بیانات
سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در مراسم بزرگداشت فرزندان شهدا
| فارسی | عربی | عکس | فیلم | فیلم | صوت |أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين, السادة والسيدات الأخوات والأخوة.. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله بركاته.
أود أن أبدأ في هذه المناسبة الجليلة من حديث شريف قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في وصيته وهو على فراش الموت موت الشهادة, رواية يرويها عن رسول الله (ص) ويقول: فقد سمعت رسول الله (ص) وهو يقول:"من عال يتيماً حتى يستغني أوجب الله له لذلك الجنة, كما أوجب لآكل مال اليتيم النار".
اليوم نحن نلتقي في مناسبة جليلة وغالية, عندما نجتمع في حفل التكريم الأول وهذا يعني أن هذا اللقاء هو لقاء تأسيسي إن شاء الله ويبنى عليه للسنوات المقبلة حفل التكريم المركزي الأول لأبناء الشهداء الذين وصلوا إلى مرحلة الاعتماد على النفس.
يعني مرحلة "حتى يستغني" التي وردت في الحديث الشريف,انتخاب هذا الموعد وهذا التوقيت من قبل إدارة مؤسسة الشهداء هو انتخاب موفق له رمزية كبيرة ودلالات مهمة جداً على المستوى الفكري والثقافي والتعبوي والنفسي والروحي والكثير من التعبيرات الأخرى, لأن هذا اليوم، يوم 25 تموز، هو يوم استشهاد شاب تربّى في عائلة فقدت الأب والمعيل في طريق المقاومة, عاش هذا الشاب في رعاية والدته وأهله وعائلته وفي مساندة مؤسسة الشهيد ومعها كل من يساند هذه المؤسسة وعندما بلغ مرحلة الاستقلال والاستغناء وبذل الجهد هو الذي اختار طريقه، لم يلزمه أحد بأن يكون مجاهداً في المقاومة ـ وهذه ميزة مجاهدي المقاومة, دائماً كنا نقول (ما في تجنيد إجباري), ميّزة مجاهدي المقاومة أنهم اختاروا طريقها، طريق الجهاد والشهادة والنصر بملء إرادتهم ووعيهم وإدراكهم في مقتبل العمر ـ إلى أن قضى شهيداً في مواجهات عيناتا البطولية، ونحن نعرف أن مواجهات عيناتا في حرب تموز كانت جزءاً لا يتجزأ من المعركة الكبرى التي خاضتها عدة كتائب إسرائيلية من أجل احتلال مدينة بنت جبيل والوصول إلى ملعب احتفال النصر في 25 أيار 2000 ليأتي أولمرت أو قائد الأركان أو قائد المنطقة الشمالية ويخطب هناك ويعلن أن إسرائيل هي بيت الفولاذ, ولكن الشهيد أحمد جغبير وكل أخوانه من الشهداء والمقاومين في 2006 جددوا مقولة وأكدوا مقولة أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.
الشهيد أحمد الذي تم اختيار يوم استشهاده بأن يكون يوماً سنوياً لمثل هذا التكريم هو ابن الشهيد حسن جغبير, في لبنان ينسون سريعاً, وأحيانا يُجحفون بحق الشهداء, الشهيد حسن من قادة المقاومة وأنا أعرفه شخصياً، (هو) من ليوثها وأسودها، وكان قائد عملية الريحان التي كانت تستهدف ـ على ما أ ظن عام 93 ـ أسر جنود إسرائيليين من أجل إطلاق سراح المعتقلين في معتقل الخيام والمعتقلات الإسرائيلية. قضى الشهيد حسن المقاتل المقاوم القائد الليث البطل شهيداً وتربّت عائلته وأبناؤه على هذا الطريق، فكان أحمد الشهيد الابن الشهيد للأب الشهيد, كما استعرضتم قبل قليل ولست بحاجة ـ وإن كان يشرفني كثيراً أن أكرر وأن أردد أسماء الآباء الشهداء من مجاهدينا وأسماء أبنائهم الشهداء، لكن تم استعراض الأسماء والصور وقام أخواني الأعزاء ببعض الواجب من واجب التذكير والتكريم لعائلات هؤلاء الشهداء .
اليوم نحن نلتقي هنا ويحتضن حفلنا ما يقارب 220 شاباً وشابة من أبناء وبنات شهدائنا وفي هذا تتويج مرحلة الرعاية والعناية والكفالة, هذه المرحلة تآزرت عليها وتعاونت جهود وبالتالي هي متعددة الفضل والأوجه. لو أردت أن أرتب لأقول: بداية الفضل يعود لزوجات الشهداء، يعني أمهات أيتام الشهداء وكثير من هذه الزوجات كنّ في ريعان الشباب، في زهرة الشباب عندما استشهد أزواجهن وكثير منهن أصررنَ على أن يتحملنَ هذه المسؤولية الكبيرة في غياب المعيل وهي تربية هؤلاء الأيتام وإعالة هؤلاء الأيتام. وأم الأيتام، يعني زوجة الشهيد هي من مصاديق الحديث الشريف الذي تحدثت عنه وذكرته قبل قليل, وأنا أعرف الكثير من الزوجات المباركات الكريمات وكم تحملنَ وضحّينَ من أجل أن يحفظن هؤلاء الأيتام من شباب وشابات، من أطفال وبنين وبنات، وبالتالي ليتم تقديمهم لهذه الأمة ولهذا الشعب وللمسؤوليات الجديدة. العائلة والجد والجدة ومحيط العائلة أيضاً هم يأتون أيضاً في نفس الدرجة ولا أريد أن أضع (ترتيباً) أول وثاني وثالث وهذا صعب ولأنه أيضا الموضوع يتفاوت، فهناك أجداد تحملوا مسؤوليات في بعض الحالات وقد تكون أكبر, وليس هناك شك أنه لما يستشهد الزوج هناك مسؤولية خاصة ومسؤولية مشتركة، وأستطيع أن أقول بحسب متابعتنا الاجتماعية أنها مسؤولية معقدة، لكن إخلاص الأجداد والزوجات استطاع أن يربي هذه الأجيال.
المؤسسة، مؤسسة الشهيد ومن بداية تأسيسها (لعبت دوراً)، ويجب أن نذكر الفضل هنا للمؤسس الأول لفرعها في لبنان، لسماحة السيد عيسى طباطبائي حفظه الله، والذي دائما أنا اعبر عنه بأنه والد عطوف وودود وحنون وخدوم ويعمل بعيداً عن الأضواء، نذكره في هذه المناسبة وكل المدراء والمسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة هذه المؤسسة وكل الأخوة والأخوات الذين عملوا في إداراتها ولجانها وتشكيلاتها خلال هذه السنوات الطويلة أيضا هم شركاء في هذا العنوان ولهم الشكر، و(أيضاً) الكفلاء الذين قدموا الدعم والمساندة.
في مقدمة الداعمين والمساندين كان الوالد الأكبر الإمام الخميني قدس سره الشريف , مؤسس مؤسسة الشهيد واستمرت هذه الرعاية مع سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظله) والى جانب هذا الدعم المتواصل من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران الذي نفخر به ونعتز به وهو دعم معلن لرعاية إنسانية واجتماعية وجهادية وليس لتشويه صورة أحد, إلى جانب هذه المساندة الكريمة كان هناك أعداد كبيرة من الكفلاء، هذا طبعا مصطلح متبّع وهو مصطلح ديني، وطوال التاريخ كان هناك في سيرة الأنبياء سلام الله عليهم كفلاء الأيتام: زكريا عليه السلام كان كفيلا لليتيمة مريم عليها السلام والله عز وجل هو الذي كفّلها زكريا, وعبد المطلب رضوان الله عليه كان كفيلا لمحمد (ص) وبعده أبو طالب رضوان الله عليه, هذا أمر موجود في الثقافة الدينية والإنسانية منذ قديم الزمان, الكفلاء أنا أشهد هنا إنهم كانوا على درجة عالية من الحب والإخلاص والكرم والعطاء.. ويعود لهم الفضل الكبير في مساندة برامج مؤسسة الشهيد وخصوصا فيما يتعلق بأيتام الشهداء خلال كل السنوات الماضية.
دائماً كانت السياسة والتوجه العام أننا نريد أن يظل أيتام الشهداء في البيوت وفي عائلاتهم وأن لا يذهبوا إلى مدارس داخلية، وطبعا هذا لا ينتقص من المدارس الداخلية شيئاً وهي خيار لا بد منه نتيجة الظروف المعيشية والاجتماعية ويجب أن يقدم لها كل الدعم وكل المساندة، لكن من الناحية النفسية والتربوية والعاطفية ودائما وأبداً ـ وهذا ما تؤكد عليه الشرائع السماوية وخصوصا الإسلام والعلم الحديث في هذا الاختصاص ـ أن يعيش الابن والبنت في كنف أمه وفي جوار أخوانه وأخواته وفي رعاية الجد والجدة والعائلة والأرحام. دائما كان هذا هو الهاجس وكل الذين ذكرتهم قبل قليل تساعدوا وتعاونوا لتنجح هذه السياسة، بمسؤولية زوجات الشهداء، يعني أمهات الأيتام، والأجداد والجدات والمؤسسة والكفلاء تمكنّا من تطبيق هذه السياسة بنسبة كبيرة جداً جداً، ولذلك عندما نقدم اليوم جيلاً من أيتام الشهداء نقدم جيلاً من الشباب والشابات الذين يمتلكون كامل المواصفات الطبيعية بل المتقدمة، وهذا يمكن معرفته (...) فهؤلاء الأيتام أبناء الشهداء وبنات الشهداء الذين بلغوا هذه المرحلة أين هم الآن، وماذا يفعلون، وماذا يقدمون لمجتمعهم ولشعبهم ولأهلهم ولبلدهم، وحصلنا على هذه النتيجة الممتازة، أصبح لدينا جيل من أبناء الشهداء وبنات الشهداء يكبرون ويدرسون وينجحون ویتفوقون ويتخرجون ويعملون ويواصلون حياتهم الطبيعية ويكملون المسير.
كلمة للراعین و لا کلام بعد کلام الله و رسوله صلی الله علیه و آله و سلّم. لذلك أضيف إلى الحديث الذي قرأته في البداية حديثين آخرين مرويين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم للتأكيد أنّ الرعاية والكفالة والعناية التربوية والكفالة المالية هي جزء من مشاركة الجهاد وجزء من العمل المقاوم وهي من الأعمال التي لها مكانتها العظيمة عند الله سبحانه وتعالى ولها عاقبتها الجليلة يوم القيامة. عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "من عالَ ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الله (كمقام العابد المجاهد) وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كما أنّ هاتين أختان (وأشار بيده إلى السبابة والوسطى)". تصوروا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول لنا جميعاً من أراد أن يكون في مقام العابدين المجاهدين، من أراد أن يكون أخي في الجنة وفي جواري في الجنة فعليه إعالة ثلاثة من الأيتام ولم يكثّر علينا وقال عشرة أو عشرين أو ألف، هذه بشرى من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لكل الكفلاء.
وحديث آخر فيه بركات أخرويّة، ويدلنا رسول الله على طريق البركات الدنيوية الشخصية، جاء رجل إلى رسول الله يشكو قسوة قلبه (...)، فقال رسول الله فيما يروى عنه: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يَلِنْ قلبك وتدرك حاجتك"، هذا طريق تربوي وفي هذا العالم العلوم العصرية المتخصصة لا زالت تحب حبواً ولا زالت في البدايات، وهذا الكلام منذ 1400 سنة ... يكفي للكفلاء والرعاة هذه البشرى من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
كلمة أخرى للأبناء والبنات، في سياسة المؤسسة في مرحلة سابقة كانت الكفالة تأتي من شخص إلى شخص محدد، أنّ فلاناً يكفل اليتيم الفلاني من ذكر أو أنثى، وكان الأخوة في المؤسسة يقيمون علاقة معينة بين الكافل وبين اليتيم من لقاءات وزيارات وتبادل رسائل وما شاكل، وطبعاً كان هذا يعبّر عن رغبة عدد كبير من الكفلاء، ونحن دائما نعمل مراجعة ـ ومش بس ندعو الناس ليعملوا مراجعات ـ بكل شيء في السياسة والعمل الاجتماعي والعمل الثقافي وفي المقاومة وفي التنظيم... هذا الموضوع عملنا مراجعة له قبل سنوات وخرجنا بمحصّلة، فهذا الموضوع ليس فقط المؤسسة تحمل مسؤوليته وأنا واحد من الأشخاص الذين كانوا في هذه المراجعة وأصروا على هذا التعديل الذي يقول: لنجعل كفالة اليتيم بدون اسم، فلا داعي لِمَنْ يريد كفالة يتيم أنّ يقول أنا أكفل فلاناً، لأنّه أحياناً نتيجة المعرفة والشهرة وفي الموضوع الإعلامي لا يكون هناك أحيانا إنصاف أو قدرة إنصاف فهناك قصور أو تقصير، فقد تنصبّ الكفالات على أيتام دون أيتام آخرين وهذا فيه إجحاف.
وثانياً، وجدنا من الناحية التربوية والمعنوية والأخلاقية والنفسية أن لا يشعر أي يتيم في مقابل كفيله كأنّه يمنّ عليه، مَنْ يكفل يتيماً يصنع لدنياه ولآخرته، عندما نرعى هؤلاء الشهداء من أيتام الشهداء وأيتام غير الشهداء إنما نقوم ببعض الواجب الملقى على عواتقنا. فوجدنا أنّ الأليق والأسلم والأحفظ هو أن يتحول البرنامج إلى أنّ يتكفل الكفلاء يتيماً أو يتيمين أو ثلاثة أيتام ويترك للمؤسسة أن تقوم بعملية التوزيع والتصنيف لنضمن العدالة ونحفظ كامل الآثار المعنوية والنفسية والتربوية التي نريد مراعاتها. لذلك أنا آمل من السادة الكفلاء والأخوات الكفيلات جميعاً أن يتفهموا إن شاء الله هذه السياسة وهذا أحسن لهم لأنّ فيه نوعا من صدقة السر، هذا أقرب إلى الله وإلى الآخرة منه إلى الحسابات الدنيوية والاعتبارات الدنيوية.
للأبناء والبنات أقول لهم كلمة مختصرة (...)، ميّزتكم أنتم أنكم أبناء شهداء وبنات شهداء وهذه ميزة مهمة، وهذا يرتب عليكم مسؤولية أكبر، دائما عندما يعطي الله ميزات يرتب مسؤوليات وعندما يزداد الإنسان علماً تزداد مسؤوليته وعندما يزداد غنىً تزداد مسؤوليته وعندما يزداد سلطة تزداد مسؤوليته وعندما تكبر مكانته بين الناس تزداد مسؤوليته وهكذا، كل شيء له ميّزة إضافية من الله مقابله مسؤولية وهذه الدنيا مركبة هكذا: "اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل"، وبالتالي هناك مسؤولية أكبر عليكم لأنّكم تنتسبون لهذه الشريحة والفئة الطاهرة النقية المضحية المعطاءة التي هي في أعلى الدرجات عند الله سبحانه وتعالى، درجات الشهداء، وبالتالي أنتم معنيون أن تحافظوا على شرف الانتساب، والحفاظ على شرف الانتساب ليس فقط أن لا نرتكب ما يسيء إلى هذا الشرف بل أن نفعل ما يؤكد وما يعزز هذا الشرف وهذا الانتساب.
أهداف آبائكم الشهداء وقضية ورسالة آبائكم الشهداء هي مسؤولية في أعناقكم، الطريق الذي سلكه آباؤكم الشهداء والحفاظ على هذا الطريق هي مسؤوليتكم وهي مسؤولية عامّة، سيدنا ومولانا وأستاذنا سيد شهدائنا السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه ترك لنا الوصية الواضحة، وصيّته كانت حفظ المقاومة وهذه وصية كل الشهداء كما هي وصية سيد شهداء المقاومة، وجميعاً نحن معنيون بأن نحفظ هذه الوصية، وبالتالي أغلى وصايا شهدائنا هي هذه المقاومة . تعلموا واعملوا وانطلقوا إلى الحياة بروح المحبة والانفتاح والمسؤولية والعمل وكونوا الجيل الذي يحقق آمال وأهداف آبائكم الشهداء.
أن يكون الإنسان يتيماً، أن يولد يتيماً أو أن يصبح يتيماً لا يمكن (لهذا الأمر) أن يشكل عائقا أمام تقدمه وتطوره بل رقيّه في الكثير من الدرجات العالية، ولنا في التاريخ أمثلة : محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وُلِدَ يتيم الأب وبعد مدة وجيزة من الزمن أصبح يتيم الأم، يعني فتى يتيم الأبوين ولكن هذا اليتيم الذي آواه الله وكفله جده أصبح وبات أعظم مخلوق وسيد الأنبياء والرسل والكائنات.
ونأخذ مثلاً نسائياً: السيدة مريم يتيمة، وعاشت في كنف أمها وكفلها زكريا وترقّت وأصبحت سيدة نساء العالمين والله تعالى اختارها واصطفاها، واختارها لمقام ولمسؤولية جليلة وعظيمة جداً فليست أي امرأة أو أي سيدة تستطيع في المقام الذي يلقى عليها كلمة الله لتكون والدة للسيد المسيح عليه السلام، وفي فهمنا الديني الإسلامي ـ وكما تثبت العلوم المعاصرة ـ المرأة أو الأم ليست مجرد وعاء، الأم هي المصنع الحقيقي الذي يصنع الله سبحانه وتعالى فيه جسداً وروحاً وجينات وأخلاق وكل شيء. في الواقع المعاصر الإمام الخميني ومن عجيب التقديرات أن يولد يتيماً أيضاً بعد أن يقتل أبوه ويمضي شهيداً ثمّ تتوفى والدته بعد سنوات قليلة فيرعاه أخوه الأكبر، ومن هذا اليتيم يخرج أعظم شخصية وصانع أعظم ثورة في القرن العشرين.
إذاً اليتم ليس عائقاً وليس مشكلة أمام إرادة الإنسان وعزم الإنسان وإيمان الإنسان. أقول للشبان والشابات ولعائلات الشهداء ولآباء الشهداء وأمهات الشهداء وزوجات الشهداء: هؤلاء الشهداء وخلال ثلاثين عاما هم من أهم رموز وعناوين هذا الوطن ومن أهم رموز وعناوين هذه الأمّة، هم صنّاع نصرها وصنّاع تاريخها وهم الذين حفظوا وجودها وحفظوا كرامتها.
من خلال هذا الحفل أريد أن أقول لكم ولكل من يسمع: هؤلاء الشهداء كانوا أغلى ما عندنا. يعني نحن حركة مقاومة قدّمت أغلى ما عندها من آباء ومن أبناء ومن أحبة ومن أعزّة ومن أخوة ومن نساء ومن أطفال. كل واحد منّا من عوائل الشهداء ومَن على صلّة عاطفية بعوائل الشهداء وعلى صلة جهادية بعوائل الشهداء، عندما ينظر إلى نفسه يقول نحن في هذه المسيرة قدمنا أغلى ما عندنا. وهنا يمكن كلنا أن نتفاوت نتيجة طبيعة العلاقة، مثلا أنا في هذه المسيرة فقدت أغلى ما عندي في طريق الشهادة والجهاد في سبيل الله أستاذي السيد عباس الموسوي، إخوة كُثُر، رفاق كُثُر وأغلى هؤلاء الأخوة الحاج عماد مغنية. كلنا يشعر بهذا المعنى ويدركه ويحسه.
وبالتالي المقاومة بالنسبة إلينا هي ليست فقط مشروعاً فكرياً أو ثقافياً أو جهادياً أو سياسياً، هذه المقاومة، هذا الإنجاز مجبول بدمائنا، بعرقنا، بدموع عيوننا، بآهاتنا، بسهرنا، بتعبنا، بتضحياتنا. ومن هنا أقول لكل العالم: إنّ المقاومة التي قدّمنا في طريقها ومن أجل أهدافها أغلى ما عندنا، هذه المقاومة هي أغلى ما عندنا ولن نسمح لا لصغير ولا لكبير في هذا العالم أن يمس شيئا من كرامتها.
هؤلاء الشهداء في يوم تكريم أبنائهم يوجهون نداء إلى الشعب اللبناني وإلى الشعوب العربية والإسلامية لا ليتفضلوا على الناس بل ليذكروهم بنعمة الله وليقولوا لهم اذكروا ماذا قدمت دماؤنا لهذا الوطن ولهذه الأرض ولهذا الشعب ولهذه الأمة، ثم تصرفوا وتحملوا مسؤولياتكم، هذه رسالة الشهداء اليوم.
هؤلاء الشهداء هم جوهر المقاومة وروحها الصافية وإرادتها الصلبة وعطاؤها الذي لا ينضب وقلبها الذي لا يتعب وأملها المتوّج ونصرها الساطع، وبدمائهم أُسقطت كل المشاريع الكبرى خلال ثلاثين عاماً كانت تهدد لبنان وفلسطين والمنطقة بأكملها منذ عام 82 ولا أود التكرار، لطالما تحدثنا في المناسبات المختلفة، كلكم تعرفون ما كان المشروع عام 82 على مستوى لبنان والمنطقة وأسقطته المقاومة. وعام 2000 المقاومة أجهزت على أهم مشروع في المنطقة وهو مشروع إسرائيل الكبرى ودقت المسمار الأخير في نعش مشروع إسرائيل الكبرى عندما فرضت عليه ان يخرج من أرضنا اللبنانية بلا قيد وبلا شرط.
وفي 2006 مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير، المشروع الأمريكي الذي أنفقت من أجله مليارات الدولارات وسخّرت من أجله أعظم ماكينات سياسية وإعلامية في التاريخ البشري، لا أتحدث عن لبنان بل أتحدث عن المنطقة، وشُنّت من أجله حروب في المنطقة على افغانستان والعراق وهُددت دول في المنطقة بالحرب كإيران وسورية وتقاطع فيه قوى دولية وإقليمية ومحلية. المقاومة هي التي أسقطت هذا المشروع في 2006 بهذه الدماء الزكية، بهذه الدماء الطاهرة، هؤلاء الشباب (أعمارهم) 18 عاماً و19 عاماً و20 عاماً و25 عاماً ومعهم الجرحى والشهداء ومعهم الأسرى، معهم المجاهدون، معهم هذا الجمهور الشريف والكريم والمضحي والصابر وبالتالي استطاعت هذه المقاومة ومن خلال تضحياتها وصدقها وعطائها وجودها الذي لا حدود له أولا. ومن خلال انتصاراتها وإنجازاتها أيضا أن تحجز لنفسها مكاناً متقدماً في العالم وفي لبنان في المنطقة وفي العالم، هي مكانة معنوية، مكانة نفسية تعبّر عن مستوى الاحترام والتقدير والقبول، بالتحديد مقاومة حزب الله استطاعت أن تحجز هذه المكانة وتخترق كل الحواجز فهي المقاومة الإسلامية التي يحترمها المسيحي، وهي المقاومة التي في أغلب قاعدتها وأرضيتها شيعية التي يحترمها العالم السني، وهي اللبنانية التي يحترمها بقية العرب وهي العربية التي يحترمها كل المسلمين من غير العرب وهي المقاومة التي ينظر إليها كل مظلوم ومضطهد في شعوب العالم الثالث وعلى امتداد العالم على انها تمثل القوة والنموذج والأمل.
هذه المكانة لم تحصل عليها مقاومتكم بالمجان ولا بالدعاية ولا بالخطابات ولا بالإعلان ولا بالمزايدات ولا بالشعارات وانما بالدماء والتضحيات والدموع والصبر والانجازات والانتصارات الكبرى، واستطاعت أن تحجز لنفسها وللبنان مكاناً متقدما في المعادلة الإقليمية. وهذا ليس له سابقة. لبنان دائما هو المتلقي، أصحاب نظرية حروب الآخرين على أرضنا (يقولون إن) لبنان متلقي، لبنان القابل وليس الفاعل، وان قلنا القابل نكون نحترم ونستخدم مصطلحات محترمة. المقاومة هذه، ولا تعني حزب الله فقط بل تعني كل المقاومين وكل من ساندها، هذه المقاومة هي الوحيدة في تاريخ لبنان ـ وأود الإدعاء بتاريخ لبنان لأني أقرأ عن تاريخ لبنان منذ عدة أشهر ـ التي تجعل لبنان في قلب المعادلة الإقليمية، تجعله فاعلاً وحاضراً ومؤثراً وليس قابلاً ومتلقياً ومفعولاً به.
هذا لم يحصل لا بنظريات قوة لبنان في ضعفه ولا نتيجة الارتماء في مشاريع الآخرين ولا نتيجة الاستقواء بالآخرين. هناك أيها الإخوة والأخوات فارق بين الأستقواء بالآخرين وبين أن تأخذ عوناً ومدداً من الآخرين، سورية ساعدت المقاومة في لبنان، إيران ساعدت المقاومة في لبنان، كثيرون من الشرفاء ساعدوا المقاومة في لبنان ولكن المقاومة في لبنان هي التي قاتلت، أنتم الذين قاتلتم وأنتم الذين صبرتم وأنتم الذين صنعتم الإنجاز. ولذلك المقاومة أعطت للبنان هذا الموقع.
للأسف الشديد إن أعداء لبنان يدركون قيمة ما لدى لبنان أكثر من بعض اللبنانيين ولذلك هم يتآمرون ويخططون لينتزعوا هذا الشيء الذي يملكه لبنان، هذا الشيء الذي يجعله عصيّاً على كل الزلازل والأعاصير التي جاءت إلى المنطقة أو يمكن أن تأتي إلى المنطقة. هذا الشيء الذي يجعله حاضراً في المعادلة الإقليمية، هذا الشيء الذي يجعله محترما أمام العالم كله. ليس إذا كان هناك أحد في العالم يأتي إلى لبنان، بل إذا كان هناك أحد في العالم يستقبلكم خارج لبنان فلأن في لبنان مقاومة ولأن في لبنان شعباً مقاوماً ولأن في لبنان إرادة مقاومة. وأعود وأؤكد لا أقصد بالمقاومة حزباً محدداً وإنما كل هذا الحضور وكل هذا الجمهور وكل هذا الشعب وكل هذه الإرادة.
هم يعرفون جيداً قيمة هذا الشيء الذي تملكونه، قد يساومونكم على الغاز في البحر ويقبلون معكم بتسوية، وقد يساومونكم على النفط في البحر، ولكن لن يساوموكم على المقاومة، لن يساوموكم على أن تكونوا أقوياء، أصحاب إرادة، أصحاب شموخ، أصحاب رؤوس مرتفعة في مواجهة العدو وفي مواجهة من يصنف نفسه في معسكر العدو. أما أمام الأهل والأحبة، أنتم المتواضعون وأنتم المتنازلون وأنتم الحريصون وأنتم المحبون. هم يعرفون ما لديكم ولذلك يريدون أن ينتزعوه منكم. حاولوا في حرب تموز (إن شاء الله نتحدث في الاحتفال بالمناسبة.. نحن كنا ننوي أن نقيم الاحتفال في الثلاثين من تموز لأننا نقيمه عادة في الرابع عشر من آب، لكن الرابع عشر من آب يكون في شهر رمضان، ونحن لا نودّ مزاحمة الناس فبحثنا واخترنا ثلاثين تموز الذي يقع بين تموز وآب، نحفظ لتموز اسمه ونطل منه على آب، لكن نزولا عند رغبة فخامة رئيس الجمهورية باعتبار أن الجمعة يبدو أن هناك ضيوفاً كباراً قد يأتون إلى هذا البلد، ونحن بلد مضياف، وفخامة الرئيس لديه برنامج للضيوف الكبار ويريد اهتماماً إعلامياً فيه رضينا بأن نؤجل الاحتفال إلى الثالث من آب يوم الثلاثاء بدلا من الجمعة) في ذلك اليوم نتحدث أكثر، لكن في تلك الحرب كانوا يريدون سحق المقاومة وليس نزع سلاح المقاومة، ليس طرد المقاومة من جنوب الليطاني، ليس أخذ إمكانية الصواريخ من المقاومة، لا والكل يعرفون، الصغار والكبار، طبعاً هذا بلد يضحك، هناك مسألة الكل يعرفها والكل يتحدث بها في مجالسه والكل يبنون عليها سيناريوهات، وعندما تأتي وتتحدث بها يقولون لك "مين قال لك ما في شي منو، مش صحيح". الكل كان يعرف أن هدف حرب تموز كان سحق المقاومة لكنهم عجزوا عن سحق المقاومة، جاءوا في حرب تموز ليسحقوا المقاومة فسحقت جبروتهم وسحقت مشروعهم.
واضح أن المشروع بعدها هو تشويه صورة المقاومة. حزب الله ما هي مشكلتهم معه، ليست مشكلتهم مع حزب الله انه حزب سياسي، ونحن مقبولون كحزب سياسي ويلتقي معنا الأوروبيون والآسيويون والعرب، وهناك ناس لا يوجد لقاءات بيننا وبينهم لأننا نحن لا نريد الجلوس معهم وليس لأنهم لا يريدون، حتى الأمريكيون سعوا كثيراً ليجلسوا معنا ونحن لم نجلس معهم. والآن هناك محللون سياسيون يظهر معهم أن هناك نقاشاً في أمريكا ويودون الفتح على الحزب لا ما يعذبوا حالهم، ولقد سعوا عام 2000 ليفتحوا علينا ونحن قفلنا (باب الحوار)، قفلنا لأنه برأينا أمريكا هي إسرائيل، هي داعمة إسرائيل ومتبنية إسرائيل وحامية إسرائيل ومسلّحة إسرائيل وموظفة إسرائيل. والذي قام بالحرب في تموز هي أمريكا، وإسرائيل نفذت.
في كل الأحوال، نحن مقبولون كحزب سياسي ولدينا نواب في المجلس ولدينا وزراء في الحكومة ومقبولون في الحياة السياسية وموجودون في الحوار الوطني وكل ما تريدون.
مشكلة العالم ليست أن حزب الله حزب سياسي بل بالعكس، حتى الأمريكيون رغبتهم أن يصبح حزب الله حزباً سياسياً بالكامل. هذا موجود في أدبياتهم. وليست مشكلتهم أن حزب الله هو حركة إسلامية، لا، هناك بعض الحركات الإسلامية لديها علاقات وصداقات مع اميركا.
المشكلة مع حزب الله انه مقاومة، المشكلة مع حزب الله ومن هو على شاكلة حزب الله أنه يرفض أن يكون وطنه لبنان ضعيفاً، أنه يرفض أن تكون حمايته لوطنه مستعارة، أنه يرفض أن يأتي أحد في هذا العالم ليفرض عليه شروط مذلة.
هذه مشكلتهم مع حزب الله، أنه يرفض هذه التسوية الأمريكية الإسرائيلية التي تريد أن تصادر الأرض وتحرم شعباً بكامله ـ ملايين الفلسطينيين ـ من العودة إلى ديارهم وإلى بيوتهم وإلى حقولهم وأن يعيشوا بكرامة.
هذه المشكلة مع حزب الله، وهذه المشكلة ليست قابلة للتسوية. منذ الآن أقول لكم: هذه لا تسوّى، لذلك الحرب على هذه المقاومة بأشكالها المختلفة ستستمر. كلنا سمعنا ونحن لا نخترع شيئاً، فيلتمان (بعظمة لسانه) كان مضطراً أن يتحدث لأن هناك كونغرس يحاسب ويسأله: مئات ملايين الدولارات التي أنفقتها في لبنان أين صرفتها ما هي النتيجة التي خرجت بها. الآن الأمريكيون ألم يسلّموا بأن مشروعهم في لبنان فشل؟ فشل وهناك لذة أن يعترف الشخص بعدوه، بالإسرائيلي وبالأمريكي ، عندما يخسرون يقولون لك خسرنا ومكان الفشل يقولون لك فشلنا. طبعاً في لبنان والعالم العربي لا أحد يخسر ولا أحد يفشل ولا أحد ينهزم، كله منصور. هذه نقطة إيجابية في أعدائنا. مثلاً في حرب تموز، إسرائيل مجمعة على أنها هزمت وعلى أنها فشلت وعلى أنها خاب أملها، مجمعة بقضّها وقضيضها، سياسيوها وعسكريوها وشعبها وأحزابها وإعلامها وحكومتها وكنيستها (كنيست) وصحفها ورجال دينها وكلهم مجمعون. لكن في العالم العربي كيف نريد التسليم بأن هناك مقاومة في لبنان هزمت إسرائيل وهذا مثل ما هو محرج لإسرائيل هو محرج لبعض العرب، الإسرائيليون قبلوا تحمّل الإحراج ويقومون بمراجعة، لكن بعض العرب ليسوا جاهزين لتحمل الإحراج والقيام بمراجعة، فلجأوا إلى العنوان الجديد وهو تشويه الصورة، وفيلتمان قال نحن دفعنا 500 مليون دولار لنشوّه صورة الحزب ولكن ما هي النتيجة؟
الآن أنا أود الإجابة لأن هذا كلام نود البناء عليه لنقول لماذا نحن لسنا خائفين؟ لأننا لسنا خائفين لا على أنفسنا ولا على صورتنا، لكننا خائفون على البلد وعلى كل المناخات التي يريد البعض أن يوجدها في هذا البلد.
النتيجة كانت الفشل طبعاً، هذه ليست المرة الأولى. منذ عام 82 إن عدتم إلى التاريخ سترون ما الذي كان يكتب في أمريكا واوروبا والعالم حتى في العالم العربي نحن لسنا خلال أربع سنوات نُجلد في العالم، نحن منذ خلقنا نُجلد ومنذ عام 82 نُجلد ويساء إلى صورتنا وإلى سمعتنا وإلى كرامتنا لكن وقتها لم يكن لدينا إمكانات للدفاع عن أنفسنا، ليس لدينا تلفزيون ولا إذاعة ولا يوجد إنترنت، حتى الفضائيات العربية وقتها لم تكن موجودة، ومستوى السيطرة على وسائل الإعلام كان مركزياً وشديداً، لكن الآن الظروف اختلفت. (أمريكا) أنفقت ليس 500 مليون دولار على (مدى) 28 عاماً، أنفقت مئات ملايين الدولارات لتشويه صورة هذه المقاومة والمقاومة في فلسطين ولكن النتيجة ما هي؟
ولا داعي لأطيل أكثر من ذلك.. لقد قام الامريكيون باستطلاعات رأي في العالم العربي والإسلامي دائما المقاومة هي الأولى ورموز المقاومة في المنطقة هي الرموز الأولى الرؤساء المقاومون في المنطقة هم في الصفوف الأولى هذا مزاج المنطقة ومناخ شعوبنا وامتنا.
إذا يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم وأنفقوا من أجل هذا الإطفاء مئات ملايين الدولارات ومليارات الدولارات وما زالوا ينفقون لكن دائما كانت تأتي النتائج عكسية. اليوم يريدون أن يدخلوا من باب جديد وهذا الذي دعانا إلى إثارة هذا الموضوع خلال الأيام القليلة الماضية. يريدون أن يدخلوا من خلال المدعي العام والمحكمة الدولية ليستغلوا قضية شريفة وإنسانية وعاطفية ومجمع عليها لبنانيا وعربيا وإسلاميا وعالميا هي قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
قيل الكثير وأنا لست في مقام أن أرد على أحد وإنما في مقام استكمال ما كنت أنوي أن أقوله منذ البداية لأنني منذ اليوم الأول قسّمت (أفكاري): يوم الجريح والمؤتمر الصحافي ويوم تكريم أبناء الشهداء ويوم احتفال حرب تموز وختام الجولة مؤتمر صحافي قبل بداية شهر رمضان انتظروه قبل الحادي عشر من آب. وأنا قسمت الذي أود أن أتحدث به حول هذا الملف وهذا الموضوع لأن (الحديث عنهم) كلهم دفعة واحدة لا يحملهم البلد.
لأنني حريص على هذا البلد وحزب الله حريص على هذا البلد سأتحدث على دفعات حتى نصل إلى هدف حماية البلد وحماية المقاومة لأنه ليس لأي أحد هدف آخر.
كلنا في لبنان يريد معرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذا موضوع غير طائفي، غير حزبي، غير مناطقي، هذا عليه إجماع وطني، وبالتالي تكراره كلنا نؤيد هذا التكرار، كلنا في لبنان نُجمع. هذه ليست مسألة عائلية، وأنا أقول: لم يطلب أحد من عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا من زوجته الفاضلة ولا من أبنائه وبناته الكرام أن يتركوا الحقيقة هذه ويتجاهلوها وأن ينسوا هذا الملف.
أبداً. هم لن يفعلوا ذلك ولم يطلب أحد منهم ذلك ولن يطلب منهم أحد ذلك، وقضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تعد قضية عائلة لتتنازل عنها أولا تتنازل عنها. إذاً هي قضية وطن وشعب. وأنا تحدثت في المؤتمر الصحافي أن تداعيات هذا الاغتيال دفعنا كلنا في لبنان والمنطقة ثمنها بنسب متفاوتة. كلنا يريد معرفة الحقيقة أولاً وكلّنا يريد إجراء العدالة. عندما نعرف الحقيقة أقول لكم من الآن نحن نطالب بإجراء العدالة وليس بالعفو، هذه ليست مزايدة، نحن لدينا رؤية حول ما حصل وحول ما يمكن أن يحصل، على هذا يجب أن يتعاون اللبنانيون جميعاً وأن يتكاتفوا.
أصل الجدل الذي حصل في لبنان في موضوع المحكمة الدولية وقبلها في موضوع لجنة التحقيق الدولية منشأه من البداية: هل لجنة تحقيق دولية يؤلّفها الأميركيون والحكومة البريطانية والدولة الفلانية والفلانية ويكون ضباط التحقيق فيها ضباط يؤتى بهم من أجهزة مخابرات على صلة وثيقة بالموساد الاسرائيلي ونأتمن لجنة التحقيق على قضية بهذا المستوى، هذا كان موضع سؤال وتساؤل من قبلنا في البداية: هل هذا يحقق الغاية أم لا يحقق الغاية؟
المسار الذي أخذته لجنة التحقيق منذ البداية هل هو مسار يوصل إلى الحقيقة، وبالتالي يؤدي إلى العدالة، لأن هناك مرحلتين، فالعدالة مبنية على معرفة الحقيقة، وأي شيء يبنى على غير الحقيقة هو ظلم، هو عدوان، هو اغتيال ثانٍ للرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنه يضيّع القتلة ويعاقب المظلومين، وبالتالي المرحلة المهمة والأساسية هي مرحلة معرفة الحقيقة. هل سلوك وأداء لجنة التحقيق الدولية قبل تشكيل المحكمة وتحولها إلى مدعٍ عام هو سلوك كان يؤدي إلى معرفة حقيقة؟
كلا، ولدي شواهد وأدلة وسأتحدث عنها، ولم تكن هذه اللجنة مؤهلة لأن تصل إلى الحقيقة. الذي يوصل إلى الحقيقة كما كنا نقول دائماً هو تحقيق نزيه تقني شفاف علمي، والتحقيق الذي يتمتع بهذه الصفات يضع الفرضيات كلها حول من يمكن أن يكون قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من يملك الدافع والمصلحة والقدرة نضع فيهم لائحة. إذاً لدينا مجموعة فرضيات أذهبوا وعملوا على أساسها، لكن لجنة التحقيق لم تعمل في أي يوم على هذا النهج، أقول هذا لكل من أحترم وأصدّق أنه يطالب بمعرفة الحقيقة. لجنة التحقيق لم تعمل بهذا الأسلوب ولا في يوم من الأيام، وإنما ذهبت من أول الطريق إلى فرضية واحدة. في التحقيق تضع فرضيات وتحقق، لكن الذي فعلوه أنهم ركبوا اتهاماً وحكماً وذهبوا يبحثون له عن أدلة. لا أحد يعمل بهذه الطريقة، وهذا الذي ما زال قائماً ومستمراً حتى الآن.
إذا لم يتم الوصول إلى الحقيقة لن تكون هناك عدالة، سيكون هناك ظلم، نحن نطالب بالعدالة، العدالة هي أن يعاقب قتلة الرئيس رفيق الحريري، أمّا أن يعاقب من لم يقتله فهذا قمة الظلم وهنا الجدال والنقاش. هل تريدون معرفة الحقيقة؟ نحن كنا نقول دائماً أننا جاهزون للتعاون، لكن هل سلوك بعض القوى السياسية في لبنان وسلوك لجنة التحقيق الدولية وسلوك المدعي العام الحالي وسلوك المحكمة هو سلوك من يريد معرفة الحقيقة؟
لدي شاهدان، الأول شهود الزور والثاني من صنّعهم؟
تفضل يا (مدّعي عام) واجلب شهود الزور وحاكمهم وحاسبهم لأنهم ضللوا التحقيق.
أولاً، لا يوجد نقاش في البلد أن الشهود كانوا شهود زور، وهذه المسألة انتهت ولا يوجد أحد يناقش فيها. شهود الزور المتداولة أسماؤهم أربعة ومن لا يزال متخفياً ولم يعترف ويقوم بإكمال اللعبة هو محمد زهير الصديق، أما أولئك الثلاثة فقد صرحوا وسجلوا وتحدثوا بمعزل عن مكان وجودهم. تفضل استدعِ شهود الزور وحقق معهم. هو لا يريد ذلك بحجة أنه ليس من اختصاص المحكمة والتحقيق. أليس من اختصاص التحقيق معرفة الحقيقة؟ أليس من اختصاص التحقيق أن يعرف من ضلل التحقيق؟ أليس من طرق معرفة الحقيقة أن نبحث عمّن ركّب شهود الزوّر لنعرف هل له صلة بالقتلة أما لا ؟ كل الدنيا تعمل بهذه الطريقة إلا لجنة التحقيق. تفضل يا قضاء لبناني، فيجيب ليس من اختصاصي ولا من شغلي ، تفضلوا يا أجهزة أمنية لبنانية، فيجيبون ليس من اختصاص ولا من شغلي.
شهود زور ضللوا التحقيق أربع سنوات وبني عليه ما بني ليس من اختصاص أحد أن يسألهم أو يحقق معهم أو يعاقبهم أو يحاسبهم! هذه عدالة!؟ هل من يسعى إلى العدالة يتصرف بهذه الطريقة؟ هل من يطلب معرفة الحقيقة يتصرف بهذه الطريقة أيضاً؟
هل شهود الزور جاءوا من تلقاء أنفسهم وشهدوا؟ لا. ثلاثة بالحد الأدنى غير زهير الصديق تحدثوا في مؤتمرات صحافية ولديهم تسجيلات ويقولون: فلان جاء بنا، فلان أعطانا مالاً، فلانا أخذنا إلى الشقة الفلانية، فلان قال لنا ماذا نقول، وهؤلاء كلهم لبنانيون، وشارك في فبركة الشهود وتعليم الشهود بعض ضباط لجنة التحقيق الدولية من الأجانب باعتراف هؤلاء الأشخاص أنفسهم. أليس من حق اللبنانيين والشعب اللبناني ومحبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يطالبوا بجلب أولئك الذين فبركوا شهود الزور ليضللوا التحقيق حتى نعرف لماذا فعل هؤلاء ذلك؟ لماذا ضيّعوا التحقيق أربع سنوات؟ من هم هؤلاء؟ اكشفوهم، حاسبوهم، ألا تريدون محاسبتهم ومعاقبتهم! في الحد الأدنى، اطردوهم من صفوفكم، في الوقت الذي لا زال أحد شهود الزور يعيش على أموالكم وعلى مساعداتكم وفي حمايتكم. في الوقت الذي كل الذين فبركوا شهود الزور ما زالوا في موضع الرعاية والاهتمام والتبني.
هل هكذا يمكن الوصول إلى معرفة الحقيقة؟ هناك من سيخرج ليقول إن السيد خطب خطاباً متوتراً حتى يوتّر البلد، لكن هل قول الحقيقة يوتر البلد؟ لماذا؟ من لديه منطق لمناقشتي في هذا السؤال فليتفضل. هل هؤلاء الشهود أتوا من السماء أم هناك من صنّعهم؟! من صنّعهم؟ فلنذهب ونحقق معه؟ فلنذهب ونسأله بأي خلفية صنّعهم؟ يمكن أن نخرج بشيء. ألا يساعد هذا في معرفة الحقيقة؟! إفعلوا ذلك، لماذا لا تفعلون ذلك؟ أنا أطرح أسئلة لا أطلب عليها أجوبة، أنا أعرف أجوبتها، أنا أقوم بطرح الأسئلة فقط لأدفع الناس لأن يتساءلوا، وعندما أطلب شيئاً لا أطلبه ليتحقق وإنما لإقامة الحجة؟ هل تريدون وضوحاً أكثر من هذا؟
الآن، هناك نقاش في البلد. اليوم دولة الرئيس سليم الحص الذي نحترمه جميعاً، والذي أسيء إليه كثيراً في من أسيء إليهم خلال أربع خمس سنوات، اليوم كان عنده نداء، لديه توصيف وتوزيع للمسؤوليات، أنا احترم أي شيء يقوله الرئيس الحص سواء اتفقت معه على التوصيف أم لم أتفق، لكن الفكرة صحيحة، أنا أؤيدها، حزب الله يؤيدها، الطبيعي عندما تكون المقاومة سيعتدى عليها وسيفتح من خلالها باب الاعتداء على لبنان أن هناك مجلس وزراء فليتحمل مسؤوليته، هكذا طرح الرئيس سليم الحص، أو هيئة الحوار الوطني، أنا أؤيد، أنا لم أدعُ للقاء، لكن الرئيس الحص يدعو للقاء، أقول الأمر جيد، نحن نتجاوب. إذا دعي إلى مجلس وزراء ليناقش هذا الموضوع نحن متجاوبون. إذا دعي لهيئة حوار وطني لمناقشة هذا الموضوع نحن متجاوبون، نحن متجاوبون لأننا حريصون على البلد وعلى المقاومة، نقول يا ناس هناك مؤامرة كبيرة على البلد وعلى المقاومة تفضلوا لنتحاور، لا لنبحث عن مخرج، لا، أنا قلت في المؤتمر الصحافي وأعيد القول: أي أحد في هذه الدنيا إذا أراد أن يجلس معنا ليناقشنا على قاعدة أن أحد من عندنا متهم ونريد أن نبحث عن مخرج لا أجلس مع أحد. إذا أحد يريد أن يجلس معنا على قاعدة أن هناك أحد من عندنا متهم ونريد أن نعمل تسوية لا نجلس معه. وإنما على قاعدة أن هناك شيئاً يعد تعالوا لنرى كيف نواجه كلنا معاً على مباني حق وعدل وقانون ومسؤولية ومصلحة عامة وحرص، نحن جاهزون، نحن أكثر جهة حريصة على هذا البلد، وأن يكون هناك حكومة وحدة وطنية واستقرار وأمن.. ولذلك إذا حصل اجتماع من هذا النوع للحكومة نحن نوصي وزراءنا وإذا في هيئة الحوار هذا الحاج أبو حسن رعد موجود ونوصيه. تريدون التعاون، فمن الشروط الجدية اعمدوا إلى تشكيل لجة لبنانية، "شو بدي ببلمار والتحقيق الدولي وبالمحكمة الدولية حطوهم على جنب"، نحن لبنانيون، ألسنا نحن جهة يرّكب لها تهمة، ليس لثلاثة أفراد من حزب الله، والذي يقوله الإعلام الإسرائيلي صحيح، متقاطع مع معلوماتنا، والمعلومات الإسرائيلية من قلب التحقيق ومن قلب مكتب بلمار ومن قلب المحكمة الدولية، ونفس المعلومات الإسرائيلية التي تحدثوا عنها في وسائل الإعلام قبل عدة أيام تحدث بها مسؤولون أمنيون في لبنان أن القرار الظني الأول (يطلبون) ثلاثة والثاني بعد مدة خمسة والثالث عشرين والرابع خمسين، نحن على مين عم نلعب وعامين عم نضحك. صدفت بالزمانات خرجت كوندوليزا رايس تقول للإسرائيليين اصمتوا وانتم تخربون علينا في لبنان. يبدو الآن انه ما حدا بيمون على حدا وهم يتحدثون عن معلوماتهم الإسرائيليين مش أنا عم إتبنى المعلومات ولكن كثيراً مما قالوه يتقاطع مع معلوماتنا ونحن لدينا معلومات وليس لدينا تحليل وكلام جرائد وصحف ويأتي يوم تظهر فيه كل هذه الحقائق.
نحن بماذا سنوصي؟ تعالوا وانشئوا لجنة لبنانية، إما لجنة برلمانية إما لجنة قضائية إما لجنة وزارية أو لجنة أمنية أو لجنة مختلطة تأتي بهؤلاء الشهود الثلاثة وتذهب إلى الصديق أينما كان وهم يعرفون أين هو لأنهم يدفعون نقلياته ومعاشه وبيته ويؤمنون له الحماية ويمكنهم الوصول إليه، ويجلسون معهم ويسألونهم من قال لكم، ومن دلّكم، ومن علّمكم ومن "فبرككم" ومن أخذكم إلى التحقيق وعندما تعودون يستمع منكم ماذا جرى ويزودكم بالمعلومات الجديدة التي يجب أن تتحدثوا بها بحسب حبل الكذب قصير.
إذا كنا فعلياً نود القيام ببداية جدية، هذه بداية جدية تفضلوا، هذا ليس شرطاً، أنا لا أتحدث عن شروط حتى نتعاون في البلد نحمي البلد والمقاومة. ليس لدينا شروط لكن لدينا طروحات وأفكار ومن يود أن يثبت انه حريص على معرفة الحقيقة ويود تحقيق العدالة عليه أن يبدأ من هنا. لازم عندما ينظر إلى وجوه السياسيين والإعلاميين والأمنيين والقضائيين الشركاء في فبركة شهود الزور ما يتحمل أن ينظر إلى وجوههم.
هذه البداية الطبيعية، نحن حريصون على هذا البلد، منفتحون على كلما يحمي هذا البلد ويحمي هذه المقاومة ويحفظ وحدة البلد وأمنه واستقراره. نحن مع كل اللبنانيين نريد معرفة الحقيقة، نحن مع كل اللبنانيين نريد إقامة العدالة ولكن نحن أيضاً لن نسمح بتشويه مقاومة هي أغلى ما عندنا، والذي صنعها، من أجل أن تُصنع، قدمنا أغلى ما عندنا. هذه هي أمانة الشهداء هذه هي وصية الشهداء نحن وأنتم إن شاء الله سنحافظ عليها وسنواصل الطريق.
تحية لكم جميعاً آباء وأمهات الشهداء أبناء وبنات الشهداء الحضور الكريم الكفلاء الكرام وأهل المحبة والجود وفقكم الله جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اعوذ بالله من الشّیطان الرّجیم.
بسم الله الرحمن الرحیم.
والحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على سیدنا ونبینا خاتم النبیین ابی القاسم محمّد بن عبد الله وعلى آله الطّیبین الطّاهرین و صحبه الاخیار المنتجبین و على جمیع الانبیاء والمرسلین.
آقایان، خانمها، برادران و خواهران السلام علیكم جمیعاً ورحمة الله بركاته.
مقدّمه:
دوست دارم در این روز بزرگ با حدیثی شریف از حضرت امیرالمومنین علی بن ابی طالب (ع) سخنم را آغاز کنم. این حدیث را ایشان در بستر شهادت از رسول الله روایت فرمودند. میفرمایند: از رسول خدا (ص) شنیدم که میفرمود: کسی که یتیمی را سرپرستی کند تا آن هنگام که وی بینیاز شود، به این واسطه خداوند بهشت را بر او واجب میسازد. چنان که به واسطهی خوردن مال یتیم، به دستانداز به مال یتیم آتش را.
پیرامون روز بزرگداشت:
ما امروز به مناسبتی بزرگ و عظیم گرد هم آمدیم. البته این که ما اکنون در اوّلین جشن هستیم یعنی این دیدار، دیدار تاسیس است ان شاءالله. که بر پایهی این سالهای بعد نیز اوّلین جشن مرکزی بزرگداشت فرزندان شهیدان برگزار خواهد شد. فرزندان شهیدی که به خودباوری رسیدند. یعنی همان «مرحلهی بینیازی» که در حدیث شریف آمدهبود. انتخاب این مناسبت و زمانبندی از جانب بنیاد شهدا، انتخاب موفقی بوده. بسیار نمادین است و دلالت مهم فکری، فرهنگی، تلاشگونه، ذهنی، روحی و… را داراست. چرا که امروز، ۲۵ سپتامبر، سالگرد شهادت جوانی است که در خانوادهای که پدر و سرپرست خود را در راه مقاومت از دست داده بودند، رشد یافته بود. این جوان تحت سرپرستی مادر و دیگر اعضای خانواده رشد یافته و همگی زیر نظر بنیاد شهید و تمام کسانی که این بنیاد را یاری میکنند بودند. هنگامی که ایشان به مرحلهی استقلال، خودکفائی و تلاشگری میرسد، راهش را انتخاب میکند. هیچ کس هم ایشان را مجبور نکردهبوده رزمندهی مقاومت باشد -شاخص رزمندگی مقاومت هم همین است، همیشه هم میگوییم «رزم اجباری نیست»، تفاوت رزم در مقاومت این است که آنان خودشان راه جهاد، شهادت و پیروزی را از سر ارادت، ظرفیّت و درکشان برای ادامهی زندگی انتخاب میکنند-. تا در درگیریهای رو در رو و پهلوانانه شهید شوند، چنین درگیریهایی که جزء لا ینفکّ مواجههی بزرگی در جنگ سی و سه روزه بود. عدّهای از گردانهای اسرائیل با تلاش برای اشغال شهر بنتجبیل و دستیابی به محلّ برگزاری جشن پیروزی ۲۵ می ۲۰۰۰ قصد داشتند اولمرت، رئیس قوا یا فرمانده منطقهی شمالی خود را به آنجا بیاورند، که آنجا سخنرانی کند و بگوید اسرائیل خانهای است فولادی، ولی شهید احمد جغبیر و تمام برادران شهیدش و مقاومان سال ۲۰۰۶ دوباره بر این که اسرائیل «اوهن من بیت العنکبوت» است تاکید کردند.
شهید احمد که روز شهادتش برای مناسبتی سالانه و چنین بزرگداشتی انتخاب شده، فرزند شهید حسن جغبیر بود. لبنان زود فراموشش میشود، و گاها در حقّ شهدا اجحاف میکند. شهید حسن از فرماندهان مقاومت بود و بنده شخصا ایشان و شیرمردیهایش را میشناختم. ایشان فرمانده «روند ریحان» بود که، آن طور که به ذهنم میآید در سال ۹۳ میلادی، قصد داشت با به اسارت گرفتن سربازان اسرائیلی اقدام به آزاد کردن بازداشتشدگان در زندان خیّام و دیگر زندانهای اسرائیلی نماید. شهید حسن مقاومِ مجاهدِ فرماندهِ پهلوانِ شیرمرد شهید شد و خانواده و پسرانش در این راه رشد یافتند. اینگونه احمد که فرزند شهیدی بود، خود شهید شد. چنان که پیش از این به عرضتان رسیده و دیگر نیازی نیست. گرچه مرور و تکرار نام پدران شهید مجاهدمان و پسران شهید ایشان مرا خوشوقت میسازد، ولی نامها و تصاویر به عرضتان رسید و دوستان عزیزم آنچه را که لازم بود برای بزرگداشت خانوادهی این شهیدان به انجام برسانند، رساندند.
سرپرستان:
ما امروز اینجا گردآمدهایم، و جشنمان نزدیک به ۲۲۰ جوان از دختران و پسران شهیدان را پذیراست. محفلی به مناسبت به ثمر رسیدن حرکات پشتیبانی، توجّه و سرپرستی [که برای این جوانان از ابتدا صورت پذیرفته]. برای رسیدن به این مرحله همکاری و تلاش صورت گرفته و در نتیجه دارای برجستگیها و وجوه مختلفی است. اگر قصد رتبهبندی داشتهباشم: اوّلین رتبه همسران شهدا هستند، یعنی همان مادران ایتام شهداء چرا که بسیاری از آنها وقتی همسران ایشان به شهادت میرسند در اوج و شکوفایی جوانی هستند و بسیاری از اینها بر تحمّل مسئولیّت بزرگ تربیت ایتام و سرپرستی آنان بدون وجود کمک اصرار میورزند. [رتبهی اوّل مربوط به] مادران یا به عبارتی مادران یتیمان، یعنی همسر شهید است و کسی که خود از مصادیق حدیث شریفی است که دربارهی آن صحبت کردیم. من بسیاری از همشران شریف و بزرگوار شهداء را میشناسم که چه بسیار برای نگهداری این ایتام اعمّ از پسر و دختر جوان، دختر و پسر بچّهها زحمت کشیدند و فداکاری نمودند. آنان را وارد صحنهی امّت و ملّت میکردند و آماده برای پذیرش مسئولیّتهای جدید. خانواده، پدربزرگ، مادربزرگ و شرایط رشد هم به تبع دارای ارزش خاصّ خود هستند. بنده نمیخواهم با رتبه بندی به صورت اوّل، دوّم و سوّم مساله را خراب کنم، چرا که سخت است و شرایط هم متفاوت، گاهی پدربزرگان مسئولیّتها را بر دوش دارند که [اگر این گونه باشد] کار آنان بزرگتر است. ولی بیشک وقتی مردی به شهادت میرسد، مسئولیّتی خاص و مشترک به وجود میآید. میتوانیم بگوییم به واسطهی مشغولیّتهای اجتماعی، این مسئولیّتها بسیار پیچیده هستند. ولی اخلاص پدربزرگ، مادربزرگها و همسر شهیدان از پس تربیت این نسل برمیآید.
بنیاد شهید:
بنیاد شهید از ابتدای تاسیسش: باید یادی بکنم از مؤسس اوّلین شعبهی این بنیاد در لبنان، جناب سیّدعیسی طباطبائی (حفظه الله) کسی که بنده همیشه از او به عنوان پدری مهربان، خوشطینت، با محبّت،خدوم و کسی که دور از چشم مردم کار میکند، یاد میکنم. از ایشان و تمام مدیران و مسئولانی که در ادارهی این بنیاد نقش داشتند. تمام برادران و خواهرانی که در ادارات، گروهها و تشکیلات این بنیاد در تمام این سالها مشغول به کاربودهاند، چرا که آنان نیز در این عنوان شریکند و لایق قدردانی و همچنین حامیانی که به پشتیبانی و حمایت شتافتند.
پیشگام پشتیبانان و سرپرستان، پدرِ بزرگوار این امّت امام خمینی (قدّس سرّه الشّریف) هستند. مؤسّس بنیاد شهید، که البته این حمایت به وسیلهی سیّد و رهبر، امام خامنهای (دام ظلّه) استمرار یافت و همچنین از سوی جمهوری اسلامی ایران که به آن افتخار میکنیم و مایهی سربلندی ماست. این حکومت منادی آشکار حمایت انسانی، اجتماعی و جهادی ماست؛ و نه [استفاده کننده از ما] برای تخریب دیگری. قسمت مهمّ دیگری از این پشتیبانی از سوی تعداد کثیری از حامیان است. این اصطلاح البته اصطلاحی قدیمی و همچنین دینی است. در طول تاریخ نیز این موضوع در سیرهی پیامبران (سلام الله علیهم) وجود داشتهاست:زکرّیا (علیه السّلام) حامی یتیمش مریم (علیها السّلام) بود. پس خداوند حمایت و کفالت زکریا را بر عهده گرفت. عبدالمطلّب حامی و کفیل محمّد (ص) بود. و بعد از ایشان، ابوطالب (رضوان الله علیه)، این ها در فرهنگ دینی و انسانی از قدیم الایّام موجود بود. من همینجا شهادت میدهم حامیان در مرحلهای عالی از محبّت، اخلاص، بزرگواری و بخشش قرار دارند. بسیاری از برتریهای عظیم در پشتیبانی از برنامههای بنیاد شهید، مخصوصا آنچه به فرزندان شهدا مربوط میشود، در تمام ۳۵ سال گذشته به این حامیان بازمیگردد.
همیشه سیاست و رویّهی کلّی ما این بود که میخواستیم فرزندان شهدا درسایهی خانه و خانواده خود باشند و به مدارس دولتی نروند. این البته پایین آوردن ارزش مدارس دولتی نیست. ولی گزینه ایست که از سر شرایط معیشتی و اجتماعی چارهای هم جز آن نیست. و باید برای امنظور تمام حمایت و پشتیبانی صورت گیرد. البته از راه شخصیّتی، تربیتی و عاطفی. این چیزی است که شرایع آسمانی و مخصوصا اسلام و علم الحدیث روی آن تاکید دارند. این که پسر و دختر در آغوش مادرشان و در کنار برادران و خواهرانش باشند و تحت سرپرستی پدربزرگ، مادربزرگ و خانواده و اقوامش پرورش یابد. این همیشه دغدغه بوده و تمام کسانی که از آنان یاد کردم، کمک و همکاری کردهاند تا این سیاست اجرا گردد. با ایفای نقش همسران شهداء یعنی مادران ایتام، پدربزرگان و مادربزرگان، بنیاد و حامیان، توانستیم این سیاست را تا حدّ بسیار بسیار خوبی اعمال نماییم. چنین است که امروز نسلی از ایتام شهدا با خصوصیّاتی که کاملا عادّی و بلکه پیشتاز وارد جامعه میشوند. این را میشود احساس کرد. خب، این فرزندان شهیدی که به این مرحله رسیدند اکنون کجایند؟ چه میکنند؟ برای گروهشان، مردمشان، خانواده و کشورشان چه میکنند؟ [باید بگویم] ما به این نتیجهی ممتاز رسیده ایم که امروز نسلی از فرزندان دختر و پسر شهدا رشد یافته، تحصیل کرده و فارغ التّحصیل شدهاند، کار میکنند، به زندگی عادّی خود ادامه میدهند. و راه را طی میکنند.
به حدیثی که در ابتدا خواندم دو حدیث از پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله) میافزایم. چه این که سخنی بالاتر از سخن خداوند و رسولش نیست. احادیثی که به سرپرستی، حمایت، پرورش و حمایت مالی ایتام تاکید میکنند. که همین به نوعی همکاری در نبرد است و بخشی از وظایف مقاومت، این کار از آن کارهایی است که جایگاهی بسیار بزرگ نزد خداوند (سبحان و تعالی) و همچنین عاقبتی ارزشمند در روز قیامت دارد. از پیامبر خدا (صلّی الله علیه و آله) است که [میفرمایند]:«کسی که سه یتیم را سرپرستی کند، همچون کسی است که شبها را زنده و روزها را روزه میدارد و روز بعد در راه خدا شمشیر میزند. و من و او در بهشت برادریم چنان که این دو (پس انگشت سبّابه و وسط دست خویش را نشان دادند.)» یعنی او از مقاومان مجاهد است. یعنی نه تنها در مقام حمایت، بلکه مانند کسی که در راه خدا شمشیر میزند. این مقام را به او میدهند. تصوّر کنید پیامبر خدا به همهی ما میگوید اگر کسی میخواهد مجاهد باشد و در بهشت برادر و در کنار من، زیاد هم نگفتهاند، نه ۱۰، ۲۰، ۵۰ یا ۱۰۰ کسی که تنها ۳ نفر را سرپرستی کند، برای هر کسی چنین کند، آن مقام وجود دارد.
خب البته در این حدیث برکات اخروی مدّنظر بود. پس از این رسول الله به ما راه دسترسی به برکات دنیوی و شخصی را میآموزد. مردی نزد رسول خدا آمد و از سختی دل خویش شکایت کرد. خیلی از مردم دلهایشان سخت است، بعضی از این موضوع ناراحتند و بعضی هم غافل. مثل جهل مرکّب تقریبا! خیلی از مردم فکر میکنند دانشمندترینِ دانشمندانند، ولی نادانترین نادانانند! نه، این مرد دلش سخت بود و این را هم میدانست و آمدهبود درمان طلب کند. این فرد فقط حاجتی در دنیا داشته و دنبال راهی برای تحقّق این موضوع میگشته. پیامبر خدا در حدیثی که از ایشان روایت شده میفرمایند:«میخواهی قلبت نرم شود؟ و به مقصوت برسی؟ با یتیم مهربانی کن» نگاه کنید:«با یتیم مهربانی کن. بر سرش دست نوازش بکش و از غذای خویش به او بخوران» یعنی بیاورش خانهات، خود غذا تمام موضوع نیست و این که غذا را ببری و به او بدهی، [این کافی نیست، ایشان میفرماید:]«با یتیم مهربانی کن، بر سرش دست نوازش بکش و از غذای خویش به او بخوران، قلبت نرم میشود و به حاجتت میرسی» این یک راه تربیتی است. در این عالم، علوم امروزی و تخصصّی هنوز بعد از خزیدنهای بسیار، در اوّلیّات ماندهاند! این حرف مال ۱۴۰۰ سال پیش است. بروید آزمایش کنید، ببینید. برای حامیان و سرپرستان که همه را جدا جدا نام بردم، همین بشارت از رسول خدا(ص) کافیست.
سیاست جدید بنیاد:
صحبت دیگری با پسران و دختران شهداء، سیاست بنیاد در مرحلهی قبل این طور بود که حمایت هرکس به عهدهی فرد مشخّصی بود. یعنی مثلا فلان شخص، حمایت فلان یتیم را به عهده میگرفت. برادران هم در بنیاد روابط مشخّصی را مانند دیدار، نامه و … میان حامی و یتیم برقرار میکردند که اینها نمونهای از علاقهی بسیاری از حامیان بود. [در این خلال] ما همیشه [در روندهای حمایتی] بازنگری داشتیم. -ما تنها مردم را به بازنگری فرا نمیخوانیم!- در همهچیز در سیاست، مسائل اجتماعی، کارهای فرهنگی، مقاومت و تشکیلات، ما در این موضوع از سالها پیش بازنگری میکردیم و به نتیجه رسیدیم. فقط هم بنیاد در این بازنگری نقش نداشت، بنده نیز شخصا یکی از افرادی بودم که پیگیر این کار بودند. کسانی که به این تعدیل اصرار داشتند که: حمایت یتیمان را بدون نام اجرا کنیم. و برای حامی یتیم این موضوع ممکن نباشد که بگوید من حامی فلان یتیم بودم. چرا که این صحبتها در پی شهرت و بحثهای رسانهای پیش میاید. رعایت انصاف هم نمیشود، یعنی امکان رعایت انصاف [در این حالت] وجود ندارد، یا قصور میشود یا تقصیر.
دوّما ما در زمینهی تربیتی، معنوی، اخلاقی، شخصیّتی نمیخواستیم یتیم احساس کند حامیش بر او منّت میگذارد. کسی که یتیمی را حمایت میکند، برای دنیا و آخرت خودش کار میکند. وقتی به شهداء با حمایت ایتام آنها و غیر آنها احترام میگذاریم، تنها واجبی را که به گردن ماست به انجام میرسانیم. ما فهمیدیم، بهتر، سالمتر و حراستشدهتر این است که برای رعایت عدالت و حفظ تمام آثار معنوی، شخصیّتی و تربیتی که میخواهیم مراعات کنیم، توزیع و دستهبندی به بنیاد واگذار شود. برای همین بنده از حامیان میخواهم انشاءالله این سیاست را درک کنند. این برای آنان هم بهتر است چرا که نوعی صدقهی پنهانی است. این به خداوند و آخرت هم نزدیکتر است. همچنین برای حساب و اعتبارات دنیایی.
توصیهها:
با پسران و دختران شهداء نیز صحبتی کوتاه دارم. نقطهی تمایز شما این است که شما فرزندان شهداء هستید. این تفاوت مهمی است. این موضوع شما را در معرض مسئولیّتی بزرگ قرار میدهد. همیشه وقتی خداوند تفاوتهایی میبخشد، مسئولیّتهایی افزوده میشود. وقتی علم یا ثروت، نفوذ یا پایگاه مردمی انسان بیشتر میشود، مسئولیّتش نیز افزوده میگردد. و مانند آن هر تفاوتی از جانب خداوند در مقابل مسئولیّتی میطلبد. دنیا اینچنین ساخته شده. «امروز روز عمل و حسابی نیست، فردا حساب است و عمل نه» بعد از این مسئولیّت بزرگتر هم میشود. چرا که شما به این گروه پاک، پاکیزه، فداکار و بخشندهای که رفیعترین جایگاه را نزد خداوند یعنی درجهی شهادت را دارند، مرتبط هستید. شما باید برای نگاه داشتن حرمت این نسبت تلاش کنید. حفاظت از این شرف تنها این نیست که کاری که این شرف را خدشهدار کند، انجام ندهیم. بلکه باید به گونهای رفتار کنیم که این شرف و انتساب عزّت یابد. اهداف، انگیزهها و رسالت پدران شهید شما، مسئولیّتی بر گردن شماست. راهی که پدران شما و حافظان این راه رفتند، راه و مسئولیّت شما هم هست. سیّد، مولا و استاد ما سیّدالشّهدای مقاومت سیّد عبّاس موسوی (رضوان الله تعالی علیه) وصیّت واضحی برای ما بر جای گذاشت. وصیّت او حفظ مقاومت بود. این وصیّت همهی شهدا بود به مانند سیّد الشهدای مقاومت. ما همه برای حفظ این وصیّت تلاش میکنیم. در نتیجه گرانبهاترین وصیّت شهدای ما حفظ مقاومت بود. با محبّت، پذیرش، مسئولیّتپذیری و عمل؛ بیاموزید، عزم کنید و نسلی باشید که اهداف و آرزوهای پدران شهیدتان را تحقّق میبخشند.
این که انسان یتیم باشد، یتیم به دنیا بیاید یا یتیم بشود، مانعی در راه و سیر پیشرفت او ایجاد نمیکند. بلکه راهی است برای ورود به درجات عالیه. مثالهایی هم در تاریخ هست: محمّد بن عبدالله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) در حالی که از جانب پدر یتیم بود زاده شد. بعد از مدّت کوتاهی از مادر نیز یتیم شد. یعنی جوانی که از جانب پدر و مادر یتیم بود. ولی خداوند ایشان را پناه داد، جدّش او راسرپرستی نمود. فردی که بزرگترین خلایق و آقی انبیاء و رسل و کائنات است.
همچنین مثالی از زنان، خانم مریم یتیمه، که تحت مراقبت مادرش زندگی کرد و زکریّا ایشان را حمایت نمود. ایشان ترقّی کرد و خانم زنان دوجهان شد که خداوند وی را گزینش نمود و برگزید. و او را برای مسئولیّت بزرگ و ارجمندی انتخاب نمود. چرا که هیچ زن و خانمی نمیتواند به مقامی برسد که با کلمة الله مواجه شود تا مادر مسیح (علیه السّلام) گردد. در علوم دینی اسلامی ما -چنان که علوم دیگر نیز به آن رسیدهاند- مادر تنها ظرف نیست (بل که) مادر سازندهی حقیقی است که خداوند سبحان تعالی در وی جسم، روح، ژنها، اخلاق و همهچیز را میسازد.
در عصر معاصر نیز، از تقدیرهای عجیب بود که، امام خمینی هم پس از شهادت پدرشان یتیم متولّد شد و پس از سالهای کوتاهی هم که مادرشان وفات کرد و برادربزرگشان سرپرستی ایشان را به عهده گرفت. این یتیم میشود بزرگترین شخصیّت و باعث عظیمترین انقلاب قرن ۲۰. یتیم بودن مانع و مشکلی در برابر اراده، عزم و ایمان انسان نیست. به پسران و دختران جوان، خانواده و همسران شهدایمان میگویم. این شهداء در این سیسال از با اهمیّتترین رموز این کشور و امّت بودهاند. آنان خالقان پیروزی و تاریخ این وطن هستند. و آنان هستند که وجود و کرامت آن را حفظ میکنند.در این جمع میخواهم به شما و هر کس که میشنود بگویم، این شهداء گرانبهاترین چیزهای ما هستند. یعنی ما و حرکت مقاومت، گرانبهاترین چیزی که داشت را از پدران، پسران، عزیزان، برادران، زنان و کودکان تقدیم نمودیم. تمام ما خانوادههای شهدا و هر آن کس که به این خانوادهها وابستگی خاطر یا جهادی داشته باشد، وقتی خوب نگاه میکند میگوید: ما در این مسیر گرانبهاترینهامان را دادیم. البته ممکن است وابستگیهامان متفاوت باشد. مثلا بنده در این مسیر، آن گرانبهایی را که برای مسیر شهادت و جهاد فی سبیل الله از دست دادم، استادم سیّد عبّاس موسوی بود. و همچنین برادران و رفقای بسیاری، گرانبهاترین این برادران نیز حاج عماد مغنیه بود. همگی این را احساس و درک میکنیم و در مییابیم.
در نتیجه مقاومت برای ما تنها طرح فکری، فرهنگی، جهادی و سیاسی نیست. این مقومت دستآورد قطعی خونها، عرقها، اشکچشمها، آهها، بیخوابیها، دردها و فداکاریهای ماست. از این جا به تمام جهان میگویم: بیشک این راه مقاومتی که ما در آن و در راه اهدافش پیش میرویم. گرانبهاترین چیز است. این مقاومت گرانبهاترین چیز ماست. ما به هیچ کوچک و بزرگی اجازهی دست بردن به کرامتمان را نمیدهیم.
این شهداء در روز بزرگداشت فرزندانشان، نه از جانب برتری جویی بلکه برای یادآوری نعمتهای خدا به آنان، به ملّت لبنان و ملّتهای عربی و اسلامی میگویند: آنچه را خونهای ما به این کشور، سرزمین، ملّت و این امّت بخشید، به یاد بیاورید. سپس بروید و مسئولیّت خویش را به انجام برسانید. امروز این پیغام شهداست.
جایگاه جدید مقاومت:
این شهداء گوهر مقاومت و روح پاک، ارادهی سخت، منبع بیکاستی، قلب خستگی ناپذیر، آرزوی اوجگیرنده و پیروزی روزافزون آن هستند. خون ایشان تمام پروژههایی که در این سی سال لبنان، فلسطین و منطقه را مخصوصا از سال ۱۹۸۲ تهدید میکردند، از میان برد. که قصد تکرار ندارم، در این باره بسیار در مناسبتهای مختلف صحبت کردهایم. همه میدانند نقشهی سال ۱۹۸۲ برای لبنان و منطقه و برای از میان بردن مقاومت چه بود. در سال ۲۰۰۰ مقاومت بر بزرگترین پروژهی منطقه یعنی اسرائیل بزرگ فائق امد. و تیر خلاص به پروژهی اسرائیل بزرگ را هنگام اخراج بدون قید و شرط اسرائیل از سرزمینمان نواخت.
در سال ۲۰۰۶ نیز در مقابل پروژهی خاورمیانهی جدید بزرگ. پروژهی آمریکایی که برای آن میلیاردها دلار خرج شد و بزرگترین دستگاههای سیاسی و رسانهای تاریخ بشری به کار بستهشد. دربارهی لبنان هم صحبت نمیکنم، بلکه [صحبتم] دربارهی منطقه است. برای آن [پروژه] جنگهای افغانستان و عراق در منطقه صورت گرفت و دولتهایی مانند ایران و سوریه به درگیری نظامی تهدید شدند و بسیاری از نیروهای دولتی منطقهای و محلّی نیز این مواجهه را پوشش دادند. مقاومت در سال ۲۰۰۶ این پروژه را نیز با خونهای پاک این شهدائی که سنشان ۱۸، ۱۹، ۲۰ و ۲۵ سال بود، جانبازان، شهداء، اسیران، مجاهدان و شما مردم شریف، بزرگوار، فداکار و صبور مقاومت توانست با فداکاری، صداقت و بخشندگی وجود بینهایتش و ثانیا با پیروزی و دستآوردهایش جایگاه ممتازی را در لبنان، منطقه و جهان به دست بیاورد.
جایگاهی معنوی و روانی که از احترام، تقدیر و پذیرش خبر میدهد. به وضوح مقاومت این جایگاه را به دست آورد. جایگاهی که در آن مقاومت اسلامی مورد احترام مسیحیان است، مقاومتی که اکثر رهبران و پایگاههایش متعلّق به شیعیان است و جهان تسنّن به آن احترام میگذارد. مقاومتی لبنانی که بقیّهی عرب نیز برای ان احترام قائلند، و همچنین مقاومتی عربی که همهی مسلمین از غیر عرب آن را محترم میشمارند، مقاومتی که هر مظلوم و [حتّی] ستمگر در جهان سوّم آن را در نظر میآورند. و در سارسر جهان آن را به عنوان نماد مقاومت و الگو و آرزو مینگرند.
توطئههای دشمنان و خدشهدار کردن وجههی مقاومت:
این جایگاه را مقاومت شما مجّانی، با شعار، سخنرانی، رسانهها، بزرگنمایی یا مسائل غیر حقیقی به دست نیاورده. بلکه اینها با خون، فداکاری، اشک، صبر، فتوحات و پیروزیها به دست آمده. و توانسته برای خود و لبنان جایگاه پیشرو در معادلات منطقهای بسازد. که البته این سابقه نداشته. لبنان همیشه با اهالی نظریّهی «جنگ دیگران در سرزمین ما» مواجه بوده. کسانی که میگفتند لبنان محلّی برای نزاع است و خود نقشی در این موضوع ندارد. تازه این توصیف محترمانهاش بود! مقاومت اینگونه است، تنها از طرف حزبالله پشتیبانی نمیشود، بلکه از سوی تمام مقاومین و حامیانش پشتیبانی می شود. این چنین مقاومتی در تاریخ لبنان بیسابقه است. در حوزهی تاریخ لبنان بدّعا میکنم چرا که تاریخ لبنان را خواندهام، مقاومتی که لبنان را قلب معادلات منطقهای قرار میدهد، آن را فاعل، حاضر و مؤثّر میکند و نه قابل، پذیرا و مفعول.
این نه نتیجهی این نظریّه است که «قوّت لبنان در ضعف آن است.» نه نتیجه شیرجه در پروژههای دیگران! و نه نتیجهی قدرت گرفتن از ایشان. برادران و خواهرن میان قدرتگرفتن و کمک و مدد گرفتن از دیگران تفاوت وجود دارد. سوریه و ایران و بسیاری از بزرگواران مقاومت را یاری کردند. ولی این خود مقاومت بود که جنگید، این شما بودید که جنگیدید، صبر کردید و نتیجه را ساختید. برای همین است [ که میگویم] مقاومت این جایگاه را به لبنان بخشید.
متاسّفانه دشمان لبنان قیمت آنچه را اکنون لبنان داراست پیشتر از بعضی لبنانیان درک میکنند. برای همین هم برای بیرون آوردن آن از جنگ لبنان توطئه میکنند و نقشه میکشند. چیزی که لبنان را نسبت به هر زلزله و طوفانی که در منطقه آمد، و ممکن است بیاید تاثیر ناپذیر نموده این چیزی است که لبنان را در معادلات منطقهای حاضر و آن را در برابر تمام عالم محترم نمود. پیشتر در جهان کسی نبود که به سوی لبنان بیاید. امّا اکنون هر کس در جهان از شما استقبال میکند. چرا که در لبنان مقاومت و ارادهی شمقاومت وجود دارد، و مردم لبنان مقاومند. عادتا تاکید میکنم، آنها بسیار خوب قیمت این چیزی را که شما در دست دارید میفهمند. آنان دربارهی نفت و گاز درون دریا با شما چانهزنی میکنند و به سهم مساوی راضی میشوند امّا دربارهی مقاومت نه.
امّا برای این که قوی، با اراده، بلند مرتبه، سربلند در برابر دشمن و کسی که خود را در جانب دشمن تعریف میکند، برای این که اینگونه باشید، کسی با شما وارد چانهزنی نمیشود. امّا در مقابلِ خانواده و عزیزان، شما متواضع، محبوب، دلسوز و عزیز هستید. دشمن ولی آنچه را نزد شماست میشناسد، برای همین میخواهد آن را از شما بگیرد. جنگ سی و سه روزه را ببینید انشاءالله در جشنی به این مناسبت خواهم گفت… (ما نیّتمان این بود که جشن را در ۳۰ جولای برگزار کنیم. البته معمولا آن را در چهارده آگوست برگزار میکردیم ولی خب ۱۴ آگوست در رمضان است و نمیخواهیم مزاحم مردم بشویم، بحث کردیم و ۳۰ جولای را که میان جولای و آگوست است انتخاب کردیم. که اسم جولای حفظ شود و به آگوست هم اشراف داشته باشیم. ولی بنا به درخواست جناب رئیسجمهور مبنی بر این که جمعه میهمانان بزرگی به کشور میآیند، و به طور کلّی ما کشور میهمان نوازی هستیم! و جناب رئیس جمهور هم برای مهمانان بزرگ برنامه داشتند. و خواستار توجّه رسانهها بودند، ما راضی شدیم جشن را تا سوّم برای بدل از جمعه ۳۰ جولای عقب بیاندازیم.) آن روز بیشتر صحبت خواهیم کرد. در آن جنگ میخواستند مقاومت را ریشهکن کنند، و نه تنها خلع سلاح. نه تنها بیرون کردن مقاومت از جنوب یا دستیابی به محلّ موشکهای مقاومت، نه اینگونه نبود، همه میدانند، کوچک و بزرگ برای همین هم همه میخندند چون میدانند و در مورد آن صحبت میکنند و بر اساس آن برنامه میچینند، امّا وقتی ما در این باره صحبت میکنیم میگویند:«چه کسی همچین حرفی زده؟ این حرفها درست نیست.» همه میدانند جنگ سی و سه روزه جنگ نابودی حزبالله بود. ولی نتوانستند، جنگ سی و سه روزه را برای نابودی حزبالله راه انداخته بودند ولی وجهه و پروژهی خودشان نابود شد.
واضح است پروژهی بعدی خدشهدار کردن وجههی مقاومت است. مشکل آنها با حزبالله نیست، با یک حزب سیاسی نیست. ما به عنوان یک حزب پذیرفته شدهایم. و اروپاییان، آسیاییها و عرب با ما دیدار میکنند. حتّی بسیاری میخواهند با ما دیدار داشتهباشند ولی ما نمیخواهیم! این طور نیست که آنان نخواسته باشند. حتّی آمریکاییها بسیار سعی کردند با ما نشست داشتهباشند ولی ما نخواستیم. اکنون تحلیلگران سیاسی به این رسیدهاند که در آمریکا این بحث وجود دارد و آنان میخواهند در مورد چیزهایی که برایشان ضرری ندارد، با حزب مذاکره کنند. آنان در سال ۲۰۰۰ برای این منظور بسیار تلاش کردند ولی ما نپذیرفتیم. نپپذیرفتیم چرا که به نظر ما آمریکا همان اسرائیل است! کسی هم که جنگ سی و سه روزه را راه انداخت آمریکا بود امّا اسرائیل آن را متقبّل شد. در مجموع ما به عنوان یک حزب سیاسی که دارای نمایندهی مجلس و وزرائی در کابینه هستیم در زمینهی سیاسی و مذاکرات وطنی و… پذیرفته شدهایم. مشکل جهان با حزبالله به عنوان یک حزب سیاسی نیست. بلکه بالعکس حتّی آمریکاییها دوست دارند حزبالله تنها یک حزب سیاسی باشد. این در گفتارشان هم هست. مشکل آنها این هم نیست که حزبالله یک جنبش اسلامی است، این هم نیست چرا که بسیاری از جنبشهای اسلامی روابط و پیوند دوستی با آمریکا دارند.
مشکل حزبالله این است که مقاوم است. مشکل حزبالله و هر کس بر این پیمان باشد این است که نمیپذیرد وطنش لبنان، ضعیف باشد، نمیپذیرد حمایتهایی که از وطنش میشود عاریتی باشد. نمیپذیرد حتّی یک نفر در جهان بیاید و شروط ذلیلانه بر او تحمیل نماید مشکل آنها با حزبالله این است که حزبالله سازش آمریکایی، اسرائیلی را که میخواهد خاک را مصادره، میلیونها نفر از فلسطینیان را یکسره از حقّ بازگشت به کشور، خانهها و مزارع و زندگی ارجمندانه محروم نماید را نمیپذیرد.
این مشکل آنان با حزبآلله است وقابل سازش هم نیست. از هماکنون من به شما میگویم: سازشی وجود ندارد. چرا که جنگ با این مقاومت به صورتهای متفاوت ادامه مییابد. ما همه شنیدیم و بنده از جانب خود نمیگویم. ولتمن (میترسید هم بگوید چرا که کنگره از او میپرسید:«صدها میلیوندلاری که در لبنان خرج کردی کجا رفت؟ کجاست نتیجهای که به خاطر آن اینها را خرج کردی؟ الآن آمریکاییها قبول دارند پروژهشان در لبنان شکست خورده؟ لذّت بخش هم هست که انسان به دشمنش اعلام کند، به اسرائیلی و آمریکایی بگوید، هر کس ضرری دید بگوید ضرر کردیم و هنگام شکست بوید شکست خوردیم. طبیعتا در عالم عربی و لبنان کسی نه ضرر کرده، نه شکست خورد و نه عقب نشسته. همه پیروز شدهاند. این یک برگ برنده در دستان ماست. مثلا در جنگ سی و سه روزه، اسراسیل به این نتیجه رسید که شکست خورده و آرزویش نابود شده. همه، طاعون و طاعونی! سیاسی، نظامی، ملّت، احزاب، رسانهها، حکومت، کنیسهها، روزنامهها و علماء دینی همه این را فهمیدند. امّا در عالم عربی چه؟ عدّهای [گفتند:] چگونه تسلیم شویم در حالی که مقاومت هنوز در لبنان است و اسرائیل هم شکست خورده، گویی آنچه که باید اسرائیل را خجالتزده کند، بعضی از عرب را به خجالت آورده! اسرائیلیان سرشکستگی را پذیرفتند و بازنگری کردند. ولی بعضی عربها نمیخواهند بپذیرند و برگردند. پس تحت عنوانی جدید یعنی خدشه وارد کردن به وجههی مقاومت روی آوردند. ولتمن گفت:«ما ۵۰۰ میلیون دلار برای خدشهدار کردن وجههی مقاومت در لبنان خرج کردهایم.» امّا نتیجه چه شد؟
حالا میخواهم بگویم که چرا ما میگوییم ما اصلا نمیترسیم؟ چرا که ما نه برای خود و نه برای وجههمان نگران نیستیم، ما برای کشور و شرایطی که بعضی دوست دارند در آن پیش بیاید نگرانیم.
نتیجه البته شکست خواهد بود و این بار اوّل هم نیست. از سال ۱۹۸۲ اگر به تاریخ برگردید خواهید دید آنچه را که در آمریکا، اروپا، جهان و جتّی جهان عرب برنامهریزی شده را. ما تنها در این چهار سال از سوی جهان مورد دشمنی نبودهایم. ما از هنگام وجود یافتنمان مورد انتقاد بودهایم. از سال ۱۹۸۲ وجههمان را خدشهدار کردهاند. امّا آن زمان وسایل دفاع از خودمان را نداشتیم. تلویزیون، رادیو و اینترنت نبود. حتّی آن موقع شبکههای ماهوارهای عربی هم موجود نبود. سیطره بر رسانهها از یکجا و بسیار شدید اعمال میشد. ولی امروز ظرفیّتها تغییر یافته نه تنها ۵۰۰ میلیون دلار در این ۲۸ سال که صدها میلیون دلار دیگر هم برای خدشهدار کردن وجهه مقاومت و مقاومت فلسطین خرج کردند، ولی نتیجه چه شد؟ دیگر نمیخواهم بیش از این ادامه دهم. آمریکاییها نظر سنجیهایی در جهان عربی و اسلامی به عمل انجام رساندهاند، همیشه مقاومت در صدر بوده، همچنین نمادهای مقاومت و رؤسای مقاوم در ردههای اوّل بودهاند. این سلیقه و شرایط منطقه، ملّت و امّت ماست.
«یریدون لیطفئوا نورالله بافواههم-همواره می خواهند نور خدا را با سخنان باطل [و تبلیغاتِ بی پایه] خود خاموش کنند- آیهی ۳۲ سورهی مبارکهی توبه» و برای این منظور صدها میلیون و میلیارد دلار خرج کردند و هر چه بیشتر خرج نمودند بازخورد معکوس داشته. امروز میخواهند از راه جدیدی وارد شوند، و برای همین ما روزهای گذشته در حال کندوکاو پیرامون این موضوع بودیم. میخواهند در لباس مدَعی العموم و از طریق دادگاه بینالمللی وارد شوند و از این قضیّهی مهم، انسانی و عاطفی که لبنانیان، عرب، مسلمانان و جهان پیرامون آنجمع شدهاند، بهرهبرداری کنند. قضیّه هم مربوط به ترور شهید رفیق حریری است.مسالهی دادگاه بینالمللی و شاهدان دروغین:
بسیار حرفها زدهشده و من در مقام پاسخ به کسی نیستم. تنها میخواهم آنچه را از ابتدا قصد داشتهام کامل نمایم. چرا که از همان روز اوّل [به این صورت] تقسیم کردهبودم. روز جانباز، کنفرانس خبری، روز بزرگداشت فرزندان شهداء، روز گرد همآیی جنگ سی و سه روزه، و نهایتا کنفرانس خبری دیگری قبل از آغاز ماه رمضان. که قبل از ۱۱ آوریل منتظرش باشید. من چیزهایی را که میخواستم در مورد این پرونده بگویم، اینگونه تقسیم کردهام چرا که کشور تحمّل طرح یکبارهی این موضوع را ندارد.
شخص بنده و حزبالله دلسوز کشوریم. چند مرتبه صحبتخواهم کرد تا به مقصودِ حمایت از [مصالح] کشور و مقاومت برسم. هدف دیگری هم موجود نیست. همه در لبنان حقیقت ترور شهید رفیق حریری را میدانیم. این موضوعی غیر طائفهای، غیر حزبی و فرا منطقهای است که کشور روی آن اتّفاق دارد. در نتیجه همه مطرح شدن آن را میخواهیم. همه در لبنان بر این عقیدهایم که این موضوعی طائفهای نیست و من میگویم: هیچ کس از خانوادهی شهید رفیق حریری نمیخواهد حقیقت را کنار بگذارند و خود را به نادانی بزنند و پرونده را فراموش کنند. نه از همسر گرامی ایشان و از پسران و دختران محترم ایشان هیچکس چنین چیزی نخواسته.
به هیچوجه، نه آنها چنین کاری میکنند نه کسی از آنان خواسته و نه بخواهد. قضیّهی شهید رفیق حریری قضیّهای خانوادگی نیست که کسی از آن چشمپوشی کند، که چشمپوشی ابتدای کار است. این مسالهی وطن و ملّت است. من در کنفرانس خبر از پسآمدهای این ترور سخن گفتم. بهایی که هر کس درلبنان و منطقه به فراخور حالش پرداخت نمود. اوّلا همه یافتن حقیقت را میخواهیم و سپس اجرای عدالت. من از هماکنون میگویم وقتی حقیقت را دانستیم، خواستار اجرای عدالتیم نه بخشش، مساله را حرّاج که نکردهایم! ما میدانیم چه رخ داده و چه چیز ممکن است اتّفاق بیافتد. لبنانیان باید در این موضوع یکپارچه همکاری کنند.
اصل بحثی که در لبنان پیرامون دادگاه بینالمللی و قبل از آن دربارهی کمیتهی تحقیق بینالمللی درگرفت از ابتدا این بود که آیا کمیتهی تحقیق بینالمللی را که آمریکاییها، دولت انگلیس و… ، به میهمانانمان احترام میگذاریم و میگوییم «دولت» انگلیس، تشکیل دادهاند؛ و در معرض ارتباطاتی نزدیک با موساد قرار دارند؛ آیا ممکن است به کمیتهی تحقیق در مسالهای با این [اهمیّت] اعتماد کنیم؟ این موضوع پرسش و پاسخهای ما در ابتدا بود: آیا روندی که کمیتهی تحقیق اتّخاذ کرده بود میتوانست به حقیقت منتهی شود؟ چرا که دو موضوع وجود دارد برادران، عدالت بر مبنای حقیقت است، هر چه بر اساس غیر حقیقت بنا شدهباشد، ظلم است و دشمنی. ترور دوبارهی شهید رفیق حریری است، چرا که مرگش ضایع شده و مظلومین مجازات میشوند. امّا موضوع دوّم و موضوع مهمّ و اساسی معرفت حقیقت است. آیا روش و عملکرد کمیتهی تحقیق قبل از تشکیل و تبدیل آن به مدَعی العموم، روشی مناسب برای دستیابی به حقیقت بود؟
به هیچ وجه، من شواهدی دارم که از آنها صحبت خواهم کرد. دلایلی که نشان میدهند این کمیته قابلیّت دستیابی به حقیقت را ندارد. تحقیقی که به حقیقت میرسد، چنان که همیشه گفتهام، تحقیقی است بیپیرایه، فنّی، شفّاف و علمی. تحقیقی که از این صفات بهرهمند باشد، فرضیّات را دربارهی کسانی که ممکن است شهید رفیق حریری را کشته باشند تعریف میکند، دربارهی کسانی که انگیزه، مصلحت یا قدرتی در این قتل دارند. شرایطی وضع میکند. وقتی فرضیّات کامل شد، به بررسیهای اوّلیه میپردازد. ولی کمیتّی تحقیق یک روز هم اینگونه عمل نکرد. این را برای کسانی میگویم که به این موضوع احترام میگذارند و باور دارند و به دنبال حقیقت هستند، کمیتهی تحقیق این روش را حتّی یک روز هم پیش نگرفت. از همان ابتدا بر اساس یک فرضیه عمل کرد، در مقام تحقیق فرضیهای در نظر گرفتند و به آن مشغول گشتند. کاری که آنها کردند این بود که اتّهامی مطرح و حکمی صادر کردند، سپس برای آن دنبال دلیل گشتند. هیچ کس چنین کاری نمیکند! این چیزی است که تا کنون بوده و ادامه دارد.
وقتی هم به حقیقت نرسند، عدالتی وجود ندارد، هر چه هست ظلم است، ما خواستار عدالتیم، عدالت هم این است که قاتلان شهید رفیق حریری محاکمه گردند امّا این که کسی را که ایشان را نکشته محاکمه شود، نهایت ظلم است. اینجا بحثی وجود دارد. آیا میخواهند حقیقت را بیابند؟ ما همیشه تاکید کردیم آمادهی همکاری هستیم. ولی آیا رفتار بعضی از نیروهای سیاسی در لبنان، کمیتهی تحقیق بین المللی، مدّعی العموم و دادگاه، رفتار کسانی است که به دنبال حقیقت میگردند؟
من دو دلیل دارم [که این گونه نیست] اوّل شاهدان دروغین و دوّم کسانی که آنان را به کار گرفتند.
خب، مدّعی العموم، بیایید اینها را به دلیل منحرف کردن تحقیق رسیدگی، محاکمه و حسابرسی کنید.
اوّلا هیچ بحثی در کشور وجود ندارد که شاهدان دروغین واقعا دروغین هستند، مساله ایست تمام شده و کسی در این باره بحثی ندارد، شاهدان دروغینِ معروف چهار نفرند. محفی هم نبوده، البته یکیشان میخواسته بازی را کامل کند، اعتراف هم نکرده، محمّد زهیر صدّیق، امّا ان سه نفر بدون توجّه به جایگاهشان به وضوح و با مدرک از این موضوع سخن گفتهاند. خب بیایید اینها را احضار و محاکمه کنید. این دیگر دلیل هم نمیخواهد چرا که به دادگاه و کمیته ربطی ندارد. آیا فهمیدن حقیقت، به تحقیق مربوط نمیشود؟ آیا شناختن آنان که تحقیق را به انحراف کشاندند، از راههای دستیابی به حقیقت نیست؟ این که دربارهی سازندگان شاهدان قلّابی جستجو کنیم تا بدانیم چه کسی به قتل ارتباطی دارد و چه کسی نه؟ همهی عالم اینگونه عمل میکنند جز کمیتهی تحقیق! قاضیان لبنان و دستگاهیهای امنیّت ملّی، بیایید آن چیزهایی را که به من و حرفهی من مربوط نمیشود، بیان کنید.
شاهدان دروغین با آنچه که به انجام رساندند، چهار سال تحقیق را منحرف کردند. دیگر سؤال، تحقیق، مجازات و حسابکشی از آنها به شخص خاصّی وابسته نیست. این عدالت است. اگر کسی دنبال عدالت باشد، این راه را رها میکند؟ آن کس که میخواهد حقیقت را بداند چه؟
آیا شاهدان دروغین ناگهان خود به خود تصمیم به شهادت دروغ گرفتند؟ خیر! حدّ اقل به جز زهیر صدیق در کنفرانسهای خبری و با سند بیان کردهاند و گفتهاند: فلان کس پیشآمد، فلان کس پولداد، فلان کس ما را به آپارتمان آن دیگری بود، فلان کس به ما گفت چه باید بگویم، همه هم لبنانی هستند. بر اساس اعتراف این اشخاص دربارهی خودشان حتّی بعضی از ماموران کمیتهی تحقیق نیز در جعل بعضی از اینها دست داشتهاند. آیا حقّ لبنانیان، مردم لبنان و دوستداران رئیس جمهور شهید رفیق حریری نیست که بخواهد کسانی که شاهدان دروغین را جعل نمودهاند تا تحقیقات را منحرف سازند، بازداشت نمایند، تا بدانیم چه کسانی هستند؟ به چه دلیل چهار سال تحقیق را منحرف کردند؟ آنها را بیابید و به حسابشان رسیدگی کنید. نمیخواهید به حساب و کیفرشان برسانید؟ حدّ اقل آنان را از میانتان خارج کنید. وقتی هنوز شاهدان دروغینی با اموال، کمکها و حمایت شما زندگی میکند، تا وقتی همهی جاعلانِ شاهدان دروغین هنوز در فکر رعایت، ملاحظه و حمایت هستند، میشود به حقیقت دست یافت؟ کسانی خواهند گفت سیّد صحبتهای اغتشاش آلودی زد و اوضاع کشور را به هم ریخت. آیا حرف حق کشور را به هم میریزد؟ چرا؟ هر کس در برابر سؤال من منطقی دارد، بیاید و بیاورد. این شاهدان از آسمان افتادهاند یا بالاخره کسی وجود دارد که آنان را استخدام کردهباشد؟ او کیست؟ بیایید و از او بازجویی کنیم. بیایید بپرسیم در چه شرایطی انان را استخدام کرد؟ ممکن است چیزی دستمان را بگیرد. این به شناخت حقیقت کمک نمیکند؟ این کار را بکنید، چرا نمیکنید؟ من سؤالی مطرح کردم که برایش جواب نمیخواهم. جوابش را میدانم. من این سؤال را مطرح کردم تا مردم هم مطرح کنند. وقتی من چیزی میپرسم برای دانستن حقیقت نیست، برای آوردن دلیل است! دیگر واضحتر از این؟!
هیئت مذاکرات ملّی:
الآن بحثی در کشور وجود دارد، نخستوزیر [پیشین] سلیم الحُص که همگی برای ایشان احترام قائلیم، و ایشان از کسانی بود که در این چهار پنج سال بیشترین آزار را دید. ایشان امروز صحبتهایی دارد، توصیفاتی و اختصاص مسئولیّتهایی. من به هر چه نخستوزیر حص بگویند، بدون در نظر گرفتن این که با ایشان در توصیفات همعقیده باشم یا نباشم، موافقم. نوع نگاه صحیح است. بنده و حزبالله تایید میکنیم. طبیعی است وقتی به حزبالله و به واسطهی آن به کشور تجاوز میشود، مجلس وزراء مسئولیّتهایی دارد، این طرح جناب حصّ است، به عبارتی هیئت مذاکرات ملّی، من موافقم. من درخواست دیدار ندادم، ایشان درخواست نمودند، الآن میگویم خوب است، ما میپذیریم. وقتی برای بحث دربارهی این موضوع به مجلس وزراء یا هیئت مذاکرات ملّی فراخوانده شویم. ما پذیراییم. ما پذیراییم چون دلسوز کشور و مقاومتیم. میگویم مردم، توطئهای بزرگ برای کشور و مقاومت وجود دارد، بیایید مذاکره کنیم. نه برای خلاصی از این موضوع، نه، من در کنفرانس خبری گفتم، باز هم میگویم: هر کس در این دنیا بخواهد با ما نشستی بر اساس اتّهام یکی از افراد ما و برای [بررسی] راههای خلاصی از این موضوع برگزار کند، ما نمیپذیریم. کسی بخواهد نشستی برگزار کند که اساس آن بر اتّهام یکی از افراد ماست و با ما چانه بزند، ما نمیپذیریم. تنها بر این اساس [نشست برگزار میکنیم] که چیزی هست و آماده شده و همه بیایند و ببینیم چگونه بر اساس حقّ و عدل، قانون، مسئولیّت، مصلحت همگانی و دلسوزی باید با آن برخورد کنیم. ما آمادهایم. ما دلسوزترینها برای این کشوریم. اگر حکومت وحدت ملّی، پایداری و امنیّت وجود دارد، هر گاه چنین گردهمآییهایی از جانب حکومت برگزار شود، ما به وزرائمان، در هیئت مذارکارت به حاج ابوالحسن رعد، سفارش میکنیم بروند. از شروط جدّی هم تشکیل کمیتهی لبنانی است. «بلمار و کمیتهی تحقیق و دادگاه بینالمللی را بیاندازید کنار» ما لبنانی هستیم. آیا رفتار ما به گونهایست که مورد تهمت قرار گرفتهایم؟ موضوع فقط سه نفر از حزبالله نیست. همان که رسانههای اسرائیلی گفتند صحیح است. با اطّلاعات ما همخوانی دارد. بر اساس این اطّلاعات از داخل کمیته، دفتر بلمار و دادگاه بینالمللی اطّلاعات صریح اسرائیلیها که از ان در رسانهها سخن گفته و چندی پیش مسئولان امنیّتی لبنان آن را مطرح کردند که رای اوّلیه ۳ نفر [از حزبالله را] محکوم میسازد، ثانویّه بعد از مدّتی ۵ نفر، بعدی ۲۰ نفر، بعدی ۵۰، … دو سال با مین بازی میکردهایم ما و همه لبخند میزدهاند. یک مرتبه کاندولیزا رایس به اسرائیلیها میگوید:«ساکت باشید، شما کار ما را در لبنان خراب میکنید!» البته الآن به نظر میرسد کار از کار گذشته! و اسرائیلیها اطّلاعاتشان را به زبان آوردهاند. رویکرد من اطّلاعاتی نیست. امّا بسیاری از چیزهایی که گفتهاند با اطّلاعات ما همخوانی داشت. ما اطّلاعات داریم، اینها تحلیل و صحبتهای روزنامهای نیست. و روزی خواهد رسید که تمام این حقایق بر ملا میشود. توصیهی ما چیست؟ بیایید و کمیتهی لبنانی تشکیل دهید. حال یا کمیتهای مربوط به مجلس نمایندگان یا کمیتهای قضایی، یا مرتبط با وزیران یا کمیتهای امنیّتی و یا ترکیبی از اینها که این سه نفر را بیاورد و سراغ دوستان اینها هر جا که هستند بروند، آنها هم میدانند کجایند چرا که حمل و نقل، خانه و زندگی و حفاظت از اینها را آنان تامین میکردهاند. و دستیابی به آنان ممکن است. با آنان بنشینند و بپرسند چه کسی اینها را به شما گفت؟ و این [راه] را نشان داد؟ و اینها را به شما یاد داد؟ چه کسی شما را جعل کرد؟! و شما را برای تحقیق به کار گرفت؟ و هنگامی که بازگردید، آنچه رخ داده را میشنویم و اطّلاعات جدیدی را که لازم است بگویید، در اختیار شما قرار میدهیم. ریسمان دروغ نازک است. اگر میخواهیم اینکار را به انجام برسانیم دوست داریم کامل آغاز کنیم. بفرمایید، این هم آغاز کامل. این شرط نبود. من برای حمایت از کشور و مقاومت سراغ شرط نمیروم. ما شرطی نداریم، ولی طرح و فکر چرا. هر کس دوست دارد ثابت کند به دانستن حقیقت و تحقق عدالت اصرار دارد، باید از اینجا شروع کند. باید از چهرهی سیاسیّون، اهل رسانه، ماموران امنیّتی و مسئولان قضایی شریک در جعل شاهدان دروغین که فاش شدن چهرههاشان را تحمّل ندارند، اطّلاع پیدا کرد. این یک آغاز طبیعی است.
بخش پایانی:
ما دلسوز این کشوریم. پذیرای هر کس که از این کشور و مقاومت حمایت کند و در وحدت، امنیّت و همبستگیش بکوشد. ما در کنار همهی لبنانیان خواستار اطّلاع از حقیقت و اقامهی عدالتیم. ولی اجازهی خدشهدار کردن وجههی مقاومت را که گرانبهاترین چیز ماست، نمیدهیم. و آن کس که آن را ایجاد کرد و آن منظوری که برای آن ایجاد کرد، این را برای ما گرانبهاترین گردانید. این امانت و وصیّت شهداست. ما و شما انشاءالله از آن محافظت خواهیم کرد و این راه را ادامه خواهیم داد.
سلام بر همهی شما پدران، مادران، پسران و دختران شهدا. و خوشآمد حضور حامیان ارجمند، اهل محبّت و بخشش. خداوند به همهی شما توفیق عنایت فرماید.
والسّلام علیکم و رحمة الله و برکاته.
جستجو
دغدغههای امت
-...
-
لبیک یا حسینگفتارهای عاشورایی سالهای ۱۴۳۲ تا ۱۴۳۵ قمریانتشارات خیمه
-
چرا سوریه؟سخنرانیها و مصاحبهها دربارهی سوریه از سال 2008 تا 2016 میلادیانتشارات جمکران
-
امام مهدی(عج) و اخبار غیبسخنرانی شبهای پنجم و هفتم و نهم محرم 2014 میلادیانتشارات جمکران