بسم الله الرحمن الرحیم
و إن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
جوامع
سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب‌الله لبنان: بیانات در مراسم بزرگداشت مرحوم علامه شیخ محمد خاتون

بیانات

12 دی 1394

سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در مراسم بزرگداشت مرحوم علامه شیخ محمد خاتون

|فارسی|عربی|فیلم|صوت|
«
نسل اول -این به آن معنا نیست که نسل‌های بعدی این‌گونه نیستند.- به دنبال هیچ چیز از بهره‌های زودگذر دنیا نبودند و به آن امیدی نداشتند. دشوارترین شرایط امنیتی، اجتماعی و معیشتی را داشتند. هر لحظه، هر روز، در هر جا، هر میدان و میانه‌ی هر راهی انتظار مرگ را می‌کشیدند. خطر هر لحظه و هر جا آن‌ها را تهدید می‌کرد. برای انجام تکلیفشان با عشق می‌کوشیدند و با شوق انتظار شهادت را می‌کشیدند. در همه‌ی مواقف الهی با صبر و تحمل، صدقشان را اثبات کردند پس خداوند (سبحانه و تعالی) آن‌ها را ثابت‌قدم، عزیز، پیروز و پرشمار ساخت و امروز تبدیل به این مسیر عظیم شده‌اند.
عربی:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السادة والعلماء، الإخوة، الأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العلي العظيم.

إنني في البداية، إذ أرحب بكم جميعاً في هذا الحفل التأبيني التكريمي للأخ العزيز والغالي سماحة العلامة المجاهد الشيخ محمد خاتون رحمه الله، أجدد التعبير عن مشاعر المواساة والعزاء لعائلته الشريفة، لأقاربه ولمحبيه، وللإخوة والأخوات جميعاً في هذه المسيرة الجهادية المباركة.

أيضاً في البداية، وإن كان لنا عود للتأكيد على هذا الموضوع، أود أن أتوجه إلى عائلة العلامة المجاهد الشهيد الشيخ نمر باقر النمر وإلى أهله الكرام، وإلى أهلنا في القطيف وفي الأحساء وفي المنطقة الشرقية، وإلى المسلمين في كل العالم، وإلى مراجعنا الكبار، إلى العلماء المسلمين، إلى الحوزات العلمية، إلى كل مطالب بالحق والحقيقة والحقوق، أعزّيهم بالشهادة المظلومة لهذا العالم الجليل والشجاع، وأبارك لهم أيضاً هذه الشهادة التي هي إرث الأنبياء والأوصياء ومدرسة كربلاء التي ينتمي إليها الشهيد الشيخ النمر على كل حال لنا عود إلى هذا الموضوع إن شاء الله في سياق الكلمة.

معرفتي بأخي العزيز سماحة الشيخ خاتون، الذي عادة عندما نكون جالسين مع بعض نقول له الشيخ محمد، تعود إلى بدايات 1977، كنا مجموعة من الشباب الصغار السن في ذلك الوقت، بعضنا في ال17 وآخرون في ال18 من عمرهم، التقينا في حوزة النجف الاشرف، حيث هؤلاء الأفراد لا يعرفون بعضهم في لبنان، جمعتنا حوزة النجف وطلب العلم، ومنّ الله سبحانه وتعالى علينا، يعني الشيخ محمد وأنا ومجموعة من الإخوة، منّ الله سبحانه وتعالى علينا بأن ألقى بنا بين يدي وفي رعاية إنسان مؤمن ومخلص وتقي ومجاهد وأب ومعلم وأستاذ ومرشد هو سيدنا وأستاذنا وسيد شهداء مقاومتنا وأميننا العام الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه. هذه كانت من نعم الله سبحانه وتعالى علينا، على هذه المجموعة، وعادة نحن نتحدث عن الذين قضوا نحبهم ولا نتحدث عن الأحياء، هذا تقليدنا غالباً، قضى من هذه المجموعة بعض الرجال نحبهم، في هذا الطريق، الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه، الشهيد سماحة الشيخ علي كريم رضوان الله عليه من خربة سلم، المرحوم سماحة الشيخ علي خاتون الذي قضى في طائرة كتونو، المرحوم سماحة الشيخ أيمن همدر، ولا زال البقية من هذه المجموعة ينتظرون وما بدّلوا تبديلا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبّتهم جميعاً على هذا الطريق.

مع سماحة الشيخ محمد خاتون كنا ـ كما قلت ـ زملاء دراسة، منذ قليل التقرير الذي رأينا يلخّص جانباً من هذا الموضوع، كنا زملاء الدراسة ولكن كنا إخوة وأصدقاء، يعني لم نكن طلاباً فقط، نأخذ الدروس ونذهب، (بل) كنا نعيش سوياً في النجف الأشرف، وبعد ذلك عندما رجعنا إلى لبنان، نعيش سوياً في الليل، في النهار، في الذهاب، في الإياب، في الجوع، في الشبع، في العطش، في الأمن، في الخوف، بالأمل، بالآمال، بالآلام، بالتطلعات، مجموعة أشخاص تجمعهم روح واحدة وثقافة واحدة ونفَس واحد، هو في الحقيقة روح وثقافة ونفَس السيد عباس رضوان الله عليه، وأكملنا رفاق الطريق إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى.

الشيخ خاتون، منذ البداية، كان مثال طالب العلم الجاد والمحصّل والمسؤول والمتديّن والتقي، في صفات المتقين في خطبة المتقين الإمام علي يقول "حريز دينه"، الشيخ محمد كان من المتقين الذين كانت تنطبق عليهم كل الصفات الواردة في الخطبة، ومنها حريز دينه، كان حريصاً جداً على أن لا يتبّع هواه وعلى أن لا يعصي مولاه. ولذلك كان الحلال والحرام حاضراً عنده بكل قوة.

في عام 1978 حصل في النجف الأشرف أنه قام نظام صدام حسين بحملة واسعة على الطلاب اللبنانيين، على العلماء اللبنانيين، واعتقل جماعة كبيرة منهم، بعضهم اعتقل وبعضهم تمكّن من الخروج بدون اعتقال. سماحة الشيخ خاتون، كان من الجماعة التي اعتقلت وسُجنت وعُذبت في سجون صدام حسين. طبعاً التهمة التي وجهت إلى الطلاب اللبنانيين، والشيخ خاتون منهم، الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية، ولم يكن أي واحد منهم منتمٍ إلى حزب الدعوة الإسلامية، يعني لم يكن حزب الدعوة قد دخل على اللبنانيين بعد، أو الذين اعتقلوا من هؤلاء اللبنايين، والتهمة الأخرى كانت المخابرات السورية، وهذه قصة قديمة وليست جديدة، وفي ذلك الوقت لم تكن الثورة الإسلامية في إيران قد انتصرت، وإلا لقيل مخابرات إيرانية وجالية إيرانية وجماعة إيران وعملاء إيران، كما ينسج من اتهامات واهية اليوم لأي عالم دين، لأي مجاهد، لأي طالب علم، في أي مكان في العالم العربي والاسلامي.

في كل الأحوال أطلق سراح سماحة الشيخ خاتون، والآخرين الذين اعتقلوا. التقت المجموعة مجدداً عند السيد عباس في بعلبك، وتأسست الحوزة الدينية في مدينة بعلبك برعاية وإدارة السيد عباس وسمّيت مدرسة الامام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الدينية، التي ما زالت قائمة وعامرة إلى اليوم، ولهذه المدرسة عليَّ وعلى الشيخ محمد وعلى الكثير من إخواني فضل كبير لا يُنسى. كان الشيخ خاتون في حلقتها الأولى واستمر فيها طالباً واستاذاً ومبلّغاً في بلدات البقاع.

عام 1982 عندما حصل الاجتياح الاسرائيلي، وكانت بدايات تشكّل المقاومة الاسلامية وحزب الله، كان الشيخ خاتون من أوائل العلماء الذين التحقوا بمعسكرات التدريب، مثل ما رأيتم في الفيلم الوثائقي، مثل الشهيد السيد عباس وآخرين، نزعوا اللباس الديني، ووضعوه على جنب، واحتفظوا بالعمائم لرمزيتها ولبسوا الثياب العسكرية، لأننا دخلنا في مرحلة جديدة هي مرحلة المقاومة المسلحة، هي مرحلة القتال، لما ذهب الشيخ خاتون وإخوانه إلى الدورة العسكرية، إخوانه من العلماء ليكونوا مقاتلين عسكريين مقاتلين في صفوف المقاومة، وكان دائما مستعداً للالتحاق في ميادين القتال.

بطبيعة الحال تشكيل المقاومة، تشكيل حزب الله، منذ البدايات، كان بحاجة إلى الكادر الذي يتحمل مسؤوليات مثلاً في ساحات متعددة. واحدة من هذه كانت الأهم فيها هي العلم العسكري، ولكن لتنمو وتكتمل وتتواصل المقاومة وتحقق أهدافها كانت بحاجة إلى من يحمل المسؤولية في البعد التعبوي، البعد التبليغي، البعد التثقيفي، في البعد التحريضي، تحريضي على مستوى الجهاد، في زمن كانت تسود فيه ثقافة الهزيمة والاستسلام واحتقار النفس والإيمان بالعجز والضعف والشك في القدرة على مواجهة الاجتياح والاحتلال، فضلاً عن القدرة في تحريض الأرض.

وكان هذا في البداية عملاً شاقاً، وأنا أذكر، والإخوة العلماء والإخوة المسؤولون هنا في القاعة يذكرون تلك الأيام والنقاشات الحادة والصعبة، حتى في بيوتنا، حتى في بيئتنا، عندما كان يقول لنا البعض: أنتم مجانين، أنتم متحمسون، أنتم بلا عقل، أنتم لا تفهمون المعادلات، ولا تعرفون قواعد اللعبة، ولا تعرفون قوانين اللعبة، هل تقاوم العين المخرز؟ هل يمكن  للدم أن ينتصر على السيف؟ هل وهل وهل وهل؟ أنتم مجموعة من الشبان تربدون أن تهزموا أقوى جيش في الشرق الأوسط الذي هزم في أيام قليلة مجموعة من الجيوش العربية.

كان تحدياً كبيراً لا تقيسه على اليوم، في ذلك اليوم، في تلك المرحلة كانت المقاومة غريبة حتى على مستوى ثقافة الناس وفكر الناس ووعي الناس وقبول الناس وإيمان الناس، وكان يُنظر إليها على أنها مشروع انتحاري ومشروع جنوني ومشروع غير عقلائي ومشروع غير عقلاني.

على كلّ، من الذين أوكل إليهم أن يتصدوا في هذه المساحة وينتقلوا من منبر إلى منبر، من مسجد إلى مسجد، ومعسكر إلى معسكر وساحة إلى ساحة وحسينية إلى حسينية كان سماحة الشيخ خاتون رضوان الله عليه، وقام بكل ما ألقي على عاتقه خيرَ قيام، إلى أن بدأ التشكل التنظيمي والإداري أو إيجاد هيكلية واضحة لهذه المسيرة الفتية، ومنذ البداية كان سماحة الشيخ خاتون من المسؤولين الأوائل في هذه الهيكلية وفي هذه المسيرة.

تولى مسؤوليات مهمة جداً، سواء في تشكيلة منطقة البقاع في البداية، مسؤولاً لمنطقة الجنوب بعد العام 1985، ثم مسؤولاً لمنطقة البقاع، ثم مسؤولاً ثقافياً مركزياً، ومسؤولاً للتبليغ المركزي، والعمل التبليغي، ومسؤولاً للشمال والجبل ـ ما يُصطلح عليه باسم المنطقة الخامسة ـ وفي السنوات الأخيرة أيضاً كما ورد في التقرير هو فضّل أن يعود إلى المكان الذي يرغب أن يعمل فيه، مع الناس، مع المؤمنين والمؤمنات، في المساجد والحسينيات والبلدات، في السهرات، في التواصل المباشر، وأن يبتعد عن المسؤوليات التنظيمية والإدارية، ويتحمل هذا العبء الذي ـ طبعاً ـ فيه جهد كبير وجهاد كبير، وأيضاً له طعم خاص ولذة خاصة.

في كل الأحوال أمضى سنواته الأخيرة بين الناس خطيباً مثقفاً ومبلّغاً ومعلماً ومحرضاً على الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى وصوتاً للوعي وصوتاً للوحدة وصوتاً للتقوى وصوتاً للقيم الأخلاقية التي كان يجسّدها خير تجسيد.

كلّ من يعرف الشيخ خاتون، في هذه الشهادة المختصرة التي سأقدمها عنه، يصدّق على كل كلمة أقولها الآن. الشيخ خاتون ـ وهذا أمر معروف ـ كان يُعرف عنه إيمانه وتديّنه وتقواه وثقافته الواسعة وعلمه الوفير وصدقه وإخلاصه وأخلاقه الحسنة وعشرته الجميلة وترابيته وتواضعه للجميع، للصغير والكبير، وطيبته وطهارته وتحمله للمسؤولية وحمله للهم ومحبته للناس. كان الشيخ خاتون شخصية لأنها كذلك، كان شخصية غير صعبة وغير معقدة، كما يصف أمير المؤمنين عليه السلام المتقين، واحدة من الصفات حريز دينه، واحدة من الصفات سهل أمره، سهل أمره، المؤمنون هكذا يجب أن يكونوا، العلماء يجب أن يكونوا كذلك، وكلما ترقى الإنسان في مدارج السمؤولية وتحمل الأعباء، يجب أن يكون كذلك سهل أمره. ماذا يعني سهل أمره، يعني ليس شخصاً معقداً إذا تحدثت معه أو أردت طلب منه شيء أو تتطلب منه شيئ، أو تكلّفه بمسؤولية أو تأخذ منه مسؤولية أو ترسله إلى مكان أو تبدي له ملاحظة أو تنتقده أو تعترض عليه على أداء معين، لم يكن أحد يحمل همّاً ماذا أقول له، ما هي الجملة، ما هي العبارات، ومتى وكيف. لماذا؟ لأن الشخصية الصعبة والمعقدة تصبح محاطة بمجموعة حيثيات واعتبارات وانانيات، تصبح تشعر نفسك أمام مجموعة عقد لا تعرف كيف عليك ان تفكفك هذه العقد أو تتوغل فيها أما المتقي فسهل أمره، لأنه طيب، لأنه طاهر، لأنه متواضع، لأنه ليس لديه أنا.

مثلما تحدثت ذلك اليوم، في ذكرى الشهيد القائد الشهيد محمد الحاج، أبو محمد الإقليم، عندما كنت أقول ان هذا الأخ ليس في داخله شيءاسمه محمد الحج، ولا يوم. نفس الشيء، كلنا نعرف الشيخ محمد، ليس هناك شيء  في داخله اسمه محمد علي خاتون، هناك شيء اسمه عبد فقير تقي ورع، يريد رضا الله سبحانه وتعالى، حريص على آخرته، حامل همّ ذلك الوقوف الطويل بين يدي الله سبحانه وتعالى، ذلك نعم، لم يكن أبداً لا شخصاً معقداً ولا نفسية معقدة ولا شخصية صعبة. كان شخصية سهلة انسيابية طريّة ناعمة هادئة طيبة، وكذلك كان لا يتوقف عند الخطر الشخصي. في أي مكان كان يجب أن يتوجه إليه ويحضر فيه، وأنا أذكر شواهد وقصصاً كثيرة في هذا المجال.

على كل حال اليوم استطيع ان ألخص شخصية الشيخ محمد خاتون وأقول: هي هذه مدرسة السيد عباس الموسوي، هذه مدرسة الشيخ راغب حرب، هذا تجسد آخر، تمثّل آخر لهذه الشخصية، لهذه الثقافة، لهذه الأخلاق، لهذه العناوين، لهذا النهج، لهذا النمط، لهذا السلوك.

ومن خلال مجموع الصفات هذه، كان وجود الشيخ خاتون مباركاً جداً في سنوات عمره التي عاشها بيننا، ولأنه كان مباركاً جداً كان تأثيره في الناس وفي الشباب وفي جميع من علّم معه ومن تتلمذوا عليه واستمعوا إليه كان تأثيره كبيراً وعميقاً لأنه لم يكن فقط يتحدث، كان القدوة والأسوة والمجسّد لما يؤمن وما يقول على مدى 35 عاماً على الأقل أمضاها معلماً ومبلغاً وخطيباً على المنابر ومسؤولاً يحمل همّ المسؤولية ومتاعب المسؤولية وآلام المسؤولية.

مع الشيخ محمد يجب أن نتذكر الجيل الأول من إخواننا وأخواتنا الذين أمضوا عمرهم وشبابهم في هذه المسيرة، وصار اليوم أغلبهم شيبة بالخمسينات والستينات أو بأواخر الأربعينيات، الذين أمضوا عمرهم وشبابهم في هذه المسيرة، ومنهم من استشهد ومنهم من توفاه الله، وإن كان عاشقاً للشهادة وله أجر الشهداء ومنزلة الشهداء، ومنهم من ينتظر، وهم أنتم وكثيرون من امثالكم وما بدلوا تبديلا.

ببركة هذا الجيل الأول الذي  لا نستطيع أن نحصي وأن نقف ونعدّد شهداءه أو الذين توفاهم الله منهم، انطلقت هذه المسيرة وتواصلت حتى الآن وعبر أجيال هذه المسيرة ببركة هذا الجيل الأول يصح أن نقول فيها إنها أسست على التقوى من أول يوم، ولذلك استمرت لأنها كانت لله وفي سبيل الله ولذلك كانت في عين الله وفي رعاية وفي حفظ الله سبحانه وتعالى.

كان الجيل الأول لا يتطلع ولا يرجو شيئاً من حطام هذه الدنيا الفانية. كانوا يعيشون في أصعب الظروف الأمنية والاجتماعية والمعيشية، يتوقعون الموت أو القتل في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل مكان وفي كل ساحة وعند مفترق كل طريق. كان الخطر يتهددهم في كل مكان وزمان. كانوا يعملون لأداء تكليفهم بعشق ويبحثون عن الشهادة بشوق.

أثبتوا في كل المحطات لله صدقهم من خلال الصبر والتحمل، فثبّتهم الله تعالى وأعزّهم ونصرهم وكثّرهم حتى باتوا اليوم هذه المسيرة الكبيرة.

من بركة الجيل الأول أن أبناء الجيل الأول وأحفاد الجيل الأول بالحد الأدنى، نستطيع أن نتحدث عن الجيل الأول وجيل الأبناء وجيل الأحفاد، "ممكن حدا يعملهم أربعة أو خمسة" هذا له علاقة بمعايير كيف نحسب الأجيال.

لكن أبناء الجيل الأول أيضاً كانوا على شاكلته وأحفاد الجيل الأول كانوا على شاكلته وكل من لحق بهم وانتمى إلى هذه المسيرة مع الوقت يواصلون المسير بنفس الهمة والمعنويات والاخلاص والتفاني.

"شو بدكون" بالذي يحكى كثيراً في وسائل الاعلام والذي يكتب في الأوراق الصفراء والذي يُخترع في المواقع الالكترونية التي أسست فقط لتشويه صورة هذه المسيرة.

الدليل هم الشهداء، الشاهد هو الشهيد، هؤلاء الشهداء من أبناء الجيل الأول، الشهداء من أحفاد الجيل الأول، الذين نقرأ وصاياهم ونسمع كلماتهم ونرى وجوههم المنيرة ونشهد تضحياتهم الجسيمة التي ساعدت وساهمت في صنع الانتصار في الألفين، وكان لها الحظ الأوفر في صنع انتصار 2006، وهي اليوم تحمل، هؤلاء أبناء الجيل الأول وأحفاد الجيل الأول هم الذين يحملون على أكتافهم وبدمائهم مسؤولية إلحاق الهزيمة بأخطر مشروع أمريكي استكباري صهيوني من خلال الوجه التكفيري الذي يريد أن يدمرالمنطقة ويسقط مشروع المقاومة.

هؤلاء يحملون نفس الثقافة، نحن يجب أن نحافظ على هذه الروحية، هذه الروحية هي روحية مستهدفة في يئتنا ومسيرتنا وناسنا، من خلال الحرب الشعواء على كل صعيد، مستهدفون بروحيتهم، بمعنوياتهم، بإرادتهم، بعزمهم، بتصميمهم، بثقتهم، بخطهم، بثقتهم، بفكرهم، باعتمادهم على مسيرتهم، بثقتهم ببعضهم البعض مما يشار وينشر من هنا وهناك من شائعات.

الحرب التي تشن على هذه المسيرة هي ـ منذ اليوم الأول ـ ليست فقط حرباً عسكرية وأمنية ودموية، بل دائما كان يراد أن تصاب في عقلها، في قلبها، في إرادتها، في عزمها، وكانت تصمد ويشتد عودها ويقوى عزمها وتتقدم وتتقدم.

ومسيرتنا اليوم أيضاً ببركة هذه الأجيال، من الجيل المؤسس إلى الأبناء إلى الأحفاد، ببركة دماء الشهداء، ببركة الأنفاس الطاهرة لسماحة الشيخ محمد خاتون وإخوانه من العلماء والقادة والمسؤولين والمجاهدين الذي قضوا نحبهم وهم يأملون بالشهادة.

هذه المسيرة ستتابع بكل ثقة، بكل يقين، بكل إيمان، وأنا اقول لكم: لن يستطيع أحد أن ينال من مسيرة المقاومة الاسلامية في لبنان. هكذا كان يقول السيد عباس الموسوي، لن يستطيع أحد أن ينال من مسيرة حزب الله، لا من معنوياتها، ولا من عنفوانها ولا من عزتها ولا من كرامتها ولا من صلابة إرادتها ولا من قوة عزمها ولا من إيمانها ويقينها ولا من تصميمها القاطع على

على مواصلة الحضور في كل ساحات التحدي في كل مكان فيه موقف لله وجهاد في سبيل الله وكلمة لله وتضحية في سبيل الله وعطاء لله سبحانه وتعالى. هذا يقين لأن هذه المسيرة كانت لله وستبقى لله والله حافظها والله ناصرها والله معينها.

رحم الله شيخنا الغالي والعزيز وحشره مع الأنبياء الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

على كل حال في لبنان أتيحت الفرصة لعلماء كبار مضوا، ولعلمائنا الموجودين في الزمن، حفظهم الله، أن ينتقلوا من منبر إلى منبر ومن ساحة إلى ساحة، وأن يصدحوا بالحق ويقولوا كلمة الحق وأن يبقوا على قيد الحياة دون أن تنال منهم أيدي القتل إلا أحياناً

لكن هناك أماكن كثيرة في العالم، هذا الأمر غير متاح.

أحد هذه الأماكن الذي نريد أن ندخل عليه هو قصتنا اليوم. دعوني أكون واضحاً اليوم. "بدنا نحكي كل شي بوضوح، إذا كان بعد في مكان للمجاملة أو المداراة  بدنا نخلي هذا كله جانباً". أعتقد هذا الزمن انتهى، في أرض شبه الجزيرة العربية التي أنشئت فيها دولة وسميت هذه الأرض تزويراً وظلماً وباطلاً وبهتاناً بالمملكة العربية السعودية، أرض الحرمين، أرض رسول الله (ص) وأهل بيته وصحابته الكرام، أرض المجاهدين الأوائل في بدر وفي أحد، أرض الإسلام، تسمى باسم عائلة عائلة هي آل سعود فرضت نفسها على شعب الجزيرة العربية بالمجازر وبالقتل وبالترهيب، وهذا موجود في كتب التاريخ، حتى الذين أرّخوا من جماعة آل سعود لآل سعود يتحدثون عن هذه الحقائق ويقدمونها كمفاخر للملك المؤسس وللعصابات الإجرامية التي كانت تقل وتسبي وتذبح على عظام شعب الجزيرة العربية وعلى سيل من دماء هذا الشعب وقبائله وعشائره أسست مملكة بدعم إنكليزي، بمال إنكليزي، بمدافع إنكليزية، كجزء من المشروع الاستعماري البريطاني للسيطرة على بلادنا، وفي شكل متزامن كان يحضّر فيه لإقامة كيان آخر أيضاً على المجازر، على الأشلاء، على العظام، على سيل الدماء اسمه إسرائيل في فلسطين المحتلة.

في تلك الأرض لا مجال لعالم دين ولا لرجل إصلاح. هذا أمر لا يخص الشيعة والمنطقة الشرقية، سواء كان شيعياً أم سنياً، إسلامياً أم غير إسلامي، وطني، قومي، ليبرالي، في تلك الأرض، في تلك المملكة، ممنوع النقد، ممنوع الاعتراض، ممنوع النقاش. ولذلك نحن اليوم ـ "ما بدنا نفتح كل التاريخ، نروح على الحاضر مباشرة" ـ أمام حادثة مهولة، حادثة ضخمة جداً، آل سعود يمكن أن يكونوا استخفوا بما أقدموا عليه لأنهم يستخفون بهذه الأمة، ولكن هذه الحادثة لا يمكن الاستخفاف بها.

الإقدام على إعدام عالم دين كبيرٍ وجليلٍ ومجاهدٍ وإصلاحي كسماحة الشيخ الشهيد نمر النمر، هذه ليست حادثة يمكن العبور عنها هكذا، على الإطلاق، هم مخطئون ومشتبهون كثيراً، ويقرأون الأمور بشكلٍ خاطىء.

لندخل إلى الموضوع بشكلٍ متسلسل وهادىء ومنطقي:

أولاً: لماذا أعدموا سماحة الشيخ النمر؟ ما هو ذنبه وما هي جريمته؟ ماذا قالوا للعالم؟ لم يقدروا أن يقولوا شيئاً، أنا طبعاً لا أعرف الباقين، يعني أنا لا أتابع ملفاتهم، ظالمين أم مظلومين، يستحقون أم لا يستحقون، الله أعلم. مع هكذا قضاء وهكذا دولة لا تستطيع أن تبني من بعيد، ولذلك لا أريد أن أدين ولا أن لا أدين، لكن أتوا بسماحة الشيخ الشهيد وجعلوه ضمن مجموعات فجّرت وقتلت وأرهبت وكذا... وهو معهم إرهابي، ما هي جريمته؟ هل استطاع القضاء السعودي أن يثبت بأن الشيخ النمر ـ مع حفظ الألقاب ـ أن الشيخ النمر حمل سلاحا؟ وأنه قاتل بالسلاح؟ بمعزل عن المشروعية أو عدم المشروعية، هل أنه أنشأ مجموعة مسلحة؟

تستطيع أن تقول عني أنا وعن إخواني وعن السيد عباس، أنتم أنشأتم مجموعات مسلحة من أجل مقاتلة "إسرائيل"، هذه طبعاً جريمة ضخمة جداً، هل أنشأ مجموعة مسلحة؟ وهل دعا إلى القتال؟ وهل دعا إلى حمل السلاح؟ أم أن كل مسار الشيخ النمر هو مسار سلمي، مثل كل العلماء في المنطقة الشرقية بالتحديد، مثل اليوم العلماء والقادة في البحرين، الذين يُزج بهم إلى السجون، كلهم، نذكر الشيخ سلمان والشيخ المقداد والإستاذ عبدالوهاب حسين والإستاذ حسن، تدخل على مجموعة من الأسماء، لماذا زُج بهم في السجون؟ محكومين سنوات طويلة، هل دعوا إلى العنف؟ وهل دعوا إلى القتال؟ هل حملوا السلاح؟ على الإطلاق

قبل أيام، "وهم بعدهم في السجن"، يصدرون من سجون آل خليفة في البحرين، يصدرون بياناً ويوقعون عليه يصرون فيه على الشعب البحريني بمواصلة المسيرة السلمية، والتأكيد على السلمية، وهذا البيان هو إدانة لآل خليفة وسلطة آل خليفة، التي تسجن أناساً وتعذبهم وتظلمهم، ومن داخل سجونهم وعذاباتهم يصرون على سلمية التحرك، ولو أمروا بشيءٍ آخر لكان، ولو أمروا بشيءٍ آخر لكان، ولكن هذه ثقافتهم وهذا خيارهم وهذا سلوكهم.

هذه هي مشكلة الشيخ النمر، مشكلته الحقيقية أنه صدح بالحق وكان رجلاً شجاعاً جداً، واقعاً، يعني أنه أي شخصية تكون لديه مجموعة مواصفات جميلة وجيدة ومتقدمة، لكن عادةً إحدى المواصفات أو إحدى الصفات تتقدم بدرجة عالية على صفات أخرى، يمكن أن تصف الشيخ الشهيد نمر النمر، تصفه بالشجاع، شجاع جداً، فيما كان يقول، في المكان والزمان الذي كان يقول فيه، وقف وتكلم بقوة، لكن كان يتكلم بحق، وكان لا يحمل سلاحاً، كان ينتقد ويعترض، هؤلاء يحاولون أن يشوّهوا صورته، كلا، هو رجل إصلاحي، هو كان يطالب بحقوق شعب الجزيرة العربية المسماة زوراً المملكة العربية السعودية. هو كان يطالب بأن هذا الشعب من حقه أن يختار حكامه، لا أن يرثهم أميرٌ عن أمير. وهو كان يطالب بأن يحصل هذا الشعب على ثرواته، لا أن ينهبه أمراء آل سعود، فيزدادون ثراءً ويزداد شعبهم فقراً. هو يطالب بالحريات الطبيعية التي يطالب بها أي إنسان في أي مكان في العالم، ولكنه يطالب بشجاعة وبوضوح وبصراحة، ولذلك هذه هي جريمته فقط.

من يتكلم يعدم ومن يعترض يعدم، هذه هي السعودية التي تريد أن تنشر الديموقراطية في المنطقة، وتريد أن تدافع عن الحريات في المنطقة.

هذا اليوم هو يوم إدانتها الكبيرة والعظيمة والواضحة جداً جداً جداً، دماء الشيخ النمر اليوم تملأ وجوه وأجساد وتاريخ وحاضر ومستقبل آل سعود إلى يوم القيامة، وستلاحقهم في الدنيا وفي الآخرة.

هل دعا الشيخ النمر إلى إنشقاق عن البلد؟ وهل دعا إلى تقسيم البلد؟ هل جاء وقال.. الأمريكان كانوا يريدون بكل صراحة من الشيعة في المنطقة الشرقية أن يقولوا هذا الشيء، أن يقولوا: النفط عندنا في المنطقة الشرقية ونحن نريد أن ننشق ونريد دولة مستقلة، والأمريكان عرضوا قبل سنوات على بعض قادة الشيعة في المنطقة الشرقية ذلك، ولكن علماء الشيعة وقادة الشيعة في المنطقة الشرقية رفضوا الانشقاق ورفضوا الإنقسام ورفضوا التقسيم، وأصروا أن يبقوا في بلدهم وجزءاً من بلدهم، كيف يقابل هذا الوفاء الوطني وهذا الوفاء الإنساني وهذا الوفاء القومي؟ يقابل بالسيف لكل من ينتقد أو يعترض.

ثانياً: هذه هي حقيقة الشيخ النمر وهذه هي قصته، لا يوجد شيء آخر، فلتأتوا بشيء آخر، طبعاً للأسف الشديد بعض الكتبة الذين يكتبون ويتقاضون الأموال، يقول لك نعم هذا حكم شرعي ونافذ ، على أي أساس هذا حكم شرعي؟ يعني أنت اطلعت على الملف؟ وذهبت لتحقق؟ هل حصلت محاكمة حقيقية؟ كلها محاكمات صورية، حتى محامي الدفاع ممنوع عليه أن يتكلم، وحتى المتهم ممنوع عليه أن يتكلم وأن يدافع عن نفسه.

ثانياً: السؤال الكبير أيضاً، لماذا الإصرار على الإعدام وفي هذا التوقيت الآن وفي هذه الظروف الموجودة بها المنطقة؟ لماذا؟

خلال السنوات الماضية، توجد دول وحكومات وشخصيات وجهات ومرجعيات دينية شيعية وإسلامية بذلت جهود كبيرة جداً وبعثت برسائل إلى الملك السعودي، وإلى أمراء آل سعود، وإلى المسؤولين في السعودية، يتمنون عليهم أنه يا أخي فليصدر عفو، أو في الحد الأدنى لا ينفذ حكم الإعدام، هو كان قادراً أن لا ينفذ حكم الإعدام، خير إن شاء الله، وأن يبقي الشيخ في السجن ويخليه بعد سنة أو سنتين أو ثلاث.. ويرى فيما بعد ماذا يحدث.

لماذا الإصرار على الإعدام الآن؟ وفي هذا التوقيت، هو كان يستطيع أن يؤجل الموضوع وكان يستطيع أن لا يعدم وكان يستطيع أن يعفي ويربح الناس، ويمد جسوراً، بالمناخ الذي كان في كل المنطقة أنه ما زال يوجد أناس يتأملون بتعقل سعودي، ويتأملون بإعتدال سعودي، ويتأملون بأنه توجد هناك إمكانية أن يقبل هذا النظام بحوار سياسي مع إيران ومع دول المنطقة ومع القوى السياسية الأخرى، وحوار في اليمن وحوار في سوريا وحوار في العراق، وحوار في المنطقة، وحوار في البحرين وحوار في ليبيا، كانوا ما يزالون يتأملون أن هذا النظام قد يفتح الأبواب للخروج من الأزمات المدمرة الموجودة في المنطقة، من خلال مفاوضات ومن خلال حوار ومن خلال إيجابية ومن خلال لقاءات.

ولذلك، جاء هذا الإعدام صادماً جداً، صادماً جداً، ومفاجئاً جداً. بالنسبة لي لم يكن مفاجئاً، لأنني والإخوان نفهم النظام في السعودية بطريقة مختلفة، والإعدام يؤكد هذا الفهم.

إعدام سماحة الشيخ نمر النمر يحمل للعالم العربي وللعالم الإسلامي رسالة مفادها: هذه الرسالة سعودية بالدم وبالسيف وبقطع الرؤوس تقول ما يلي: إن السعودية ـ لا أريد أن أقول السعودية ـ أن هذا النظام السعودي لا يعنيه لا عالم إسلامي ولا طوائف إسلامية ولا رأي عام إسلامي ولا رأي عام دولي ولا رأي عام عالمي، هو يستهين بكل شيء اسمه رأي عام وعقول وإحترام على مستوى العالم، ولا يعتني لا بأصدقاء بعثوا إليه برسائل وطلبوا منه وهناك أناس توسلوا له، ولا يعتني بمشاعر مئات ملايين المسلمين في العلالم، الذين ستجرح مشاعرهم من خلال قول معين أو فعل معين، والأنكى من ذلك ليس فقط يعدم الشيخ الشهيد، بل يمنع أن يسلّم جسده الطاهر لعائلته وأهله، أراد أن يصادر صوته حياً وأن يصادر جسده شهيداً.

الرسالة أيضاً تقول، من ينتقدنا كآل سعود أو يعترض علينا سنسفك دمه. ألم يلاحقوا المعارضين لهم وقتلوهم في أكثر من عاصمة في العالم، من ألفوا كتب اعتراض على آل سعود، كل من قال كلمة أو اتخذ موقفاً تآمروا عليه ولو احتاج الأمر إلى أن يدمروا بلداً أو يسببوا حرباً أهلية في بلد، ليس هناك داع لأذكر أسماء، أنتم تعرفون هذا الشيء. هم يقولون: نحن نظام لا يتحمل أي نقد، لا يتحمل أي اعتراض، لا يحتمل أي نقاش، إما أن تعيشوا في مملكتنا كالغنم أو تُذبحوا كالغنم، ليس هناك شيء آخر، هذه رسالة.

النقطة الثالثة في الرسالة، أنه ليس أن السعودية تعمل فتنة جديدة، لا، هي توغل في الفتنة، الفتنة القائمة، التي هي أسستها وهي موّلتها وهي أشعلتها، هي من خلال هذا القتل وهذا الإعدام توغل في الفتنة وتزكيها وتدفع بها إلى مديات خطيرة وبعيدة.

رابعاً، رسالة الإعدام هي تقول لكل العقلاء ولكل الصابرين ولكل المتحملين ولكل الهادئين الذين كانوا يراهنون كما قلت على تعقل أو اعتدال أو أبواب مفتوحة أو حوار سعودي مع جهات أخرى هي تقول لهم لا حوار، لا تعقل، لا اعتدال، لا مفاوضات، المزيد من القتل وسفك الدماء والحروب المدمرة. هذه هي الرسالة.

وأيضاً، خامساً، هذا العمل وهذه الرسالة تقدم السعودية أكثر من أي وقت مضى، تقدم وجهها الحقيقي للعالم، الوجه الاستبدادي، الوجه الإجرامي، الوجه الإرهابي، الوجه التكفيري، وهي تفعل ذلك كل يوم، ليس يوم قتلت الشيخ نمر النمر. على مدى عشرة أشهر هي تفعل هذا يومياً في اليمن، تقصف وتقتل وتدمر وتهجر وتشرد وتعطل أي حوار وأي تفاوض وأي حل سياسي وترتكب المجازر.

في مرحلة من المراحل كنا نقول إن حرب السعودية على اليمن هدفها إعادة السيطرة على اليمن، إخضاع اليمن. يبدو بعد عشرة أشهر يجب أن نقول إن هدف الحرب السعودية على اليمن هو تدمير اليمن، هو قتل شعب اليمن، هو الانتقام من شعب اليمن، تماماً كما انتقمت من الشيخ نمر النمر، لأن في اليمن رجالاً ونساءً وشعباً قال لا لآل سعود، اعترض، انتقد، رفض الخضوع، دعا إلى الحرية، تخلى عن أسر العبودية، كيف؟ لا يقبل آل سعود أن يكون في اليمن في جانبهم هناك، يخرج عالم أو سياسي أو قائد أو زعيم أو حزب أو تنظيم أو جماعة ويقول لهم لا، ويحكي حقيقتهم ويفضحهم ويكشف فسادهم وظلمهم وتجبرهم وإرهابهم، هذا لا يتحملونه. لذلك هم لا يريدون حلاً سياسياً في اليمن، هم يريدون تدمير اليمن، بمعزل عمّن يكون البديل، هل البديل عبد ربه منصور أو البديل داعش أو البديل القاعدة أو البديل حرب أهلية أو البديل فوضى عارمة، غير مهم.

أنا أشعر أن الذي يدير المعركة الآن في اليمن، الحرب على اليمن هو روح الانتقام، ليس عقلاً سياسياً، ليس هدفاً سياسياً، وهذه حقيقة آل سعود، الحقد الدفين، الحقد الذي يسيطر على عقولهم وعلى قرارهم وعلى إرادتهم.

إذاً هذه هي رسالة الأمس، رسالة الإعدام بهذا الوضوح أن النظام السعودي مصرّ على مواصلة طريق القتال والقتل والمواجهة الدامية ولا مكان فيها لحوار أو تفاوض أو تعقل أو اعتدال.

ثالثاً: المسؤولية اتجاه هذه الأحداث. إذاً أولاً جريمة الشيخ النمر، ثانياً لماذا الإصرار على الإعدام؟ ثالثاً، المسؤولية اتجاه هذه الأحداث هذا الحدث بالتحديد وما شابهه من أحداث. أيضاً عدة نقاط سريعة.

أولاً، هناك مواقف اتخذت بالأمس وتقدمها فيها مواقف المرجعيات الدينية الشيعية والجمهورية الإسلامية في إيران، هذا طبيعي، تقدمت مواقف لعلماء من إخواننا أهل السنة، علماء مسلمين سنة ومرجعيات سنية وأطر سياسية وجهادية تنتسب مذهبياً إلى الطائفة السنية الكريمة، هذه مواقف عظيمة وجليلة وتجلّ وتقدّر وتشكر، لأنها أساس في إحباط أهداف آل سعود.

آل سعود يريدون فتنة سنية شيعية، وهم الذين أشعلوها منذ سنوات طويلة وهم الذين يعملون على إشعالها في كل مكان في العالم، في كل مكان، أفغانستان وباكستان ونيجيريا وأندونيسيا ولبنان وسوريا والعراق أينما تريدون، هناك شيعة سنة وهناك مشكل بين الشيعة والسنة فتشوا على السعودية وفكرها ومالها وتحريضها. عندما تقف مرجعيات سنية وعلماء سنة ليدينوا هذا الإعدام هم يساهمون بدور تاريخي وإسلامي عظيم في منع تحقيق هذا الهدف.

ثانياً: يجب أن نلفت نظر الشيعة، الآن مراجعنا هم أساتذتنا هم الذين يلفتون نظرنا، علماؤنا أساتذتنا، لكن أناسنا في كل البلاد يجب أن ينتبهوا أن لا يحولوا هذا الموضوع إلى موضوع شيعي سني ويفتحوا ملفات من هذا النوع. آل سعود هم الذين قتلوا الشهيد الشيخ نمر النمر، نقطة على أول السطر. هذا الموضوع لا يجوز وضعه في خانة أهل السنة والجماعة، الذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة سنية شيعية هو خدمة لقَتَلة الشيخ النمر وخيانة لدماء الشيخ النمر. ولذلك كل شاب شيعي عنده قلم، جالس على موقع تواصل اجتماعي، يظهر على تلفزيون، يظهر على إذاعة، جالس في مدرسة، في جامعة، يعمل في شارع، يعمل في مصنع، في متجر، في وظيفة، لا يجوز أن يستغل هذا الأمر، لأنه أيضاً في داخل البيئة ممكن يوجد بعض الناس المتحمسين وأيضاً هناك اختراقات في بيئتنا الشيعية، نحن أناس موضوعيون وواقعيون، هناك اختراقات في بيئتنا الشيعية، هناك أناس يعملون مع المخابرات البريطانية، هناك أناس يعملون مع المخابرات الأميركية، هناك أناس يعملون أيضاً مع مخابرات آل سعود، وهناك أناس لا يعلمون ماذا يعملون، يمكن أن يستخدموا عبارات أو ينبشوا ملفات أو يتخذوا مواقف تخدم هدف القتلة وليس هدف الشهيد، هذا أمر يجب أيضاً ثانياُ أن نلفت إليه.

النقطة الثالثة، هي بالمسؤولية، هي مسؤولية أن نقول للعالم الحقيقة، أما آن الأوان -  ليس لحزب الله أحكي هذا الكلام - أما آن الأوان لكل المواقع الدينية والسياسية والإعلامية والحزبية والاجتماعية والثقافية والحقوقية في عالمنا العربي والإسلامي بل في كل العالم أن تقول الحق الذي كان يقوله الشيخ نمر النمر، أما آن الأوان.

أما آن الأوان أن تقال كلمة الحق في وجه هذا الطاغوت الذي يدمر الإسلام والأمة. أما آن الأوان أن نقول بشجاعة ودون أي حسابات ـ وليعملوا الذي يريدونه آل سعود ـ أن نقول بشجاعة وبدون أي حسابات للعام كله أن منشأ ومصنع وأساس ومبدأ ومنطلق الفكر التكفيري الذي يدمر ويقتل ويرتكب المجازر ويهدد شعوب العالم كله من مسلمين ومسيحيين هو من هذا النظام ومن هذا الآل ومن هذه العائلة ومن هذه المدرسة في السعودية.

لماذا يجب أن يبقى هذا مخبأ ومحل مجاملات. الكتب التي تدرسها داعش هي نفس كتب نظام آل سعود، ولذلك نفس التربية ونفس المنشأ ولذلك تشابه بالسلوك، شاهدوا نفس السلوك، "جيبوا مئة سنة لآل سعود وكم سنة لداعش وطابقوهم بيطلعوا ذاتهم هم ذاتهم" لأنهم من نفس كتب التربية الدينية يتعلمون.

أما آن الأوان بأن يقال للعالم بحق، إن هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تقتل وتذبح هي مجرد أدوات وأن ممولها الذي يقدم لها المال، والسلاح، والامكانيات، والتسهيلات، ومعسكرات التدريب، والخبرة، وكل الدعم هو نظام آل سعود، ولذلك هؤلاء شركاء في كل دم يسفك في بلادنا العربية والإسلامية.

أما آن الأوان أن يقال هذه الحقيقة للعالم، أن هناك ـ وهو ما بدأت به ـ أرض إسمها شبه الجزيرة العربية سميت زوراً، وتزويراً، وظلماً، وبهتاناً، وباطلاً، وعدواناً بـ "المملكة العربية السعودية" فيها شعب مظلوم تحكمه مجموعة فاسدة، سارقة، ناهبة لخيراته، وعندما يتكلم أو ينطق تقطع رأسه بالسيف، وتتهمه بالحرب على الله ورسوله، كأنهم هم الله ورسوله، هؤلاء الذين يحملون هذه الروحية المتكبرة والمتجبرة.

أما آن الأوان لهذا العالم أن يطرد من منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان، نظام غارق في استباحة حقوق الإنسان، وعدم الاعتراف حتى بأبسط الحقوق الإنسانية لأبناء شعبه؟

أما آن الأوان لهذا العالم أن يصنف هذا النظام في خانة الأنظمة الإستبدادية، الإجرامية، والإرهابية، في حين أنه يُشغل نفسه بتصنيف جماعات إرهابية، وآل سعود هم أبوها، هم أمها، وهم أساسها.

لماذا ذهبوا إلى التفاصيل وتركوا الأساس، لماذا ذهبوا إلى الذَنَب وتركوا الرأس؟ أما آن الأوان أن يقال للعالم على مدى مئة سنة كم قدّم هذا النظام من خدمات لبريطانيا في منطقتنا، وبعدها لأميركا ومعها لإسرائيل، كم ألحق من أضرار بشعوب منطقتنا وحكومات ودول منطقتنا، وقضيتنا المركزية في فلسطين؟

أما آن الأوان ليقال هذا الحق كله؟

نعم، عبيد المال، عبيد السلطة، عبيد الدنيا سوف يمسحون الجوخ للطاغوت، لكن في هذه الأمة، في علمائها، في سياسييها، في زعمائها، في نخبها، في مثقفيها، في صحفييها، في شعوبها، في رجالها، في نسائها خير عظيم، وأحرار كثر.

أما آن الأوان لذلك؟ نعم أيها الإخوة والأخوات: اليوم أهم رد على إعدام الشهيد الكبير الشيخ نمر النمر هو أن نتحمل هذه المسؤولية، لماذا قتلوه؟ لأنه كان ينطق كلمة الحق بشجاعة، هم أرادوا أن يُسكتوا كلمة الحق الشجاعة في حنجرته، مسؤولية الأمة كلها أن تصبح حنجرتها حنجرة الشهيد الشيخ نمر النمر، وأن تصدح بالحق الذي كان يصدح به، وأن تقول الحق على الملأ بكل شجاعة ولو كان ثمن النطق بالحق هو الإعدام.

آل سعود لن يستطيعوا أن يقتلوا الناس جميعاً.

هذا التزوير يجب أن ينتهي وأن يسقط، شراء الذمم بالمال يجب أن ينتهي ويجب أن يسقط، وهذا زمن النطق بالحق والصدح بالحق الذي يدفع ثمنه كبار من الكبار دمائهم، يجب أن تنتهي هذه المداراة، هذه الممالأة، لقد سقط الرهان على أي حوار أو تعقل سعودي.

نحن أمام نظام موغل في الفتنة، موغل في القتل، موغل في سفك الدماء، يرفض أن يفتح أي كوة في الجدار الأسود الذي بناه.

 هذه المسؤولية هي مسؤولية العلماء، مسؤولية الخطباء، مسؤولية الجميع ويجب أن لا نخشى لومة لائم في تحمل هذه المسؤولية، يجب أن نشرح هذه الأمر لشعوبنا، لأمتنا، للعال،م وهذا من أعظم الجهاد في هذه الأيام، نعم من أعظم الجهاد أن يقف الإنسان ويقول الحق في آل سعود. هذا من أعظم أنواع الجهاد، هل تعلمون لماذا؟ لأنه سيهدد أناسه بقطع أرزاقهم، لأنه سيُشتم، لانه سيٌهان، وسيٌسب، وستُنفق ملايين الدولارات، ومئات ملايين الدولارات على النيل منه، ومن اسمه، ومن عائلته، ومن كرامته، ومن كل شيء يخصه.

ولكن هذا كله شيء بسيط، يعني أنظروا اليهم كم هم حقراء، قبل عشرة أشهر عندما خطبت بموضوع اليمن، أنا عادةً لا أتكلم في الموضوع الشخصي ولكن لأنه يحضرني هذا المثل، وأنا تكلمت نصرةً للشعب اليمني وعبرت عن موقفي.

ثاني يوم، في الصحافة السعودية، في مواقع التواصل الإجتماعي السعودي كُتبت مقالات، وقاموا بحملة طويلة عريضة انه ابن "فلان" الشهيد هادي نصر الله ـ انتم تعلمون أنا لا أتكلم عن ابني منذ 17 عام ـ هو لم يقتل في المقاومة، وإنما كان في "كباريه" في بيروت، ووقع إشكال في الكباريه، ووقع إطلاق نار فقتل، وتم نعيه شهيد.

 نحن أمام أناس على هذا المستوى من الإسفاف، على هذا المستوى من الإنحطاط الأخلاقي، عندما أنت تأخذ موقفاً حتى الشهيد الذي شرّفنا الله به يصبح قتيل بـ "كباريه" عندهم، لأنهم هم أولادهم، أولاد أمرائهم، الذين يسمون أنفسم ولاة أمر المسلمين لا يفارقون "الكباريهات"، هم من يموتون في "الكباريهات" وليس أولادنا من يموت في "الكباريهات".

 أولادنا ماتوا ويموتون في جبهات القتال دفاعاً عن لبنان، وعن فلسطين، وعن الأمة، وعن الإسلام. هؤلاء هم أبناؤنا وأولادنا.

 لذلك اليوم هذا هو الجهاد الأعظم، لا يستهينّن أحد بما نقوم بفعله، الرد على إعدام الشيخ الشهيد العالم الجليل نمر باقر النمر هو الرد "الزينبي"، أن يقف الناس جميعاً ليقولوا الحق كـ "زينب" في مجلس إبن زياد، ومجلس يزيد بن معاوية ولا تخاف من أحد ولا تحسب أي حساب.

يجب أن تتحول هذه الدماء المسفوكة ظلماً في اليمن، وعلى أرض الجزيرة العربية، وفي سجونها، وعلى كل أرض عربية وإسلامية يسفك فيها دم نتيجة فكر هؤلاء، ومال هؤلاء، وسلاح هؤلاء، هذه الدماء المسفوكة ستكتب نهاية هذا النظام، وهذه العائلة، ستكتب النهاية. السنن الإلهية تقول هكذا، السنن التاريخية تقول هكذا، عندما يفقد نظام عقله ويفقد حتى أبسط المشاعر الإنسانية، وأبسط شكل من أشكال الممارسة الإنسانية هذا معناه أنه وصل إلى الهاوية وإلى الإنحدار.

أنا أضم صوتي إلى صوت الجميع الذين قالوا بالأمس إن ملامح نهاية هذا النظام الفاسد، المجرم، الظالم، المستبد، التكفيري، الإرهابي بدأت تلوح في الأفق.

 للشيخ النمر ولكل الشهداء الرحمة وعلو الدرجات، ويمكن فيما بعد إن شاء الله أن نتكلم أكثر. لكن جملة أخيرة لمن ينتظر الرد ـ مر إسبوعان على استشهاد الأخ سمير القنطار، الشهيد سمير القنطار ـ يعني هي قوة دمه، وقوة المقاومة ما زالت تفرض على جنود وضباط العدو من البحر إلى آخر نقطة في الحدود الاختباء في الجحور، ماذا أستطيع أن افعل لكم إذا هم مختبئون؟ هم ينتظرون ونحن ننتتظر، هم خائفون ونحن راغبون، وأملنا بالله سبحانه وتعالى كبير، المهم أن يفهموا جيداً أن قتل إخواننا، وسفك دمائنا لا يمر هكذا، بل عليهم أن يخافوا وأن يختبئوا، والآن جاء الثلج و"ثقّلهم" أكثر، حبسهم في جحورهم أكثر، لكن في كل الأحوال نحن أيضا ننتظر والله يحب المنتظرين، وهذا الرد آت، آت إن شاء الله.

أيها الإخوة والأخوات: مجدداً أشكر لكم جميعاً حضوركم ومشاركتكم هذا الاحتفال التأبيني التكريمي لعالم مجاهد، وعلامة مخلص، وصادق، وأخ حبيب وعزيز، سماحة الشيخ خاتون. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحشره مع الأنبياء والصالحين والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقا.

والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

فارسی:

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم.

بسم الله الرحمن الرحیم.

الحمد لله رب العالمین  والصلات و السلام علی سیدنا و نبینا خاتم النبیین ابی القاسم محمد بن عبدالله و علی آله الطیبین الطاهرین و صحبه الاخیار المنتجبین و علی جمیع الانبیاء و المرسلین.

علمای ارجمند، برادران و خواهران، السلام علیکم جمیعا و رحمت الله و برکاته.

خداوند(سبحانه و تعالی) در قرآن مجید فرموده است:«مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا - در میان مؤمنان مردانی هستند که به آن‌چه با خدا بر آن پیمان بستند صادقانه وفا کردند، برخی از آنان پیمانشان را به انجام رساندند و برخی از آنان در انتظارند و هیچ تغییر و تبدیلی نداده‌اند. (احزاب/۲۳)» بنده در ابتدا حضور همگی شما را در مراسم عزا و بزرگداشت برادر عزیز و ارزشمند، حضرت علامه‌ی مجاهد، شیخ محمد خاتون(رحمه الله) خوش‌آمد می‌گویم. بار دیگر به خانواده‌ی محترم ایشان، خویشان و دوست‌داران ایشان و همه‌ی برادران و خواهران این مسیر پربرکت جهادی تسلیت عرض می‌کنم.

همچنین در ابتدا -اگر چه قطعا به این مسئله بازخواهیم گشت- می‌خواهم به خانواده‌ی گرامی علامه‌ی مجاهد شهید شیخ نمر باقر نمر، عزیزانمان در قطیف، احساء و منطقه‌ی الشرقیه، مسلمانان سرتاسر جهان، مراجع بزرگمان، علمای مسلمان، حوزه‌های علمیه و همه‌ی جویندگان حق، حقیقت و حقوق، شهادت مظلومانه‌ی این عالم جلیل القدر و شجاع را تسلیت و همچنین تبریک عرض کنم. این شهادت میراث انبیاء، اوصیاء و مکتب کربلاست که شهید شیخ نمر به آن تعلق داشت. در هر صورت ان شاءالله در ادامه‌ی سخن به این موضوع باز خواهیم گشت.

آشنایی بنده با برادر عزیزم حضرت شیخ خاتون را -که در صحبت‌هایمان او را شیخ محمد می‌نامیدیم- به اوایل سال ۱۹۷۷ باز می‌گردد. آن روزها ما گروهی جوانان کم سن و سال و حدود ۱۷ و ۱۸ ساله بودیم که یکدیگر را در حوزه‌ی نجف اشرف دیدیم. بسیاری از افراد آن گروه، یکدیگر را در لبنان نمی‌شناختند. گروه ما در حوزه‌ی نجف و برای طلب علم تشکیل شد. خداوند بر ما یعنی شیخ محمد، بنده و چند تن دیگر از برادران منت گذاشت و ما را بر سر راه و تحت مراقبت انسانی مؤمن، مخلص، باتقوا، مجاهد، پدر، معلم، استاد و مرشد یعنی سیدمان، استادمان، سید الشهداء مقاومتان و دبیرکلمان، شهید سید عباس موسوی (رضوان الله علیه) قرار داد. این از نعمت‌های خداوند (سبحانه و تعالی) بر ما و بر این گروه بود. ما معمولا سنت‌مان بر این است که از کسانی که پیمان خویش را به سرانجام برده‌اند صحبت می‌کنیم و از زندگان سخن نمی‌گوییم. بعضی از مردان این گروه پیمانشان را در همین مسیر به سرانجام رساندند: شهید سید عباس موسوی(رضوان الله علیه)، حضرت شیخ علی کریم در خربة سلم(رحمت الله علیه و رضوان الله علیه)، مرحوم حضرت شیخ علی خاتون که در هواپیمای کوتونو جانش را از دست داد، مرحوم حضرت شیخ ایمن همدر و باقی‌مانده‌ی آن گروه کوچک هم‌چنان در انتظارند و هیچ تغییر و تبدیلی نداده‌اند و از خداوند(سبحانه و تعالی) می‌خواهم همه‌ی آن‌ها را در این مسیر ثابت‌قدم بدارد. چنان که عرض کردم ما با حضرت شیخ خاتون هم‌درس بودیم. گزارشی که کمی قبل دیدیم بخشی از این موضوع را به طور خلاصه توضیح می‌داد. هم‌درس بودیم اما در عین حال برادر و دوست نیز بودیم. این طور نبود که چند طلبه باشیم که برویم سر درس و برگردیم. در نجف اشرف و سپس وقتی به لبنان بازگشتیم با هم زندگی می‌کردیم. شبانه روز، در رفت و آمد، در گرسنگی، در سیری، در تشنگی، در امنیت، در هراس، در امید، در درد، در آرزوها و در آرمان‌ها گروهی بودیم که یک معنا، فرهنگ و نفس و در واقع همان معنا، فرهنگ و نفس سید عباس (رضوان الله علیه) آن‌ها را گرد هم آورده بود. رفیق راه ماندیم تا این که خداوند(سبحانه و تعالی) روح سید عباس را اخذ کرد. شیخ خاتون از ابتدا نمونه‌ی یک طالب علم جدی، کوشا، مسئولیت‌پذیر، متدین و باتقوا بود. امیر(علیه السلام) در خطبه‌ی متقین درباره‌ی افراد باتقوا می‌فرمایند:«حریز دینه- دین‌شان پابرجاست.» شیخ محمد از متقیانی بود که همه‌ی صفت‌های موجود در خطبه از جمله «دین پابرجا» در موردش صدق می‌کرد. بسیار مراقب بود از هوای نفسش پی‌روی و از مولایش سرپیچی نکند به همین دلیل حلال، حرام و واجب همیشه جلوی چشمش بود.

در سال ۱۹۷۸ نظام صدام حسین حمله‌ی گسترده‌ای را در نجف اشرف علیه طلاب و علمای لبنانی آغاز و بسیاری از آنان را دستگیر کرد. بعضی دستگیر شدند و برخی دیگر توانستند بدون دستگیری خارج شوند. حضرت شیخ خاتون از گروهی بود که دستگیر و در زندان‌های صدام حسین زندانی و شکنجه شدند. قاعدتا اتهامی که به طلبه‌های لبنانی و از جمله شیخ خاتون نسبت داده شده بود وابستگی به حزب الدعوة الاسلامیة بود. در حالی که هیچ کدام از آن‌ها به آن حزب تعلق نداشتند. هنوز حزب الدعوة وارد لبنانی‌ها یا آن گروهی که دستگیر شده بودند نشده بود. اتهام بعدی وابستگی به سازمان اطلاعات سوریه بود. این ماجرا قدیمی است و تازه نیست. آن زمان هنوز انقلاب اسلامی ایران پیروز نشده بود اگر نه گفته می‌شد سازمان اطلاعات ایران و هسته‌ی ایرانی و گروه و مزدوران ایران…. چنان که امروز نیز هر عالم دینی، مجاهد و طلبه‌ای را در جهان عرب و اسلام به این اتهامات دروغین متهم می‌کنند. در هر صورت حضرت شیخ خاتون و دیگرانی که بازداشت شده بودند آزاد شدند و آن گروه بار دیگر نزد سید عباس در بعلبک با یکدیگر دیدار کردند و حوزه‌ی دینی شهر بعلبک با اشراف و مدیریت سید عباس تأسیس شد و مدرسه‌ی دینی امام منتظر (عج) نام گرفت که تا امروز همچنان پابرجا و آباد است. این مدرسه بر من، شیخ محمد و بسیاری از برادرانم حقی عظیم و فراموش‌ناشدنی دارد.

شیخ خاتون در دوره‌ی اول آن حضور داشت و به عنوان طلبه، استاد و مبلغ در روستاهای بقاع به این مسیر ادامه داد. سال ۱۹۸۲ هنگامی که حضور نظامی اسرائیل پیش آمد و مقاومت اسلامی و حزب الله پاگرفت، شیخ خاتون همان‌گونه که در فیلم مستند دیدید، از اولین علمایی بود که به پادگان‌های آموزشی پیوست. مانند شهید سید عباس و دیگران لباس دینی را درآورد، کنار گذاشت، جنبه‌ی نمادین عمامه را حفظ کردند و لباس نظامی پوشیدند زیرا وارد دورانی تازه یعنی مقاومت مسلحانه و نبرد شده بودیم. شیخ خاتون و برادرانش به دوره‌های نظامی رفتند تا رزمندگانی نظامی و مجاهد در صف این مقاومت باشند. او همیشه آمادگی پیوستن به میدان‌های جنگ را داشت. قاعدتا تشکیل مقاومت و حزب الله از ابتدا نیاز به کادرهایی داشت که در زمینه‌های مختلف مسئولیت بپذیرند. یکی از آن زمینه‌ها و مهم‌ترینشان، مسئله‌ی نظامی است اما برای این که مقاومت رشد کند، کامل شود، ادامه یابد و هدف‌هایش را تحقق بخشد نیاز به کسی داشت که مسئولیت جنبه‌ی بسیج نیروها، تبلیغ، فرهنگ‌سازی و تحریک به جهاد را بر عهده بگیرد؛ آن هم در دورانی که فرهنگ هزیمت، تسلیم‌شدن، خودکم‌بینی، باور به ناتوانی و ضعف و شک در توان مقابله با حضور نظامی و اشغال تا چه برسد به توان آزادسازی زمین رواج داشت. این مسئله در ابتدا بسیار سخت بود. بنده و برادران عالم و مسئول حاضر در سالن، آن روزها و بحث‌های تند و سخت حتی در خانه‌ها و محیط‌مان را به یاد می‌آوریم. بعضی‌ها به ما می‌گفتند شما دیوانه، عاشق و بی‌عقل هستید و از معادلات و قواعد بازی سر در نمی‌آورید. «چشم هرگز کی برآید با درفش؟» آیا خون می‌تواند بر شمشیر پیروز شود؟ شما چند جوان می‌خواهید قدرتمندترین ارتش خاورمیانه را که تنها در چند روز چندین ارتش عربی را دچار هزیمت نمود، شکست دهید؟ این یک چالش بزرگ بود. با امروز مقایسه نکنید. آن روزها مقاومت حتی در سطح فرهنگ، تفکر، هشیاری، پذیرش و ایمان مردم غریب بود و به صورت یک پروژه‌ی انتحاری، جنون‌آمیز و غیر عقلائی و غیر عاقلانه به آن نگاه می‌شد. در هر صورت یکی از کسانی که وظیفه یافتند در این زمینه کار کنند و از این منبر به آن منبر، از این مسجد به آن مسجد، از این پادگان به آن پادگان، از این میدان به آن میدان و از این حسینیه به آن حسینیه بروند حضرت شیخ خاتون(رضوان الله علیه) بود و به بهترین وجه آن‌چه را بر عهده‌اش گذاشته شده بود به انجام رساند. تا این که تشکیلات، مدیریت و چارت روشنی برای این راه تازه تعریف شد و حضرت شیخ خاتون از ابتدا از اولین مسئولان این تشکیلات و راه بود. مسئولیت‌های مهمی را ابتدا در تشکیلات منطقه‌ی بقاع و پس از ۱۹۸۵ در منطقه‌ی جنوب بر عهده داشت. سپس مسئول منطقه‌ی بقاع، سپس مسئول اصلی فرهنگی، مسئول اصلی تبلیغات، مسئول شمال و جبل و به اصطلاح ما منطقه‌ی پنج و در آخرین سال‌ها -چنان که در گزارش اشاره شد- ترجیح داد به جایی که علاقه داشت یعنی میان مردم، مردان و زنان مؤمن، مساجد، حسینیه‌ها، روستاها، شب‌زنده‌داری‌ها و ارتباط مستقیم بازگردد و از مسئولیت‌های سازمانی و مدیریتی فاصله بگیرد و این بار را که قاعدتا تلاش و جهادی کبیر و قاعدتا و واقعا مزه و لذتی خاص دارد، بردارد. در هر صورت سال‌های پایانی را در میان مردم گذراند؛ به عنوان یک سخنران، فرهنگ‌ساز، مبلغ، معلم، مشوق به جهاد فی سبیل الله(سبحانه و تعالی) و منادی هشیاری، وحدت، تقوا و ارزش‌های اخلاقی که خود آن‌ها را به خوبی مجسم می‌ساخت.

هر کس شیخ خاتون را بشناسد، همه‌ی کلمات این گواهی کوتاهی را که درباره‌ی او عرض می‌کنم تصدیق می‌نماید: شیخ خاتون به ایمان، تدین، تقوا، فرهنگ وسیع، علم بسیار، صداقت، اخلاص، اخلاق نیک، معاشرت نیکو، خاکساری و تواضع در برابر همگان و کوچک و بزرگ، پاکی و طهارت، مسئولیت‌پذیری، دغدغه‌مندی و علاقه به مردم شناخته می‌شد. به همین دلیل شیخ خاتون شخصیتی دشوار و پیچیده نبود. همان‌گونه که امیرالمؤمنین اهل تقوا را توصیف می‌نماید. یکی از صفات ایشان «دین پابرجا»ست و دیگری «سهلٌ أمره- قصه‌اش آسان» است. مؤمنان باید این‌گونه باشند. علما هم همین‌طور. انسان هر قدر در مراتب پذیرش مسئولیت و بارها بالاتر می‌رود باید این‌گونه باشد. یعنی باید «قصه‌اش آسان» باشد. یعنی چه؟ یعنی شخصیت پیچیده‌ای نباشد. یعنی اگر می‌خواهید با او صحبت کنید، از او چیزی بخواهید، مسئولیتی را بر عهده‌اش بگذارید، مسئولیتی را از او بگیرید، او را به جایی بفرستید، نکته‌ای به او بگویید، از او انتقاد کنید یا به یکی از رفتارهایش انتقاد کنید لازم نباشد غصه بخورید که به او چه بگویم؟ جمله و کلماتم چه باشند؟ کی؟ چگونه؟ شخصیت‌های دشوار و پیچیده درگیر مجموعه‌ای از مسائل، اعتبارات و خودخواهی‌ها هستند که باعث می‌شوند تو خود را در برابر مجموعه‌ای گره احساس کنی. نمی‌دانی چگونه باید این گره‌ها را باز کنی یا درگیرشان شوی. اما متقی «قصه‌اش آسان» است زیرا پاک، طاهر، متواضع و بدون منیت است. چنان که آن روز در بزرگداشت فرمانده شهید ابو محمد حاج، ابو محمد اقلیم، گفتم. آن برادر در درون خودش چیزی به نام محمد حاج نداشت. امروز نیز همان مطلب است. همه‌ی ما شیخ محمد را می‌شناختیم. چیزی به نام محمد علی خاتون درون او وجود نداشت. درون او یک بنده، فقیر، متقی، پرهیزکار، طالب رضایت الهی(سبحانه و تعالی) و بنده‌ای وجود داشت که مراقب آخرتش و آن توقف طولانی در مقابل الله(سبحانه و تعالی) بود. به همین دلیل به هیچ وجه شخصیتش پیچیده و دشوار نبود. یک شخصیت آسان، ساده، تازه، نرم، آرام و پاک بود. همچنین هر جا لازم بود حضور پیدا کند، به اهمیت خودش توجه نشان نمی‌داد. بنده شواهد و داستان‌های بسیاری را در این زمینه به یاد می‌آورم. در هر صورت امروز می‌توانم شخصیت شیخ محمد خاتون را خلاصه کنم و بگویم مکتب سید عباس موسوی و شیخ راغب حرب این بود. او تجسم و تمثل دیگری از آن شخصیت، فرهنگ، اخلاق، موضوعات، روش، سبک و رفتار بود. به واسطه‌ی این ویژگی‌ها، سال‌هایی که شیخ خاتون در میان ما گذراند بسیار پربرکت بود. به دلیل پربرکت بودنش در مردم، جوانان، همه‌ی کسانی که با آن‌ها کار می‌کرد، کسانی که از او درس می‌گرفتند و به او گوش فرا می‌دادند تأثیری عظیم و عمیق می‌گذاشت چون فقط صحبت نمی‌کرد، رهبر و اسوه نیز بود و آن‌چه را به آن ایمان داشت و به زبان می‌آورد تجسم می‌بخشید. حد اقل ۳۵ سال مبلغ، معلم، سخنران و مسئولی بود که غم، خستگی و دردهای مسئولیت را به دوش می‌کشید.

شیخ محمد یادآور نسل اول برادران و خواهران ماست که عمر و جوانی‌شان را در این مسیر گذراندند و امروز اکثر آن‌ها پیر شده‌اند و در دهه‌ی پنجم، ششم یا پایان دهه‌ی چهارم زندگی‌شان هستند. آن‌ها عمر و جوانی‌شان را در این مسیر گذراندند، برخی به شهادت رسیدند، بعضی با وجود این که عاشق شهادت بودند به دست خداوند وفات یافتند و از اجر و جایگاه شهیدان برخوردار شدند، برخی نیز در انتظارند و هیچ تغییر و تبدیلی نداده‌اند یعنی شما و بسیاری از امثال شما. به برکت این نسل اول -که نمی‌توانیم شهیدان و متوفیانشان را احصا کنیم و بشماریم- این مسیر آغاز شد و تا امروز و از رهگذر نسل‌ها ادامه یافته است. به برکت این نسل اول می‌توانیم بگوییم این مسیر از اولین روز بر تقوا بنا نهاده شد. به همین دلیل چون برای خدا و در راه خدا بود تداوم یافت و نیز به همین دلایل بود که زیر نظر، پاس‌داشت و محافظت خداوند(سبحانه و تعالی) قرار گرفت. نسل اول -این به آن معنا نیست که نسل‌های بعدی این‌گونه نیستند. در علم اصول این مسئله مشخص است. اما الآن داریم درباره‌ی نسل اول صحبت می‌کنیم.- به دنبال هیچ چیز از بهره‌های زودگذر دنیا نبودند و به آن امیدی نداشتند. دشوارترین شرایط امنیتی، اجتماعی و معیشتی را داشتند. هر لحظه، هر روز، در هر جا، هر میدان و میانه‌ی هر راهی انتظار مرگ را می‌کشیدند. خطر هر لحظه و هر جا آن‌ها را تهدید می‌کرد. برای انجام تکلیفشان با عشق می‌کوشیدند و با شوق انتظار شهادت را می‌کشیدند. در همه‌ی مواقف الهی با صبر و تحمل، صدقشان را اثبات کردند پس خداوند (سبحانه و تعالی) آن‌ها را ثابت‌قدم، عزیز، پیروز و پرشمار ساخت و امروز تبدیل به این مسیر عظیم شده‌اند. نمی‌دانم در دسته‌بندی دقیق چند نسل می‌شود اما ما امروز حد اقل نسل اول، نسل فرزندان و نسل نوه‌ها را داریم. می‌توانید سه نسل حساب کنید. شاید هم کسی آن‌ها را چهار یا پنج نسل بداند. به معیار محاسبه‌ی نسل‌ها مرتبط است. به برکت نسل اول، فرزندان و نوه‌های‌شان شبیه پدرانشان هستند و همه‌ی کسانی که با گذر زمان به این مسیر پیوستند از همان همت، روحیه، اخلاص و جان‌فشانی برخوردارند. به حرف‌های رسانه‌ها، روزنامه‌های زرد و اختراعات سایت‌هایی که فقط برای مخدوش کردن وجهه‌ی این مسیر راه‌اندازی شده‌اند، کاری نداشته باشید. دلیل می‌خواهید؟ شهیدان. شهید شاهد است. این شهیدان، فرزندان و نوه‌های نسل اول هستند. وصیت‌نامه‌ها، سخنان و چهره‌های نورانی‌شان را می‌بینیم و شاهد فداکاری‌های عظیمشان هستیم. آن‌ها در رقم زدن پیروزی در سال ۲۰۰۰ کمک و شراکت کردند و در آفرینش پیروزی ۲۰۰۶ سهم اصلی را داشتند و امروز این فرزندان و نوه‌های نسل اول هستند که با خون خود مسئولیت شکست دادن خطرناک‌ترین پروژه‌ی آمریکایی، استکباری و صهیونیستی را بر دوش می‌کشند؛ پروژه‌ای که با چهره‌ی تکفیر سعی در ویران کردن منطقه و سرنگون ساختن پروژه‌ی مقاومت دارد. این‌ها همین فرهنگ و روحیه را دارا هستند.

ما باید این روحیه را حفظ کنیم. این روحیه آماج حمله است. معنویت، روحیه، اراده، عزم، اصرار و اطمینان محیط، مسیر و مردم ما به خط و اندیشه‌شان و یکدیگر و تکیه‌شان به این مسیر، آماج حمله‌ی این جنگ پراکنده در همه‌ی سطوح است. این حمله از طریق شایعاتی که از هر سو روان و منتشر می‌شوند صورت می‌گیرد. از روز اول جنگی که علیه این مسیر صورت می‌گیرد، فقط جنگ نظامی، امنیتی و خونین نیست بلکه همیشه می‌خواستند این عقل، قلب، اراده و عزم این مسیر صدمه ببیند ولی این مسیر پایداری می‌ورزد، مستحکم‌تر می‌شود، عزمش رسوخ می‌یابد و پیش می‌رود. امروز مسیر ما به فضل این نسل‌ها، نسل بنیان‌گذاران، فرزندان و نوه‌ها و خون شهیدان و نفس‌های پاک شیخ محمد خاتون و برادران عالم، فرمانده، مسئول و مجاهد وی که عهدشان را به انجام رساندند و آرزوی شهادت می‌برند، با اطمینان، یقین و ایمان کامل پی گرفته خواهد شد. بنده به شما می‌گویم: هیچ کس نمی‌تواند به مسیر مقاومت اسلامی در لبنان صدمه بزند. سید عباس همین را می‌گفت. هیچ کس نمی‌تواند به مسیر و روحیه، طراوت، عزت، کرامت، استحکام اراده، شدت عزم، ایمان، یقین و اصرار قطعی حزب الله بر ادامه‌ی حضور در همه‌ی میدان‌های چالش و هر جایی که گرفتن موضعی برای خدا، جهادی در راه خدا، کلمه‌ای برای خدا، جان‌فشانی‌ای در راه خدا و عطایی برای الله(سبحانه و تعالی) لازم باشد، صدمه بزند. این یقینی است زیرا این مسیر برای خدا بود و خواهد بود و خداوند محافظ، یاور و کمک‌کار آن است.

خداوند شیخ ارزش‌مند و عزیز ما را رحمت و او را با پیامبران، گواهان، راستان و شایستگان محشور کند که نیکو رفیقانی هستند.

در هر صورت در لبنان این فرصت برای علمای بزرگی که درگذشتند و آنان که امروز حضور دارند و خدا حفظشان کند فراهم شد که از این منبر به آن منبر و این میدان به آن میدان بروند و حق را فریاد بزنند و به زبان بیاورند و زنده بمانند، بدون این که کسی آنان را بکشد؛ مگر در چند مورد. اما در بسیاری مناطق جهان چنین فرصتی وجود ندارد. یکی از این مناطق همین جایی است که امروز به آن می‌پردازیم و داستان امروز ماست. بگذارید شفاف آغاز کنم. امروز می‌خواهیم به وضوح همه چیز را بگوییم. اگر هنوز جایی برای تعارف و مدارا وجود داشت، می‌خواهیم همه را کنار بگذاریم. فکر می‌کنم آن دوران دیگر تمام شد. در خاک شبه جزیره‌ی عربستان، حکومتی تشکیل شد و به دروغ و از سر ستم، باطل و افترا پادشاهی عربستان سعودی نام گرفت. سرزمین حرمین و سرزمین رسول خدا(صلی الله علیه و آله و سلم) و اهل بیت و صحابه‌ی گرامی ایشان و اولین مجاهدان در بدر و احد و سرزمین اسلام به نام یک عشیره نام گرفت؛ عشیره‌ای به نام آل سعود که خود را با جنایت، کشتار و ایجاد رعب بر ملت شبه جزیره‌ی عربستان تحمیل کرده بود. این‌ها در کتاب‌های تاریخ موجود است. حتی مورخان وابسته به آل سعود وقتی تاریخ آل سعود را نوشتند در مورد این واقعیت‌ها صحبت می‌کنند و آن‌ها را به عنوان افتخارات پادشاه بنیان‌گذار و باند‌های جنایت‌کاری که می‌کشتند، اسیر می‌کردند و سر می‌بریدند بر می‌شمارند. نظامی پادشاهی با حمایت، پول و سلاح‌های انگلیسی به عنوان بخشی از پروژه‌ی استعمار بریطانیا برای تسلط بر کشورهای ما، بر استخوان‌ها و سیلی از خون این ملت و قبیله‌ها و عشیره‌های آن بنیان گذاشته شد. تأسیس این پادشاهی هم‌زمان بود با آمادگی برای تشکیل رژیم دیگری بر پایه‌ی جنایت، اجساد و سیلی از خون؛ رژیمی به نام اسرائیل در سرزمین فلسطین اشغالی. در آن سرزمین و پادشاهی نقد اعتراض و بحث از سوی عالمان دینی و اصلاح‌گران ممنوع است. این مسئله به شیعه یا منطقه‌ی الشرقیه اختصاصی ندارد؛ شامل شیعه، سنی، اسلام‌گرا، غیر اسلام‌گرا، ملی‌گرا، پان‌عرب، لیبرال یا… می‌شود. نمی‌خواهیم الآن همه‌ی تاریخ را بازخوانی کنیم. مستقیم می‌آییم سراغ حادثه‌ی وحشتناک و بسیار عظیم امروز. شاید خود آل سعود این کارشان را سبک بشمارند زیرا آن‌‌ها این امت را سبک می‌شمارند اما این کار را نمی‌شود سبک شمرد. اعدام یک عالم دینی بزرگ جلیل‌القدر مجاهد اصلاح‌گر مانند حضرت شیخ شهید نمر النمر به هیچ وجه حادثه‌ای نیست که بتوان از آن ساده عبور کرد. آن‌ها سخت در اشتباهند و ارزیابی‌شان غلط است.

بگذارید به صورت آرام و منطقی موضوع را از ابتدا بررسی کنیم.

اول: چرا حضرت شیخ نمر را اعدام کردند؟ چرا؟ گناه و جرمش چه بود؟ به جهان چه گفتند؟ نمی‌توانند چیزی بگویند. البته من باقی را نمی‌شناسم و پرونده‌هایشان را دنبال نمی‌کنم و نمی‌دانم ظالم بودند، مظلوم بودند یا چه؟ خدا می‌داند. با چنان دستگاه قضا و چنان نظامی، نمی‌توانید از دور قضاوت کنید. به همین دلیل نه می‌خواهم محکوم کنم و نه می‌خواهم نکنم. شیخ شهید را آوردند و او را در میان گروه‌هایی که بمب‌گذاری، کشتار، ایجاد رعب و وحشت و… کرده بودند جا دادند و تروریست نامیدند. خب، جرمش چه بود؟ آیا دستگاه قضایی سعودی -فارغ از مشروعیت یا عدم مشروعیت این کار- توانست ثابت کند شیخ نمر سلاح حمل کرده است؟ حمله‌ی مسلحانه کرده است؟ آیا شیخ نمر مجموعه‌ی مسلح تشکیل داد؟ در مورد بنده، برادرانم و سید عباس می‌توانید بگویید شما برای جنگ با اسرائیل مجموعه‌ی مسلح تشکیل دادید. قاعدتا این یک جرم بسیار بزرگ است. اما آیا شیخ مجموعه‌ی مسلح تشکیل داد؟ آیا به جنگ دعوت کرد؟ آیا به حمل اسلحه دعوت کرد؟ یا همه‌ی مسیر شیخ نمر، مثل همه‌ی علما مشخصا در منطقه‌ی الشرقیه و همچنین علما و رهبران بحرین که همگی به زندان انداخته می‌شوند، مسالمت‌آمیز بود؟ نام‌هایی که همین لحظه به یاد دارم شیخ سلمان، شیخ مقداد، استاد عبدالوهاب حسین، استاد حسن و… هستند. تعداد زیادی نام است. خب، چرا این‌ها زندانند و به سال‌های سال زندان محکومند؟ آیا به خشونت و جنگ دعوت کردند؟ آیا اسلحه حمل کردند؟ به هیچ وجه. چند روز پیش از زندان‌های آل خلیفه در بحرین بیانیه دادند و همه زیرش را امضا کردند و به ملت بحرین اصرار کردند مسیر مسالمت‌آمیز خود را پی بگیرند. تأکید کردند مسالمت‌آمیز باشد. همین بیانیه مایه‌ی محکومیت آل خلیفه و سردمداران آل خلیفه است که افرادی را زندانی، تعقیب و به آن‌ها ستم می‌کنند که حتی از داخل زندان و زیر شکنجه به مسالمت‌آمیز بودن جنبش اصرار دارند که اگر دستور دیگری می‌دادند اوضاع به گونه‌ای دیگر رقم می‌خورد. اگر دستور دیگری می‌دادند اوضاع به گونه‌ای دیگر رقم می‌خورد. اما فرهنگ، انتخاب و روش‌شان این است. مشکل واقعی شیخ نمر همین بود که حق را فریاد زد. واقعا مرد بسیار شجاعی بود. در هر صورت هر کسی چند ویژگی خوب، زیبا و پررنگ دارد ولی معمولا یکی از ویژگی‌ها از دیگر ویژگی‌ها بسیار پررنگ‌تر است. می‌توانیم شهید شیخ نمر النمر را با توجه به سخنانی که به زبان می‌آورد و مکان و زمانی که این حرف‌ها را می‌زد، با شجاعت بسیارش توصیف کنیم. ایستاد و با قدرت صحبت کرد منتهی حق می‌گفت. اسلحه حمل نمی‌کرد. انتقاد و اعتراض می‌کرد. الآن می‌خواهند وجهه‌اش را خدشه‌دار کنند. نه، او یک مرد اصلاح‌گر بود که حقوق ملت شبه جزیره‌ی عربستان را که به دروغ پادشاهی عربستان سعودی نامیده شده است مطالبه می‌کرد. مطالبه‌ی او این بود که این ملت حق دارد حاکمانش را انتخاب کند و پادشاهی نباید موروثی باشد. مطالبه‌ی او این بود که این ملت باید به منابع خود دست پیدا کنند، نه این که پادشاهان آل سعود آنان را غارت کنند و خود توانگرتر و ملت‌شان فقیرتر شوند. مطالبه‌ی او آزادی‌های معمولی بود که هر انسان در هر جای جهان خواستار آن‌هاست. ولی او با جرأت، شفافیت و صراحت این‌ها را مطالبه می‌کرد. تنها جرمش این بود. هر کس صحبت یا اعتراض کند اعدام می‌شود. از سوی چه کسانی؟ از سوی این سعودی که می‌خواهد دموکراسی را در منطقه گسترش دهد و از آزادی‌ها پاسداری کند. امروز روز محکومیت بسیار بسیار بسیار عظیم، بزرگ و روشن سعودی است. خون شیخ نمر امروز و تا روز قیامت چهره، پیکر، تاریخ، اکنون و آینده‌ی سعودی را پوشانده است و در دنیا و آخرت از آنان دست برنخواهد داشت. آیا شیخ نمر جدایی‌طلب بود؟ خواستار تقسیم کشور شد؟ با کمال صراحت می‌گویم آمریکایی‌ها از شیعیان منطقه‌ی الشرقیه می‌خواهند این مطلب را بگویند که نفت در منطقه‌ی الشرقیه، در منطقه‌ی ماست و می‌خواهیم جدا شویم و یک کشور مستقل باشیم. آمریکایی‌ها چند سال پیش این مسئله به برخی رهبران شیعه در منطقه‌ی الشرقیه پیشنهاد کردند ولی عالمان و رهبران شیعه در منطقه‌ی الشرقیه جدایی و تقسیم را نپذیرفتند و بر ماندن در آن کشور و بخشی از آن کشور پافشاری کردند. اما این وفاداری ملی، بشری و نژادی چگونه پاسخ داده می‌شود؟ با شمشیر کشیدن بر روی هر کس انتقاد یا اعتراض کند. واقعیت و ماجرای شیخ نمر این بود. چیز دیگری نیست. اگر هست بیاورید. قاعدتا متأسفانه برخی نویسندگان مواجب‌بگیر می‌گویند بله، این حکم قانونی و نافذ بوده است. بر چه اساسی قانونی بوده است؟ شما پرونده را دیده‌اید؟ تحقیق کرده‌اید؟ اصلا محاکمه‌ی واقعی صورت گرفت؟ در هیچ کدام از محاکمه‌های سعودی حتی وکیل و خود متهم حق ندارند صحبت و از خودشان دفاع کنند.

دوم: یک سؤال بزرگ دیگر. چرا اصرار داشتید دقیقا در این برهه و با وجود این شرایط در منطقه دست به اعدام بزنید؟

در سال‌های اخیر کشورها، دولت‌ها، شخصیت‌ها، جناح‌ها و مراجع دینی شیعی و اسلامی تلاش‌های بسیاری کردند و به پادشاه سعودی و امیران و مسئولان آل سعود نامه‌هایی فرستادند و از آن‌ها درخواست کردند که برادر، عفو صادر کنید یا حد اقل حکم اعدام اجرا نشود. خب او می‌توانست کاری کند حکم اعدام اجرا نشود. می‌گذاشتند شیخ در زندان بماند یک، دو یا سه سال صبر می‌کردند ببیند چه می‌شود. چرا درست الآن در این برهه بر اعدام پافشاری می‌کنند؟ در حالی که می‌توانست مسئله را عقب بیاندازد، اعدام نکند، عفو صادر کند و طرفدار پیدا کند و میان خودش و مردم پل بزند. در جوّی که در همه‌ی منطقه هنوز کسانی بودند که به تعقل و اعتدال سعودی و امکان پذیرش گفت و گوی سیاسی درباره‌ی یمن، سوریه، عراق، منطقه، بحرین و لیبی با ایران، کشورهای منطقه، نیروهای سیاسی دیگر از سوی این نظام امید داشتند. هنوز امید داشتند شاید این نظام با مذاکره، گفت و گو، مثبت‌نگری و دیدار بابی برای خروج از بحران‌های ویرانگر موجود در منطقه بگشاید. این اعدام واقعا شوک بزرگی بود. بسیار غافلگیر کننده بود. البته برای بنده غافلگیرکننده نبود چون بنده و برادران، نظام سعودی را جور دیگری می‌فهمیم. حالا عرض می‌کنم. این اعدام این فهم را تأیید می‌کند.

اعدام حضرت شیخ نمر النمر یک پیام از جانب سعودی برای جهان عرب و اسلام است که با خون، شمشیر و سر بریدن نوشته شده و می‌گوید: جهان اسلام، فرقه‌های مسلمان و افکار عمومی مسلمانان و جهان هیچ اهمیتی برای سعودی ندارد و سعودی هرگونه افکار عمومی، عقل و احترام جهانی را بی‌اهمیت می‌شمارد و به دوستانی که برایش نامه فرستادند و درخواست کردند و برخی که دست به دامنش شدند و به عواطف صدها میلیون مسلمان در جهان که با بعضی حرف‌ها یا کارها احساساتشان جریحه‌دار می‌شود اعتنایی ندارد. چه این که فقط شیخ شهید را اعدام نکردند بلکه از تحویل پیکر مطهرش به خانواده و عزیزانش نیز جلوگیری می‌کنند. اراده کرده‌اند که وقتی زنده بود صدایش را و هنگامی که به شهادت رسید پیکرش را حبس کنند.

همچنین پیام این اعدام این است که: هر کس از ما آل سعود انتقاد یا به ما اعتراض کند خونش را می‌ریزیم. مگر مخالفانشان را که در اعتراض به آل سعود کتاب نوشته بودند در بسیاری از پایتخت‌های جهان ردگیری نکردند و نکشتند؟ علیه هر کسی که حرفی زد یا موضعی گرفت توطئه کردند حتی اگر نیاز داشت یک کشور را نابود کنند یا در آن جنگ داخلی به راه بیاندازند. نیازی نیست نام ببرم. خودتان این چیزها را می‌دانید. آن‌ها می‌گویند ما نظامی هستیم که هیچ نقد، اعتراض یا بحثی را تحمل نمی‌کنیم. یا مثل گوسفند در کشور ما زندگی کنید یا مثل گوسفند کشته می‌شوید. راه دیگری وجود ندارد. پیام این است.

سومین پیام اعدام این است: سعودی فتنه‌ی تازه‌ای ایجاد نمی‌کند بلکه فتنه‌ی موجود را که خودش آن را ایجاد، پشتیبانی مالی و شعله‌ور کرد، به جوش می‌آورد. او با این قتل و اعدام، فتنه را به جوش می‌آورد، آتشش را تیز می‌کند و به افق‌های خطرناک و دوری می‌کشاند.

چهارم: پیام اعدام به همه‌ی عقلا، صابران، تحمل‌گران و آرامش‌ورزان که -چنان که گفتم- به تعقل، اعتدال، فتح باب و گفت و گوی سعودی با طرف‌های دیگر دل بسته بودند این است که گفت و گو، تعقل، اعتدال و مذاکره‌ای در کار نیست و فقط کشتن، خون‌ریزی و جنگ‌های ویرانگر بیش‌تر. پیام این است.

پنجم: این کار و پیام بیش از همیشه چهره‌ی واقعی، مستبد، جنایت‌کار، تروریستی و تکفیری سعودی را برای جهان نمایان می‌سازد؛ سعودی هر روز و نه فقط روزی که شیخ نمر النمر را کشت این‌گونه است. ده ماه است هر روز این کار را در یمن انجام می‌دهد. بمباران می‌کند، می‌کشد، ویران می‌کند، مهاجرت می‌دهد، آواره می‌سازد و جلوی هرگونه گفت و گویی، مذاکره و راه حل سیاسی را می‌گیرد و مرتکب جنایت‌های مختلف می‌شود. زمانی می‌گفتیم هدف جنگ سعودی علیه یمن، بازیابی سلطه بر یمن و به زانو درآوردن این کشور است. پس از ده ماه به نظر می‌رسد باید بگوییم: هدف جنگ سعودی علیه یمن، ویران کردن کشور و کشتن و انتقام گرفتن از مردم یمن است؛ درست همان‌گونه که از شیخ نمر النمر انتقام گرفتند. زیرا در یمن مردان، زنان و ملتی هستند که به آل سعود نه گفتند، اعتراض و انتقاد کردند، سرسپردگی را نپذیرفتند، به آزادی دعوت کردند و زنجیر بندگی را از گردن درآوردند. آل سعود نمی‌پذیرند در یمن و در همسایگی‌شان یک عالم، سیاست‌مدار، فرمانده، سردمدار، حزب، تشکیلات یا گروه ظهور کند که به آن‌ها بگوید نه و واقعیت آنان را آشکار و رسوایشان کند و فساد، ظلم، زورگویی و تروریستی‌بودنشان را افشا نماید. تحمل نمی‌کنند. به همین خاطر در یمن به دنبال راه حل سیاسی نیستند. فارغ از این که جایگزین چه کسی باشد، می‌خواهند یمن را نابود کنند؛ حال جایگزین می‌خواهد عبد ربه منصور، داعش، القاعده، جنگ داخلی یا آشوب فراگیر باشد. مهم نیست. بنده احساس می‌کنم امروز روحیه‌ی انتقام است که جنگ یمن را می‌گرداند، نه عقل یا هدف سیاسی. واقعیت آل سعود این است: کینه‌ای پنهان که بر عقل، تصمیم و اراده‌شان حکم می‌راند. پس پیام دیروز، پیام این اعدام صریح این است که: نظام سعودی بر ادامه‌ی مسیر جنگ، کشتار و نبرد خونین اصرار دارد و جایی برای هیچ گونه گفت و گو، مذاکره، تعقل یا اعتدالی نیست.

سوم: مسئولیت‌مان در قبال این حوادث. اول، جرم شیخ نمر. دوم، چرا پافشاری بر اعدام؟ سوم، مسئولیت ما در قبال مشخصا این حادثه و حوادث مشابه. این‌جا نیز به طور خلاصه به دو موضوع اشاره خواهم کرد.

اول: دیروز مواضعی گرفته شد. موضع مراجع دینی شیعه و جمهوری اسلامی ایران بیان شد و طبیعی هم هست. مواضعی بزرگ و عظیم از سوی برادران عالم مسلمان اهل سنت، مراجع اهل سنت و چهارچوب‌های سیاسی و جهادی که به لحاظ مذهبی به فرقه‌ی گرامی اهل سنت منتسب هستند بیان شد که بسیار جای تجلیل و تقدیر دارد زیرا مبنای خنثی کردن اهداف آل سعود است. آل سعود خواستار فتنه میان اهل سنت و شیعان هستند. سال‌هاست این فتنه را شعله‌ور کرده‌اند و در همه‌جای جهان، در افغانستان، پاکستان، نیجریه، اندونزی، لبنان، سوریه، عراق و هر جا دلتان بخواهد به دنبال شعله‌ور کردن آن هستند. هر جا شیعه و سنی وجود داشت و میان آن‌ها اختلافی بود، به دنبال تفکر، پول و تحریک سعودی بگردید. وقتی مراجع و علمای اهل سنت می‌ایستند و این اعدام را محکوم می‌کنند در حال مشارکت در ایفای یک نقش تاریخی و اسلامی بسیار عظیم در جلوگیری از تحقق این هدف هستند.

دوم: باید نظر شیعیان را به موضوعی جلب کنیم. البته مراجع‌مان، استاد ما هستند و آن‌ها ما را ارشاد می‌کنند. علما، اساتید ما هستند. اما خطاب به مردم‌مان در همه‌ی کشورها، باید مراقب باشید این موضوع را به مسئله‌ی شیعه و سنی تبدیل و پرونده‌هایی از این قبیل را باز نکنید. قاتلان شیخ شهید نمر النمر، آل سعود هستند. نقطه سر خط. این موضوع نباید به نام اهل سنت و جماعت نوشته شود. رفتن به سراغ فتنه میان سنی و شیعه از رهگذر این خون، خدمت به قاتلان شیخ نمر و خیانت به خون اوست. به همین دلیل هر جوان شیعه‌ی دردمندی که وارد شبکه‌ی اجتماعی می‌شود، در تلویزیون و رادیو حضور می‌یابد، به مدرسه یا دانشگاه می‌رود یا در خیابان، کارخانه، بازار یا اداره کار می‌کند نباید از این موضوع سوء استفاده کند. چه این که ممکن است در داخل جامعه‌ی ما برخی افراد پرشور وجود داشته باشند. همچنین در محیط شیعی ما، نفوذی‌هایی وجود دارند. ما واقع‌نگر هستیم. در جامعه‌ی شیعه‌ی ما برخی‌ها نفوذی‌اند. بعضی افراد برای سازمان‌های جاسوسی انگلیس، آمریکا و همچنین آل سعود کار می‌کنند. برخی مردم نیز نمی‌فهمند چه می‌کنند و ناگهان حرفی می‌زنند، پرونده‌ای را احیا می‌کنند یا موضعی می‌گیرند که به هدف قاتلان کمک می‌کند و نه به هدف شهید. متوجه این مسئله نیز باید باشیم.

سوم: مسئولیت داریم واقعیت را برای جهان بیان کنیم. این حرف را فقط خطاب به حزب الله نمی‌گویم بلکه روی سخنم با همه‌ی جایگاه‌های دینی، سیاسی، رسانه‌ای، حزبی، اجتماعی، فرهنگی و حقوقی جهان عرب و اسلام‌مان و بلکه‌ی همه‌ی جهان است. آیا وقت آن نرسیده است که همه، آن حقی را که شیخ نمر از آن دم می‌زد، بیان کنند؟ آیا وقت آن نرسیده است که در برابر این طاغوت که در حال نابودی اسلام و امت است، سخن حق بر زبان آورده شود؟ آیا وقت آن نرسیده است که با جرأت و بدون هیچ‌گونه محاسبه‌ای -آل سعود هر کاری می‌خواهند بکنند- بگوییم که این نظام، این آل، این خانواده و این مکتب موجود در سعودیْ کارخانه، منشأ، پایه و اساس و خاستگاه این تفکر تکفیری است که ویران می‌کند، می‌کشد، مرتکب جنایت می‌شود و همه‌ی ملت‌های مسلمان و مسیحی جهان را تهدید می‌کند؟ چرا این باید مدام پنهان و در لفافه بماند؟ کتاب‌های درسی داعش همان کتاب‌های درسی نظام آل سعود است. همان تربیت و منشأ و در نتیجه تشابه رفتار. کارنامه‌ی صدساله‌ی آل سعود و این چندساله‌ی داعش را بیاورید و مقایسه کنید. به این نتیجه می‌رسید که این همان است. دلیل هم آن است که از یک کتاب دینی برآمده‌اند. آیا وقت آن نرسیده است که به حق به جهان گفته شود که این گروه‌های تکفیری که می‌کشند و چنین و چنان می‌کنند، فقط دست‌نشانده هستند و حامی مالی‌شان که مال، سلاح، تسهیلات، امکانات، پادگان آموزشی، تجربیات و هرگونه پشتیبانی را در اختیارشان می‌گذارد، نظام آل سعود است؟ این‌ها در هر خونی که در جهان عرب و اسلام ما ریخته می‌شود سهیم‌اند. آیا وقت آن نرسیده است این حقیقت به جهان گفته شود -همان مسئله‌ای که در ابتدا بیان کردم- خاک شبه جزیره‌ی عربستان از سر دروغ، ظلم، بهتان، باطل و تجاوز، پادشاهی عربستان سعودی نام گرفته است. ملتی مظلوم در این سرزمین تحت حاکمیت مجموعه‌ای فاسد، دزد و غارت‌گر به سر می‌برند که وقتی مردم صحبتی می‌کنند حاکمان سرشان را با شمشیر می‌زنند و آنان را چنان به جنگ با الله و رسولش متهم می‌کنند که گویی خودشان الله و رسولش هستند! این‌چنین متکبر و زورگو هستند. آیا وقت آن نرسیده است جهان این نظام غرق در نقض حقوق بشر که حتی ساده‌ترین حقوق انسانی ملت خود را به رسمیت نمی‌شناسد از سازمان‌های حقوق بشری بیرون کنند؟ آیا وقت آن نرسیده است جهان به جای دسته‌بندی گروه‌های تروریستی، این نظام را در شمار نظام‌های استبدادی، جنایت‌کار و تروریست قرار دهد؟ آل سعود پدر و مادر و اصل همه‌ی آن‌هاست. چرا سراغ جزئیات می‌روید و اصل را رها می‌کنید؟ چرا سراغ دم می‌روید و سر را رها می‌کنید؟ آیا وقت آن نرسیده است که به جهان گفته شود این نظام در منطقه‌ی ما چقدر به بریطانیا و سپس آمریکا و در کنار آن اسرائیل کمک کرد؟ چقدر به ملت‌ها، دولت‌ها، کشورهای منطقه و آرمان اساسی‌مان یعنی فلسطین صدمه زد؟ آیا وقت آن نرسیده است همه‌ی این حق‌ها بیان شود؟ بله، بندگان پول، قدرت و دنیا فقط تملق طاغوت را می‌گویند اما در میان علما، اهل سیاست، سران، نخبگان، روشنفکران، اهالی رسانه، ملت‌ها و مردان و زنان این امت خیری عظیم نهفته است و افراد آزاده‌ی بسیاری وجود دارند.

بله، برادران و خواهران، امروز مهم‌ترین پاسخ به اعدام شهید بزرگ بر دوش گرفتن این مسئولیت است. چرا کشتندش؟ زیرا سخن حق را با شجاعت به زبان می‌آورد. خواستند سخن حق شجاعانه را در گلویش بشکنند. همه‌ی امت مسئولیت دارند گلویشان را به گلوی شیخ شهید نمر النمر تبدیل کنند و حقی را که او فریاد می‌زد فریاد بزنند و در کمال شجاعت حق را به صورت علنی بیان کنند حتی اگر قیمت بیان حق، اعدام باشد. آل سعود نمی‌توانند همه‌ی مردم را بکشند. این دروغ باید پایان یابد و سرنگون شود. خریدن انسان‌ها با پول باید پایان یابد و سرنگون شود. امروز زمانه‌ی بیان و فریاد حق است و عظیم‌ترین افراد با خون خود هزینه‌ی آن را می‌دهند. این مدارا و جانب‌داری باید پایان یابد. دل‌بستگی به هرگونه گفت و گو یا تعقل سعودی دیگر جایی ندارد. ما در برابر نظامی غرق در فتنه، کشتار و خون‌ریزی قرار داریم که گشودن هیچ روزنه‌ای را در دیوار سیاهی که ساخته بر نمی‌تابد. مسئولیت علما، سخنرانان و همه این است و در بر عهده گرفتن این مسئولیت نباید از ملامت کسی بترسیم. باید این مسئله را برای ملت‌ها، امت‌مان و جهان شرح دهیم. این روزها این از بزرگ‌ترین جهادهاست. بله، این که انسان بایستد و در مقابل آل سعود، حق بگوید، از بزرگ‌ترین جهادهاست. می‌دانید چرا؟ زیرا نان مردمش در معرض تهدید قرار می‌گیرد، فحش می‌شنود، در معرض توهین قرار می‌گیرد و میلیون‌ها و صدها میلیون دلار برای صدمه زدن به او، نامش، خانواده‌اش، آبرویش و… هزینه خواهد شد. اما همه‌ی این‌ها سهل است. نگاه کنید این‌ها چقدر حقیرند. بنده معمولا در موارد شخصی صحبت نمی‌کنم اما این مثال یادم آمد. ده ماه پیش بنده درباره‌ی یاری ملت یمن صحبت کردم و موضع گرفتم. روز بعد در یک روزنامه‌ی سعودی و در شبکه‌های اجتماعی سعودی مقاله‌هایی نوشته شد و جریانی عظیم به راه افتاد که فرزند فلانی، شهید هادی نصرالله -شما می‌دانید بنده ۱۷ سال است در مورد پسرم صحبت نکرده‌ام- در مقاومت کشته نشده بلکه در یکی از کاباره‌های بیروت دعوا و تیراندازی شده و او آن‌جا کشته شده است سپس او را به عنوان شهید تشییع کرده‌اند. ما در برابر افرادی چنین حقیر و در این سطح از انحطاط اخلاقی قرار داریم که وقتی شما موضع می‌گیرید از نظر آن‌ها حتی شهیدی که خداوند به وسیله‌ی او به ما شرافت بخشیده تبدیل به کسی می‌شود که در کاباره کشته شده است! دلیلش هم آن است که فرزندان خودشان و شاهزادگانشان که خود را ولی امر مسلمانان می‌نامند از کاباره‌ها جدا نمی‌شوند. آن‌ها در کاباره‌ها می‌میرند نه فرزندان ما. فرزندان ما در جبهه‌های نبرد برای دفاع از لبنان، فلسطین، امت و اسلام کشته می‌شوند. پسران و فرزندان ما این‌ها هستند. به این دلیل است که امروز جهاد واقعی این است. هیچ کس نگوید چه کاری از دست ما بر می‌آید. بنده به شما می‌گویم: پاسخ به اعدام شیخ شهید عالم جلیل القدر نمر باقر نمر، پاسخ زینبی است. همگی مردم بایستند و همچون زینب در مجلس ابن زیاد و یزید بن معاویه حق را بیان کنند و از هیچ کس نترسند و هیچ محاسبه‌ی دیگری را دخیل نکنند.

این خون‌های به ناحق ریخته‌شده در یمن و در خاک و زندان‌های شبه جزیره‌ی عربستان و خون‌هایی که در هر سرزمین عربی و اسلامی به واسطه‌ی تفکر، پول و سلاح این‌ها ریخته‌می‌شود، پایان این نظام و قبیله را رقم خواهند زد. سنت‌های خداوند و تاریخ این را می‌گویند. وقتی یک نظام عقل و حتی ساده‌ترین احساسات و رفتارهای بشری را از دست می‌دهد یعنی به پرتگاه و سرازیری رسیده است. بنده به همه‌ی کسانی که دیروز این مطلب را گفتند می‌پیوندم و می‌گویم: نشانه‌های پایان این نظام فاسد، جنایت‌کار، ظالم، مستبد، تکفیری و ترویستی در افق پدیدار شده‌اند.

خداوند شیخ نمر و همه‌ی شهیدان را رحمت و درجاتشان را متعالی کند. شاید در فرصت‌های آینده بیش‌تر صحبت کردیم.

یک نکته هم برای کسانی که منتظرند. دو هفته از شهادت برادر سمیر قنطار گذشت. قدرت خون او و قدرت مقاومت باعث شده است سربازان و افسران دشمن همچنان از دریا تا آخرین نقطه‌ی مرزی در سوراخ‌هایشان پنهان شوند. تا وقتی پنهان باشید کاری از دست ما برایتان بر نمی‌آید! آن‌ها منتظرند و ما هم منتظریم. آن‌ها هراسانند و ما مشتاق. بسیار به خداوند(سبحانه و تعالی) امید داریم. مهم این است که بدانند کشتن برادران و ریختن خون ما به سادگی پایان نمی‌یابد و باید بترسند و پنهان شوند. برف هم آمد و بیش‌تر سنگین شدند و در سوراخ‌هایشان حبسشان کرد. در هر صورت ما نیز منتظریم و خدا منتظران را دوست دارد. ان شاءالله پاسخ در پیش است.

برادران و خواهران بار دیگر از حضور و مشارکت همگی شما در گردهمایی بزرگداشت عالم مجاهد، علامه‌ی مخلص و صادق، برادر عزیز، حضرت شیخ خاتون تشکر می‌کنم. از خداوند(سبحانه و تعالی) می‌خواهم او را با پیامبران، صالحان، راستان و گواهان محشور بفرماید که نیکو رفیقانی هستند.

والسلام علیکم جمیعا و رحمت الله و برکاته.


 

دغدغه‌های امت

دغدغه‌های امت

صدر عراق/ به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر
شماره ۲۶۲ هفته نامه پنجره به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر، در پرونده ویژه‌ای به بررسی شخصیت و آرا این اندیشمند مجاهد پرداخته است. در این پرونده می‌خوانید:

-...

رادیو اینترنتی

نمایه

صفحه ویژه جنگ ۳۳ روزه

نماهنگ

کتاب


سید حسن نصرالله