


بیانات
سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در جشن نهمین سالگرد پیروزی حزب الله در جنگ 33 روزه
| فارسی




بنده به عنوان فرزند یک جنبش و حزب اسلامگرا به شما میگویم همه باید به برپایی حکومتی با مشارکت همهی گروههای ملت و میهن قانع شویم تا همه به اطمینان دست یابند. حکومت نباید کسی را بهراساند یا نگران سازد. هیچ گروهی نباید احساس کند حکومت علیه او دسیسه میکند. حکومت باید مایهی آرامش گروهها باشد. حکومت باید خادم همهی گروههای ملت لبنان باشد. نباید هیچ تبعیض، کارشکنی و محرومیتی در حق اهل منطقه یا فرقهای روا داشته شود. ما به چنین حکومتی نیازمندیم. چنین حکومتی ضمانت همه چیز است. تفکر، رویکرد و رفتار سیاسی بر اساس فرقهی پایه باید تمام شود. هیچ فرقهای در لبنان وجود ندارد که بتواند فرقهی پایه باشد. امروز همه دانشمندان، نخبگان، شخصیتها، سران، رهبران، توانمندیها، قدرت، حضور، نشاط، فرهنگ و تمدن خود را دارند. منطق فرقهی پایه باید از ذهنها خارج شود. منطق حزب، سازمان یا جریان پایهی حکومت باید از بین برود. چنین امکانی در لبنان وجود ندارد. باعث میشود در بحرانها بمانیم. در گذشته گفته میشد دوگانهی هراس و ضرر وجود دارد. مسیحیان احساس هراس دارند چون در میان دریای مسلمانان منطقه قرار گرفتهاند و به همین خاطر از مسلمانان لبنانی در لایهی حکومت درخواست ضمانت میکنند. و مسلمانان احساس ضرر میکنند. اما ای لبنانیها، امروز بنده به شما میگویم همهی ما در هراس و ضرر مشترکیم. چه کسی با وجود همهی تهدیدهای موجود در منطقه خیالش از بابت وجود خودش، گروهش، فرقهاش یا حتی وجود لبنان راحت است؟! همه دربارهی محرومیت، کارشکنی، فساد و… صحبت میکنند. پس دیگر فرقهی محروم و فرقهی غیر محروم، فرقهی هراسان و فرقهی بیهراس وجود ندارد. متأسفانه امروز لبنانیها در زمینهی احساس هراس و ضرر با هم برابرند. ضمانت و راه حل تشکیل آن حکومت است نه تقسیم، فدرالیسم یا این که هر کس گلیم خودش را از آب بکشد. نه، ضمانت واقعی حکومت است. اما چنین حکومت عادل، موجب آرامش و اطمینانبخشی که بدون تبعیض خادم همهی مردم است جز با مشارکت واقعی شکل نمیگیرد. این است که موجب آرامش و اطمینان میشود. حکومت مشارکت واقعی است که آرامش و اطمینان میبخشد. وقتی همه در سازمانهای حکومتی و ساز و کارهای تصمیمگیری حضور داشته باشیم همه مطمئن خواهیم بود که هیچ کس علیه دیگری توطئه نمیکند و هیچ کس نمیخواهد حکومت و سازمانهای حکومتی را برای ریشهکن کردن، ضربه زدن، منزوی کردن، شکستن، دور کردن یا توهین به دیگری به کار بگیرد. پس راه تشکیل حکومت عادل آرامش و اطمینانبخش، مشارکت واقعی همهی گروههای ملت لبنان است. دربارهی اعداد و نسبتها هم صحبت نمیکنیم تا درگیر این که چه کسی اکثریت است و چه کسی اقلیت است نشویم. فارغ از همهی اینها این مشارکت واقعی است که برای خارج شدن لبنان از همهی بحرانهایش لازم است.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، وعلى جميع أنبياء الله والمرسلين. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، إخواني وأخواتي أيها الحفل الكريم:
إنني في البداية أرحب بكم وبحضوركم في هذا الوادي المبارك، وقبل أن أبدأ كلمتي أرى من واجبي أن أتوجه باسمكم أيضاً بالتعزية والتعبير عن المواساة لشعبنا في العراق على ما يحلّ به، وخصوصاً ما جرى بالأمس عندما ارتكبت داعش مجزرة مهولة في مدينة الصدر، ذهب ضحيتها قرابة الثمانين شهيداً وأكثر من مئتي جريح. للشهداء الرحمة ولأهلهم الصبر والسلوان، وهذه هي على كل حال المعركة الطويلة مع هذا التهديد الخطير والكبير الذي يتهدد شعوبنا ومنطقتنا كلها.
أيها الإخوة والأخوات، في يوم النصر الإلهي هذا نجدد الشكر لله تعالى، خاضعين خاشعين مسلّمين لفضله وإحسانه وعظمة نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وهو الذي في مثل هذا اليوم عزّ وجل رأى صدقنا وصدق شعبنا فأنزل علينا النصر وبعدوّنا الكبت.
الشكر والتحية مجدداً لكل من قاوم وقاتل وصمد وثبت وصبر وساهم وأعان واحتضن وساند في لبنان وخارج لبنان، ولكل من استشهد وجُرح وهُجّر وأصيب في أهله وماله.
كل التحايا لعوائل الشهداء والشرفاء الذين قدّموا فلذات أكبادهم في هذا الطريق وما زالوا إلى اليوم يواصلون طريق العطاء والفداء في مواجهة كل تهديد صهيوني أو تكفيري أو إرهابي وبلا تردّد ولا منّة، وبكل افتخار واعتزاز واحتساب عند الله تعالى.
والتحايا لكل المجاهدين المقاومين الأبطال الذين قاتلوا حتى آخر قطرة دم في حرب تموز، وما زالوا يملأون الساحات والميادين والجبهات، يلبون النداء ويصنعون المعجزات ويرفعون رايات النصر في كل معركة خاضوها.
كلما فكرت، في الأيام القليلة الماضية، أن أكتب شيئاً في بداية الكلمة، لعوائل الشهداء وللجرحى وللمقاومين الأبطال، رغم أنه أحيانا ـ بفضل من الله عز وجل ـ قد لاتعوزني العبارة أو الإنشاء، ولكن أمام حجم التضحيات، وخصوصاً أمام مواكب الشهداء التي ما زالت تتوالى على قرانا وأحيائنا ومدننا وبلداتنا، وأمام مواقف عوئل الشهداء، آباء الشهداء، وأمهات الشهداء، وعظمتهم وشجاعتهم وإخلاصهم ووفائهم وصدقهم وتضحياتهم الجسيمة، وأمام حضور المقاومين الأبطال الذين يستجيبون، لم يضعفوا ولم يهنوا ولم يتراجعوا ولم يتخلفوا، أستطيع أن أقول ـ وأمام جراح وآلام هؤلاء الجرحى ـ أستطيع أن أقول فقط إن اللسان عاجز، عاجز عن التعبير، عاجز عن الشكر، عاجز عن الكلام، فأستبدل الكلام بتقبيل أيدي عوائل الشهداء والجرحى والمقاومين وكل المضحين الذين، ببركة تضحياتهم، كانت هذه الانتصارات وستبقى هذه الانتصارات وسيبقى نصركم دائماً إن شاء الله.
في حديثي وفي خطابي عدد من النقاط كالعادة.
النقطة الأولى: أدعو إلى تثبيت يوم 14 من آب يوماً للنصر الإلهي في حرب تموز، كما لدينا 25 أيار يختصر انتصارالمقاومة من العام 82 وقبل 82 إلى 2000.
14 آب فليكن اليوم الذي يعبر ويختصر انتصار لبنان في حرب تموز أولاً لأنه اليوم الذي توقف فيه العدوان وقد فشل العدو في تحقيق أي من أهدافه المعلنة وغير المعلنة، ولأنه اليوم 14 آب، عند الساعة الثامنة صباحاً، ولأنه اليوم الذي عاد فيه أهلنا الأوفياء من الأماكن التي هُجّروا إليها، عادوا إلى قراهم ومدنهم في الجنوب والبقاع وإلى أحيائهم في الضاحية وبقية المناطق عند الساعات الأولى لوقف العمليات العسكرية، عادوا بكل ثقة ويقين واطمئنان، ودون خوف أو وجل، لا من معاودة العدوان، لأنهم آمنوا بهزيمة العدو وبانتصارهم، وآمنوا بمعادلة الردع التي أوجدها النصر في تموز منذ الساعات الأولى، ولا من القنابل العنقودية ولا من مواجهة الدمار الهائل.
كانت عودة أهلنا أقوى رد شعبي ونفسي ومعنوي وسياسي وثقافي وإعلامي وميداني وجهادي على العدوان وأهداف العدوان، وكانت عودتهم في مثل هذا اليوم ومثل هذه الساعات تعبيراً بالغاً أو بليغاً عن تمسكهم بأرض الآباء والأجداد، مهما كانت المخاطر والتضحيات.
ويوماً للنصر الإلهي، وليس فقط للانتصار، لأنه كذلك بحق، لنثبت من خلال هذا العنوان السياسي والإعلامي ما نؤمن في قلوبنا وعقولنا، أننا في 14 آب كنا أمام نصر إلهي، نصر أعطاه الله لنا جميعاً. من يأخذ بعين الاعتبار كل المعادلات والموازين والحسابات ومستوى الدعم الدولي والاقليمي وقوة العدو، وفي المقابل إمكانيات المقاومة ومن وقف معها وساندها، يستطيع أن يدرك ببساطة أنّ ما حصل في حرب تموز وفي مثل هذا اليوم في النهاية كان معجزة حقيقية لا يمكن تفسيرها بالأسباب المادية الطبيعية. هذا الانتصارالعظيم من نِعَم الله الكبرى علينا وعلى الناس، ونحن عاجزون عن شكره مهما شكرنا.
إذاً، النقطة الأولى أن نتعاطى إن شاء الله، كما في السنوات الماضية، على قاعدة ـ لأنه كنا دائماً بين 12 تموز و14 آب نتساءل متى نقيم المناسبة ومتى نحيي وما هو عنوان المناسبة ـ دعونا نثبّت يوماً وعيداً للانتصار الإلهي، 14 آب من كل عام كما أنه 25 أيار من كل عام هو عيد للمقاومة والتحرير .
النقطة الثانية متعلقة بالمكان. هنا وادي الحجير بموقعه الجغرافي المميز في قلب الجنوب والطريق المؤدية إلى فلسطين وبمميزاته الخاصة والتي تشاهدونها من حولكم، اخترناه لهذا العام مكانا لاحتفالنا لننطلق من تاريخه وقيمه وما أسّس فيه ومن ماضيه القريب في المقاومة وموقعيته الخاصة في حرب تموز، لننطلق من هذه القيم وهذا التاريخ لنقارب ملفات الحاضر وتحدياته ومسؤولياته الكبيرة.
في هذا الوادي عام 1920 عُقد المؤتمر التاريخي المعروف في وادي الحجير والذي ضم عدداً كبيراً من علماءالدين والزعامات السياسية وقيادات في المقاومة الشعبية ووجهاء وفعاليات، وكان الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين رضوان الله عليه خطيبَ هذا المنبر ومرشده الأول وإمام العقل والحكمة والمبادىء وإمام الحماسة والجهاد فيه. أسس هذا المؤتمر من خلال علمائه الأعلام الذين جاؤوا من كل الجنوب ومن كل لبنان وقادته وزعمائه لنهج على قواعد ومبادىء ومبانٍ وأسس ساروا عليه وجاهدوا من خلاله.
من خلال هذا النهج الذي انتقلت أمانة قيادته إلى سماحة الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر، أعاده الله ورفيقيه، وهو الذي رسّخه وثبّته وطوّره وأعطاه أبعاداً جديدة وآفاقاً بعيدة وما زال أبناء هذين الإمامين الجليليين يواصلون الالتزام بهذا النهج ومبادئه وقواعده ويسيرون عليها إلى اليوم ويفون ببيعتهم لهؤلاء القادة العظام في تاريخهم وحاضرهم بالصدق والجهاد والحضور في الميادين والصرخة والدم.
من هنا سأدخل إلى مواضيع الخطاب في ثلاثة عناوين من ذلك المنبع الصافي في الحجير.
الأول عنوان المقاومة لكل احتلال، الثاني عنوان رفض مشاريع التقسيم في المنطقة، والثالث عنوان الوحدة الوطنية ومنه أدخل إلى التطورات السياسية الداخلية الأخيرة في لبنان.
العنوان الأول عنوان المقاومة. تعلمنا هنا أن واجبنا أن نرفض كل احتلال، هذه مدرسة وادي الحجير، وأن نقاومه بكل الوسائل المتاحة، إن شاء الله بالعصى والبندقية الإنكليزية والألمانية وبندقية الصيد والرشاش وصولاُ إلى الكورنيت 2006 في وادي الحجير بكل الوسائل المتاحة سواء كان احتلالاً فرنسياً أو إسرائيلياً أو تحت أي أسم آخر. وهذه المقاومة متواصلة بأشكالها المختلفة منذ ذلك المؤتمر إلى اليوم، صنعت الانتصارات وحققت الإنجازات وبدّلت المعادلات وأسقطت مشاريع الاحتلال والهيمنة في لبنان وفي المنطقة وفرضت نفسها في الموقع المتقدم من أحداث المنطقة، ويمثّل الصمود الأسطوري لمقاومتنا وجيشنا وشعبنا في لبنان في حرب تموز قمة هذا الإلتزام في مواجهة تلك الحرب. تكامل الصمود العسكري في الميدان، والذي هو الأصل، مع الصمود الشعبي في كل الأماكن، حيث بقي الناس أو حيث هجّر الناس، مع الصمود السياسي في مواجهة المشاريع المشبوهة وإملاء الشروط والتهديد والوعيد بالرغم من قساوة الانقسامات السياسية في السلطة والشارع في عام 2006.
وكانت المعركة في هذا الوادي. هذا ما أريده أن أقف عنده قليلاً في عنوان المقاومة عند هذه المحطة التي تعني هذا المكان، كانت المعركة في هذا الوادي من المعارك الحاسمةـ لأنه بحرب تموز من 12 تموز ل14 آب هناك محطات. خلال تسع سنوات، خلال الخطب والدراسات ووسائل الإعلام، عادةً يتم التوقف عند العديد من هذه المحطات، قصف حيفا وما بعد حيفا من المحطات، معركة بنت جبيل من المحطات، ضرب ساعر خمسة من المحطات، المجازر التي ارتكبت في أكثر من بلدة في لبنان، في الجنوب والبقاع وفي الضاحية وفي الشمال أيضاً من المحطات، وهناك محطات كثيرة لا أريد الآن أن أرسم لها جدولاً، لكن من أهم المحطات الحاسمة جداً في حرب تموز هي محطة وادي الحجير والقرى والبلدات المحيطة بهذا الوادي، هذه المعركة، هذه المحطة كانت حاسمة في إنهاء الحرب وإيقاف العدوان وإذلال العدو.
قبل عدة أيام كانوا على التلفزيون الإسرائيلي أجروا مقابلات مع أولمرت الذي كان رئيس وزراء الحرب وقتها، ولاحقاً حالوتس الذي كان رئيس أركان، ومع وزير الدفاع الذي أكيد نسيتم اسمه، مع عمير بيرتس الذي كان يقول إننا لن نننسى إسمه، يقول بهذه المقابلة: كانت تمر حالات في أيام الحرب أشعر فيها بالمذلة والمهانة بيني وبين نفسي. هذه حقيقة مشاعر قادة العدو في تلك الحرب التي أذلّت العدو وأسقطت كل خططه العسكرية ولم يبقَ أمامه سوى الانسحاب السريع إلى الحدود. في الأيام الأخيرة للحرب، تذكرون، في 11 آب صدر القرار الدولي 1701، مع العلم أنه كان سياسياً ومعنوياً لمصلحة إسرائيل، عملياً البعض افترض أن الحرب انتهت، لكن ب11 آب ليلاً أتخذت حكومة العدو قراراً بعملية عسكرية برية واسعة لاحتلال جنوب الليطاني من الحدود إلى نهر الليطاني، وتقدمت من أكثر من محور، وأخطر المحاور كان العبور من وادي الحجير، وحشدت لذلك ألوية وكتائب من المدرعات وقوات النخبة وقامت بعمليات إنزال في مواقع حساسة وخلف خطوط المقاومين، وقد اعترفت بعض المصادر الإسرائيلية بأنها أضخم عمليات إنزال جوي منذ حرب تشرين 73. الإسرائيلي اتخذ هذا القرار الأحمق لأنه كان بحاجة إلى عمل من هذا النوع، أولاً كان بحاجة إلى إنجاز نوعي ومعنوي، لأنه إذا انتهت الحرب كما كان مفترض أن تنتهي ب11 آب، فلا إنجاز عند الإسرائيلي، لا هدف من الأهداف تحقق، لا يوجد إنجاز معنوي، نعم، دمّر، قتل، ارتكب مجازر، هذا أيّاً كان يستطيع فعله، سواء من يملك أقوى جيش في الشرق الأوسط أو يملك مييشيا كداعش، أيّاً كان يستطيع أن يدمّر ويرتكب مجازر، لكن لا يستطيع تحقيق إنجازات عسكرية وانتصارات حقيقية في الميدان تفرض وقائع جديدة، هذا الإسرائيلي كان لم يحقق منه شيء.
إذاً كان بحاجة أولاً لهذه الخطوة حتى لا يخرج من الحرب بهزيمة كاملة، ثانياً كان بحاجة لهذه الخطوة ليفرض شروطه على لبنان وعلى اللبنانيين، كان يود أن يفاوض على عودة الناس، أهالي المدن والبلدات في جنوب الليطاني، كان يود أن يفاوض على نزع سلاح المقاومة في جنوب الليطاني، كان يود أن يفاوض على عناوين عديدة وكثيرة، وكنا نعرف هذه التفاصيل حتى من النقاشات التي كانت تحصل داخل الحكومة اللبنانية.
كان يريد احتلال جنوب الليطاني لأنه كان يريد أن تكون له اليد العليا، كان يريد أن يخرج من الحرب منتصراً ليثبت عنفوانه واستعلاءه وعتوّه.
ولكن هنا في وادي الحجير وفي هذه التلال والبلدات المحيطة بالوادي كانت المواجهة البطولية التاريخية. هنا دمّرت عشرات الدبابات والمدرعات، هنا قُتل عشرات الضباط والجنود من قوات النخبة الصهاينة، هنا جُرح العشرات، هنا شعروا بالجحيم وجهنم من تحت أرجلهم ومن فوق رؤوسهم، هنا تهاوت دبابة الميركافا، فكانت مقبرة الدبابات ومقابر الغزاة ومدافن أحلام العدوان بالعلو والانتصار وإلحاق الهزيمة. هنا تحطمت أسطورة الميركافا وجيشها الذي لا يُقهر، وهنا قهر وأذل، وهنا كان الرجال الرجال، أصلب من الجبال وأقسى من صخور الوادي، وصنعوا هذه الملحمة.
كل أسلحة المقاومة كانت هنا، سلاح الهندسة، سلاح المدفعية، سلاح الدفاع الجوي، سلاح المشاة، المجاهدون الأبطال، ولكن كان الدور الأبرز لتلك القوة الشريفة من مجاهدي ضد الدروع، الذين دمروا عشرات الدبابات والآليات والمدراعات بصواريخهم.
في تلك الواقعة كانت الرمية، وكان الرماة في الظاهر رجال المقاومة وفي الحقيقة والواقع "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".
هنا كان الأبطال وكان الرجال وكان الصمود وكان العقل وكان التخطيط وكانت الإرادة وكان العزم وكان الثبات وكانت البطولات وكان الصدق والصبر والإيمان فكان الإنتصار.
من عناوين الشهداء الكبار في معركة وادي الحجير الشهيد القائد علي صالح، الحاج بلال، والذي كان من مسؤولي هذا السلاح الكبار في المقاومة وله تاريخٌ طويلٌ في المقاومة، مع إخوانه الشهداء الآخرين.
من هنا في الوادي سقط المشروع كله، مشروع احتلال جنوب الليطاني، مشروع الوصول إلى نهر الليطاني، إنقلب السحر على الساحر، أرادوا علواً فوضعهم الله، وأرادوا عزاً فأذلّهم الله، وأرادوا نصراً فهزمهم الله. هذا الذي حصل، وولّوا الأدبار.
أولمرت يقول في هذه المقابلة التلفزيونية، ومن الجيد أن يتابعها الناس لأنها جميلة جداً، يقول: قادة الجيش قبل أيام كانوا يقومون بالضغط علي: يجب أن نسرع، ويجب أن نقوم بالعملية البرية الواسعة، هذا ضروري جداً لإسرائيل ولأمن إسرائيل ولمعنويات إسرائيل، لكن في آخر الليل في 13 آب يعني في ليلة 14 آب جاءوا إليّ مسرعين وقالوا: يجب أن ننسحب إلى الحدود، لماذا إلى الحدود؟ "طوّلوا بالكم" نريد أن نرى الأمم المتحدة وآليات تطبيق القرار، (وكان جوابهم) كلا كلا كلا يجب أن ننسحب إلى الحدود "ركض"، وقبل الساعة الثامنة يجب أن نكون على الحدود، هذا نص يؤيده أيضاً رئيس الأركان حالوتس. يقول: أنهينا النقاش وقلت: ليست لدينا الرغبة في البقاء عالقين في لبنان، ولا دقيقة واحدة زيادة، في تغيير إتجاه 11، هم أسموها بعملية" تغيير الإتجاه 11"، نفذت وتحقق منها ما تحقق، يعني يقول لهم: "خلونا نزمط بريشنا"، طبعاً تزامن ذلك مع إسقاط المروحية العسكرية الإسرائيلية الحديثة فوق وادي مريمين، بالقرب من بلدة ياطر، فأُسقط في أيديهم، فلا الإنزال الجوي يمكن أن يُواصل، غير قادر أن يوصل لا بالطائرة ولا بالهليكوبتر ولا بالدبابة ولا بالمشي، لا مشياً ولا ركباناً، لا يوجد شيء، في هذه الأرض لا سبيل لكم إلى الوصول ولا سبيل لكم إلى البقاء.
هذه كانت المحطة الكبيرة والمهمة من محطات حرب تموز، طبعاً هذه الحرب بدّلت وعدّلت في إستراتيجيات عسكرية كبرى في العالم، عند أميركا وعند الناتو وعند العدو الإسرائيلي، كان السائد قبل حرب تموز نتيجة الذي حدث في أكثر من بلد في العالم، أن سلاح الجو يحسم المعركة، هذا إنتهى.
أمس نشروا في الإعلام الإسرائيلي شيىئاً أسموه إستراتيجية الجيش الإسرائيلي، كتبها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي وهو كان أساسياً أيضاً في حرب تموز، كان يمكن رئيس شعبة العمليات على ما أذكر، أنا أدعو إلى قراءة هذا النص الذي نُشر لمن يهتم بلبنان. واضح جداً أنه يوجد تسليم إسرائيلي بأن سلاح الجو لم يعد يحسم معركة، هذا انتهى، أيضاً يوجد شيء آخر، حسمته حرب تموز وحروب غزة، وأيضاً حرب اليمن اليوم: لا يوجد حسم من الجو وثانياً: النار والدمار والقتل والمجازر وتهجير الناس وقطع أرزاقهم لا يُلحق بهم الهزيمة، إذا كان لديهم الإيمان وإرادة البقاء والصمود والمقاومة، لأن هذا كان جزءاً من الإستراتيجية، يتحرك الطيران والدبابات والبوارج من البحر لتقصف وتدمر وتقتل وترتكب مجازر مثلما فعلت عندنا في لبنان، وفي غزة ومثلما يحصل الآن في اليمن، وفي أماكن أخرى، فالناس تُرعب من مشاهد النساء والأطفال والدمار فتستسلم، لا يبقى عزمٌ ولا إرادة ولا تصميمٌ، وتخضع لهذا الغازي المدمر والقاتل، أيضاً هذا إنتهى وفي الإستراتيجيا إنتهى، لا سلاح الجو يحسم معركة ولا قوة الدمار وهول المجازر يحسم معركة، في مواجهة شعب يؤمن ويصر ويصبر ويصمد ويريد أن يعيش بعزة وكرامة، لذلك رجع لتثبيت إستراتيجية الجيش الإسرائيلي أن الإعتماد هو على القوات البرية والمناورة البرية وما شاكل، يعني الدخول إلى الأرض وعدم الإكتفاء بالقصف الجوي، ورغم أن هذا جربوه في حرب تموز وفشل، لكن في النهاية هم ليس لديهم خيارات، يعني أنه لم يأتِ بشيءٍ جديد في الحقيقة، لكن هذا الذي جربوه في حرب تموز وفشل، أنا أريد أن أقرأ لكم نصاً، وهنا نصل إلى ختام موضوع عنوان المقاومة، لشيمون بيريز الذي كان وزيراً في حكومة أولمرت، يمكن العلاقات الدولية أو شيء كهذا "كانوا مضبطين له وزارة"، هذا الكلام قاله في لجنة فينوغراد ولم يكن يتوقع أن هذا الكلام يُنشر، طبعاً يقول: إن إسرائيل كما كانت لم تكن كما كانت عليه دائماً، كانت غير متألقة وغير مفاجئة وغير مبدعة وكنا ضعفاء وكنا ... وكنا...، إلى أن يقول: كونها حرب باليستية وحرب ضد الإرهاب، هنا أنا لن أتكلم لغة إستراتيجيات بل سأتكلم باللغة البسيطة التي يفهمها كل الناس، يقول، وأريد أن أعلق عليه: لا يمكن أن نهرول بطائرة إف 16 تبلغ قيمتها مئة مليون دولار خلف شاب عمره 16 سنة، يعني هذا من نتائج حرب تموز، الآن أضيفوا إليه مثلما قلنا حروب غزة وحرب اليمن... إلخ، إذاً، سلاح الجو لا يحسم. حسناً إذا كان عندك كم طائرة، نحن لدينا مئات آلاف الشباب الذين عمرهم ستة عشرة سنة "وطلوع"، " شو بدك تلحق طيارات لتلحق"، يقول: في النهاية سيكون لديهم صواريخ ضد الطائرات وسيسقطون الطائرات، أيضاً لا يمكن إرسال دبابة ميركافا كلفتها عشرة ملايين دولار إلى حفرة محصنة تحت الأرض، وأنا أقول لكم اليوم 14 آب 2015 إن كل بقعةٍ في أرضنا ستكون حفرةً محصنةً تدمر دباباتكم ومدرعاتكم، وتقتل جنودكم وضباطكم وتهزم جيشكم.
لن تكون هناك إستراتيجية ناجحة للجيش الإسرائيلي بعد اليوم في لبنان، هذا إلتزام وهذا فعل، وهذه جهوزية وهذا عمل يومي وعمل دائم بمعزل عن كل الأحداث والتطورات التي تحصل عندنا في المنطقة.
في مقابل إستراتيجية الإقتحام البري التي يتحدث عنها رئيس أركان العدو، نحن نطرح إستراتيجية وادي الحجير ، ونحن اليوم أقوى إرادةً وأمضى عزيمةً وأشد بأساً وأعظم عدةً وعديداً.
أيها الإخوة والأخوات، عندما نصرّ على الاحتفال في الرابع عشر من آب بهذا الإنتصار لنذكر للبنانيين، أن الإسرائيلي منذ 14 آب 2006 إلى اليوم لا يزال يدرس ويناقش ويأخذ العبر ويعدّل ويكتب إستراتيجيات، ونحن في لبنان ماذا عملنا؟ لم نعمل شيئاً.
نحن إنما نصرّ لنأخذ العبرة وأنا أقول اليوم للبنانيين: ثقوا وكونوا على يقين أنكم قادرون على الصمود في أصعب الظروف، وقادرون على إسقاط المشاريع، وقادرون على الانتصار في وجه أقوى جيوش المنطقة، وإرهابيي المنطقة، وقادرون على حماية بلدكم وشعبكم وسيادتكم من خلال معادلات الردع، ومن خلال المعادلة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة، هذه هي العبرة، التي يجب أن نؤكد عليها.
قوة المقاومة الرادعة في لبنان ، أقول حتى أوباما أصبح يستفيد منها، لما اجتمع قبل أيام مع قادة الجاليان اليهودية في الولايات المتحدة الاميركية، ليقنع ناتنياهو ويقول له ضع قدميك على الأرض وعقلاتك "حاجة يتشّو" بماذا هدده؟ لم يهدده بالمباشر، بصواريخ المقاومة في لبنان، لأن الأميركي يعرف جيداً قوة الردع التي باتت تملكها المقاومة في لبنان.
هذا الانتصار أيها الإخوة والأخوات، أيها اللبنانيون، تحقق بالرغم من الانقسام العامودي الحاد في لبنان بحرب تموز 2006، ومن انقسام القوى السياسية ومن انقسام السلطة السياسية، ولا ننسى كيف كانت تدار المفاوضات وتُتخذ القرارات في ذلك الجو الصعب. لا ننسى عندما كان دولة الرئيس نبيه بري في الصف الأول الأمامي، يفاوض كل مفاوضي العالم ويحفظ أمانة المقاومة ودماء الشهداء، ونتذكر فخامة الرئيس العماد إميل لحود والذي كان محاصراً في قصره، ولكنه كان يرئس جلسات الحكومة، والمعارك التي كانت تخاض في داخل الحكومة. لا أريد أن أفتح ملفات الماضي سوى هذه الإشارة لأقول، إذا كنا منقسمين وانتصرنا، كيف إذا كنا موحدين؟ كيف لو توحدت السلطة السياسية؟ وتوحدت القوة العسكرية والأمنية؟ واجتمعت القوى السياسية وتجاوزت خلافاتها وصراعاتها في مواجهة التهديد سواء، كان إسرائيلياً أم إرهابيا، ألسنا قادرين كلبنانيين وكدولة في لبنان وكشعب في لبنان أن نحمي بلدنا وأن نصون سيادتنا وأن ندافع عن كرامتنا وعن شعبنا دون حاجة إلى أحد في هذا العالم؟ وإذا كان من صديق يمد لنا المساعدة نقابل المساعدة بالشكر؟
هذه من العبر، في مواجهة التهديدات اليوم، بلدنا مهدد في وجوده، في سيادته، في أمنه، في بقائه، نحن ندعو إلى هذا الالتزام، الى هذه الوحدة، إلى هذه الثلاثية، إلى هذا الترفع عن الصراعات في مواجهة التهديد الوجودي.
في عنوان المقاومة نجدد التزامنا بمواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة، نجدد التزامنا بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة في استعادة الارض والمقدسات.
من وادي الحجير نعيد التذكير بالتهديد الذي يطال المسجد الأقصى والمقدسات في القدس، وآخرها نيّة العدو بناء كنيس في ساحة البراق وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إحراق البيوت والخيم على ساكنيها، على نسائها وعلى أطفالها دون رادع في هذا العالم. المقاومة هي سبيلنا للدفاع عن بلدنا، عن كرامتنا لاستعادة المقدسات ولمواجهة كل الأخطار ولصنع كل الانتصارات.
العنوان الثاني رفض التقسيم. في مؤتمر الحجير كان الموقف التاريخي رفض تقسيم المنطقة، وقُسِّمت المنطقة، ولكن كان لهم في الوادي شرف الموقف. اليوم نحن المجتمعون هنا يجب أن نرفض تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ، وهذا ما تعمل عليه الولايات المتحدة الاميركية في منطقتنا، ومعها إسرائيل، وللأسف الشديد معها بعض القوى الإقليمية من حيث تعلم أو لا تعلم وفي مقدمها السعودية. اليوم يجب أن نطلق في كل وادٍ، وليس فقط في وادي الحجير، صوتاً ينذر شعوبنا وأمتنا بان التقسيمات الجديدة والتجزئة الجديدة سوف تدخل المنطقة في حروب أهلية وطائفية وعرقية طويلة، لن يكون نتاجها إلا الدمار والخراب والتهجير والضياع، ولذلك اليوم علماء الأمة، قادة الأمة، المسلمون والمسيحيون، الإسلاميون والوطنيون والقوميون والعلمانيون وكل التيارات والاتجاهات، مدعوون إلى موقف حاسم. إذا سمحنا اليوم، اذا سمح هذا الجيل بأن تُقسم وتجزأ من جديد هذه المنطقة، نحن جميعاً أمام الله سنحمل مسؤولية كل الآثار والتبعات الخطيرة على كل الأجيال الآتية، على الأولاد والأحفاد وأولاد الأحفاد، وهذه مسؤولية كبيرة.
أميركا اليوم تستخدم داعش من أجل تقسيم المنطقة، من حيث تعلم داعش أو لا تعلم. تذكرون قبل سنة، أنا قلت هذا الكلام، وقلت إن أميركا ليست جادة على الإطلاق في الحرب على الإرهاب وفي الحرب على داعش. هي تريد أن تستغل داعش لإعادة تركيب المنطقة من جديد، لإسقاط حكومات وإسقاط أنظمة، ورسم خرائط جديدة. هذا الذي يحصل.
قبل أيام، تقول أنقرة، العاصمة التركية، إن الولايات المتحدة طلبت منّا وقف العمليات ضد داعش، لماذا؟ احتراما للسيادة السورية؟ كلا، لأن التحالف الدولي لا يحترم السيادة السورية، بل لأنها لا تريد أن تُضرب داعش الآن، تريد أن يوظف داعش في سورية، كما توظف داعش في العراق، كيف تريد ان يوظف؟ الآن ياتي في سورية الكلام الجديد، كلام الدوحة، كلام جون كيري ومن يلحق به، أن انظروا، داعش تشكل خطراً كبيراً على سورية، على الشعب السوري، ولا يمكن للنظام الحالي كما يقول هو أن يواجه داعش، كي نمنع داعش من السيطرة على سورية ومن الوصول إلى دمشق يجب أن يرحل النظام الحالي، ويجب أن نسلّم السلطة للمعارضة السورية المعتدلة.
إذاً هو يوظف وجود داعش سياسياً للتخلص من النظام الحالي في سورية، ولكن هو يكذب وهو يخادع. هل هذه المعارضة السورية المعتدلة، خارج داعش وجبهة النصرة هي قادرة على مواجهة داعش؟ أصلاً هو يقول إن تجربة تدريب المعارضة المعتدلة فشلت، من 2000 شخص درّبتهم المخابرات الأميركية في تركيا يوجد 60 شخص فقط قبلوا أن يقاتلوا داعش، إذاً أنت تأتي ببديل هزيل ضعيف لا حول له ولا قوة، نعم هو يقول إذا استلمت المعارضة السورية المعتدلة السلطة، أنظروا إلى النفاق والاحتيال، سوف يأتي العالم ليقدم لها الدعم، ونحن سندعمها وسنقاتل داعش. هذه الخديعة تحصل في أكثر من بلد. بمعزل عن الخلافات داخل العراق وبين العراقيين، والصراعات السياسية، لكن مما قيل للعراقيين: غيّروا حكومتكم، ندعمكم لتهزموا داعش، غيّروا وستحصلون على دعم دولي وعربي وإقليمي لا حدود له، حسناً، غيّروا حكومتهم لأسباب عديدة، هذا ليس موضوع نقاشي، لكن ما هي النتيجة؟ هل حصلوا على الدعم الأميركي والإقليمي والأطلسي والعربي لمواجهة داعش؟ أم كانت داعش تتقدم إلا في المكان الذي كانت القوات الحقيقية الأصيلة المعتمدة على إرادتها وأصدقائها الحقيقيين تواجه، يعني الحشد الشعبي والقوات العراقية.
أكثر من هذا، العقود الموقعة بين العراق وأميركا، عقود السلاح والذخيرة والطائرات أين هي؟ لا تنفذ، يوجد مشكلة سلاح وذخيرة عند الجيش العراقي والقوات العراقية.
أكثر من هذا، جاءت أميركا والسعودية وتآمرتا وخفضتا سعر النفط، فتضاءلت الميزانية العراقية إلى النصف وما دون النصف، أصبح لديهم مشكلة حقيقية. حسناً أنتم وعدتم العراق بأن تساعدوه لو بدّل حكومته، هل ساعدتموه؟
واليوم في سورية هم يكررون هذا الكلام، يجب أن ننتبه جميعا لهذا الخداع الأميركي.
في اليمن، يقولون لك: نحن نقاتل الإرهاب، ويتحالفون مع القاعدة ويتحالفون مع داعش ضد الشعب اليمني، وضد القوى الوطنية والأصيلة في اليمن، أميركا وحلفاء أميركا وأدوات أميركا في المنطقة يوظفون الإرهاب لفرض شروطهم وخرائطهم ونحن يجب أن نواجه هذا كله في كل المواقع، لأن المشروع الأميركي الحقيقي "يا عالم صدقونا"، المشروع الحقيقي هو التقسيم، تقسيم العراق، تقسيم سورية، تقسيم المنطقة، تقسيم حتى السعودية، لأن هذه مصلحة أميركا ومصلحة إسرائيل، لأن هذا آخر شيء يمكن لهم أن يفعلوه في المنطقة لاستيعاب النهضة والوعي والقيام الذي حصل في أمتنا وفي منطقتنا، وهذه مسؤولية كبيرة على كل حال. في هذا السياق أيضاً يجب أن نعلّق أيضاً على كل الاتهامات في سورية التي تتهم القيادة السورية أو الجيش السوري وحلفاءهم ومنهم نحن بأننا نعمل أو نحضر لتقسيم سوريا. أبداً، لا يوجد من داع للنقاش كثيراً، يكفي أن أقول لكم إن الجيش السوري وإن الشعب السوري والقوات السورية من خمس سنوات عندما تقاتل في الحسكة وفي دير الزور وفي درعا وفي السويدا وفي حلب وقاتلت حتى آخر نفس في أدلب وفي دمشق وفي حمص وفي كل الأماكن، إذاً هي تقاتل من أجل بقاء سوريا موحدة، بقاء سوريا واحدة وترفض الخضوع للتقسيم الذي يريدونه تقسيماً واقعياً.
في اليمن أيضاً ـ في نهاية هذا العنوان ومدخل للعنوان الأخير ـ يجب ان نجدد اليوم، بعد 142 من العدوان الأميركي ـ السعودي على اليمن وعلى شعب اليمن، أن نجدد إدانتنا واستنكارنا لهذه الاستباحة الوحشية الإنسانية الخطرة والتي تؤسس لاستباحات أبشع من قبل إسرائيل وأميركا في منطقتنا، ونقول أيضاً: كل ما اُستفيد من عبر في حروب منطقتنا هناك أيضاً حاضر في اليمن، قد تسقط مدينة هنا أو منطقة هناك، لكن ما دام هناك إرادة وقضية وإيمان وصمود وإحساس بالعزة وطلب للعيش بالكرامة ورفض للاحتلال، لا يمكن لهذا العدوان أن ينتصر أو أن يحقق أهدافه.
العنوان الأخير في خطابي للبنان والوحدة الوطنية: عام 1920 حدثت أحداث طائفية في لبنان وفي الجنوب بين المسلمين والمسيحيين، وقد يكون هذا من أهم الأسباب في عقد مؤتمر وادي الحجير.
في كل بلد، عندما يحضر الاحتلال، ومن أجل أن يثُبت دعائمه، يقوم بافتعال الفتنة بين مكوّنات البلد، وهذه سياسة قديمة وليست جديدة، عملت إسرائيل بهذه الطريقة، أميركا عملت هكذا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، كل بلد احتل بلداً عمل هكذا.
هذا فعلوه عندنا في لبنان، قام الإمام شرف الدين، السيد عبد الحسين شرف الدين، في هذا الوادي وقال كلمة في عام 1920. بضعة أسطر أعيدها على مسامعكم، لاننا نحتاج إليها في لبنان الآن، نحن في أمسّ الحاجة إليها، مسلمين ومسيحيين: "يا فتيان الحميّة المغاوير، الدين النصيحة، ألا أدلّكم على أمر إن فعلتموه انتصرتم، فوّتوا على الدخيل الغاصب برباطة الجأش فرصته، واخمدوا بالصبر الجميل الفتنة، فإنه والله ما استعدى فريقاً على فريق إلا ليثير الفتنة الطائفية ويشعل الحرب الأهلية، حتى إذا صدق زعمه وتحقق حلمه (بالفتنة)، استقر في البلاد بعلّة حماية الأقليات (كما تقدم اسرائيل نفسها اليوم، أنها تحمي الأقليات الطائفية في المنطقة) ألا وإن النصارى (المسيحيين) إخوانكم في الله وفي الوطن وفي المصير. فأحبوا لهم ما تحبون لأنفسكم وحافظوا على أرواحهم وأموالهم كما تحافظون على أرواحكم وأموالكم، وبذلك تحبطون المؤامرة، وتخمدون الفتنة وتطبقون تعاليم دينكم وسنة نبيكم ".
هذا هو نهج وادي الحجير، الذي حمله الإمام موسى الصدر لعشرات السنين، وثقّفنا وثقّف أجيالنا على هذا الفهم وعلى هذه الرؤية وعلى هذا المنطق. اليوم نحن نحتاج إلى هذا النهج.
نحتاج كلبنانيين جميعاً أن لا نتكلم على العيش الواحد أو على العيش المشترك، بل أن نعمل جاهدين ليكون عيشنا واحداً وعيشنا مشتركاً.
يجب أن نقتنع جميعاً، وأنا ابن الحركة الاسلامية وابن الحزب الإسلامي أقول لكم ذلك، يجب أن نقتنع جميعاً بقيام الدولة التي يشارك فيها الجميع، جميع مكوّنات هذا الشعب وهذا الوطن، ويشعر فيه الجميع بالثقة، يعني دولة لا تخيف أحداً، لا تقلق أحداً، لا يشعر أي مكوّن بأنها تتأمر عليه، دولة تبعث الطمأنينة عند المكوّنات، دولة تخدم جميع مكوّنات الشعب اللبناني، فلا تمييز ولا إهمال ولا حرمان بين المناطق أو الطوائف. هذه الدولة هي التي نحتاج اليها وهي الضمانة في كل شيء، يجب أن ينتهي التفكير أو منهجية التعاطي السياسي على قاعدة الطائفة القائدة، ليس هناك طائفة في لبنان تستطيع أن تكون طائفة قائدة، اليوم الكل لديهم علماء، والكل لديهم نخب، والكل لديهم شخصيات وزعامات وقيادات، والكل لديهم كفاءات، والكل لديهم قوة وحضور وحيوية وثقافة وحضارة.
عقلية الطائفة القائدة يجب أن تخرج من العقول.
عقلية الحزب أو التنظيم أو التيار القائد للدولة يجب أن تنتهي، لا يوجد إمكانية لها في لبنان، وسوف نستمر في الأزمات.
في السابق، كان يقال إنه يوجد ثنائية خوف وغبن، المسيحيون يشعرون بالخوف لأنهم في بحر إسلامي في المنطقة، فإنهم يطلبون من المسلمين اللبنانيين ضمانات في الدولة، والمسلمون يشعرون بالغبن.
أما اليوم أيها اللبنانيون أقول لكم: "كلنا شركاء في الخوف والغبن، كلنا شركاء في الخوف والغبن، من هو المطمئن على وجوده أو على وجود مكوّنه أو على وجود طائفته أو حتى على وجود لبنان أمام كل التهديدات الموجودة في المنطقة؟".
الكل يتحدث عن الحرمان وعن الإهمال وعن الفساد وغيرها. إذاً لم يعد هناك طائفة محرومة وطائفة غير محرومة، طائفة خائفة وطائفة غير خائفة، اللبنانيون اليوم متساوون للأسف في الإحساس بالخوف والغبن، هذه الدولة نعم هي الضمانة وهي الحل، لا التقسيم ولا الفدرالية و"لا كل شخص يحك جلدوا ويزبط رأسه"، كلا الدولة هي الضمانة الحقيقية.
لكن هذه الدولة العادلة المطمئنة التي تبعث على الثقة، التي تخدم الناس بدون تمييز، لا يمكن أن تكون كذلك إلا إذا كانت دولة شراكة حقيقية، هذا الذي يعطي طمأنينة وثقة، دولة شراكة حقيقية تعطي طمأنينة وثقة.
عندما نكون جميعاً موجودين بمؤسسات الدولة ومؤسسات القرار نطمئن جميعاً بأنه لا يتآمر أحد على أحد، ولا هناك أحد يريد أن يستخدم الدولة ومؤسسات الدولة لسحقه أو طعنه أو عزله أو كسره أو استبعاده أو إهانته. إذاً الطريق للدولة، للدولة العادلة، للدولة التي تبعث الثقة والاطمئنان هو الشراكة الحقيقية بين جميع مكوّنات الشعب اللبناني، وبدون أن نتكلم لا بالعدد ولا بالنسب، بأن نأتي ونقول من أكثر ومن أقل ونتنازع في هذا الأمر.
بمعزل عن هذا كله، الشراكة الحقيقية هي المطلوبة لخروج لبنان من كل أزماته، اليوم نحن نواجه أزمات خطيرة وكبيرة، الفراغ الرئاسي، مجلس نيابي معطل، وحكومة مأزومة تجتمع ولكنها عاجزة، ومجموعة كبيرة من الأزمات الاقتصادية والمعيشية والحياتية، وكان أبشعها منذ أسابيع أزمة النفايات.
يجب أن نجد حلولاً لكل أزماتنا، لكن من جملة المشاكل الكبيرة الآن والتي تعبّر عن نفسها، باتت تعبّر عن نفسها حتى في الشارع قبل أيام، أن هناك شريحة كبيرة أو شريحة كبرى من المسيحيين تشعر بالغبن وبالاستبعاد وتعبّر عن ذلك، أقصد تكتل التغيير والإصلاح والتيار الوطني الحر ومن معه.
ويتطور الموقف السياسي في بعض الأماكن في لبنان إلى حد الحديث عن كسر هذا المكوّن أو عن عزله، أو عندما يتحدثون عن زعيم هذا المكوّن العماد ميشال عون، يقولون كسر العماد عون أو عزل العماد عون. هذا مؤسف، أن نصل إلى هذه المرحلة.
في خطب سابقة، قلنا لا تتجاهلوا هذا الذي يحصل، إذهبوا إلى الحوار، استمعوا، هناك مشكلة حقيقية، فهم تجاهلوا، بل أكثر من ذلك ذهبوا إلى الاستفزاز.
البعض يراهن على أن هذا التحرك لن يؤدي إلى نتيجة، وآخر الشيء الجنرال عون ومن معه يشعرون باليأس وبالإحباط ويعودون إلى بيوتهم و"البلد يمشي"، ونكون كسرناهم وعزلناهم و"شلناهم وحطيناهم". طبعاً هذا تفكير خاطئ، وتفكير خطر.
أنا أريد اليوم في 14 آب، ذكرى الانتصار الإلهي، أن أثبت كما في السابق أصلاً بالنسبة لنا، نحن في لبنان، نحن - الآن أحكي حزب الله بالتحديد - لا نقبل أن يكسر أيّ من حلفائنا أو يعزل أيّ من حلفائنا. لا يمكن أن نقبل بهذا على الإطلاق، وخصوصاً أولئك الذين وقفوا معنا في حرب تموز، ووضعوا رقابهم مع رقابنا، ومصيرهم مع مصيرنا، ودماءهم مع دمائنا.
بكل صراحة أنا اليوم أقول لكل القوى السياسية في لبنان، هذا الموضوع بالنسبة لنا نحن في حزب الله كما هو موضوع سياسي هو موضوع أخلاقي وإنساني يستحق التضحيات، لا أحد يحسب خطأً بهذا الموضوع، وهذا يعني كل الحلفاء.
لكن باعتبار المستهدف الآن، في ما يجري من أحداث هذه الأيام، هو العماد عون والتيار الوطني الحر، فأنا أقول لهم: أنتم مخطئون، لن تستطيعوا أن تكسروه ولن تستطيعوا أن تعزلوه، لن تستطيعوا.
بكل بساطة أضرب مثلين ثلاثة، لأننا أصبحنا على آخر الخطاب.
واحد: أنه ماذا يعني عزل وكسر، يعني إخراج التأثير من الساحة السياسية، هذا غير ممكن. أول عنوان، العماد ميشال عون ممر إلزامي لانتخابات الرئاسة، يمكنكم أن تتجاوزوه؟ يمكنكم أن تعزلوه؟ لا يمكنكم. نحن ملتزمون بهذا الموقف.
أيام المفاوضات النووية، كان يقال إنهم ينتظرون المفاوضات النووية وهناك ستحل، وقلنا لكم مفاوضات نووية وبس، لا يوجد شيء آخر. حسناً، بعد الاتفاق النووي، أنهم ينتظرون، ماذا تنتظرون؟
قبل أيام كان الأخ الدكتور ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في لبنان، والتقى مع عدد من المسؤولين، كان واضحاً أن إيران لا تتدخل، إذا طلب منها أن تساعد تساعد، لكن أنا أقول لكم كيف تساعد إيران، إذا كان أحد يتوقع أن إيران تأتي وتضغط على حلفائها ليأخذوا قراراً هم غير مقتنعين به، فهو واهم، واهم، واهم حتى ينقطع النفس.
هذه ليست إيران. الجمهورية الإسلامية تتكلم مع أصدقائها لا يوجد مشكلة، وإن كانت هي تؤكد في كل يوم أن هذا شأن داخلي وشأن لبناني، لكن لا أحد يفرض على أحد شيئاً.
حسناً، هذا التكتل وهذا نحن مع التكتل، وأجروا انتخابات رئاسية، وانتخبوا رئيساً من دون العماد عون. هذا يعني العزل، هذا واحد.
اثنين: الحكومة، لتعود حكومة منتجة ولتعود حكومة فاعلة أيضاً ممرها الإلزامي العماد ميشال عون. لكن إذا كان أحد يفكر أنه يستطيع أن يكمل بحكومة ويدير بلداً ويتجاهل مكوّنات أساسية في البلد، هنا لا يتجاهل فقط التيار الوطني الحر، يتجاهل مكونات أساسية وكبيرة في البلد، هو أيضاً مشتبه وواهم. إذاً لا يمكنكم أن تعزلوا ولا يمكنكم أن تكسروا.
حتى في موضوع الشارع، الآن ترون أن الشارع التيار الوطني الحر "نازل على الشارع"، حسناً، وأنا أقول لكم في هذه المرحلة، أكيد المصلحة أن التيار يكون هو في الشارع طالما هو اتخذ قراراً أن يكون في الشارع. أن نكون نحن وأمثالنا لا نتواجد معه، فهناك مصلحة، وهذا تكلمت به سابقاً وشرحته.
لكن أنا أود أيضاً اليوم أن أقول، هل من يتجاهل ويدير ظهره ويستكبر ويفكر بالكسر والعزل لديه ضمانات أن يبقى الشارع فقط هذا الشارع؟ هل لديه ضمانات بأن حلفاء كثيرين لن يلتحقوا وينضموا إلى هذا الشارع في وقت من الأوقات وفي مرحلة من المراحل؟
أنا ذكرت سابقاً وقلت خياراتنا مفتوحة، واليوم أعيد وأقول، لنساعد ونقف إلى جانب حلفائنا، أيّا كان من حلفائنا في مطالبه المشروعة، نحن خياراتنا مفتوحة. رغم انشغالاتنا، مرابطة في الجنوب وقتالاً في سوريا. ولكن أيضاً في الداخل، من قال إننا نغض النظر عن الداخل أو نتجاهل الداخل.
لذلك أنا أقول عودوا إلى الحوار، تكلموا مع بعض، ناقشوا بعض، ابحثوا عن حلول، لا تتعاطوا مع الأزمة القائمة على أنها أزمة زعيم أو تيار أو شريحة من طائفة معينة ولو كانت شريحة كبرى. نحن نعيش الآن أزمة سياسية وطنية، وبحاجة إلى قادة بمستوى الوطن وإلى قامات بمستوى الوطن ليأخذوا المبادرة ويجدوا الحلول.
إدارة الظهر لبعضنا البعض، محاولة البعض أن يكسر البعض الآخر لن تؤدي إلى نتيجة.
سيقول بعضهم: عندما شكّلتم، كقوى 8 آذار، شكّلتم حكومة دولة الرئيس نجيب ميقاتي عزلتم القوى الأخرى. أبداً غير صحيح. بقي الرئيس ميقاتي يفاوض شهراً كاملاً قوى 14 آذار، وكانت الرغبة أن يشاركوا، تيار المستقبل وحلفاء تيار المستقبل، وفي ذلك اليوم، في الاستشارات الداخلية، نحن في قوى 8 آذار اقترحنا على الرئيس ميقاتي أنه حتى لو طالبت قوى 14 آذار بالثلث الضامن فهذا حقها، فليكن، لأننا نريد حكومة شراكة.
اليوم أعيد وأقول، الحوار هو الطريق الموصل إلى الشراكة، والشراكة هي الطريق الموصل إلى بناء الدولة. إدارة الظهر يأخذ البلد إلى الضياع والتيه والخراب. نحن بحاجة إلى مبادرات.
طبعاً في هذا السياق، ومع هذا الموقف الواضح والحازم، إلا أنني أجد من المصلحة أيضاً أن أوجه نداءً صادقاً ومخلصاً للقيادات المسيحية الوطنية في لبنان أن تعيد النظر في موقفها من فتح المجلس النيابي وإطلاق عمله. هنا يجب أن نفكك الأمور قليلاً، يجب أن نسمح لهذه المؤسسة من أجل لبنان، من أجل معالجة قضايا اللبنانيين، من أجل فتح أبواب الحوار، من أجل فتح الأبواب للوصول إلى حلول في الأزمات الأخرى، يجب أن نجد حلاً لهذا الأمر ولهذه المشلكة. من أجل لبنان، من أجل الوطن، من أجل المستقبل، يمكن إعادة النظر وإيجاد المخارج.
في كل الأحوال، أيها الأخوة والأخوات، في الرابع عشر من آب 2015، ذكرى 2006، بقينا هنا وإن شاء الله سنبقى هنا، نقاتل من أجل كرامة هذا البلد وهذا الشعب وهذه الأمة، نحيا هنا ونستشهد هنا وندفن هنا، وتبقى هنا الأسماء والذكريات والأجساد والأرواح، ونواصل المسيرة، نتحمل المسؤولية ولو تخلف من تخلف، ونواصل الطريق ولو تراجع من تراجع، لا يسقطنا حجم التضحيات ولا عدد الشهداء ولا التهويل ولا التهديد، ولا الحروب النفسية ولا الأكاذيب، نبقى واثقين بربنا، بقضيتنا، بمسؤوليتنا، بتكليفنا، بشعبنا، بعائلاتنا الشريفة، بمجاهدينا، بجيشنا، بالمقاتلين على هذه الأرض الطيبة، ولن يكون من هذا النهج ومن وادي الحجير ومن السيد عبد الحسين شرف الدين، ومن الإمام موسى الصدر إلا نصركم دائم، ونصركم دائم وكما كنت أختم وأقول دائماً، ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات ولكن بشرطها وشروطها.
والسلام عليكم ورحمة الله وكل عام وأنتم بخير.
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم.
بسم الله الرحمن الرحیم.
والحمد لله رب العالمین و الصلات و السلام علی سیدنا ونبینا خاتم النبیین ابی القاسم محمد و علی آله الطیبین الطاهرین المعصومین و علی جمیع انبیاء الله و المرسلین.
برادران و خواهرانم، حضار گرامی، السلام علیکم جمیعا و رحمت الله و برکاته.
در ابتدا حضورتان را در این سرزمین مبارک خوشآمد میگویم و پیش از آغاز سخن وظیفهی خود میدانم از طرف شما به ملت عزیز عراق به واسطهی حوادثی که بر سرشان میآید مخصوصا ماجراهای دیروز و جنایت هولناک داعش در شهر صدر که نزدیک ۸۰ شهید و ۲۰۰ مجروح داشت ابراز تسلیت و همدردی نمایم. خداوند شهیدان را رحمت فرماید و به خانوادههایشان صبر عنایت نماید. در هر صورت این [بخشی از] نبردی طولانی با این تهدید بزرگ و خطرناک برای همهی ملت و منطقهمان است.
برادران و خواهران، در روز پیروزی الهی بار دیگر خاضعانه و خاشعانه خداوند متعال را شکر میگوییم و به فضل و احسان و عظمت نعمتهایش که به شماره نمیآیند اذعان میکنیم. خداوند (عز و جل) در چنین روزی صدق ما و ملت ما را مشاهده نمود و بر ما یاری و بر دشمنمان خواری نازل فرمود. تشکر و تحیت دوباره نثار آنان که مقاومت ورزیدند، جنگیدند، ایستادند، پایداری ورزیدند، صبر کردند، مشارکت نمودند، کمک کردند، پشتگرمی بودند، آغوش گشودند و در لبنان و خارج لبنان پشتیبانی کردند و همهی آنها که به شهادت رسیدند، جراحت برداشتند، آواره شدند و آسیب جانی یا مالی دیدند. والاترین درودها بر خانوادهی شریف شهدا که جگرگوشههای خود را در این مسیر پیشفرستادند و تا امروز نیز در برابر هرگونه تهدید صهیونیستی، تکفیری یا تروریستی بدون تردید و منت و با کمال افتخار، عزت و چشمداشت ثواب الهی راه عطا و فداکاری را میپیمایند. تحیت بر همهی مقاومان مجاهد قهرمان که در جنگ جولای تا آخرین قطرهی خون جنگیدند و تا امروز نیز لبیکگویان میدانها و جبهههای نبرد را پر میکنند، معجزه میآفرینند و وارد هر نبردی که میشوند پرچمهای پیروزی را بر میافرازند.
در روزهای گذشته هر چه فکر کردم تا برای آغاز سخنان امروزم متنی خطاب به خانوادهی شهیدان، مجروحان و مقاومان قهرمان بنویسم با وجود این که به فضل الهی نوشتن به زحمتم نمیاندازد اما در برابر حجم فداکاریها و مخصوصا کاروانهای شهدا که همچنان از روستاها، حومهها، شهرها و شهرکهای ما میگذرند و در مقابل مواضع، عظمت، جرأت، اخلاص، وفاداری، صداقت و قربانیهای عظیم خانوادهها و پدران و مادران شهید و در برابر حضور مقاومان قهرمان که دچار ضعف، سستی، عقبگرد و عقبماندگی نمیشوند و در مقابل جراحتها و درد مجروحان فقط میتوانم بگویم زبان از بیان، تشکر و هر سخنی قاصر است. سخن را با بوسه بر دستان خانوادهی شهیدان، مجروحان، مقاومان و همهی ایثارگرانی که این پیروزیها به برکت فداکاریهایشان به وجود آمد و به وجود خواهد آمد جایگزین میکنم. ان شاءالله پیروزیتان مدام خواهد بود.
برادران و خواهران، سخنانم مثل همیشه شامل چند موضوع است. فراخوان تثبیت روز ۱۴ آگوست به عنوان روز پیروزی الهی در جنگ جولای. مثل ۲۵ مارس که نماد پیروزی مقاومت از پیش از سال ۱۹۸۲ تا ۲۰۰۰ است امروز، ۱۴ آگوست، نیز نماد پیروزی لبنان در جنگ جولای باشد. اولا چون روز آتشبس و شکست دشمن در تحقق اهداف علنی و غیرعلنیاش است. و چون امروز، ۱۴ آگوست، در ساعت ۸ صبح و در اولین ساعتهای پایان عملیات نظامی خانوادههای عزیز و وفادار ما از مکانهایی که به آنجا هجرت داده شده بودند به روستاها و شهرهایشان در جنوب و بقاع و حومههایشان در ضاحیه و دیگر مناطق بازگشتند. مردم در کمال اطمینان، یقین و آرامش بازگشتند و از بازگشت جنگ هیچ ترس و نگرانی نداشتند چون از همان ساعتهای ابتدایی به شکست دشمن و پیروزی خود و معادلهی بازدارندگی حاصل از پیروزی جولای باور داشتند. نه از بمبهای خوشهای میترسیدند و نه از رو در رو شدن با ویرانیهای عظیم. این بازگشت خانوادههای عزیز ما قویترین پاسخ مردمی، روانی، روحی، سیاسی، فرهنگی، رسانهای، میدانی و جهادی به جنگ و هدفهای جنگ بود. بازگشت آنها در این روز و این ساعتها بیان بلیغ و رسایی بود مبنی بر دست برنداشتن از خاک آبا و اجدادی با وجود همهی خطرات و فداکاریها.
روز پیروزی الهی و نه فقط روز پیروزی، چون در واقع اینگونه بود و میخواهیم از طریق این عنوان سیاسی و رسانهای بر باور قلبی و عقلی خود تأکید کنیم که: در ۱۴ آگوست ما به یک پیروزی الهی دست یافتیم؛ نصرتی که خداوند به همهی ما عطا نمود. هر کس تمامی معادلات، موازنهها، محاسبهها و سطح پشتیبانی بین المللی و منطقهای و توان دشمن و در مقابل ظرفیتهای مقاومت و کسانی را که با وی ایستادند و پشتیبانیاش کردند در نظر بگیرد میتواند به سادگی متوجه شود حوادث جنگ جولای و چنین روزی یعنی روز پایانی یک معجزهی واقعی بود که نمیشود آن را با اسباب مادی طبیعی تفسیر نمود. این پیروزی بزرگ از نعمتهای بزرگ خداوند بر ما و مردم بود که هر قدر هم بکوشیم از ادای شکر آن عاجزیم. پس نکتهی اول این که ان شاءالله مثل سالهای گذشته امروز را روز جشن بدانیم. چون از ۱۲ جولای تا ۱۴ آگوست مدام از هم سؤال میکردیم کی میخواهیم بزرگداشت این مناسبت را برگزار کنیم و عنوان مناسبت چه باشد؟ اجازه دهید امروز، ۱۴ آگوست هر سال، را به عنوان روز و عید پیروزی الهی بنامیم همچنان که ۲۵ مه هر سال عید مقاومت و آزادسازی است.
موضوع دوم مکان است. اینجا. امسال وادی الحجیر را با موقعیت ویژهی جغرافیاییاش در سرزمین جنوب منتهی به فلسطین و ویژگیهای منحصر به فردش که در اطراف خود مشاهده میکنید به عنوان مکان جشنمان برگزیدیم تا تاریخ، ارزشها، آنچه در آن بنیان گذاشته شد، کارنامهی گذشتهی نزدیکش در مقاومت و جایگاه ویژهاش در جنگ جولای، این ارزشها و این تاریخ، خاستگاهمان باشد برای پرداختن به پروندههای روز و چالشها و مسئولیتهای عظیمش.
سال ۱۹۲۰ کنفرانس تاریخی معروف وادی الحجیر با حضور تعداد زیادی از روحانیان، سران سیاسی، رهبران مقاومت مردمی، چهرهها و افراد مؤثر در این دشت برگزار شد. امام عبدالحسین شرف الدین (رضوان الله علیه) سخنران این منبر، اولین پیشوا و امام عقل، حکمت، اعتقادات، حماسه و جهاد در آن واقعه بود. آن کنفرانس با علمای برجسته، سران و زمامدارانش که از تمام جنوب و لبنان آمده بودند روشی را بر اساس قواعد، عقاید، مبانی و پایههایی بنا گذاشت که بر مبنای آن عمل کردند و جهاد نمودند؛ روشی که امانت رهبری آن به حضرت امام و رهبر ربودهشده، سید موسی صدر (اعاده الله و رفیقیه)، سپرده شد. او کسی بود که به آن روش عمق و ثبات بخشید، آن را متحول ساخت و ابعاد تازه و افقهای بلندی به آن داد. و فرزندان آن دو امام بزرگ، تعهد به این روش و عقاید و مبانی آن را تا امروز پی گرفتهاند، در آن مسیر گام میزنند و با صداقت، جهاد، حضور در عرصهها، فریاد و خون به بیعت خود با آن رهبران عظیم وفاداری میورزند.
از اینجا و این سرچشمهی زلال الحجیر وارد سه موضوع سخنرانی میشوم. اول: مقاومت در برابر هرگونه اشغالگری. دوم: رد پروژههای تقسیم منطقه. سوم: وحدت ملی که از آنجا وارد تحولات اخیر سیاسی در لبنان میشوم.
موضوع اول: مقاومت. از این خطه آموختهایم که وظیفه داریم در برابر هرگونه اشغال بایستیم. مکتب وادی الحجیر این است. همچنین وظیفه داریم با همهی وسایل موجود در برابر اشغال مقاومت کنیم؛ از عصا، تفنگ انگلیسی و آلمانی، تفنگ شکاری، کلاشینکف گرفته تا کورنتهای سال ۲۰۰۶ در وادی الحجیر؛ چه این اشغال از سوی انگلیس باشد، چه از سوی فرانسه و چه هر نام دیگری داشته باشد. این مقاومت از روز برگزاری آن کنفرانس تا امروز در قالبهای مختلف ادامه داشته، ظفر یافته، موفقیت آفریده، معادلات را تغییر داده، پروژههای اشغال و سلطه بر لبنان و منطقه را با شکست مواجه ساخته و خود را به عنوان ردههای اول حوادث منطقه تحمیل نموده است. ایستادگی افسانهای مقاومت، ارتش و ملت عزیزمان در لبنان در جنگ جولای قلهی این تعهد است. در آن جنگ، ایستادگی نظامی در عرصهی نبرد -که مبنا است-، ایستادگی مردمی در همهی مکانهایی که مردم مانده بودند یا رانده شده بودند و ایستادگی سیاسی در مقابل پروژههای دوپهلو، تحمیل شروط، تهدید و ارعاب و با وجود شدت چنددستگیهای سیاسی حکومتی و مردمی در سال ۲۰۰۶ یکدیگر را تکمیل کردند. تا میرسیم به نبرد این دشت. میخواهم ذیل موضوع مقاومت کمی به فراز مرتبط با این مکان بپردازم. نبرد این دشت از نبردهای تعیینکننده بود. جنگ سی و سه روزه از ۱۲ جولای تا ۱۴ آگوست چندین فراز داشت. در این ۹ سال در سخنرانیها، پژوهشها و رسانهها معمولا به بسیاری از این فرازها پرداخته میشود. موشکباران حیفا و ورای حیفا، نبرد بنت جبیل، زدن ساعر ۵ و جنایتهایی که در چندین شهرک در جنوب لبنان، بقاع، ضاحیه و شمال رخ داد هر کدام یک فراز بودند. فرازهای بسیاری وجود دارد. بنده الآن قصد ندارم بشمارم. اما یکی از فرازهای بسیار تعیینکننده جنگ جولای فراز وادی الحجیر و روستاها و شهرکهای اطراف این دشت بود. این فراز در پایان جنگ، توقف تجاوز و خوارکردن دشمن تعیینکننده بود. چند روز پیش تلویزیون اسرائیل مصاحبههایی با اولمرت، نخست وزیر دوران جنگ، دان حالوتس، رئیس ستاد مشترک، و وزیر دفاع که نامش را فراموش کردهام، امیر پرتس، انجام داد. پرتسی که میگفت هیچ کس نامش را فراموش نمیکند، میگوید: در جنگ مواقعی وجود داشت که در درون خودم احساس ذلت و خواری میکردم. واقعیت احساسات این دشمن در آن جنگ این است. جنگی که دشمن را ذلیل کرد و همهی نقشههای نظامیاش را نقش بر آب نمود. هیچ راهی جز عقبنشینی سریع به مرزها برایشان باقی نماند.
به یاد دارید که ۱۱ آگوست قطعنامهی ۱۷۰۱ منتشر شد. قطعنامه به لحاظ سیاسی و روانی به نفع اسرائیل بود و در واقع بعضی فرض کردند جنگ تمام شد. اما شامگاه ۱۱ آگوست کابینهی دشمن تصمیم گرفت عملیات نظامی زمینی گستردهای برای اشغال جنوب [رود] لیطانی، از مرز تا لیطانی، اجرا کند. دشمن از چندین محور وارد شد که خطرناکترین آنها عبور از وادی الحجیر بود. چندین تیپ و گردان ویژه در این عملیات حضور داشتند. در موقعیتهای حساس و پشت خط مقاومان نیرو پیاده کردند. بعضی منابع اسرائیلی اذعان کردند این بزرگترین عملیات هلیبورن از زمان جنگ اکتبر ۱۹۷۳ بوده است. اسرائیل این تصمیم احمقانه را گرفت چون به چنین تلاشی نیاز داشت:
اولا: به یک دستاورد ویژه و روحیهبخش نیاز داشت. چون اگر همانطور که قرار بود جنگ در ۱۴ آگوست تمام میشد اسرائیل هیچ موفقیتی نداشت، هیچ هدفی محقق نشده بود، هیچ دستاورد امیدبخشی وجود نداشت. بله، ویران کرد، کشت و جنایت آفرید. این را که هر کسی میتواند انجام دهد. چه قدرتمندترین ارتش خاورمیانه را در اختیار داشته باشد و چه مانند داعش شبهنظامی باشند. هر کسی میتواند ویرانی به بار بیاورد و مرتکب جنایت شود. اما در زمینهی تحقق دستاوردهای نظامی و پیروزی واقعی که واقعیتهای تازهای را به عرصهی نبرد تحمیل کند دست اسرائیل خالی بود. پس اولا به این گام نیاز داشت تا با شکست کامل از جنگ خارج نشود.
ثانیا: به این گام نیاز داشت تا شرطهایش را به لبنان و لبنانیها تحمیل کند. میخواست بر سر بازگرداندن شهرها و مردم جنوب لیطانی، خلع سلاح مقاومت در جنوب لیطانی و خیلی چیزهای دیگر مذاکره کند. ما این جزئیات را حتی از طریق بحثهایی که داخل کابینهی لبنان صورت میگرفت متوجه میشدیم. اسرائیل میخواست جنوب لیطانی را اشغال کند تا دست برتر را داشته باشد. میخواست از جنگ پیروز خارج شود تا نشاط، چیرگی و سرکشیاش را تثبیت کند. اما اینجا در وادی الحجیر و تپهها و شهرکهای اطراف این دشت نبرد دلاورانهی تاریخی صورت پذیرفت. اینجا بود که دهها تانک و خودروی زرهی نابود شدند، اینجا بود که دهها افسر و سرباز از نیروهای ویژهی اسرائیل به هلاکت رسیدند، اینجا بود که دهها نفر زخمی شدند، اینجا بود که جهنم را زیر پا و بالای سرشان احساس کردند، تانک میرکاوا اینجا زمینگیر شد و اینجا به قبرستان تانکها و گورستان متجاوزان بدل گشت و خواب چیرگی و پیروزی تجاوزشان و تحمیل شکست را بر هم زد، اینجا بود که افسانهی میرکاوا و ارتش شکستناپذیر خرد شد، اینجا بود که مقهور و ذلیل شدند، اینجا بود که بزرگمردانی سرسختتر از کوهها و صخرههای این دشت این حماسه را آفریدند. همهی سلاحهای مقاومت اینجا به کار گرفته شد: مهندسی، توپخانه، ضد هوایی، نیروی زمینی و مجاهدان قهرمان. اما بارزترین نقش را نیروهای مجاهد ضدزرهی بر عهده داشتند که دهها تانک، خودروی زرهی و بولدزر را با موشکهایشان نابود کردند. در آن شلیکها تیراندازان به ظاهر مردان مقاومت بودند اما در حقیقت و واقعیت «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ - شما آنان را نکشتید، بل که خدا آنان را کشت. هنگامی که به سوی دشمنان تیر پرتاب کردی، تو پرتاب نکردی، بلکه خدا پرتاب کرد. (انفال/۱۷)» آن قهرمانان، مردان، ایستادگی، عقل، برنامهریزی، اراده، عزم، ثبات، دلاوری، صدق، صبر و ایمان اینجا حضور داشتند پس به پیروزی رسیدند. از جمله شهیدان بزرگ نبرد وادی الحجیر فرمانده شهید علی صالح، حاج بلال، از مسئولان این تسلیحات در مقاومت بود که به همراه دیگر برادران شهیدش سابقهی درازی در مقاومت داشتند.
از این دشت همهی پروژهها، پروژهی اشغال جنوب لیطانی و پروژهی رسیدن به رود لیطانی با شکست مواجه شد. سحر به ساحر بازگشت. برتری جستند و خداوند به خاکشان نشاند، در پی عزت برآمدند و خداوند ذلیلشان کرد و خواستند پیروز شوند و خداوند شکستشان داد. ماجرا این بود. پا به فرار گذاشتند. اولمرت در این مصاحبهی تلویزیونی که بسیار زیباست و خوب است مردم پیگیریاش کنند میگوید: چند روز قبل فرماندهان ارتش به من فشار میآوردند که باید شتاب کنیم، باید دست به عملیات گستردهی زمینی بزنیم و این بسیار برای اسرائیل و امنیت و روحیهی اسرائیل ضروری است. اما در آخر شب ۱۳ آگوست یعنی شب ۱۴ آگوست شتابان پیش من آمدند و گفتند باید تا مرز عقبنشینی کنیم. آخر چرا تا مرز؟ کمی آرام باشید. ببینیم سازمان ملل چه کار میخواهد بکند؟ مکانیزم پیادهسازی قطعنامه چیست؟ گفتند نه مستقیم میرویم مرز. باید قبل از ساعت ۸ در مرز باشیم. رئیس ستاد مشترک، حالوتس، نیز این را تأیید میکند. میگوید: بحث را تمام کردیم. من گفتم علاقهای ندارم حتی یک دقیقه بیشتر در لبنان گرفتار بمانیم. تغییر روند ۱۱ (نام این عملیات است) اجرا شده بود و آن اتفاقات رخ داده بود. یعنی به آنها میگوید بگذارید جان خودمان را در ببریم. قاعدتا این مسئله با سرنگونی هلیکوپتر نظامی اسرائیلی بر فراز دشت مریمین نزدیک شهرک یاطر همزمان بوده است. پس دیگر امکان ادامهی هلیبورن وجود نداشت. نه میتوانستند با هواپیما بیایند، نه با هلیکوپتر، نه با تانک و نه با نیروی پیاده. نه پیاده و نه سواره هیچ راهی وجود نداشت. شما نه راهی برای راهیافتن به این خاک دارید و نه راهی برای باقیماندن در آن. این یکی از فرازهای مهم و برجستهی جنگ جولای بود. قاعدتا این جنگ موجب تغییر و تعدیل راهبردهای نظامی مهم دنیا، آمریکا، ناتو و دشمن اسرائیلی شد. راهبرد مورد استفاده تا پیش از جنگ جولای به واسطهی ماجراهای بسیاری از کشورهای جهان این بود که نیروی هوایی نتیجهی جنگ را مشخص میکرد. دیروز در رسانههای اسرائیل چیزی با عنوان راهبرد ارتش اسرائیل به قلم رئیس فعلی ستاد مشترک ارتش اسرائیل که در جنگ ۳۳ روزه نیز نقش مهمی داشت و آنگونه که به یاد دارم مسئول شاخهی عملیات بود منتشر شد. بنده دعوت میکنم هر کس دغدغهی لبنان را دارد این متنی را که منتشر شد بخواند. بسیار واضح است که اسرائیل تسلیم شده دیگر نتیجهی نبرد را یکسره نمیکند. آن دوران تمام شد. جنگ جولای، جنگهای غزه و همچنین جنگ امروز یمن یک چیز دیگر را هم تمام کردند. اولا نیروی هوایی تکلیف جنگ را مشخص نمیکند ثانیا اگر مردم به ایستادگی و مقاومت ایمان و برای آن اراده داشته باشند آتش، تخریب، کشتار، جنایت و آواره کردن و بریدن نانشان آنها را شکست نمیدهد. چون این هم بخشی از راهبرد بود. هواپیماها، تانکها و ناوهای دریایی میآیند و بمباران و ویران میکنند و میکشند و مثل آنچه بر سر ما در لبنان و غزه آوردند و مانند آنچه امروز در یمن و… رخ میدهد جنایت میآفرینند و مردم با مشاهدهی زنان، کودکان و ویرانیها وحشت میکنند، تسلیم میشوند، عزم، اراده و اصراری باقی نمیماند و در برابر این متجاوز ویرانگر و قاتل به زانو در میآیند. دوران این راهبرد هم تمام شد. در مقابل ملتی که از ایمان، اصرار، صبر و ایستادگی برخوردار است و میخواهد با عزت و کرامت زندگی کند نه نیروی هوایی نتیجهی نبردی را مشخص میکند و نه حجم ویرانیها و وحشت حاصل از جنایتها. به همین خاطر در راهبرد ارتش اسرائیل بار دیگر به تکیه بر نیروها و قدرت مانور زمینی و… بازگشتهاند. یعنی ورود زمینی و بسنده نکردن به بمباران هوایی. البته با وجود این که این را هم در جنگ جولای آزمودند و شکست خورد. ولی در هر صورت گزینهی دیگری ندارند. اما در واقع چیز جدیدی نیاوردهاند. این چیزی است که در جنگ جولای هم آن را آزمودند و شکست خورد.
میخواهم برایتان متنی را از شیمون پرز که آن زمان وزیر نمیدانم چه… شاید روابط خارجی… بالاخره برایش یک وزارت جور کرده بودند… در کابینهی اولمرت بود بخوانم و بخش مقاومت را به پایان ببریم. این را برای کمیتهی وینوگراد گفته است و پیشبینی نمیکرده منتشر شود. در هر صورت میگوید:«اسرائیل دیگر مثل همیشه نیست… دیگر درخشان، غافلگیر کننده و خلاق نیست… ما ضعیف و… بودیم.» تا میرسد به اینجا که:«جنگ جولای یک جنگ بالستیک بود… هدف جنگ مقابله با تروریسم بود.» اینجا با ادبیات استراتژیک و… صحبت نخواهم کرد. با زبان سادهای که همهی مردم متوجه میشوند صحبت میکنم. میخواهم دربارهی این صحبت نظر بدهم. میگوید:«نمیتوانیم با یک هواپیمای اف ۱۶ که صد میلیون دلار قیمت دارد یک نوجوان ۱۶ ساله را تعقیب کنیم.» این از نتایج جنگ ۳۳ روزه است. جنگهای مشابه را در غزه، یمن و… هم به آن بیافزایید. پس نیروی هوایی نتیجهی جنگ را مشخص نمیکند. خب، شما چند هواپیما دارید؟ ما صدها هزار نوجوان ۱۶ ساله و ۱۶ سال به بالا داریم. چطور میخواهید با هواپیما تعقیبشان کنید؟ میگوید:«در هر صورت آنها به زودی صاحب موشکهای ضدهوایی میشوند و هواپیماهای ما را خواهند زد. همچنین نمیتوانیم یک تانک میرکاوا به قیمت ده میلیون دلار را سراغ یک حفرهی ایمن زیرزمینی بفرستیم.» بنده امروز در ۱۴ آگوست ۲۰۱۵ به شما میگویم هر نقطه از خاک ما حفرهای ایمن برای نابود کردن تانکها و خودروهای زرهی شما، کشتن سربازان و افسران و شکست ارتشتان خواهد بود. از امروز به بعد هیچ راهبرد موفقی در لبنان برای ارتش اسرائیل وجود نخواهد داشت. این یک تعهد است، تعهدی حاصل عمل، آمادگی، کار روزانه و هر روزه فارغ از همهی تحولاتی که در منطقه رخ میدهد. در مقابل راهبرد حملهی زمینی که رئیس ستاد مشترک دشمن از آن صحبت میکند ما راهبرد وادی الحجیر را مطرح میکنیم. ارادهی ما امروز قویتر، عزممان مستحکمتر، جنگآوریمان سختتر و تعداد و امکاناتمان بیشتر است.
برادران و خواهران، بر برگزاری جشن این پیروزی در ۱۴ آگوست اصرار داریم تا به لبنانیها یادآوری کنیم اسرائیل از ۱۴ آگوست ۲۰۰۶ تا امروز همچنان در حال پژوهش، بررسی، درس گرفتن، اصلاح و تدوین راهبرد است اما ما در لبنان چه کردیم؟ هیچ. ولی ما اصرار داریم درس بگیریم. بنده امروز به لبنانیها میگویم اطمینان و یقین داشته باشید شما میتوانید در سختترین شرایط پایداری بورزید، پروژهها را شکست دهید، در برابر قدرتمندترین ارتشها و تروریستهای منطقه پیروز شوید، با معادلههای بازدارندگی و معادلهی طلایی ارتش، ملت و مقاومت از کشور، ملت و استقلالتان تان محافظت کنید. این درسی است که باید بر آن تأکید کنیم. بگذارید کمی شوخی کنم: قدرت بازدارندگی مقاومت لبنان به حدی است که حتی اوباما هم دیگر از آن استفاده میکند! چند روز پیش در نشست سران گروههای یهودی ایالات متحدهی آمریکا وقتی اوباما میخواست به نتنیاهو بگوید بنشین سر جایت و پایت را از گلیمت درازتر نکن به چه چیز تهدیدش کرد؟ البته مستقیم نه اما به موشکهای مقاومت لبنان تهدیدش کرد. چون آمریکاییها به خوبی از توان بازدارندگی که مقاومت لبنان به دست آورده است باخبرند. برادران و خواهران و لبنانیها، پیروزی جنگ جولای ۲۰۰۶ با وجود شکاف حاد سیاسی در لبنان و شکاف درونی نیروها و قدرت سیاسی به دست آمد. فراموش نمیکنیم که در آن شرایط دشوار مذاکرات چگونه پیش میرفت و تصمیمات چطور گرفته میشد؟ فراموش نمیکنیم که جناب نبیه بری در خط مقدم با همهی مذاکرهکنندگان جهان مذاکره میکرد و امانت مقاومت و خون شهدا را حفظ مینمود. به یاد میآوریم رئیس جمهور محترم جناب امیل لحود را که در کاخش محاصره بود ولی جلسات کابینه را ریاست مینمود و به یاد میآوریم نبردهای داخل دولت را. نمیخواهم پروندههای گذشته را باز کنم. جز این نکته که: آن روز جدا بودیم و پیروز شدیم تا چه رسد به این که با هم باشیم. اگر قدرت سیاسی، نیروهای نظامی و امنیتی و نیروهای سیاسی گرد هم بیایند و به خاطر مقابله با تهدید اسرائیل یا تروریسم از اختلافات و نبردهای خود دست بردارند آیا ما لبنانیها و حکومت و ملت لبنان نمیتوانیم بدون نیاز به هیچ کس در جهان از کشورمان و استقلالش محافظت و از کرامت و ملتمان دفاع کنیم؟ و اگر دوستی به ما کمکی کرد از او تشکر کنیم؟ این یک درس است. امروز که وجود، استقلال، امنیت و بقای کشور ما توسط عواملی تهدید میشود ما به این تعهد، وحدت، معادله و چشمپوشی از نبردها در مقابل تهدید وجودی نیاز داریم.
در بخش مقاومت تعهد خود به مبارزه با تهدید منطقهای صهیونیسم و ایستادگیمان در کنار ملت فلسطین و مقاومت قانونیشان برای بازگرداندن سرزمین و اماکن مقدس را تجدید میکنیم. از وادی الحجیر تهدیدی را که متوجه مسجد الاقصی و اماکن مقدس قدس است و تهدید اخیر که نیت دشمن برای برپایی کنشتی در دیوار ندبه و سوزاندن خانهها و چادرهای مسکونی با زنان و کودکان ساکنش است یادآوری مینماییم. هیچ کس هم در جهان جلودار اینها نیست. مقاومت راه ما برای دفاع از کشور و کرامتمان، بازگرداندن اماکن مقدس، رویارویی با همهی خطرات و رقم زدن همهی پیروزیهاست.
بخش دوم: مخالفت با تقسیم. موضع تاریخی کنفرانس وادی الحجیر مخالفت با تقسیم منطقه بود ولی منطقه تقسیم شد. الآن نمیخواهیم تاریخ بگوییم. ولی فخر اعلام موضع نصیب این کنفرانس شد. ما نیز که اینجا جمع شدهایم باید با بازتقسیم و بازتجزیهی منطقهمان که امروز ایالات متحدهی آمریکا به همراه اسرائیل و متأسفانه دانسته یا نادانسته بعضی نیروهای منطقهای و در صدر آنها سعودی روی آن کار میکنند مخالفت کنیم. امروز باید در همهی دشتها و نه فقط وادی الحجیر خطاب به ملتها و امتمان فریاد بزنیم که تقسیمها و تجزیههای تازه منطقه را به جنگهای درازمدت داخلی، فرقهای و نژادی خواهد کشاند که نتیجهای جز ویرانی، خرابی، مهاجرت و تباهی نخواهند داشت. به همین خاطر امروز علما و رهبران امت، مسلمانان و مسیحیان، اسلامگرایان، ملیگرایان، نژادگرایان، سکولارها و همهی جریانها و رویکردها به اتخاذ موضعی تعیینکننده فراخوانده شدهاند. اگر امروز این نسل اجازه دهند این منطقه بار دیگر تقسیم و تجزیه شود همه در برابر خداوند مسئول آثار و پیامدهای خطرناک آن برای همهی نسلهای آینده، فرزندان، نوهها و فرزندان آنها هستیم. این یک مسئولیت عظیم است. داعش چه بداند و چه نداند آمریکا امروز در حال استفاده از آن برای تقسیم منطقه است. به یاد دارید سال گذشته بنده این مطلب را عرض کردم و گفتم آمریکا به هیچ وجه در مبارزه با تروریسم و داعش جدی نیست. میخواهد از داعش برای ترکیببندی تازهی منطقه، سرنگون کردن کابینهها و نظامها و ترسیم نقشههای جغرافیایی جدید استفاده کند. این چیزی است که در حال وقوع است. چند روز پیش آنکارا، پایتخت ترکیه، اعلام کرد ایالات متحدهی آمریکا از ما درخواست کرده است عملیاتمان را علیه داعش پایان دهیم. چرا؟ به احترام تمامیت سوریه؟ نه، ائتلاف بین المللی احترامی برای تمامیت سوریه قائل نیست. چون نمیخواهند داعش امروز صدمه ببیند. میخواهند مثل ماجراهای عراق از داعش در سوریه استفاده شود. چگونه؟ امروز در دوحه و توسط جان کری و دنبالههایش حرف تازهای دربارهی سوریه مطرح شده است. گفتهاند داعش خطر بزرگی برای سوریه و ملت سوریه است و گفتهاند نظام فعلی نمیتواند با داعش مقابله کند پس برای این که جلوی تسلط داعش بر سوریه و رسیدنشان به دمشق را بگیریم باید نظام فعلی برود و قدرت را به دست مخالفان معتدل بدهیم! آنها در حال استفادهی سیاسی از وجود داعش برای رهایی از نظام فعلی سوریه هستند. اما اینها دروغ و فریب است. آیا این مخالفان معتدل سوریه که افرادی غیر از داعش و جبههی النصره هستند اصولا میتوانند با داعش مقابله کنند؟ خود آنها میگویند تجربهی آموزش مخالفان معتدل شکست خورده است. از ۲۰۰۰ نیرویی که سازمانهای اطلاعاتی آمریکا در خاک ترکیه آموزش دادهاند فقط ۶۰ نفر پذیرفتهاند با داعش بجنگند. پس شما دارید یک جایگزین سست ضعیف ناتوان میآورید. بله، آنها میگویند اگر مخالفان معتدل سوری قدرت را به دست بگیرند جهان و ما برای جنگ با داعش به آنها کمک خواهیم کرد. نفاق و حیلهگری را ببینید. این فریب در بسیاری از کشورها انجام میشود. فارغ از اختلافات داخلی عراق و برخی عراقیها و نبردهای سیاسی: به عراقیها گفته شد دولتتان را تغییر دهید و ما از شما برای شکست داعش پشتیبانی میکنیم. گفتند دولتتان را تغییر دهید و به حمایتهای جهانی، عربی و منطقهای بی حد و حصر دست پیدا کنید. خب، به دلایل مختلفی دولتشان را تغییر دادند. این محل بحث من نیست. اما نتیجه چه شد؟ آیا به پشتیبانی آمریکا، منطقه، ناتو و عرب برای مقابله با داعش دست پیدا کردند یا داعش پیشروی کرد؟ جز در مکانهای حضور نیروهای واقعی اصیل متکی به ارادهی خود و دوستان واقعی، یعنی نیروهای مردمی و عراق. حتی بیش از این. قراردادهای خرید تسلیحات و ذخایر نظامی و هواپیمایی که میان عراق و آمریکا منعقد شد کجاست؟ اجرا نمیشوند. ارتش و نیروهای عراق مشکل سلاح و ذخیره دارند. حتی بیش از این: آمریکا و سعودی توطئه کردند، قیمت نفت را پایین آوردند و بودجهی عراق به نصف و زیر نصف کاهش پیدا کرد و واقعا به مشکل خوردند. خب، شما به عراق وعده داده بودید اگر کابینهشان را تغییر دهند کمکشان میکنید! کمک کردید؟ امروز دربارهی سوریه هم همین حرف را تکرار میکنند. همه باید متوجه این فریب آمریکایی باشیم. در یمن میگویند ما در حال جنگ با تروریسم هستیم ولی با القاعده و داعش علیه ملت و نیروی ملیگرا و اسلامگرای اصیل یمن ائتلاف میکنند. آمریکا و همپیمانان و دستنشاندههای منطقهایاش از تروریسم برای تحمیل شرطها و نقشههای جغرافیاییشان بهره میبرند. ما باید با همهی اینها در همهی پایگاهها مقابله کنیم. چون آهای مردم، باور کنید، پروژهی واقعی آمریکا تقسیم عراق، سوریه، منطقه و حتی سعودی است چون منافع آمریکا و اسرائیل در این است. این آخرین گزینهی منطقهای آنها برای مقابله با نهضت، هشیاری و قیامی است که در منطقه و امت ما پیدا شده است. در هر صورت این یک مسئولیت بزرگ است. در همین راستا باید خیلی کوتاه به همهی اتهامهایی که متوجه سران، ارتش و همپیمانان سوریه از جمله ماست که برای تقسیم سوریه تلاش یا زمینهسازی میکنیم پاسخ دهیم که به هیچ وجه این طور نیست. دلیلی ندارد زیاد بحث کنیم. همین بس که به شما بگویم ارتش، ملت و نیروهای سوریه پنج سال است وقتی در حسکه، دیر الزور، درعا، سویدا و حلب میجنگند و تا آخرین قطرهی خون در ادلب میایستند و در دمشق، حمص و… مبارزه میکنند در حال نبرد برای یکپارچه ماندن سوریه و رد تسلیم در برابر تقسیمی که دیگران میخواهند به واقعیت بپیوندد هستند.
در پایان این بخش و برای ورود به آخرین بخش به مسئلهی یمن میپردازم. با گذشت ۱۴۲ روز از تجاوز آمریکایی - سعودی به یمن باید بار دیگر این هتک حرمت وحشیانه، غیر انسانی و خطرناک را که زمینهساز هتک حرمتهایی فجیعتر از سوی اسرائیل و آمریکا در منطقهمان است محکوم میکنیم و میگوییم همهی نتایجی که از جنگهای منطقهمان گرفتیم در یمن نیز وجود دارد. شاید شهر یا منطقهای سقوط کند ولی تا هنگامی که اراده، آرمان، ایمان، احساس عزت، ایستادگی، خواست زندگی کریمانه و رد اشغال وجود داشته باشد این تجاوز نمیتواند پیروز شود یا به اهدافش جامهی عمل بپوشاند.
آخرین بخش سخنانم لبنان و وحدت ملی نام دارد. سال ۱۹۲۰ در لبنان میان مسلمانان و مسیحیان درگیریهای فرقهای رخ داد. شاید این از مهمترین دلایل انعقاد نشست وادی الحجیر بود. اشغالگران وقتی وارد هر کشوری میشوند برای محکم کردن جای پای خود میان اجزای کشور فتنه به راه میاندازند. این یک سیاست قدیمی است، تازه نیست. اسرائیل، آمریکا، بریطانیا، فرانسه، آلمان و هر کشوری که کشور دیگری را اشغال کرده دست به این رفتار زده است. این را در لبنان روی ما هم پیاده کردند. امام سید عبدالحسین شرف الدین سال ۱۹۲۰ در این منطقه میایستد و به سخنرانی میپردازد. چند خطش را بار دیگر برای شما میخوانم چون امروز ما مسلمانان و مسیحیان لبنان بیش از همه چیز به آن احتیاج داریم:«ای جوانمردان غیرتمند در جنگآوری، دین یعنی خیرخواهی. آیا به شما چیزی نیاموزم که اگر به کارش بندید ظفر یابید؟ با مرزبانی دلهایتان فرصت را از بیگانگان غاصب بستانید و با صبر جمیل فتنهاش را خاموش گردانید که به خدا قسم اینها چیزی جز برانگیختن فتنههای فرقهای و افروختن آتش جنگهای داخلی مهیا نکردهاند. اگر خیال خود را محقق سازند و خوابشان را تعبیر کنند به بهانهی محافظت از اقلیتها در کشور ماندگار خواهند شد.» آنچنان که امروز اسرائیل خودش را محافظ فرقههای اقلیت منطقه معرفی میکند. «آگاه باشید که نصرانیان در راه خدا، میهن و سرنوشت برادر شما هستند. پس برای آنها چیزی را بپسندید که برای خود میپسندید و محافظ جان و مال آنان باشید آنچنان که محافظ جان و مال شما هستند. اینگونه توطئه را خنثی، فتنه را خاموش و تعالیم دین و سنت پیامبرتان را اجرا خواهید کرد.» روش وادی الحجیر که امام موسی صدر دهها سال آن را به کار بست و نسل ما را بر اساس این درک، نگاه و منطق تربیت کرد این است. امروز ما به این روش نیازمندیم. همهی ما لبنانیها نیازمندیم فقط از همزیستی صحبت نکنیم بلکه با قدرت بکوشیم همزیستی داشته باشیم.
بنده به عنوان فرزند یک جنبش و حزب اسلامگرا به شما میگویم همه باید به برپایی حکومتی با مشارکت همهی گروههای ملت و میهن قانع شویم تا همه به اطمینان دست یابند. حکومت نباید کسی را بهراساند یا نگران سازد. هیچ گروهی نباید احساس کند حکومت علیه او دسیسه میکند. حکومت باید مایهی آرامش گروهها باشد. حکومت باید خادم همهی گروههای ملت لبنان باشد. نباید هیچ تبعیض، کارشکنی و محرومیتی در حق اهل منطقه یا فرقهای روا داشته شود. ما به چنین حکومتی نیازمندیم. چنین حکومتی ضمانت همه چیز است. تفکر، رویکرد و رفتار سیاسی بر اساس فرقهی پایه باید تمام شود. هیچ فرقهای در لبنان وجود ندارد که بتواند فرقهی پایه باشد. امروز همه دانشمندان، نخبگان، شخصیتها، سران، رهبران، توانمندیها، قدرت، حضور، نشاط، فرهنگ و تمدن خود را دارند. منطق فرقهی پایه باید از ذهنها خارج شود. منطق حزب، سازمان یا جریان پایهی حکومت باید از بین برود. چنین امکانی در لبنان وجود ندارد. باعث میشود در بحرانها بمانیم. در گذشته گفته میشد دوگانهی هراس و ضرر وجود دارد. مسیحیان احساس هراس دارند چون در میان دریای مسلمانان منطقه قرار گرفتهاند و به همین خاطر از مسلمانان لبنانی در لایهی حکومت درخواست ضمانت میکنند. و مسلمانان احساس ضرر میکنند. اما ای لبنانیها، امروز بنده به شما میگویم همهی ما در هراس و ضرر مشترکیم. چه کسی با وجود همهی تهدیدهای موجود در منطقه خیالش از بابت وجود خودش، گروهش، فرقهاش یا حتی وجود لبنان راحت است؟! همه دربارهی محرومیت، کارشکنی، فساد و… صحبت میکنند. پس دیگر فرقهی محروم و فرقهی غیر محروم، فرقهی هراسان و فرقهی بیهراس وجود ندارد. متأسفانه امروز لبنانیها در زمینهی احساس هراس و ضرر با هم برابرند. ضمانت و راه حل تشکیل آن حکومت است نه تقسیم، فدرالیسم یا این که هر کس گلیم خودش را از آب بکشد. نه، ضمانت واقعی حکومت است. اما چنین حکومت عادل، موجب آرامش و اطمینانبخشی که بدون تبعیض خادم همهی مردم است جز با مشارکت واقعی شکل نمیگیرد. این است که موجب آرامش و اطمینان میشود. حکومت مشارکت واقعی است که آرامش و اطمینان میبخشد. وقتی همه در سازمانهای حکومتی و ساز و کارهای تصمیمگیری حضور داشته باشیم همه مطمئن خواهیم بود که هیچ کس علیه دیگری توطئه نمیکند و هیچ کس نمیخواهد حکومت و سازمانهای حکومتی را برای ریشهکن کردن، ضربه زدن، منزوی کردن، شکستن، دور کردن یا توهین به دیگری به کار بگیرد. پس راه تشکیل حکومت عادل آرامش و اطمینانبخش، مشارکت واقعی همهی گروههای ملت لبنان است. دربارهی اعداد و نسبتها هم صحبت نمیکنیم تا درگیر این که چه کسی اکثریت است و چه کسی اقلیت است نشویم. فارغ از همهی اینها این مشارکت واقعی است که برای خارج شدن لبنان از همهی بحرانهایش لازم است.
امروز ما با بحرانهای بزرگ و خطرناکی مواجهیم: فقدان ریاست جمهوری، پارلمان معلق، کابینهی بحرانزدهای که نشست برگزار میکند اما ناتوان است و بسیاری از بحرانهای اقتصادی، مالی و حیاتی دیگر که زشتترین آنها از چند هفته پیش مسئلهی پسماندهاست. خب، باید برای همهی بحرانهایمان راه حل بیابیم. اما یکی از مشکلات بزرگ که چند روز پیش ممکن بود حتی در خیابان خود را نشان دهد این است که طبقهای گسترده از مسیحیان احساس ضرر و انزوا دارند و آن را ابراز میکنند. منظورم فراکسیون تغییر و اصلاحات، جریان آزاد ملی و همراهانشان است. موضعگیریهای سیاسی در برخی قسمتهای لبنان تا شکستن یا عزل این گروه از ملت پیش رفت. یا وقتی دربارهی رهبر این گروه، ژنرال میشل عون، صحبت میکنند عبارت شکستن یا عزل را میآورند. واقعا جای تأسف دارد که به اینجا برسیم. در سخنرانیهای گذشته گفتیم این مسئله را نادیده نگیرید. بروید گفت و گو کنید، بشنوید، یک معضل واقعی وجود دارد. ولی نادیده گرفتند و حتی بیش از آن: به سراغ تحریک رفتند. بعضی دل بسته بودند این جنبش به نتیجه نخواهد رسید و در پایان ژنرال عون و همراهانش مأیوس و ناکام خواهند شد، به خانههایشان باز خواهند گشت، کشور مسیر خود را خواهد رفت و ما موفق شدهایم آنها را بشکنیم، عزل کنیم، بیرون کنیم و زمینشان بزنیم. طبیعتا این فکر غلط و خطرناک است.
بنده میخواهم امروز در ۱۴ آگوست، سالگرد پیروزی الهی، همچون گذشته بر یکی از اصولمان تأکید کنیم. ما، مشخصا حزب الله لبنان، نمیپذیریم هیچ کدام از همپیمانانمان شکسته یا عزل شوند. به هیچ وجه ممکن نیست چنین چیزی را بپذیریم. مخصوصا کسانی که در جنگ جولای در کنار ما ایستادند و گردن گذاشتند و سرنوشت و خون خود را با ما گره زدند. در هر صورت بنده به همهی نیروهای سیاسی لبنان میگویم این مسئله برای ما در حزب الله همچنان که یک مسئلهی سیاسی است یک موضوع اخلاقی و بشری است که شایستهی فداکاری است. هیچ کس در این زمینه دچار محاسبهی غلط نشود. منظورم دربارهی همهی همپیمانانمان است. اما در زمینهی آماج حملات این روزها یعنی ژنرال عون و جریان آزاد ملی بنده میگویم شما در اشتباهید. نمیتوانید بشکنیدش و عزلش کنید. نمیتوانید. خیلی ساده دو سه مثال میزنم چون به پایان سخنرانی رسیدهایم.
یک: عزل و شکستن چه معنایی میدهد؟ یعنی اخراج از تأثیر در عرصهی سیاسی؟ این که امکان ندارد. اولین تیتر: ژنرال میشل عون مسیر الزامی انتخابات ریاست جمهوری است. میتوانید آن را دور بزنید یا عزلش کنید؟ نمیتوانید. ما به این موضع پایبندیم. در دوران مذاکرات هستهای گفته میشد منتظر مذاکرات هستهای هستیم و مسئله آنجا حل خواهد شد! ولی ما گفتیم مذاکرات فقط هستهای هستند و موضوع دیگری در کار نیست. خب، پس از توافق هستهای گفتند منتظریم. منتظر چه هستید؟ چند روز پیش برادر دکتر ظریف، وزیر امور خارجهی جمهوری اسلامی، لبنان بود و با تعدادی از مسئولان دیدار کرد و روشن بود که ایران دخالت نمیکند. بله، اگر از آنها کمک بخواهند کمک میکنند اما من به شما میگویم چگونه. اگر کسی توقع دارد ایران به همپیمانانش فشار بیاورد که تصمیمی را که به آن اعتقاد ندارند بگیرند خیال کرده است، خیال کرده است و خیال کرده است. این ایران نیست. جمهوری اسلامی با همپیمانانش صحبت میکند و مانعی از این بابت ندارد ولی هر روز تأکید میکند این یک مسئلهی داخلی و لبنانی است. پس کسی چیزی را بر دیگری تحمیل نکند. خب، ما طرفدار فراکسیون هستیم. [اگر فکر میکنید چنین کاری ممکن است] انتخابات ریاست جمهوری برگزار و بدون ژنرال عون رئیس جمهور انتخاب کنید. عزل یعنی این دیگر. این یک.
دو: دولت نیز مسیر الزامیاش برای این که بار دیگر مفید و فعال شود ژنرال میشل عون است. اما اگر کسی فکر میکند میتواند کابینهای تشکیل دهد و چندین گروه اساسی و عظیم کشور و نه فقط جریان آزاد ملی را نادیده بگیرد در اشتباه و خیال به سر میبرد. پس نمیتوانید عزل کنید و بشکنید.
حتی در خیابان. امروز میبینید جریان آزاد ملی به خیابان آمدهاند. خب، بنده به شما میگویم: در این برهه قطعا مصلحت این است که جریان آزاد ملی در خیابان باشد. البته آنها خودشان این تصمیم را گرفتهاند. و مصلحت این است که ما و امثال ما کنارشان نباشیم. مصلحتی هست که بنده پیش از این دربارهاش صحبت کردم و شرح دادم. اما بنده میخواهم امروز این مسئله را نیز بیان کنم که آن کس که تجاهل و پشت میکند و تکبر میورزد و به فکر شکستن و عزل است ضمانتی دارد که کسانی که به خیابانها آمدهاند همین تعداد بمانند؟ ضمانتی دارد که همپیمانان پرشماری که هنوز به حاضران در خیابان نپیوستهاند در بعضی مراحل به آنها ملحق نشوند؟ بنده پیش از این گفتم گزینههای ما روی میز است و امروز نیز بار دیگر میگویم برای این که در زمینهی مطالبات مشروع به هر کدام از همپیمانانمان کمک کنیم و در کنار آنها بایستیم با وجود مشغولیت مرزبانی جنوب و نبرد سوریه گزینههایمان روی میز است. ما از داخل چشمپوشی نکردهایم و آن را نادیده نگرفتهایم. به همین خاطر بنده میگویم به گفت و گو بازگردید. با هم صحبت کنید. با هم بحث کنید. دنبال راه حل باشید. با بحران فعلی مثل بحران بر سر یک رئیس جمهور، یک جریان یا یک طبقهی اگرچه بزرگ از یک فرقهی معین برخورد نکنید. ما امروز در یک بحران سیاسی ملی به سر میبریم و به رهبران و بلندقامتانی در سطح کشور نیازمندیم که سر رشتهی امور را به دست بگیرند و راه حلها را بیابند. پشت کردن به همدیگر و تلاش برای شکستن طرف مقابل به نتیجه نمیرسد.
بعضی خواهند گفت وقتی شما نیروهای هشت مارس کابینهی جناب نجیب میقاتی را تشکیل دادید نیروهای دیگر را عزل کردید. به هیچ وجه این طور نبود. این صحبت نادرست است. جناب میقاتی یک ماه با نیروهای چهارده مارس مذاکره میکرد و علاقه وجود داشت جریان المستقبل و همپیمانانش سهیم شوند. همان روز در مشورتهای داخلی نیروهای هشت مارس به جناب میقاتی پیشنهاد دادیم حتی اگر نیروهای چهارده مارس خواستار ثلث ضامن شدند حقشان است و این طور عمل کنید. چون ما کابینهی مشارکتی میخواستیم. امروز بار دیگر میگویم: گفت و گو راه رسیدن به مشارکت و مشارکت راه رسیدن به کابینه است. پشت کردن، کشور را به تباهی، حیرانی و ویرانی میکشاند در حالی که ما به حرکات رو به جلو نیازمندیم. قاعدتا در همین راستا و با در نظر گرفتن این موضع روشن و استواراندیشانه بنده مصلحت میدانم سران مسیحی وطندوست لبنانی را به بازنگری در موضعشان نسبت به بازگشایی و آغاز به کار پارلمان فرا بخوانم. اینجا باید کمی مسائل را تفکیک کنیم. به خاطر لبنان، درمان مسائل لبنانیها، فتح باب گفت و گو و فتح باب دستیابی به راه حل در مسائل دیگر باید برای این مسئله و معضل راه حلی بیابیم. به خاطر لبنان، میهن و آینده میشود بازنگری کرد و راه خروج جست.
در هر صورت برادران و خواهران، در ۱۴ آگوست ۲۰۱۵ و سالگرد ۲۰۰۶ اینجا ماندهایم و ان شاءالله خواهیم ماند و برای کرامت این کشور، ملت و امت خواهیم جنگید. همینجا زندگی میکنیم، همینجا به شهادت میرسیم، همینجا دفن میشویم، نامها، یادها، تنها و روحها همینجا میمانند و راه را ادامه میدهیم. هر کس هم که از مسئولیتش شانه خالی کند یا عقبگرد کند ما راه را ادامه میدهیم و مسئولیتمان را بر عهده میگیریم. حجم قربانیها، شمار شهدا، ارعاب، تهدید، جنگهای روانی و دروغها ما را سرنگون نخواهند کرد. همچون گذشته به پروردگار، قضیه، مسئولیت، تکلیف، ملت، عشیرههای شریف، مجاهدان، ارتش و رزمندگان این سرزمین پاکمان مطمئن خواهیم بود. این شیوه، شیوهی وادی الحجیر، سید عبدالحسین شرف الدین و امام موسی صدر جز پیروزی مدام نتیجهای نمیدهد. پس پیروزیتان مدام. و همچنان که همیشه سخنم را به پایان میبردم: زمانهی شکستها پشت کرده و دوران پیروزیها فرا رسیده است البته «بشرطها و شروطها»!
والسلام علیکم و رحمت الله.
و عیدتان مبارک.
جستجو

دغدغههای امت

-...
-
لبیک یا حسینگفتارهای عاشورایی سالهای ۱۴۳۲ تا ۱۴۳۵ قمریانتشارات خیمه
-
چرا سوریه؟سخنرانیها و مصاحبهها دربارهی سوریه از سال 2008 تا 2016 میلادیانتشارات جمکران
-
امام مهدی(عج) و اخبار غیبسخنرانی شبهای پنجم و هفتم و نهم محرم 2014 میلادیانتشارات جمکران
کتاب
