


بیانات
سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در مصاحبه با روزنامهی الاخبار
| فارسی


از طبقهی بالا صدای پا شنیده میشد؛ صدای پای کودکی که میان اتاقها میدوید. نوای اذان مسجد از پنجره و پردههای ضخیم میگذشت و گوشها را نوازش میداد. گلدوزی پردهها با دیگر رنگهای اتاق متناسب بود و محدودیت افق دید را در اتاق جبران میکرد. پس سید میان مردم زندگی میکند، نه زیر زمین. خودش هم کمی بعد این را میگوید و میگوید چگونه در خیابانهای ضاحیه و… میگردد، تغییرات عمرانی را دنبال میکند، خیابانها را به خاطر میسپارد و با اهالی انس میگیرد.
اهالی ضاحیه را دوست دارد. انسش را با اهل ضاحیه وقتی درک میکنیم که برق قطع میشود و چراغ یو.پی.اس تا قبل از روشن شدن موتور برق اشتراکی روشن میماند. سپس دربارهی ماهوارهی اشتراکی صحبت میکند و اینکه چطور همسایهها کانالهایی را که میشود دید و نمیشود دید بر او تحمیل میکنند. سید میان مردم زندگی میکند. این را همان وقتی میفهمی که آسانسور تو را بالا میبرد و تو نمیخواهی نگاه کنی که طبقهی پنجم هستی یا ششم چون بخشی از وجود تو نسبت به امنیت سید احساس مسئولیت میکند. با وجود عطشت برای دیدار، از این که این بچههای لطیف حزب را به زحمت انداختهای احساس گناه میکنی اما گویی بچهها از عذرخواهی برای اقدامات امنیتی خسته نمیشوند. اینقدر عذرخواهی لازم ندارد، این تو هستی که باید بابت مزاحمت عذرخواهی کنی. بچههای حزب از فرط دقت و کمحرفی مثل ماشین میمانند و البته توجهشان به جزئیات. کولر ماشین روشن است و شیشههای آب خنک برای طول مسیر تعبیه شدهاند. حاج محمد عفیف، مسئول روابط رسانهای حزب الله، مشاور رسانهای سید و همهکارهی این دیدار به مبل سمت چپ اشاره میکند و میگوید این جای سید است. ما روی مبلهای دیگر تقسیم میشویم و به نوبت به مبل منتظر چشم میدوزیم و به دری که در تب و تاب گشوده شدن است. بشقابهای خرما، کشمش و آجیل و لیوانهای آب با دقت روی میز چیده شدهاند. جوانی خجالتی که صدایش به سختی شنیده میشود چای میآورد. حالا نوبت امتحان انتظار است. امتحان قبلی البته سختتر بود. این که بدانی قرار است به دیدار سید بروی و آن را از اهل خانه، خانواده، نزدیکان و دوستان و حتی از خودت پنهان کنی! بار دیگر آن احساس به سراغت آمده که تا اطلاع ثانوی امنیت سید به تو نیز مربوط میشود.
در باز میشود. «سلام علیکم». انتظار تمام شد. سید با چهرهی باز و آغوش گشاده وارد میشود. برای لحظههای احوالپرسی کلی نقشه کشیده بودی اما همهاش نقش بر آب میشود. تلاش میکنی از تک تک ثانیههای رسم دیدهبوسی استفاده کنی و هر چه میتوانی ببوسیاش. به نظر میرسد سید از فرط خجالت و تواضع در حال آب شدن است. همه را شما خطاب میکند. میپرسد ضبط روشن است؟ و نگاهش را به طور مساوی میان اعضا تقسیم میکند.
این خود سید است که رو به رویت نشسته. این دیگر تلویزیون نیست. شباهتها شگفتزدهات میکنند. از صحنههای «فصل الخطاب» که المنار پخش میکند جوانتر به نظر میرسد. به دستها و انگشتهایی که خیلیها را از کوره است در برده نگاه میکنی. سفید و نرم به نظر میرسند. تلاش میکنی روی صدای آرامش تمرکز کنی اما نمیتوانی از خودت نپرسی آيا واقعا این همان مردی است که روی منبر هوادارانش را آنگونه میخروشاند؟
سید غافلگیر کردن را دوست دارد؛ آن هم نه فقط دربارهی دشمن که حتی دربارهی مهمانانش. الاخبار وقتی میشنود سید خوانندهی همیشگیاش است غافلگیر میشود. سید در هشتمین سالگرد پیروزی پرآوازهاش بر صفحات الاخبار ظاهر میشود. به قول سردبیر، جوزف سماحة، او در زمان مناسب و با انتخاب روشن و صریح جبههاش وارد یک ماجراجویی حسابشده شده است. غافلگیری دوم این بود که ما را مهمان سفرهی شامش کرد و غافلگیری سوم: این شبنشینی در محضر سید که تا طلوع فجر ادامه یافت:
وقع أقدام يتناهى الى مسامعك من الطابق العلوي. هو، على الأغلب، طفل يركض بين الغرف. يخترق صوت الآذان من أحد المساجد النوافذ التي أُسدِلت عليها ستائر سميكة، مطرّزة بورود تتناسب ألوانها مع ألوان الصالون، وتضفي عليه لطافة تعوّض عن حجب امتداد النظر. «السيد» يعيش بين الناس، وليس تحت الأرض. هو نفسه سيؤكّد ذلك في ما بعد، وسيخبرنا كيف يتجوّل في شوارع الضاحية وأماكن أخرى، وكيف يراقب تطوّرها العمراني ويحفظ شوارعها ويألف أهلَها.
أهلُها الذين يحبهم، تتأكد كم يألف حياتهم عندما تنقطع الكهرباء، فتبقى لمبة الـ «يو بي أس» مضاءة قبل أن يشتغل موتور «الاشتراك»، كما عندما يحدّثك عن اشتراك «الساتالايت» وكيف يفرض أصحابه عليك ما يمكنك مشاهدته. «السيد» يعيش بين الناس. تتأكّد أكثر. تتذكّر بأن المصعد حملك الى طابق علوي لم تشأ أن تسترق النظر لتعرف إن كان الخامس أو السادس لأن إحساساً ينتابك بأنك بتّ معنياً بأمن «السيد». تشعر، رغم لهفتك للقاء، بعقدة ذنب من تسبّبك في هذه «اللبكة» له، ولـ «الشباب»، اللطيفين جداً، الذين لا يملّون من الاعتذار عن إجراءات أمنية، كانوا في غنى عنها لولاك، أنت الذي يعتذرون منه. شباب يكادون أن يكونوا «آليين» لشدة دقتهم، وقلّة كلامهم، ولعنايتهم بأدقّ التفاصيل، من «تكييف» السيارة الى الحرص على وجود زجاجات مياه باردة داخلها أثناء «الرحلة». الحاج محمد عفيف، مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله، المستشار الاعلامي للسيد، وعرّاب الزيارة بأدق تفاصيلها، يشير الى الكنبة الواقعة الى اليسار: «هذا مقعد السيد». نتوزّع على المقاعد الأخرى، ونوّزع النظر بين المقعد الذي ينتظر صاحبه، وبين الباب البني الذي ننتظر أن يُفتح. صحون من التمر والزبيب والجوز، وزجاجات مياه وكؤوس موضوعة بعناية شديدة على الطاولات. تأتي «كاسات» الشاي سريعاً، يحملها الشاب الخجول الذي لا تكاد تسمع صوته.
يبدأ اختبار الانتظار، بعدما اجتزت الاختبار الأصعب، وهو أن تعرف أنك ذاهب للقاء مع السيد، وتخفي ذلك عن أهل بيتك وعائلتك وزملائك وأصدقائك... بل وتتجنّب أن تحدّث نفسك به. مرة أخرى، هو ذاك الإحساس بأنك، حتى إشعار آخر، بتّ من المعنيين بـ «الأمن».
ينفرج الباب البني. «سلام عليكم». ها نحن، أخيراً، أمام السيد تسبقه بسمته المشّعة ووجهه البشوش ويده الممدودة. الثواني التي يستغرقها السلام خطّطت لها كثيراً سابقاً. لكن «خططك» كلها تذهب أدراج الرياح. لن تضيّع الثواني المتاحة لك في «مسرحة» السلام والعناق. تحاول أن تستغل الثواني هذه حتى الثمالة، فتسارع الى سرقة أكبر عدد من القبلات أثناء العناق، فيما هو يكاد يذوب خجلاً وتواضعاً. خجل وتواضع سيسمان «الجلسة» التي يحرص خلالها على مخاطبتك بـ «جنابك»، حرصه على التأكد من أن جهاز التسجيل «شغّال»، ومن توزيع نظره بين الجالسين بالتساوي.
هو «السيد» أمامك لا من خلف شاشة. تذهلك المقارنات التي لا تلبث أن تبدأ بالانعقاد في رأسك. يبدو أصغر عمراً من مقاطع «فصل الخطاب» التي تعرضها «المنار». تفتش عن الإصبع التي تثير حنق كثيرين فتجد يدين بيضاوين ناعمتين. لا تملك إلا أن تسأل نفسك، وأنت تحاول التركيز لسماع صوته الهادئ، أهو الرجل نفسه الذي يلهب جمهوره من على المنبر؟
هو «السيد» الذي يحب المفاجآت، ليس مع العدو فحسب، بل ومع الضيوف أيضاً. مفاجأة لـ «الأخبار»، التي أكّد أنه قارئ دائم لها، بالإطلالة من على صفحاتها في عيد الانتصار المدوّي على العدو وعيد تأسيسها الثامن. هي التي انطلقت في «مغامرة محسوبة»، وفي «توقيت صائب»، بحسب وصف رئيس التحرير المؤسّس جوزف سماحة، مختارة «معسكرها» بشكل واضح ومن دون أي مواربة... ومفاجأة ثانية باستضافتنا على العشاء إلى مائدته... ومفاجأة ثالثة بـ «سهرة» استمرت حتى الفجر.
هو «السيد» الذي كنا في حضرته، وكان هذا اللقاء:
«داعش» إلى السعودية والأردن وتركيا بعد كردستان!
يقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في قلب المعركة التي ستحدد نتيجتها مستقبل المشرق العربي. هي امتداد للحرب التي أريد من ورائها نقل سوريا من محور إلى آخر. لكن الوجه الجديد لها لا يمثل خطراً على سوريا وحدها. العراق في قلب المشهد المظلم، الذي ينذر لاعبه الأبرز، تنظيم «داعش»، بالتوسع نحو السعودية والأردن، وربما تركيا. ليس نصرالله لاعباً ثانوياً في ما يدور في المشرق، بل في الصف الأمامي لصناع القرار. وهو يتابع أعداءه الجدد بالمنظار عينه الذي رأى فيه عدوه الدائم، إسرائيل. لا يستهين بقدراتهم، ولا يبالغ فيها. في الحلقة الثانية من المقابلة التي خص بها «الأخبار» في ذكرى الانتصار على العدو الاسرائيلي، يكمل السيد سرد رؤيته لما يجري في المنطقة، من مهرجان الانتصار عام 2006، إلى خطاب ابي بكر البغدادي في مسجد الموصل... وما بعده
ابراهيم الأمين, وفيق قانصوه, حسن عليق, مهى زراقط
■ هناك من يقول إن حزب الله بدأ كحركة إسلامية لا تعترف بحدود، ثم تحوّل في مرحلة لاحقة إلى حركة مقاومة وطنية ذات طابع إسلامي، قبل أن يتحول الآن إلى حركة مقاومة عابرة للدول بعد القتال في سوريا والحديث عن الوجود في العراق واليمن. إلى أيّ حد، هذا الكلام دقيق وصحيح؟ وإلى أي مدى توافقون عليه؟
بمعزل عن النقاش الفكري والسياسي، أحب أن أعرض الأمور كما هي. الذهاب للقتال في سوريا هو، في الدرجة الأولى، للدفاع عن لبنان وعن المقاومة في لبنان وعن كل اللبنانيين من دون استثناء. وقد جاءت حادثة عرسال الأخيرة لتؤكّد رؤيتنا، حتى لو أراد خصمنا المكابر أن يقرأها من زاويته.
قال البعض إننا ذهبنا إلى حرب استباقية في سوريا. لا أجد التعبير دقيقاً لأن الحرب كانت على حدودنا. اليوم، هناك البعض في قوى 14 آذار ممن لا يكفّ عن الحديث عن السيادة وعدم التدخّل، لا يعرف، مثلاً، أن جرود عرسال الممتدة على عشرات الكيلومترات وجرود بقاعية أخرى تحتلها جماعات مسلحة سورية منذ بداية الأحداث.
وقد أنشأ هؤلاء معسكرات تدريب وغرف عمليات ومشافي ميدانية ومعسكرات وتجمّعات داخل الأراضي اللبنانية، حتى قبل أن يذهب أي مقاتل من حزب الله إلى سوريا. يقولون لنا: ذهبتم فجاؤوا. يا أخي، هم جاؤوا منذ زمن. الأمر لا يتعلق بحرب استباقية. القصير هي على الحدود، ومن المقطوع به والذي يتأكد يوماً بعد يوم أنه لولا حرب القصير، سريعاً ما كانت الجماعات المسلحة ستدخل إلى الهرمل وإلى منطقة البقاع الشمالي. قتالنا في سوريا لا ينفي البعد الوطني عن المقاومة لأننا ندافع عن وطننا على الحدود. صحيح أننا دخلنا إلى بعض الأماكن في سوريا، لكن المعركة، أساساً، في المناطق الحدودية.
الأمر الأهم أن الخطر الآن يستهدف الجميع. ما كنا نتحدث عنه قبل ثلاث سنوات، بات الجميع اليوم يتحدث عنه، حتى الخصوم يقرّون بأن ما يجري في المنطقة يهدّد الكيانات والدول والمجتمعات والشعوب، ويهدد المنطقة بأسرها، وبات يهدد مصالح الدول الكبرى في العالم. اليوم، أعتقد أن هناك واجباً على كل من يستطيع أن يكون جزءاً من هذه المعركة للدفاع عن لبنان وسوريا والعراق وفلسطين والمنطقة والقضية الفلسطينية، وعن المسلمين والمسيحيين والأقليات الدينية. كل البحث الفكري والاستراتيجي والتكتيكي والتنظير السياسي والفكري دعوه جانباً.
هناك خطر كبير يجتاح ويتقدم ويرتكب مجازر مهولة، لا ضوابط لديه ولا عوائق أو حدود بالمعنى الفكري والأخلاقي والشرعي والإنساني. هناك وحش فالت من عقاله في المنطقة، فإذا خرج أحد ليقاتل هذا الوحش ويمنعه من افتراس شعوب المنطقة ودولها وكياناتها، هل يجب أن يشكر أم يدان؟ أمّا من اخترع هذا الوحش ومن ربّاه ونمّاه فهو بحث آخر نصل إليه لاحقاً. لا يزال لديّ رهان بأنه سيأتي وقت سيقول لنا خصومنا والمكابرون اليوم: أنتم على حق، ومشكورون.
■ يعني هل أنتم واثقون بأن هذا سيحصل؟
المزاج الشعبي تغيّر. السياسيون هم آخر من يمكن أن يتغيّر مزاجهم لأن لديهم حسابات مصالح، لنأخذ عرسال مثلاً. هل مزاج أهلها اليوم هو نفسه كما كان قبل الأحداث الأخيرة؟ نسمعهم على الشاشات، كما نسمع بعض قادة تيار المستقبل، يسألون: أهكذا تكافأ عرسال التي استقبلت النازحين وآوتهم؟ بالطبع، البعض في عرسال قدّم أكثر من ذلك، وحوّلها قاعدة عسكرية متقدمة للجماعات المسلحة، بدليل بيان «جبهة النصرة» بعد الأحداث الذي أشار الى الخطأ الذي ارتكبوه في عرسال بسبب ما تمثّله بالنسبة إليهم. ما قدمته عرسال ــــ ولا نقول أهل عرسال ــــ كجغرافيا وكموقع جغرافي للمعارضة المسلحة لم يقدمه أي مكان في لبنان. كيف كافأ هؤلاء أهل عرسال؟ حتى قبل المعركة الأخيرة، كانت مجموعات مسلحة تدخل الى داخل البلدة لتسرق وتنهب وتقتل وتخطف. أهل عرسال حتى قبل الأحداث الأخيرة طالبوا بالحماية لأن الحاكم الفعلي هناك «داعش» و«النصرة».
خذ مزاج المسيحيين في لبنان. ألم يتغيّر؟ في البقاع الشمالي، لا يوجد اليوم مسيحيو 8 آذار ومسيحيو 14 آذار. كل من يريد أن يحافظ على بيته وقريته وأملاكه كان حاضراً ليحمل السلاح الى جانب الجيش في مواجهة جماعات المعارضة السورية المسلحة. هنا لا يوجد نقاش. معطيات الميدان و«الضيع» تقول هذا. هذا المزاج موجود اليوم في كل لبنان. لكن هناك شخصيات سياسية لديها مصلحة بالمكابرة. اليوم، هناك من يقول إنهم سيخوضون معركة ضد التطرف والتزمت والإرهاب. حسناً، ترجموا لنا من تعنون؟ إذا كانت الحكومة اللبنانية لم تضع حتى الآن لائحة إرهاب، فإن هناك من وضع مثل هذه اللائحة وحدّد من هم الإرهابيون.
■ هل موقف النائب وليد جنبلاط في هذا السياق؟
ــــ بالتأكيد، هذا جزء من الاعتبارات لديه. هذا الوحش المسمّى «داعش»، لا تصنيفات للناس لديه بين صديق وخصم وحليف وعدو، ولا ضوابط. محاربة هؤلاء ليست موضوع سلاح ومواجهة ميدانية. الميدان ينبني على فكر واعتقاد وإيمان وثقافة وعواطف ومشاعر. ليس بالأمر السهل أن يصل أحد الى ما وصل إليه هؤلاء من حقد وضغينة وجهوزية نفسية لسفك الدماء بهذه الطريقة. أين يوجد مثل هذا في التاريخ؟ «داعش»، على ذمة الأمم المتحدة، دفنوا الأطفال والنساء الأيزديين أحياء. نراهم يتفنّنون في الذبح. كيف وصلوا الى ذلك؟ هذا الفكر تم الاشتغال عليه لسنوات حتى وصل الى هذا المستوى.
في النتيجة، هذا الخطر من يتهدّد اليوم؟ انظر تجربة «داعش» في سوريا. قتلوا كل من سواهم. في العراق، هناك من يقول إن الحرب سنية ــــ شيعية. كم يوجد من الشيعة في كل من نينوى وصلاح الدين؟ هؤلاء قتلوا أئمة مساجد سنّة وشيوخ عشائر سنّة لأنهم رفضوا بيعة الخليفة، وشردوا قسماً كبيراً من أهل السنّة وهدموا مساجدهم ومراقدهم ومزاراتهم قبل مراقد الشيعة ومزاراتهم، فضلاً عما فعلوه بالأقليات الدينية الأخرى، كالمسيحيين والأيزديين. أيّ منطق في الدنيا يسمح بأن يهجَّر عشرات الآلاف الى الجبال، ويحاصروا ليموتوا عطشاً وجوعاً تحت مرأى العالم ومسمعه.
هذا الخطر لا يعرف شيعياً أو سنياً، ولا مسلماً أو مسيحياً، أو درزياً أو أيزدياً، أو عربياً أو كردياً. وهذا الوحش ينمو ويكبر. هناك جبهات معينة في سوريا والعراق فيها صمود ضد «داعش»، وهناك جبهات أخرى تشهد تحسناً ميدانياً موضعياً، في مدينة هنا أو قرية أو بلدة هناك. لكن يبدو أن الإمكانات والأعداد والمقدرات المتاحة لـ«داعش» ضخمة وكبيرة، وهذا ما يثير قلق الجميع، وعلى الجميع أن يقلق.
الأكراد، مثلاً، كانت لديهم حسابات خاطئة. عندما حصل ما حصل في الموصل، دخل الأكراد الى مناطق متنازع عليها عراقياً، واعتبروا أنفسهم غير معنيين بالتدخل في أي مكان آخر، وأن هذه مسؤولية بقية العراقيين، من شيعة وسنّة وأيزيدية ومسيحيين، وأن على هؤلاء أن يتدبّروا أمورهم. كان اعتقاد القيادة الكردية بأن «داعش» ستصل الى حد ما وتقف عنده، وأن ليس هناك ما يتهدد إقليم كردستان. ربما كان منشأ ذلك تحليلاً أو وعوداً وضمانات قدمتها «داعش» أو رعاتها الإقليميون. لكن ما حصل أن «داعش» باتت على مسافة 30 إلى 40 كلم من أربيل، ما اضطر القيادة الكردية الى رفع الصوت وطلب مساعدة أميركية وغربية وإيرانية وعراقية وغيرها. إذاً، ليس هناك حدود لـ«داعش»، وهناك خطر حقيقي، وخشية حقيقية لدى دول وجهات كثيرة، لأن من «مميزات» هذا التنظيم قدرته على استقطاب كل أتباع الفكر القاعدي والفكر الوهابي. أين المشكلة في أن يتحوّل ابن «النصرة» الى «داعش»؟ لا مشكلة في الأمر لأنهما يمتلكان العقيدة والفكرة والأدبيات والسلوكيات والممارسات نفسها. خلافهم تنظيمي على الإمارة بين أبو محمد الجولاني وأبو بكر البغدادي. وبالتالي، إذا وجد ابن «النصرة» أن أهدافه تحققها «داعش» فسيلتحق بها، ولدى «داعش» القدرة على تذويب «النصرة»، ليس عسكرياً بالضرورة، بل بانضمام أتباع «النصرة» الى «داعش». أتباع هذا الفكر التكفيري الوهابي جرى الاشتغال عليهم عشرات السنين، وبذلت عليهم مليارات الدولارات. هؤلاء، في أي مكان من العالم، سيجدون في «داعش» الأُمنية والأمل والمشروع والمستقبل. بعض الدول تعرف ماذا أوجدت وربّت، ولذلك تشخيصها لخطر «داعش» أكبر وأهم وأدق من تشخيصنا مثلاً، لأنهم يعرفون ما لديهم. اليوم، بمعزل عن المبالغة، هناك رعب حقيقي في داخل دول الخليج وفي السعودية، لأن هذا الفكر هو الذي يلقّن منذ عشرات السنين للناس، في المدارس وفي المناهج التعليمية. لذلك نقول إن هناك خطراً كبيراً وإن الجميع يجب أن يقلق. هناك خطر حقيقي على كيانات ومجتمعات ودول وشعوب، وقطعاً كل الأقليات الدينية في خطر، وداخل الدائرة الإسلامية كل الأقليات المذهبية هي في خطر، وكل السنّة الأشاعرة ــــ وهم أغلب السنّة ــــ في خطر حقيقي. الخطر على دماء كل هؤلاء وأموالهم وأعراضهم وأطفالهم ونسائهم ومقدساتهم. لا نريد أن نفتعل حالة رعب عند الناس. هذا الخطر، بالتأكيد، يمكن مواجهته والتغلب عليه وإلحاق الهزيمة به. لكن الأمر في حاجة الى جدية. نحن في القصير والقلمون وغيرهما لم نقاتل «الجيش الحر» وأصحاب الفكر العلماني أو الليبرالي، بل قاتلنا هذا الفكر وهزمناه. لكن المطلوب من الناس أن تأخذ موقفاً، وأن تعي وتنتبه.
■ عودة الرئيس سعد الحريري، هل هي بداية استشعار سعودي بضرورة لملمة الوضع، وتسليمه قيادة تيار الاعتدال في وجه الإرهاب؟
هذا ممكن.
■ في لقاءات أخيرة لك مع شخصيات سياسية، توقعت هجوم «داعش» في اتجاه كردستان قبل وقوعه. برأيك، لماذا اتجهوا شمالاً، ولماذا حيّدوا السعودية والأردن وتركيا؟
سيأتي وقتهم جميعاً. حيث يوجد أتباع للفكر التكفيري توجد أرضية لـ«داعش»، وهذا موجود في الأردن والسعودية والكويت ودول الخليج. وإذا كان من دولة تعتقد بإمكان دعم هذا التنظيم وتوظيفه، عندما تصل «النوبة» إليها فلن ترحمها «داعش». لكن هذا كله له علاقة بالمعطيات الميدانية والجغرافية. حتى الأتراك مشتبهون. في كل الأحوال، هل داعش نزلت بالباراشوت من السماء؟ المقاتلون الذين جاؤوا من كل أنحاء العالم معروف من أي حدود دخلوا ومن أعطاهم تسهيلات ومن زوّدهم بالمال والسلاح والإمكانات. رأيُنا كان، منذ البداية، أن طابخ السم آكله. هذه أفعى هم أوجدوها وكبرت في حجرهم وانقلبت عليهم، كائناً من كانوا، سواء الأميركيون أو الأتراك أو الدول الخليجية. من يعتقد بأنه يستطيع أن يدير هذه اللعبة ويتحكم بأدواتها أو مساراتها فهو واهم ومشتبه.
■ أليس هناك مسؤولية على الجيشين السوري والعراقي في مسألة نمو «داعش» وعدم التصدي لها مبكراً؟
لا يمكن أن تلوم سوريا لأنها ذهبت الى المواجهة منذ البداية مع الجماعات المسلحة، بمعزل عن أسمائها وعناوينها.
■ ألم يحيّد الجيش السوري «داعش» في فترة من الفترات؟
لم يكن هناك تماس بين الجيش السوري و«داعش». في الموضوع العراقي، هناك نقاش كبير. ما جرى في الموصل من الموضوعات الخطيرة، ولم يكن من بطولات «داعش». وإلا لماذا جرى وقف الزحف في كثير من الأماكن بمجرد جهود بعض القوى الرسمية والشعبية العراقية؟
■ برأيكم، هل تم إيقاف الزحف صوب بغداد؟
بحسب معلوماتي، نعم إلى درجة كبيرة.
■ ما هو رأيك في ظهور أبو بكر البغدادي إعلامياً؟
ليست سياسته أن يطلّ إعلامياً، لكن أعتقد أنه أطلّ ليعالج مشكلة فقهية. لأنه عندما طرحت «داعش» خلافته، حصل نقاش في العالم الإسلامي بين علماء السنّة أنه كيف يُمكن أن نبايع شخصاً لا نعرف اسمه، لا نعرف شخصه، ليس لدينا معلومات عنه أو أي معطيات، لأنه لا تجوز بيعة المجهول، يجب أن نبايع معلوماً. اضطر إلى أن يخرج حتى يُصبح معلوماً ويفتح باب البيعة، هذه الحيثية بطبيعة الإدارة والحركة.
بالنسبة إلى مسألة إعلان نسبه أنه قرشي، فمردهّ إلى أن هناك حديثاً يقول إن الأئمة من قريش. فبحسب المذاهب الفقهية، يجب أن يكون الخليفة من قريش، بينما أمير بلد، كملك أو أمير أو رئيس، فهم يعتبرونه ليس خليفة المسلمين. خليفة المسلمين يجب أن يكون قرشياً. ولأن مشروع أبي بكر البغدادي هو مشروع خلافة، عليه أن يقول لهم أنا قريشي حتى تصحّ البيعة له. وهو يريد أن يقول أنا قرشي من أهل البيت، لأن موضوع أهل البيت عند الشيعة وعند السنّة له أثر بارز؛ عند السنّة هناك محبّة لأهل البيت واحترام لأهل البيت، ولا يوجد نقاش في هذا الموضوع. هناك شريحة خاصة، ولذلك بالتمييز أحياناً تحصل مغالطات. فمثلاً عبارة «النواصب» أو «الناصبي» هذا ليس مصطلحاً شيعياً، هذا مصطلح إسلامي يستخدمه علماء الشيعة وعلماء السنّة ويقصدون به من ينصب العداء لأهل البيت عليهم السلام، يعاديهم، يحقد عليهم، يسيء إليهم، يشتمهم. هذا ليس مصطلحاً شيعياً، وإذا نظرت في كتب الرجال عند العلماء السنّة التي تقيّم رجال الأحاديث، يقال إن فلاناً كان ناصبياً، هم يستخدمون المصطلح. فالنواصب هم حالة خاصة. عموم أهل السنّة محبّون لأهل البيت عليهم السلام ويحترمونهم، وتتفاوت هذه المحبّة من بلد إلى آخر. لذلك يقول أنا قرشي وأنا كذلك من أهل البيت. أنا لا أعلم إن كان حقيقة ما يدّعيه، هل هو حسني أم حسيني أم قرشي؟ الله أعلم.
لو لم نقاتل في القصير والقلمون لوقعَت المعركة في بيروت والساحل
■ هل يشعر حزب الله بأنه مسؤول عن الشيعة العرب (الاثني عشرية والإسماعيليين والعلويين، إلخ...)؟
دائماً، كان هناك من يحرص على أن يأخذنا الى هذا التوصيف. الحزب كان مطروحاً وطنياً وعلى مستوى المنطقة كمقاومة ضد إسرائيل، وحقق في هذه المعركة إنجازات عظيمة وانتصارات كبيرة، وكان واضحاً لدى الحكومات العربية وكل القوى السياسية أن الحزب من القوى الجدية، إن لم يكن الأكثر جدية، التي أخذت على عاتقها مواجهة المشروع الصهيوني.
وبالتالي، لا نقاش في صلة حزب الله بالصراع مع العدو الإسرائيلي، وبالوقائع الميدانية داخل فلسطين. لذلك، عندما أتت تطورات المنطقة، جرت محاولات الاستخدام في كل ساحة. في مصر، لأنه لا يوجد سنّة وشيعة، أعطيت المعركة عنوان معارضة ونظام. الأمر نفسه في ليبيا وتونس. لكن في العراق، ذهبوا الى التحريض الطائفي والمذهبي، ومعروفة الدول ووسائل الإعلام التي أخذت العراق الى هذا التحريض، حتى في ظل الاحتلال الأميركي وبعد انسحاب الأميركيين. وعندما بدأت الأحداث في سوريا، كذلك، حولوا الصراع الى صراع طائفي ومذهبي بالتعبئة والتحريض والخطابات واستنهاض مقاتلين من كل أنحاء العالم.
بالنسبة الى حزب الله، عندما يقدم أي مساعدة أو مساندة في أي ساحة من الساحات، فإن حساباته لا تكون طائفية، بل انطلاقاً مما نسميه معركة الأمة ومشروع الأمة ومصلحة أوطاننا وشعوبنا. على سبيل المثال، عندما احتل الأميركيون العراق، جزء كبير من المزاج الشعبي العراقي لم يكن مع المقاومة بسبب ظلم صدام حسين للشعب العراقي، وبسبب الحروب المتتالية والحصار. هذا طبيعي لأن الشعب كان منهكاً. ولكن، وهذا لم يعد خافياً، من الذي سخّر خطابه السياسي وكل إمكاناته الاعلامية وعلاقاته واتصالاته، منذ اليوم الأول، وصولاً الى العلاقة الميدانية مع المقاومة العراقية، وخصوصاً في الدائرة الشيعية؟ حزب الله لم يذهب ليعمل مع المزاج الشيعي، بل ذهب ليعمل على هذا المزاج، وعلى أي هامش متاح لمقاومة الاحتلال الأميركي في العراق. انطلقت المقاومة في العراق، وجزء كبير منها كان، بين هلالين، مقاومة شيعية، بمعنى أن الفصائل التي تقوم بعمليات المقاومة هي تنتمي الى أبناء الشيعة العراقيين. عدد كبير من هذه العمليات صُوّر ووُثِّق بالفيديو، ورفضت الفضائيات العربية، «الجزيرة» و«العربية» وغيرهما، نشرها. أليس هذا غريباً؟ لماذا؟ لأنهم لا يريدون ــــ وهذا ليس اتهاماً للسنّة بل لبعض الأنظمة ــــ الإقرار بوجود مقاومة من الشيعة لها علاقة بالمقاومة العراقية.
إذاً، منذ البداية، هم ذهبوا في الموضوع العراقي، وفي السوري واللبناني، إلى التحريض المذهبي. يصرّون على أن المقاومة في لبنان شيعية. نقول لهم هذه مقاومة لبنانية وطنية لكل اللبنانيين. صودف أن الشيعة وجدوا على حدود كيان العدو، لذلك يقاتلون، إلا أنهم يصرّون على أننا مقاومة شيعية وإيرانية وغير ذلك. من يرد أن يستمر في هذا التوصيف «يصطفل». بالنسبة إلينا، كنا حريصين منذ البداية على التأكيد أن تواجدنا في سوريا ليس على أساس طائفي، وأننا ساعدنا المقاومة في العراق على أساس غير طائفي أيضاً. ونحن ساعدنا حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية وهم سنّة. دائماً يراد التغطية على مساهمتنا الفلسطينية ليعطونا العنوان الطائفي والمذهبي. نحن نقول: حيث يوجد دفاع عن فلسطين، وعن محور المقاومة، وعن الناس، وحيث نستطيع أن نكون موجودين ويمكننا أن نساعد، سنفعل. إذا كانت لدى حزب الله إرادة الدفاع عن أهله وشعبه وقضية أمته، ومستعد أن يفعل ذلك، فهذا ليس جريمة أو ذنباً. السؤال يجب أن يوجّه الى الآخرين: لماذا لا تتحمّلون المسؤولية ولا تدافعون؟
لو لم يقاتل حزب الله في القصير وفي القلمون، لم تكن المعركة الأخيرة في عرسال فقط. كان البقاع «خلص»، وكانوا وصلوا الى الجبل وعكار والساحل، ولكانت المعركة في بيروت والجنوب. هذا أكيد. تقديم شهداء لحفظ كل هذه الأنفس والأعراض والدماء والأموال واجب عقلي وديني وشرعي وأخلاقي ووطني وإنساني.
■ قلت إن حزب الله هو حالة وليس حزباً، وبالتالي هو يمثل كل الشيعة، وخصوصاً في الجو الحالي. هؤلاء في أوقات الرخاء قد يكونون مع المقاومة، ولكن ربما ضد الحزب في العمل التنموي مثلاً أو البلدي أو النيابي. وبالتالي فإن حزب الله متهم بأنه متسلط على الشيعة؟
لا يمكنني أن أسلّم بهذا التوصيف. ولكن على كل حال، هذه النتيجة طبيعية. حزب الله هو مجموعة بشرية. هناك ميدان تضحيات يعمل فيه، لذا يمكن أن تجد كل الناس معه، كموضوع المقاومة. أما عندما تذهب إلى الميادين الأخرى، فهذا الوضوح يمكن ألا يكون موجوداً عند الناس كما في ميدان المقاومة. العاملون في الميادين الأخرى قد يرتكبون أخطاء. الفارق أنه في مساحات معينة من العمل قد يظهر الخطأ، وفي مساحات أخرى قد يرتكب العاملون أخطاءً لا يراها الناس. في كل الأحوال، من الصعب أن تكون هناك مجموعة بشرية، قد يكون اسمها حزباً أو تياراً، تعمل في كل المجالات وترضي الناس جميعاً، أو تعبّر عن كل طموحاتهم، أو عن كل آمالهم وتوقعاتهم.
هناك في حزب الله مميزات كثيرة، على مستوى الأخلاق والجدية والالتزام والوفاء، لكن أيضاً هؤلاء بشر، لهم إمكاناتهم وقدراتهم، مع العلم بأننا في مساحات كثيرة حريصون على أن نشكل وننوعّ ولا نتحمل المسؤولية وحدنا، ومن جملة الأمور الموضوع البلدي. هناك الكثير من رؤساء البلديات، لا أستطيع القول إن حزب الله يتحمل تبعات تجربتهم، حتى ولو كانت إيجابية. يمكن أن يكون سبب الإيجابيات شخصياً أكثر مما هو برمجة عمل. في موضوع البلديات، هناك تقاليد وعادات، حتى حزب الله لم يستطع الخروج منها، هي موضوع التمثيل العائلي. المجالس البلدية، حتى المحسوبة على حزب الله، لا تستطيع أن تقول إن هذه مؤسسات حزب الله. ولذلك في هذا المجال، يحتاج الإنسان دائماً إلى التطوير. وأيضاً سلوك الأفراد وسلوك المسؤولين الذي يتفاوت بين منطقة وأخرى وبين شخص وآخر، وقناعاتهم، مزاجاتهم، كل هذه الأمور مؤثرة. يبقى موضوع المقاومة. وأنا مع فكرة أنه لا توجد مشكلة حتى لو الناس فصلوا، طبعاً لا أعني فصلاً تاماً. قد يقول لك شخص ما: في موضوع المقاومة أنا مع حزب الله، أما في موضوع البلدية فأنا لست معه، أو في النقابات الفلانية أنا لست معه، أو في الموقف من القوانين الفلانية أيضاً أنا لست معه. هذا طبيعي. في مرة من المرات قلت افصلوا بين المقاومة كمقاومة وقضية حق، والموقف من الحزب أو الخلاف مع الحزب الذي يمكن أن يبدأ من تأييد مختار أو تجمع طلابي في كلية وصولاً إلى رئيس الجمهورية. يمكن أن نختلف على ملفات أخرى، لكن كيف يمكننا أن نعمل من دون أن ينعكس خلافنا مع الناس أو مع قوى سياسية على موضوع المقاومة.
■ يوجد شعور عند الناس أنه رغم تقديم الشهداء فليس هناك من يقدّر، وهذا ما يثير تساؤلات عن جدوى ذلك؟
حتى في العراق، كان هناك من يسأل، كما في لبنان، ما الذي أخذ حزب الله إلى سوريا؟ كان البعض يناقشنا في الحيثية والأسباب. بعد ما حصل في العراق، أقرّوا برؤيتنا. اليوم، سواء في العراق أو حتى في سوريا، يعنينا المزاج الشعبي، وهذا المزاج بدأ يتغيّر. يصلني الكثير من الشكر.
■ من الناس أم من السياسيين؟
لا علاقة للسياسيين بالأمر. الناس في بيئتنا واعون لهذه المعركة، وفي البيئات الأخرى هذا الوعي ينمو والإحساس بالخطر يكبر. وصلتني رسائل مهمة جداً. هناك أناس يتحفظون عن التحدث في الإعلام. أما السياسيون، فكونوا على ثقة أنه مهما قدمنا لهم فلن يرضوا ولن يعترفوا. للأسف هناك مجموعة من السياسيين أصبح لديهم عداء ذاتي، لا علاقة له بما إذا كان ما نقوم به صحيحاً أو لا. في بعض المراحل هناك جهات دولية وإقليمية تكلف جماعات تابعة لها بمعاداتنا، لكن عداءهم استحكم إلى حدّ أن الجهات التي تقف وراءه قد تلفتهم الى أن الأولويات باتت مختلفة. هؤلاء لا حل لهم.
■ هل يمكن لسوريا أن تساعد جدياً في معالجة ملف كالنازحين عبر السماح لهم بالعودة؟
المشكلة هي هل يريد النازحون أن يعودوا؟ نحن كلنا جاهزون أن نساعدهم. البعض يستطيع العودة والعيش في أمن وأمان. هناك مناطق بكاملها، في ريف دمشق والقلمون وحمص وغيرها، قاتل فيها مسلحون الدولة لثلاث سنوات ثم دخلوا في تسويات، واليوم لا أحد يتعرض لهم. هؤلاء كانوا يقاتلون فكيف بمن كان هارباً؟ إذاً، دعونا نبحث عن الأسباب الحقيقية لتمسك البعض بالنزوح إلى لبنان تحديداً. هذا يحتاج إلى إرادة جدية لدى النازحين أولاً، وقرار من بعض القوى السياسية ثانياً بوقف استخدام النازحين ضد النظام إنسانياً وأخلاقياً وأمنياً وسياسياً. هؤلاء يشجعون المسلحين على الإتيان بعائلاتهم الى لبنان لكي يتفرّغوا للقتال هناك. وبالمناسبة، أؤكد أن الرعاية اللبنانية لبعض الجماعات المسلحة في بعض المناطق السورية لا تزال قائمة، تمويلاً وتسليحاً وتدخلاً واهتماماً وتوجيهاً، ولكن بعيداً عن وسائل الإعلام. هذا الأمر مستمر ولم يتغير شيء. المطلوب قرار سياسي بوقف استخدام النازحين، وبالتالي فتح باب التعاون مع الحكومة السورية لإعادتهم إلى بلادهم. وما أعرفه أن لدى سوريا استعداداً كبيراً للتعاون في هذا الشأن.
■ هل تُسبّب مشاركتكم في الحرب في سوريا استنزافاً مادياً وبشرياً للحزب، وإلى أي حد يمكن تحمّل هذه المجازفة؟
القول إنها تشكل استنزافاً فيه مبالغة. لكن في كل الأحوال، ما يتحمله الحزب من تضحيات في سوريا منذ بداية تدخله إلى اليوم، يبقى أقل بكثير من التضحيات المفترضة والأثمان التي كان على حزب الله واللبنانيين جميعاً دفعها لاحقاً لو لم يتدخل.
■ هل كشف القتال في سوريا تكتيكات كان حزب الله يتركها مفاجآت للإسرائيلي؟
ما أعدّ لإسرائيل يختلف بطبيعة الحال عن المعركة التي نخوضها ضد الجماعات المسلحة، وبالتالي لا أرى أن هناك شيئاً كان حزب الله قد أعدّه أو أخفاه أو خبّأه في مواجهة الإسرائيلي وانكشف. بل بالعكس، وهذه واحدة من النتائج الجانبية ــ وليست سبب الذهاب الى سوريا بطبيعة الحال ــ أن هذه المعركة تكسبنا من الخبرة ومن المعرفة ومن الآفاق الواسعة ما يمكن توظيفه بشكل أفضل في أي مواجهة مستقبلية مع العدو، هجوماً ودفاعاً. عين إسرائيل على تجربة حزب الله في سوريا. وقيل الكثير في النقاشات الإسرائيلية أن حزب الله، بعد تجربة القصير وتجربة القلمون، هل يستطيع أن يطبّق دروساً وخلاصات من هاتين التجربتين في معركة الجليل. المعركة التي حصلت في سوريا تعطينا إضافات نوعية أحياناً في أي معركة مع العدو الإسرائيلي، ولم يضع من أيدينا شيء قد يكون مفيداً في المعركة مع العدو.
■ هل اصطدمتم مع الإسرائيلي في سوريا؟
مباشرة كلا.
■ هل يساعد وجود حزب الله في سوريا أهل الجولان على إطلاق حركة مقاومة شعبية؟
هذا يعود إلى إرادتهم. عندما تحكي عن مقاومة في أي منطقة من المناطق، إذا كان لدى أهل المنطقة، السكان المحليين القاطنين في تلك الأرض، إرادة مقاومة، فأنت تصبح عامل مساعدة كما حصل في لبنان. عام 1982 لم يأتِ الإيراني أو السوري ليقاتل في لبنان. يوجد لبناني لديه إرادة قتال لتحرير أرضه، فكان للمساعدة معنى.
■ قبل عبوة شبعا وبعدها، حدثت هناك أكثر من عملية في الجولان. هل لحزب الله علاقة بهذه العمليات؟
ما أعرفه أنه يوجد تشكل حقيقي موجود هناك، تشكل شعبي يعبّر عن إرادة ما، وهم الذي يعملون وليس نحن.
■ هل صحيح أنكم التقيتم معارضين سوريين في خلال الفترة الأخيرة، وأن بعضهم غيّر مواقفه؟
لا داعي لأن يغيّر الذين التقيت بهم مواقفهم. يمكن أن أقول إنهم تفهّموا موقفنا.
■ هل تميّز بين المعارضات السورية؟
عملياً، في الواقع الحالي، المعارضة الخارجية لم يعد لها أي وجود داخل سوريا. وأصلاً لم يكن لها وجود، في رأيي، منذ البداية، ولم يكن لها تأثير في الداخل السوري. هم عبارة عن شخصيات سياسية أو ثقافية أو فكرية تم تجميعها في إطار مشروع سياسي معين، وهم عاشوا بأغلبيتهم على أبواب السفارات والفنادق وما زالوا على أبواب السفارات والفنادق. وهذا ليس تقييمي. هذا تقييمهم هم. رموز كبيرة ممّا يسمى الائتلاف الوطني المعارض يقولون ذلك في الجلسات مع أصدقائهم اللبنانيين. يقولون إن هؤلاء يحكون ويجتمعون ويصدرون بيانات، وقد زادتهم تشتيتاً فوق تشتتهم السفارات والدول وما سمّي مكوّن أصدقاء سوريا. هذا واقع المعارضة الخارجية.
لذلك أين هي المعارضة الخارجية في المعادلة السياسية والميدانية اليوم؟ لم يعد لها أي قيمة أو تأثير. الميدان تحكمه المجموعات المسلحة. حتى «الجيش الحر» لم يكن جيشاً، بل كان تجميعاً لجماعات مسلحة منفصلة بعضها عن بعض، تنسّق في ما بينها أحياناً وتتصارع في أحيان كثيرة على الغنائم وعلى الحاجز وعلى المعبر الحدودي. عملياً الآن الميدان أصبح جزء أساسي منه مع «داعش»، وجزء أقل مع «جبهة النصرة»، وجزء مع ما سُمّي في التجميع الأخير «الجبهة الإسلامية».
أما من توصف بجماعات وطنية أو علمانية أو مدنية فلم يعد لها وجود. لا أريد أن أستدل بكلام أوباما، ولكنه خبير بهم. السفير الأميركي هو الذي كان يدير جزءاً كبيراً من هذه المعارضة. الآن واقع المعارضة على الأرض أنها تتشكل من جماعات مسلحة أكثرها متشدد ومتطرف تتقاتل في ما بينها. هذا ما انتهى إليه واقع الحال. ولذلك حتى لو أردنا أن نبحث عن قوى سياسية معينة في المعارضة للتفاهم أو التحاور معها فلن نجد.
اتخذنا قرار الأسر قبل شهور... وتسلل المجاهدون مرات عدة الى فلسطين
■ إذا عدنا إلى 12 تموز 2006. هل كنت تعلم بأن عملية أسر الجنديين الإسرائيليين ستنفّذ في ذلك اليوم؟ ما هي الإجراءات التي اتخذتها؟ وكيف تطوّرت الأمور؟
أساساً، القرار بأسر جنود إسرائيليين كان قد اتخذ في شورى حزب الله قبل أشهر من تنفيذ العملية. في آلية العمل لدينا، عندما تتخذ الشورى قراراً من هذا النوع، يحوّل الإجراء والتنفيذ إلى المجلس الجهادي الذي يرأسه، بحسب نظام الحزب، الأمين العام. هذا المجلس يتألّف من مجموعة من القيادات الجهادية الأساسية.
على المستوى التنفيذي، نوقش الأمر في المجلس الجهادي من جهات عدة، كاختيار المكان المناسب لتنفيذ عملية ناجحة، الزمان، التكتيك، خطة العمليات، المشاركون، إدارة العملية، وردود الفعل المحتملة والاحتياطات التي يجب اتخاذها. هذه الأمور كلها تناقش عادة في المجلس الجهادي، ويتخذ القرار بالإجماع أو بشبه إجماع، أي ليس بالتصويت.
تم اختيار المكان، وتحديد المجموعات المشاركة، وإدارة العملية. لكن الأمر لم يكن بسيطاً، واحتاج تنفيذه إلى أشهر. دخل الإخوة إلى المنطقة، وحتى إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكثر من مرة، وكانوا يكمنون لمدة ثم يخرجون، ثم يعودون وينتظرون الفرصة المناسبة. أحياناً، كانت تتوافر أهداف، لكن لم يكن واضحاً إن كانت مدنية أو عسكرية. ونحن كنا نؤكد على ضرورة أسر جنود لا مستوطنين، لئلا يقال لاحقاً إننا خطفنا مدنيين. كل هذا استغرق وقتاً إلى أن نُفذت العملية. طبعاً، كان المعنيون بإدارة الموقف في بيروت، على مستوى القرار وعلى المستوى الجهادي، عندما نقترب من احتمال تنفيذ العمل، يطّلعون على ذلك. لم يكن أحد متفاجئاً. قبل تنفيذ العملية بأيام قليلة، كان لدينا احتمال قوي جداً بأن الإخوة سيوفّقون لتنفيذ العملية خلال أيام.
وفي لحظة تنفيذ العملية، كنّا على اطّلاع، واتخذنا الإجراءات والاحتياطات التي خططنا لها. وانتقلت مجموعة قيادة العمليات إلى المكان الذي يجب أن تكون فيه منذ الدقائق الأولى. في الساعات التي تلت العملية، لم تكن التداعيات كبيرة وخطيرة. كلّ ما كان متوقعاً في اليوم الأول جرى استيعابه بشكل جيد، لأننا حضّرنا لمواجهته جيّداً. وبعد التأكد من نجاح العملية، وأن الأسرى نقلوا بعيداً عن خط النار، انتقلت من غرفة العمليات إلى المؤتمر الصحافي، وجرى الإعلان عن أسر الجنديين بهدف التفاوض غير المباشر لإطلاق الأسرى لدى العدو.
■ كيف يتصرّف الأمين العام في هذه اللحظات؟ ما هو دوره تحديداً؟ وهل كانت لديك كلّ التصورات والخطط البديلة حول آليات الإخلاء والانتقال وغيرها؟
الأمين العام هو جهة قرار في إدارة العمل الجهادي. بالطبع، هو لا يدير الوحدات الجهادية والقتالية والميدانية بشكل مباشر، ولا يدير العمليات بالمعنى العسكري التقني. القيادات الجهادية، أو من نسمّيهم نحن المعاونين الجهاديين، هم من يتولون ذلك. طبعاً هم يتابعون العمل مع الأمين العام، لأن السياسات المرسومة من شورى القرار موجودة لديه بشكل واضح، وهو مفوّض بهامش من الصلاحيات، ومطلع على الوضع الجهادي وعلى الإمكانات المتاحة وعلى الوضع السياسي. إذاً، الأمين العام هو جهة قرار، حتى في الشأن الذي يرتبط بالميدان أحياناً. وهو يتخذ القرار بالتشاور وأحياناً بالتوافق مع أعضاء المجلس الجهادي. على سبيل المثال، المناطق التي كنا نستهدفها بالقصف داخل فلسطين المحتلة. ليس الميدان هو الذي يقرّر أين نقصف. هذا قرار نتخذه نحن. عندما يؤخذ القرار، يتابع المسؤولون الجهاديون تنفيذه، ويعملون على التنسيق بين الوحدات وبين جهات المعلومات وجهات المدفعية وإطلاق الصواريخ... يعني، عندما نقول إننا دخلنا في مرحلة حيفا فهذا قرار. نوع السلاح الذي يجري استخدامه قرار. استهداف «ساعر خمسة» قرار أيضاً. هذا النوع من القرارات يتخذه المجلس الجهادي والأمين العام، كونه رئيس المجلس، بالتشاور وبالتفاهم مع الإخوان، والجهات الإجرائية هي التي تدير، وأنا آخذ علماً بالإجراء.
لماذا نقول إن هذا قرار؟ لأن لكل خطوة حيثيتها. مثلاً، ضرب «ساعر خمسة» يعني أننا قررنا أن نضرب هدفاً نوعياً له تداعيات كبيرة. ثانياً، بما أننا نستخدم سلاحاً لأول مرة، فهذا يعني أن المجلس الجهادي قرر أن يكشف عن سلاح لم يكن معروفاً أنه موجود لدينا. بعد هذا القرار، يصبح النقاش تقنياً فنياً إجرائياً تنفيذياً لا علاقة لي به ولا أتدخل فيه. هذا موضوع أهل اختصاص. نعم عندما يكون الإخوان على تواصل معي، يقولون لي «ماشي الحال»، أو إن هناك عقبات أو صعوبات. لكن معالجة هذه الأمور من مسؤولياتهم.
هناك مثل آخر يتعلق بموضوع قصف تل أبيب. هذا ليس موضوعاً إجرائياً، بل قرار كبير. عندما كانت تُقصف الضاحية ومدن أخرى في الجنوب والبقاع، جرى نقاش جدي حول ما إذا كان ينبغي أن نقصف تل أبيب الآن أو لا. بنتيجة النقاش، ثبّتنا معادلة تل أبيب ـــ بيروت. الضاحية وبقية المناطق كانت، على كلّ حال، تتعرض لقصف شديد. قلنا: فلننشئ معادلة جديدة، إذا كنا نستطيع من خلالها أن نحمي بيروت أو نساهم في حمايتها لأسباب كثيرة فليكن ذلك وهذا أفضل.
■ لو حصل ذلك عام 2006، هل كانت تل أبيب ستضرب كما تضرب اليوم من غزة؟
بالتأكيد، وأقوى بكثير. هذا معروف. الإسرائيليون يعرفون ذلك. أنت تتحدث عن صواريخ بأحجام ونوعيات وكميات مختلفة. بالتأكيد، كانت لدينا القدرة على ضرب تل أبيب، وإلا فنحن لا نطلق تهديداً أو نتحدث عن معادلة لسنا قادرين على تنفيذها.
■ هل تعرضتم لأي خطر مباشر خلال الحرب؟
لم أتعرض لأي إصابة مباشرة، والأماكن التي كنت موجوداً فيها لم تتعرض لأي قصف. لكن، بطبيعة الحال، المنطقة التي كنا موجودين فيها كانت تتعرض للقصف.
■ هل صحيح أن صواريخ سقطت بالقرب منك أثناء انتقالك في أحد المواكب؟
غير صحيح.
■ كيف كنت تقضي نهارك في الأيام الأولى للحرب؟ نعرف أن الجهاز التنفيذي كان يقوم بمهمات كبرى، والمفاوضات السياسية لم تكن قد بدأت. هل كانت متابعتكم لمجريات الحرب متواصلة؟
عندما أقول إنني لا أتدخل بالميدان فهذا يعني أنني لا أديره. لكنني معنيّ بأن أعرف على مدار الوقت المستجدات في الجبهة: في الجنوب وفي المواقع الأمامية وفي البقاع، والأماكن التي تتعرض للقصف، الشهداء، الجرحى، المهجّرين، الناس، الجو الإعلامي والجو السياسي. هذا كلّه يحتاج إلى مواكبة.
■ هل رأيت أفراد عائلتك أثناء الحرب؟
نعم. رأيتهم مرة واحدة.
■ من كان أول من تفقدته عندما انتهت الحرب؟
عندما انتهت الحرب، كانت إمكانية الحركة معقدة قليلاً. تذكرون أن الحرب لم تنته بوقف لإطلاق النار، بل بوقف الأعمال العدائية. كنا نعتبر أننا لا نزال في قلب المعركة، لذلك بعد الحرب مباشرة، ولفترة، بقيت حركتي محدودة. هناك شخصيات ألحّت في طلب لقائي، فكنت أقول لهم إن هناك حرجاً عليّ وعليكم. كان تشخيص الإخوان أن الوضع خطر، وأن ظهوري في أي مكان قد يعرضني ويعرّض الموجودين للخطر. المكان الوحيد الذي ذهبت إليه بعد الحرب هو المكان الذي كان فيه المرحوم سماحة السيد محمد حسين فضل الله. زرته وعدداً من الإخوان لشكره على موقفه. أثناء الحرب، الوحيدون الذين كنت ألتقي بهم هم الإخوة المعنيون بالعمل الجهادي. وعلى الشبكة الداخلية، كنت أتحدث مع المنار، ومع العلاقات الإعلامية. في الحديث على الشبكة الداخلية، لم تكن هناك مشكلة. كانت هناك مشكلة في الكلام على الخلوي أو اللاسلكي. أحياناً، كنت أسجّل كلمة ثم تبث على اللاسلكي للشباب الذين ليس لديهم داخلي، هذا حصل.
ــــ هل تفقّدت النازحين أثناء الحرب؟
الأمر لم يكن يحتاج إلى تفقد شخصي لأن طبيعة الحركة كانت صعبة، لكنني كنت على تواصل مع الإخوان المعنيين بأمور النازحين. التشكيل الحزبي كله كان شغالاً، وكنت على تواصل مع كل المسؤولين، وبالتالي كانت لديّ صورة يومية واضحة عن القصف والدمار، وعن المهجرين وكيف تعالج مسائلهم والمشاكل التي يواجهونها. بطبيعة الحال، كان موضوع المهجرين والموقف الشعبي والناس وأوضاعهم ومزاجهم ومعنوياتهم، أساسياً بالنسبة إلينا، وتبنى عليها قرارات.
■ هل فاجأكم موقف المهجرين؟
لم يكن مفاجئاً لي، لكنه كان كذلك لكثيرين لأنه كان هناك رهان كبير على المهجرين، وجرى تحريض في وسائل الإعلام وفي أوساط المهجرين في المدارس وغيرها. كانت بعض الجهات السياسية تأمل أن يخرج هؤلاء في تظاهرات تطالب بوقف المقاومة أو بنزع سلاحها أو باستسلامها. حصل شغل على ذلك. عظمة موقف الناس ليس فقط بسبب إرادتهم واقتناعهم ووعيهم، بل لأنهم بقوا على هذه الاقتناعات في ظل حرب ودمار وتهجير وقتل ومجازر، وفي ظل تحريض هائل. لو كان هناك انسجام وطني والكل يشجع ويثبّت ويقوي العزائم، يمكن أن تعطي علامة أقل لموقف الناس. لكن، في الواقع، كان هناك مناخ من تثبيط العزائم والتخوين وتحميل مسؤوليات للمقاومة عن كل ما يجري، ومحاولات لحثّ الناس على الخروج في تظاهرات، لكنهم رفضوا.
■ خلال الحرب، ما هو أكثر موقف آلمك؟
ما كان يؤلم هو المجازر. العسكر عادة يكونون صلبين، لكن إخواننا، رغم صلابتهم، كانوا يتأثرون، وبعضهم كان يبكي عندما يرى مشاهد النساء والأطفال والمجازر. ما كان يؤلم كثيراً هو المسّ بالمدنيين. المباني يعاد إعمارها، والمهجّر سيعود في نهاية المطاف لأنه كان واضحاً لدينا أننا إن شاء الله سننتصر. حدثت مجازر عدة، ولا يمكن القول إن واحدة كانت أكثر إيلاماً. لكن هناك خصوصية لقصف مجمّع الإمام الحسن، أولاً بسبب عدد الشهداء الكبير، وثانياً بسبب ما أشيع في لبنان بأن الاستهداف جرى لاعتقاد الإسرائيليين بأنني كنت موجوداً فيه. طبعاً أنا لم أذهب إلى ذلك المكان أبداً في أي لحظة أثناء الحرب.
■ من هو الشخص الذي كنت تخشى عليه؟
ليس هناك شخص محدد. هناك مجموعة من الإخوة، من بينهم الأخ الحاج عماد، كنت أعتبر بقاءهم على قيد الحياة أمراً مهماً كونهم من الأساسيين في مسار الحرب، وكنت دائماً مهتماً بأوضاعهم.
■ ما هو دور سوريا خلال الحرب، وماذا كان دور العميد محمد سليمان؟ وهل سقط شهداء من الجيش السوري؟
خلال الحرب، لم يتوقف نقل السلاح من سوريا. لم يكن واضحاً كم ستطول الحرب، لذلك كلما كانت لدينا إمكانات وسلاح وذخيرة أكثر، كان الوضع أفضل، وكانت إمكانات النقل لا تزال متاحة رغم أن الإسرائيلي كان يستهدف تقريباً كل المعابر. مع ذلك. لم يسقط شهداء من الجيش السوري لأنه لم يحدث قصف داخل سوريا.
بالنسبة الى الشهيد العميد محمد سليمان، أعتقد أن الإسرائيليين هم الذين قتلوه بسبب دوره قبل الحرب وأثناءها لأنه كان مكلّفاً من الرئيس الأسد بمتابعة هذا الملف. كان دوره ممتازاً جداً وإيجابياً جداً، لذلك بعد الحرب، بحث الإسرائيليون عن الحاج عماد وعن العميد سليمان. بعض الإعلام العربي تحدّث عن تصفيات داخلية. من الواضح تماماً لدينا، من التحقيق والمعطيات الميدانية، أن إسرائيل وراء هذا الأمر.
■ هل صحيح أن الرئيس بشار الأسد كان مستعداً لفتح الجبهة؟
احتمال تطور الحرب إلى سوريا كان وارداً لأن الإسرائيلي كان يحمّل سوريا جزءاً من المسؤولية عن صمود المقاومة، وعن تزويد المقاومة بجزء من السلاح الذي كان له تأثير نوعي في مسار الحرب. لذلك كان هذا الاحتمال وارداً نتيجة تطورات الميدان، وخصوصاً عندما بدأ الحديث عن عملية برية قد تحصل باتجاه حاصبيا وراشيا والبقاعين الغربي والأوسط. يومها، تقريباً في الأسبوع الثاني من العدوان، أرسل لي العماد آصف شوكت الذي كان على تواصل معنا أثناء الحرب، طالباً رأيي في فكرة تدرس في دمشق بأنه في حال حدوث عملية برية واسعة، قد تجد سوريا نفسها مجبرة على الدخول إلى جانب المقاومة في الحرب. لا أدّعي أن القرار اتخذ، لكن الأمر كان مطروحاً لدى الرئيس والمجموعة المعنية باتخاذ القرار، وهم كانوا يواكبون كل شيء، وعلى اطلاع تفصيلي على ما يجري.
كان جوابي لهم، بعدما تشاورت مع الإخوان: لستم مضطرين لذلك، والأمر ليس بهذه الخطورة وإمكانيات المواجهة البرية لدينا عالية جداً، لا بل نتمنى أن يدخل الإسرائيلي في عملية برية لأنه عندها ستتضح معالم المعركة.
عملياً، العملية البرية التي كان يفترض على أساسها أن يناقش موضوع دخول سوريا في الحرب لم تحصل، ولذلك انتفى الأمر، ولم يحصل نقاش لاحق.
العدو «علق» في غزة... وانتصار المقاومة الفلسطينية يؤخّر أيّ عدوان على لبنان
■ الى أي مدى فاجأتكم غزة 2014، وخصوصاً أن موقف الحزب كان متريثاً في الأيام الأولى، على صعيد الموقف وعلى صعيد السلوك الإعلامي. هل كانت هناك خشية من أن المقاومة تستدرج إلى فخ؟
هل كان المسار الفلسطيني متوقعاً؟ لا، لكنه لم يكن أيضاً مفاجئاً. المفاجئ ما يكون خلاف السياقات. الواضح ان الاسرائيلي، لا المقاومة، هو من دفع الأمور في هذا الاتجاه منذ خطف المستوطنين الثلاثة.
الطريقة التي تعاطى بها الاسرائيلي ليست طريقة من يفتش عن مخطوفين. بحجة البحث عن المستوطنين الثلاثة، فعل كل ما يستطيع فعله في الضفة الغربية، بمسح حماس والجهاد والجبهة الشعبية، وكل ما يتصل ببنية المقاومة. تطورت الأمور من مستوى الى مستوى، وأنا أميل الى أن ما حصل هو تدحرج، لأن الاسرائيلي تدحرج والمقاومة تدحرجت. بمعنى أنه ما من أحد خطط للحرب. البعض، للأسف، اتهموا المقاومة بأنها ذهبت إلى الحرب لكي تحيي دورها السياسي أو لإحياء المحور التركي والقطري والإخواني. أنا لا أرى ذلك.
في المقابل، الإسرائيلي الذي يراقب تطورات المنطقة وتحولاتها ليس مستعجلاً على الحرب، لكن عندما تتدحرج تصبح هناك فرصة وتهديد. الإسرائيلي هنا يود الاستفادة من الفرصة، والمقاومة تواجه هذا التهديد، وتحاول أن تحوّله إلى فرصة. هكذا نفهم ما جرى. الطرف الإسرائيلي رأى أنه طالما ذهبنا إلى المواجهة فهذه فرصة، وخصوصاً أن غزة محاصرة، والعالم العربي ممزق، والوضعين الإقليمي والدولي في مزاج آخر، وكذلك اهتمامات الشعوب العربية. في الأيام الأولى، ضرب العدو كل الأهداف التي لديه معلومات عنها، ومع ذلك استمرت الصواريخ تطلق من قطاع غزة. لذلك وجد نفسه أمام مشكلة كبيرة.
أما المقاومة، وطالما أن الحرب فرضت عليها، فهذه فرصتها لرفع الحصار. لذلك واضح ان المقاومة لا تبحث عن نصر معنوي أو عن مخرج يحفظ ماء الوجه، وإنما عن انجاز حقيقي هو رفع الحصار، ولو كان مكلفاً. وهذه نقطة قوة للمقاومة، أولاً لأن هذه إرادة كل فصائل المقاومة في غزة. وثانياً لأن هناك إرادة شعبية حقيقية في موضوع رفع الحصار.
ربما يختلف الناس مع حماس على إدارة القطاع، وعلى السلطة والحكومة، وقد تتباين الفصائل في ما يتعلق بالموقف من الأحداث الإقليمية، لكن في موضوع رفع الحصار، هذا مطلب شعبي جماهيري غزاوي إجماعي.
هذا فهمنا لطبيعة المعركة. لذلك عندما عرض في البداية وقف إطلاق نار او تهدئة في مقابل تهدئة، كان إجماع الفصائل على أنه لا يمكن ان نناقش ذلك من دون تحقيق انجاز رفع الحصار. منذ بداية المعركة، هذا كان هدف المقاومة. الإسرائيلي، في تقديري، «علق»، وهو حاول كثيراً ان يستفيد من أضرار حرب تموز. منذ بداية حرب غزة كانت حرب لبنان الثانية حاضرة في الإعلام الإسرائيلي.
■ هل توافق على أن أهداف العدو كانت متواضعة؟
هذه من عبر تموز. الإسرائيلي حاول ان يستفيد من العبر، لكنه «علق» في المشكل، ولذلك لم يحدد هدفاً. تابعت الحرب منذ بدايتها. ليس واضحاً لديّ ما هو الهدف، ولا يوجد كلام رسمي نهائي. أحدهم يتحدث عن إسقاط نظام حماس، وآخر عن نزع سلاح المقاومة، أو وقف الصواريخ، أو منع دخول الصواريخ أو تصنيعها، أو تدمير الأنفاق. حتى موضوع الأسيرين يتجاهلونه ما أمكن، لأنهم يعرفون انه لا يمكن استعادتهما من دون تفاوض ومن دون ثمن، ولن يصلوا اليهما بالضغط السياسي أو العسكري. الاسرائيلي في مأزق، وربما كان تقديره ان المقاومة لا تملك إرادة الصمود، وأن الناس لن يتحملوا هذا الحجم من التضحيات. وأعتقد ان العدو كان يراهن، كما راهن شيمون بيريز في حرب عناقيد الغضب عام 1996، على نفاد مخزون صواريخ المقاومة، وعندها يقول إنه أوقف اطلاق الصواريخ من دون أن يعطي مكسباً للفلسطينيين، لكن هذه الحسابات كلها «ما ظبطت».
■ هل تبلّغتم من الفلسطينيين طلباً بالتدخل المباشر؟
الأخ موسى (أبو مرزوق) تحدث في هذا الموضوع. لم يتحدث أحد معنا من بقية الفصائل، وأعتقد أن الكل يتفهم.
■ هل يعبّر كلامه عن موقف حماس الحقيقي؟
اذا كان هذا مطلباً جدياً فإنه يناقش ضمن الدوائر المغلقة لا في وسائل الإعلام. خطوط الاتصال بيننا وبين حماس لم تنقطع في يوم من الأيام، حتى في الفترة التي قيل فيها عن تراجع العلاقة. خطوط الاتصال قائمة والتواصل دائم. كان يمكنه هو أو أحد قيادات حماس ان يطلب مناقشة الأمر، أما طرحه في الإعلام، ففي رأيي يثير تساؤلات ولم أجده مناسباً. لا أريد أن أحلّل، والأصل هو حسن النية والتفهم. ربما رأى ان الظروف صعبة قليلا فطرح الفكرة، لكن موضوعاً بهذه الأهمية والخطورة لا نتخاطب به عبر وسائل الإعلام. ولذلك لم نعقّب على الطلب إعلامياً لأن هذا الأمر يناقش في ما بيننا، وما إذا كانت هناك مصلحة أم لا.
■ هل تواصلتم مع حماس في هذا الشأن؟
لا.
■ لم تراجعوهم في الأمر؟
هناك تواصل مستمر، لكن لا نحن تحدثنا في الأمر ولا هم.
■ في رأيكم كم أخّرت حرب غزة الحرب الإسرائيلية المقبلة على لبنان؟
يمكنني القول إنها أخّرت، لكن لا يمكنني أن أقول كثيراً أو قليلاً، لأنه ليس واضحاً ضمن أي ظروف أو معطيات يمكن الإسرائيلي ان يشن حرباً لو أراد ذلك. الإسرائيليون بعد حرب تموز والعبر التي استخلصوها يفترضون أن أي حرب مقبلة يجب أن تؤدي إلى نصر سريع وحاسم وبيّن. في حرب تموز الكل قال ان إسرائيل هزمت، لكن قد يخرج من يدعي غير ذلك، كما حصل أخيراً عندما قال البعض انهم اكتشفوا الآن انهم انتصروا لأن جبهة جنوب لبنان لم تفتح، علماً أن هذه الجبهة لم تفتح لا في الانتفاضة بعد عام 2000 ولا أثناء عملية السور الواقي او في 2008 او حرب الأيام الثمانية.
اشترط الاسرائيليون بعد تموز لأي حرب في لبنان أن يكون النصر، أولاً، سريعاً لا يستغرق وقتاً، ولا تتحول الحرب استنزافاً وقصفاً للمدن، وثانياً، أن يكون حاسماً لا محدوداً او مؤقتاً، وأن يحقق كل الأهداف لا أهدافاً متواضعة، وثالثاً أن يكون واضحاً لا نقاش فيه. من الأسباب المهمة لذلك هو تقديرهم أن اي حرب مقبلة ستكون أصعب بكثير من حيث استهدافاتها، ومن حيث قدرات المقاومة وإمكاناتها الصاروخية وفي المجالات المختلفة. العدو لا يحتمل حرب استنزاف، ونراه حالياً «مضغوطاً»، مع أن عدد الصواريخ الذي يطلق من غزة على تل أبيب وغيرها محدود جداً. هو يتحدث عن فعالية القبة الحديدية، لكن هذا فيه نقاش، لأن القبة الحديدية قد تتمكن من اسقاط عدد محدود من الصواريخ، لكنها ستواجه مشكلة حقيقية في وجه عدد كبير من الصواريخ.
عمل العدو على الاستفادة من عبر تموز تدريباً وتجهيزاً وذهب ليطبّق ذلك في غزة، مفترضاً انه عالج كل الثغر، فضلا عن امتلاكه إحاطة معلوماتية هائلة بأوضاع غزة. برغم ذلك نجد أنه فشل، وهو من يقول ذلك لا نحن. لذلك، عندما يفشل في مواجهة غزة المحاصرة وإمكاناتها المعروفة، فبالتأكيد يجب أن تكثر حساباته. أعتقد أن الموضوع يختلف ما بعد حرب غزة عما كان عليه قبلها.
■ ما نصيحتك للمقاومة وللشعب الفلسطيني في غزة؟
هذه قناعتهم وإرادتهم وثقافتهم. عندما يوضع الإنسان بين خيارين: إما ان يستسلم أو الحرب، فلا خيار بين السلة والذلة. ثقافة المقاومة وخيار المقاومة تناميا لدى الشعب الفلسطيني لأنه لا أفق آخر له. جرب المفاوضات، وانتظر الوضعين الإقليمي والدولي بما يكفي، بل مرت، في ما يتعلق بمصر، فرصة ذهبية بالنسبة إلى قطاع غزة وإلى مجمل القضية الفلسطينية، ولكنها سرعان ما ضاعت. من يعش في غزة فما هي الخيارات لديه؟ أن يقاوم، أو أن يستسلم للشروط الإسرائيلية، أو أن يرمي بنفسه في البحر، أو يهاجر وينضم إلى مخيمات اللاجئين. أعتقد، بعد كل هذه التجارب، أنه ليس أمام الفلسطينيين غير الخيار الذي يتبعونه اليوم. اللاخيار، هنا، بمعنى انه إذا كان الانسان حريصاً على كرامته وعلى بقائه وعلى وجوده يلجأ إلى هذا، وإلا فإن هناك ناساً يستسلمون. أهل غزة أخذوا قرارهم بعدم الاستسلام، وبتحمّل تبعات هذا الموقف ولو كان مكلفاً، ولديهم ثقة بالمقاومة وبأن طريق المقاومة قد يوصل إلى نتيجة. المنطق والعقل ــــ لا الشعارات ــــ يقولان إن عليهم أن يقاتلوا .
■ واضح اننا امام مشكلة بين محور المقاومة والقيادة المصرية. المسألة لا تخص حماس وحدها. كيف تتعاملون مع موقف حكومة السيسي من ملف العدوان على غزة، والضغط على المقاومة؟
أريد أن أستعير كلام احد قادة المقاومة الفلسطينية بأن مشكلة غزة الان أنها بين مشكلتين: مشكلة ثقة مع الاسرائيلي، وهي مشكلة اساسية وجوهرية، وبين أنها اصبحت واقعة بين محورين قطري ــــ تركي، ومصري ــــ سعودي ـــ إماراتي. هذا الانقسام اسبابه مفهومة ومعروفة، لكنه للاسف الشديد انقسام حاد وقاس، في الوقت الذي يجب فيه تجاوز هذا الانقسام بشكل او آخر. نحن، مثلاً، بالتشاور مع الاخوان في الفصائل الفلسطينية ومع الاخوة الايرانيين، اقترحت على الايرانيين أن يتصلوا بالاتراك والقطريين والمصريين، وبالسعوديين ولو عبر الامارات أو عُمان. بالنسبة الى محور المقاومة، لسنا معنيين بتسجيل نقاط أو بتوظيف حركة مقاومة في حسابات داخلية او اقليمية. هناك هدف أساس هو وقف الحرب على غزة ورفع الحصار. في أوقات الاشتباك، الأولوية هي ان يحكي الناس مع بعضهم بعضاً، لكن في غمرة الاحداث، كان الموقف المصري، مثلاً، صعباً، فيما شنّ رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان هجوماً شخصياً على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. حتى القطريون، ومن خلال «الجزيرة»، كان موقفهم سلبياً من مصر، إذا كنت تريد مساعدة غزة فإنه يجب ان تحكي مع مصر، والفلسطينيون انفسهم يقولون إن أي حل أو تسوية غير ممكنة بمعزل عن مصر.
هذا يتطلب من هذين المحورين اللذين تقع غزة بينهما بشكل او آخر أن تتقدم اولوية غزة على كل النقاشات والصراعات الاخرى، وهو ما لم يحصل حتى الآن في الشكل المناسب.
■ كيف ترون علاقتكم بحركة حماس في المرحلة المقبلة، ليس فقط كحزب، بل ايرانياً وسورياً، وخصوصاً بعد حرب غزة؟
حتى قبل حرب غزة. نحن اختلفنا على مقاربة الحدث السوري، ولكن لم تنقطع الاتصالات واللقاءات. كل شيء بقي طبيعياً جداً.
■ والدعم ؟
بطبيعة الحال كل وضعنا تأثر نتيجة احداث سوريا والعراق والمنطقة. في الموضوع السوري، في كل اللقاءات التي كانت تعقد بيننا كانت الدعوة هي الى أن نتفهم موقفهم وأن يتفهموا موقفنا، وان كنا على خلاف في تقويم ما جرى. دارت نقاشات كبيرة بيننا حول هذا الموضوع. طبعا موضوع غزة يعيد هذا المسار الى أولوياته لكي نتواصل ونتعاون اكثر. وبالتأكيد سيكون لذلك تأثير دافع في العلاقة بين حزب الله وحماس، وبين حماس والجمهورية الاسلامية. موضوع سوريا مختلف ومعقد، ويحتاج الى وقت، وهو رهن التطورات الاقليمية، وليس له أفق في المدى المنظور.
■ سندخل الى القدس؟
لدي يقين بذلك.
■ هناك مزاج شعبي يسأل اليوم: ما هي علاقتنا بفلسطين، ولماذا يجب علينا أن نحرر القدس؟
أخطر المشاكل التي نواجهها الآن، سواء في المزاج اللبناني، أو في المزاج العربي، أن نصل إلى وقت تعتبر فيه شعوب المنطقة وجود إسرائيل طبيعياً، وأنها لا تمثل تهديداً للمنطقة ولا لشعوب المنطقة، وأن إسرائيل ـ إذا كانت مشكلة ـ فهي مشكلة للشعب الفلسطيني فقط، لا لكل شعوب المنطقة، وهذا الكلام مرتبط بالسياسة وبالأمن وبالاقتصاد. إسرائيل أولاً هي كيان غير شرعي وهي تهديد للمنطقة وهي تهديد دائم لكل المنطقة، ولا يمكن التعايش مع هذا التهديد، ولذلك يجب أن يكون الهدف النهائي لهذه الأمة هو إزالتها من الوجود، بمعزل عن كل المشاكل والحساسيات، وعن كل ما حصل أو يمكن أن يحصل بين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، بين الشيعة والسنة، بين المسلمين والمسيحيين. كل النزاعات والحساسيات والخلافات والصراعات، لا يجوز أن تسقط ثقافة أن إسرائيل غدة سرطانية، وهي شر مطلق، وخطر على كل شعوب وحكومات هذه المنطقة، وعلى كرامتها ومقدساتها، وبالتالي الهدف النهائي يجب أن يكون إزالتها.
هم يريدون إيصالنا إلى هذه النقطة، وهناك مراحل ينجحون فيها، ونحن يجب ألّا نصل إليها. طبعاً، هذا إذا تحدثنا بالسياسة والاقتصاد والأمن والعسكر والبيئة وما إلى هنالك، ولكن إذا تحدثنا من منطلق عقائدي فهذا موضوع لا يمكن أن يُقارب النقاش فيه على الإطلاق. في الموضوع العقائدي تضيق المساحة الشعبية التي تتأثر بالمزاج وبالعواطف، حيث يؤكد الناس أن لديهم موقفاً عقائدياً من موضوع إسرائيل، وهو موقف لا علاقة له بما إذا كنا متصالحين مع الفلسطينيين أو مختلفين معهم.
وبالتالي صلة حزب الله بالصراع مع العدو الاسرائيلي، وحتى بالوقائع الميدانية داخل فلسطين، لا نقاش فيها.
ثأر «الحاج رضوان» ثأران
■ تكرّرون القول إن الحاج عماد مغنية هو قائد الانتصارين. ماذا يعني هذا القول عملياً؟
بحسب الهيكلية التي كانت معتمدة أواخر التسعينيات في الحزب، جمعت كلّ إدارة العمل الجهادي التنفيذية تحت إمرة الحاج عماد، وكان عدد كبير من الإخوة يعاونونه. وقد استمرّت هذه الصيغة حتى استشهاده. ولذلك، عندما حصل التحرير في عام 2000، وحرب تموز في عام 2006، كان الحاج عماد رحمة الله عليه هو المسؤول عن إدارة العمل الجهادي. وإن لم يكن ممكناً القول إنه في حرب تموز، كان فلان أو فلان مسؤولاً بشكل محدّد.
نحن لا ننسب الفضل لشخص واحد لأن حرب تموز هي عمل جماعي في المقاومة وفي الوضع الوطني العام. لكن الحاج عماد لعب دوراً أساسياً ومركزياً في الانتصار الأول وفي الانتصار الثاني، ولو بقي على قيد الحياة لما قلنا إنه قائد الانتصارين.
■ أين أصبح وعدكم بالانتقام له؟
هذا موضوع مفتوح. في أكثر من مناسبة قلت إن بعض الناس يفترضون أنه يمكن أن تستهدف مجموعة أشخاص، مجموعة مستوطنين أو إسرائيليين مسافرين إلى هذا البلد أو ذاك، أو قد تشن عملية تستهدفه في مكان ما وانتهى. تحقق ثأر الحاج عماد. في الحقيقة، نحن لا نفكر بهذه الطريقة. نحن نرى أن ثأر الحاج عماد ثأران. أولاً، في نفس استمرار بنية المقاومة وتطويرها وإمكاناتها واقتدارها واستعدادها لأي مواجهة وبصنع نصر جديد في أي مواجهة، لأن اسم الحاج عماد وروح الحاج عماد وعقل الحاج عماد موجودة في هذا كلّه. ثانياً، هو أن المحتل الإسرائيلي يعي أن الثأر آت حتى لو طال الوقت.
لا يوجد لدى الاسرائيليين
من يوازي الحاج عماد في الاعتبار السياسي والمعنوي
وهم يفكرون بأننا نبحث عن شخص أو هدف يقاربه. وفي الحقيقة، لا يوجد من يوازيه عندهم، ما قد يوازيه يُقارَب في الاعتبار السياسي والمعنوي للحاج عماد. يعني مجموعة أشخاص أو مجموعة قادة أو مجموعة اتخاذ القرار؟ نعم. الإسرائيليون يفترضون أن الهدف هو بهذا الحجم. لذلك يشددون إجراءاتهم الأمنية حول رئيس الوزراء ووزراء الحرب ورؤساء الأركان الحاليين والسابقين وقادة الأجهزة الأمنية الحاليين والسابقين. هم يفترضون أن أي ثأر للشهيد عماد مغنية لا يمكن أن يكون بأقل من هذا المستوى ولو طال الوقت.
■ هل تذكر سماحتك أنك سئلت عنه مرة وقلت لا نعرفه ولا نعرف أين هو؟
لم أقل أي مرة لا نعرفه. مرة واحدة قلت، في أول مقابلة أجريتها مع تلفزيون لبنان في عام 1993، ورداً على سؤال عما إذا كان الحاج عماد قيادياً في حزب الله، قلت لا. وحقيقة، وقتها لم يكن الحاج عماد في حزب الله. لم يكن هو ومجموعة من الإخوة الأساسيين في العمل الجهادي قد دخلوا إلى تشكيلات حزب الله. كان لديهم تشكيل مستقل وكانوا يعملون من خلاله، بمعزل عما إذا كان هذا التشكيل المستقل ما زال قائماً أو موجوداً. هذا بحث ثانٍ حتى لا نكون نقترب من أماكن حذرة.
■ هل تضع اغتيال الحاج حسان اللقيس في سياق اغتيال الحاج رضوان نفسه، أو هو رسم خط إسرائيلي أحمر جديد لأن حزب الله خرق خطاً أحمر في مكان ما؟
أنا أعتقد أنه جزء من الحرب الأمنية المفتوحة مع العدو. الموضوع ليس موضوع خطوط حمراء. نحن نعرف أن هناك عدداً من الأشخاص إذا استطاع الإسرائيلي أن يصل إليهم في أي وقت فلن يتأخر ولن ينتظر خطوطاً حمراء، تماماً مثلنا نحن الآن عندما كنا نتحدث عن موضوع الحاج عماد رحمة الله عليه. بالنسبة إلينا، أيضاً هناك مجموعة من الأهداف ترتبط بملف الحاج عماد مغنية، وهذا جزء من الحرب الأمنية المفتوحة بيننا وبين الإسرائيلي.
هكذا أعدّ خطاباتي... وصرت أقرّر متى أرفع إصبعي!
منذ بدأ السيّد حسن نصر الله دراسته الدينية في النجف، تميّز بقدراته الخطابية. وعلى مرّ السنوات والمسؤوليات، سحرت مهارته في الخطابة كثيرين، فيما جعل منها الاسرائيليون مادة للدراسة والتحليل. كيف يعمل قائد المقاومة على إعداد خطاباته النارية؟ وما هي أسرار هذه الخطابات؟
■ هل تحبّ إلقاء الخطابات؟
لا أقدر أن اقول إني لا أحب أن أخطب. نحن مشايخ وهذا جزء من عملنا. في الثمانينيات كنت ألقي خطاباً كلّ ليلة وأتنقل من حي السلم إلى الأوزاعي إلى بيروت إلى الشياح. نعم، أحب أن أخطب خصوصاً انه لدي شيء لأقوله.
■ لكن يبدو مؤخراً أنك تقنّن ظهورك وإطلالاتك؟
بعد عام 2006، صار لكلّ كلمة وكلّ حرف وكلّ طلة حساب، وباتت تُبنى على الخطاب مواقف، وله تبعات. صار الخطاب مراقباً بشكل كامل وهناك متابعة له من الصديق والعدو، وبالتالي صرت أنا في مسؤولية أخطر وأكبر، وهناك حجم توقعات مختلف. لم يعد الموضوع يتعلق بمزاجي إن كنت أحب أن أخطب أم لا. لم يعد الأمر شخصياً. صرت معنياً أن أقلّل من الأخطاء لأنه لا أحد فينا معصوم.
■ من الذي يقرّر موعد إطلالاتك وإلقاء الخطب فيها؟
لا يوجد قرار في حزب الله أن فلاناً يخطب كلّ فترة محددة أو لا يخطب. هذا الأمر من صلاحيات الأمين العام. أنا أرى المصلحة في الكلام أو عدمها. أحياناً يقدّم الأخوان اقتراحات أنه من المفيد الآن أن نخرج بخطاب، لكن هذا الموضوع عندي كصلاحية، وله علاقة بمزاجي ورغبتي.
■ هناك انطباع بأن خطاباتك لا تحتاج إلى تحضير. تطلّ وتقول مباشرة ما تريد قوله؟
لا، ليس الأمر كذلك. أنا لا أخرج وأقول ما أريده من دون ضوابط ونقاش مع الإخوان، خصوصاً في الخطابات الحساسة والتي يكون فيها اتخاذ مواقف. في النهاية هناك شيء له علاقة بأصل تركيبة حزب الله. الأمين العام ليس قائد حزب الله، وهو ليس صاحب القرار في حزب الله. القرار السياسي يؤخذ بشكل أساسي في شورى القرار. الشورى هي التي ترسم المسارات وتتخذ المواقف الأساسية والقرارات الأساسية. طبعاً الأمين العام شريك مؤثّر في اتخاذ القرار، لكنه ليس من يتخذه.
مثلاً، إذا كنت سأعقد الآن مؤتمراً صحافياً متعلقاً بالشأن السياسي، لستُ من يقرّر إن كنا نريد انتخابات نيابية أو سنقبل بالتمديد للمجلس النيابي أو، مثلاً، قرار الدخول إلى معركة القصير. هل هذا قرار يتخذه الأمين العام؟ لا. تأخذه شورى حزب الله. حتى الإعلان عن الأمر هو قرار تأخذه الشورى. ما يبقى لي هو كيفية التعبير عن هذا الموقف، الحجة، المنطق البيان، اللغة، الأدبيات. كذلك الأمر في الموضوع الجهادي. مثلاً، في السابق عندما كانت تطلق التهديدات الإسرائيلية كنت أناقش مع الإخوة الجهاديين في كيفية الردّ وما إذا كان مناسباً الآن أن نطرح هذه المعادلة أو نبقيها لوقت لاحق.
■ مثل معادلة كلّ مبنى في الضاحية مقابله مبانٍ في تل أبيب؟
مثلاً، أو مثلاً معادلة مطار بن غوريون، أو معادلة البحر. أنا أناقش الأمر مع الإخوة. نتحدّث في أصل المعادلة الموجودة لدينا ضمناً.
■ ماذا تقصد بالمعادلة الموجودة ضمناً؟
يعني أننا لا نتحدّث عن شيء غير موجود. وهنا ألفت إلى أن الحرب النفسية بالنسبة لمدرسة حزب الله تعتمد على الصدقية. في الحرب النفسية يمكنك أن تبالغ وأن تشيع أجواء معينة، ولكن الصدقية يجب الحفاظ عليها. لا أستطيع أن أقول: إذا قصفتم بيروت نقصف تل أبيب في وقت لا تتوافر فيه لدى حزب الله القدرة على ذلك. غير ممكن لأنه أولاً هذه الحرب ستكون فاشلة، وثانياً حرص المقاومة في لبنان على الصدقية التي استطاعت أن ترسّخها نتيجة تراكم التجربة والخبرة، حتى بات الإسرائيلي، سواء كان جيشاً أو حكومة أو أحزاباً أو ناساً، يقولون لك نحن نصدّق فلاناً أو الجهة الفلانية ولا نصدّق كثيرين في العالم العربي.
■ بعيداً من المعادلات العسكرية، هل تعدّ بقية الخطابات مسبقاً، وهل تناقشونها أيضاً؟
نعم، أحياناً يحصل ذلك. كأن يجتمع الأخوان المعنيون بالسياسة ويقدّمون مجموعة أفكار لما يجب أن يرد في خطاب معيّن.
■ الانطباع السائد لدى الناس مختلف، حتى أن هناك من يفصل بينكم شخصياً وبين حزب الله؟
الناس معتادون على الزعيم والقائد والرمز. حتى هنا كنا إذا قلنا لهم إنه في حزب الله توجد مؤسسات قرار، وجهات تخطط وتبرمج، والأمين العام هو واحد من مجموعة، هناك أناس لا يصدّقون لأن المزاج العربي والشرقي معتاد على الزعيم والقائد والبطل. هذا بحاجة إلى توضيح. داخل الحزب هذا معروف، ما هي آليات اتخاذ القرار ومن هي الجهات المعنية باتخاذ القرار، وعندما أتحدث عن قرار أتحدث عن مستويات. داخل الحزب هذا معروف، أما خارج الحزب، وباعتبار العلاقة والمحبة التي تنشأ مع الناس، سيتأثرون. كما أن طبيعة الخطاب وطريقته والأدبيات والصياغات واللغة التي يجري استخدامها تلعب دورها، ولا شك أنه في تجربة حزب الله قُدّمت مجموعة أدبيات لم تكن موجودة لعمل المقاومة، وجاءت حرب تموز أيضاً ساعدت في تكريسها، لذلك الآن نجد أن جزءاً كبيراً من هذه الأدبيات موجودة في حرب غزة، رغم أن التجربة هناك لها خصوصياتها ومميزاتها ولها أدبيات مختلفة، لكن بشكل عام متقاربة.
■ عندما تكون في مرحلة إعداد لخطاب، هل تدرّب نفسك ولو بشكل أوّلي على مساره؟ أين سترفع الصوت، أو تستعمل حركة رفع الإصبع التي تحظى بتعليقات؟ أم أن الأمر يأتي في سياق ارتجالي حسب التفاعل مع الجمهور؟
بالنسبة لرفع الصوت أو خفضه، فهذا أمر مقصود طبعاً. الأمر يتعلق بطبيعة المناسبة وطبيعة الجمهور، فما يجب رفع الصوت فيه لا يمكن قوله بصوت منخفض، والعكس صحيح، فلكل مقام مقال وحال وصوت و«رفعة إصبع».
■ هل تتقصدّون رفعه؟
في الماضي كان الأمر طبيعياً، ولكن بعدما بدأ الآخرون يتحدثون عن هذه المسألة، أصبحت أحسب الموضوع، وأقرر متى أرفع إصبعي.
■ هل تشاهد نفسك بعد إلقاء الخطاب؟
لا.. إلا إذا بثوا قسماً من الخطاب في نشرات الأخبار. أما أن أجلب الشريط وأشاهده، فهذا لا يحصل. لكن هناك مجموعة من الأخوة والأصدقاء يقدمون لي ملاحظات إيجابية وسلبية بالشكل وبالمضمون وأنا آخذها عادة في الاعتبار.
■ هل تدرّبت على الخطابة، أو خضعت لدورات تتعلق بالقيادة؟
قرأت بعض التقارير الإسرائيلية التي ذُكر فيها أني قد أكون خضعت لدورات عديدة في إدارة الحرب النفسية، أو أنني أتمتع بهذه الإمكانية بالفطرة أو بالغريزة. الحقيقة، أنا لم أخضع لأي دورات، لا بالحرب النفسية ولا بالإدارة ولا القيادة. هذا الأمر تطوّر معي ومع إخواني نتيجة التجربة والمراكمة والخبرة.
■ بما في ذلك قدر المعلومات الذي كنت تقدمه خلال إلقاء الكلمات؟
نعم. كلّه حصيلة تجربة وتراكم ونقاش. عندما يكون الشخص هو من يتابع، هو موجود داخل الإدارة وداخل اللعبة، وتكون لديه إحاطة كاملة بالمعلومات ويعقد نقاشات مستمرّة لتقدير الموقف المناسب أو غير المناسب، تحديد ما هو مناسب أن يقال للعدو، ما هو مناسب أن يعرفه الصديق، ما يجب أن يُخفى، ما يجب أن يعلن، عندها يصبح الشخص على معرفة بقدر المعلومات الذي يجب قوله.
■ هل تحضّر مضمون خطابك مسبقاً؟
نعم، أنا أحضّر في غالب الأحيان، وأكتب الأفكار على الأوراق التي أضعها أمامي عندما أكون في موضع الخطابة. احترام الناس يفرض على الخطيب أن يحضّر. كما أحرص على أن تكون الأفكار حول موضوع واحد أو أن تكون متناسبة مع بعضها، أو أقسّم الخطبة إلى محاور عندما أكون مضطراً في السياسة أن أفعل ذلك. أما في الموضوع الديني، فأتناول موضوعاً واحداً، حتى لو حكيت ثلاثة أرباع الساعة أو ساعة كاملة، وأركّز عليه. لكن لا شك، الكلام يجرّ الكلام خلال الخطاب، والأفكار تتفاعل، والحضور أمامك يفرض طريقة الخطابة.
■ كيف ذلك؟
هناك ثلاث حالات خبرتها. إما أن أتحدّث بين الناس، أو عبر الشاشة في حضور الناس، أو عبر الشاشة من دون وجود الناس. عندما أوجّه رسالة تلفزيونية، أجلس أمام الكاميرا والناس يكونون مفترضين. أي أنهم جالسون أمام الشاشة ويحضرون الرسالة، وهذا يختلف عندما يكون الناس موجودين في المكان الذي أخطب فيه. فأنا أراهم وأتفاعل معهم وإن كنت لست واقفاً بينهم.
■ كما حصل في إطلالتك في خطاب الانتصار في 22 أيلول 2006، الأولى لك بعد حرب تموز. كان الجوّ عاطفياً
صحيح، وقد لمست ذلك وشاهدت شخصيات سياسية تنفعل وتبكي وبالكاد استطعت التماسك.
■ عبارتكم الشهيرة «أشرف الناس» وردت في ذلك اليوم، هل كانت مكتوبة؟
يومها لم تكن مكتوبة في النص، أحياناً يخطر الكثير من الأفكار في بال الشخص وهو يخطب وهنا أهمية الخطاب بين جمهور. لكن على ما أذكر، تضمّنت رسالتي إلى المجاهدين مقطعاً كان موجهاً إلى الناس أثناء الحرب، لكن لم يجر تسليط الضوء عليه وأظن أن هذا التعبير ورد في ذلك المقطع.
■ يقال إنك اتخذت قرار الظهور الشخصي في اللحظات الأخيرة في 22 أيلول 2006؟
صحيح. كان هناك نقاش حول ظهوري العلني أو عبر شاشة. وترك الأمر في النهاية لي وللحاج عماد مغنية. وقد كنا معاً في المبنى الملاصق للاحتفال، وفي نصف الساعة الأخير حسمنا القرار. الحاج عماد كان يريد تغليب الجانب الأمني وطال النقاش بيني وبينه. وفي الحقيقة أنا من اتخذ قرار الظهور العلني، ولو أن شيئاً حصلف في ذلك اليوم كنت أنا من يتحمّل المسؤولية وقد قلت للحاج أنت بريء الذمة، واتكلنا على الله سبحانه وتعالى.
■ بناء على أيّ حسابات اتخذت قرارك؟
كان واضحاً عندي أن الإطلالة عبر الشاشة في ذلك المهرجان ستكون محبطة للناس الذين شكلوا حشداً ضخماً. كما أني كنت أتابع عبر التلفزيون التحضيرات، وشاهدت الآتين من البقاع والجنوب مشياً على الأقدام. من جهة ثانية، لا نقاش في أهمية الظهور العلني في الحرب النفسية. أي أن حساباتي كانت سياسية ومعنوية وأخلاقية وعاطفية وشعبية، لكن في الموضوع الأمني، كنت أعي عندما صعدت إلى المنبر أن هناك احتمالاً بتعرضه لقصف من الجو. لم يكن احتمالاً بنسبة 70 أو 80 في المئة، لكنه كان احتمالاً معتداً به. وأذكر يومها أني اتفقت مع الحاج عماد أن أخطب ربع ساعة أو ثلث ساعة، لكنني تخطيت الوقت حتى راح يرسل إليّ أوراقاً طيلة الوقت بأن «خلّصنا انزل خلّصنا انزل».
■ هل اقتصار الخطاب على عشرين دقيقة له علاقة بالوقت الذي يحتاج إليه الطيران الإسرائيلي لكي يصل إلى الأجواء؟
لا، القصد هو الاختصار ما أمكن. القول إنهم بحاجة إلى 15 دقيقة ليس دقيقاً.
كنتُ مع الأرجنتين في المونديال وقرأت جبران وشاهدت «التغـريبة الفلسطينية»
لم يخسر السيّد حسن نصر الله إلا مرة واحدة في حياته، عندما قرّر تشجيع الأرجنتين في المبارة النهائية للمونديال الأخير
■ هل تحبّ كرة القدم؟
نعم أحبها. وكنت ألعبها، قبل أن أضع العمامة وبعدها، مع الأصدقاء. هل تشجّع منتخباً معيناً؟ في وقت سابق نعم من باب التسلية و«تغيير الجو». وغالباً ما كنت مع البرازيل، وأحياناً مع الأرجنتين، وخصوصاً عندما كان مارادونا في المنتخب، إذ كان لعبه يعجبني.
■ وفي المونديال الأخير؟
قيل إنني مع منتخب البرازيل، لكنني لست مع أحد. في جو حزب الله عموماً هناك تأييد للبرازيل، وهو تأييد قديم ناجم عن تقنياتهم ولعبهم الجميل، وبعد ذلك صار البعض يقولون إن هذا التأييد مردّه إلى أن علم البرازيل مكوّن من اللونين الأصفر والأخضر، وهما اللونان المميّزان لدى الشيعة.
■ هل تابعت المونديال هذا العام؟
في الحقيقة هذا العام لم يكن المزاج يسمح بمتابعة هذه المسائل، بسبب ما يحصل في لبنان وسوريا، ومن ثم حصل ما حصل في غزة وفي العراق.
■ لم تشاهد أي مباراة؟
شاهدت جزءاً من المباراة النهائية، وذلك من أجل ابني، لا من أجل المباراة بحد ذاتها. وبما أن ابني كان مع ألمانيا، أردت أن أخلق جواً من المنافسة والتشويق، فوقفت في صف الأرجنتين.
■ هل تتعامل مع الفايسبوك؟
بسبب الظروف الأمنية فإن كل شيء له علاقة بالتلفون الخلوي والانترنت يجب أن أبقى بعيداً عنه، ولذلك لا علاقة مباشرة لي بالفايسبوك، ولكنني مطلع على نحو دائم على ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي من نقاشات وإشاعات ومحادثات من خلال الملخصات والتقارير التي تصلني عن الموضوع.
■ في العادة، يألف الإنسان الأمكنة، الفراش، المخدة، ويعتادها، فإذا غيّر يوماً ما لا يستطيع النوم. كيف تتكيف مع واقع التغيير الدائم الذي تعيشه؟
هذا صحيح، لكن عندما يصبح تغيير الاماكن والانتقال من مكان إلى مكان جزءاً من حياة الانسان يتحول هذا إلى الواقع المعتاد. بالنسبة إلي، باتت هذه الأمور هي الطبيعية عندي، وخصوصاً بعد عام 2006، أما قبل ذلك، فما تقوله دقيق.
■ ما هو طبقك المفضل؟
في الماضي كانت هناك أطباق مفضلة، أما الآن، فما من طبق معين. آكل أي شيء متوافر، وحتى إذا سئلت ماذا تحب أن تأكل، أجيب إنه ليس لديّ مشكلة. هذا الأمر استجدّ في الفترة الأخيرة، إذ بتّ آكل ما تيسر، كما العسكري في الجبهة الذي لا يملك خيار ترجيح الأكلات المفضلة لديه. ولكن أيام زمان، نعم كنت أحب العديد من الأكلات كالملوخية والمجدرة برز، والسمك.
■ هل مضى زمن طويل لم تقد فيه سيارة؟
نعم.. بالحد الأدنى من عام 1986.
■ تغيرت الضاحية الجنوبية بعد عام 2006، هل لديك تصور عنها كيف أصبحت؟
طبعاً، فأنا لست غائباً عن الضاحية، وأعرف تفاصيلها. يروّج الإسرائيلي لفكرة ما، ويساعده على ترويجها بعض الإعلام العربي، مفادها بأنني مقيم في ملجأ، بعيداً عن الناس، فلا أراهم ولا أتواصل معهم، ومنقطع حتى عن إخواني. أنا لا أقيم في ملجأ، والمقصود بالإجراءات الأمنية هو سريّة الحركة، ولكن هذا لا يمنعني نهائياً من أن أتحرك وأتجول وأتعرّف وأرى كل ما يحصل. المشكلة تكمن في أن يراني الآخرون. ولذلك أنا مطلع على مشهد الضاحية وبنائها وأماكن التقدم والتأخر، وماذا يحصل في الجنوب وفي البقاع بالتحديد.
■ ما هي المنطقة التي تحبها في لبنان؟
نمط الحياة الذي يعيشه الإنسان يجعل من عاطفة الانسان تجاه القضايا المطروحة على مسافة واحدة. أنا عشت في البقاع في مرحلة تكوّن الشخصية. مرّت سنوات، إذا قلت أريد ان أرتاح، وهذا قبل عام 2000، وحتى بعد عام 2000 بقليل، «أطلع» إلى بعلبك، لأنه في تلك الفترة تكوّنت لي هناك صداقات شخصية.
.عملياً، ومع الوقت، يصبح شعور المرء تجاه المناطق، وحتى تجاه الناس الذين تحبهم ويحبونك، بعيداً عن إمكانية المفاضلة، فلا يمكنك القول إنك تحب هذه المنطقة أكثر من تلك المنطقة، أو إنك تحب هذه المجموعة أكثر مما تحب تلك. يصبح شعورك بأنك تحب الكل وأنت مع الكل، تريد أن يكون الكل معك. إذا دخلت إلى قلبي لترى إن كنت أحب منطقة ما أكثر أو حيّا ما أكثر أو قرية ما أكثر، فلن تجده.
■ هل تشاهد أفلاماً أو مسلسلات؟
عندما يتوافر لدي وقت. شاهدت حلقات من مسلسلات مثل التغريبة الفلسطينية، النبي يوسف، الحجاج بن يوسف، الغالبون وأمثالها.
■ هل تقرأ روايات؟
«أيام زمان» قرأت العديد من الروايات كما قرأت جبران. ولكن منذ خمس سنوات وحتى الآن لم أقرأ شيئاً في هذا المجال. من فترة قصيرة وصلني كتاب هدية بعنوان عين الجوزة فقرأته. عندما تصبح في إطار المسؤولية كل هذا يتوقف، وتصبح الأولوية في القراءة هي ما هو راهن. مثلاً الآن في الموضوع الثقافي أنا أقرأ الموضوعات التي تعالج ظاهرة التكفير: تاريخ التكفير، أسبابه، اتجاهاته. وهناك مجموعة من الكتب الممتازة في هذا المجال، شيعياً وسنياً، لأن هذا الآن هو موضوع الابتلاء الحقيقي. وفي الفترة التي سبقت عام 2006، تركزت قراءاتي على الموضوع الإسرائيلي، كمذكرات الجنرالات والسياسيين وقادة الأحزاب، لأن هذه معركتنا، وقد أصبح لدينا تخصّص في هذا المجال.
■ هل تقرأ جريدة الأخبار؟
طبعاً.. وهل نستطيع أن لا نقرأها؟ كانت تصلني مع صحف اخرى، وأخيراً حصلت تغييرات معينة، فصرت أطّلع عليها من خلال المقتطف الذي يعّده المركز الاستشاري، وهو يضم معظم مقالات الجريدة، والملخصات.
■ هل تتابع محطات تلفزيونية غير المنار؟
بالنسبة إلى التلفزيونات فأنا أقلّب بينها على نحو دائم. أنا في الأساس لديّ نقاش في نظرية أن هناك تلفزيونا لديه شعبية بحدود معينة كما تظهرها استطلاعات الرأي، وأعتقد أن هذه الإحصاءات غير دقيقة. لا أرى أن هناك تلفزيونا لديه جمهور مقفل. أعتقد أنه كما يحصل معي، يحصل مع الآخرين. عندما يجلس أحدنا أمام التلفزيون يحمل الريموت كونترول (جهاز التحكم) ويقلّب بين القنوات، فإذا شاهد مقابلة لافتة لشخص يناقش وحديثه مفيد، يقف عند هذه المحطة، بغض النظر عن اسمها.أما بالنسبة إلى نشرات الأخبار فأنا ألاحق مجموعة قنوات، ولا أعتمد قناة واحدة. بالنسبة إلى الفضائيات العربية، أتابع ثلاثا منها وهي الميادين والجزيرة والعربية. أتابع الميادين على نحو أكبر بالتأكيد، ولكنني أطلّ على العربية والجزيرة، لأنني أحاول أن أعرف عمّا يتحدثون، بغض النظر عن الموقف مما يقولونه، ولا سيما على صعيد الأخبار. بالنسبة إلى القنوات اللبنانية، فأنا أقلّب بينها كلّها، وهذا الأمر له علاقة بمعرفة ماذا تقول هذه القنوات، كما أطّلع على الخلاصات التي تعدّها العلاقات الإعلامية عما يرد في الإذاعات والتلفزيونات ومواقع الانترنت، وعندما تُقرأ هذه المادة يمكن تكوين فكرة عامة.
■ هل هناك كتّاب محددون تقرأ لهم؟
بدون الدخول في الأسماء، هناك مجموعة من الكتّاب أحرص على قراءة ما يكتبونه من مقالات.
■ مؤيدون لكم في السياسة؟
لا، أبداً. هناك من هم معنا، وهناك من ليسوا معنا. لا يكفي أن تقرأ من هو معك فقط. يجب أن تقرأ من الجهتين لتتعرف على مختلف وجهات النظر المطروحة.
■ هل تتقن لغات غير العربية والفارسية؟
كنت أتقن اللغة الانكليزية، لكن بسبب قلة الممارسة بتّ أفهمها، لكن لا أتحدّث إلا قليلاً. أستمع لنشرة الأخبار وأفهم ما يرد فيها. وعندما كنت ألتقي سفراء أجانب أو وسائل إعلامية أجنبية كنت أفهم الأسئلة والنقاش. أما بالنسبة إلى اللغة الفارسية، فأنا أتقنها بالكامل مع ان علاقتي بها بدأت سياسية بالدرجة الاولى. لكن مع الوقت تكتشف أن هناك جزءا من الثقافة الإسلامية العرب محرومون منه لأنه باللغة الفارسية.
[بخش اول]
الأخبار: برگردیم به ۱۲ جولای ۲۰۰۶ . آیا شما میدانستید عملیات اسیرگیری آن دو اسیر اسرائیلی آن روز انجام خواهد شد؟ چه اقداماتی انجام دادید؟ و کارها چگونه پیش رفت؟
سید حسن نصرالله: اصولا تصمیم اسیر کردن سربازان اسرائیلی چند ماه قبل از اجرای عملیات در شورای حزب الله اتخاذ شده بود. روش کار ما هم این است که وقتی شورا تصمیمی از این جنس میگیرد اقدام و اجرا به شورای جهادی سپرده میشود. در تشکیلات حزب الله دبیر کل رئیس این شوراست و شورا از گروهی از فرماندهان اصلی جهادی تشکیل میشود.
مسئلهی اجرا از جهات مختلف در مجلس جهادی مورد بحث قرار گرفت. از جمله مکان مناسب برای اجرای موفق عملیات، زمان، تاکتیک، نقشهی عملیات، گروههای عمل کننده، مدیریت عملیات، واکنشهای احتمالی و احتیاطات لازم. معمولا دربارهی همهی این مسائل در مجلس جهادی بحث میشود و با اجماع یا شبه اجماع تصمیم گرفته میشود. یعنی نیازی به رأیگیری نیست.
مکان، گروههای عمل کننده و مدیر عملیات معین شد ولی کار ساده نبود و اجرایش چند ماه زمان نیاز داشت. برادران بارها در منطقه و حتی داخل خاک فلسطین اشغالی حضور پیدا کردند. مدتی کمین میکردند و باز میگشتند و به دنبال فرصت مناسب بودند. گاهی هدفهایی در دسترس قرار میگرفت ولی معلوم نبود غیر نظامی هستند یا نظامی. ما تأکید داشتیم سرباز اسیر گرفته شود نه شهرکنشینان تا گفته نشود ما آدمربایی کردهایم. همهی اینها زمان برد تا این که عملیات انجام شد. قاعدتا افراد مرتبط با مدیریت مسئله در بیروت چه در سطح تصمیمگیری و چه در سطح جهادی وقتی صحبت از احتمال انجام عملیات بود در جریان قرار میگرفتند. هیچ کس غافلگیر نشد. چند روز قبل از اجرای عملیات ما احتمال قوی میدادیم برادران همین روزها موفق به اجرای عملیات خواهند شد.
در لحظهی اجرای عملیات هم مطلع بودیم و اقدامات و احتیاطهایی را که برنامهریزی کرده بودیم انجام دادیم. از همان دقایق اول فرماندهی عملیات به مکانی که باید در آن میبودند منتقل شدند. در ساعات اولیه پیامدهای شدید و خطرناکی وجود نداشت. هر اتفاقی که ممکن بود روز اول بیافتد به خوبی کنترل شد چون ما به خوبی آمادهی رویارویی با آن بودیم. پس از یقین به موفقیت عملیات و این که اسرا به دور از خط آتش منتقل شدهاند بنده از اتاق عملیات به کنفرانس خبری رفتم و اعلام شد دو سرباز با هدف مذاکرهی غیر مستقیم و آزادی اسیرانی که دست دشمن داشتیم اسیر شدهاند.
الأخبار: نقش دبیر کل در این موقعیتها دقیقا چیست؟ همهی نقشههای جایگزین تخلیه، انتقال و… در اختیار شما بود؟
سید حسن نصرالله: دبیرکل تصمیمگیر نهایی عملیاتهای جهادی است. البته قاعدتا یگانهای جهادی، جنگی و میدانی و همچنین عملیات را به معنای نظامی آن مستقیما مدیریت نمیکند. فرماندهان جهادی یا کسانی که ما آنان را معاونان جهادی مینامیم این مسئولیت را بر عهده دارند. و البته آنان کار را با دبیر کل هماهنگ میکنند. چون تمام سیاستهای ترسیمشدهی شورای تصمیمگیر در اختیار دبیرکل است و وی مدیر برخی اختیارات جانبی و آگاه از شرایط جهادی و ظرفیتهای موجود و شرایط سیاسی است. پس دبیر کل تصمیمگیر است. حتی گاهی در مسائل میدانی با مشاوره و احیانا طی توافق با اعضای شورای جهادی تصمیم میگیرد. مثلا افراد حاضر در میدان در مورد مناطقی که داخل فلسطین اشغالی هدف موشک قرار میدادیم، تصمیم نمیگرفتند. ما تصمیم میگرفتیم. وقتی تصمیمی گرفته میشود مسئولان جهادی اجرایش را دنبال میکنند و میکوشند میان یگانها، اطلاعات و توپخانهها و سکوهای پرتاب موشک هماهنگی ایجاد کنند. یعنی وقتی میگوییم ما وارد مرحلهی حیفا شدهایم این یک تصمیم است. نوع سلاحی که استفاده میشود یک تصمیم است. زدن ساعر پنج نیز یک تصمیم است. چنین تصمیمهایی را شورای جهادی میگیرد. نقش دبیرکل هم رئیس مجلس و انجام مشاوره و توافق با برادران است. مجریان هم [عملیات را] مدیریت میکنند و بنده در جریان اجرا هستم.
چرا میگوییم اینها تصمیم است؟ چون هر حرکتی جایگاه خود را دارد. مثلا زدن ساعر پنج یعنی ما تصمیم گرفتهایم هدف ویژهای را بزنیم که پیامدهای زیادی خواهد داشت. از جمله این که ما یک سلاح را برای اولین بار است که استفاده میکنیم. این یعنی شورای جهادی تصمیم گرفته است سلاحی را رونمایی کند که تا پیش از این مشخص نبود آن را در اختیار داریم. پس از این تصمیم دیگر بحث تکنیک، فن، اقدام و اجرا میشود که به بنده ارتباطی ندارد و بنده وارد آن نمیشوم. اینها مربوط به متخصصان است. بله وقتی برادران با من تماس میگیرند مثلا میگویند همه چیز سر جایش است یا موانع یا دشواریهایی وجود دارد ولی درمان این مسائل مسئولیت خودشان است.
یا مثال دیگرش مسئلهی زدن تل آویو است. این یک مسئلهی اجرایی نیست بلکه یک تصمیم بزرگ است. وقتی ضاحیه و شهرهای دیگر جنوب و بقاع بمباران میشد یک بحث جدی صورت گرفت که الآن باید تل آویو را بزنیم یا نه؟ نتیجهی بحث این بود که معادلهی تل آویو در مقابل بیروت را تصویب کردیم. در حالی که ضاحیه و دیگر مناطق هدف حملات شدید بودند. گفتیم معادلهی جدیدی ایجاد کنیم چون به دلایل بسیاری اگر بتوانیم بیروت را حفظ یا در حفظ آن مشارکت کنیم بهتر است.
الاخبار: اگر آنها سال ۲۰۰۶ بیروت را میزدند تل آویو مثل امروز که از غزه هدف قرار میگیرد موشکباران میشد؟
سید حسن نصرالله: قطعا و خیلی قویتر. این مسئله روشن است. اسرائیلیان میدانند. صحبت از موشکهایی با اندازهها، کیفیتها و تعداد مختلف است. ما قطعا میتوانستیم تل آویو را بزنیم اگرنه ما تهدیدی نمیکنیم یا معادلهای را طرح نمیکنیم که نتوانیم اجرا کنیم.
الاخبار: آیا در طول جنگ مستقیما در معرض خطر قرار گرفتید؟
سید حسن نصرالله: هیچ چیز مستقیما به من اصابت نکرد و مکانهایی که در آنها حضور داشتم بمباران نشد ولی طبیعتا مناطق حضورمان بمباران میشد.
الاخبار: این درست است که هنگام جابجایی موشکی در نزدیکی شما منفجر شده است؟
سید حسن نصرالله: نه.
الاخبار: روزهای اول جنگ را چگونه میگذراندید؟ این را میدانیم که دستگاه اجرایی شما وظایف خطیری انجام میدادند و البته مذاکرات سیاسی آغاز نشده بود. آیا پیگیری شما از حوادث جنگ مستمر بود؟
سید حسن نصرالله: وقتی میگویم بنده وارد مسائل میدانی نمیشوم یعنی مدیریتش با من نیست ولی وظیفه دارم هر لحظه از اخبار جبهههای جنوب، خط مقدم، بقاع و مناطقی که بمباران میشوند، شهیدان، مجروحان، مهاجران، مردم، فضای رسانهای و سیاسی مطلع باشم. همهی اینها نیاز دارد به پیگیری.
الاخبار: آیا افراد خانوادهتان را در طول جنگ دیدید؟
سید حسن نصرالله: بله، یک بار دیدمشان.
الاخبار: اولین کسی که پس از جنگ به دیدار ایشان رفتید چه کسی بود؟
سید حسن نصرالله: وقتی جنگ تمام شد تحرک کمی دشوار بود. به یاد دارید که جنگ با آتشبس تمام نشد بلکه ترک مخاصمه صورت گرفت. باور ما این بود که هنوز در دل جنگ قرار داریم. به همین خاطر در روزهای پس از پایان جنگ همچنان تحرکات بنده محدود باقی ماند. بعضی افراد اصرار داشتند مرا ببینند ولی بنده میگفتم هم برای من و هم برای شما مایهی زحمت است. تشخیص برادران این بود که شرایط خطرناک است و حضور من در هر محلی بنده و دیگران را در معرض خطر قرار میدهد. تنها جایی که پس از جنگ رفتم محل اقامت مرحوم حضرت سید محمدحسین فضل الله بود. بنده و تعدادی از دوستان به دیدار ایشان رفتیم تا به خاطر موضعگیریهایشان از ایشان تشکر کنیم. در طول جنگ تنها کسانی را که میدیدم برادران مرتبط با فعالیتهای جهادی بودند. با المنار و روابط رسانهای هم از طریق شبکهی [کابلی] داخلی صحبت میکردم. صحبت از طریق شبکهی داخلی مشکلی نداشت. مشکل، صحبت با موبایل یا تلفنهای بیسیم بود. گاهی هم سخنانم را ضبط میکردم سپس در شبکهی بیسیم برای برادرانی که شبکهی داخلی نداشتند پخش میشد. این هم اتفاق افتاد.
الاخبار: آیا در میانهی جنگ از مهاجران هم بازدید کردید؟
سید حسن نصرالله: نیازی به بازدید شخصی من نبود چون تحرک دشوار بود ولی بنده با برادران مسئول در زمینهی مهاجران تماس داشتم. تمام سازمان حزب فعال بود و بنده با همهی مسئولین در تماس بودم. در نتیجه هر روز تصویر واضحی داشتم از بمبارانها، ویرانیها، مهاجران و طریقهی درمان مسائل و مشکلاتشان. در هر صورت مسئلهی مهاجران، موضع، شرایط، فضا و روحیهی ملت و مردم برای ما یک مسئلهی اساسی بود و مبنای تصمیمگیری قرار میگرفت.
الاخبار: آیا موضع مهاجران شما را غافلگیر کرد؟
سید حسن نصرالله: برای بنده غافلگیر کننده نبود. ولی برای خیلیها بود. بسیار به مهاجران دل بسته بودند و در میان آنها، در مدارس و… تحریک صورت گرفته بود. بعضی از طرفهای سیاسی امید داشتند این افراد تظاهراتی ترتیب دهند و خواستار پایان مقاومت، تحویل سلاح و سازش شوند. روی این کار شده بود. عظمت موضع مردم فقط به خاطر اراده، عقیده و هشیاریشان نیست بلکه برای این است که در میانهی جنگ، ویرانی، مهاجرت، کشتار، جنایت و تحریک شدید بر این عقیده باقی ماندند. اگر انسجام ملی وجود داشت و همه تشویق، تأکید و عزمها را تقویت میکردند ممکن بود موضع مردم نمرهی کمتری به دست بیاورد اما واقعیت این بود که فضا، فضای نوعی تضعیف عزم، نسبت دادن خیانت، تحمیل مسئولیت اتفاقات بر مقاومت و تحریک مردم بود ولی مردم سر باز زدند.
الاخبار: در طول جنگ کدام موضعگیری بیش از همه شما را آزار داد؟
سید حسن نصرالله: مسئلهی آزاردهنده جنایتها بود. نظامیان معمولا انسانهای محکمی هستند اما با این وجود برادران ما متأثر میشدند. بعضیهایشان وقتی با اجساد زنان و کودکان و صحنهی جنایتها مواجه میشدند گریه میکردند. دردناکترین مسئله حمله به غیرنظامیان بود. ساختمانها بازسازی میشدند و مهاجران بالاخره باز میگشتند چون برای ما روشن بود که ان شاءالله پیروز خواهیم شد. جنایتهای بسیاری رخ داد. نمیشود گفت کدام دردناکتر بود. ولی بمباران مجتمع امام حسن(ع) ویژگیهایی داشت. اولا تعداد زیاد شهدا و ثانیا شایعاتی در لبنان که میگفت اسرائیلیان آنجا را به خاطر این بمباران کردهاند که فکر میکردند بنده آنجا حضور دارم. در صورتی که من در طول جنگ حتی یک لحظه هم آنجا نرفتم.
الاخبار: در طول جنگ نگران جان چه کسی بودید؟
سید حسن نصرالله: فرد معینی وجود ندارد. تعدادی از برادران از جمله حاج عماد بودند که بنده معتقد بودم زنده ماندنشان بسیار در روند جنگ مؤثر است و مدام پیگیر وضعیتشان بودم.
الاخبار: نقش سوریه در جنگ چه بود؟ مخصوصا نقش ژنرال محمد سلیمان؟ آیا کسی هم از ارتش سوریه به شهادت رسید؟
سید حسن نصرالله: در طول جنگ، انتقال سلاح از سوریه متوقف نشد. مشخص نبود جنگ قرار است تا کی ادامه پیدا کند. به همین دلیل هر قدر امکانات، سلاح و مهمات میداشتیم بهتر بود. با وجود این که اسرائیل تقریبا همهی راهها را میزد امکان انتقال همچنان وجود داشت. با این حال از ارتش سوریه کسی به شهادت نرسید چون داخل سوریه بمبارانی صورت نگرفت.
اما در مورد شهید محمد سلیمان به نظر من این اسرائیلیان بودند که به واسطهی نقشش قبل و در هنگام جنگ وی را کشتند. چون ایشان از جانب جناب اسد مسئول پیگیری این پرونده بود. ایشان نقش بسیار شاخص و مثبتی داشت به همین خاطر پس از جنگ اسرائیلیان به دنبال حاج عماد و ژنرال سلیمان میگشتند. بعضی رسانههای عربی گفتند تصفیهی داخلی بوده است. تحقیقات و دادههای میدانی ما کاملا برایمان روشن میکنند اسرائیل پشت این قضیه است.
الاخبار: درست است که جناب بشار اسد آمادهی ورود به جنگ [سی و سه روزه] بود؟
سید حسن نصرالله: احتمال پیشرفت جنگ به سوی سوریه وجود داشت. چون اسرائیل بخشی از مسئولیت ایستادگی مقاومت و مجهز کردن مقاومت به بعضی سلاحهای ویژهی سرنوشتساز در جنگ را بر عهدهی سوریه میدانست. به همین دلیل با توجه به تحولات میدانی این احتمال وجود داشت. مخصوصا وقتی صحبت از عملیات زمینی احتمالی به سوی حاصبیا، راشیا و بقاع غربی و وسط به میان آمد. آن ایام تقریبا هفتهی دوم جنگ، ژنرال آصف شوکت که در طول جنگ با ما در ارتباط بود کسی را پیش من فرستاد و نظرم را دربارهی ایدهای که در دمشق بررسی میشد پرسید و آن این که در صورت آغاز عملیات گستردهی زمینی سوریه مجبور است در کنار مقاومت وارد جنگ شود. ادعا نمیکنم تصمیمی گرفته شده بود ولی مسئله برای رئیس جمهور و گروه تصمیمگیر مطرح بود. آنها همه چیز را دنبال میکردند و از رخدادها اطلاع جزء به جزء داشتند.
پاسخ من پس از مشاوره با برادران این بود: مجبور نیستید این کار را انجام دهید، مسئله اینقدرها هم خطرناک نیست و ظرفیت نبرد زمینی ما بسیار بالاست. حتی آرزو داریم اسرائیل وارد نبرد زمینی شود چون آن وقت نشانههای آینده روشن میشود.
در عمل آن عملیات زمینی که بحث ورود سوریه به جنگ در صورت وقوع آن مطرح میشد رخ نداد و مسئله منتفی شد و دیگر بحثی صورت نگرفت.
[بخش دوم]
الاخبار: جنگ ۲۰۱۴ تا چه حد شما را غافلگیر کرد؟ چه این که حزب روزهای اول در موضعگیری و رفتار رسانهای این پا و آن پا میکرد. آیا این نگرانی وجود داشت که مقاومت به سوی دام در حرکت است.
سید حسن نصرالله: آیا توقع این اتفاق وجود داشت؟ نه. ولی غافلگیر کننده هم نبود. غافلگیرکننده چیزی است که خلاف قاعده باشد. روشن بود که اسرائیل و نه مقاومت از هنگام ربوده شدن سه شهرکنشین مسائل را به این سو هدایت کرد.
رفتار اسرائیل رفتار کسی نبود که به دنبال ربوده شدگان میگردد. به بهانهی جستجو به دنبال سه شهرکنشین هر کاری از دستش بر میآمد در کرانهی باختری انجام داد و به حماس، جهاد، جبههی مردمی و هر چیزی که به توان مقاومت مربوط بود ضربه زد. کار مرحله به مرحله جلو رفت. به نظر بنده آنچه رخ داد درغلتیدن به یک جنگ بود. اسرائیل و مقاومت به مرور به سوی جنگ درغلتیدند. یعنی هیچ کدام برای جنگ برنامه نریخته بودند. متأسفانه بعضیها مقاومت را متهم کردند که برای احیای نقش سیاسیاش و خط ترکیه، قطر و اخوان جنگ راه انداخته است. نظر بنده این نیست.
در مقابل هم اسرائیل وقتی تغییر و تحولات منطقه را میبیند برای جنگ عجله ندارد. ولی وقتی کار به اینجا میرسد در مقابل یک فرصت و تهدید قرار میگیرد. اسرائیل میخواهد از فرصت استفاده کند و مقاومت با خطر رو به رو میشود و سعی میکند تهدید را به فرصت تبدیل کند. ما مسئله را اینگونه میفهمیم. از نظر طرف اسرائیلی ورود به جنگ یک فرصت بود. چه این که غزه تحت محاصره، جهان عرب در بنبست، ذهن منطقه و جهان مشغول جای دیگر و دغدغهی ملتهای عرب چیز دیگری بود. در روزهای اول دشمن همهی هدفهایی را که دربارهی آن اطلاع داشت زد ولی با این حال همچنان شلیک موشکها از نوار غزه ادامه داشت. به همین خاطر خود را گرفتار یک معضل بزرگ دید.
اما طرف مقابل: با وجود این که جنگ به مقاومت تحمیل شد ولی فرصتی است برای رفع محاصره. پس روشن است که مقاومت به دنبال پیروزی معنوی یا راه خروج آبرومندانه نیست بلکه به دنبال دستاوردی واقعی یعنی رفع محاصره است؛ گرچه هزینهی سنگینی داشته باشد. این همان نقطهی قوت مقاومت است. اولا چون این ارادهی همهی گروههای مقاومت غزه است. ثانیا چون ارادهی مردمی واقعی برای رفع محاصره وجود دارد.
شاید مردم در زمینهی ادارهی نوار غزه، حکومت و دولت با حماس اختلاف نظر داشته باشند همچنین شاید موضع گروههای مختلف در زمینهی حوادث منطقه کاملا متفاوت باشد اما رفع محاصره یک مطالبهی ملی مردمی و خواستهی همگانی است.
برداشت ما از ماهیت نبرد این است. به همین خاطر وقتی در روزهای اول پیشنهاد آتشبس یا متارکهی متقابل جنگ مطرح شد همهی گروهها اجماع داشتند که امکان ندارد بدون تحقق رفع حصار روی این مسئله بحث کنیم. هدف مقاومت از ابتدای نبرد این بود. به نظرم اسرائیلیها با وجود این که سعی داشتند اشتباهات جنگ سی و سه روزه را تکرار نکنند، به دام افتادند. مسئلهی جنگ دوم لبنان از ابتدای جنگ غزه در رسانههای اسرائیل مطرح بود.
الاخبار: شما هم موافقید که هدفهای دشمن بسیار جزئی بود؟
سید حسن نصرالله: این از عبرتهای جنگ جولای است. اسرائیل سعی کرد از عبرتها بهره ببرد ولی به دام مشکلات افتاد. به همین خاطر بود که هدف معین نکردند. بنده جنگ را از روز اول پیگیری کردم. هنوز نمیدانم هدف جنگ چه بود؟ هیچ صحبت رسمی نهاییای وجود ندارد. یک نفر میگوید سرنگونی نظام حماس، دیگری میگوید خلع سلاح مقاومت، پایان پرتاب موشک، جلوگیری از ورود یا ساخت موشک یا تخریب تونلها. حتی دو اسیر را هم تا آنجا که ممکن است نادیده میگیرند. چون میدانند با فشار سیاسی و نظامی به آنها دست پیدا نمیکنند و نمیشود بدون مذاکره و پرداخت هزینه دو اسیر را باز گرداند. اسرائیل در بنبست است. شاید ارزیابیشان این بود که مقاومت ارادهی ایستادگی ندارد و مردم این همه قربانی را تاب نخواهند آورد. فکر میکنم دشمن به اتمام ذخیرهی موشکهای مقاومت دل بسته بود. همان طور که شیمون پرز در جنگ خوشههای خشم ۱۹۹۶ دل بسته بود. دل بسته بودند با پایان پرتاب موشک ادعا کنند که ما جلوی پرتاب موشک را گرفتیم و به فلسطینیان هیچ امتیازی ندهند. ولی هیچ کدام از این محاسبات درست از آب در نیامد.
الاخبار: آیا فلسطینیها از شما درخواست ورود مستقیم کردند؟
سید حسن نصرالله: برادر موسی ابومرزوق در این باره صحبت کردند اما از دیگر گروهها کسی با ما صحبت نکرد. فکر میکنم همه این مسئله را درک میکنند.
الاخبار: آیا صحبت ایشان موضع واقعی حماس محسوب میشود؟
سید حسن نصرالله: اگر این مطالبه جدی باشد در حلقههای بسته روی آن بحث میشود نه در رسانه. خطوط ارتباطی ما و حماس حتی یک روز هم قطع نشد؛ حتی در دورانی که گفته میشد روابط کاهش یافته است. خطوط ارتباطی و تماسها بر قرار هستند. ایشان یا هر کدام از سران حماس میتوانستند درخواست کنند روی این مسئله بحث شود. اما مطرح کردن این مسئله در رسانهها به نظر بنده فقط سؤال ایجاد میکند و به نظرم مناسب نبود. نمیخواهم تحلیل کنم. اصل بر حسن نیت و درک متقابل است. شاید به نظرش رسیده بود شرایط کمی دشوار است و مسئله را مطرح کرده بود. ولی ما دربارهی چنین مسئلهی پر اهمیت و خطیری در رسانهها با هم صحبت نمیکنیم. به همین خاطر به این درخواست به صورت رسانهای پاسخ ندادیم چون مصلحت بودن یا نبودن این مسئله میان خودمان مورد بحث قرار میگیرد.
الاخبار: آیا در این زمینه با حماس تماسی برقرار کردید؟
سید حسن نصرالله: نه.
الاخبار: از آنها نخواستید در این زمینه بازنگری کنند؟
سید حسن نصرالله: ارتباط ما مداوم است اما نه ما در این زمینه صحبتی کردیم و نه آنها.
الاخبار: به نظرتان جنگ غزه چقدر جنگ بعدی اسرائیل علیه لبنان را عقب انداخت؟
سید حسن نصرالله: میتوانم بگویم عقب انداخت اما اینکه چقدر نمیدانم، چون روشن نیست اسرائیل در چه شرایط و با تکیه بر چه اطلاعاتی ممکن است جنگی را آغاز کند. اسرائیلیها پس از جنگ جولای و درسهایی که از آن گرفتند بنا را بر این میگذارند که هر جنگی در آینده باید به پیروزی سریع، قطعی و روشن منجر شود. در جنگ جولای همه گفتند اسرائیل شکست خورد اما شاید افرادی هم ادعای دیگری بکنند؛ چه این که اخیرا بعضیها چنین حرفی زدند و الآن کشف کردهاند که پیروز شدهاند چون جبههی جنوب لبنان باز نشد. در حالی که میدانیم این جبهه در انتفاضهی پس از سال ۲۰۰۰، عملیات سپر دفاعی، جنگ ۲۰۰۰ و جنگ هشت روزه نیز باز نشد.
اسرائیلیها پس از جولای شرط کردند که هر جنگی با لبنان باید پیروزیاش اولا سریع باشد و وقت نگیرد و به جنگ فرسایشی و بمباران شهرها تبدیل نشود و ثانیا قاطع باشد و محدود یا موقت نباشد و همهی هدفها نه هدفهایی کوچک را محقق سازد و ثالثا روشن باشد و جای بحث نداشته باشد. پس یکی از مهمترین دلایل، این ارزیابی آنهاست که هر جنگی در آینده، در لایهی هدفها، توان و امکانات موشکی مقاومت و در زمینههای مختلف بسیار سختتر خواهد بود. دشمن تحمل جنگ فرسایشی را ندارد و میبینیم که امروز با وجود این که موشکهایی که از غزه به تلآویو شلیک میشود بسیار محدود است دشمن تحت فشار است. آنها دربارهی روشن بودن گنبدهای آهنین صحبت میکنند اما در این باره بحث هست چون گنبد آهنین احتمالا میتواند تعداد مشخصی موشک را از کار بیاندازد ولی در برابر تعداد بالای موشکها واقعا دچار دردسر میشود.
دشمن تلاش کرد به لحاظ آموزش و تجهیزات از پندهای جولای استفاده کند و اینها را در غزه به کار بست. خیال کرده بودند همهی خلأها را پر کردهاند. اشراف اطلاعاتی فوق العاده به غزه را نیز به این موضوع اضافه کنید. با این حال میبینیم که ناکام ماند و خودشان این را میگویند نه ما. وقتی در مقابل غزهی تحت محاصره با امکانات مشخصش شکست میخورد قطعا باید محاسباتش را افزایش دهد. به نظرم شرایط قبل و بعد از جنگ غزه تغییر کرده است.
الاخبار: پیام شما به مقاومت و ملت فلسطین ساکن غزه چیست؟
سید حسن نصرالله: این اعتقاد، اراده و فرهنگ خودشان است. انسان میان دو گزینهی تسلیم یا جنگ قرار میگیرد و هیچ گزینهای میان ذلت یا تیزی شمشیر وجود ندارد. فرهنگ و گزینهی مقاومت در میان ملت فلسطین رشد کرده است چون افق دیگری ندارند. به اندازهی کافی مذاکره و انتظار برای شرایط منطقهای و جهانی را آزمودند. حتی غزه و به طور کلی موضوع فلسطین در زمینهی مصر شاهد یک فرصت طلایی بود که به سرعت تباه شد. کسی که در غزه زندگی میکند چه گزینههایی دارد؟ یا مقاومت کند یا به شرطهای اسرائیل تن دهد یا خودش را به دریا بیاندازد یا مهاجرت کند و به اردوگاههای پناهندگان بپیوندند. به نظرم پس از همهی این تجربهها فلسطینیها گزینهای ندارند جز گزینهای که امروز در حال پیروی از آن هستند. اینجا اگر کسی دلش برای کرامت، بقاء و وجود خودش بسوزد به این گزینه پناه میبرد و البته تعدادی از مردم نیز هستند که تسلیم میشوند. اهالی غزه تصمیمشان را گرفتهاند که تسلیم نشوند و پیامدهای هرچند گران این موضعگیری را تحمل کنند و اطمینان دارند مقاومت و راه مقاومت به نتیجه میرسد. منطق و عقل و نه شعارها میگویند که باید بجنگند.
الاخبار: روشن است که خط مقاومت و سران مصر اختلاف نظر دارند. موضوع تنها به حماس هم محدود نمیشود. موضع دولت سیسی را دربارهی پروندهی جنگ غزه و فشار بر مقاومت چگونه میبینید؟
سید حسن نصرالله: میخواهم جملهای را از یکی از فرماندهان مقاومت فلسطین نقل کنم که غزه امروز میان دو معضل گرفتار آمده: معضل اعتماد به اسرائیل که یک معضل بنیادین و جوهری است و دوم این که میان دو خط قطری ترکی و مصری سعودی اماراتی واقع شده است. دلایل این شکاف قابل فهم و شناختهشده است اما متأسفانه درست وقتی که باید به هر شکل از این شکاف عبور کرد، با شکافی سخت و شدید مواجه هستیم. مثلا بنده با مشورت برادران اخوانی در گروههای فلسطینی و برادران ایرانی به ایرانیها پیشنهاد دادم با ترکها، قطریها و مصریها و حتی اگر شده به واسطهی امارات و عمان با سعودیها تماس بگیرند. در هر صورت خط مقاومت مسئول ضبط سوء سابقه یا بهکارگیری فلان جنبش مقاومت در محاسبات داخلی و منطقهای نیست. یک هدف اصلی وجود دارد و آن توقف جنگ علیه غزه و برداشته شدن محاصره است. در زمانههای درگیری، اولویت این است که افراد با یکدیگر صحبت کنند اما در اوج حوادث مثلا موضع رئیس جمهور مصر بسیار سخت بود تا جایی که نخست وزیر ترکیه رجب طیب اردوغان شخصا به رئیس جمهور مصر عبدالفتاح سیسی تاخت. حتی موضع قطریها علیه مصر است. این را میشود از الجزیره فهمید. اگر میخواهید به غزه کمک کنید باید با مصر صحبت کنید و خود فلسطینیها میگویند هرگونه راه حل یا سازشی بدون مصر غیر ممکن است.
از این دو خط که غزه میانشان گیر افتاده است درخواست داریم به هر شکلی که هست غزه را بر همهی بحثها و درگیریهای دیگر اولویت دهند. این موضوع تا این لحظه به صورت مناسب رخ نداده است.
الاخبار: رابطهتان را با جنبش حماس در مقطع پیش رو چگونه میبینید؟ نه فقط به عنوان حزب الله بلکه همچنین به عنوان ایران و سوریه… مخصوصا پس از جنگ غزه؟
سید حسن نصرالله: حتی پیش از جنگ غزه ما در پرداختن به حوادث سوریه اختلاف داشتیم ولی رابطهها و دیدارها قطع نشد و همه چیز بسیار معمولی باقی ماند.
الاخبار: همچنین پشتیبانیها؟
سید حسن نصرالله: قاعدتا همهی شرایط ما از شرایط سوریه، عراق و منطقه تأثیر پذیرفت. در زمینهی سوریه در همهی دیدارهایمان به این دعوت میکردیم که حتی اگر در ارزیابی حوادث اختلاف نظر داریم اما آنها موضع ما را درک کنند و ما موضع آنها را. میان ما بحثهای بسیار گستردهای رخ داد. البته موضوع غزه این مسیر را به اولویتها بر میگرداند تا ارتباط و همکاریمان را بیشتر کنیم و قطعا روابط حزب الله و حماس و حماس و جمهوری اسلامی را به پیش خواهد راند. موضوع سوریه متفاوت و پیچیده است و به زمان نیاز دارد و به تحولات منطقهای وابسته است و در کوتاهمدت افقی ندارد.
الاخبار: آیا وارد قدس خواهیم شد؟
سید حسن نصرالله: من در این باره یقین دارم.
الاخبار: امروز فضایی در مردم وجود دارد که میپرسند: فلسطین به ما چه ربطی دارد و چرا ما باید قدس را آزاد کنیم؟
سید حسن نصرالله: خطرناکترین معضل امروز چه در فضای لبنان و چه فضای عرب این است که به جایی برسیم که ملتهای منطقه وجود اسرائیل را طبیعی تلقی کنند و آن را تهدیدی علیه منطقه و ملتهای منطقه ندانند و اینگونه فکر کنند که اسرائیل اگر هم معضل محسوب شود فقط متوجه ملت فلسطین است نه همهی ملتهای منطقه. این موضوع جنبهی سیاسی، امنیتی و اقتصادی دارد. اسرائیل اولا یک نظام غیر قانونی است که به صورت مداوم همهی منطقه را تهدید میکند و همزیستی با این تهدید امکان ندارد. به همین دلیل فارغ از همهی معضلات و حساسیتها و حوادثی که در گذشته میان فلسطینیها و غیر فلسطنیها و شیعیان و اهل سنت و مسلمانان و مسیحیان رخ داده است یا ممکن است رخ دهد هدف نهایی این امت باید محو کردن اسرائیل از صحنهی روزگار باشد. همهی درگیریها، حساسیتها، اختلافات و نبردها نباید این فرهنگ را زمین بزند که اسرائیل یک غدهی سرطانی، شر مطلق و خطری برای همهی ملتها، دولتها، کرامت و اماکن مقدس این منطقه است و در نتیجه باید نهایتا از بین برود. آنها میخواهند ما را به همینجا برسانند و بعضی مراحل را با موفقیت پشت سر گذاشتهاند و ما نباید به اینجا برسیم. قاعدتا این وقتی است که از جنبهی سیاسی، اقتصادی، امنیتی، نظامی، مردمی و اینها صحبت میکنیم اما از لحاظ عقیدتی اصولا در این زمینه جای بحثی نیست. در زمینهی عقیدتی مردمِ کمتری تحت تأثیر فضا و احساسات قرار میگیرند و مطمئن هستند که دربارهی اسرائیل موضع عقیدتی دارند. موضع عقیدتی به این ربطی ندارد که ما با فلسطینیها آشتی هستیم یا اختلاف داریم.
در نتیجه رابطهی حزب الله با نبرد علیه دشمن اسرائیلی و حتی حوادث میدانی داخل فلسطین جای بحث ندارد.
[بخش سوم]
الاخبار: آیا به فوتبال علاقهمندید؟
سید حسن نصرالله: بله و در گذشته -پیش از معممشدن و پس از آن- با دوستان بازی میکردم.
الاخبار: آیا طرفدار تیم خاصی هستید؟
سید حسن نصرالله: در گذشته بله. برای تفریح و تغییر فضا باید بگویم اکثرا طرفدار برزیل و گاهی آرژانتین بودیم. مخصوصا زمانی که مارادونا در تیم حضور داشت. بازیاش واقعا شگفتزدهام میکند.
الاخبار: در جام جهانی اخیر چطور؟
سید حسن نصرالله: گفتند من طرفدار برزیل بودم اما من طرفدار کسی نبودم. در حزب الله معمولا به دلیل سابقهی تکنیک و بازی خوب برزیل طرفدار این تیم هستند. بعدا بعضیها گفتند این هواداری به دلیل وجود دو رنگ زرد و سبز در پرچم برزیل است؛ دو رنگی که رنگهای شاخص شیعیان هستند.
الاخبار: آیا امسال جام جهانی را دنبال کردید؟
سید حسن نصرالله: واقعیت این است که امسال به واسطهی حوادث لبنان و سوریه و همچنین اتفاقات غزه و عراق فضا طوری نبود که مجال پیگیری این موضوعات وجود داشته باشد.
الاخبار: هیچ کدام از بازیها را ندیدید؟
سید حسن نصرالله: بخشی از فینال را دیدم. آن هم به خاطر پسرم، نه خود بازی. چون پسرم طرفدار آلمان بود و میخواستم فضای رقابت و تشویق ایجاد کنم طرفدار آرژانتین شدم.
الاخبار: با فیس بوک کار میکنید؟
سید حسن نصرالله: به دلیل شرایط امنیتی باید از هرگونه موبایل و اینترنت دور بمانم به همین دلیل رابطهی مستقیم با فیس بوک ندارم اما به صورت مستمر و از طریق خلاصهها و گزارشهایی که میرسد از بحثها، شایعات و گفت و گوهایی که در شبکههای اجتماعی جریان دارد باخبر میشوم.
الاخبار: معمولا انسان با مکان، رختخواب و بالشتش انس میگیرد و به آنها عادت میکند و اگر روزی تغییر کنند نمیتواند بخوابد. شما چگونه با تغییر دائم کنار میآیید؟
سید حسن نصرالله: درست است اما وقتی تغییر و نقل مکان بخشی از زندگی انسان میشود، خود این تغییر نیز عادت میشود. این موضوعات مخصوصا پس از سال ۲۰۰۶ برای بنده طبیعی شده است. پیش از آن، فرمایش شما درست بود و دقیقا همین طور است.
الاخبار: غذای مورد علاقهتان چیست؟
سید حسن نصرالله: در گذشته به بعضی غذاها بیشتر علاقه داشتم اما الآن هیچ غذایی را بیشتر دوست ندارم. هر چیزی که باشد میخورم. حتی اگر بپرسند چه چیزی میخواهید میگویم برای من فرقی نمیکند. این موضوع در برههی اخیر پیش آمده است. مثل نظامیهایی که در جبهه هستند و امکان انتخاب غذای مورد علاقهشان را ندارد، هر چیزی که باشد میخورم. ولی در گذشته بله، ملوخیه، پلوعدس و ماهی دوست داشتیم.
الاخبار: آیا مدتهاست رانندگی نکردهاید؟
سید حسن نصرالله: بله، حد اقل از سال ۱۹۸۶.
الاخبار: ضاحیهی جنوبی پس از سال ۲۰۰۶ بسیار تغییر کرده است. آیا تصوری دارید که به چه شکلی درآمده؟
سید حسن نصرالله: البته. من بیرون از ضاحیه نیستم و با جزئیات میشناسمش. اسرائیل ایدهای را رواج میدهد و برخی رسانههای عرب نیز به آن دامن میزنند با این مضمون که بنده در پناهگاه و دور از مردم زندگی میکنم و آنها را نمیبینم و با آنها ارتباطی ندارم و رابطهام حتی با برادران قطع است. بنده در پناهگاه زندگی نمیکنم و منظور از اقدامات امنیتی، مخفی بودن رفت و آمد است اما این به هیچ وجه جلوی رفت و آمد، دیدار و کسب آگاهی از همهی حوادث را نمیگیرد. مشکل این است که دیگران مرا نمیبینند. بنده از ضاحیه، ساختمانها و جاهایی که کار خوب پیش میرود یا نمیرود و حوادث جنوب و مخصوصا بقاع باخبرم.
الاخبار: چه منطقهای را در لبنان دوست دارید؟
سید حسن نصرالله: سرگذشت زندگی انسان باعث میشود احساساتش دربارهی موضوعات مختلف به یک اندازه باشد. من دورهی شکلگیری شخصیتم را در بقاع گذراندم. چند سال گذشت. قبل از سال ۲۰۰۰ و کمی بعد از آن وقتی میخواستم آرامش بیابم سری به بعلبک میزدم چون در آن دوره آنجا برایم دوستیهایی شخصی شکل گرفته بود.
در عمل و با گذشت زمان، انسان کمتر و کمتر میتواند دربارهی مناطق و حتی مردمی که دوستشان داری و آنها تو را دوست دارند از علاقهی بیشتر و کمتر صحبت کند. دیگر نمیتوانی بگویی کدام منطقه یا گروه را بیش از دیگران دوست داری. احساس میکنی همه را دوست داری و همراه همه هستی و دوست داری همه همراه تو باشند. اگر وارد قلب من شوید تا ببینید من کدام منطقه، حومه یا روستا را بیشتر دوست دارم خواهید دید هیچکدام بر دیگران برتری ندارد.
الاخبار: فیلم یا سریال هم میبینید؟
سید حسن نصرالله: اگر وقت داشته باشم. بعضی قسمتهای سریالهای التغریبة الفلسطینیة، یوسف پیامبر، حجاج بن یوسف، الغالبون و… را دیدم.
الاخبار: آیا رمان هم میخوانید؟
سید حسن نصرالله: در گذشته تعداد زیادی رمان خواندم اما از پنج سال پیش هیچ کتابی در این زمینه نخواندم. مدتی قبل کتابی با نام عین الجوزة هدیه گرفتم و خواندمش. وقتی در چهارچوب مسئولیت قرار میگیرید همهی اینها متوقف میشود و اولویت مطالعه به کتابهای مرتبط با شرایط تعلق میگیرد. مثلا امروز در زمینهی فرهنگی، در رابطه با درمان پدیدهی تکفیر مطالعه میکنم: تاریخ تکفیر، دلایل و رویکردهایش. در میان شیعیان و اهل سنت کتابهای بسیار خوبی در این زمینه وجود دارد. امروز این موضوع واقعا مبتلی به است. در برههی پس از ۲۰۰۶ نیز مطالعاتم را بر موضوع اسرائیل از جمله خاطرات ژنرالها، اهالی سیاست و رهبران احزاب متمرکز کردم چون این نبرد ماست و در این زمینه تخصص یافتهایم.
الاخبار: آیا روزنامهی الاخبار را میخوانید.
سید حسن نصرالله: البته. مگر میتوانیم نخوانیمش؟ مثل روزنامههای دیگر به دستم میرسید اما اخیرا تغییری رخ داده و این روزنامه را از طریق بریدههایی که مرکز مشاوران تهیه میکنند و شامل اکثر مقالههای روزنامه و خلاصههاست، میبینم.
الاخبار: آیا شبکههای تلویزیونی غیر از المنار را دنبال میکنید؟
سید حسن نصرالله: در زمینهی تلویزیون من مدام میان شبکههای مختلف میگردم. اصولا در این باره بحث دارم که یک تلویزیون تا حد مشخصی مخاطب دارد. مثل چیزی که آمارها نشان میدهند. به نظرم این آمارها دقیق نیستند. فکر نمیکنم هیچ تلویزیونی هواداران انحصاری داشته باشد. فکر میکنم این روحیهی بنده در دیگران هم وجود دارد. هر کدام از ما وقتی جلوی تلویزیون مینشیند کنترل را بر میدارد و کانال میزند و اگر گفت و گوی جالبی ببیند و ببیند حرفهایش مفید است در همان کانال میماند و به نام کانال توجهی نمیکند. در زمینهی اخبار بنده چند کانال را دنبال میکنم و به یک کانال متکی نیستم. در میان ماهوارههای عربی سه کانال المیادین، الجزیره و العربیه را میبینم. طبیعتا المیادین را بیشتر میبینم اما به العربیه و الجزیره نیز سر میزنم چون میخواهم فارغ از موضعم نسبت به مواضعشان، حرفها و مخصوصا اخبارشان را بفهمم. همهی شبکههای لبنان را نیز نگاه میکنم تا بفهمم چه میگویند. همچنین چکیدههایی را که بخش روابط رسانهای از مباحث رادیوها، تلویزیونها و سایتها تهیه میکنند میخوانم. وقتی این محتواها را میخوانید یک دید کلی به دست میآید.
الاخبار: آیا نویسندههای مشخصی هستند که دنبالشان کنید؟
سید حسن نصرالله: بدون ورود به نامها، مجموعهای از نویسندهها هستند که اصرار دارم مقالههایشان را بخوانم.
الاخبار: این نویسندهها به لحاظ سیاسی حامی شما هستند؟
سید حسن نصرالله: نه، به هیچ وجه. بعضیهایشان حامی هستند و برخی نیستند. این که فقط از حامیانتان بخوانید کافی نیست. باید از هر دو طرف بخوانید تا نگاههای مختلف را بشناسید.
الاخبار: آیا به زبانهای دیگری غیر از عربی و فارسی تسلط دارید؟
سید حسن نصرالله: به زبان انگلیسی نیز تسلط داشتم اما به دلیل استفادهی کم، فقط میفهمم اما زیاد صحبت نمیکنم. اخبارهای انگلیسی را گوش میکنم و میفهمم و وقتی با سفیران خارجی دیدار میکنم یا رسانههای خارجی را میبینم سؤالات و بحثها را متوجه میشوم. به زبان فارسی نیز با این که رابطهام با آن اولا سیاسی بود، به صورت کامل تسلط دارم. با گذشت زمان متوجه شدم عربها از بخشی از فرهنگ اسلامی به دلیل این که به زبان فارسی است، محرومند.
[بخش چهارم]
الاخبار: شما همیشه میگویید حاج عماد مغنیه فرمانده دو پیروزی است. این حرف در عمل چه معنایی دارد؟
سید حسن نصرالله: در تشکیلات اواخر دههی نود حزب، مدیریت همهی فعالیتهای اجرایی جهادی تحت فرماندهی حاج عماد قرار گرفت و تعداد زیادی از برادران کمکش میکردند. این قاعده تا هنگام شهادت وی ادامه یافت. به همین دلیل وقتی آزاسازی سال ۲۰۰۰ و جنگ ۲۰۰۶ رخ داد، حاج عماد(رحمت الله علیه) مسئول و مدیر عملیاتهای جهادی بود. اگرچه در زمینهی جنگ جولای نمیشود از یک مسئول مشخص و واحد صحبت کرد.
ما این پیروزی را به یک نفر منتسب نمیکنیم چون جنگ تموز یک کار گروهی در مقاومت و کل کشور بود اما حاج عماد در پیروزی اول و دوم نقشی بنیادی و اساسی داشت البته اگر زنده میماند او را فرمانده دو پیروزی نمینامیدیم.
الاخبار: وعدهی انتقامتان در چه وضعیتی است؟
سید حسن نصرالله: این موضوع در جریان است. در چندین مناسبت گفتم بعضی از مردم فکر میکنند شاید چند نفر یا گروهی از شهرکنشینان اسرائیلی یا مسافران اسرائیلی در کشورهای مختلف هدف انتقام قرار بگیرند یا علیه یک مکان عملیاتی صورت بگیرد و ماجرا تمام شود و انتقام حاج عماد گرفتهشده تلقی شود. در واقع ما اینگونه فکر نمیکنیم. ما دو انتقام برای حاج عماد در نظر داریم. اول همین تداوم و تحول توان و امکانات و اقتدار و آمادگی مقاومت برای هر رویارویی و پیروزی در آن است چون نام، روح و عقل حاج عماد در همهی اینها جاری است و دوم این که اشغالگران اسرائیلی درک کنند این انتقام گرفته خواهد شد حتی اگر زمان زیادی بگذرد.
اسرائیلیان فکر میکنند ما به دنبال شخص یا هدفی معادل حاج عماد هستیم در حالی که در واقع آنها به لحاظ اعتبار سیاسی و معنوی، شخصی معادل وی را ندارند.
الاخبار: یعنی مجموعهای از افراد و سران تصمیم میگیرند؟
سید حسن نصرالله: بله. فرض اسرائیلیها این است که هدف، در این اندازه است. به همین دلیل اقدامات امنیتی اطراف نخستوزیر، وزیران جنگ، رؤسای فعلی و پیشین ستاد مشترک و فرماندهان فعلی و پیشین دستگاههای امنیتی را تشدید میکنند. آنها فکر میکنند حتی اگر زمان ببرد، هرگونه انتقامی برای شهید عماد مغنیه نمیتواند پایینتر از این سطح باشد.
الاخبار: یادتان هست یک بار از شما دربارهی وی پرسیدند و شما گفتید او را نمیشناسم و نمیدانم کیست؟
سید حسن نصرالله: نگفتم نمیشناسمش. یک بار سال ۱۹۹۳ در اولین مصاحبهای که با تلویزیون لبنان داشتم در پاسخ به سؤالی که آیا حاج عماد در حزب الله سمت فرماندهی دارد؟ گفتم نه و واقعا آن زمان حاج عماد در حزب الله نبود. او و گروهی از برادران که ارکان عملیاتهای جهادی هستند وارد سازمان حزب الله نشده بودند. تشکیلات مستقلی داشتند و از آن طریق عملیات میکردند. بگذریم که آن تشکیلات مستقل همچنان وجود دارد یا نه. این بحث دیگری است و به بخشهای خطرناک نزدیک نمیشویم.
الاخبار: آیا ترور حاج حسان لقیس را در راستای ترور حاج رضوان میدانید؟ یا این تعیین خط قرمز تازهای از جانب اسرائیل بود چون حزب الله خط قرمزی را گذرانده بود؟
سید حسن نصرالله: معتقدم این بخشی از جنگ بدون مرز امنیتی با دشمن است. موضوع خط قرمز نیست. ما باخبریم افرادی وجود دارند که اسرائیل هر وقت بتواند به آنها دست پیدا کند تأخیر نمیکند و منتظر خطوط قرمز نمیماند. دقیقا مثل موضوع حاج عماد(رحمت الله علیه). همچنین تعدادی هدف مرتبط با پروندهی حاج عماد مغنیه وجود دارد و این بخشی از جنگ بدون مرز امنیتی ما و اسرائیل است.
[بخش پنجم]
دبیرکل حزب الله در میانهی جنگی است که نتیجهاش آیندهی شرق عرب را رقم خواهد زد و کسانی که پشت این جنگ قرار دارند میخواهند سوریه را به جبههی مقابل بکشانند. البته خطر این چینش تازه فقط متوجه سوریه نیست. عراق در دل تاریکی است؛ ظلماتی که بازیگر اصلی آن داعش است. این تشکیلات خود را به سوی سعودی و اردن و حتی ترکیه گسترش میدهد. نصرالله در شرق، یک بازیگر درجهی دو محسوب نمیشود بلکه یک تصمیمگیر ردهی اول است. او دشمنان تازهاش را با همان چشمی میبیند که دشمن همیشگیاش را یعنی اسرائیل. آنها را دست کم نمیگیرد اما در موردشان مبالغه نیز نمیکند. در بخش دوم مصاحبهی اختصاصی سید حسن نصرالله با الاخبار در سالگرد پیروزی بر دشمن اسرائیلی، سید دیدگاهش را در مورد ماجراهای منطقه کامل میکند. او از جشن پیروزی سال ۲۰۰۶ میگوید، از سخنرانی ابوبکر بغدادی در مسجد موصل و از… همهی آنچه پس از آن رخ داد.
الاخبار: بعضی میگویند حزب الله به عنوان یک جنبش اسلامگرای بدون مرز کارش را آغاز کرد و در مرحلهی بعد به یک جنبش مقاومت ملی اسلامگرا تغییر یافت. البته همهی اینها پیش از آن بود که با جنگ سوریه و البته زمزمههای حضور در عراق و یمن به یک جنبش بدون مرز تبدیل شود. این صحبتها چقدر صحیح است؟ با اینها چقدر موافقید؟
سید حسن نصرالله: گذشته از بحثهای فکری و سیاسی دوست دارم موضوعات را شفاف بیان کنم. نبرد در سوریه در درجهی اول برای دفاع از لبنان، مقاومت لبنان و بدون استثناء همهی لبنانیها بود. حادثهی اخیر عرسال هم بر این نگاه ما صحه میگذارد حتی اگر مخالفان سیاسی مغرور ما بخواهند آن را طور دیگری توضیح دهند.
بعضیها گفتند ما در سوریه دست به جنگ پیشدستانه زدیم. بنده این تعبیر را دقیق نمیدانم چون جنگ در مرزهای ما بود. امروز بعضی از ۱۴مارسیها که تمامیت و عدم دخالت از زبانشان نمیافتد نمیدانند که مثلا سرزمینهای عرسال با دهها کیلومتر پهنا یا سرزمینهای بقاعی دیگر از ابتدای حوادث سوریه تحت اشغال گروههای مسلح بود و پیش از آنکه حتی یک رزمنده از حزب الله به سوریه برود در آن مناطق یعنی در داخل خاک لبنان پادگانهای آموزشی، اتاق عملیات، بیمارستان صحرایی، پادگان و نقاط تجمع ساخته بودند. میگویند شما رفتید آنها هم آمدند. برادر، آنها خیلی وقت بود که آمده بودند. موضوع، جنگ پیشدستانه نیست. القصیر در مرز ما قرار داشت و قطعا -همان طور که هر روز بیشتر روشن میشود- اگر نبرد القصیر نبود گروههای مسلح به زودی وارد هرمل و بقاع شمالی میشدند. جنگ ما در سوریه با جنبهی ملی مقاومت تعارض ندارد چون ما در حال دفاع از میهنمان در مرزهایش هستیم. درست است که ما وارد بعضی مناطق سوریه شدیم اما اصل نبرد در مناطق مرزی است.
مهمترین چیز آن است که امروز خطر متوجه همه است. آنچه را ما سه سال قبل میگفتیم امروز همه میگویند. حتی مخالفان سیاسی ما میگویند حوادث منطقه همهی نظامها، کشورها، جوامع و ملتهای منطقه را تهدید میکند. همهی منطقه در معرض خطر است. منافع بزرگترین کشورهای جهان در معرض تهدید قرار گرفته است. به نظرم امروز بر هر کسی که توانش را دارد واجب است بخشی از این نبرد برای دفاع از لبنان، سوریه، عراق، فلسطین، منطقه، قضیهی فلسطین و مسلمانان و مسیحیان و اقلیتهای دینی باشد. همهی بحثهای فکری، استراتژیک و تاکتیکی و نظریهپردازیهای سیاسی و فکری را کنار بگذارید.
یک خطر بزرگ وجود دارد که در مینوردد، پیش میآید، دست به جنایتهای هولناک میآلاید و هیچ مانع و مرزی نیز در لایهی فکر، اخلاق، شرع و انسانیت نمیشناسد. یک حیوان وحشی در منطقه از قفسش گریخته است. حالا اگر یک نفر به جنگ با این حیوان وحشی رفت و جلوی دریده شدن ملتها، کشورها و نظامهای منطقه توسط او را گرفت آیا باید از او تشکر کرد یا محکومش کرد؟ البته این که چه کسی این حیوان وحشی را ساخت و چه کسی پرورش و رشدش داد بحث دیگری است که ان شاء الله به آن میرسیم. همچنان معتقدم زمانی میرسد که مخالفان سیاسی ما و افرادی که امروز غرور میورزند خواهند گفت: حق با شما بود و متشکریم.
الاخبار: یعنی مطمئنید که این اتفاق خواهد افتاد؟
سید حسن نصرالله: فضای مردم تغییر کرده است. اهالی سیاست آخرین کسانی هستند که میشود فضایشان را تغییر داد چون محاسباتشان بر اساس منفعت است. مثلا در مورد عرسال: آیا فضای امروز مردم مثل پیش از حوادث اخیر است؟ در تلویزیون صحبتهایشان را میشنویم و البته صحبتهای بعضی سران جریان المستقبل را که میپرسند: آیا مزد عرسال که از پناهندگان استقبال کرد و آنان را پذیرفت این است؟ قاعدتا بعضیها در عرسال بیش از اینها مایه گذاشتند و آن را به یک پایگاه پیشرفتهی نظامی برای گروههای مسلح تبدیل کردند. نشانهاش هم بیانیهی جبههی النصره پس از حوادث است که در آن به واسطهی جایگاهی که عرسال برایشان داشت به اشتباهشان در مورد این منطقه اشاره کردند. عرسال -نمیگویم اهالی عرسال- به عنوان یک جغرافیا و موضع جغرافیایی چیزهایی در اختیار مخالفان مسلح گذاشت که هیچ جای دیگر لبنان مانند نداشت. اما اینها مزد اهالی عرسال را چگونه دادند؟ حتی پیش از نبرد اخیر بعضی از گروههای مسلح وارد شهرک شدند و دست به دزدی، غارت، قتل و آدمربایی زدند. اهل عرسال حتی پیش از حوادث اخیر درخواست حفاظت کرده بودند چون حاکم واقعی آنجا داعش و النصره بودند.
یا فضای مسیحیان لبنان را در نظر بگیرید. تغییر نکرده است؟ امروز در بقاع شمالی دیگر مسیحی ۸مارسی و مسیحی ۱۴مارسی وجود ندارد. هر کس میخواهد از خانه، روستا و املاکش حفاظت کند حاضر است در کنار ارتش و در مقابل گروههای مسلح مخالف سوری سلاح دست بگیرد. اینجا دیگر بحثی نیست. اطلاعات میدانی و روستاها این را نشان میدهد. امروز فضای لبنان این است. اما منافع بعضی شخصیتهای سیاسی غرور را اقتضا میکند. امروز بعضی میگویند به زودی وارد نبرد علیه تندروی، کندروی و تروریسم میشوند. خیلی خب، لطفا بگویید منظورتان چه کسی است؟ اگر دولت لبنان تا این لحظه لیست سازمانهای تروریستی وضع نکرده اما کسی هست که چنین لیستی تعیین و مشخص کرده است چه کسانی تروریستند.
الاخبار: آیا موضع جناب ولید جنبلاط را در همین راستا ارزیابی میکنید؟
سید حسن نصرالله: قطعا. این بخشی از تقسیمبندیهای اوست اما مردم برای این حیوان وحشی که داعش نام دارد به دوست، مخالف سیاسی، همپیمان و دشمن تقسیم نمیشوند و برایشان قاعدههای جداگانهای ندارد. در نبرد با اینها مشکل فقط سلاح یا نبرد میدانی نیست. میدان نبرد بر اساس فکر، اعتقاد، ایمان، فرهنگ، عاطفه و احساس تعریف میشود. کسی نمیتواند به آسانی به اندازهی این افراد حقد و کینه و آمادگی روانی برای خونریزی به این شیوه کسب کند. کجا این در تاریخ سابقه دارد؟ مسئولیت این حرف بر عهدهی سازمان ملل اما داعش کودکان و زنان ایزدی را زندهبهگور کرده است. اینها با سر بریدن تفریح میکنند. چگونه به اینجا رسیدند؟ سالها روی این فکر کار شده است تا به اینجا رسیدند. در هر حال امروز این خطر چه کسی را تهدید میکند؟ تجربهی داعش را در سوریه نگاه کنید. هر کسی غیر از خودشان را کشتند. بعضی میگویند در عراق جنگ شیعه و سنی در جریان است. در کل نینوا و صلاح الدین چقدر شیعه وجود دارد؟ اینها امام جماعت مساجد و بزرگان عشیرههای اهل سنت را به دلیل سر باز زدن از بیعت با خلیفه کشتند. بخش عظیمی از اهل سنت را مهاجرت دادند و مساجد، مرقدها و مزارهای اهل سنت را قبل از مرقدها و مزارهای شیعه نابود کردند. تا چه رسد به اقلیتهای دینی دیگر مثل مسیحیها و ایزدیها؟ کدام منطق در دنیا اجازه میدهد دهها هزار نفر به کوهها مهاجرت داده شوند و محاصره شوند تا جلوی چشم جهان از گرسنگی و تشنگی بمیرند؟
این خطر، شیعه و سنی و مسلمان و مسیحی و درزی و ایزدی و عرب و کرد نمیشناسد. این حیوان وحشی فقط رشد میکند و بزرگ میشود. در سوریه و عراق جبهههای مشخصی در برابر داعش ایستادگی میکنند و همچنین وضعیت جبهههای دیگری در فلان شهر یا فلان روستا بهبود یافته است ولی به نظر میرسد امکانات، اعداد و توان داعش بسیار عظیم و بزرگ است و این است که موجب نگرانی همه میشود و باید هم نگران باشند.
مثلا کردها محاسبات غلطی داشتند. وقتی حوادث موصل رخ داد، کردها وارد مناطق مورد اختلاف با عراق شدند ولی دلیلی ندیدند وارد منطقهی دیگری شوند و گفتند این مسئولیت دیگر عراقیها از جمله شیعیان، سنیها، ایزدیها و مسیحیان است و ببینند میخواهند چه کنند. سران کرد عقیده داشتند داعش به مرز مشخصی میرسد و میایستد و چیزی منطقهی کردستان را تهدید نمیکند. شاید این اطمینان خاطر از یک تحلیل یا وعدهها و ضمانتهای داعش یا حامیان منطقهایاش سرچشمه میگرفت. اما آنچه رخ داد این بود که داعش به ۳۰ و ۴۰ کیلومتری اربیل رسید تا جایی که سران کرد مجبور شدند فریاد بزنند و از آمریکا، غرب، ایران، عراق و… کمک بخواهند. پس داعش مرز نمیشناسد و کشورها و جناحهای مختلف واقعا در معرض تهدید و نگرانند. چه یکی از ویژگیهای این تشکیلات قدرت جذب همهی پیروان فکری القاعده و وهابیت است. چه اشکالی دارد که اعضای النصره به داعش بپیوندند؟ مشکلی نیست چون هر دو یک عقیده، تفکر، ادبیات، روش و رفتار دارند. اختلافشان یک اختلاف تشکیلاتی بر سر فرماندهی ابو محمد جولانی یا ابوبکر بغدادی است. در نتیجه اگر یکی از اعضای النصره احساس کند داعش هدفهای او را تحقق میبخشد به آن خواهد پیوست. داعش میتواند النصره را در خود هضم کند؛ نه لزوما هضم نظامی بلکه در قالب پیوستن پیروان النصره به داعش. دهها سال روی پیروان این تفکر تکفیری وهابی کار شده و میلیاردها دلار رویشان سرمایهگذاری شده است. اینها هر جای جهان باشند آرزو، امید، پروژه و آیندهشان را در داعش میبینند. بعضی از کشورها میدانند چه چیزی را به وجود آورده و پرورش دادهاند به همین خاطر تشخیصشان از خطر داعش بیشتر، مهمتر و دقیقتر از تشیخیص مثلا ماست چون آنها از خودشان خبر دارند. امروز بدون مبالغه واقعا درون کشورهای خلیج و سعودی نوعی وحشت وجود دارد چون دهها سال است این تفکر در مدارس و برنامههای درسی به مردم تلقین میشود به همین دلیل میگوییم یک خطر بزرگ وجود دارد و همه باید نگران باشند. یک خطر واقعی متوجه نظامها، جوامع، کشورها و ملتهاست و قطعا همهی اقلیتهای دینی و درون دایرهی اسلام همهی اقلیتهای مذهبی و همهی سنیهای اشعری که اکثریت اهل سنت هستند در معرض خطری واقعیاند. خون، اموال، نوامیس، کودکان، زنان و اماکن مقدس همهی اینها در خطر است. قطعا میشود با این خطر رو به رو و بر آن چیره شد و شکستش داد اما این موضوع به جدیت نیاز دارد. ما در القصیر، قلمون و… با جیش الحر و سکولارها و لیبرالها نمیجنگیدیم بلکه با این تفکر جنگیدیم و شکستش دادیم. اما مردم نیز باید موضع بگیرند و هشیار و متوجه شوند.
الاخبار: آیا بازگشت جناب سعد حریری آغاز شکلگیری این احساس در سعودی است که باید شرایط را التیام بخشید و رهبری جریان اعتدال را در مقابل تروریسم به ایشان سپرد؟
سید حسن نصرالله: شاید.
الاخبار: در دیدارهای اخیرتان با شخصیتهای سیاسی، حملهی داعش را به سمت کردستان پیش از وقوعش پیشبینی کرده بودید. به نظرتان چرا به سمت شمال رفتند و نه به سمت سعودی، اردن و ترکیه؟
سید حسن نصرالله: نوبت آنها هم خواهد رسید. هر جا پیروان تفکر تکفیری وجود داشته باشد، زمینهی داعش نیز وجود دارد. این زمینه در اردن، سعودی، کویت و کشورهای خلیج هست. اگر کشوری هست که فکر میکند میتواند این تشکیلات را حمایت کند و آن را به کار بگیرد، بداند وقتی نوبتش برسد داعش به آنها رحم نخواهد کرد. در هر صورت همهی اینها به اطلاعات میدانی و جغرافیایی مربوط است. حتی ترکها در حال اشتباهند. آیا داعش با چتر از آسمان میآید؟ همه میدانند جنگجویانی که از همهجای جهان آمدند از چه مرزهایی وارد شدند و چه کسانی تسهیلات، پول، سلاح و امکانات در اختیارشان گذاشتند. نظر ما از ابتدا این بود که اینها مار در آستینشان پرورش میدهند. این مار را خودشان به وجود آوردند، در آستینشان بزرگ شد و علیه خودشان شورید؛ چه آمریکاییها، چه ترکها و چه کشورهای خلیج. هر کس خیال میکند میتواند این بازی را مدیریت کند و بر دستنشاندههایش و مسیرهایشان حکم براند در توهم و اشتباه است.
الاخبار: آیا ارتش سوریه و عراق در مورد رشد داعش مسئولیت ندارند؟ و این که به صورت زودهنگام با آن به مقابله برنخاستند؟
سید حسن نصرالله: نمیشود سوریه را سرزنش کرد چون از ابتدا فارغ از نامها و عناوین به مقابله با گروههای مسلح برخاست.
الاخبار: آیا ارتش سوریه در یک برهه نسبت به داعش بیطرف نبود؟
سید حسن نصرالله: در آن دوره ارتش سوریه و داعش نقطهی تماس نداشتند. در مورد عراق بحث زیاد است. حوادث موصل بسیار خطرناک بود و البته نتیجهی دلاوری داعش نبود اگرنه چرا خزش داعش در بسیاری از مناطق به محض تلاش برخی نیروهای رسمی و مردمی عراق متوقف شد؟
الاخبار: به نظرتان خزش به سمت بغداد متوقف شده است؟
سید حسن نصرالله: بر اساس اطلاعات بنده تا حد زیادی بله.
الاخبار: نظر شما دربارهی ظهور رسانهای ابوبکر بغدادی چیست؟
سید حسن نصرالله: سیاست او آن نبود که در رسانهها ظاهر شود اما فکر میکنم در رسانه حضور یافت تا یک مشکل فقهی را درمان کند چون وقتی داعش بحث خلافتش را طرح کرد میان علمای اهل سنت در جهان اسلام بحث شد که چگونه ممکن است با کسی بیعت کنیم که نام و هویتش را نمیدانیم و هیچ اطلاعاتی دربارهاش نداریم؟ چون نمیشود با فرد مجهول بیعت کرد. باید با فرد معلوم بیعت کنیم. او مجبور شد ظاهر شود تا معلوم باشد و باب بیعت باز شود. این موضوع به مدیریت و جنبششان ربط داشت.
اما این که خود را قریشی اعلام کرده است چون حدیثی وجود دارد که میگوید امامان از قریش هستند و بر اساس مذاهب فقهی خلیفه باید از قریش باشد در حالی که اینها فرمانروای کشور از جمله پادشاه، امیر یا رئیس جمهور را خلیفهی مسلمانان نمیدانند. خلیفهی مسلمانان باید قریشی باشد و چون پروژهی ابوبکر بغدادی خلافت است باید به آنها بگوید من از قریش هستم تا بیعت با او صحیح باشد. او میخواهد بگوید من قریشی و از اهل بیت هستم چون موضوع اهل بیت در میان شیعیان و اهل سنت تأثیری شاخص دارد. سنیها اهل بیت را دوست دارند و به آنها احترام میگذارند و در این زمینه بحثی ندارند. یک طبقهی خاص وجود دارد که گاهی دربارهاش مغالطه صورت میگیرد. عبارت نواصب یا ناصبی یک اصطلاح شیعی نیست، اصطلاحی اسلامی است که علمای شیعه و اهل سنت برای کسانی به کار میبرند که بنای دشمنی با اهل بیت(علیهم السلام) میگذارند، به آنها کینه میورزند، به آنها توهین میکنند و ناسزا میگویند. این یک اصطلاح شیعی نیست. کتابهای رجال اهل سنت را که به ارزیابی رجال میپردازد ببینید. میگویند فلانی ناصبی بود. اهل سنت این اصطلاح را به کار میبرند. پس نواصب یک مورد خاص هستند. کلیت اهل سنت به اهل بیت علاقهمندند و به آنها احترام میگذارند. این محبت از کشوری تا کشور دیگر تفاوت دارد. به این دلایل او میگوید من قریشی و از اهل بیت هستم. من نمیدانم آیا ادعایش راست است و آیا حسنی، حسینی یا قریشی است؟ الله اعلم.
[بخش ششم]
الاخبار: آیا حزب الله خود را مسئول شیعیان عرب اعم از دوازدهامامیها، اسماعیلیها، علویان و… میداند؟
سید حسن نصرالله: افرادی به صورت مستمر میخواهند ما به این تعریف تن دهیم. حزب الله در داخل کشور و منطقه یک نیروی مقاومت ضد اسرائیلی است که در این نبرد، دستاوردها و پیروزیهای بزرگی نیز رقم زده. برای دولتهای عربی و همهی نیروهای سیاسی نیز روشن است که حزب الله اگر نگوییم جدیترین حد اقل یکی از جدیترین نیروهایی است که مقابله با پروژهی صهیونیسم را وظیفهی خود میدانند.
در نتیجه در پیوند میان حزب الله و نبرد با دشمن اسرائیلی و وقایع میدانی داخل فلسطین بحثی نیست. به همین دلیل وقتی تحولات منطقه پیش آمد سعی کردند در همهی عرصهها از این بهره ببرند. در مصر چون شیعه و سنی وجود ندارد، نبرد را نبرد نظام و مخالفان خواندند. در لیبی و تونس هم همینطور. اما در عراق سراغ تحریک فرقهای و مذهبی رفتند. کشورها و رسانههایی که عراق را حتی در زمان اشغال آمریکا و پس از عقبنشینی آمریکاییها به ورطهی چنین تحریکهایی غلتاندند شناختهشدهاند. وقتی حوادث سوریه پیش آمد نیز نبرد را به یک نبرد فرقهای و مذهبی بدل کردند و از آن برای بسیج، تحریک، سخنرانی و جذب جنگجو از همهی جهان بهره بردند.
اما حزب الله وقتی در میدان نبردی کمکی میکند، محاسباتش مذهبی نیست بلکه بر مبنای چیزی است که ما آن را نبرد و پروژهی امت و منافع میهنها و ملتهایمان مینامیم. مثلا هنگام اشغال عراق توسط آمریکاییها بخش عظیمی از مردم عراق به واسطهی ظلمهای صدام حسین به ملت و جنگهای پیاپی و محاصره، نظر مساعدی نسبت به مقاومت نداشتند و این طبیعی بود چون مردم به ستوه آمده بودند. اما بنده این مطلب را در حالی بیان میکنم که دیگر پنهان نیست. چه کسانی همهی گفتمان سیاسی و توان رسانهای و روابط و تماسهایشان را از روز اول [علیه اشغال عراق] به کار بستند؟ و سپس به رابطهی میدانی با مقاومت عراق مخصوصا در حوزهی شیعیان پرداختند؟ حزب الله در جهت همراهی با فضای شیعه وارد نشد بلکه وارد شد تا از هر راه ممکنی در برابر اشغال عراق توسط آمریکا مقاومت کند. مقاومت عراق شکل گرفت و بخش عمدهای از آن داخل پرانتز شیعه بود یعنی گروههای مقاومتی که دست به عملیات میزدند فرزندان شیعهی عراق بودند. از تعداد زیادی از این عملیاتها فیلمبرداری و عکسبرداری شد ولی ماهوارههای عربی الجزیره، العربیه و… نپذیرفتند آنها را پخش کنند. عجیب است؟ چرا؟ چون اینها نمیخواهند -قاعدتا این اتهام علیه اهل سنت نیست بلکه علیه بعضی نظامهاست- وجود مقاومتی شیعه مرتبط با مقاومت عراق را به رسمیت بشناسند.
پس از ابتدا در زمینهی عراق، سوریه و لبنان سراغ تحریک مذهبی رفتند. اصرار دارند که مقاومت لبنان شیعه است. ما به آنها میگوییم این مقاومت لبنانی و ملی و متعلق به همهی لبنانیهاست. تصادفا شیعیان در مرزهای رژیم دشمن حضور داشتند و به همین دلیل مبارزه میکنند اما آنها اصرار دارند ما یک مقاومت شیعه، ایرانی و… هستیم. هر کس میخواهد همچنان این تعریف را ارائه کند مختار است. ما از ابتدا اصرار داشتیم که حضورمان در سوریه مبنای فرقهای ندارد و کمکمان به مقاومت عراق نیز مبنای غیرفرقهای داشت. همچنین ما به حماس، جهاد و گروههای فلسطینی در حالی کمک کردیم که اهل سنت هستند. مدام میخواهند همکاریهای فلسطینی ما را بپوشانند تا به ما جنبهی فرقهای و مذهبی بدهند. ما میگوییم: هر جا دفاع از فلسطین، خط مقاومت و مردم وجود داشته باشد و ما بتوانیم حضور داشته باشیم و کمکی بکنیم خواهیم کرد. اگر حزب الله برای دفاع از خانواده، ملت و قضیهی امتش اراده و آمادگی دارد، جنایت و گناه نکرده است. باید از بقیه پرسیده شود چرا مسئولیتشان را بر عهده نمیگیرند و دفاع نمیکنند؟
اگر حزب الله در القصیر و قلمون نجنگیده بود نبرد اخیر فقط در عرسال پیش نمیآمد بلکه بقاع از دست رفته بود و آنها به جبل، عکار و ساحل رسیده بودند و نبرد در بیروت و جنوب رخ میداد. این قطعی است. شهید دادن برای حفظ این نفوس، نوامیس، خونها و اموال یک واجب عقلی، دینی، شرعی، اخلاقی، ملی و بشری است.
الاخبار: گفتید که حزب الله یک وضعیت است و نه حزب و در نتیجه در شرایط فعلی نمود کل شیعه است. شیعیان در هنگام آسایش احتمالا با مقاومت هستند ولی ممکن است در موضوع توسعه، شهرداریها یا پارلمان مخالف حزب الله باشند. در هر حال حزب الله متهم است که بر شیعیان سلطه دارد.
سید حسن نصرالله: من نمیتوانم به این تعریف تن بدهم ولی در هر صورت این نتیجه، طبیعی است. حزب الله یک مجموعهی انسانی است. یک عرصه برای جانفشانی وجود دارد که حزب الله در آن فعالیت میکند به همین دلیل این امکان وجود دارد که شاهد باشید همهی مردم ذیل عنوان مقاومت طرفدارش هستند اما وقتی به عرصههای دیگر میروید شاید این موضوع به اندازهی عرصهی مقاومت برای مردم روشن نباشد. کسانی که در عرصههای دیگر کار میکنند احیانا مرتکب اشتباهاتی میشوند. تفاوت اینجاست که در بعضی عرصههای مشخص کاری اشتباهها بروز میکند اما در بعضی عرصههای دیگر افراد احیانا مرتکب اشتباهاتی میشوند که مردم نمیبینندشان. در هر صورت سخت است که یک مجموعهی انسانی احتمالا با نام حزب یا جریان وجود داشته باشد که در همهی حوزهها کار کند و همهی مردم را نیز راضی نگه دارد یا نمود آمال و آرزوها و توقعات همهی مردم باشد.
حزب الله در زمینهی اخلاق، جدیت، تعهد و وفاداری ویژگیهای زیادی دارد اما اینها هم انسانند و امکانات و تواناییهایشان محدود است؛ حتی با وجود این که در بسیاری از عرصهها ما اصرار داریم سازماندهی کنیم و تنوع ببخشیم و بهتنهایی مسئولیت را بر عهده نگیریم. مثلا در شهرداریها. بسیاری از شهردارها هستند که نمیتوانم بگویم پیامدهای تجربهشان حتی اگر موفق باشند بر عهدهی حزب الله قرار میگیرد. شاید دلیل موفقیتها بیش از تکیه بر برنامهریزی، مربوط به ویژگیهای شخصی باشد. در موضوع شهرداریها سنتها و عادتهایی وجود دارد که حتی حزب الله نتوانست از آنها خارج شود؛ منظورم نمایندگی عشیرهای است. شما حتی شورای شهرهایی را که به ظاهر در اختیار حزب الله هستند نمیتوانید سازمانهای حزب الله بنامید. به همین دلیل در این زمینه انسان دائما نیازمند تحول است. همچنین رفتار، اعتقادات و ذائقهی افراد و مسئولان در هر منطقه و شخص متفاوت است. همهی اینها مؤثرند. میماند موضوع مقاومت. بنده هوادار این ایده هستم که حتی اگر مردم تفکیک قائل شوند مشکلی نیست. قاعدتا منظورم تفکیک کامل نیست. شاید کسی بگوید: من در موضوع مقاومت همراه حزب الله هستم اما در موضوع شهرداری، فلان کرسی وزرات یا موضعگیری دربارهی فلان قانون همراهشان نیستم. این طبیعی است. یک بار بنده گفتم میان مقاومت به عنوان مقاومت و یک قضیهی حق با موضع یا اختلاف با حزب دربارهی فلان فرد منتخب و فلان تجمع دانشجویی و حتی موضوع ریاست جمهوری تفاوت قائل شوید. شاید دربارهی پروندههای دیگر اختلاف نظر داشته باشیم اما مگر میتوانیم به گونهای عمل کنیم که اختلافاتمان با مردم یا نیروهای سیاسی در زمینهی مقاومت بروز نیابد؟
الاخبار: بعضی از مردم احساس میکنند با وجود این که شهید داده میشود اما کسی قدردانی نمیکند و این موضوع این سؤال را ایجاد میکند که آیا ارزشش را دارد؟
سید حسن نصرالله: حتی در عراق نیز مانند لبنان کسانی این سؤال را میپرسند. میپرسند چه چیزی حزب الله را به سوریه کشانده است؟ با ما در مورد جنبههای مختلف موضوع و دلایلش بحث میکنند. پس از حوادث عراق نگاه ما را تأیید کردند. امروز چه در عراق و چه در سوریه فضای مردم در حال تغییر است و فضای مردم برای ما مهم است. تشکرهای بسیاری به بنده میرسد.
الاخبار: از سوی مردم یا سیاستمداران؟
سید حسن نصرالله: این موضوع به سیاستمداران ربطی ندارد. مردم جامعهی ما این نبرد را درک میکنند و در محیطهای دیگر نیز این درک و احساس خطر در حال رشد و توسعه است. نامههای بسیار مهمی به بنده رسید. بعضی از مردم از صحبت در رسانهها خودداری میکنند. البته مطمئن باشید اهالی سیاست هر قدر هم جلو برویم راضی نمیشوند و اذعان نمیکنند. متأسفانه بعضی از سیاستمداران گرفتار دشمنی ذاتی شدهاند. دیگر اهمیتی ندارد که کارهای ما صحیح است یا نه. در بعضی دورهها برخی جناحهای بین المللی و منطقهای بعضی گروههای دنبالهروشان را مأمور به مخالفورزی با ما میکردند اما دشمنی اینها تا جایی استحکام پیدا کرده است که امروز جناحهای حامیشان به آنها تذکر میدهند که اولویتها تغییر کرده است. راه حلی برای این افراد وجود ندارد.
الاخبار: آیا سوریه میتواند با دادن مجوز بازگشت، به صورت جدی به درمان پروندهی آوارگان کمک کند؟
سید حسن نصرالله: مشکل اینجاست که آیا آوارگان میخواهند برگردند؟ اگر بخواهند همهی ما آمادهی یاریشان هستیم. بعضیها میتوانند برگردند و در امنیت زندگی کنند. مناطقی در حومهی دمشق، قلمون، حمص و… وجود دارد که گروههای مسلح سه سال با حکومت جنگیدند سپس وارد سازش شدند و امروز هیچ کس به کارشان کاری ندارد. اینها کسانی بودند که میجنگیدند تا چه رسد به کسی که فرار کرده است. پس بگذارید به دنبال دلایل واقعی پناهندگی بعضیها مخصوصا به لبنان بگردیم. این اولا نیازمند ارادهی جدی آوارگان است و ثانیا تصمیمگیری برخی نیروهای سیاسی در جهت توقف بهکارگیری پناهندگان علیه نظام در سطح بشری، اخلاقی، امنیتی و سیاسی. اینها جنگجویان را تشویق میکنند که خانوادههایشان را به لبنان بیاورند تا برای جنگ در آن سمت خیالشان راحت باشد. در همین زمینه تأکید میکنم بعضی گروههای مسلح در برخی مناطق سوریه همچنان از حمایتهای مالی و تسلیحاتی و هماهنگی، توجه و جهتدهی لبنانی برخوردارند. قاعدتا دور از رسانهها. این موضوع تداوم دارد و هیچ چیز تغییر نکرده است. باید تصمیم سیاسی برای بهکارگیری آوارگان وجود نداشته باشد و سپس باب همکاری با دولت سوریه برای بازگشتشان به کشورشان فراهم شود. تا جایی که بنده با خبرم سوریه برای همکاری در این زمینه بسیار آمادگی دارد.
الاخبار: آیا مشارکتتان در جنگ سوریه موجب ضعف مادی و بشری حزب شده است؟ و تا کجا میشود این ابتلا را تحمل کرد؟
سید حسن نصرالله: اینکه گفته شود موجب ضعف شده نوعی مبالغه است اما در هر صورت قربانیهای حزب در سوریه از ابتدای ورودش تا امروز بسیار کمتر از میزان قابل پیشبینی و هزینههایی است که اگر حزب الله وارد سوریه نمیشد حزب و همهی لبنانیها باید در آینده میپرداختند.
الاخبار: آیا جنگ در سوریه از تاکتیکهایی پرده برداشت که حزب الله برای غافلگیر کردن اسرائیل کنار گذاشته بود؟
سید حسن نصرالله: قاعدتا آنچه برای اسرائیل آماده شده با نبردی که علیه گروههای مسلح انجام میدهیم متفاوت است در نتیجه فکر نمیکنم چیزی وجود داشته باشد که حزب الله آن را برای نبرد با اسرائیل آماده و پنهان کرده بود اما برملا شد. حتی برعکس، یکی از نتایج جانبی -که قاعدتا دلیل رفتن به سوریه نبود- این است که این نبرد تجربه و شناختی از افقهای گستردهی هجومی و دفاعی در اختیار ما گذاشت که میشود در هر نبردی در آینده علیه دشمن به کارشان بست. اسرائیل با دقت تجربهی حزب الله را در سوریه دنبال میکند. در بحثهای اسرائیلی بسیار مطرح شده است که آیا حزب الله میتواند درسها و چکیدههایی از تجربهی قصیر و قلمون را در نبرد [آزادسازی] الجلیل به کار ببندد؟ نبرد سوریه گاهی مزیتهای ویژهای را برای نبرد با دشمن اسرائیلی در اختیار ما گذاشت و چیزی که شاید در نبرد با دشمن مفید میبود از دست ما نرفت.
الاخبار: آیا در سوریه با اسرائیل برخورد داشتید؟
سید حسن نصرالله: به صورت مستقیم نه.
الاخبار: آیا حضور حزب الله در سوریه به اهالی جولان برای راهاندازی جنبش مقاومت مردمی کمک کرد؟
سید حسن نصرالله: این به ارادهی خودشان بر میگردد. وقتی دربارهی مقاومت در هر منطقهای صحبت میکنید، اگر اهالی منطقه و ساکنان محلی همان سرزمین ارادهی مقاومت داشته باشند شما میتوانید به آنها کمک کنید. سال ۱۹۸۲ ایرانیها یا سوریها نیامدند در لبنان بجنگند. لبنانیها ارادهی جنگ برای آزادسازی خاکشان را داشتند و آن وقت کمک معنا پیدا کرد.
الاخبار: قبل و بعد از حادثهی مین در شبعا، عملیاتهای بسیاری در جولان رخ داد. آیا حزب الله با این عملیاتها ارتباطی داشت؟
سید حسن نصرالله: تا جایی که بنده میدانم آنجا یک تشکل واقعی وجود دارد. تشکلی مردمی که تعبیر نوعی اراده است و آنها هستند که عملیات میکنند نه ما.
الاخبار: آیا این درست است که شما در برههی گذشته با مخالفان سوری دیدارهایی داشتید و بعضی از آنها مواضعشان را تغییر دادند؟
سید حسن نصرالله: دلیلی وجود ندارد افرادی که با آنها دیدار کردم مواضعشان را تغییر دهند. میتوانم بگویم آنها موضع ما را درک کردند.
الاخبار: آیا شما میان مخالفان سوریه تمایز قائلید؟
سید حسن نصرالله: در شرایط فعلی مخالفان خارجی عملا داخل سوریه حضور ندارند. اصلا به نظر بنده از ابتدا هم حضور و تأثیری داخل سوریه نداشتند. اینها تعدادی شخصیت سیاسی، فرهنگی یا فکری بودند که در چهارچوب یک پروژهی سیاسی معین گردآوری شدند و اکثرشان مقیم سفارتخانه و هتلها هستند و همچنان هم وضعشان همین است. این فقط ارزیابی من نیست، ارزیابی خودشان است. شخصیتهای بزرگ به اصطلاح ائتلاف ملی معارض این را در جلساتشان با دوستان لبنانیشان میگویند. میگویند اینها صحبت میکنند، جلسه میگذارند و بیانیه میدهند و سفارتها و کشورها و کسانی که به اصطلاح دوستان سوریه نامیده میشوند آنها را بیش از پیش دچار تفرقه میکنند. واقعیت مخالفان خارجی این است.
به همین دلیل میپرسم جایگاه مخالفان خارجی امروز در معادلهی سیاسی و میدانی کجاست؟ دیگر هیچ ارزش و تأثیری ندارند. گروههای مسلح بر میادین مسلطند. حتی جیش الحر دیگر ارتش نیست بلکه تجمیعی از گروههای مسلح متشتت است که گاهی با هم هماهنگند و بسیاری مواقع در حال نبرد بر سر غنائم، پستهای بازرسی و گذرگاههای مرزی. در عمل امروز بخش اصلی میدان در اختیار داعش است و بخش کمتری در اختیار النصره و بخشی در اختیار آنچه در گردآوری اخیر جبههی اسلامیه نامیده شد.
اما صحبت دربارهی گروههای مردمی، سکولار و مدنی بیمعنی است. نمیخواهم به سخن اوباما استناد کنم اما او اینها را میشناسد. سفیر آمریکا بخش عظیمی از این مخالفان را مدیریت میکند. واقعیت مخالفان امروز این است: از گروههای مسلحی تشکیل شدهاند که اکثرا تندرو هستند و با یکدیگر میجنگند. واقعیت به اینجا کشیده است. به همین دلیل حتی اگر بخواهیم به دنبال نیروهای سیاسی مشخصی در میان مخالفان بگردیم تا با آنها تفاهم یا گفت و گو کنیم، نخواهیم یافت.
[بخش هفتم]
الاخبار: قدرت خطابهی سید حسن نصرالله از همان آغاز تحصیل علوم دینی در نجف، برجسته بود. در طول سالها و مسئولیتها، تواناییاش در سخنرانی بسیاری را شگفتزده کرد و اسرائیلیان این را موضوع بحث و تحلیل قرار دادند. رهبر مقاومت سخنرانیهای آتشینش را چگونه آماده میکند؟ و راز این سخنرانیها چیست؟
الاخبار: سخنرانی کردن را دوست دارید؟
سید حسن نصرالله: نمیتوانم بگویم دوست ندارم سخنرانی کنم. ما روحانی هستیم و این بخشی از کار ماست. در دههی هشتاد [میلادی] هر شب یک سخنرانی میکردم؛ در حی السلم، در اوزاعی، در بیروت، در شیاح. بله، دوست دارم سخنرانی کنم مخصوصا چون چیزی برای گفتن دارم.
الاخبار: اما به نظر میرسد این اواخر حضور و سخنرانیهایتان را [از قبل] تدوین میکنید.
سید حسن نصرالله: پس از سال ۲۰۰۶ هر کلمه، جمله و بروزی حساب خودش را پیدا کرد. نسبت به سخنرانیها موضعگیری میشود و هر کدام پیامدهایی دارد. سخنرانیها کاملا رصد میشود و دوست و دشمن آن را پیگیری میکنند. در نتیجه بنده در موضع مسئولیت خطیرتر و بزرگتری قرار گرفتهام. میزان توقعها تغییر کرده است. دیگر به سلیقهی من بستگی ندارد که سخنرانی را دوست دارم یا نه. موضوع دیگر شخصی نیست. من وظیفه پیدا کردهام اشتباهاتم را کم کنم. در هر صورت هیچ کدام از ما معصوم نیست.
الاخبار: چه کسی زمان حضور و سخنرانی شما را مشخص میکند؟
سید حسن نصرالله: در حزب الله تصمیمی وجود ندارد که فلانی در هر بازهی زمانی مشخص سخنرانی بکند یا نکند. این از اختیارات دبیرکل است. این را که سخنرانی یا عدم سخنرانی به مصلحت است، خودم تشخیص میدهم. گاهی برادران پیشنهاداتی میدهند که الآن خوب است یک سخنرانی داشته باشیم اما این موضوع جزء اختیارات بنده است و به ذائقه و خواست من بستگی دارد.
الاخبار: این برداشت وجود دارد که سخنرانیهای شما نیازی به آماده کردن ندارد. شما روی صحنه میآیید و هر چه در نظر دارید میگویید.
سید حسن نصرالله: نه، این طور نیست. این طور نیست که من بیایم و بدون ضابطه و بحث با برادران، هر چه میخواهم بگویم. مخصوصا در زمینهی سخنرانیهای حساس که در آنها موضعگیری میشود. در هر صورت اینجا چیزی هست که به اصل ترکیب حزب الله مرتبط است. دبیر کل حزب الله، رهبر و تصمیمگیر حزب الله نیست. تصمیمات سیاسی اصولا در شورای تصمیمگیری گرفته میشود. شوراست که خطوط کلی را مشخص و مواضع و تصمیمات اصلی را اتخاذ میکند. قاعدتا دبیرکل سهم بهسزایی در تصمیمگیری دارد اما تصمیمگیر، او نیست.
مثلا اگر الآن من یک کنفرانس خبری سیاسی بگیرم، آن کسی که مشخص میکند آیا ما خواستار انتخابات پارلمان هستیم یا تمدید مدت پارلمان را میپذیریم یا مثلا کسی که تصمیم ورود به نبرد القصیر را میگیرد، من نیستم. اینها تصمیمات دبیرکل است؟ نه، تصمیمات شورای حزب الله است. حتی اعلان یک موضوع، تصمیم شوراست. چیزی که باقی میماند چگونگی بیان این موضع، دلایل، منطق بیان، زبان و ادبیات است. در زمینهی جهادی هم همین طور. مثلا در گذشته وقتی تهدیدهای اسرائیلی مطرح میشد بنده با برادران جهادی در مورد چگونگی واکنش بحث میکردم و میپرسیدم آیا الآن وقت مناسبی برای مطرح کردن این معادله است یا آن را بگذاریم برای بعد؟
الاخبار: مثل معادلهی چند ساختمان در تل آویو در مقابل هر ساختمان در ضاحیه؟
سید حسن نصرالله: یا مثلا معادلهی فرودگاه بن گوریون یا معادلهی دریا. بنده با برادران بحث میکنم. در مورد اساس معادلهای که در اختیار داریم صحبت میکنیم.
الاخبار: منظورتان از معادلهای که در اختیار داریم چیست؟
سید حسن نصرالله: یعنی ما در مورد چیزی که وجود ندارد حرف نمیزنیم. اینجا به این نکته اشاره میکنم که جنگ روانی در مکتب حزب الله مبتنی بر صداقت است. در جنگ روانی این امکان برای شما وجود دارد که مبالغه کنید و جو بسازید ولی باید صداقت را حفظ کنیم. من اگر حزب الله توان این کار را نداشته باشد نمیتوانم بگویم اگر بیروت را زدید تل آویو را میزنیم. غیر ممکن است چون اولا نتیجهی جنگ شکست خواهد بود و ثانیا مقاومت لبنان بر این صداقت اصرار دارد و آن را با انباشت تجربه و تخصص جا انداخته است تا جایی که ارتش، دولت، احزاب و مردم اسرائیلی میگویند ما حرفهای فلانی یا فلان طرف را باور میکنیم ولی حرفهای بسیاری افراد را در جهان عرب باور نمیکنیم.
الاخبار: غیر از معادلات نظامی، آیا سخنرانیهای دیگر را هم از قبل آماده و دربارهشان بحث میکنید؟
سید حسن نصرالله: بله، این هم گاهی رخ میدهد. گاهی برادران مرتبط با سیاست جمع میشوند و مجموعهای از موضوعات را ارائه میکنند که باید در یک سخنرانی مشخص به آنها واکنش نشان داده شود.
الاخبار: تصور مردم متفاوت است. حتی افرادی وجود دارند که میان شما و حزب الله تفاوت قائل میشوند.
سید حسن نصرالله: مردم به زعیم، رهبر و نماد عادت دارند. حتی اینجا وقتی ما به آنها گفتیم در حزب الله ساز و کارهای تصمیمگیری و طرفهای برنامهریزی وجود دارند و دبیرکل یکی از اعضای مجموعه است بعضی از مردم باور نمیکنند چون ذائقهی عربی و شرقی به زعیم، رهبر و قهرمان عادت دارد. این نیاز به توضیح دارد. داخل حزب الله این شناختهشده است که ساز و کارهای تصمیمگیری چیست و طرفهای تصمیمگیر کدامند. وقتی میگویم تصمیم، هر تصمیم سطحی دارد. داخل حزب این شناختهشده است اما خارج حزب و به دلیل رابطه و محبتی که با مردم شکل میگیرد، مردم تأثیر میپذیرند. چه این که ماهیت، روش، ادبیات، فرمول و زبان سخنرانی نیز در این میان نقش دارد. بدون شک حزب الله در کارنامهاش ادبیاتی را ارائه کرد که قبل از آن در فعالیتهای مقاومت وجود نداشت. جنگ جولای به تعمیق این ادبیات کمک کرد. به همین دلیل میبینیم امروز بخش زیادی از این ادبیات در جنگ غزه وجود دارد؛ با وجود این که کارنامهی آنها خصوصیات و ویژگیهای خود را دارد و ادبیاتش متفاوت است اما به طور کلی نزدیکند.
الاخبار: وقتی سخنرانی را آماده میکنید آیا ولو به صورت اولیه روی روند آن کار میکنید؟ این که کجا صدا یا انگشتتان را بالا ببرید چون بالا بردن انگشتتان موضوع تفسیرهای مختلف قرار میگیرد. یا این که این موضوع به صورت بداهه و به میزان ارتباط با مخاطبان صورت میگیرد؟
سید حسن نصرالله: بالا یا پایین بردن صدا که قاعدتا عمدی است. موضوع به ماهیت مناسبت و مخاطبان مربوط است. چیزی را که باید با صدای بلند گفت نمیشود با صدای کوتاه گفت. برعکسش نیز هست. هر وضعیتی سخن، حالت، صدا و حالت انگشت خود را دارد.
الاخبار: آیا بالا بردن انگشتتان عمدی است؟
سید حسن نصرالله: در گذشته یک موضوع معمولی بود اما وقتی دیگران دربارهی این موضوع صحبت کردند من نیز این را وارد محاسبات کردم و برای این که کی انگشتم را بالا ببرم تصمیم میگیرم.
الاخبار: آیا بعدا سخنرانی خودتان را نگاه میکنید؟
سید حسن نصرالله: نه، مگر بخشهایی از سخنرانی که در اخبار پخش شود. اما این که نوار سخنرانی را بگیرم و نگاه کنم، نه ولی گروهی از برادران و دوستان هستند که نکات مثبت و منفی را از لحاظ قالب و محتوا به من میدهند و معمولا به این نکات توجه میکنم.
الاخبار: آیا برای سخنرانی یا فرماندهی آموزش دیدهاید؟
سید حسن نصرالله: بعضی گزارشهای اسرائیلی را خواندم که گفته بودند من احتمالا آموزشهای متنوعی در زمینهی مدیریت جنگ روانی دیدهام یا این ویژگی را به صورت فطری و غریزی دارم. واقعیت این است که من هیچ آموزشی در زمینهی جنگ روانی، مدیریت و فرماندهی ندیدهام. من و برادرانم این ویژگی را در نتیجهی تراکم تجربه به دست آوردیم.
الاخبار: در مورد اندازهی اطلاعاتی که در طول سخنرانی ارائه میکنید نیز همین طور؟
سید حسن نصرالله: بله، همهی اینها حاصل تجربه، تراکم و بحث است. وقتی یک نفر پیگیر، درگیر مدیریت، داخل بازی و از اطلاعات کامل برخوردار باشد و به طور مداوم در بحث دربارهی مواضع مناسب یا نامناسب، حرف مناسب برای گفتن به دشمن، چیزهایی که خوب است دوستان بدانند، چیزهایی که باید پنهان شود و چیزهایی که باید علنی شوند حضور داشته باشد آن وقت میفهمد اندازهی اطلاعاتی که باید بدهد چقدر است.
الاخبار: آیا محتوای سخنرانیتان را از قبل آماده میکنید؟
سید حسن نصرالله: بله، در اکثر اوقات آماده میکنم و موضوعات را روی کاغذهایی مینویسم که در طول سخنرانی رو به رویم میگذارم. احترام به مردم اقتضا میکند که سخنران خود را آماده کند. همچنین اصرار دارم موضوعات در یک زمینه یا با هم متناسب باشند. همچنین وقتی به لحاظ سیاسی مجبور باشم، سخنرانی را به چند بخش تقسیم میکنم اما در زمینهی دینی حتی اگر سخنرانیام چهل و پنج دقیقه یا یک ساعت باشد به یک موضوع میپردازم و روی آن تمرکز میکنم. در هر صورت در میانهی سخنرانی «الکلام یجر الکلام» میشود، اندیشهها واکنش میدهند و حاضران شیوهی سخنرانی را به تو تحمیل میکنند.
الاخبار: چطور؟
سید حسن نصرالله: من سه حالت را تجربه کردهام. یا بین مردم صحبت میکنم، یا از طریق ویدئوکنفرانس با حضور مردم و یا از طریق ویدئوکنفرانس بدون حضور مردم. وقتی پیام تلویزیونی میدهم جلوی دوربین مینشینم و مردم فرضی هستند. آنها رو به روی تلویزیون نشستهاند و پیام را میشنوند و این حالت با وقتی مردم در محل سخنرانیام حضور دارند متفاوت است چون در آن حالت اگرچه در میانشان نیستم اما آنها را میبینم و از آنها تأثیر میگیرم.
الاخبار: مثل اولین سخنرانیتان پس از جنگ جولای در جشن پیروزی ۲۲ سپتامبر ۲۰۰۶ که فضا بسیار عاطفی بود.
سید حسن نصرالله: بله، من این را حس کردم. شخصیتهای سیاسی را میدیدم که احساساتی شده بودند و گریه میکردند ولی من تقریبا توانستم جلوی خودم را بگیرم.
الاخبار: عبارت مشهور «شریفترین مردم» را که آن روز گفتید از قبل نوشته بودید؟
سید حسن نصرالله: آن روز این عبارت در متن نبود. بسیاری از ایدهها در میانهی سخنرانی به ذهن فرد میرسد و اهمیت سخنرانی میان مردم همین است. اما آن طور که یادم میآید در نامهای که در میانهی جنگ به مجاهدان نوشتم، بخشی نیز خطاب به مردم بود که زیاد به آن پرداخته نشد و گمان میکنم این تعبیر در آن بخش بود.
الاخبار: گفته میشود که ۲۲ سپتامبر ۲۰۰۶ در لحظات آخر شما شخصا تصمیم گرفتید در مراسم حاضر شوید؟
سید حسن نصرالله: بله، در مورد حضور علنی یا ویدئوکنفرانسی بنده بحث وجود داشت. در نهایت موضوع به بنده و حاج عماد مغنیه سپرده شد. ما با هم در ساختمان مجاور محل جشن بودیم و در نیم ساعت آخر تصمیم نهایی را گرفتیم. حاج عماد میخواست جنبهی امنیتی را غالب کند و بحثی طولانی بین من و او صورت گرفت. در واقع من بودم که تصمیم حضور علنی را گرفتم و اگر آن روز اتفاقی میافتاد مسئولیتش بر عهدهی من بود. به حاج عماد گفتم چیزی بر عهدهی تو نیست و با توکل بر خدای سبحان آغاز کردیم.
الاخبار: شما بر اساس چه محاسباتی این تصمیم را گرفتید؟
سید حسن نصر الله: برای من روشن بود که سخنرانی از طریق ویدئوکنفرانس در آن جشن و با چنان حضور عظیمی مایهی دلسردی مردم خواهد شد. من از طریق تلویزیون مراحل آمادهسازی را دنبال میکردم. دیده بودم که مردم از بقاع و جنوب پیاده آمده بودند. از سوی دیگر، در اهمیت حضور علنی به لحاظ جنگ روانی بحثی نیست. به عبارتی محاسبات من سیاسی، روحی، اخلاقی، عاطفی و مردمی بود ولی به لحاظ امنیتی درک میکردم که وقتی پشت تریبون بروم احتمال دارد تریبون را با موشک بزنند. احتمال ۷۰ یا ۸۰ درصد نبود اما قابل توجه بود. یادم هست آن روز با حاج عماد توافق کردیم که یک ربع یا بیست دقیقه صحبت کنم ولی من از این زمان عبور کردم و حاج عماد مدام به من کاغذ میداد که تمام شد بیا پایین، تمام شد بیا پایین.
الاخبار: آیا بسنده کردن به بیست دقیقه سخنرانی به مدتی مربوط است که هواپیمای اسرائیلی برای رسیدن به آسمان آن منطقه نیاز دارد؟
سید حسن نصرالله: نه، منظور اختصار در حد امکان بود. این که آنها ۱۵ دقیقه وقت لازم دارند حرف دقیقی نیست.
جستجو

دغدغههای امت

-...
-
لبیک یا حسینگفتارهای عاشورایی سالهای ۱۴۳۲ تا ۱۴۳۵ قمریانتشارات خیمه
-
چرا سوریه؟سخنرانیها و مصاحبهها دربارهی سوریه از سال 2008 تا 2016 میلادیانتشارات جمکران
-
امام مهدی(عج) و اخبار غیبسخنرانی شبهای پنجم و هفتم و نهم محرم 2014 میلادیانتشارات جمکران
کتاب
