرانس.
در زمان موجود دوست دارم سریعا شواهدی از جنبهی رهبری و سیاسی شخصیّت امام ارائه کنم. شواهدی برگرفته از برخوردهای مستقیم و تجربههای شخصی بنده از ایشان که دامنهی اشراف، دقّت، عمق، صحّت تحلیلها و انتظارات و در نتیجه صحّت مواضع حکیمانه و شجاعانهای که ایشان در مورد برخی اتّفاقات خاورمیانه و به خصوص منطقهمان اتّخاذ کردهاند و میکنند را نمایان میسازد.
بنده تنها بعضی از آنها را نام خواهم برد. در حالی که از این شواهد بسیار [در ذهن] دارم. ولی به واسطهی ضیق وقت و با در نظر داشتن ملاحظات و شرایط سیاسی، تعداد کمی از آنها را بیان خواهم کرد. و تا جایی پیش خواهم رفت که وارد محذوریّتها نشوم. همچنین شرایط سیاسی لبنان و منطقه را در نظر خواهم داشت.
در حقیقت بنده شواهدی از منطقه برگزیدهام که در آنها فقیهی، متفکّری اسلامی یا رهبری در ایران با دقّت و روشنی با اتّفاقات منطقهمان رو به رو میشود. که این بسیار مهم و نشانی از تفاوت است. ما از فردی که در لبنان، سوریه، فلسطین، مصر یا اردن، یعنی در میادین رویارویی مستقیم، زندگی میکند، حرف نمیزنیم. اتّفاقاتی را هم انتخاب کردهام که یک اشارهام به آنها [برای یادآوری شما] کافی است. و اتّفاقاتی است که همگی در دو دههی پیش در آنها زندگی کردهایم.
از کنفرانس مادرید ۱۹۹۱ آغاز میکنم. همگی به یاد داریم زمانی را که آمریکا پس از جنگ دوّم خلیج فارس آمد و معادلات منطقه و جهان را تغییر داد، بقیّه را کنار زد و شد تنها ابرقدرت.
اوّلین بار بود که گروههایی عربی از تمام حکومتهای عرب حتّی لبنان و سوریه پشت یک میز مینشستند. آن زمان نتیجه این شد که معادلات بینالمللی تغییر کرده و تغییرات بزرگی در جهان و منطقه روی داده. از سوی دیگر دولت آمریکا تصمیمش را برای اجرای آنچه خود صلح عادلانه و فراگیر مینامید و ما آن را سازشی تحمیلی میخواندیم، اعلام کرد. این اعتقاد در بسیاری پیدا شد و اجماع یا چیزی شبیه اجماع در منطقهمان صورت گرفت، که میگفت: سازش به یک قدمی ما رسیده و چارهای جز پذیرش آن نیست. چرا که آمریکاییها سازش را به تکتک دولتهای مرتبط با این مسئله [نهایتا به روش لازم] تحمیل خواهند کرد.
به یاد دارم آن روز امام خامنهای نظری متفاوت با این اجماع یا شبه اجماع داشت. در دیگر شواهدی که از آنها یادخواهم کرد نیز خواهید دید که چنین است.
ایشان گفت: این کنفرانس به نتیجه نخواهد رسید و سازشی رخ نخواهد داد. قطعا آمریکا نمیتواند سازشی به دولتها و ملّتهای منطقه تحمیل کند.
امروز و پس از نزدیک بیست سال، از طرفهای مذاکره و برخی شخصیّتهایی که در کنفرانس مادرید حضور داشتند و مذاکرات را ادامه دادند میشنویم که از دو دهه ناکامی، هدردادن وقت، سرگردانی و تباهی سخن میگویند که نتیجهی همآن چیزی است که آن را مذاکره مینامیدند.
همگی تحوّل و خلل بزرگی را که در مذاکرات اسرائیل-سوریه در سال ۱۹۹۶ رخ داد، به یاد میآورید و آنچه «ودیعهی رابین» نامیده میشد و آمادگی اسحاق رابین را، چنان که میگفت، برای عقب نشینی به مرزهای چهار ژوئن ۱۹۶۷ یعنی عقبنشینی از منطقهی اشغالشدهی جولان سوریه تا خطّ چهار ژوئن ۱۹۶۷. [آن زمان] حالتی در منطقهمان، در لبنان، سوریه، فلسطین، اردن، مصر و تمام این مناطق به وجود آمده بوده که همه میگفتند: سازش صورت خواهد پذیرفت چرا که در ۱۹۹۳ در پیمان اسلو [برای تشکیل دولتهای خودگران] زمانبندی تعیین شده بود و فلسطین همچنان در حال مذاکره بود.
کار مصر که تمام شده، اردن هم پیمان وادی عربه [=پیمان صلح اسرائیل با اردن] را امضا کرده، حکومتهای فلسطین هم که پیمان اسلو را بستند و میماند لبنان و سوریه. پذیرش بازگشت به خطوط چهار ژوئن توسّط اسرائیل شرط اساسی تحقّق سازش میان اسرائیل و سوریه بود. این را خود اسحاق رابین گفته بود. کارها تمام شدهبود و آنچه ماندهبود تنها مقداری جزئیات بود که میشد طی چند مذاکره حل شود.
بنده به یاد دارم آن زمان شرایط این بود. هر کس نزد ما میآمد -و میدانید که مقاومت در سال ۱۹۹۶ رو به رشد بود- میگفت خودتان را خسته نکنید، کار تمام شده و دیگر مجالی برای خوندادن و شهید دادن، جنگ، فداکاری و نبرد نیست. عدّهای از ما میخواستند کمکم کارها را طوری سامان دهیم که گویی سازش صورت پذیرفته است و طبیعتا میگفتند نه تنها در ماهیّتمان به عنوان حرکتی مقاومتی که حتّی در نام، وجهه و سخنرانیها و برنامههای سیاسیمان نیز تجدید نظر کنیم. و با فرض این که همه چیز تمام شده، برای سلاح و تجهیزات فراوان نظامیمان در آن دوره، فکری کنیم.
طبعا هر پیشبینی اشتباهی در آن دوره، آثار مخرّبی در پی داشت. چرا که اگر مقاومت به کار خود پایان میداد یا افقهایش دچار خلل میشد از ۱۹۹۶ به بعد دیگر پیروزی رخ نمیداد، چیزی نبود که پیروزی سال ۲۰۰۰ را بیافریند.
بیرون از این اجماع موجود در لبنان -و بنده به شما میگویم این تحلیل بسیاری از مسئولین در ایران در سطوح بالا هم بود- هنگامی که بنده و تعدادی از برادران رفتیم خدمت حضرت امام خامنهای دام ظلّه؛ و این نگاه را شرح دادیم و گفتیم این نگاه در منطقه موجود و مطرح است، حضرت امام خامنهای به وضوح گفتند:«بنده معتقدم این امر محقّق نخواهد شد و معتقدم سازشی میان اسرائیل و سوریه و پس از آن لبنان صورت نخواهد گرفت. بنده به شما پیشنهاد میدهم…» و این از ادب حضرت سید القائد است که همیشه این گونه سخن میگویند «…بنده به شما پیشنهاد میدهم کار و تلاش در راه مقاومت را پی بگیرید بلکه این کار و تلاش را گسترش دهید تا پیروزی صورت پذیرد. هوش و گوش خود را هم با هیچ یک از این فرضیّهها، احتمالات و پیشنهادات پر نکنید.» طبعا در آن زمان، این حرفی بود که ما آن را با هر تحلیل، اطّلاعات و روشهای مرسوم در لبنان و منطقه، بیگانه مییافتیم.
بنده به یاد دارم پس از دو یا سه هفته پس از آن دیدار، نه بیشتر، اسحاق رابین در تلآویو سخنرانی میکرد که یک صهیونیست افراطی، که البته همهی آنها افراطی هستند، جلو آمد و بر وی آتش گشود و وی کشته شد و شیمون پرز جایگزین او شد.
و در حالی که مشخّصا حماس و جهاد اسلامی ضربههای بسیار سختی خورده بودند، به گونهای که برخی فکر کردند دیگر مقاومت فلسطین هیچگونه توانی برای اجرای عملیّات ندارد، عملیّاتهای استشهادی در قدس و تلآویو صورت گرفت که، همآن طور که به یاد میآورید، در آن روزها دژ اسرائیل را لرزاند و پس از آن [نیز] ناآرامیهای جنوب لبنان پیش آمد. نشست شرم الشّیخ برگزار شد و سران جهان را در ۱۹۹۶ برای دفاع از اسرائیل و محکومساختن آنچه تروریسم نامیده میشد، جمعآورد. مشخهصا از حماس، حرکت جهاد اسلامی و حزب الله نام برده شد. تهدیدهایی صورت گرفت و تصمیمهایی برای تحریم، منع پشتیبانیهای مالی و فشار بر، به زعم آنها، گروههای تروریستی گرفته شد. پس از آن نبرد خوشههای خشم در آوریل ۱۹۹۶ صورت گرفت و بعد از ان شیمون پرز در انتخابات شکست خورد و نتنیاهو آمد. و برگشتند به نقطهی شروع، خانهی اوّل. امام خامنهای از کجا به چنین نتیجه و اعتقاد روشن و جازمی رسیده بود؟ آن هم در زمانی که تمام اهالی، تحلیلگران و سران سیاسی منطقه اوضاع را در حال حرکت در جهت مخالف میدیدند. این شاهد دوّم.
شاهد سوّم. [میدایند امروز] سخنان دربارهی مقاومت لبنان همیشه حول پیروزی میگردد. ولی ایشان پیش از سال ۲۰۰۰ بدون این که به زمان بندی بپردازد، از عامل پیروزی صحبت میکرد و به ما میگفت به واسطهی فهم عقیدتیاش از سخن خداوند متعال که «اِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ- اگر خداوند را یاری کنید، خداوند هم شما را یاری میکند- سورهی مبارکهی محمّد آیهی ۷» به پیروزی مقاومت ایمان دارد. و برای اوّلین بار بنده شنیدم که کسی به ما گفت:«خداوند چرا باید شوخی کند؟ خداوند شوخی نمیکند!» به همین سادگی. خداوند با ما جدّی صحبت میکند و میگوید:«اِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ» این مقاومت خدا را یاری میکند و خداوند نیز حتما آن را یاری خواهد کرد. پس از ۱۹۹۶ میگفت اسرائیل مانند کسی است که در باتلاق است. نه میتواند پیش بیاید و دوباره در لبنان جولان دهد و نه، به واسطهی خطرات این عقبنشینی بدون قید و شرط، میتواند به فلسطین عقبنشینی کند و نه میتواند در جای خود بماند! پس در باتلاق مانده و شدیدا در تنگناست. باید منتظر باشیم و ببینیم اسرائیل با این وضع چه خواهد کرد. ولی طبیعتا این مسئله نیاز دارد به ادامهی مقاومت.
در اواخر سال ۱۹۹۹ در دژ اسرائیل انتخابات نخستوزیری صورت گرفت. رقابت میان ایهود باراک و نتنیاهو بود، هر دو نیز وعده داده بودند اگر پیروز شوند از لبنان عقبنشینی خواهند کرد. ایهود باراک زمان هم مشخّص کرده بود و گفته بود ۷ جولای ۲۰۰۰. هفتهها و ماهها میگذشت. جوّ حاکم بر لبنان، سوریه و منطقه چه بود؟ این بود که به موعد میرسیم و اسرائیل از مرزهای فعلی سرزمینهای اشغالی عقبنشینی نخواهد کرد. باراک از طریق آمریکاییان، اروپاییان و برخی حکومتهای جهان سعی میکرد به برنامهها یا توافقاتی امنیّتی با دولت لبنان یا مرحوم حافظ اسد دست پیدا کند که شکست خورد. جوّ این بود که ارتش اسرائیل عقبنشینی نمیکند و وقتی هم زمان معیّنشده برسد، برای باراک کاری ندارد زیر قولش بزند و به مردمش بگوید:«من وعدهی عقبنشینی در ۷ تمّوز را داده بودم ولی از آنجا که هیچ ضمانت، برنامه یا شروط امنیّتی در دست نداریم، عقبنشینی خطرناک و به منزلهی اشتباهی استراتژیک است و بنده چنین نخواهم کرد.» و بنده از شما پنهان نمیکنم که حتّی اوضاع ما در حزب الله در سطح سیاسی و جهادی مانند دیگر نیروهای سیاسی کشور و منطقه بود و این گونه به موضوع نگاه میکردیم.
اینجا نیز سفری داشتیم به جمهوری اسلامی و دیداری با حضرت امام خامنهای. دیدگاهمان را دربارهی اتّفاقات و انتظارات را شرح دادیم. ولی حضرت امام خامنهای نظری مخالف و تعجّب برانگیز داشتند. ایشان گفتند، برخی برادران هم حضور داشتند، که:«پیروزی شما در لبنان بسیار بسیار نزدیک است، بسیار نزدیکتر از آن چیزی که انتظارش را دارید و این را با چشم خود خواهید دید.» و این مخالف تمام تحلیلها، اطّلاعات، اسناد و مدارک بود. در آن برهه هیچگونه نشانهای از آغاز تدارک اسرائیل برای عقبنشینی از جنوب لبنان وجود نداشت. ایشان به برادران گفتند:«به لبنان که بر میگردید، خود را برای این پیروزی آماده کنید که سخنرانی سیاسیتان چه باشد و هنگام عقبنشینی دشمن اسرائیلی به مرزها چه کارهایی انجام دهید.»
ما با یک دید رفتیم، با دید دیگری برگشتیم. به همین خاطر بود که از عقبنشینی ناگهانی ۲۵ می شگفتزده نشدیم. ما خود را برای مواجه شدن با مناطق مرزی و ساکنین و کسبهی آن و رفتارمان را هنگام رسیدنمان به مرزها، به خوبی آماده کرده بودیم.
در جنگ سی و سه روزه که جنگی بود جهانی از حیث تصمیمگیری، عربی از حیث پشتیبانی و اسرائیلی از حیث اجرا -عربی یعنی برخی دولتهای عربی که در تصمیمگیری جنگ شریک بودند- و جنگی بود که عنوان آن نابودی مقاومت لبنان بود. و همگی قدرت و شدّت هجوم اسرائیل را، مخصوصا در روزهای اوّل، دیدید. به گونهای که هر حرفی دربارهی پیروزی و بلکه نجات و خروج سالم از این جنگ شبیه جنون بود. چرا که [سرنوشت] حرکتی مقاومتی با امکانات معیّن، در کشوری کوچک [که] جهان علیهش توطئه کرده و چنین جنگ وحشی و سختی را به راه انداخته [معلوم است].
این را اوّلین بار است که میگویم. نامهای شفاهی از طریق یکی از برادران به بنده، در ضاحیهی جنوبی، رسید. در حالی که ساختمانها تحت بمبباران اسرائیل فرو میریختند. نامهای شفاهی که چند صفحه بود ولی بنده به برخی جملات مرتبط با موضوع بسنده میکنم. ایشان در آن نامهی شفاهی میگویند: برادرانم. این جنگ همچون جنگ خندق است، جنگ احزاب، که قریش، یهود مدینه، عشایر و قبایل با تمام نیرو گرد آمدند و رسول الله صلّی الله علیه و آله و اصحابش را محاصره کردند و تصمیم گرفتند این جمعیّت مؤمن را ریشهکن کنند. این جنگ این طور است. پس جانها به لب خواهد آمد «وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا- و جان ها به لب رسید، و به خدا آن گمان ها را می بردید.- احزاب ۱۰» ولی به خدا توکّل کنید، بنده به شما میگویم که شما پیروز هستید، حتما.» و این در روزهای اوّل بود. «شما پیروز هستید، حتما. حتّی بیشتر از این. بنده به شما میگویم: وقتی این جنگ با پیروزی شما به پایان برسد، به قدرتی تبدیل خواهید شد که قدرت دیگری جلودارش نیست.» چه کسی میتوانست چنین برداشتی داشته باشد؟ آن هم در روزهای اوّل جنگ؟
شاهد پیش از آخر. چرا که میخواهم در پایان دربارهی فلسطین صحبت کنم. پس از رخدادهای ۱۱ سپتامبر و تصمیم آمریکا برای حمله به افغانستان. این همان اوایل و طلیعهی امر است، در اوایل جنگ افغانستان که نیروی دریایی و نیروهای آمریکا میرسیدند و حرف از اشغال عراق، پس از افغانستان هم بود.
به یاد دارید که آن روزها عقلها، قلبها و جانها میلرزید. بسیاری باور کرده بودند که منطقهمان وارد عصر آمریکا و سلطه و سیطرهی مستقیم آمریکا شده و این سلطهی آمریکایی برای یکی دو صده خواهد ماند. برخی نیز جنگهای جدید آمریکا را به جنگهای صلیبی تشبیه و اشغالها را با آن زمان مقایسه میکردند و از صد یا دویست سال حرف میزدند.
بنده در سفری به جمهوری اسلامی به دیدار امام خامنهای مشرّف شدم و از ایشان نظرشان را پرسیدم.
صحبت دربارهی ایران است، از انسانی که در ایران زندگی میکند و رهبر و مسئولی ایرانی است. در حالی که آمریکاییان آمدهاند برای هجوم به افغانستان و عراق در همسایگی این کشور و نیروهای دریایی و گردانهای نظامی از هر سو این کشور را در بر گرفتهاند. ما از تحلیلگر، متفکّر یا محقّقی در حوزهی سیاست یا مرکزی پژوهشی چنین سؤالی نکردیم. ما با رهبری صحبت میکردیم که بر اساس دیدگاهش میخواست تصمیم بگیرد و سیاست وضع کند. ایشان به ما چیزی گفت مخالف تمام آنچه که در منطقه شایع بود.
آن روز بسیاری حکومتها و قدرتهای سیاسی شروع کردهبودند به تحقیق که چهگونه میتوانند کارهای خود را با آمریکاییها سامان دهند و چهگونه با ایشان وارد گفتوگو شوند و راهحلهایی بیابند. حتّی برخی مسئولین جمهوری اسلامی، و این سخن سید القائد است در ماه رمضان، و اگر ایشان این را نمیگفتند بنده کوچکتر از آن بودم که بگویم. حتّی برخی مسئولین جمهوری اسلامی نزد حضرت سید القائد رفتند و به ایشان گفتند: آنچه رخ میدهد جدید [و بی سابقه] است باید راههای فرار و گفتوگو و برخی سازشها را با دولت آمریکا بیابیم. ولی ایشان بر پایهی نگاه استراتژیکشان به اتّفاقات امروز و آینده، این [پیشنهاد] را رد کردند. آن روز ایشان در جواب سخن بنده که گفتم: نوعی نگرانی در منطقه وجود دارد که طبیعی هم هست و حتّی ما هم نگرانیم. به بنده گفتند:«به برادران بگو نگران نباشند. ایالات متّحدهی آمریکا به قلّه رسیده و این آغاز افول است.» دستشان را این طور گرفتند. «آنها با آمدن به افغانستان و عراق به چاه سقوط میکنند. اینها شروع افول ایالات متّحده و پروژهی آمریکا در منطقهی ماست و باید بر اساس این [نگاه] رفتار کنید.» طبعا این سخن مبتنی بر مطالعه و مدارک بود.
با این حال بنده پرسیدم: سیّدنا، آخر چه گونه میشود؟ یعنی چیز دیگری نیز برای تببین بگویید.
گفتند:«وقتی پروژهی آمریکا یا ایالات متّحده ناتوان شده و نمیتواند منافعش را از طریق نظامهای دنبالهرواش در منطقه کسب کند و ارتشها، کادرها و نیروهای دریایی موجود در منطقه برایش کافی نیست و مجبور میشود از تمام جهان کادرنظامی و نیروی دریاییاش را به این منطقه بیاورد، این دلیل عجز است، نه دلیل قدرت. ثانیا این بر جهل دولتمردان و صاحب تصمیمان آمریکا دربارهی ملّتهای این منطقه صحه میگذارد. ملّتهایی که اشغالها، سلطهها و سیطرهها را بر نمیتابند و به فرهنگ و تاریخ جهاد و مقاومت تعلّق دارند. به همین خاطر وقتی آمریکاییها میآیند، در باتلاقها فروخواهند رفت و به دنبال راه فرار خواهند گشت. پس اینها باعث نگرانی نیست بلکه موجب ایجاد آرزوی رسیدن برههای است که در آن امّت از یوغ مستکبرین آزاد خواهد شد.»
اینجاست که انسان متوجّه جنبهی روشن و پراهمیّت رهبری این امام میشود، جنبهای که بسیاری آن را نمیشناسند. میتوانم بگویم در دههی گذشته، امّت و منطقهی ما شاید خطرناکترین جنگ تاریخش را به خود دید. ایالات متّحدهی آمریکا و همپیمانان غربیاش، سروران جهان، با تمام نیروی نظامی، امنیّتی، اطّلاعاتی، امکانات رسانهای، فنّی، مالی و اقتصادیشان و جنگهای روانیشان، با هر چه داشتند آمدند تا بر این منطقه سیطره پیدا کنند، کشورهایمان را اشغال و باقیماندهی حکومتهای بازدارنده و حرکات مقاومت را سرنگون کنند. و این پروژهی آشکار جورج بوش بود. و تا خاورمیانهای جدید بنا کنند. امام خامنهای رهبر این خطرناکترین، سنگینترین و سختترین جنگ بود. جنگی که به عقل، حکمت، درایت و شجاعت مضاعفی نیاز داشت. ولی حتّی امروز نیز نمیشود بر ابعاد مختلف نقشی که این رهبر عظیم بازی کرد، احاطه پیدا کرد.
با شاهد پایانی، موضوع اسرائیل، سخن را خاتمه میدهم.
حضرت امام خامنهای معتقدند -و سخن بنده از جلسات داخلی است نه از سخنرانیها، البته این را ایشان در سخنرانیها هم میگویند- که اسرائیل، این دژ، رو به نابودی است. ایشان کاملا به این معتقد هستند.
و اعتقاد دارند نابودی اسرائیل دور نیست، به عبارتی در آیندهای دور نیست، ایشان آن را نزدیک میبینند و معتقدند این سازش به جایی نمیرسد.
تمام آنچه امروز اطراف ما در فلسطین و در منطقهمان رخ میدهد، حال در زمینهی مذاکرات، یا دستآوردها و پیروزیهای حرکات مقاومت لبنان و فلسطین، یا طوفان اخیر ملّت فلسطینی ساکن خارج اراضی اشغالی ثابت میکند که [این ملّت] ارادهی مستحکمی برای مقاومت دارد. به عبارتی ۶۰ سال، دردها، مصائب و عذابهایی که به این ملّت چشاندهاند آنها را به یاس و سرخوردگی دچار نکرده، سرخوردگان، سران سیاسی هستند، و این نسل جوانی که «نکبة» و «نکسة» را شنیده امّا «عصر پیروزیها» را دیده، این نسل تایید میکند که ما در برابر نسلهایی از ملّت فلسطین هستیم که سخت امیدوارانه زندگی میکنند و شتابشان در مسیر بازگشت به سرزمینشان بسیار زیاد است.
وقتی رکود قدرت آمریکا در منطقه و سلطهی آن را در جهان در نظر میآوریم، ظهور تحوّلاتی در جهت منافع مقاومت و بازدارندگی در منطقه را مشاهده میکنیم، ناامیدی از راه مذاکره و این آمادگی برای فداکاری را در چشمان جوانان فلسطینی، عرب و مسلمان میبینیم. همچنین در اسرائیل، سستی، ضعف و عدم حضور زمامداران و سرانی تاریخی را مشاهده میکنیم. و تجربهی جنگ سی و سه روزه و غزّه را در ارزیابی لحاظ میکنیم. میتوانیم آنچه را امام خامنهای دربارهی اسرائیل میگویند، به سادگی بفهمیم. و ما هم با ایشان همعقیده خواهیم شد که اسرائیل در زمانی بسیار نزدیک نابود خواهد شد، ان شاءالله.
بنده نمیخواهم اینجا از بعدی فرامادّی و غیر محسوس در این فهم و این انتظارات سخن بگویم. این هوش و درایت از: ثبات و سلامت پایهها و زیربنای حوزهی اندیشهی سیاسی، درک صحیح از اتّفاقات و همچنین شجاعت امام و رهبر، امام خامنهای سرچشمه میگیرد.
نگاه کنید، حتّی اگر پایههای فکری سالم و درک صحیحی از اتّفاقات وجود داشته باشد، در یک شخص بزدل و ترسو، بناهای فکری و اتّفاقات برای همآهنگی با موضعی ضعیف، سست و تسلیمگونه تغییر خواهند کرد. مشخّصا، شجاعت این رهبر با یاری خداوند سبحان و تعالی، که وعدهاش به مجاهدین این است که:«وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَاِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ- و کسانی که برای ما کوشیدند، بی تردید آنان را به راه های خود راهنمایی می کنیم؛ و یقیناً خدا با نیکوکاران است.- عنکبوت ۶۹» چنین رهبری هوشمند و عارفی را میسازد. رهبری که حتّی چیزهایی میبیند خارج از آنچه: اجماع عقول سیاستمداران، تحلیلگران، پژوهشگاهها و انتظارات عادّی نامیده میشود.
امروز و در حالی که این کنفرانس را افتتاح میکنیم، در انتهای کلام، باید بار دیگر بزرگداشت، احترام و تقدیری عظیم داشته باشیم از فلسطینیان؛ مخصوصا آن جوانان مجاهد، مقاوم، شجاع و بیباک فلسطینی و سوریهای که در مرزهای منطقهی اشغالی جولان سوریه تجمّع کردند و اصرارشان به حضور، مشارکت، مبارزطلبی، نبرد و مقابله و همچنین شهادت دهها نفر و جراحت صدها تن پیامی روشن بود از تصمیم و عزم این امّت؛ و نمایان ساختن دوبارهی حقیقت دولت آمریکا، حکومتهای غربی و مخصوصا دولت آمریکایی بود که خواب مصادرهی انقلابه و فریب جوانان عرب را میبیند. این خون جدید آمد تا فضاحت مواضع، زمینهها و انگیزههای این دولت را به نمایش بگذارد و تا تاکید کند بر التزام مطلق آن به اسرائیل. چنان که اوباما و کنگرهی آمریکایی که چند روز پیش برای نتنیاهو کف زده بودند نیز گفتند. دولت آمریکا موضع میگیرد و میگوید آنچه دیروز در مرزها رخ داد، یک دفاع مشروع از خویشتن بود. و این یعنی عدم محکومیّت، ملامت و یا چیز دیگر. یعنی به اسرائیل گفتند: خدا خیرت دهد!
این است آمریکایی که از حقوق بشر، کرامت و آزادی برای ما سخنرانی میکند. این خونهای پاکی که دیروز ریختهشد شاهد جدیدی بود از فزونی هشیاری سیاسی و تاریخی که امام خمینی قدّس سرّه الشّریف آن را به وجود آورد و پیش برد و پس از ایشان حضرت امام خامنهای آن را ادامه داد.
این بود شواهدی از یکی از ابعاد شخصیّت این امام. پس وقتی از رهبری حکمتدان، شجاع، مدیر و تدبیرگر صحبت میکنیم، به واسطهی این شواهد است، شواهدی که در برابر آنچه میدانیم و [هنوز] امکان بیانش نیست، اندکند.
امید دارم کنفرانس شما بتواند، در زمانهی فتنههای عظیم، بخشی از وظیفهی علما، متخصّصان، متفکّران و اهالی فرهنگ را در معرّفی نشانهها و رهبران این امّت ادا کند.
خداوند توفیقتان دهد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جستجو
دغدغههای امت
-...
-
لبیک یا حسینگفتارهای عاشورایی سالهای ۱۴۳۲ تا ۱۴۳۵ قمریانتشارات خیمه
-
چرا سوریه؟سخنرانیها و مصاحبهها دربارهی سوریه از سال 2008 تا 2016 میلادیانتشارات جمکران
-
امام مهدی(عج) و اخبار غیبسخنرانی شبهای پنجم و هفتم و نهم محرم 2014 میلادیانتشارات جمکران