بیانات
سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در بیست و دومین جشن سالانهی فارغ التحصیلی دانشجویان عضو حزب الله
| فارسی | عربی | عکس | فیلم | فیلم | صوت |از مهمترین شاخصههای مقاومت لبنان، برادران و خواهران، مخصوصا در این تجربههای اخیر این است که مقاومت برای ایمان، توکّل، روحیه، عزم، تصمیم و استعداد بسیارش برای فداکاری، تا کنون و پس از این از علم، معرفت، تخصّص، تکنیکهای موجود، پیشرفتهای بشری و مادّی استفاده میکند. به همین دلیل است که دشمن اسرائیلی اعتراف میکند در سالهای اخیر به نبردی سوزان با مقاومت لبنان، در زمینهی نظامی، امنیّتی، رسانهای و جنگ روانی، وارد شده است. مقاومت لبنان تنها سر و دست نیست، در درجهی اوّل مقاومت عقلها و قلبهاست، قلبهای مؤمن، عقلهای عالم و متخصّص، بازوهای قوی و عزمهای راسخ…مقاومت بر ایمان، اراده، عزم، علم، تخصّص و برنامهریزی تکیه دارد، یعنی بر عقل، قلب، روح، جسم، جان، احساس و تمام نیروهای به ودیعت گذاشته شده در درون انسان…مسئلهی مهم اینجا این است که به عنوان ملّت و امّت، یا اکنون که به عنوان لبنانیان سخن میگوییم، به خویشتن و به مردان، زنان، پدران و فرزاندانمان متّکی باشیم. به عقلها و نیروهایمان برای تحصیل و تبیین علم و تولید علم اطمینان داشته باشیم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، الأخوة والأخوات: السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
في البداية أرحب بكم جميعاً وأسال الله سبحانه وتعالى أن يجعل حفلنا هذا عنوانا من عناوين الجهاد والجدّ والاجتهاد والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف النبيلة والشريفة التي وضعت على عاتق الإنسان منذ بدء الخليقة وتستمر معنا ومع كل الأجيال الآتية.
في البداية أيضا يجب أن أتوجه بالشكر والتحية والتقدير إلى جميع الأخوة والأخوات في التعبئة التربوية في حزب الله بعد مضي كل هذه الأعوام على تأسيس هذا الإطار التعبوي الجدي والمبارك، وتفضل قبلي مسؤول التعبئة التربوية وعرض جانباً من إنجازات هؤلاء الأخوة والأخوات. وأنا أيضاً أبارك لهم كل هذه الانجازات وكل هذه التضحيات وأشدّ على أيديهم وأدعوهم إن شاء الله إلى مواصلة العمل في هذا الإطار التربوي التعبوي المبارك والمجاهد والمخلص والصادق والمضحي والذي ـ بالفعل خلال كل السنوات الماضية، في كل المراحل، في مواجهة كل الصعوبات ـ كان حاضراً وبقوة في كل الساحات التربوية والطلاّبية والتعليمية والنقابية والسياسية والجهادية وإلى جانب المقاومة، وأسال الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم كل هذه التضحيات وكل هذه العطاءات.
أيضاً في هذا الحفل السنوي الذي نحتفل فيه ونلتقي فيه بآلاف الخرّيجين من أخوة وأخوات وأهاليهم الكرام، هذا المشهد نحن نعتز به ونفتخر به، وهذا المشهد نعتبره أحد هذه المشاهد، هذه المسيرة الجهادية والإيمانية والمباركة، ومعلم من معالمها البارزة والمهمة.
في هذه المناسبة وكما هي العادة في بداية كل حفل من هذا النوع أرى من الواجب أولاً أن أتوجه إلى الأهل الكرام، إلى الآباء والأمهات الذين نعرف جميعاً ظروفهم الصعبة كما هي حال الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني، في الزمان (الماضي) كان عندنا طبقة غنية وطبقة وسطى وطبقة مرفهة وطبقة فقيرة وحتى تحت خط الفقر. مع الوقت، الطبقة الوسطى تندثر والأغلبية الساحقة هي طبقة فقيرة أو ما دون الفقر، وبالرغم من هذا (ونحن ننتمي الى هذه الطبقة، ننتمي الى هذه الفئات الفقيرة والمحرومة والمستضعفة ماليا واقتصاديا طبعاً ولم تعد مستضعفة في الجوانب الأخرى) خرجنا من هذا الاستضعاف، اكتشفنا بعض عناصر قوتنا ودخلنا الى ساحة القوة (ونحن متهمون أن لدينا فائض قوة وهم مربكون ماذا سيفعلون بفائض هذه القوة). لكن للأسف في المجال الاجتماعي والمعيشي والاقتصادي والمالي، وهذه الأمور ترتبط بشكل أساسي بسياسات الدولة وسياسات السلطة والحكومات المتعاقبة، أهلنا الآباء والأمهات ينتمون إلى هذه الشريحة، ومع ذلك نجد الإصرار من الآباء والأمهات على تحمّل كل هذه الصعوبات من أجل أن يحصل أبناؤهم وبناتهم على مستوى تعليمي متقدم. هذه النقطة دائما جديرة بالتقدير وبالشكر وبالاهتمام ودائما أتوجه إلى كل أب وإلى كل أم وإلى كل معيل بالشكر الجزيل على هذا الإيمان، على هذا العزم، على هذا الفعل. كذلك يجب أن نتوجه إلى الجامعات والمعاهد التي احتضنت هؤلاء الأخوة والأخوات، إلى رؤساء وإدارات وأساتذة وإداريي هذه الجامعات الذين مكّنوا وساعدوا وساهموا في تحقيق هذا الإنجاز العلمي والحضاري والإنساني.
الشكر أيضاً إلى الأخوة والأخوات أنفسهم لأنهم كانوا من أهل التصميم على مواصلة الدراسة والبقاء على مقاعد الدراسة بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تحيط بهم وبعائلاتهم وبأهلهم، ونعرف أن بعض الأخوة والأخوات يعملون ويكدّون إلى جانب تحصيلهم العلمي ومواصلتهم للدراسة وهذا أمر على قدر بالغ من الأهمية ونحن نؤكد على هذا المعنى وعلى جميع شاباتنا وشبابنا، أخواننا وأخواتنا أن لا يغادروا مقاعد الدراسة مهما تكن الظروف السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والمعيشية. حتى في إطار الأخوة الذين أعطوا كل وقتهم للمقاومة يعرفون أن هناك برامج معينة وتشجيعاً دائماً، وهذا الأمر كان موضع عناية خاصة للشهيد القائد الحاج عماد مغنية (رحمة الله عليه) حتى في إطار الأخوة الذين أعطوا شبابهم وعمرهم للمقاومة، أنه كيف يمكن أن نجمع بين حضورهم الميداني الدائم في المقاومة وحضورهم في مقاعد الدراسة ومواصلتهم للتحصيل العلمي، وأنا أتوجه بالشكر إلى كل الأخوة والأخوات الخريجين وأشكرهم على دأبهم وسعيهم، وأبارك لهم فوزهم ونجاحهم الذي يتوّجُهُ حفلنا المبارك بحضور كل هذه الوجوه الطيبة والنيّرة وبحضور الأهالي الكرام.
مثل العادة أنا عندي فهرس بالذي أود أن أتحدث عنه في هذه الكلمة: كلمة من وحي المناسبة، ثانياً سأطلّ على ملف الاتصالات، ثالثاً تطورات موضوع المحكمة باعتبار أن هذا الموضوع شاغل البلد والمنطقة، رابعاً سأتحدث عن موضوع المعالجة ومساعي المعالجة والأفق المتاح، خامساً كلمة عن الغجر، وخاتمة في نهاية الكلمة.
بالنسبة إلينا أولا للتأكيد أن أي مسيرة تدعي أنها مسيرة إيمانية لا بد أن تكون مسيرة علم ومعرفة، لا يمكن التفكيك بين الإيمان وبين العلم والمعرفة، أمير المؤمنين (ع) في واحدة من خطبه في نهج البلاغة يقول: "أول الدين معرفته"، الجزء المقوّم للإيمان هو العلم والمعرفة، معرفة ما يؤمن به الإنسان ليؤمن به، ولا أعتقد أنه طوال التاريخ وما شهدنا من حضارات وإيديولوجيات ودعوات ومصلحين وفلاسفة أنه شهدنا دعوة إلى العلم والتعلم والمعرفة بالمستوى الذي كان يدعو إليه ويناشد به أولياء الله ورسل السماء منذ آدم عليه السلام ومنذ بدء الخليقة وصولاً إلى رسول الله محمد (ص)، وهذا القرآن الكريم الخالد الناطق بين أيدينا إلى قيام الساعة وهذا أمر طبيعي.
الله سبحانه تعالى دعا الإنسان منذ بدء الخليقة إلى طلب العلم والى التعلم وزوده بالعلم وبإمكانات العلم، بعد أن خلق آدم وأسجد له الملائكة. يقول الله عز وجل :"وعلّم آدم الأسماء كلها".
إذن القصة بدأت من هنا: العلم، "الرحمن خلق الإنسان علّمه البيان" كما أن خلق الإنسان هو من مقتضيات الرحمانية، فان تعليم الإنسان للبيان هو من مقتضيات هذه الرحمانية، قدرة الله أقدر الإنسان على أن يعلم وأقدر الإنسان على أن يعبّر ويبين ويشرح هذا العلم وينقله للآخرين. الرسالة الإسلامية تقول إن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.
في أي مجتمع بدأ هذا النداء؟ في مجتمع الأميين وكان يصعب عليهم وأصلاً كان خارج الاهتمام وخارج الطبيعة، لم يكن عندهم جَلَد على أن يتعلموا ويقرأوا ويكتبوا ولا كانت ظروفهم تساعد، من أهم عناوين رسول الله (ص) هو طلب العلم، ومن المعروف أنه في واقعة بدر عندما وقع بعض القرشيين أسرى بين يدي رسول الله (ص) أنا أعتقد لأول مرة في التاريخ تطرح فدية من هذا النوع لإطلاق سراح أسرى. دائماً كانت الفدية هي إما مال يدفع مقابل أسرى أو يطلق سراح أسرى مقابل أسرى، أما أن تكون الفدية أن يعلّم كل مشرك قرشي أسير عشرة من المسلمين القراءة والكتابة فهو أمر لم يسبق إليه أحد في تاريخ تبادل الأسرى أو افتداء الأسرى.
هذا هو العلم الذي أراد الإسلام لنا أن نبقى متصلين ومتواصلين معه ومع كل تطوراته ومستجداته حتى خارج حدود الزمان فكان طلبه مطلوباً ومشروعاً ومحبوباً ومشوّقاً إليه من المهد إلى اللحد، حتى في اللحظات الأخيرة ينقل لنا التاريخ قصص وروايات عن كبار كانوا يكتبون وكانوا يقرأون وكانوا يحقّقون وكانوا يناقشون القضايا العلمية وهم في مرض الموت وهم في الساعات الأخيرة من حياتهم.
اليوم أيها الأخوة والأخوات نحن عندما نهتم بهذا المجال، ندخل هذه الساحة، ساحة التعلّم والتعليم والتحقيق والدراسة، أولاً نحن نتقرب إلى الله في هذا الأمر وهذا من مصاديق العبادة، من مصاديق ما يُتقرب به إلى الله لأن كل أمر محبوب لله ومرضي لله ومطلوب لله يمكن التقرب به إلى الله عزّ وجل، وليس فقط مما يتقرب، وإنما من أعظم ما يتقرب به إلى الله مما حدثتنا به الآيات والروايات هو التعلّم والتعليم والعمل بما تعلمنا وبما علّمنا حتى أن السيد المسيح عليه السلام يقول: "من تعلم لله وعلّم لله وعمل لله نودي في ملكوت السموات عظيماً"، أي كما هو عظيم في الأرض، إذا التفت أهل الأرض إلى عظمته ولأن مقاييس العظمة في الأرض مختلفة قليلاً ومختلة أحيانا إلا أنه ينادى به في ملكوت السموات عظيماً. هذا هو المقام والدرجة التي تمنحها رسالات السماء ورسل الله سبحانه وتعالى للمتعلمين والمعلمين والعاملين بعلمهم بما ينفع الناس.
وثانياً إن سلوكنا العلمي والتعليمي والتربوي يمكّن من بالتحقيق، و ما يسمى بالإخراج من القوة الى الفعل، إيجاد الطاقات البشرية الحقيقية الخارجية التي يمكنها أن تستخرج كل هذه الخيرات والطاقات المودعة في الوجود وفي الكون وفي الأرض التي سخرها الله سبحانه وتعالى لخير الإنسان. عندما استخلف هذا الإنسان في الأرض واختار الله سبحانه وتعالى أن يوجد خليفة له في الأرض جعل من جملة أهداف هذا الاستخلاف هو إعمار الأرض وإعمار الحياة وإعمار البشرية. ولا يمكن إعمار الأرض بالجهل وبالظلام وبعدم القدرة التي يمكن أن تمكّن الإنسان من توظيف كل هذه الإمكانات والطاقات التي أودعها الله سبحانه وتعالى في هذا الوجود وفي هذا الكون.
عندما ندخل إلى أي مجتمع ثانٍ، إلى أي بلد، مثل بلدنا لبنان أو أي بلد في المنطقة، من الواضحات من البديهيات أننا عندما نتحدث عن بقاء شعبٍ، عن بقاء بلد عن بقاء كيان، أمة، حضارة، إذا كنا نريد أن نتحدث عن قيامها وعن بقائها وعن حمايتها وعن إصلاحها وعن تطويرها لا يمكن أن نتحدث عن تحقيق أي شيء من هذا بمعزل عن العلم والمعرفة والتطور العلمي وهذه من البديهيات. حتى وصولاً إلى الاستقلال، إن من أهم عناصر استقلال أي أمة، أي شعب، أي كيان، أي دولة هو أن تتوفر لديه القدرات والطاقات العلمية البشرية التي تستطيع أن تؤمن له كل من المجالات، من الحماية الأمنية إلى الحماية العسكرية إلى الإصلاح، إلى التطوير، إلى الإدارة، إلى القدرة على معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية إلى .. إلى.. إلى. إذا أراد أن يكون مجتمع إنتاج وليس مجتمع استهلاك، مجتمعاً سيد نفسه وليس مجتمعاً تابعاً كل هذا شرطه هو العلم والمعرفة والتخصص.
ونحن أمة قادرة، أمة تملك الإمكانات الفطرية والطبيعية كبقية البشر، لا نريد أن نتكلم كما تتكلم بعض الشعوب بفوقية، نحن لا نقلّ عن أي شعوب أخرى وعن أي أمم أخرى، لكن نزيد عليها بأننا ننتمي إلى تاريخ وإلى حضارة لديها من العلم والتراث والثقافة والخبرة والتجربة والإمكانات الهائلة، وهذا ما يجب أن نضعه نصب أعيننا ونعمل عليه، لدينا الآن تجربة حية ومجاورة. دائماً كنا نتكلم عن اليابان، كيف خرجت من الحرب وكيف تطورت وكيف استطاعت أن تُعالج اقتصادها وكيف استطاعت أن تواجه وأن تعبر أزمتها. واليوم نحن لدينا نموذج مجاور هو إيران. إيران التي منذ سنوات وضعت برنامجاً ليس لانتقال العلم واكتساب التجربة وانتقال الخبرات العلمية المتوفرة في العالم، كلا حيث إن سماحة الإمام الخامنئي طرح عنواناً واضحاً: إنتاج العلم، أن على الإيرانيين، على العلماء الإيرانيين، على أساتذة الجامعات، على طلاب الجامعات، على الشباب الإيراني أن يُنتج العلم، وليس أن يؤلف وأن يستنسخ بل أن يُنتج العلم. والآن مشكلة إيران مع الولايات المتحدة الأميركية ومع بعض الدول الكبرى في العالم هي مشكلة أن هناك دولة أخذت قراراً ورسمت أولوية وصرفت موازنات ووضعت خططاً وبرامج لتكون دولة من أرقى الدول العلمية والمنتجة للعلم في العالم. والمخطط الاستكباري الاستعماري لبلادنا وعالمنا العربي والإسلامي الثابت هو كيف نبقى تابعين ومستهلكين ومُقلدين، مقبول أن ننسخ ولكن ليس كل شيء، أما أن نُنتج وخصوصاً أن نُنتج علماً ونحن الأمة الأقدر على أن تنتج علماً، فهذا أمر ممنوع، ولذلك يُواجه بالضغط السياسي وبالتهديد العسكري وبالعقوبات الاقتصادية وما شاكل. وهذا دليل أهمية، عندما نصبح شعباً يُنتج علماً هذا يعنى أننا جديرون بالسيادة والاستقلال والحرية والوجود والاستمرار والبقاء. وهذا ما يجب أن نضعه أيضاً في لبنان نصب أعيننا، ويكون هذا هو الميزان، أن تكون البرامج التي تُنتج العلماء من كل الاختصاصات. طبعاً لبنان هو متقدم هو الأول في إنتاج أمورٍ أخرى أنا لا أُريد أن أتحدث عنها. ويريدوننا أن نبقى كذلك ويُشجعوننا على ذلك ويعتبرون هذا ثقافة حياة، الحياة الحقيقية هي في ظل الخبرة والعلم والمعرفة والتخصص والاستقلال والسيادة والاقتدار الوطني.
من أهم مميزات المقاومة في لبنان أيها الأخوة والأخوات وخصوصاً في هذه التجربة الأخيرة أنها مقاومة إلى جانب إيمانها وتوكلها وبعدها الروحي وعزمها وتصميمها واستعدادها الكبير للتضحية، أنها مقاومة كانت وما زالت تستند إلى العلم والمعرفة والتخصص والتقنية المتاحة وتطوير إمكاناتها البشرية والمادية، ولذلك العدو الإسرائيلي هو الذي يعترف بأنه منذ سنوات يخوض صراع أدمغة مع المقاومة في لبنان، على المستوى العسكري وعلى المستوى الأمني وعلى المستوى الإعلامي وعلى مستوى الحرب النفسية. المقاومة في لبنان ليست مجرد سواعد وزنود، هي بالدرجة الأولى مقاومة عقول وقلوب، قلوب مؤمنة وعقول عالمة ومتخصصة وسواعد قوية وعزم راسخ، لذلك انتصرت المقاومة عام 1985 في الانتصار الأول المنسي عندما اضطر الصهاينة أن يخرجوا من بيروت والجبل وجزء من البقاع الغربي وصيدا وصور والنبطية ليختبئوا خلف التلال في الجنوب. وكان الانتصار في عام 2000 وكان الانتصار في عام 2006، وهذه المقاومة المستندة إلى الإيمان والإرادة والعزم والعلم والتخصص والتخطيط، يعني إلى العقل والقلب والروح والجسد والنفس والعاطفة وكل الطاقات المودعة في الإنسان هي مقاومة ستنتصر في أي مواجهة آتية إن فُرضت مواجهة آتية على لبنان.
وعلينا أن نستمر في هذا السياق وفي هذا الخط وفي هذا المسار، المسألة المهمة هنا هي أن يكون لدينا كشعب وكأمة ـ وإذا تكلمنا كلبنانيين ـ أن يكون لدينا ثقة بأنفسنا وثقة برجالنا ونسائنا وبأبنائنا وبناتنا، وثقة بعقولنا وقدرتنا على تحصيل العلم وعلى تبيين العلم وعلى إنتاج العلم، ولا ينقصنا شيء ولا ينقصكم شيء على الإطلاق. وكل عقد الضعف والنقص ومشاعر الحقارة وأننا نحن أمة متخلفة وأمة ليس لديها أفق وليس لها مستقبل، وأمة عاجزة وأمة واهنة وأمة غير قادرة أن تعمل شيئاً، هم حاولوا أن يقنعوننا به وأن يزرعوه بأذهاننا وساعدهم عليه كثيرون من أبناء جلدتنا ولكنه باطل. الحق أننا أمة قادرة ولديها إمكانات هائلة جداً وأنا أقول لكم نحن نقترب أكثر من أي زمان مضى ليكون هذا المستقبل صنع أيدينا، وإمكاناتنا مُلك أمتنا وشعوبنا في هذه المنطقة، نحن هذا الجيل المؤمن العالم المتعلم المقاوم المجاهد الجاد المسؤول، هو الذي سوف يشهد إن شاء الله القيام الكبير لهذه الأمة والانهزام الهائل لكل القوى الناهبة والمستعمرة والمستكبرة والمسيطرة والمصادرة لقراراتنا وخيراتنا وثرواتنا ومصائرنا، ولكن علينا أن نُواصل العمل في هذا الطريق.
من النتائج أنتقل إلى نقطة الاتصالات، من نتائج هذا المعنى ومن نتائج هذا الجهد. نعم استطاع خبراء لبنانيون واختصاصيون لبنانيون في مجال الاتصالات، وهو من المجالات العلمية والتقنية المعقدة والمهمة والمتطورة جداً أن يُحققوا إنجازاً علمياً وتقنياً نُوصّفه أنه إنجاز وطني ووقائي وأمني ـ في الوقت نفسه ـ كبير جداً وتاريخي جداً بالنسبة للبنان وبالنسبة لكل دول وحكومات وشعوب المنطقة. وهذا الإنجاز الذي تم التعبير عنه في المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبل أيام برئاسة معالي وزير الاتصالات وحضور رئيس اللجنة النيابية للإعلام والاتصالات ورئيس الهيئة الناظمة للاتصالات وعدد من خبراء الاتصالات من سيدات وسادة، الذين نتوجه إليهم بالشكر الكبير بهذا اليوم وفي هذه المناسبة، عبّروا من خلال هذا المؤتمر الصحفي عن هذا الإنجاز. وضعوا بين يدي اللبنانيين وكل العالم حقائق واقعية وعلمية وتقنية لا أدري إلى أي حد كانت متابعته والاهتمام به، والذي يجب بطبيعة الحال أن يكون كبيراً، لأن ما تم كشفه وما تم شرحه هو لا يعني المقاومة وحدها أو الجيش اللبناني أو القوى الأمنية أو الأمن السياسي أو الأمن الأمني وإنما هو يعني كل اللبنانيين، أمنهم السياسي وأمنهم الأمني وأمنهم الاجتماعي وأمنهم الاقتصادي وحياتهم وخصوصياتهم الشخصية لأنه من خلال الاتصال واستخدام وسائل الاتصال من خليوي وما شاكل كل أمورنا في الهواء، المعلومات والأسرار وأماكن التواجد والحركة كل شيء. جاء هذا الجهد العلمي والتقني ليقدّم للبنانيين محصلة مهمة جداً وليكشف أمامهم حقيقة كبرى وهي أن هذا المجال مستباح من قبل الإسرائيليين، يعني إذا أخذت النتائج، هم عرضوا وقائع واستدلالات ومعطيات، هم أهل اختصاص وكلنا استمعنا إليهم، أنا عليّ أن أخذ النتائج لأتوقف عندها قليلاً، في المحصلة الكبرى هم يقولون لنا:
ـ إن قطاع الاتصالات الذي هو قطاع مهم جداً ويدخل في كل شيء، يدخل في الأمن والعسكر والمدارس والجامعات والاقتصاد والتجارة والبيع والشراء والبنوك والبورصة في كل شيء وبالحياة الشخصية وبالعلاقات الشخصية وبالأعراض الشخصية وإلى ما هنالك، هذا القطاع، هذا المجال، هذه المساحة من حياتنا المهمة والخطيرة والحساسة أولاً هي مستباحة من قبل الإسرائيلي.
ـ هي مسيطر عليها من قبل الإسرائيلي، ليست فقط مستباحة وإنما هي تحت السيطرة يستطيع أن يتحكم بها وأن يلعب بها وأن يُؤثر فيها، وليس فقط هي مستباحة بمعنى أنه يُحيط بمعطياتها ومعلوماتها وأسرارها وتفاصيلها، وهذا أمر طبعاً يجب أن ننظر إليه جميعاً في لبنان على درجة عالية جداً من الخطورة، أنا طلبت من الإخوة ـ حتى لا أقول هذه هي استنتاجاتي ـ لأنهم أهل اختصاص أن يعطوني النتائج، يعني أن أقول أنا للناس هذه النتائج وأن أُذكرهم وأن ألفت نظرهم إلى نتائج هذه الاستباحة وهذه السيطرة وهذا الاختراق الإسرائيلي الفني التقني والبشري.
النتائج أقولها بعناوين سريعة وهي معلومة لديكم لكن من أجل أن نُجمّع الفكرة:
ـ التنصت والاستماع على المكالمات الهاتفية، حيث لا يوجد أحد محمي، والذي يظن أن تلفونه أو الخليوي لديه هو مشفر أو غير مشفر، مرمّز أو غير مرمّز، الإسرائيلي يسمع كل شيء.
ـ التنصت والاستماع على المكالمات الهاتفية والإطلاع على الرسائل القصيرة (أس أم أس) التي يجريها أي مشترك على الشبكة اللبنانية.
ـ الإسرائيلي لديه قدرة ويستطيع بالفعل الحصول على بيانات المشتركين والاتصالات (الداتا)، والتي تتضمن كافة المعلومات الشخصية عن حامل الهاتف وتفاصيل مكالماته الهاتفية، والأخطر من هذا تحديد مكانه جغرافياً، فعندما تتكلم بالتلفون فإن الإسرائيلي يعرف أين أنت بالضبط، يحدد مكانك يعني الزمان والمكان، هو يحددك ويلتقطك.
ـ تعقب وتتبع مستخدمي الهاتف الخليوي أو العادي وبشكل لحظوي ونقطوي، يعني أنه يستمع إليك من خلال الاتصال، وعندما أنت تمشي بالسيارة فإنه (أي الإسرائيلي) يكون معك، يعني عندما تتكلم بالتلفون في صيدا وصرت تتكلم ببيروت وصرت تتكلم بجونية ثم أكملت إلى طرابلس هو( الإسرائيلي) يكون معك يحدد لك مكانك وأين أنت بالضبط وماذا تتكلم.
- إستنساخ كرت أي هاتف يعني ال (سيم كارت) بحيث يمكنهم ـ وهذا هو الأخطر والجديد بالنسبة لدينا جميعا ًـ إجراء مكالمة أو إرسال رسالة، أي أنه يستطيع أن يعمل نسخة عن كارت الهاتف لديك، نفس الكرت هو ذاته، بحيث يستطيع أن يستخدم هذا الرقم والذي هو رقمك، ويقوم بإجراء إتصالات برقمك وباسمك وأنت ليس لديك علم بذلك، ويستطيع جعل هذا الرقم يتواجد في أمكنة وأزمنة أنت أصلاً لست متواجداً فيها وبعيد عنها عشرات الكيلومترات، هذا الأمر بات مثبتاً والذي لديه نقاش فني وتقني فليأتِ ليُناقش، هذا الموضوع ليس موضوع خطابات وشعارات وخطب حماسية، هذا كلام علمي تقني، والذي لديه نقاش فليتفضل ويأتي ليناقش. المؤتمر الصحفي والخبراء يقولون ذلك، الخبراء بالخارج يقولون ذلك، وهذا يتأكد أيضاً معنا من خلال التجربة خصوصاً ما يتصل بإخواننا في المقاومة. إذاً إستنساخ الكرت الذي يعود إلى أي هاتف بحيث يمكنهم (أي الإسرائيليون) إجراء مكالمة أو إرسال رسالة منتحلين هوية الرقم المستنسخ، بحيث يظهر في البيانات والتي تتبين في الداتا، أن صاحب الهاتف الأصلي هو الذي استعمل خطه في حين أن الإسرائيلي هو الذي يستعمل الخط بدلاً عن صاحب الهاتف الأصلي.
ـ إجراء مكالمات وتبادل رسائل قصيرة والتنقل في أماكن باسم الشخص المستهدف أي صاحب الهاتف الأصلي، ومن دون علمه، ويستطيعون أن يعملوا خطّين أو ثلاثة خطوط أو خمسة خطوط ويُحركونها مع بعضها في أزمنة وأمكنة مختلفة وأصحاب هذه الخطوط لا علم لهم لا من قريب ولا من بعيد.
- التلاعب بزمان ومكان حامل الهاتف، بحيث يتمكن العدو من إظهار تواجد أي شخص في مكان يبعد عن مكان تواجده الفعلي عشرات الكيلومترات، أي أنه يستطيع أن يجعل تلفونك ورقم تلفونك يتكلم من بيروت وأنت موجود في صيدا، ويجعل تلفونك يتكلم في بعلبك وأنت متواجد في بنت جبيل. هذا الأمر ثبت تقنياً وعلمياً.
- الأخطر أيضاً، غير الإستنساخ أي أنه يعمل كرت جديد، الأخطر من هذا كله أنه (أي العدو) قادر أن يزرع لك في الهاتف لديك، فهذا التلفون الذي لديك في داخله يوجد كرت ورقم كذا وكذا، يستطيع أن يزرع بوسيلة من وسائله التقنية رقم هاتف رقماً آخراً، غير الرقم الرسمي الذي لديك، يزرعه بالتلفون الذي لديك (بالجهاز الذي لديك) ويعمل إتصال من الجهاز الذي لديك بالرقم الآخر ويتلقى اتصالاً من الرقم الآخر، وهذا الأمر هو الذي فعلوه، نحن لدينا الهواتف موجودة، وعندما تُكلم عن ثلاثة مقاومين من إخواننا بأن هؤلاء هم عملاء لإسرائيل، نحن ذهبنا لفتح تحقيق مفصل وتم الدخول إلى الموضوع بشكل تقني، واستعنّا بخبراء في هذا المجال وفي هذا الاختصاص، وحتى أننا لجأنا إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وقلنا لهم أنتم جماعة لديكم خبرة ولديكم إمكانات وتفضلوا لتساعدونا، طبعاً لم نلجأ إلى مكان آخر لأن المكان الآخر هو مقتنع بأن هؤلاء(أي الثلاثة المقاومين) هم عملاء ولا تناقشوا. بالبحث ظهر أنه في قلب الهاتف يوجد خطان، الخط الكرت الرسمي للأخ مشتريه ورقم هاتف رقم آخر تم زرعه في هاتف الأخ، ويمكن أن يُزرع في تلفوناتكم أرقام أنتم لا تعرفونها ويتم الاتصال بهذه الأرقام من قبل العدو الإسرائيلي، وهذا يُحقق للعدو مجموعة مكاسب، إذاً زرع هاتف خليوي كامل يتضمن هوية مشترك الخليوي زائد رقم متسلسل لماكينة الهاتف غير مرئي وغير معلوم للمستخدم داخل هاتفه الخليوي، بحيث يظهر الهاتفان متلازمين بالحركة، وهذا أحد مصاديق التزامن، يعني أنه يوجد رقم يمشي معك وإنت ماشي، أينما تذهب هو ماشي معك، هو ليس لك لكن هو محسوب عليك، وهنا يجب أن نتوجه في الحقيقة بالتحية إلى الإخوة الفنيين في المقاومة وإلى الضباط الفنيين في مديرية المخابرات وكل التقنيين الفنيين في وزارة الإتصالات والهيئة الناظمة للإتصالات على الإنجاز النوعي لاكتشافهم سر هذه التقنية المتطورة جداً، هذا اكتشاف لبناني، وأي أحد لديه نقاش أيضاً في هذا الموضوع، هذا ليس كلام خطابات وشعارات بل هذا كلام علمي، تفضلوا هذه هي الهواتف المزروع فيها خطوط والتي يمكن زراعة خطوط فيها ويتم شرح الموضوع لكم وقد شرحوه بالمؤتمر الصحفي. زرع هذه الأرقام أو صناعة هواتف أخرى في هواتف الإخوة بالمقاومة أو غيرهم يُمكّن العدو أولاً من التنصت على مكالمات هؤلاء الإخوة، وثانياً تحديد أماكنهم وهم مستهدفون على كل حال، ثالثاً: التنصت المحيطي: فليس فقط يستطيع العدو أن يسمع الكلمات وإنما يتحول الهاتف إلى وسيلة تنصت على ما يجري في الغرفة أو في الجلسة أو في المكان، ما يُقال من أحاديث كله يتم عبوره عبر الهاتف والخط المزروع في هذا الهاتف.
ولذلك، (هنا بين هلالين طبعاً): هناك الكثير من الناس في لبنان تم اعتقالهم واستدعاؤهم على قاعدة الاتصالات وتحليل الاتصالات ووجهت إليهم تهم عمالة ثم ثبت أنهم ليسوا عملاء وإذا أحبوا نظهر لهم لائحة، لكن ليس اختصاصي أن أقدّم أسماء، هناك لائحة طويلة عريضة لأناس استدعوا إلى فرع المعلومات وإلى مديرية المخابرات على أساس أنهم عملاء وبناء على تحليل الاتصالات وبعد التحقيق معهم وشرح الأمور تبين أنهم ليسوا عملاء وأن هناك التباساً في الموضوع، وبالتالي هذا أمر يجب الانتباه له لأنه يتسبب بالإساءة للأشخاص، وأحياناً مجرد أن يستدعى شخص ما فإن هذا الموضوع يسرّب في لبنان ويصبح المتهم محكوماً بالعمالة وتجري الإساءة له ولعائلته ثم يظهر لاحقاً أن هذا ليس دليلاً كافياً أو ليس معتداً به ولا يمكن البناء عليه. كما أنه من خلال النتائج ثبت أن الإسرائيلي يمكنه التلاعب بسجلات الاتصالات (الداتا) من خلال إضافة أو حذف بعضها أو التعديل على قسم من بيانات سجلات أرقام محددة. أنا لا أريد أن أدخل في الموضوع الفني، وإنما أريد أن أقول أن هذه المحصلة. هذه المحصلة أعود وأقول تعني أمرين: الأمر الأول فيه استباحة وثانياً هناك سيطرة إسرائيلية على قطاع الاتصالات في لبنان.
عندما معالي وزير الاتصالات وكل الفريق الذي تحدثت عنه قبل قليل قدّم هذه المعطيات في المؤتمر الصحافي، طبعاً، قدّمها بناء على طلب بالإجماع من قبل لجنة الاتصالات النيابية في مجلس النواب التي قالت له هذه الحقائق تعني الشعب اللبناني فاشرحها لهم، فقام معالي الوزير والفريق الذي تصدى في المؤتمر الصحافي وشرحوا هذا الموضوع، وبالتالي، نحن أمام انجاز وطني وعلمي وأمني كبير جداً عبّر عنه المؤتمر الصحافي.
بعد المؤتمر الصحافي ما هي مسؤوليتنا، وكيف يتم التعاطي مع هذه الحقائق، مع هذا الكشف، مع هذا الانجاز.
في النتائج التي عرضها المؤتمر الصحافي هناك تأثير في جانبين: الجانب الأول هو الموضوع الإسرائيلي، هناك بلد اسمه لبنان وهناك عدو اسمه إسرائيل وإسرائيل مستبيحة لهذا البلد ومسيطرة على قطاع الاتصالات، هذا جانب. والجانب الثاني يوصل إلى موضوع التحقيق الدولي والمحكمة الدولية وطبيعة الأدلة التي يريد المدعي العام أن يستند إليها في القرار الظني.
هناك أناس في لبنان خلطوا بين الجانبين، أنا اليوم أقول: دعوا الجانب الثاني جانباً أي الذي له علاقة بالمحكمة وبالتحقيق الدولي وبلمار والاتصالات الدولية، وتعالوا للجانب الأول، وقصة المكايدة والصراع السياسي والاستهداف السياسي دعوه جانباً.
نحن اللبنانيون لدينا بلد وجيش وقوى أمن وإدارات ومؤسسات وشعب يتحدث على الهواتف ويمكن أن يكون أكثر شعب يمتلك أجهزة الخليوي وكله يتحدث عبر الخليوي. هناك أهل اختصاص يأتون ويقولون هذا مستباح وهذا مسيطر عليه والإمكانات المتاحة للعدو هي (كَيت وكَيت). أولاً، ألا يستحق هذا الأمر الإدانة من قبل كل المسؤولين في الدولة اللبنانية، رؤساء، وزراء، نواب؟ ألا تستحق هذه الاستباحة الإسرائيلية والاعتداء الإسرائيلي الخطير جداً على الأمن وعلى السيادة، ولكن هو أخطر على أمن الناس على أمننا الشخصي كلبنانيين وعلى أمننا القومي كدولة وكمجتمع وكشعب ألا يستحق الإدانة ورفع الصوت كما تحدثت في آخر خطاب: أعطيتكم نماذج عن بلع الألسنة، وهنا أيضاً كثيرون بلعوا ألسنتهم! في وجه من؟! في وجه إسرائيل!
هذا انجاز للدولة حققته وزارة الاتصالات، هذه جهة رسمية صنعت إنجازاً من هذا النوع وتقوم بحماية البلد كما تقوم بإثارة مشكلة كبيرة يواجهها البلد. هناك قادة سياسيون رسميون وحزبيون بلعوا ألسنتهم، وكأنه لم يحصل شيء ولم يطرح شيء ولا توجد استباحة من هذا النوع ولا توجد سيطرة من هذا النوع ولا يوجد عدوان من هذا النوع!
في المؤتمر الدولي الذي شاركت فيه وزارة الاتصالات والوفد المرافق لها، المؤتمر الدولي أدان إسرائيل وقوى سياسية في لبنان سكتت عن إدانة إسرائيل؟ على ماذا يعبر هذا؟ هذه الوقائع والتطورات السياسية تكشف الناس وتكشف هوياتها وماهياتها وحقيقتها وخلفياتها وغاياتها وكذبها وصدقها، من يعتبر أن إسرائيل عدو أضعف الإيمان أن يدين عدوان هذا العدو!
أولاً، هذا يقتضي أن يدين الناس هذا العدو، وإذا كنتم لا تريدون أن تشكروا وزارة الاتصالات لأن وزير الاتصالات لا يعجبكم فهذا شأنكم ـ هذه لعبة أولا صغار وعقول صغيرة ونفوس حاقدة ـ لكن تحب الوزير أو لا تحبه، تحب الوزارة والهيئة الناظمة والخبراء أولا تحبهم، هناك إنجاز وطني كبير يجب أن يتوجه كل لبناني بالشكر إليهم على هذا الانجاز.
ثانياً: ما هي خطة الدولة؟ هذا يتطلب وضع خطة، لا أريد أن أستبق الأمور، لكن هذا يتطلب وضع خطة لمنع هذه الاستباحة، لمنع هذا العدوان، لحماية قطاع الاتصالات، لحماية الأمن الشخصي والأمن القومي، هذه مسؤولية الدولة وليست مسؤولية المقاومة أو وزارة الاتصالات لوحدها، هذه مسؤولية دولة، أين هي الدولة عن هذه المسؤولية؟ يمكن أن لا نطالبهم الآن، لكن بعد أن ينعقد مجلس الوزراء يجب علينا جميعاً أن نطالبهم، وهذا الموضوع لا يشترط عقد مجلس وزراء، هناك وزارات وجهات ومؤسسات معنية بحسب وظائفها الرسمية أن تبدأ من الآن وضع خطط جدية وحقيقية لمواجهة هذه الاستباحة وهذا العدوان.
لكن إذا دخلت إلى الجانب الثاني في موضوع الاتصالات الذي هو بالحقيقة من يدفع كثيراً من الناس ليسكتوا ويبلعوا ألسنتهم، وعلى العكس أحياناً يمكن أن يأتوا ويشككوا. فأنا مثلاً لم أجد في كل ردات الفعل نقاشاً علمياً لمضمون المؤتمر، نعم شاهدت أناس قالوا التوقيت مشبوه؟ شو التوقيت مشبوه؟ هناك أناس مخلصون اكتشفوا هذه الحقيقة فسارعوا للتعبير عنها ولكشفها أمام اللبنانيين، هذا توقيت مشبوه؟ التأخير مشبوه، التأخير خيانة وطنية، وليسالمسارعة إلى وضع هذه الحقائق التي تم اكتشافها مؤخراً بعد اعتقال عملاء في قطاع الاتصالات والجهد العلمي والفني الذي بذل لاكتشاف هذه الحقائق حيث تمت المسارعة إلى إعلان هذه الحقائق أمام الرأي العام اللبناني. لماذا هم سكتوا؟ لماذا هم مرتبكون؟ بكل بساطة السبب الحقيقي والواقعي هو أن هذه المعطيات تعني بأنه يا سيد بلمار أنت ذاهب باتجاه شيء تسميه دليل اتصالات، هذا الدليل ليس دليلاً، هذا الدليل ليس له أي قيمة على الإطلاق. هم لا يريدون أن يسلّموا بهذه النتيجة، ولذلك منهم من سكت ومنهم من ناقش بالتوقيت المشبوه، وأنا أدعوهم لإجراء نقاش فني علمي تقني.
أنتقل إلى مستجدات المحكمة، موضوع المحكمة كل فترة يجرون تعديلات على القوانين المتعلقة بها وقواعد الإثبات والإجراءات. هناك محكمة مفوّضة من مجلس الأمن أن تضع الهياكل التي تريدها وتضع القوانين التي ترغب بها أي هي نفسها سلطة تشريع وسلطة قضاء وتفعل ما تشاء وتعدّل ما تشاء متى تشاء بما تشاء! عجيب هذه السلطة العظيمة المعطاة لهذه المحكمة! قبل مدة سمعنا أنه حصلت بعض التعديلات، أنا لا أريد أن أدخل بنقاش قانوني، لكني أريد أن أسأل وأستفسر وأستغرب، نحن سألنا بعض الخبراء القانونيين، بعض الدستوريين، بعض المحامين، أعطونا أجوبة ، لكن أنا لا أدعي أن الوقت كان كافياً حتى لا أطلق نتائج قاطعة، لكن ما سمعناه من هؤلاء الخبراء القانونيين يكفي لطرح أسئلة على الرأي العام ونتوقف عندها قليلاً:
السؤال الأول: نحن نعرف أنه في داخل الدول، فمثلاً في لبنان تحصل محاكمة غيابية، لكن لاحقاً عندما يأتي المتهم أمام المحكمة، يُعتبر الحكم الغيابي لاغياً ويجرون له محكمة حضورية ويحاكموه.
سألنا هل توجد سوابق لمحاكمات غيابية في المحاكم الدولية؟ الذين سألناهم، ولا أدّعي استقراء تاماً، لكن يكفي طرح السؤال، قالوا لا توجد سابقة، يعني في المحاكم الدولية لا توجد سابقة إصدار أحكام غيابية وإنما يصدر قرار ظني أو قرار اتهامي، لكن لا يحاكم إلى حين جلب المتهم وعندما يأتي المتهم فيجرون له محاكمة ويصدرون بحقه حكماً، إلا بهذه المحكمة.
السؤال الثاني: هل توجد سوابق مثلاً في المحاكم الدولية لها علاقة بالتكتم على الشاهد؟ يبدو هذا الموضوع ليس له سابقة ليس في المحاكم الدولية فقط بل حتى في المحاكم داخل الدول يبدو ليس له سابقة، ومع ذلك سؤال؟ هل يصح أن تحكم على الناس والشاهد متكتم عليه، يعني لا يستطيع المتهم أن يناقش الشاهد ويسأله ويقول له أنت تشهد عليّ، أنت أين كنت وأين رأيتني وفي أي وضعية شاهدتني، لا يقدر أن يسأله ولا محامي الدفاع يستطيع، لأن هناك تكتماً على الشاهد. هذا ليس له سابقة لا في المحاكم الدولية ويبدو حتى في المحاكم العادية المدنية والعسكرية يمكن أن لا يكون له مثيل، لكن هذا في حد ذاته يلقي علامة استفهام.
هل هناك سوابق في قبول شهادات خطية من الشاهد دون حضوره أمام القضاة أو أمام المحامين أو في جلسة المحكمة؟ أيضاً يوجد نقاش في هذا الموضوع. لكن في قضية حساسة وخطيرة من هذا النوع عندما يتم التساهل في وسائل إثبات، حتى لو قلنا نعم هذا حصل في محكمة ما في العالم، لكن نحن أمام قضية حساسة، وأمام قرار ظني حسّاس وأمام إدانة حساسة تعني مصير بلد، تعني مستقبل بلد. أريد أن أسأل كل طلاب العدالة في لبنان من الكبار إلى الصغار الذي يخرج ويقول لك المحكمة مستمرة والعدالة آتية! أي عدالة هي الآتية؟! هل التساهل في وسائل الإثبات، هذا مؤشر على انجاز عدالة وتحقيق عدالة؟ هل مسار التحقيق خلال خمس سنوات هو مؤشر على إنجاز عدالة وتحقيق عدالة، أو كل التجربة السابقة وكل التجربة الحالية تقول إن هناك محكمة تقوم بتكييف قوانينها وإجراءاتها وقواعدها بالطريقة التي تسهل عليها إصدار حكم سياسي معد مسبقاً.
وأنا أحب أن أقول لكم من الآن، هذا سوف نتركه للنقاش القانوني، إذا كان هناك محكمة في العالم هي الأضعف والأوهن من الناحية القانونية والقضائية وإجراءات العدالة ومعايير تحقيق العدالة، فهي هذه المحكمة الدولية.
كثيرون يأتون ويقولون إنه في مواجهة الأزمات علينا اللجوء إلى المؤسسات الدستورية، ودائماً يلاحقوننا بالدستور والمؤسسات الدستورية، أنهم هم دستوريون وقانونيون وأهل دولة ونحن ميليشيات وعصابات خارجة على القانون، أريد أن أطرح عليهم سؤالاً: هل هذه المحكمة بالمقاييس اللبنانية الدستورية والقانونية هي دستورية؟ هي من نتاج المؤسسات الدستورية اللبنانية؟ فليدّعوا ويقولوا نعم !
في المرحلة المقبلة إن شاء الله سيتم عقد مؤتمر صحافي لتقديم رؤية قانونية ودستورية حول هذا الموضوع، هذه رؤية تستند إلى تحقيقات وإلى دراسات العديد من الخبراء الدستوريين والقانونيين في لبنان وفي الخارج، والمحصلة واضحة: هذه محكمة لا علاقة لها لا قانونياً ولا دستورياً بلبنان ولا بالمؤسسات الدستورية في لبنان. نعم، هذه قرار مجلس أمن، مجلس الأمن الذي قسّم فلسطين، مجلس الأمن الذي اعترف بوجود إسرائيل، مجلس الأمن الذي يقوم بتغطية كل العقوبات المفروضة على حكومات وشعوب في العالم، مجلس الأمن الذي هو ألعوبة في يد الولايات المتحدة الأميركية، هذا قرار مجلس أمن؟ صحيح. تقول لي هذه شرعية دولية، فنحن لدينا رأي بالشرعية الدولية. هذا قرار دولي؟ صح. لكن هذا شرعية لبنانية، شرعية مؤسسات لبنانية؟ كلنا يعرف كيف تمت مناقشة موضوع المحكمة وكيف تم التهرب من الحكومة وكيف رفضوا أن يعطوا وقتاً حتى يناقش وزراؤنا، وكيف كان رئيس الجمهورية ليست له علاقة، كيف كان مجلس النواب ليس له علاقة؟ هذا نقاش يجب أن يعرض ليس من باب الهجوم على المحكمة وإنما من باب عرض الوقائع وأيضاً من باب من يطالبنا بالعودة إلى المؤسسات الدستورية، نقول له تفضل أنت إلى المؤسسات الدستورية. أنت تحتكم إلى شيء أصلاً مزور ومهرّب عن المؤسسات الدستورية في لبنان.
في موضوع المحكمة وإجراءات المحكمة أيضاً، التطور الجديد هو الدخول الإسرائيلي مجدداً على الخط، التصريحات الإسرائيلية، الكلام الإسرائيلي، أنا لا أتحدث عن صحافة إسرائيلية، أي ماذا تقول معاريف وهآرتس، وإنما عن مسؤولين إسرائيليين كبار، مسؤولون إسرائيليون يقولون نحن إسرائيل زوّدنا لجنة التحقيق الدولية بمعلومات ومعطيات ونحن متعاونون. ولجنة التحقيق الدولية بدل أن تذهب وتحقق مع الإسرائيليين على الفرضية الإسرائيلية ذهبت لتستعين بالإسرائيليين لإدانة عدو إسرائيل الأول، فهل هذا يخدم مسار العدالة؟!
هم يتحدثون ولست أنا من يفترض ويخترع، هل هذا التحقيق الذي يتجاهل الفرضية الإسرائيلية ذهب في يوم من الأيام وحقق مع الإسرائيليين في أي معطى أو أي قرينة مما قدّم؟ في الوقت الذي يعلن فيه الإسرائيليون أنهم على صلة قوية بالتحقيق؟
في سبل الحل ومساعي المعالجة: أصلا هي يجب أن تنطلق من نقطة أساسية مركزية: هل نحن مقتنعون أنّ هذا القرار الظني هو خطر على لبنان وتهديد للبنان وخطر على المقاومة وتهديد للمقاومة أم لا؟
هناك أناس يرون بالموضوع فرصة للتخلص من عدو اسمه المقاومة لأنهم هم في محل ثانٍ، هذا القرار الظني أو هذا المسار هو فرصة للتخلص من خصم ـ إذا أردنا التخفيف ـ أو لإضعاف خصم موجود على الساحة اللبنانية يعيق مشاريعهم وأفكارهم وسلطانهم.
من ناحية أخرى ننظر إلى الموضوع من زاوية تداعيات وأخطار هذا المسار على البلد كبلد، على قوة لبنان وأمن لبنان واستقرار لبنان ومستقبل لبنان وسلامة لبنان، بطبيعة الحال المكان الذي ننظر منه إلى الموضوع يؤثر كثيراً على أدائنا وسلوكنا، لذلك تجدون كل حريص على أمن لبنان واستقرار لبنان وسلامة لبنان والوحدة الوطنية والسلم الأهلي والتعايش وتحقيق العدالة وأن لا يُظلم أحد كما ظلم الضباط وغير الضباط، كل من لديه هذا الحرص تجده حريصاً على نجاح المسعى السعودي السوري، وتجده مبشراً به وتجده مراهنا عليه وتجده مؤيدا له، أمّا من ينظر من زاوية ثانية، زاوية التخلص من عدو أو التخلص من خصم تجده بالعكس، يقول إنه لا يوجد أصلا مسعى سعودي سوري، أصلا الإتصالات توقفت ووصلوا إلى طريق مسدود وأصلا لا شيء مطروح، تسمعونهم، هذا مؤشر أيضاً، وكما الموقف من موضوع الاتصالات، هذا يكشف نوايا وماهيات وهويات ومشاعر وعقول وخلفيات، هذا الأمر نفس الشيء.
الحريص على البلد يقول إن هذا المسعى علينا مساعدته وتأييده ودعمه والتبشير به والتفاؤل به، بينما غير الحريص على البلد الذي لا يقدر على العيش إلا بالكيدية وبالصراع وباستهداف الآخرين ـ ونحن لا نستهدفه بشيء وهو الذي يستهدفنا ـ ينظر إلى الموضوع من زاوية أخرى.
في هذا السياق، نحن موقعنا هو موقع من يؤيد المسعى السعودي السوري، من يدعو الآخرين إلى مساندة هذا المسعى سواء كانوا إيرانيين أو قطريين أو أتراك كما في الزيارة الأخيرة للسيد أردوغان إلى لبنان أو زيارة رئيس وزراء قطر أو أي دولة أو حكومة أو جهة صديقة تريد أن تدخل على خط المعالجة. نحن كلامنا للجميع: ادعموا وأيّدوا وساندوا المسعى السعودي السوري لأنه المسعى الجدي الوحيد المتاح لإخراج لبنان مما يتهدده الآن.
وأنا أقول لكم في كل هذا اللغط الموجود، وليس من باب التفاؤل وإنما من باب الوقائع والحقائق وما تلقيته أنا شخصيا خلال الأيام القليلة الماضية، أنّ هذا المسعى ما زال قائماً ومتقدماً وما زال الأمل كبيراً جداً بالوصول إلى نتائج حقيقية على صعيد الحل والمعالجة.
نحن لبنانياً هل نستطيع أن نحل الموضوع أو أن نعالج أو أن نبعد عن وطننا وبلدنا هذه المخاطر التي تتهدده من خلال المحكمة الدولية والقرار والظني؟ نعم اللبنانيون قادرون ويعرفون كيف، والحكومة اللبنانية قادرة وتعرف كيف، ولكن ما نحتاجه كلبنانيين هو العزم والقرار والإرادة.
في مساعي الحل هناك أناس أصلاً لا يريدون حلاً، نهائياً، لا قبل صدور القرار الظني ولا بعد صدور القرار الظني، هناك أناس من الآن يقولون: بعد صدور القرار الظني يجب أن تفعّل كل القدرات الدولية والمحلية لملاحقة المتهمين وجلبهم إلى قوس المحكمة، أي أنهم من الآن بدأوا التحريض على الناس الذين سيصدر بحقهم القرار الظني، (ويقولون) اذهبوا واعتقلوهم، ويحسبون أنّ هذا الموضوع "شمّة هوا"، وهذا يدل أنّ هناك أناساً يريدون "مشكلاً" ومستعجلين على "المشكل" ويريدون أن يخربوا البلد من هذا الباب.
وهناك أناس يقولون نريد أن نحلّ، والآن عملياً في الحقائق الموجودة هناك اتجاهان ورؤيتان، هناك رؤية تقول إنه يجب أن يكون هناك حلّ لبناني بغطاء سوري سعودي ومباركة من كل أصدقائنا في المنطقة قبل صدور القرار الظني إذا كان سيصدر، وهذا نحن ما نرى فيه المصلحة وترى المعارضة فيه المصلحة وترى سوريا فيه المصلحة ومعلوماتي أنّ السعودية أيضا ترى المصلحة في هذا.
هناك اتجاه آخر يقول نريد الذهاب للحل لكن ليطلع القرار الظني ونذهب للحل، هنا يوجد اشتباه وخطأ وأود هنا اليوم أن أحذّر من هذا الخطأ وهو التالي: إذا كان هذا القرار الظني الذي يستعجل على ظهوره الأمريكيون والإسرائيليون، إذا كان هذا القرار الظني بدأت تقام من أجل صدوره احتفالات النصر في إسرائيل ـ وهو ليس نصرا على كل حال ومعكم وأمام إرادتكم نحن نحوّل أي عدوان إلى هزيمة ـ لكن هناك واقع يقول إنه في إسرائيل بدأت احتفالات النصر بصدور القرار الظني الذي سيؤدي إلى تطبيق القرار 1559، كلنا يعرف ومن فم الإسرائيليين أنّ هناك رهاناً إسرائيلياً كبيراً جدا على القرار الظني وتداعيات القرار الظني. الذي أريد أن أقوله لأصحاب هذا الاتجاه الذين يتحدثون عن الحل بعد صدور القرار الظني: ما نخشاه نتيجة حجم التواطؤ والرهانات الأمريكية والإسرائيلية أنه إذا صدر القرار الظني (فإنه لكي) يجلس الأفرقاء ويتحاورون ويجدوا حلاً بحاجة ليوم واثنين وثلاثة وأسبوع وأسبوعين وقد يكون قد فات الأوان وأن نكون جميعا قد فقدنا زمام المبادرة. فكروا جيدا "بهالحكيات" ودققوا وجميعاً سنحمل المسؤولية، هذا هو الفارق بين ما قبل صدور القرار الظني وما بعد صدور القرار الظني. قبل صدور القرار الظني (نكون) ـ خلص ـ حمينا البلد واتفقنا وحمينا المقاومة وحمينا السلم الأهلي وحمينا الحكومة وحمينا كل شيء، ويطلع قرار ظني أم لا يطلع قرار ظني صار قصة ثانية. أمّا بعد صدور القرار الظني قد نفقد جميعاً الفرصة والوقت المتاح وزمام المبادرة لأنّ موضوع القرار الظني ليس أمرا قائما لوحده وإنما هو حلقة أو جزء من مشروع ستكتمل عناصره، جزء من مشروع بدأ باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمر مع الاغتيالات التي كانت في ظلها تقرّر بنود المحكمة الدولية وصولا إلى إصدار القرار الظني وما بعد إصدار القرار الظني.
لذلك أنا أدعو هؤلاء إلى عدم تقطيع الوقت وعدم شراء الوقت، أي الآن نقطع الوقت وما هي المشكلة وأنا "بتعرفوا أنا ما بحب خبّي كتير وأهلا وسهلا فيهن بإيران وتركيا ووين ما كان" لكن تقطيع الوقت بهذه الطريقة، بالانتظار وأنه "معليش منقطّع وقت وبيطلع القرار الظني وبعدين بنقعد يا شباب وما تحملوا هم وما بيصير مشكلة بالبلد وإلى آخره"، هذا صحيح إن شاء الله لا يصير مشكل في البلد إذا القصة عندي وعندك وعندنا، لكن إذا كانت القصة في محلّ ثانٍ، في محل الكبار الذين يلعبون بالبلد ويراهنون على البلد ويستهدفون البلد هذا ليس بمقدورنا أن نعالجه بتقطيع الوقت والرهان على مجهول وإنما يحمّلنا مسؤولية أن تتم الليلة وغدا وبعد غد معالجة هذا الموضوع وتأخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية هذا البلد.
أنا سمعت كلاماً خلال الأسابيع الماضية أنه نحن ننتظر لنرى القرار الظني فإذا كان يستند إلى أدلة دامغة نقبل به ونقول للعالم هناك أدلة دامغة وإذا القرار الظني لا يستند إلى أدلة دامغة فلن نقبله. لكن أنت تقول إنّ المحكمة عظيمة ومنزّهة والمحكمة ليست مسيّسة، يعني كيف؟ فهو يصدر القرار الظني بناء على أدلة هو يعتبرها أدلة كافية لإصدار قرار ظني.
نحن معترفون أنّ لديكم عقلاً وبإمكانكم قراءة القرار الظني والأدلة خاصته والحكم عليها، حسناً لنستفد من الوقت، "اعملوا معروف" الآن أدعوكم يا أصحاب العقول الذين لديهم عقل لقراءة القرار الظني وأدلة القرار الظني، أقول لكم من الآن "يا جماعة الخير" أدلة القرار الظني موجودة في ديرشبيغل واللوفيغارو وسي بي سي ، "هذه هي وحياتكن"... هذه هي التقارير، ولماذا ارتبك بلمار بموضوع الـ سي بي سي؟ لأنّه تلفزيون كندي وهو كندي ويضع خطوط اتصالات وتزامنات، كل الملف ـ وخذوا الأمر منّي وأنا متابع عن قرب وعندي دليل على هذا المعنى ـ كل ملف التحقيق الذي عند بلمار هو هذا الموجود في وسائل الإعلام، وغداً سيأتي القرار الظني إذا أتى وسيبين من الصادق ومن الكاذب (...)، اجلسوا واقرأوا ولنرَ العقل خاصتكم إلى أين يصل؟ هل هذه أدلة ثابتة أو دامغة يبنى عليها قرار ظني أو قرار اتهامي ـ ولا أعرف الفرق بينهما وهذا نقاش قانوني ـ يبنى عليها قرار يريد أن يحقق عدالة بقضية بهذا المستوى.
على كلٍّ، أنا أدعو إلى عدم تقطيع الوقت وإلى عدم تضييع الوقت وإلى تحمّل المسؤولية خشية أنه إذا صدر القرار الظني أن يلعب اللاعبون الكبار والصغار بهذا البلد فنفقد جميعا القدرة على معالجة تداعيات القرار الظني وحماية البلد الذي نحرص عليه جميعاً، بعيوننا نحرص عليه وبدمائنا نحرص عليه وهذه هي المسؤولية.
في موضوع الغجر قيل الكثير، وكل ما عمله الإسرائيليون هو لعبة وقصة علاقات عامة ولعبة إعلامية للتغطية على الاستيطان في القدس الشرقية وعلى الاستيطان في الضفة وعلى كل خطوات استتباع هذه الأرض وتهويدها وبالتالي تقديم صورة حسنة للمجتمع الدولي الداخل في اللعبة من بان كي مون إلى الباقين الذين رحبوا بالخطوة وهي خطوة مجتزأة ومشبوهة وقاصرة. وواضح أنّ الإسرائيليين يلعبون بهذا الموضوع ويكملون الاستيطان، وهنا بين هلالين لمن يراهن على الأمريكيين أنّ إدارة أوباما وأمريكا بثقلها دخلت وطلبت من نتنياهو إيقاف الإستيطان شهرين أو ثلاثة أشهر وقدمت له مغريات أمنية وعسكرية ومالية ومع ذلك لم يردّ عليهم وأكمل الاستيطان وماذا كان رد الفعل الأمريكي: التعبير عن خيبة الأمل، حتى إدانة لم تصدر، وأنت (الإسرائيلي) تعمّر في أرض محتلة حتى بحسب القرارات الدولية، لا إدانة لا من الأمين العام (بان كي مون) ولا من مجلس الأمن ولا من أمريكا ولا من أحد في العالم وكلهم عبروا عن خيبة أملهم.
لكن إذا حصل أي حادث صغير يستهدف جندياً إسرائيلياً أو أمناً إسرائيلياً أو مستوطناً إسرائيلياً أو بقرة إسرائيلية تجد كل الإدانات من كل أنحاء العالم، هذا واقعنا الذي نحن فيه اليوم.
بالنسبة للغجر الجزء اللبناني منها المطلوب أن يعود كاملاً إلى السيادة اللبنانية غير منقوص، نحن لا نعطل أي اتفاق، لكن نحن لا نقدر على البصم أو الإمضاء على احتلال مقنّع، ليخرج الإسرائيلي من الجزء اللبناني من الغجر كلياً، مدنيا أمنياً، وعسكريا وتعود إلى السيادة الكاملة اللبنانية، والحكومة اللبنانية إذا أرادت إرسال الجيش فترسله وإذا أرادت إرسال قوى الأمن أو الأمن العام أو الجمارك فهي حرّة وهذا شأن سيادي ولا علاقة للإسرائيلي أن يقول من يدخل إلى الجزء اللبناني إلى الغجر ومن لا يدخل. اليونيفيل هي ليست بديلاً عن الجيش اللبناني وهي مساند للجيش اللبناني وأصلا لا معنى لوجودها في مكان لا وجود فيه للجيش، أما أنّ يقال أن تدخل اليونيفيل إلى الغجر والجيش اللبناني ممنوع عليه الدخول فهذا استمرار للاحتلال وبالنسبة لنا هذا احتلال مقنع ونتصرف معه أنه ما زال احتلالاً.
طبعا هناك نقطة جديرة بالاهتمام قلّما يتم التطرق لها في معالجة الموقف والتي هي موضوع أهالي وسكان الغجر الشمالية. نعم علينا التسليم أن هناك مشكلة إنسانية، أنّ أهالي الغجر جزء منهم سيبقى تحت الإحتلال وجزء منهم سيصبح داخل السيادة اللبنانية وهؤلاء أهل وأقرباء، فإذا قطعنا الطريق هناك مشكلة وإذا تركنا الباب مفتوحا هناك مشكلة، وإذا قلت لسكان الجزء اللبناني اذهبوا كلكم إلى الجزء المحتل هناك مشكلة. هذا الموضوع بحاجة إلى معالجة وإلى أن يؤخذ بعين الاعتبار، الحل المنطقي والواقعي والسليم والقانوني والأخلاقي والشرعي هو انسحاب إسرائيل من كل الغجر وليس فقط من الجزء اللبناني من الغجر، لأنّ الجزء الآخر من الغجر هي أرض سورية عربية وليست أرضا إسرائيلية ـ وطبعا نحن لا نعترف بشيء اسمه أرض إسرائيلية أساساً ـ وبالتالي الحل أنّ يخرج الإسرائيلي من كل الغجر والجزء اللبناني يعود إلى السيادة اللبنانية والجزء السوري وسكانه يصبح في عهدة لبنان مؤقتا إلى حين الانسحاب وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وبالتالي البلدة كلها تأتي إلى لبنان وأهلها يبقون مع بعضهم ونواجه مأساة إنسانية وأخلاقية.
وحتى طبق القوانين الدولية والقرارات الدولية الموضوع هو هكذا، وليعالج بهذه الطريقة، ولا نقدر نتيجة الموضوع السياسي أن نتجاهل معاناة سكان الغجر سواء بشقها اللبناني المستحدث بعد الاحتلال أو بشقها السوري الأصيل في انتمائه إلى سوريا.
يبقى أنه في كل ما عرضنا وكل ما قلنا، أحب القول ما يلي: إنّه لا شك كلما مرّت الأيام نحن نقترب من مرحلة دقيقة وحساسة، وطبعا هناك بعض وسائل الإعلام وبعض السياسيين اللبنانيين مستعجلون كثيرا وتراهم يكتبون أنّ القرار الظني سيصدر في 5 كانون أول وآخر يقول لك 11 كانون أول وآخر يقول في 15 كانون أول أو في 17 كانون أول أو في 20 كانون أول... على كلٍّ نحن نقترب من لحظة حساسة بحاجة إلى تصرّف بعقل كبير وبمسؤولية كبيرة وبإرادة صلبة وبحرص على المصالح الكبرى والتي تكون كلها محكومة للمصلحة الأكبر التي هي حماية لبنان. نحن نتصرف بهذه الطريقة ومعنيون بحماية بلدنا وشعبنا إلى جانب الجيش اللبناني والدولة اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية ونشعر بمسؤولية كبيرة على هذا الصعيد، لكن هناك شيء أريد قوله من موقع الحرص وليس من موقع القلق ومن موقع الحرص والمحبة والمسؤولية تجاه هذا البلد الذي قدمنا من أجله أغلى الشهداء وليس من موقع الخوف: هناك كثر يكتبون في وسائل الإعلام اللبنانية والأجنبية وحتى في وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ حزب الله خائف وقلق وفلان لا يأتيه النوم ـ وبالمناسبة أنا هالكم شهر الماضيين صرت أنام ساعة زيادة ـ هذا لا يكون ببال أحد ولا أحد يبني عليه أي حسابات لأنها ستكون حسابات خاطئة واستنتاجات خاطئة وخطوات خاطئة.
أقول لكم منذ الـ 48 إلى اليوم (وكان هناك حركات مقاومة في لبنان بأشكال متنوعة ومختلفة ولها ظروفها وإمكاناتها) لكن لم يمر في تاريخ لبنان حتى اليوم أن تكون المقاومة بهذا المستوى من القوة والثقة والعنفوان والقدرة والحضور المحلي والإقليمي، وكل التحولات المحلية والإقليمية والدولية تخدم مسار يقول إنّ حركات المقاومة وحكومات ودول الممانعة وأن هذا الخط هو الذي يقوى ويزداد قوة وعنفواناً وحضوراً في واقع الأمة ومستقبلها وأن المشروع الآخر إلى مزيد من الوهن والتراجع والانكفاء.
وإذا كان أحد يراهن ـ وهنا حكاية قبل القرار الظني وبعده ـ أنّ قبل القرار الظني حزب الله مضغوط ولكن ليس كثيرا وبعده يصبح مضغوطاً، الذي يراهن أنّ المحكمة الدولية والقرار الظني يؤثران على معنوياتنا أو على روحيتنا أو على شجاعتنا أو على إرادتنا فهو واهم، وأنا أذكّر. تذكرون عام 1996 وكلكم عشتم تلك الأحداث، أمام تصاعد المقاومة في جنوب لبنان وتصاعد العمليات الاستشهادية الضخمة التي نفذتها حماس والجهاد الإسلامي في القدس وتل أبيب تداعى العالم كله إلى شرم الشيخ من أجل حماية إسرائيل، يومها رؤساء أمريكا وفرنسا ورئيس حكومة بريطانيا والصين وروسيا وأغلب رؤساء الدول والحكام العرب والبلاد الإسلامية والبلاد الأفريقية، كان هناك حشد دولي ضخم بمستوى رؤساء ورؤساء حكومات وملوك وأمراء والغائبون كانوا قلّة ـ لبنان وسوريا وإيران وبعض الدول ـ اجتمع العالم على مستوى الرؤساء والقادة الكبار في شرم الشيخ وأعلنوا وأصدروا بياناً يقولون فيه إنّ حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي منظمات إرهابية وشكلوا لجنة من وزراء الأمن ورؤساء أجهزة المخابرات واجتمعت بالفعل في أمريكا لتبحث كيف ستسحق هذه المجموعات الثلاثة وتجفف مصادر تمويلها وتلاحقها وتحاكمها وتصادرها... هذا حدث أو لم يحدث؟ ونظموا حملة إعلامية وشنّوا حرباً نفسية لها أول وليس لها آخر علينا وعلى إخواننا في المقاومة الفلسطينية، حدث أو لم يحدث؟ ما الذي طيّر شرم الشيخ؟ الإسرائيلي اعتبر أنّه في ظل هذه الإدانة الدولية والتوصيف الدولي والعالمي لحزب الله على أنه منظمة إرهابية إلى جانب إخوانه في حماس والجهاد فإن هذه هي الفرصة المناسبة للهجوم على لبنان وسحق حزب الله عام 1996 في عدوان نيسان عناقيد الغضب من أجل أن يعود شيمون بيريز رئيس حكومة من جديد على حساب عظامنا وأطفالنا ونسائنا.
كان الاجتماع الدولي في شرم الشيخ غطاء لحرب إسرائيلية للقضاء على المقاومة في نيسان 1996 وماذا كانت النتيجة؟ بمواجهة الحرب النفسية وأنتم كنتم موجودين وفي أحد مهرجاناتنا كنّا نقول أنتم طواغيت العالم اجتمعتم أما نحن فنقول لكم نحن مجموعة قليلة في بلد صغير ولكن كبيرة بالإيمان ونقول لكم : "الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"، هذا كان خطابنا . بهذه الروحية وبهذا المنطق ذهبنا إلى مواجهة عناقيد الغضب 1996 وانتصرت المقاومة وانتصر لبنان. الآن أقول لكل الذين يحللون ويراهنون أنّ المحكمة الدولية قد تكون غطاء لحرب إسرائيلية جديدة، إنّ المحكمة الدولية هذه ليست أعظم من لقاء شرم الشيخ وليست أهم من شرم الشيخ حيث اجتمع كل طواغيت العالم، وهناك أناس كثر من حكومات العالم يعتبرون أنفسهم على جنب ولا علاقة لهم بالمحكمة الدولية، هذه المحكمة يحملها الأمريكيون والإسرائيليون على أكتافهم ويدورون فيها، وهناك الكثير من الدول التي أبلغتنا بقنوات خاصة أنها غير معنية بنتائج المحكمة الدولية. وبالتالي هذه المحكمة الدولية لا تصل إلى أي مستوى من مستويات حجم الإرهاب النفسي والفكري والضغط السياسي الذي مثّلته قمة شرم الشيخ التي ذهبت أمام سواعد مجاهدي وصبر شعبنا ودماء وأشلاء الأطفال والنساء في قانا، ذهبت كل تدابير الطواغيت أدراج الرياح واليوم نفس الشيء، ويومها لم نكن أقوى من اليوم ولم نكن أفضل عدة ولا أفضل عددا ولا أكثر إيمانا ولا أكثر توكلا ولا أكثر حسنا في الوضع المحلي والوضع الإقليمي والوضع الدولي.
لذلك لا يراهنّ أحد أن ننضغط لا قبل القرار ولا بعد القرار، تعالوا جميعا لنتحمل المسؤولية وزمن الرهانات على أنّ أحداً يستطيع أن يسحق شعبا لديه عقل وقلب وإرادة وعزم وتصميم وقرار بأن يعيش على أرضه أرض الآباء والأجداد برأس مرفوع وجبهة شامخة هذا الزمن ولّى إلى غير رجعة. تقولون إنّ عقارب الساعة لن ترجع إلى الوراء وأنا أؤيد، نعم عقارب الساعة لن ترجع إلى الوراء على الإطلاق، انتهى الزمن الذي تستطيعون فيه أن تهددونا وأن تخيفونا وأن تنالوا من إرادتنا أو أن تنالوا من وجودنا أو من كرامتنا. ببركة هذه العقول وهذه القلوب وهذا التصميم وهذا العلم وهذه المعرفة هؤلاء الخريجين وهذه الخريجات، هؤلاء الأهل الكرام من آباء وأمهات، هؤلاء الرؤساء والمدراء والأساتذة الجامعيين، ببركتكم جميعا نحن نستطيع إن شاء الله أن نعبر ببلدنا إلى شاطئ الأمان الذي نحفظ فيه إلى جانب الأمان الكرامة والعزة والحضور وصناعة المستقبل. إن شاء الله مبارك للجميع هذا الفوز وهذا النجاح وهذا التخرج، وأنا يسعدني جدا أن أكون حاضراً بينكم، بين الإخوة والأخوات الخريجين، ولكن تعرفون الظروف وعلى كل حال هذا الظرف شهادة لحقيقة الصراع بيننا وبين العدو الإسرائيلي. لذلك آمل من الأخوين العزيزين الكريمين سماحة السيد هاشم صفي الدين والحاج أبو حسن رعد أن يتكرموا ويتفضلوا بالقيام بواجب تكريم الإخوة والأخوات من الخريجين والخريجات وأدامكم الله ونصركم وحفظكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اعوذ بالله من الشّیطان الرّجیم.
بسم الله الرحمن الرحیم.
و الحمد لله رب العالمین، و الصّلاة و السّلام علی سیّدنا و نبیّنا خاتم النّبیّین ابی القاسم محمّد بن عبد الله، و علی آله الطّیبین الطّاهرین و علی جمیع الانبیاء و المرسلین و صحبه الاخیار المنتجبین
آقایان علما، برادران و خواهران، السّلام علیکم جمیعا و رحمت الله و برکاته
در ابتدا به همهی شما تبریک میگویم و از خداوند (سبحان و تعالی) میخواهم این گردهم آیی ما را از مصادیق جهاد، سعی، تلاش، عمل با پشتکار برای تحقّق اهداف عالی و شریفی که از ابتدای خلقتش بر عهدهی انسان گذاشته شده است و تا هنگام ما و نسلهای آینده ادامه یافته قرار دهد.
همچنین در ابتدا باید پس تمام این سالها تشکّر، تحیّت و تقدیری برای تاسیس این سازمان تدارکاتی تربیتی مبارک، خدمت تمام برادران و خواهران سازمان تدارکات تربیتی حزب الله عرض کنم. پیش از من یک از مسئولان اصلی سازمان تربیتی تشریف آوردند و مقداری از موفّقیّتهای این برادران و خواهران را بیان نمودند، بنده نیز تمام این موفّقیّت و فداکاریها را تبریک گفته و دستهایشان را میفشارم، و ایشان را به ادامهی راه در این سازمان تدارکاتی، تربیتی، پربرکت، مجاهد، مخلص، صادق، فداکار ان شاءالله فرا میخوانم. سازمانی که در تمام سالهای گذشته در تمام مراحل در مواجهه با تمام سختیها با قدرت تمام صحنههای تربیتی، تحصیلی، تعلیمی، اتّحادیهای، سیاسی و جهادی در کنار مقاومت در صحنه بوده. و از خداوند (سبحان و تعالی) میخواهم که از ایشان تمام این فداکاریها و از خود گذشتگیها را قبول فرماید.
این جشن سالانه که در آن گرد هم میآییم و هزاران فارغ التّحصیل، از برادران، خواهران و خانوادههای بزرگوار را زیارت میکنیم. صحنهایست که ما به آن افتخار کرده و میبالیم. و آن را یکی از مناظر این مسیر جهادی، ایمانی و مبارک و واقعهای از وقایع برجسته و مهمّ آن به حساب میآوریم افتخار میکنیم.
در این مناسبت، همانطور که معمول آغاز اینگونه جشنهاست، لازم میدانم سراغ خانوادههای بزرگوار بروم، سراغ پدران و مادران، که همگی شرایط دشوارشان را، چنان که امروز شرایط اکثر مردم لبنان است، میدانیم. در گذشته طبقهی ثروتمند، میانی، فقیر و زیر خط فقر داشتیم. با گذشت زمان بیشتر طبقهی میانی لباس فقر یا حتّی پایینتر از آن پوشید. (ما هم وابستهی به همین طبقه هستیم، وابسته به این تودههای فقیر، محروم و مستضعف و حتّی زیر خط فقر از لحاظ مالی و اقتصادی، مسلّما نه در زمینههای دیگر.) علیرغم این شرایط از این استضعاف خارج شدیم، بعضی عوامل قوّت خویش را یافتیم و به میدان قدرت پای گذاشتیم. (ما متّهم به داشتن قدرتی اضافی هستیم، و آنان نگران هستند با این قدرت اضافی چه کنند.) امّا متاسفانه در زمینههای اجتماعی، معیشتی، اقتصادی و مالی، این امور به شکل بنیادی به سیاستهای دولت، قدرت و حکومتهای پی در پی ارتباط دارد. خانوادهی ما، پدران و مادران ما از این طبقه و این توده بودند. با این حال ارادهی پدران و مادرانمان را در تحمّل تمام این مشکلات برای رسیدن پسران و دخترانشان به درجات عالی تحصیلی مشاهده مینماییم. این مسئله پی در پی سزاوار قدردانی و تشکّر و تلاش همیشگی [برای ایشان] است. و بنده همیشه و هماکنون از تمام پدران، مادران و سرپرستان برای این ایمان، عزم و این عمل تشکّر میکنم.
همچنین باید تشکّری داشته باشیم از تمام دانشگاهها و مؤسّساتی که این برادران و خواهران را پشتیبانی کردند. از رؤسا، گردانندگان، اساتید و کادر این دانشگاههایی که امکان تحقّق این دستآورد علمی، فرهنگی و انسانی، امکان فراهم کرده و همکاری و همیاری کردند.
همچنین تشکّری از خود این برادران و خواهران فارغ التّحصیل که علی رغم تمام شرایط سخت اطراف ایشان، فامیل، خانوادههاشان، تصمیم به ادامهی تحصیل و باقی ماندن بر نیمکتها گرفتند. و بنده میدانم بعضی از برادران و خواهران در کنار علم آموزی و ادامهی تحصیلشان به سختی کار میکنند. که این مسئله بسیار با اهمّیت است و ما به آن سفارش میکنیم. به تمام دختران و پسران جوانمان، برادران و خواهرانمان سفارش میکنیم نیمکتها را به خاطر سختی بسیار شرایط سیاسی، اجتماعی، امنیتی، اقتصادی و معیشتی رها نکنند.
حتّی برادرانمان که تمام وقتشان را در مقاومت گذاشتهاند، میدانند برنامههای فوق العاده و تشویقی دائمی [برای این موضوع] وجود دارد. این مسئله مورد توجّه خاصّ سردار شهید حاج عماد مغنیه (رحمة الله علیه) بود که حتّی در مورد برادرانی که جوانی و عمرشان را در راه مقاومت داده بودند، چگونه ممکن است حضور میدانی همیشگی در مقاومت و حضور در نیمکتهای تحصیل را به منظور ادامهی تحصیل ایشان [با یکدیگر] جمع نماییم. و بنده از تلاش و کوشش تمام برادران و خواهران فارغ التّحصیل تشکّر میکنم و موفّقیّت و پیروزیشان را به ایشان تبریک میگویم. موفّقیّتی که گردهمآیی مبارک ما با حضور تمام چهرههای پاک و نورانی و افراد بزرگوارش به آن خاطر است.
همچون همیشه فهرستی از چیزهایی دارم که میخواهم در این مجال از آنها سخن بگویم: سخنی پیرامون آیهای در این باره، دوّم سخنی طولانی در پروندهی ارتباطات خواهم داشت، سوّم تحوّلات مسالهی دادگاه به واسطهی این که این موضوع که نه تنها کشور که منطقه را درگیر کرده است، چهارم کمی از موضوع درمان و تلاشهای مرتبط و افقهای موجود سخن خواهم گفت، پنجم طبیعتا در نهایت اختصار سخنی دربارهی [روستای] غجر، و اختتامی در پایان کلام.
اوّلا از نظر ما، برای تاکید [میگویم:]، هر مسیری که گفته میشود مسیری ایمانی است لاجرم باید مسیر علم و معرفت باشد، تفکیک میان ایمان و علم و معرفت امکان ندارد. امیرالمؤمنین در اوّلین خطبهی نهج البلاغه میفرماید:«اَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ- آغاز دين شناخت اوست» . قوام بخش ایمان و دین علم و معرفت است. معرفت دربارهی آن چه انسان به آن ایمان آورده برای ایمان هرچه بیشتر. و اعتقاد ندارم در طول تاریخ در آن چه فرهنگ، ایدئولوژی، دعوت، مصلح و فیلسوف دیدهایم دعوتشان به علم، تعلّم و معرفت در سطح دعوت و ندای اولیاءالله، پیامبران آسمانی از آدم (علیه السلام) از ابتدای خلقت تا رسول الله محمّد (صلّی الله علیه و آله و سلّم) و این قرآن ناطق جاودانه که تا قیامت در اختیار ماست، بوده باشد. و این امری است طبیعی. خداوند (سبحان و تعالی) انسان را از ابتدای خلقتش به فراگیری علم و تعلّم پیشنهاد میدهد و او را به علم و امکان فراگیری مجهّز میکند. پس از آن که انسان میآفریند و ملائکه را در مقابل او به سجده در میآورد، خداوند عزّوجلّ میگوید «وَعَلَّمَ آدَمَ الاَسْمَاء كُلَّهَا-سپس علم اسماء را همگي به آدم آموخت» پس داستان از اینجا آغاز میشود: علم. «الرَّحْمَنُ- عَلَّمَ الْقُرْآنَ- خَلَقَ الْاِنسَانَ- عَلَّمَهُ الْبَيَانَ: [خداى] رحمان- قرآن را ياد داد- انسان را آفريد- به او بيان آموخت»؛ چنان که خلقت انسان از مقتضیّات رحمانیّت است، تعلیم انسان نیز از مقتضیّات آن است. قدرت خداوند انسان را قادر ساخت تا فراگیرد. و انسان را قادر ساخت تا این علم را برای دیگران بگوید، بیان کند و شرح دهد و به دیگران منتقل سازد. وظیفهی اسلامی میگوید فراگیری علم بر هر زن و مرد مسلمان واجب است.
این دعوت از کدام جامعه آغاز شد؟ از جامعهی درس ناخواندگان که این کار برایشان بسیار سخت میآمد و خارج از قصد آنان و روال طبیعی بود. پوستی نداشتند تا بیاموزند، بخوانند و بنویسند. شرایطشان هم یاری نمیکرد. از مهمترین فراخوانهای رسول الله (صلّی الله علیه و آله) علم آموزی بود. معروف است که در جنگ بدر وقتی بعضی قریشیان در دست پیامبر خدا (صلّی الله علیه و آله) اسیر شدند، بنده اعتقاد دارم این اوّلین بار در تاریخ است که چنین فدیهای برای آزادی اسیران مطرح میشود. همیشه فدیه پرداخت مال یا اسیر در مقابل اسیر بوده است. ولی فدیهی [آن آزادی] این بود که هر اسیر مشرکِ قریشی به ده مسلمان خواندن و نوشتن بیاموزد و این مسئله ایست که در تاریخ تبادل یا بازخرید اسرا سابقه نداشته است.
این چنین است، اسلام میخواهد حتّی خارج از مرزهای زمان ما همراه و همپای علم و با تمام تحوّلات و پدیدههای آن بمانیم. این درخواست طلب شده، شرعی، مستحب و تشویق شده از گهواره تا گور اسلام است. حتّی در لحظات آخر. تاریخ قصّهها و حکایتهای بسیاری از بزرگان برای ما نقل میکند که مینوشتند، میخواندند، تحقیق میکردند و بر سر قضایای علمی بحث مینمودند در حالی که در بستر مرگ و ساعتهای آخر حیاتشان بودند.
برادران و خواهران، هنگامی که امروز ما پا به این عرصه میگذاریم به این میدان، میدان تعلیم، تعلّم، تحقیق و تحصیل وارد میشویم. اوّلا از این طریق به خداوند تقرّب مییابیم. [چه این که] این از مصادیق عبادت و آن چه به آن به خدا نزدیک میگردند است. چرا که هر چیزی که محبوب، مورد رضایت و مطلوب خداوند باشد، میتوان با آن به خداوند عزّوجل تقرّب جست. و نه تنها از آنچه با آن تقرّب میجویند که از بزرگترین چیزهایی که با آن به خداوند تقرّب میجویند، آن گونه که آیات و روایت ما میگویند، تعلیم و تعلّم و عمل به آن چه فراگرفتهایم و به دیگران آموختهایم است. حتّی حضرت مسیح (علیه السّلام) میفرماید:«هر کس به خاطر خدا فراگیرد و بیاموزد و برای خدا عمل نماید، در ملکوت آسمانها بزرگ شمرده میشود.» یعنی همانطور که، اگر مردم زمین متوجّه عظمتش را متوجّه شوند، در زمین بزرگ است. چرا که معیارهای بزرگی در زمین کمی متفاوت و احیانا نا خالص است. ولی در ملکوت آسمانها به بزرگی از او یاد میشود. این مقام و مرتبه ایست که شرایع آسمانی و پیامبران خداوند (سبحان و تعالی) برای فراگیران دانش و آموزگاران و عاملین به آن در آنچه به مردم سود میرساند، معرّفی کردهاند.
دوّما، حرکت علمی و آموزشی و تربیتی ما، آن چه را تبدیل از قوّه به فعل نامیده میشود را امکان پذیر میسازد. ایجاد نیروهای انسانی بروز یافته که میتوانند تمام این امکانات و انرژیهای به ودیعت گذاشته شده در وجود، خلقت و زمین را که خداوند آنها را برای انسان و انتخاب انسان مسخّر ساخته را استخراج نمایند. هنگامی که انسان در زمین خلیفه شد و خداوند خواست خلیفهای برای او در زمین باشد. یکی از اهداف این جانشینی را آبادانی زمین، زندگی و بشریّت قرار داد. آبادانی زمین هم با جهل، تاریکی[های آن] نمیشوند و عدم به کار گیری قدرتهایی که به انسان امکان استفاده از نیروها و انرژیهایی که توسّط خداوند (سبحان و تعالی) در این وجود و خلقت به امانت گذاشته شده را میدهند.
و حتّی وقتی سراغ هر اجتماعی در هر کشوری مانند کشورمان لبنان میرویم، وقتی از بقاء ملّت، کشور، حکومت، امّت یا تمدّنی صحبت میکنیم، وقتی از خودکفایی، بقاء، حمایت اصلاح و تحوّل آن سخن میگوییم، از واضحات و بدیهیّات است، تحقّق هیچ کدام از اینها جدای از علم، معرفت و پیشرفت علمی امکان پذیر نیست. و این از بدیهیّات است. حتّی استقلال، از مهمترین عوامل استقلال هر امّت، ملّت، حکومت و کشور، افزایش قدرت و نیروهای علمی و انسانی است که بتواند به آن در تمام زمینهها تکیه کند. از پشتیبانی امنیّتی و نظامی گرفته تا تحوّل و ادارهی امور و تا قدرت درمان بحرانهای اجتماعی، اقتصادی و معیشتی تا... تا... تا.... اگر بخواهد کشور تولید کننده باشد نه مصرف کننده. جامعهی سرور باشد، نه دنبالهرو، شرط تمام اینها علم، معرفت و تخصّص است. ما امّتی توانا هستیم، امّتی که مانند بقیّهی بشر لوازمی فطری و طبیعی دارد. نمیخواهم مانند بعضی ملّتها از برتری صحبت کنم. ما از شان دیگر ملّت یا امّتها نمیکاهیم. امّا اضافه میکنیم ما به تاریخ و تمدّنی تعلّق داریم که علم، میراث، فرهنگ، مهارت و تجربه و تواناییهای بزرگی را در اختیار دارد. این آن چیزی است که باید همیشه در نظر داشته باشیم و بر اساس آن کار کنیم. ما اکنون تجربهی زندهای را در همسایگی داریم. در زمان ما همیشه در هر کشوری هنگام صحبت از ژاپن سخن گفته میشد، که چگونه از جنگ خارج شد، چگونه تحوّل یافت، چگونه توانست اقتصادش را معالجه کند و با بحرانها مبارزه کرده و از آنها بگذرد. امروز نمونهای را در همسایگی داریم، ایران. ایران چند سال قبل برنامهای وضع نمود نه برای انتقال، کسب، تجربه و انتقال مهارتهای عملی فراوان موجود در جهان، نه. حضرت امام خامنهای عنوان واضحی را مطرح نمودند: «تولید علم»، بر عهدهی ایرانیان، علمای ایران، اساتید و دانشجویان دانشگاه، و جوانان ایرانی است که علم تولید کنند. نه تالیف یا نسخه برداری، بر عهدهی ایشان است علم تولید کنند. امروز مشکل ایران با ایالات متّحدهی آمریکا و بعضی دولتهای قدرتمند جهان آن است که دولتی تصممیم گرفته، اولوّیت تنظیم نموده، در بودجهها در نظر گرفته، نقشه و برنامههایی تنظیم نموده تا از بالاترین دولتهای دانشی و تولید کنندهی دانش در جهان باشد. نقشهی ثابت استکباری و استعماری برای کشور ما و جهان عربی و اسلامی ما این است که دنبالهرو، مصرف و تقلید کننده بمانیم. گرته برداری پسندیده است، امّا نه در همه چیز، باید تولید کنیم، مخصوصا علم را. ما امّتی بسیار توانا در تولید علم هستیم، امّا این کار ممنوع است! برای همین با فشار سیاسی، تهدید نظامی، تحریم اقتصادی و... مواجه میشویم. همین دلیل اهمیّت این موضوع است، وقتی ملّتی بشویم که علم تولید میکند یعنی ما مستحق سروری، استقلال، آزادگی و وجود، استمرار و بقا هستیم. این چیزی است که باید ما نیز در لبنان سرلوحهی کارمان قرار دهیم و معیار سنجش باشد. باید برنامههایی برای تولید دانشمندانی در تمام زمینهها موجود باشد. البته لبنان در تولید چیزهای دیگری اوّل است که قصد صحبت از آنها را ندارم! میخواهند ما همینطور بمانیم و به این امر تشویقمان میکنند از این به روش زندگی یاد میکنند، [در حالی که] زندگی حقیقی در سایهی تجربه، علم، معرفت، تخصّص، استقلال، سروری و اقتدار ملّی است.
از مهمترین شاخصههای مقاومت لبنان، برادران و خواهران، مخصوصا در این تجربههای اخیر این است که مقاومت برای ایمان، توکّل، روحیه، عزم، تصمیم و استعداد بسیارش برای فداکاری، تا کنون و پس از این بر علم، معرفت، تخصّص، تکنیکهای موجود، پیشرفتهای بشری و مادّی تکیه میکند. به همین دلیل است که دشمن اسرائیلی اعتراف میکند در سالهای اخیر به نبردی سوزان با مقاومت لبنان، در زمینهی نظامی، امنیّتی، رسانهای و جنگ روانی، وارد شده است. مقاومت لبنان تنها سر و دست نیست، در درجهی اوّل مقاومت عقلها و قلبهاست، قلبهای مؤمن، عقلهای عالم و متخصّص، بازوهای قوی و عزمهای راسخ. به همین خاطر مقاومت در سال 1985، اوّلین پیروزیاش را که فراموش شد، به دست آورد. آن زمان که صهیونیستها ناچار به خروج از بیروت، جبل عامل، بخشی از بقاع غربی، صیدا، صور و نبتیّه شدند تا پشت تپّههای جنوب پنهان شوند. سال 2000 نیز پیروزی از آن مقاومت بود، سال 2006 نیز همچنین. و این مقاومت بر ایمان، اراده، عزم، علم، تخصّص و برنامهریزی تکیه دارد، یعنی بر عقل، قلب، روح، جسم، جان، احساس و تمام نیروهای به ودیعت گذاشته شده در درون انسان. این مقاومت در هر درگیری پیش رو، اگر چنین چیزی بر لبنان تحمیل شود، پیروز خواهد شد. و بر عهدهی ماست این راه، خط و مسیر را ادامه دهیم. مسئلهی مهم اینجا این است که به عنوان ملّت و امّت، یا اکنون که به عنوان لبنانیان سخن میگوییم، به عنوان لبنانیان به خویشتن و به مردان، زنان، پدران و فرزاندانمان متّکی باشیم. به عقلها و نیروهایمان برای تحصیل و تبیین علم و تولید علم اطمینان داشته باشیم.
این به هیچ وجه چیزی از ما و شما کم نمیکند. تمام این گرههای ناتوانی، کاستی، احساس حقارتها و این که ما امّتی متفاوت هستیم که افقی و آیندهای ندارد. امّتی ناتوان است. امّتی که توانایی هیچ کار را ندارد، آنان تلاش میکنند اینها را به ما بباورانند و ذر ذهن ما بکارند. بسیاری از جوانان سرکش ما نیز به آنان کمک میکنند ولی این غلط است. حقّ این است که ما امّتی توانا هستیم که امکانات بسیار بزرگی را در اختیار دارد و بنده به شما میگویم ما بیش از هر زمان پیش از این به این که آیندهمان ساختهی دست خودمان باشد نزدیک شدهایم. و امکانات ما سرزمینهای امّت و ملّتهایمان در این منطقه است. ما آن نسل مؤمن عالم، آموزگار مقاوم جاهد تلاشگر مسئول هستیم. همان نسل که ان شاءالله به زودی قیام عظیم این امّت و عقب نشینی وسیع تمام قدرتهای یاغی، استعمارگر و مستکبر و سیطره طلب و بر هم زنندهی تصمیمات، انتخاب، ثروت و سرنوشتهای ما را خواهند دید. لکن ادامهی این راه بر عهدهی ماست.
پس از نتایج سراغ بخش ارتباطات خواهیم رفت. از نتایج این امر و این تلاش این بود که خبرگان و متخصّصان لبنانی در بخش ارتباطات، که از بخشهای علمی، تکنیکی پیچیده و مهم و بسیار پیشرفته است، توانستند دستآوردی علمی و فنّی را که ما از آن به دستآوردی ملٌی، وفادارانه و امنیّتی یاد میکنیم و در زمان خود برای لبنان و تمام دولتهای منطقه بسیار بزرگ و تاریخی است، تحقّق بخشند.
دستآوردی که آن را در کنفرانسی خبری که چند وقت پیش با حضور جناب وزیر اطّلاعات، رئیس کمیسیون رسانه و ارتباطات و رئیس هیئت ساماندهی ارتباطات و بعضی متخصّصان ارتباطاتی، از آقایان و خانمها تشکیل شد، بیان نمودند. کسانی که امروز و در این مناسبت بسیار از ایشان تشکّر میکنم.
از طریق آن کنفرانس خبری این دستآورد را بیان نمودند و حقایق و واقعیّاتی علمی و فنّی را در اختیار لبنانیان و جهانیان گذاشتند. که خبر ندارم کسی این کار را، که مسلّما بسیار ارزشمند است، پیگیری و دنبال کرده باشد. چرا که آن چه کشف شد و توضیح داده شد، تنها مقاومت یا ارتش لبنان یا نیروهای امنیّتی یا امنیّت سیاسی یا امنیّت امنیّتی را یاری نمیکرد؛ بلکه تمام طبقات لبنان، تمام لبنانیان، امنیّت سیاسیشان، امنیّتیشان، اجتماعیشان، اقتضادیشان، خصوصیشان را کمک کرد. چرا که از طریق ارتباطات و استفاده از وسایل ارتباطی، تلفن همراه و... تمام مسائل ما در آسمان است. دادهها، رازها، مکانهای حضور و حرکت و همه چیز. این تلاش علمی و تکنیکی آمد تا به روی لبنانیان درهایی از دستآوردی بسیار مهم و حقیقتی بزرگ را بگشاید و آن این که این بخش کاملا در اختیار اسرائیلیان است. یعنی حالا میخواهم نتیجه بگیرم، آنان اتّفاقات، استدلالها و اطّلاعات را ارائه کردند، متخصّص هستند و همهی ما به سخنان ایشان گوش فرا دادیم، حالا نتیجه گرفتنها بر عهدهی من است تا کمی به آنها بپردازیم. در این دستآورد بزرگ آنان به ما میگویند:
بخش اطّلاعات که حقیقتا بخش مهمی است و در همه جا حضور مییابد، در امنیّت، مسائل نظامی، ارتش، دانشگاهها،اقتصاد،تجارت، خرید و فروش، بانکها و بورس در همه چیز، و در زندگی، ارتباطات و آبروی شخصی و هر چه آنجاست وارد میشود. این بخش، این عرصه، این میدان مهم، خطیر و حسّاس از زندگی ما اوّلا به طول کامل برای اسرائیلیان مکشوف است.
این بخش در مشت اسرائيل است، نه تنها در برابرش مکشوف است، در مشت اوست، میتواند بر آن حکم براند و با آن بازی کند و بر آن تاثیر بگذارد، تنها مکشوف نیست به این معنی که به دادهها، اسرار و جزئیّاتش آگاهی دارد. این چیزی است که همهی ما در لبنان باید به طور بسیار خاص آن را در درجهای بالا از اهمیّت بدانیم. بنده این خلاصه را از برادران خواستم، تا مجبور نشوم بگویم اینها برداشتهای من است چرا که آنان متخصّصند. این نتایج را به دست من رساندند، تا به مردم بگویم نتایج اینهاست و به آنان یادآوری کنم و نظرشان را به پیامدهای این نقض حریم و این سیطره و نفوذ فنّی، تکنیکی و بشری اسرائيل جلب نمایم. تیتر نتایج را سریعا به شما عرض میکنم، البته خود میدانید، امّا برای این که جمعبندی کنیم:
- شنود و استراق سمع بر مکالمات تلفن همراه، به طوری که هیچ کس در امان نیست، حتّی کسی که خیال میکند تلفن همراه او به کد یا رمزگذاری و غیر آن مجهّز است، اسرائیل همه چیز را میشنود.
- - شنود و استراق سمع مکالمات تلفن همراه و دریافت و اطّلاع از پیام کوتاه، اس ام اس، هایی که هر مشترکی از طریق شبکه لبنان میفرستد.
اسرائیل توانایی این را دارد و میتواند به اطّلاعات و ارتباطات دیتای مشترکان متشکّل از مقدار کافی از اطّلاعات خصوصی از حملکنندهی گوشی و جزئیّات مکالمات تلفنیاش و خطرناکتر از آن، مشخّص کردن مکان جغرافیاییاش، دست بزند. یعنی وقتی با تلفن صحبت میکنید اسرائیل دقیقا میداند شما کجا هستید. مکان و زمان شما را مشخّص میکند. شما را پیدا کرده و میرباید.
- دارندهی تلفن یا موبایل را به صورت عادّی یا لحظهای و نقطهای جستجو و دنبال میکند. یا به عبارتی در حال تماس شما را شنود مینماید. و وقتی سوار بر خودرو هستید یعنی یک اسرائیلی همراه شماست! یعنی وقتی در صیدا، سپس در بیروت، بعد جونیه و سپس طرابلس با موبایل صحبت میکنید آن اسرائیلی همراه شما برایتان این که دقیقا کجا هستید و چه میگویید را دقیقا مشخّص خواهد کرد.
- نسخه برداری از سیمکارت موبایل - این خطرناکتر و برای همهی ما جدیدتر است- به صورتی که میتواند تماس یا ارسال پیامک داشته باشد. یا به عبارتی میتواند با نسخهای از سیمکارت شما کار کند، خود همان کارت، همه جا میتواند از آن شماره استفاده کند، که البته شمارهی شماست، و باشماره و نام شما تماس بگیرد در حالی که شما بیخبر هستید. میتواند حضور این شماره را در مکانهایی که شما اصلا حضور نداشتهاید و دهها کیلومتر دورتر بودهاید، ثبت نماید. این موضوع ثابت شده است. اگر کسی قدرت فنّی دارد بیاید بحث کنیم. اینها شعار و سخنرانی و حماسهسرایی نیست، بحثی علمی و فنّی است. بحثی دارید بیایید بحث کنیم. کنفرانس خبری و متخصّصان و همچنین متخصّصان خارجی اینها را گفتهاند. و اینها با تجربههایی مخصوصا آنچه برادرانمان در مقاومت، که کمی بعد دربارهی آن سخن خواهم گفت، به آن دست یافتهاند، تایید میشود. پس کپی از تمام کارتها، به صورتی که امکان تماس و ارسال پیامک را در پوشش شمارهی صاحب موبایل فراهم میسازد. به گونه ای که در اطّلاعات و دیتا استفادهی صاحب اصلی از آن خط ثبت خواهد شد در حالی که اسرائیل از آن استفاده کرده است.
- مکالمه ارسال پیام کوتاه و رفت و آمد در اماکن با نام فرد مورد حمله یا صاحب اصلی موبایل، بدون اطّلاع او. میتوانند بر روی دو، سه یا پنج خط کار کنند و آنِا را در بعضی مکان و زمانهای مختلف با یکدیگر ملاقات دهند در حالی که صاحبان این خطها چه از دور چه از نزدیک خبردار نمیشوند.
- بازی با مکان و زمان فردی که موبایل را به همراه دارد، به طوری که دشمن میتواند مکان حضور شحصی را از مکان حضور فعلی او دهها کیلومتر دورتر بنمایاند. یا میتواند تلفن و شمارهی تلفن تو را در حال مکالمه در بیروت نشان دهد در حالی که شما در صیدا هستید. یا در بعلبک نشان دهد و شما در بنت جبیلید. این از لحاظ فنّی و علمی ثابت شده است.
- همچنین خطرناکتر، جدا از توانایی کپی و ایجاد سیمکارت جدید، خطرناکتر از تمام اینها. [دشمن] میتواند در موبایل شما چیزی بکارد، در این تلفن شما سیمکارت و فلان شماره موجود است، دشمن میتواند با ابزار فنّی شمارهای دیگر، جز شمارهی رسمی همراه شما، در کنار تلفن شما قرار دهد، این را در تلفن شما بکارد و تلفن شما از طریق شمارهی دیگر ارتباط برقرار کند و از طریق آن شماره با شماره ارتباط برقرار میشود. و این کار سابقه دارد. موبایلهایی نزد ماست، وقتی دربارهی سه نفر از برادران از مقاومت گفته شد که اینها جاسوس اسرائیل هستند، تحقیق مفصّلی انجام دادیم و به صورت فنّی وارد موضوع شدیم. از متخصّصان این عرصه و این رشته کمک خواستیم. حتّی سراغ مدیریّت مخابرات ارتش لبنان رفتیم و به آنان گفتیم شما تجربه و امکانات دارید، بیایید به ما کمک کنید. مسلّما جای دیگری نرفتیم چرا که دیگران اطمینان داشتند آن سه نفر جاسوسند و وارد مذاکره نمیشدند. در تحقیق مشخّص شد در داخل موبایل دو خط وجود دارد. خط رسمی کارت که برادر آن را خریده بود و شمارهی دیگری که در کارت کاشته شده بود. و امکان دارد در تلفنهای شما شمارههایی کاشته شود که خبرندارید و از طریق آن شمارهها از سوی دشمن با شما تماس گرفته میشود، این برای دشمن فوایدی دارد. پس حالا سریع میخوانم:
ایجاد موبایلی متشکّل از هویّت مشترک به علاوهی کدی مخصوص برای گوشی. که برای کاربر گوشی نا مرئی و نا مشخّص است که داخل موبایل وی دو خط موجود است که در حرکت همراه هستند. این یکی از مصادیق همراهی است یعنی کسی وجود دارد که در حالی که راه میروی با تو راه میرود، هر جا میروی با تو است. مال تو نیست امّا برای تو به حساب میآید.
اینجا لازم است حقیقتا از برادران فنّی مقاومت و افسران فنّی مدیریّت مخابرات ارتش و تمام بخش فنّی وزارت ارتباطات و گرده سازماندهی ارتباطات به خطر تحقّق ویژهی اکتشاف این تکنولوژی بسیار پیشرفته تشکّر کنیم. این کشفی لبنانی بود.
اگر کسی در این موضوع بحثی دارد، اینها سخنرانی و شعار نیست، سخنانی علمی است، بیاید اینها موبایلهایی است که خطوط در آنها کاشته شده، پس ممکن است خطوطی کاشته شوند. برای این که این موضوع برای شما روشن شود، کنفرانس خبری تشکیل شد. کاشته شدن این شمارهها یا جاسازی موبایلهایی دیگر در موبایلهای برادران مقاومت و غیر آن به دشمن این امکان را میدهد که:
اوّلا: مکالمان این برادران را شنود کند.
دوّم: مکانِایشان را مشخّص نماید. [با این وجود] آنان همیشه در معرض حملات خواهند بود.
سوّم: شنود محیط، دشمن نه تنها مکالمات را شنود میکند، بلکه موبایل به دستگاهی مبدّل میشود که آنچه در اتاق، جلسه یا مکان رخ میدهد را شنود میکند و آنچه گفته میشود از طریق گوشی و خط کاشته شده در داخل آن منتقل میشود.
این جا در پرانتز:
برای همین بسیاری مردم در لبنان به واسطهی ارتباطات و تحلیل ارتباطات بازداشت شدهاند و تهمت جاسوسی به ایشان زده شده. بعد از آن ثابت شده اینان جاسوس نبوده اند، اگر دوست دارند نشانشان بدهیم. ولی وظیفهی من نیست اسامی را ارائه کنم، لیست عریض و طویلی از مردم که به شاخطهی ارتباطات و مدیریّت مخابرات به اتّهام این که جاسوس هستند و بر اساس دلایل ارتباطاتی [و تماسهایشان] فراخوانده شده اند. پس از تحقیق و بررسی مشخّص میگردد اینان جاسوس نیستند و اشتباهی در موضوع وجود داشته است. نتیجتا این موضوعی است که توجّه به آن لازم است چرا که باعث تخریب اشخاص میگردد. و احیانا به محض این که شخصی فراخوانده میشود، این موضوع در لبنان نشت پیدا میکند و متّهم تبدیل به محکوم میشود! ظلمها به او و خانوادهآش آغاز میگردد سپس مشخّص میشود دلایل کافی نبوده است. و قضاوت بر اساس آن امکان نداشته است. چرا که در میان نتایج روشن شد اسرائیل میتواند با بایگانی ارتباطات دیتا به صورت اضافه، حذف یا تعدیل بخشی از شمارههای مشخّص بازی کند. ما نمیخواهیم در موضوع فنّی وارد شویم تنها میخواهیم بگوییم اینها به دست آمده است. این نتایج باز هم میگویم، دو پیآمد دارد. اوّل: نقض حریم، دوّم: وجود اشراف اسرائیل بر بخش ارتباطات لبنان. وقتی جناب وزیر ارتباطات و تمام کسانی که پیش از این اشاره کردم این اطّلاعات را درکنفرانس خبری ارائه دادند مسلّما بر اساس هماندیشی کمیسیون ارتباطات مجلس بوده [و نتیجهی آن] که [مقرّر شد] شرح دهند، بعضی نمایندگان، نمایندگان سرشناس از این کمیسیون درخواست کردند، به خاطر این که این به مردم لبنان کمک میکند موضوع را برای آنان شرح دهید. جناب وزیر و گروهی که ایشان رهبری میکرد در کنفرانس خبری حاضر شده و این موضوع را شرح دادند، و ما در برابر دستآوردی ملّی، علمی و امنیّتی بسیار بزرگی که از آن به کنفرانس خبری یاد میشود قرار گرفتیم. پس از کنفرانس خبری مسئولیّت ما چیست؟ چه گونه با این حقایق، این کشف و این دستآورد مواجه میشوند؟ نتایج کنفرانس خبری در دو جنبه تاثیر دارد: جنبهی اوّل: موضوع اسرائیل. کشوری هست، لبنان. دشمنی دارد، اسرائیل! اسرائیل حریمهای این کشور را نقض میکند و بر بخش ارتباطات اشراف دارد، این یک جنبه.
جنبهی دوّم: به موضوع حقیقتیابی و دادگاه بین المللی است و طبیعتا دلایلی که دادستان میخواهد به آنها در رای اوّلیّه استناد کند. مردمی در لبنان هستند که متاسّفانه میان این دو جنبه خلط میکنند، بنده امروز میگویم: جنبهی دوّم، همانکه به دادگاه، تحقیق بینالمللی، بلمار و ارتباطات بینالمللی مربوط است، را کنار بگذارید. بیایید سراغ جنبهی اوّل برویم، داستان حیلهها، رویارویی و حملات سیاسی را به کناری بگذارید.
امّا پیرامون زمینهی اوّل نگاه کنید، در لبنان کشور، ارتش، نیروهای امنیتی، ادارات، مؤسّسات و مردم با موبایل صحبت میکنند، به نظر میرسد بیشتر مردم موبایل دارند و همه با آن صحبت میکنند. متخصّصان میآیند و میگویند اینها امن نیست و زیر اشراف دشمن است، امکانات موجود [در اختیار دشمن] هم فلان و فلان و… است. اوّل: آیا محکومیّت این موضوع از جانب تمام مسئولین، رؤسا، وزرا و نمایندگان لازم نیست؟ این نقض حریم و تجاوز بسیار خطرناک اسرائیل در امنیّت و حاکمیّت این را ایجاب نمیکند؟ چیزی که برای امنیّت مردم، امنیّت شخصی ما به عنوان لبنانیان و امنیّت قومی ما به عنوان دولت ، جامعه و ملّت، بسیار خطرناک است. آیا محکوم کردن و بالابردن صدا لازم نیست؟ چنان که در انتهای صحبت، نمونههایی از این سکوت را ارائه خواهم نمود، این جا نیز بسیاری زبانشان را خوردند. در مقابل چه کسی؟ در مقابل اسرائیل. دستآورد مال که بود؟ دستآورد حکومت. دستآورد وزارت ارتباطات در روندی رسمی. که کاری با این کیفیت را به انجام رساند. چنان که راه حلّ مشکل بزرگی که کشور با آن مواجه میشد را استخراج نمود. بعضی سران سیاسی، رسمی و حزبی زبانهایشان را خوردند، گویی اتّفاقی نیافتاده و چیزی مطرح نشده و چنین نقض حریم و پروندهای در این سطح وجود ندارد، دشمنیای در این سطح رخ نداده است.
کنفرانس بینالمللی، که وزارت ارتباطات و گروه همراه آن در آن شرکت داشتند، اسرائیل را متّهم نمود، و نیروهای سیاسی لبنان به جای محکوم ساختن اسرائیل سکوت کردند. شما به این چه میگویید؟ آیا این وقایع و تحوّلات سیاسی برای مردم هویّت، ماهیّت، حقیقت، زمینهها، نتایج، دروغ یا راست بودن ادّعای کسی را که اسرائیل را دشمن میشمارد ولی ضعیفتر از آن است که دشمنی این دشمن را محکوم کند، روشن نمیسازد؟
اوّل: این موضوع میطلبد همه بیایند این دشمن را متّهم کنند؛ اگر دوست ندارید از وزارت ارتباطات تشکّر کنید، به این خاطر که از وزارت ارتباطات خوشتان نمیآید، خودتان میدانید. –این دیگر بازیهای بچّگانه، کم عقلی و کار افراد کینهتوز است- ولی وزیر را دوست دارید، یا ندارید؛ وزارت، گروه ساماندهی و متخصّصان را دوست دارید یا ندارید، دستآوردی بزرگ ملّی وجود دارد که لازم است هر لبنانی به خاطر آن از ایشان تشکّر کند.
دوّم: برنامهی دولت چیست؟ این موضوع طرح برنامهای را میطلبد، نمیخواهم پیشدستی کنم، ولی برای جلوگیری از این نقض حریم، این دشمنی و حمایت از بخش ارتباطات، حمایت از امنیّت فردی و قومی باید طرحی ارائه شود. این مسئولیّت دولت است نه مقاومت یا تنها وزارت ارتباطات. دولت تاکنون در بارهی این مسئولیّت چه کرده است؟ ممکن است ما اکنون این را نخواهیم ولی پس از تشکیل مجلس وظیفهی همگی ماست در این باره سؤال کنیم. البته متوقّف به تشکیل مجلس نیست. وزارتخانهها، جریانات و مؤسّسات دستاندرکاری هستند که میتوانند بر اساس وظایف فنّیشان از هماکنون طرح برنامههایی جدّی و حقیقی را برای رویارویی با این دشمنی و نقض حریم آغاز کنند.
امّا وارد جنبهی دوّم موضوع ارتباطات میشویم، که حقیقتا بسیاری از مردم را مجبور به سکوت و خوردن زبانشان کرده است. و بالعکس احیانا مجبورشان کرده بیایند و تشکیک کنند. مثلا بنده در تمام واکنشها بحثی علمی را دربارهی محتوای کنفرانس ندیدم. بله مردمی آمدهاند گفتهاند: این زمانبندی مشکوک است! کدام زمانبندی مشکوک؟ افرادی پیشرو و مخلص این حقیقت را کشف کرده و به سرعت آن را برای لبنانیان توضیح تببین کردهاند. این یک زمانبندی مشکوک است؟ تاخیر است که مشکوک است، تاخیر خیانتی است ملّی. ولی وقتی در ارائهی این حقایق، که پس از دستگیری مزدوران بخش اطّلاعات کشف شدهاند و تلاش علمی و فنّی برای اکتشاف آنها به کار گرفته شده، به افکار عمومی لبنان تسریع صورت گرفت، چرا سکوت کردند؟ چرا نگرانند؟ ساده است دلیل حقیقی و واقعی این است که این اطّلاعات کمک میکند که [گفته شود] جناب بلمار شما به سراغ چیزی میروید که دلایل ارتباطی نام دارد ولی آن دلایل دلیل نیست، این دلایل به هیچ وجه هیچ ارزشی ندارند. آنان نمیخواهند مجبور به پذیرش این نتیجه شوند، برای همین بعضی سکوت کردند و بعضی از زمانبندی مشکوکی سخن گفتند. بنده شخصا آنها را فرامیخوانم، بیایید بحثی علمی و فنّی بکنیم، خوش میآیید. در موضوع ارتباطات به واسطهی زمان، به همین مقدار بسنده میکنم.
سراغ واکنشهای مسئلهی دادگاه میروم، دادگاه در هر فرصتی، تعدیلاتی در قوانین مربوط به خود، قوانین اثبات و اقدامات و… به وجود میآورد. مسلّما این دادگاه که از جانب شورای امنیّت تایید شده، ساختارهایی را که میخواهد و قوانینی را که دوست دارد وضع میکند یا به عبارتی قدرت قانونگذاری و قضاوت دارد! و هرکاری میخواهد انجام میدهد و هر کاری را هر وقت و در هر چیز که میخواهد به انجام میرساند! عجب از این قدرت عظیمی که به این دادگاه داده شده است! چندی پیش شنیدیم بعضی تغییرات انجام شده، نمیخواهم وارد بحث قاونی شوم، میخواهم بپرسم و توضیح و تببین درخواست کنم، ما از بعضی متخصّصان حقوق، قانون اساسی و وکیلها پرسیدیم، به ما جواب دادند. امّا بنده ادّعا نمیکنم این وقت کافی بوده، حتّی نتیجهی قطعی نمیگیرم، امّا انچه ما از آن متخصّصان حقوق شنیدیم برای طرح سؤالاتی برای افکار عمومی و کمی مشغول شدن ذهنها به آن کافی است.
سؤال اوّل: ما میدانیم داخل دولتها، مثلا در لبنان دادگاههایی غیابی تشکیل میشوند، امّا وقتی متّهم در دادگاه حضر میشود، حکم غیابی لغو شده و دوباره برای او دادگاه تشکیل میدهند و محاکمهاش میکنند.
پرسیدیم آیا در دادگاههای بینآلمللی [تشکیل شده تا کنون] دادگاه غیابی سابقه دارد؟ افرادی که ما از ایشان پرسیدیم، منظورم استقرای تام نیست، ولی برای طرح سؤال کافی است، گفتند خیر سابقه ندارد. یعنی سابقهی صدور حکم غیابی در دادگاههای بینالمللی وجود ندارد، تنها رای اوّلیّه یا رای اتّهامی صادر شده ولی تا هنگام دستگیری متّهم محاکمه صورت نمیگیرد، متّهم را که آوردند او را محاکمه کرده و برای او حکم صادر میکنند. مگر در این دادگاه! اوّلی! یک علامت سؤال!
سؤال دوّم: آیا در دادگاههای بینالمللی سابقهی حیله در موضوع شاهد یافت میشود؟ پیداست این موضوع نه تنها در دادگاههای بین المللی بلکه در دادگاههای داخل حکومتها سابقه ندارد، با این حال سؤالی وجود دارد. آیا درست است در حالی که در موضوع شاهد نیرنگ صورت گرفته، برای مردم حکم صادر کنی؟ این یعنی متّهم نمیتواند با شاهد بحث کند و از او بپرسد و بگوید تو که علیه من شهادت دادهای، کجا بودهای؟ کجا مرا دیدهآی؟ من در چه حالی بودهام؟! نه او میتواند بپرسد نه وکیل مدافع! چرا که در مسئلهی شاهد نیرنگ صورت گرفته. چنین چیزی نه در دادگاههای بینالمللی و نه به نظر میرسد در دادگاههای معمولی شهری و نظامی ممکن است. این نیز در خود علامت سؤالی را رسم میکند.
آیا سابقهی پذیرش شهادت کتبی از شاهد در غیاب قاضی، وکیل یا در غیر جلسهی دادگاه وجود دارد؟ در این موضوع نیز جای بحث هست، امّا در مسئلهی حسّاس و خطیری از این دست وقتی در لوازم اثبات تساهل میشود، حتّی اگر بگوییم بله اینها در دادگاهی نمیدانم در کجا در زیمباوه یا سیرا لئون یا نمیدانم کجا در جهان رخ داده، ما اکنون در برابر مسئلهای حسّاس هستیم، رای اوّلیّهای و محکومیّتی حساس که به سرنوشت و آیندهی کشور مربوط است. میخواهم از تمام عدالت خواهان لبنان از بزرگ و کوچک که میگویند دادگاهی بینالمللی برای شما وجود دارد و به زودی عدالت فراخواهد رسید بپرسم، کدام عدالت؟! آیا تساهل در لوازم اثبات، نشان دهندهی موفّقیّت در به دستآوردن و تحقّق بخشیدن عدالت است؟ سؤال من این است، آیا روند تحقیق در این ۵ سال این را نشان میداده؟ یا تمام تجربههای گذشته و کنونی میگویند دادگاهی هست که قوانین، اقدامات و اصول را خود [با شرایط خود] سازگار میکند به طوری که صدور حکم سیاسی وعدهداده شدهاش را آسان سازد؟
دوست دارم از هماکنون به شما بگویم، ما این را به بحثهای قانونی وامیگذاریم، بنده به شما میگویم، در زمینهی قانونی، قضایی، و اقدامات عادلانه و معیارهای تحقّق عدالت اگر ضعیفترین و سستترین دادگاهی در جهان وجود داشته باشد، آن همین دادگاه بین المللی است.
بسیاری میآیند و میگویند برای رویارویی با بحرانها وظیفهی ما مراجعه به مؤسّسات حقوقی است و مدام ما را سراغ قانون و مؤسّسات حقوقی میفرستند. آنان قانونمندان قانونمدار و اهل سیاستند و ما چریکهای عصبی بیقانون! میخواهم از ایشان سؤالی بپرسم، آیا این دادگاه بر اساس معیارهای قانون اساسی و قانونی لبنان، قانونی است؟ و از جانب این مؤسّسات قابل پذیرش است؟! بیایید بگویید هست!
به هر صورت در گام بعدی ان شاءالله کنفرانسی خبری برای ترسیم وضعیّت قانونی این موضوع تشکیل خواهد شد. آن وضعیّت بر پایهی تحقیقات و پژوهشهای مجموعهی کثیری از متخصّصان قانون اساسی و قانون در لبنان و خارج لبنان رسم شده است. نتیجه واضح است: این دادگاه هیچ نسبت قانونی و وابسته به قانون اساسی با لبنان و مؤسّسات حقوقی لبنان ندارد، بله، این تصمیم شورای امنیّت است، شورای امنیّتی که فلسطین را تقسیم کرد، شورای امنیّتی که اسرائیل را به رسمیّت شناخت، شورای امنیّتی که اقدام به وضع تحریمهای تحمیلی بر حکومتها و مردم جهان میکند، شورای امنیّتی که بازیچهایست در دست ایالات متّحدهی آمریکا، این تصمیم شورای امنیّت است، مسلّما چنین است.
میگویی این از لحاظ بین المللی معتبر است؟ ولی ما در مورد اعتبار بینالمللی موضع داریم. این تصمیمی بین المللی است، صحیح. امّا این از نظر لبنان و مؤسّسات لبنان معتبر است؟ همه میدانیم بحث دادگاه چگونه پیش آمد، چگونه از [تمکین به نظر] حکومت طفره رفت، چگونه اعطای وقت را رد کردند تا جایی که کار وزرای ما به منازعه کشید، میدانیم چگونه ربطی به رئیس جمهور ندارد، چگونه ربطی به مجلس ندارد. به هر صورت این بحثی است که باید نه از باب حمله به دادگاه، [بلکه] تنها از باب توضیح وقایع و همچنین پذیرفتن سخن آنان که از ما رجوع به مؤسّسات حقوقی را میخواستند، انجام شود . به ایشان میگوییم بفرمایید، این هم مؤسّسات حقوقی. شما بر سر چیزی قضاوت میطلبید که از مؤسّسات حقوقی و لبنان بیگانه و دور است.
امّا پس از موضوع دادگاه و اقدامات آن، تحوّل جدید، ورود مجدّد اسرائیل به معرکه است. تصریحهای اسرائیل، بنده از چیزهایی که روزنامههای اسرائیل، معاریف و هاآرتص و… از آن سخن میگویند، صحبت نمیکنم، سخن از مسئولین بلندپایهی اسرائیل است. مسئولین اسرائیلی که میگویند ما اسرائیلیان کمیتهی تحقیق بین المللی را با اطّلاعات و دادههایی کمک کرده و با آن همکاری نمودهایم.
کمیتهی تحقیق بینالمللی به جای این که برود از اسرائیلیان دربارهی فرضیهی اتّهام اسرائیل بازجویی کند، رفته از اسرائیل برای متّهم ساختن دشمن شمارهی یک اسرائیل کمک بگیرد!
عدالت این گونه به دست میآید؟ اینها [سخنان] اسرائیلی است. آنها میگویند، من از خودم نمیسازم و تصوّرات من نیست، آیا این تحقیقی که روزی در فرضیهی اتّهام اسرائیل خود را به تجاهل میزند، یک روز برای بازپرسی دربارهی دادهها و نشانههایی که اسرائیلیان دادهاند سراغ آنان خواهد رفت؟ آن هم [درست] وقتی اسرائیلیان عیان میگویند رابطهای وثیق با حقیقتیابان دارند؟!
میرویم سراغ راه حلها و تلاشهای درمانگر: این کارها باید اصولا از نقطه ی عزیمتی بنیادی و مرکزی آغاز شوند، آیا ما قانع گشتهایم این رای اوّلیّه، که میگوییم قرار است صادر شود، خطر و تهدیدی برای لبنان و همچنین برای مقاومت است یا نه؟ بسته به زاویهی نگاه ما به موضوع است.
بعضی از مردم موضوع را فرصتی برای رهایی از دشمنی به نام مقاومت میبینند! آنها حسابشان جدا! اگر کمی تخفیف قائل شویم، این رای اوّلیّهایست یا به عبارتی روند و فرصتی برای خلاصی از حریف، یعنی اگر دشمن را به حریف کاهش دهیم، برای رهایی یا تضعیف حریفی موجود در خاک لبنان که مانع پروژهها، افکار و قدرت آنان میشود!
ما از سویی دیگر و از جانب پیآمدها و خطرات این روند برای کشور، در کسوت کشور، قدرت، امنیّت، ثبات، آینده و سلامت لبنان به موضوع مینگریم. مسلّما زاویهی نگاه ما به موضوع بسیار بر روش و عملکرد ما تاثیر میگذارد. به همین خاطر برادران و خواهران، تمام دلسوزان امنیّت، ثبات و سلامت لبنان، یکپارچگی ملّی، صلح طائفهای و ملّی، تحقّق عدالت و این که به کسی مانند ظلمی که به افسران [سوریهای] و غیر آنها رفت، نرود، را دلسوز تلاشهای سعودی- سوریهای و موفّقیّت آن خواهید یافت. آنان را شاد و دلبسته و پشتیبان آن خواهید دید. امّا آن کسی که از زاویهی دوّم، زاویهی رهایی از دشمن یا راحت شدن از دست حریف مینگرد را به گونهای دیگر میبیند. میگوید اصلا تلاش سعودی-سوریهای وجود ندارد، اصلا ارتباطات پایان یافته و به بنبست رسیدهاند، خبری نیست. آن سخنان را میشنوید، اینها را هم میشنوید، هر دو را میشنوید. ببینید، اینها نیز نشانه است. این جا نیز مانند موضع ارتباطات که کمی پیش از آن سخن گفتم، این صحبتها برای شما از نیّتها، هویّت، احساسات، عقول و زمینهها پرده بر میدارد.
دلسوزان کشور میگویند، کمک، پشتیبانی و یاری با آن تلاشها به نفع ماست، باید شاد باشیم و برای تحقّق آن تلاش کنیم. در همین حال، آن کس که دلسوز کشور نیست و نمیتواند بدون خدعه و درگیری و حمله به دیگران به زندگی ادامه دهد (ما نیستیم که به ایشان حمله میکنیم، آنان به ما حمله میکنند) به موضوع طور دیگری نگاه میکند.
پس جایگاه ما جایگاه مؤیّدان تلاشهای سعودی- سوریهای است. کسی که دیگران را نیز به سمت این تلاشها فرا میخواند، چه ایرانیان، قطریها، یا ترکها را، در دیدار اخیر جناب اردوغان از لبنان، یا سفر نخستوزیر قطر یا هر دولت، حکومت یا روند راستینی که میخواهد وارد بحث درمان شود، سخن ما به تمام آنها این است که: تلاشهای سعودی-سوریهای را حمایت، پشتیبانی و کمک کنید، چرا که این تنها تلاش جدّی موجود برای خارج شدن لبنان از آن چیزی است که امروز آن را تهدید میکند.
و بنده به شما میگویم، به معنای واقعی کلمه، نه از باب ائتلاف، تنها از باب توضیح وقایع و حقایق و آنچه بنده شخصا در طی روزهای گذشته آن را لمس کردهام، این تلاشها هنوز پابرجا و پیشرو هستند و هنوز امید بسیاری برای رسیدن به نتایج حقیقی در جهت حلّ و درمان وجود دارد. آیا ما لبنانیها میتوانیم موضوع را حلّ و درمان کرده و وطن و کشورمان را از این خطراتی که از طریق دادگاه بین المللی تهدیدش میکند دور کنیم؟ بله لبنانیان میتوانند و میدانند چگونه، حکومت لبنان میتواند و میداند چگونه، ولی آنچه ما لبنانیان نیاز داریم، عزم، تصمیم و اراده است.
در باب تلاشهای حلّ: مردمی هستند که اصولا و نهایتا خواستار درمان نیستند، نه پیش از صدور رای اوّلیّه و نه پس از آن، مردمی هستند که از هماکنون میگویند، پس از صدور رای اوّلیّه، باید تمام قدرتهای بین المللی و منطقهای برای رسیدن به متّهمان، دستگیریشان و کشیدن پایشان به دادگاه به کار گرفته شوند. یعنی از هماکنون شروع به تحریک کردهاند که بروید افرادی که رای اوّلیّه دربارهی ایشان صادر خواهد شد را سریع دستگیر کنید. و فکر میکنید این موضوع مثل آب خوردن است، این نشان میدهد مردمی خواهان مشکل هستند و برای مشکل داشتن عجله میکنند و میخواهند کشور را از این طریق نابود کنند. مردمی نیز هستند که میگویند خواستار درمان هستیم، و هماکنون عملا و در حقیقت دو روند و دیدگاه وجود دارد. نگاهی که میگوید باید درمانی لبنانی و از طریق تلاشهای سعودی-سوریهای و تمام دوستانمان در منطقه پیش از صدور رای اوّلیّه، اگر قرار است صادر شود، وجود داشته باشد. و این چیزی است که ما و اپوزوسیون و سوریه به حسب اطّلاعات من، همچنین سعودی مصلحت را در آن میبینیم.
روند دیگری وجود دارد که میگوید میخواهیم سراغ حل برویم ولی پس از صدور رای اوّلیّه. اینجا اشتباه و خطایی بروز مییابد، امروز اینجا میخواهم در مورد این خطا هشدار بدهم و آن این که:
اگر این رای اوّلیّهای که آمریکا و اسرائیل در پشت پرده، آن را جلو میاندازند و در اسرائیل به خاطر صدور آن جشنهای پیروزی در حال آغاز شدن است -در حالی که به هیچ وجه پیروزی [درکار] نیست و با شما [مردم] و پیشاپیش ارادهی شما هر دشمنی را به شکست مبدّل میسازیم- ولی این اتّفاق افتاده در اسرائیل جشنهای پیروزی برای صدور رای اوّلیّهای که به زودی اجرای قطعنامهی ۱۵۵۹ را پشتیبانی خواهد نمود، آغاز شده است. و از دهان اسرائیلیان شنیدهایم اسرائیل بسیار به این رای اوّلیّه و پیآمدهای آن دل بسته است. که میخواهم آن را به اهل این گروه که از حل موضوع پس از صدور رای اوّلیّه سخن میگویند، بگویم: آنچه از آن بیم داریم پیآمدهای این حجم توطئه و دلبستگیهای آمریکا و اسرائیل است برای وقتی رای اوّلیّه صادر شود. برای چه؟ مسئله این جاست که اگر گروهها بخواهند بنشینند، بحث کنند و راه حلّی بیابند، یک، دو، سه روز، هفتهای یا دو هفتهای وقت میخواهد و بیشک فرصت از کف میرود و همگی زمام امور را از دست خواهیم داد. در این سخنان خوب تفکّر و دقّت کنید و بیایید همگی مسئولیّت بپذیریم. این فرق میان قبل و بعد صدور رای اوّلیّه است. قبل از صدور رای اوّلیّه همه دست به دست هم میدهیم، از کشور و همبستگی، مقاومت، صلح طائفهای، حکومت و … حمایت میکنیم. رای صادر شود یا نشود میشود بحثی فرعی. امّا پس از صدور رای اوّلیّه همگی فرصت، وقت موجود و زمام امور را از کف خواهیم داد، چرا که رای اوّلیّه تنها یک موضوع نیست، تنها حلقه و بخشی از پروژهایست که عناصر آن تکمیل خواهند شد. بخشی از پروژهایست که از ترور شهید نخستوزیر رفیق حریری آغاز شد و با ترورهایی که در سایهی آنها دادگاه بین المللی شکل یافت، ادامه پیدا کرد و تا صدور رای اوّلیّه و تا آنچه پس از صدور آن است ادامه خواهد یافت.
برای همین بنده آنان را به عدم وقتکشی فرا میخواهم، نگویید الآن وقتکشی میکنیم، مشکلی نیست، میدانید بنده عجلهی زیاد را دوست ندارم، ایران و ترکیه و دیگر کشورها هم خیلی خوشآمدند. ولی این گونه وقتکشی و انتظار و این که بگویند چرا وقتکشی نکنیم؟ رای اوّلیّه صادر شود بعد مینشینیم کارهای لازم را میکنیم، مشکلی در کشور رخ نخواهد داد؛ این که مشکلی در کشور رخ نخواهد داد انشاءالله درست است اگر جران دست من، شما و ما باشد، ولی وقتی قصّه از جای دیگری آب بخورد، از بزرگانی که با کشور بازی میکنند و به [به دست گرفتن قدرت در] کشور دلبستهاند و به آن حمله میکنند، با وقت کشی و دلخوشی به چیزی که مشخّص نیست، نمیتوانیم [چیزی را] حل کنیم. مسئولیّت میطلبد، امشب، فردا و فرداها همگی درمان و تمام کارهای لازم برای حمایت این کشور را به انجام برسانیم.
موضوع بعدی در این زمنیه، بنده سخنی را در هفتهی گذشته شنیدم که ما منتظر میشویم رای اوّلیّه را ببینیم، اگر بر ادلّهی قوی تکیه داشت، میپذیریم، به جهان میگوییم اینها ادلّهای قوی است و اگر نه که نمیپذیریم. [این یعنی] شما میگویید دادگاه کامل و بی نقص است و دادگاهی سیاستزده نیست؟! امّا چطور؟ مضاف بر این که این دادگاه رای اوّلیّه را بنابر ادلّهای که [تنها] خود باری صدور رای اوّلیّه کافی میداند، صادر خواهد کرد.
ما میدانیم شما خرد دارید و توانایی قرائت رای اوّلیّه را دارید و بر اساس ان قضاوت خواهید کرد. خب برای این که از وقت استفاده کنیم، کاری مفید بکنید، اکنون از شما صاحبان خرد که خرد خوانش رای اوّلیّه و دلایل آن را دارید میخواهم، اکنون به شما عزیزان میگویم، دلایل رای اوّلیّه در دیر اشپیگل، لوفیگارو و سی بی سی و… موجود است! همینهاست، بیطرفی به خرج دهید. چرا وقتتان را هدر میدهید، این متون هست… تمام پرونده همینهاست و بنده برای این منظور دلیل دارم. تمام پروندهی تحقیقی که نزد بلمار است همین است که در رسانههاست. و فردا رای اوّلیّه میآید، اگر قرار باشد بیاید، و مشخّص میشود چه کسی راستگوست و چه کسی دروغگو. خب؟ میآید [میبینیم]. از من قبول کنید. همین است، همین لوفیگارو، دیر اشپیگل و سی بی سی و نمیدانم کجا، تا ببینیم خرد فوقالعادهتان به کجا میرسد؟ آیا این دلایل ثابت و تضمینی است که رای اوّلیّه و رای نهایی بر پایهی آن بنا میشوند؟ -حالا این که چه تفاوتی میان این دو هست نمیدانم، بحثهای قانونی است- و رایی که قرار است عدالت را در مسئلهای در این سطح اجرا کند؟!
در هر صورت، بنده به عدم از دست دادن وقت و عدم وقتکشی و پذیرش مسئولیّت فرا میخوانم. با هراس از این که وقتی رای اوّلیّه صادر شود، بازی دهندگانی بزرگ و کوچک با این کشور بازی کنند و توان درمان پیآمدهای رای اوّلیّه و حمایت از کشوری که همگی با چشمان و خونهایمان حافظ آن هستیم از تمامی ما سلب شود.
میرویم سراغ غجر، در موضوع غجر مسلّما سخن بسیار گفته شده، تمام آنچه اسرائیلیان به انجام رساندند، بازی بود. و داستانهای عوامانه و بازی رسانهای برای پوشش مسکنسازی در قدس شرقی، غزّه و تمام گامهای تصرّف و یهودی سازی این سرزمین بود. و در نتیجه ارائهی تصویری زیبا از جانب سازمان ملل که تبدیل به بازی شده است، از بانکی مون گرفته تا بقیه اینگام را مثبت شمردند. در حالی که این گامی تدریجی، مشکوک و نارساست. و واضح است اسرائیلیان با این موضوع بازی کرده و تصرّف را کامل میکنند. این جا در پرانتز برای آنان که به آمریکاییها دلخوش کردهاند میگویم، دولت اوباما و آمریکا با تمام قوا وارد قضیّه شد و از نتنیاهو توقّف شهرکسازی را به مدّت دو یا سه ماه درخواست نمود. و موارد وسوسه کنندهی امنیّتی، نظامی و مالی را در مقابل پیشنهاد کرد. با این حال پاسخی به آنان داده نشد و شهرکسازی را ادامه دادند، واکنش آمریکاییها چه بود؟ تعبیر از این موضوع [با اصطلاح] «هدر رفتن آرزو»، ای وای! حتّی یک نفر هم محکوم نکرد. و ای اسرائیلی، تو علی رغم قطعنامههای بینالمللی در سرزمینهای اشغالی خانهسازی میکنی، نه محکومیّتی از سوی دبیرکل بانکی مون، نه شورای امنیّت و نه هیچ کس در این جهان، تمامشان تنها از به باد رفتن آرزو سخن میگویند!
امّا هنگامی که حادثهی کوچکی برای سرباز، ماموری امنیّتی، شهرنشین یا گاوی اسرائیلی رخ میدهد، میبینی همهی محکومیّتها از همهجای عالم سرازیر میشود، این واقعیّتی است که امروز در آن به سر میبریم.
دربارهی غجر، بخش لبنانی آن: باید کاملا و بدون نقص به حاکمیّت لبنان بازگردانده شود، ما هیچ توافقی را بر هم نمیزنیم، امّا نمیتوانیم بر اشغالی مورد توافق مهر و امضا بزنیم! باید اسرائیل از بخش لبنانی غجر تماما از لحاظ مسکونی، امنیّتی و نظامی خارج شود و آن را تماما به حاکمیّت لبنان بسپارد. حکومت لبنان هر وقت تصمیم به ارسال ارتش گرفت، بفرستد، تصمیم به ارسال نیروهای امنیّتی یا امنیّت عمومی یا گمرک گرفت، آزاد است و این شان حاکمیّت است، ربطی به اسرائیل ندارد که چه کسی وارد بخش لبنانی غجر بشود، چه کسی نشود. یونیفل جانشین ارتش لبنان نیست. پشتیبان آن است و اصلا وجود آن در مکانی که ارتش حضور ندارد بی معنی است. امّا اگر گفته میشود یونیفل وارد غجر شود و ورود ارتش لبنان ممنوع است، این استمرار اشغال است و به نظر ما این اشغالی است مورد توافق. و با آن برخورد خواهیم کرد چرا که که هنوز نوعی اشغال است.
مسلّما اینجا نکتهای قابل توجّه که کمتر به آن توجّه شده است وجود دارد و آن موضوع اهالی و ساکنان غجر شمالی است. بله وظیفهی ما پذیرفتن این معضل بشردوستانه است. به این صورت که برخی ساکنان غجر تحت اشغال باقی خواهند ماند و برخی داخل حکومت لبنان خواهند شد. آنان خانواده و نزدیکان یکدیگرند. اگر راه را ببندیم معضلی به وجود میآید و اگر راه را باز بگذاریم نیز مشکل وجود دارد، اگر به تمام ساکنان بخش لبنانی بگوییم بروید در بخش فلسطین اشغالی این معضلی است. این موضوع نیاز به درمان و ملاحظه دارد، راه حلّ منطقی، واقعی، سالم، قانونی، اخلاقی و شرعی، اگر بگویید حلّ این موضوع سخت است میگویم، راه حلّ منطقی، واقعی، سالم، قانونی و شرعی عقبنشینی اسرائیل از تمام و نه تنها قسمت لبنانی غجر است. چرا که بخش دیگر غجر سرزمین عربی سوریه است نه سرزمین اسرائیل و ما اصولا چیزی را به نام سرزمین اسرائیل نمیشناسیم. در نتیجه راه حل این است که اسرائیل از تمام غجر خارج میشود، بخش لبنانی به حکومت لبنان و بخش سوریهای و کنترل آن نیز موقّتا در هنگام عقبنشینی و ترسیم مرزهای لبنان و سوریه در اختیار لبنان قرار میگیرد. در نتیجه تمام شهر به لبنان میپیوندند و ساکنان آن با یکدیگر میمانند و بر مصیبت انسانی و اخلاقی فائق آمدهایم.
و حتّی طبق قوانین و مقرّرات بینالمللی موضوع اینچنین است و بایستی اینگونه حل شود. نمیتوانیم به واسطهی یک موضوع سیاسی از مشقّتهای کنترل ساکنان غجر چه در بخش لبنانی آن پس از اشغال و چه در بخش سوریهای الاصل آن پس از پیوستن آن به سوریه صرف نظر کنیم.
این بود تمام آنچه دوست داشتم دربارهی غجر بگویم.
در تمام آنچه گفتیم و به عرض رساندیم، یک چیز ماند که دوست دارم بگویم و آن اینکه:
بدون شک هر روزی که میگذرد ما به مرحلهای حسّاس و دقیق نزدیک میشویم. طبیعتا بعضی رسانهها و سیاسیّون لبنان بسیار عجله دارند و میبینید مینویسند رای اولیّه در ۵ دسامبر صادر خواهد شد، دیگری میگوید ۱۱ دسامبر یکی میگوید ۱۵ُ، ۱۷ یا ۲۰ دسامبر. در هر صورت ما به لحظهی حسّاسی نزدیک میشویم که به یک خردورزی وسیع، یک مسئولیّتپذیری عظیم، ارادهای پولادین و یک دلسوزی برای مصالح بزرگتر نیاز دارد. که تماما زیر سایهی مصلحتی بزرگ که همین حمایت لبنان است قرار میگیرند. ما در این راه هستیم و در کنار ارتش، دولت و مؤسّسات دولتی آمادهی حمایت کشور و مردممان هستیم و مسئولیّتی بزرگ را در این سطح احساس میکنیم. امّا میخواهم چیزی بگویم، آن هم از سر دلسوزی است و نه از سر درماندگی؛ از سر دلسوزی، محبّت و مسئولیّت در مقابل این کشوری که برای آن گرانبهاترین شهیدان را تقدیم نمودیم و نه از سر ترس. بسیاری در رسانههای لبنان، خارج و حتّی اسرائیل مینویسند حزّب الله ترسیده و درمانده شده و فلانی خواب ندارد - اتّفاقا در چند ماه گذشته یک ساعت خوابم زیاد شده!- این در خیال کسی نباشد، بر این اساس محاسبهای نکند چرا که محاسبات، نتایج و [به تبع آن] گامهایی غلط در بر دارد. امروز به شما میگویم از ۱۹۴۸ تا امروز (که حرکتهای مقاومت در شکلهای متنوّع و مختلف با امکانات و شرایط متفاوت در لبنان وجود داشتهاند) هیچ روزی در تاریخ لبنان تاکنون مقاومت در این سطح از قدرت، اعتقاد، شادابی، نیرو و حضور داخلی و منطقهای نبوده است. هیچ روزی. و تمام تحوّلات داخلی، منطقهای و بینالمللی سیری را طی میکنند که اذعان دارند مقاومت، حکومت و کشورهای بازدارنده و این راه، در حال قویتر، قدرتمندتر، شادابترشدن در امروز و آیندهی این امّت هستند و طرف مقابل در نشیب سستی، رکود و عقبگرد است.
و اگر کسی دلبسته - که این حکایت قبل رای اولیّه و بعد آن است، به این است که پیش از رای اوّلیّه حزب الله در فشار بود، امّا نه زیاد و پس از آن تحت فشار قرار خواهد گرفت- اگر کسی دل بسته است به این که دادگاه بینالمللی و رای اوّلیّه بر روح، روحیه، شجاعت و ارادهی ما تاثر میگذارند، خیال کرده است. این را یادآور شدم و به سخنانم پایانخواهم داد. سال ۱۹۹۶ را به یاد میآورید، همگی در آن حادثهها زندگی کردید، در روزگار پیشروی مقاومت در جنوب لبنان و عملیّاتهای عظیم استشهادی که حماس و جهاد اسلامی در قدس و تلآویو به انجام میرساندند. [آن روز] تمام جهان برای حمایت اسرائیل به شرم الشّیخ شتافتند. به یاد میآورید، آن روز، رؤسای جمهور آمریکا و فرانسه، نخستوزیر انگلیس، چین،روسیه و پیشتر رؤسای کشورها و حاکمان عرب و کشورهای اسلامی و آفریقایی، بودند، جمع بینالمللی عظیمی در سطح رؤسای جمهور، نخستوزیران و پادشاهان و امیران آنجا بود. غایبان کم بودند، لبنان، سوریه، ایران و بعضی دولتها… . جهان در سطح رؤسای جمهور و سران در شرم الشّیخ گردآمدند و اطّلاعیه دادند و بیانهای صادر کردند که در آن میگویند حزبالله، حماس و جهاد اسلامی تشکیلات تروریستی هستند و گروهی از وزیران امنیّت و رؤسای دستگاههای اطّلاعاتی در همان اوان در آمریکا جمع شدند تا بحث کنند چه گونه این سه سازمان را نابود کنیم و ورودیهای مالیشان را بخشکانیم و محاکمه کنیم و رای صادر کنیم و…. این رخ داد یا نداد؟ حملهای رسانهای ترتیب دادند و وارد جنگی روانی علیه ما و برادرانمان در مقاومت فلسطین شدند که اوّل داشت، آخر نداشت. رخ داد یا نداد؟ شرم الشّیخ چه سودی داشت؟ اوّلین و آخرین گرد هم آیی بود، دیگر تشکیل نشد. اسرائیل اندیشید در سایهی این محکومیّت و این توصیف بین المللی و جهانی از حزب الله به این که: در کنار برادرانش در حماس و جهاد، سازمانهایی تروریستی هستند، فرصتی مناسب برای هجوم به لبنان و نابودی حزب الله در سال ۱۹۷۶ در جنگ آوریل و فروریختن خوشههای خشم بر سر بزرگ و کوچک و زنان ما برای بازگشتن دوبارهی شیمون پرز به نخست وزیری است.
گردهمآیی جهانی شرم الشّیخ پوشش جنگ اسرائیل برای پایان بخشیدن به مقاومت در آوریل ۱۹۹۶ بود و نتیجه چه شد؟ شما آن روز بودید، در یکی از جشنهایمان گفتهبودیم:«شما طاغوتیان جهان گرد هم آمدید، ولی ما، ما به شما میگوییم، ما گروهی اندک هستیم در کشوری کوچک. امّا در ایمان عظیم هستیم. برای شما خواندیم:«الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ اِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ اِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ-همان کسانی که مردم به آنان گفتند: لشکری انبوه از مردم برای جنگ با شما گرد آمدهاند، از آنان بترسید. ولی [این تهدید] بر ایمانشان افزود، و گفتند: خدا ما را بس است، و او نیکو وکیلی است.-آل عمران ۱۷۳»» سخنمان این بود. با این روحیه و این مشی در سال ۱۹۹۶ به رویارویی خوشههای خشم رفتیم. مقاومت پیروز شد، و [یعنی] لبنان پیروز شد. اکنون نیز به تمام کسانی که تحلیل میکنند و دلبستهاند که دادگاه بین المللی قرار است سرپوشی باشد بر جنگ تازهای از جانب اسرائیل میگویم: دادگاه بین المللی از گردهمآیی شرم الشّیخ عظیمتر و مهمتر نیست. در شرم الشّیخ تمام طاغوتیان عالم اجتماع کردهبودند. دادگاه بین المللی را خیلی از مردم و حکومتهای جهان به خود مرتبط نمیدانند، آن را پی نمیگیرند. این دادگاه را آمریکا و اسرائیل به دوش میکشند و چشم به آن دوختهاند، از رابطهای مخصوص متوجّه شدهایم بسیاری حکومتها وجود دارند که موافق نتیجهی دادگاه بین المللی نیستند. در نتیجه این دادگاه بین المللی هیچگاه به نساب حجم جنگ روانی و فکری و فشار سیاسی که نشست شرمالشّیخ ایجاد نمود نمیرسد. نشستی که دستان مجاهدانمان، صبر مردممان، خون و پارههای بدن کودکان و زنانمان در قانا تمام تدابیر طاغوتیان را به باد داد و امروز نیز همان است. آن روز از اکنون قدرتمندتر، پرشمارتر، مجهّزتر، با ایمانتر و پر توکّلتر نبودیم و اوضاع محلّی، منطقهای و بینالمللیمان بهتر از امروز نبود.
برای همین، کسی دلنبندد که قبل یا بعد از رای اوّلیّه ما در فشار هستیم. همه بیایید مسئولیّت را بپذیریم. زمانهی دلبستگی به این که کسی میتواند مردمی را که عقل، قلب، اراده، عزم، تصمیم دارد و خواستهاست در سرزمین خود و پدران و اجدادش با سربلندی و با عزّت زندگی کند، نابود کند، پایان یافته و دیگر باز نمیگردد. میگویند عقربههای ساعت به عقب باز نمیگردند و بنده نیز تایید میکنم این اتّفاق هرگز رخ نخواهد داد. زمانهای که در آن میتوانستید ما را تهدید کنید، بترسانید، یا به اراده، وجود و کرامت ما صدمهای بزنید، به برکت این عقلها، قلبها، عزمها، علم و معرفت این فارغالتّحصیلان پسر و دختر، پایان یافته است. آنان پدران، مادران، رؤسا، مدیران، اساتید و دانشگاهیانی بزرگوار هستند. به برکت وجود تمام شما انشاءالله میتوانیم کشور خود را به ساحل امنی برسانیم که در آن امنیّت از کرامت، عزّت، حضور و آینده سازی خویش حفاظت کنیم. انشاءالله این موفّقیّت، پیروزی، فارغالتّحصیلی بر همهی شما مبارک باشد، بسیار مایهی خوشبختی بود که میان شما حاضر بشوم، میان برادران و خواهران فارغالتّحصیل، ولی شرایط را میدانید و به هر صورت این شرایط [نیز خود] شاهدی است بر حقیقت رویارویی ما و دشمن اسرائیلی. برای همین از برادران عزیز و بزرگوار جناب سیّد هاشم صفیّ الدّین و برادر حاج ابو حسن رعد میخواهم بزرگداشتی که حقّ برادران و خواهران فارغ التّحصیل است را به انجام برسانند. خداوند شما را شما را زنده بدارد، یاری و حفظتان کند.
والسّلام علیکم و رحمة الله و برکاته.
جستجو
دغدغههای امت
-...
-
لبیک یا حسینگفتارهای عاشورایی سالهای ۱۴۳۲ تا ۱۴۳۵ قمریانتشارات خیمه
-
چرا سوریه؟سخنرانیها و مصاحبهها دربارهی سوریه از سال 2008 تا 2016 میلادیانتشارات جمکران
-
امام مهدی(عج) و اخبار غیبسخنرانی شبهای پنجم و هفتم و نهم محرم 2014 میلادیانتشارات جمکران