بسم الله الرحمن الرحیم
و إن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
جوامع

بیانات

30 اردیبهشت 1389

سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در مراسم افتتاح ملیتا، پارک‌موزه‌ی مقاومت اسلامی

|عربی|فیلم|فیلم|صوت|
در حال ترجمه
عربی:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السادة والسيدات الإخوة والأخوات أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أرحب بكم جميعا ويشرفني أن أكون معكم لنفتتح سوياً هذا المعلم السياحي الجهادي الذي نرجو أن يكون خطوة صحيحة ومباركة وتأسيسية في طريق طويل نحافظ فيه على تاريخ مقاومتنا الباسلة ونحيي فيه ثقافتها وتضحياتها وانتصاراتها. وقد اخترنا لهذا الحفل ولهذا الافتتاح هذا اليوم، 21 أيار لما له من معنى ورمزية ودلالة. بالرغم  من أن ما أنجز حتى الآن في هذا المعلم السياحي الجهادي المسمى مليتا على اسم الأرض التي أقيم عليها. ولم ينجز إلا المرحلة الأولى وبجهد متواصل في الليل وفي النهار من الإخوة الذين أتوجه إليهم بالشكر جميعا.

اخترنا يوم 21 فقط للتذكير أنه في مثل هذا اليوم في الساعة العاشرة صباحا كان أهالي بلدتي القنطرة التي كانت تحت الإحتلال وبلدة الغندورية مع أهل آخرين يجتمعون في حسينية بلدة الغندورية لإحياء مناسبة عزاء فقيدة من العائلات الكريمة.

في ذلك اليوم الذي جاء بعد أسابيع وأشهر من العمل المتواصل الذي استهدف مواقع الاحتلال وبالخصوص جيش عملاء الاحتلال، العمليات الدؤوبة والمتواصلة والشبه يومية والتدميرية كانت قد أدت إلى إضرار قوات الاحتلال إلى إخلاء بعض المواقع الأمامية ومنها موقع القنطرة.

في 21 أيار 2000، الخطوة الأولى والحاسمة على طريق التحرير اتخذها الناس الذين هم في الحقيقة هم قادة المقاومة، المجتمعون في بلدة الغندورية في الحسينية أخذوا قراراً ذاتياً باقتحام المعبر وتحطيم الباب الحديدي واقتلاع كل الحواجز الموضوعة والعودة إلى بلدتهم بلدة القنطرة. ودخل الرجال والنساء العزّل بلا سلاح وكان الاقتحام الأول وتهاوت بعدها كل المواقع وكل الأسوار. في 22 أيار و23 أيار وفي الرابع والعشرين من أيار حسمت المعركة وفي الخامس والعشرين من أيار احتفلنا سويا في عاصمة المقاومة والتحرير مدينة بنت جبيل.

اخترنا هذا اليوم لأن هناك صلة قوية وعميقة بين الزمان والمكان والمناسبة.

اسمحوا لي في هذه الكلمة أن أتحدث بكلمة عامة لها علاقة بالمقاومة وتاريخها ومسؤوليتها، وكلمة عن مليتا التي نفتتح معلمها اليوم وكلمة أخيرة مضطر لها بسبب الأجواء الإعلامية التي تحيط الآن بالانتخابات البلدية في الجنوب، ومناورات العدو الإسرائيلي (نقطة تحول ـ أربعة).

في النقطة الأولى، من الثابت والواضح والبديهي أن تاريخ أي شعب أو أمة أو قوم أو فئة أو منطقة أو دولة أو بلد هو جزء مكون وأساسي من هويتها، يعبّر عن ماضيها بكل ما فيه وله تأثير  بالغ على مسار حركتها في الحاضر ومآل أحوالها في المستقبل.

والأمم والشعوب الحية تحافظ على تاريخها تستلهمه وتستحضره وتفخر به، تستقوي به أحيانا وتبرز مظلوميتها من خلاله أحيانا أخرى، تعلمه لأجيالها القائمة والقادمة، وتستخدم للحفاظ على تاريخها وإحياء هذا التاريخ كل الوسائل والإمكانات المتاحة والمتناسبة مع تطورات كل عصر.

تاريخياً، في الماضي والحاضر الآن من أجل حفاظ أي أمة أي شعب أي قوم أي فئة إذا كانت تريد أن تحافظ على تاريخها تستخدم وسائل متنوعة ومتعددة.

على سبيل المثال كتابة التاريخ وتدوينه، كتابة السيّر، سيرة الأشخاص، سيرة الكبار، سيرة عائلات، سيرة قوى، سيرة مناطق، الحفاظ على التاريخ الأدبي الذي يعبّر عن حقبة تاريخية معينة، دراسات تاريخية، تحقيقات تاريخية، الحفاظ على المعالم الأثرية وحمايتها وصيانتها، لأن الشعب الذي يدمر المعالم الأثرية لديه معنى ذلك انه يتبرأ من تاريخه ويخجل بتاريخه، ولا يفقه قيمة التاريخ وتأثير التاريخ، كما فعل ويفعل بعض الجهّال في أماكن ما من العالم.. تكريس رموز وأسماء وأحداث في الوجدان الشعبي على مدى أجيال، إحياء مناسبة تاريخية بشكل سنوي أو بشكل دوري، بوسائل مختلفة: احتفالات دورات، مؤتمرات، ندوات، الخ.. أفلام وثائقية أفلام سينمائية، مسلسلات، توثيق، مراكز التوثيق، المعارض، معارض الرسم، الفن الشعر، الأدب، الزجل، ما شاء الله من وسائل، ومع تطور العصر هناك وسائل أخرى أيضاً أصبحت متاحة وأكثر قدرة على التعبير وأكثر جمالية.

من جملة هذه الوسائل المستخدمة قديمة وحديثا إقامة المتاحف على أنواعها: متاحف شخصيات، متاحف أحداث، متاحف فنية تعبر عن تاريخ، ومن أهم هذه المتاحف هو ما يركز على حدث تاريخي معين، وعلى حقبة زمنية معينة، وهذا موجود في كل الأماكن.

قبل مدة كنت أشاهد بعض الأفلام الوثائقية على التلفاز، وكانوا يعرضون متحف فتح القسطنطينية على سبيل المثال.في العادة، الدول والجيوش التي تخوض حروباً، وتنتصر فيها تنشأ متاحف كبيرة تتضمن مشهداً بانورامياً لحركة جيشها ومراحله وانتصاراته وانجازاته.

حتى بمعزل عما يعرض في هذه المتاحف، هل هو حقيقي أو ليس حقيقياً، مبالغ فيه أو ليس مبالغاً فيه، لكن هذا أسلوب يستخدم اليوم. وحتى أعداؤنا، الحركة الصهيونية في العالم، ولا نريد خوض نقاش عن المحرقة، لكن هم يتحدثون عن محرقة، وألّفوا  كتباً وكتبوا تحقيقات وأنتجوا أفلاما سينمائية حتى الآن، ويعرض بعضها على شاشاتنا العربية ويدخلوا الموضوع في أي فلم وإن لم يكن له علاقة سواء كان اجتماعياً أو سياسياً، أو ترفيهياً أو فنياً.. أقاموا للهلوكوست متاحف في عدد من عواصم العالم، حتى أينما ذهب الإنسان شاهد متحفاً عن المحرقة، بمعزل إن كانت صحيحة أم لا أم دقيقة أم لا وما هو حجمها، لا نود الدخول في هذا الموضوع.

اليوم نحن في افتتاح هذا المعلم نحاول أن نقوم بخطوة متواضعة نسبة لتاريخنا وتاريخ بلدنا ولتاريخ شعبنا ولتاريخ هذه المقاومة في لبنان لحجم التضحيات التي قدمت، ولحجم الانتصارات التاريخية التي تحققت.

نحن نحاول من خلال هذا المتحف، متحف مليتا، أن نقدم جهدا على طريق حفظ التاريخ، وإحيائه وتقديم صورة مشرقة وواقعية وحقيقية عن هذا التاريخ.

بناءً على كل هذه المقدمة أود أن أستفيد من فرصة هذا اللقاء والذي يحضره هذا الحشد المبارك من الشخصيات السياسية والإعلامية والاجتماعية والفنية والثقافية.. أن أقول إن من أهم مسؤوليتنا أيها الإخوة والأخوات جميعا على المستوى الوطني في هذه المرحلة أن نرعى تاريخ المقاومة، وإن أردت الحديث عن تاريخ لبنان فهذا موضوع معقد وشائك وصعب، من أصعب الملفات هو كتابة تاريخ لبنان، نتيجة التعقيدات الموجودة في البلد، التعقيدات المذهبية والطائفية والمناطقية، للأسف في لبنان لكل منطقة تاريخها ولكل طائفة تاريخها ولكل عائلة تاريخها وحتى لا يوجد تاريخ لطائفة، لأنه في الطوائف اللبنانية طوال التاريخ كان هناك زعامات وصراعات وكان يكتب بعض جوانب التاريخ من زاوية الزعيم المتنفذ.

لا أريد الدخول في هذا الموضوع الشائك، لكن أريد أن أقول إن هناك مقاومة في لبنان بدأت منذ عام 1948 وليس منذ عام 1978 ولا عام 1982، منذ بداية الكيان الصهيوني واحتلال الصهاينة لفلسطين المحتلة وتواجدهم العدواني على حدود لبنان وفلسطين كان تاريخ طويل من الاعتداء ومن الاحتلال ومن التهديد، وتاريخ طويل من المقاومة والصمود والتحدي.

في مرحلة من المراحل عبّر عنه أهالي القرى والمناطق الأمامية وعبّر عنه الجيش اللبناني وقادة وضباط في الجيش اللبناني بالرغم  من الإمكانيات المتواضعة التي كانت بين أيديهم، وعبّرت عنه قوى أمنية كانت تتواجد في مخافر القرى الأمامية.

وفي مرحلة لاحقة أخذت المقاومة أشكالاً متقدمة من خلال حضور فصائل المقاومة الفلسطينية والتحاق الشباب اللبناني بفصائل المقاومة الفلسطينية، وصولا إلى تشكل فصائل لبنانية مقاومة في إطار الأحزاب الوطنية والإسلامية وكانت الطليعة في إعلان الإمام السيد موسى الصدر أفواج المقاومة اللبنانية، وتواصل هذا التاريخ، تاريخ المقاومة بعد 78 وعام 1982 وولدت مقاومة جديدة تستند إلى كل هذا الإرث  وإلى كل هذا التاريخ وإلى كل هذه الإنجازات وإلى كل  هذا الحضور وإلى كل هذه التضحيات. فكان ما نسميه نحن بالمقاومة الإسلامية، وكان حضور حزب الله كفصيل أساسي في حركة المقاومة.

ومنذ عام 48 وحتى اليوم هناك مقاومة في الميدان، مقاومة عسكرية، هناك مقاومة شعبية من الذين صمدوا وثبتوا وبقوا في أرضهم مع فقدان الحماية، هناك مقاومة سياسية، هناك مقاومة فكرية، هناك مقاومة إعلامية، هناك مقاومة إجتماعية، هناك جهود جبارة أقيمت في لبنان في مواجهة المشروع الصهيوني والنفوذ الصهيوني والتسلل الصهيوني إلى الساحة اللبنانية وإلى كل أماكن هذا الوطن إلى الدولة وإلى المؤسسات إلى الأحزاب وإلى الطوائف والمذاهب والناس الطيبين والعاديين إلى القرى والبلدات.

هذا تاريخ مقاومة، وهذا تاريخ معاصر، يجب أن نذكر أيضا بعد 75 و76 و82 وحتى بعد ذلك أيضا وجود الجيش العربي السوري على الأراضي اللبنانية والتضحيات الكبيرة من الشهداء والجرحى التي قدمها.

هذا تاريخ معاصر الآن له أفلامه ووثائقه ومستنداته وشهوده والكثير من ذك الجيل ما زال على قيد الحياة يمكن أن نسأله ونتحدث إليه ونستقي منه المعلومات.

قلت هذا لأقول إن هناك مسؤولية كبيرة، فلندوّن تاريخ المقاومة في لبنان في أبعادها المختلفة ونستطيع أن نفعل ذلك وهذا يحتاج إلى جهد جماعي، حتى الآن ما أنجز هو جهود شخصية أو حزبية. هناك تحقيقات أو كتب ألّفت عن قادة في المقاومة، عن شهداء في المقاومة، عن فصائل في المقاومة، حتى نحن في حزب الله لم نقدم دراسة أو كتاباً تاريخياً أو حتى فلماً وثائقياً شاملاً ومتسعاً. نحن نتحدث عن مقاومة حزب الله ولكن هذا لا يعني أن هذه هي كل المقاومة، هذا جزء من المقاومة ومرحلة من المقاومة سبقتها مراحل وحركات مقاومة قدمت تضحيات جسيمة وما زالت بعض هذه الحركات موجودة وتقدم تضحيات جسيمة.

إذا نحن بحاجة إلى هذا الجهد الجماعي لندون تاريخ المقاومة في لبنان بشكل يأخذ بعين الاعتبار كل الوقائع الحقيقية لا نريد تأليف الأساطير ولا نريد أن نكذب على الناس ولا نريد أن نخترع. التاريخ كما هو نقوله كما هو، مكان وجود الإخفاق نقول هنا كان إخفاق وهنا كان هناك خطأ وهنا كان انجاز وهنا انتصار لأن هذا التاريخ عبرة ومدرسة. وعندما يكون شيء نخجل منه نكتبه وكما الشيء الذي نفتخر به نكتبه لنقول للأجيال القادمة لا تخطئوا كما أخطأنا هنا خجلنا وهنا رفعنا رأسنا. تاريخ يأخذ بعين الاعتبار الأدوار الحقيقية فلا يستثني أحدا ولا يتجاهل أحدا ولا ينتقص من حق أحد ولا من دور أحد ولا من تضحيات أحد.

كل القيادات دينية سياسية، الأحزاب حركات، تيارات، طوائف، مذاهب، مناطق، مدن، قرى، بلدات، الناس بمختلف فئاتها وشرائحها، تاريخ يبرز هذه التضحيات الكبرى والحقيقية التي قدمت.

وإذا استطعنا أن ندوّن تاريخاً من هذا النوع (طبعاً من الصعب أن يكتب تاريخ حتى بجهد جماعي وأن يكون مرضياً للجميع، لكن ان يكون منصفا ما أمكن، أقرب ما يكون إلى الحقيقة والواقع) إذا دونا هكذا تاريخ يشكل قاعدة لكل الدراسات والتحقيقات وكل نشاط من الممكن أن يعمل

أفلام وسيناريوهات ومسرحيات وندوات ومؤتمرات ومحاضرات، وإحياء معالم جهادية.

تارة نأتي إلى جبل أو تلة أو إلى وادٍ أصلا لم يجرِ فيه شيء وليس له علاقة بتاريخ المقاومة ونصنع منه معلما.

تارة اخرى نأتي إلى مكان مختلف كما سأتحدث بعد قليل عن مليتا ونؤسس على هذا التاريخ لحركة نهوض وإحياء للمقاومة وقيمها ومفاهيمها وانجازاتها ومعالمها على امتداد الوطن وخاصة في الجنوب وجبل عامل.

في هذا السياق يأتي هذا العمل، مليتا، وهو اسم المكان نفسه، نحن في الحقيقة بموضوع مليتا والمعلم الذي سيفتتح اليوم ، بالنقاش كنّا أمام خيارين : (الأول) أنّه علينا إنشاء متحف، وبالحقيقة كان الشهيد القائد الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه من أشد المتحمسين وكان يعمل بالليل والنهار ليكون هناك متحف من هذا النوع، كان دائما يجري نقاش حول مكان إنشاء المتحف، في بيروت باعتبارها العاصمة وأغلب الناس موجودون في بيروت وهي العاصمة التي يأتي إليها الناس من المحافظات، والوفود التي تأتي من الخارج والتي تشارك في المؤتمرات يكون سهلا عليهم الذهاب إلى متحف في بيروت، والخيار الثاني كان (إنشاء المتحف) على أرض الجنوب، على جزء من أرض المقاومة، وهذا طبعا لا يلغي فكرة متحف في المستقبل في بيروت لكن أعطيت الأولوية لمتحف على أرض المقاومة لسبب بسيط لأنّه أقرب على الطبيعي من الإصطناعي، أي هذه هي الأرض، لكن إخواننا أنشأوا عليها منشآت رتبوها ونظموها لكن هناك جزء كبير من المعالم الطبيعية الحقيقية تمّ الحفاظ عليها وسترونها، ولأنه على أرض المعركة نكون أقرب إلى العفوية وإلى الحقيقة وإلى الروحية والمعنوية والأنفاس والأجواء التي كانت تسكن هذه المنطقة وما زالت تسكن هذه المنطقة، ولذلك كان الخيار على أرض الجنوب.

على أرض الجنوب اخترنا مليتا، مليتا هذه الأرض هي من أقدم مواقع المقاومة الإسلامية التي أنشئت في منطقة إقليم التفاح في مقابل المواقع الإسرائيلية واللحدية التي أيضا يمكنكم مشاهدتها، في مقابل تلك المواقع المحصنة بالدشم وبأهم التحصينات والمسلحة بالدبابات وبالأسلحة المتطورة والمحمية بسلاح الجو الإسرائيلي وبالمدفعية الإسرائيلية، جاء شباب في زهرة العمر من لبنان إلى هذه التلال المقابلة، هذه التلال كما هي كما ترونها، وأقاموا مواقع للدفاع عن بقية الأراضي المحررة ومواقع للانطلاق منها لشن عمليات وغارات على مواقع الاحتلال والدوريات الإسرائيلية واللحدية التي كانت تسير في المنطقة في سياق عمل المقاومة المتواصل في استنزاف العدو لإجباره على إخلاء الأرض والاندحار منها.

جاء هؤلاء الشباب إلى هذه التلال وحفروا الخنادق بأيديهم واقتلعوا الصخور وأقاموا مغارات وكهوف، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك إمكانات لعمل اسمنت وباطون مسلح على مستوى الإمكانات المادية، أقاموا الدشم والمتاريس، وعلى ظهورهم نقلوا السلاح والذخائر والإمكانات والطعام والمؤن صعودا ونزولا ـ وطبعا الإخوة أجروا تحسينات كبيرة في المسار الذي سترونه ـ ومع ذلك ستجدون أنّ بعض هذا المسار شاق على المستوى الجسدي، وعاش آلاف من المجاهدين الذي جاؤوا إلى هذه المنطقة وذهبوا، خدموا لشهور ولسنوات وخصوصا في أجواء البرد القارس التي تعرفونها عن هذه المنطقة، هذه المواقع كانت دائمة الحضور بهؤلاء الرجال وهؤلاء الشباب وهؤلاء المضحين. من هذه الأرض انطلقت عمليات كبيرة ومهمة جداً باتجاه كل المواقع الموجودة على مرمى أبصاركم واقتحم مجاهدو المقاومة قلاع العدو وقدّموا الشهداء وقدموا التضحيات وألحقوا الهزيمة النكراء بهذه العدو.

هنا في هذه الأرض التي تقفون عليها، هنا قاتلوا وصمدوا تحت الغارات الجوية والقصف المدفعي، هنا صلّوا ودعوا وناجوا ربهم، هنا كانوا صلة الوصل بين الأرض والسماء، هنا كانت أرواحهم حبلا متصلا بين الأرض والسماء لا ينقطع، حبلا من نور وأمل وعشق وحب ورجاء وتوكل، هنا سالت دماءهم فكان الجرحى وهنا قدموا أرواحهم زكية فكان الشهداء، هنا كان السيد عباس يحتضن المجاهدين ويقيم لهم مجالس الدعاء ويودعهم في اللحظات الأخيرة إلى اقتحام المواقع، هنا ارض الصفاء والنقاء والطهر والتضحية والعطاء وأهل الجود وأعلى الجود، هنا أرض الشجاعة والثبات والصمود والوفاء،  وهنا منذ البداية ـ وهو الأساس ـ أرض المعرفة واللهفة والعبادة والحب والشوق والعشق، وهنا أرض الجهاد، جهاد النفس التي تركت الدنيا ومَن فيها وما فيها خلف ظهرها وهاجرت إلى الله، إلى التلال والوديان، وجهاد العدو الذي أراد إذلال أمتنا واحتلال أرضنا وقهر إرادتنا فرفضت وأبت تلك الأنفس الأبية الوفية أن تقبل بهذا الضيم وبهذا الذل وبهذا الهوان، فكان الحضور الكبير في أرض المقاومة. نعم هنا بعض حكاية الأرض للسماء.

سأكتفي بهذا المقدار وسأدع المشهد يتحدث، هنا جزء من ثقافة المقاومة وروح المقاومة وقيم المقاومة وعنفوان المقاومة وأخلاق المقاومة وعشق المقاومة وهذا هو جوهر المقاومة لمن يريد أن يدرس هذه التجربة. المسألة ليست مسألة السلاح والصاروخ والمدفع والدشمة، المسألة هي مسألة الرجال والشباب والعقول والقلوب والأرواح والإرادات والعزائم والثبات الذي عبّرت عنه هذه المقاومة في كل مراحلها.

النقطة الأخيرة التي لا بد منها لأنّ الأجواء الإعلامية التي أحاطت بانتخابات الجنوب وبعض التركيز الإعلامي يضطرني إلى كلام مختصر، وإن كنت كما هي العادة في كل الانتخابات البلدية السابقة والحالية أنأى جانبا عن الحديث في هذه الإنتخابات إلا في بعض العناوين العريضة والعامة، لكن كلمة لا بدّ أن تقال خصوصا لأهلنا في الجنوب.

كلنا يعلم طبيعة الانتخابات البلدية وما يجري فيها من منافسات في المدن والبلدات والقرى، تدخل العائلات والأحزاب والتيارات السياسية وتأخذ أبعادا شخصية وأحيانا مذهبية وطائفية في البلدات المتنوعة طائفيا ومذهبيا، وللأسف غالبا ما تتحول هذه المنافسات إلى صراعات ـ وطبعا ليس شرطا أن "تقوص" العالم على بعضها بالسلاح ـ أحيانا الكلمة تترك جراحا أشد من الرصاصة، وتؤدي أحيانا إلى صراعات لا تندمل جراحها في سنوات، وعام 1982 دخلنا إلى بلدة وكنّا نعمل على محاولة استقطاب شباب للمقاومة، لم نقدر أن نضع مسؤولا لهذه البلدة لأنّه من هذه العائلة لا يمشي الحال ومن هذه العائلة لا يمشي الحال، لماذا هاتان العائلتان مختلفتان، لأنّه منذ عشرين وثلاثين سنة كان هناك انتخابات بلدية واختلفوا ولا زالوا إلى الآن متخاصمين...

نحن كان لنا رأي في توقيت الاستحقاق البلدي، ولكن هذا الكلام انتهى وجرى الاستحقاق وكان رأيا علنيا ومعروفا. أمّا وقد جاء الإستحقاق البلدي نحن نرى أنّ مسؤوليتنا بالدرجة الأولى أن نحفظ نسيجنا الاجتماعي وبيئتنا الشعبية (التي هي المقاومة، التي قاومت والتي احتضنت المقاومة منذ العام 1948 إلى العام 2010 هؤلاء الناس وهذه البلدات وهذه المدن وهذه العائلات قبل كل شيء) ولأكون صريحا وشفافا، الحفاظ على هذه النسيج وعلى هذه البيئة هو أولوية مطلقة، والحفاظ على هذا النسيج هو طريق القوة وهو طريق المنعة وهو طريق الإنماء وهو طريق التعاون. وهذا المعنى ينطبق على كامل الساحة اللبنانية، ولذلك نحن ومنذ الأيام الأولى دعونا إلى التوافق بين القوى والتيارات والأحزاب والجميع في كل لبنان، وطبقنا أو ثبتنا القول بالعمل، ورغم ضيق الوقت سارعنا خلال أيام قليلة إلى توقيع اتفاق تفصيلي وواضح بين حركة أمل وحزب الله حول الانتخابات البلدية، ولم يكن الأمر بكل الأحوال سهلا لقيادتي الحزب والحركة وهما تدركان جيدا أنّ هذه انتخابات بلدية وليست انتخابات نيابية نتفق فيها على خمسة أو اثني عشر أو خمسة عشر أو ثلاثين نائبا، وإنما تدخل إلى كل بلدة وإلى كل عائلة لعمل اللوائح وهناك عرف في البلد، وبكل صراحة وأنا اعترف حتى الآن ولسنا نحن فقط، بأنّ كل الأحزاب السياسية وحتى العقائدية في الإنتخابات البلدية لا تستطيع أن تواجه العرف العائلي.

في ملف معقد بهذا المستوى نحن استطعنا إنجاز اتفاق وتَبَانَيْنَا على الحرص على أفضل تمثيل عائلي ممكن بسبب ضيق الوقت، وعلى أوسع تحالف مع حلفائنا في قوى المعارضة وأحزاب المعارضة ما أمكن.. انطلقنا في التطبيق، في المرحلة الأولى في جبل لبنان والضاحية جزء من جبل لبنان كان هناك موفقية كبيرة لهذا الاتفاق وفي المرحلة الثانية في البقاع كان أيضا موفقية كبيرة لهذا الاتفاق، لما بدأنا بمرحلة الجنوب طبعا يمكن نتيجة تجربة المرحلة الأولى والثانية ونتيجة بعض الظروف الخاصة في الجنوب بدء الكلام في الإعلام ويكتب مقالات متنوعة وحتى من أصدقائنا وحلفائنا من بعض الكتاب يتعرضون لمجريات الانتخابات البلدية والتوافق بطريقة برأيي غير مناسبة وأحيانا غير لائقة, لكن هذا الصوت يسمعه كل أهل الجنوب وكل البلد وأريد أن أتحدث هنا لكل الناس وخصوصا لأهل القرى: نحن يا أخوان حزب الله وحركة أمل قصتنا بالانتخابات البلدية والانتخابات النيابية وفي غيرها من المواضيع مثل القصة المعروفة التي يعرفها أهل القرى جميعهم: "البي وابنو والحمار (أجّلكم الله) نحنا قصتنا هيك فقط أقولها للشباب الجيل الجديد الذي يمكن لا يسمع حكايات القرى, انه كان في واحد وابنه عندهم حمار وماشيين بالطريق، اذا الاثنين ركبوا على الحمار (طبعا لا أحد يقيس ويشبه) سيقول الناس العما بقلبهم شو هالناس ظالمين وتأتي جمعيات الرفق بالحيوان وتعترض عليهم وعلى اخلاقهم, واذا الاثنين نزلوا عن الحمار بيقولوا عنهم ما بيفهموا وطبعا بالقرى بيقولوا غير هيك, واذا الاثنين نزلوا عن الحمار بيقولوا الناس ليك عندهم حمار وما بيركبوا عليه, واذا البي ركب والولد بقى بيقولوا حرام ليك البي راكب على الحمار وابنه شاب تاركو يمشي, واذا الصبي ركب والبي ماشي بيقولوا الناس ليك هالابن العاق بابيه". ماذا يفعلون يعني؟ نحن قصتنا برأسمالها بهذا التبسيط.

فاذا عملنا مثل الانتخابات البلدية عام 2004 وبوقتها اختلفنا وكانت قد تشكلت اللوائح في أغلب البلدات, لوائح يدعمها حزب الله ولوائح تدعمها حركة أمل, ويومها أيضا "هُتكنا" في وسائل الاعلام , "حزب الله وحركة امل , حركات المقاومة, المشتركات التي بينهما كبيرة، يا عيب الشوم عليهم، غير قادرين على أن يتفقوا على مجلس بلدي, داخلين بصراعات بالزواريب , بالكذا بالكذا...

طيب إذا اختلفنا يهجمون علينا , وإذا اتفقنا (قالوا) هذا اتفاق استئثاري , هذا مصادرة للعملية الديمقراطية , وهذا... وإذا أمل وحزب الله أداروا ظهورهم للانتخابات البلدية وتركوا العائلات تواجه بعضها و"الجباب" والناس تواجه بعضها البعض, (قالوا) هؤلاء لا يتحملون مسؤولية وتركوا الناس تواجه بعضها وهذا مجتمعهم وأهلهم وقراهم وناسهم وتركوهم يختلفون ويتصارعون دون أن يحركوا ساكنا وهذا هو الذي يكتب الآن, لذلك بهذا الموضوع أريد أن أتحدث بكلمتين واضحتين وصريحتين جدا, أحد الإخوان قبل يومين قال كلمة وأنا أريد أن أكررها ,

أيها الإخوة أيها الكرام يا أهلنا في الجنوب ويا أهلنا في كل لبنان: إن أجمل وأفضل هدية يمكن أن تقدمها أمل وحزب الله للناس في الانتخابات البلدية في السنة العاشرة من عيد المقاومة والتحرير هي الاتفاق في الانتخابات البلدية , هذه أهم هدية وأهم إنجاز وأجمل شيء ممكن نحن أن نقدمه للناس , والآن بطبيعة الحال عندما تركب مجالس بلدية، إذا كانوا تسعة أعضاء في البلدة يعني تسعة ماذا نفعل؟ وإذا (كانوا) خمسة عشر يعني 15 ؟ واذا ثمانية عشر يعني18 ؟ واذا 21 يعني فقط واحد وعشرين, هذه هي الحكاية, في البقاع صار هكذا وفي جبل لبنان أيضاً, وبالتالي بطبيعة الحال هناك أشخاص سيجدون أنفسهم أنهم مغبونون ولديهم اعتراض على هذا التشكيل, وهناك عائلات قد تعترض على هذا المستوى من التمثيل, أصلا هناك أعراف بالانتخابات البلدية لا لها أساس أخلاقي ولا إنساني ولا ديني ولا قانوني, ولا أريد أن أتكلم عنها الآن, فبطبيعة الحال سيكون هناك ناس منزعجين وسيشكلون لوائح بالمقابل, ونحن قلنا وأنا قلت إننا لا نعتبر هؤلاء أعداء للمقاومة, هؤلاء من بيئتنا، أهلنا وشعبنا وأحبائنا وأعزائنا, لكن أنا قلت شيئاً وهذا ما قاله الإعلام والجزء الثاني لم يركز عليه الإعلام وهو الذي سوف أعود وأؤكد عليه.. أنا أقول لكل أهلنا في الجنوب وحيث توجد لوائح لحركة أمل وحزب الله والمسمّاة بلوائح التنمية والوفاء أو الوفاء والتنمية بالنسبة لنا نحن حزب الله نتبنى هذه اللوائح بالكامل وبشدة وبكل تأكيد وعزم وجزم ونعمل من أجل أن تنجح هذه اللوائح ونعتبر أن هذا التحالف الانتخابي البلدي هو جزء من التحالف الاستراتيجي الذي يحمي ويحصن بيئة المقاومة، هذا فهمنا لهذا التحالف , والآن يصدر الكثير من الشائعات مثل العادة بليالي الانتخابات، بالنسبة لنا ليس هناك شيء اسمه تحت الطاولة وفوق الطاولة, بيد أنني أشهد من خلال متابعتي للمجريات كلها أن قيادات وكوادر واللجان المعنية في حزب الله وأمل كانت صادقة وشفافة في تنفيذ الاتفاق ومدركة للأبعاد السياسية والمعنوية لهذا الاتفاق, ولأننا نحن من الناس بطبيعة الحال في قاعدة أمل وفي قاعدة حزب الله قد نواجه بعض الصعوبات في بعض البلدات وفي عدد قليل جدا إذا ما قيس بمجموع البلدات، وهناك عدد كبير (من القرى) انتهت الانتخابات فيها بفوز لوائح التنمية والوفاء بالتزكية وأنا أشكر هؤلاء الأهالي وأشكر كل المرشحين الذين انسحبوا لمصلحة هذه اللوائح, هناك العدد الأكبر تشكلت فيه هذه اللوائح التوافقية وأعلن عنها, في بعض البلدات في مقابلهم هناك واحد أو اثنان  وهناك لوائح ناقصة وفي بعض البلدات هناك لوائح مكتملة.

أنا ادعو إلى المزيد من مجالس بلدية بالتزكية، لأنه يبدو انه لا يزال هناك طريق قانوني لهذا الموضوع. في البلدات التي ستجري فيها انتخابات يجب أن تحصل فيها انتخابات ديمقراطية شفافة واضحة وهادئة وبأقل قدر ممكن من التشنج أو الخسائر أو الجراحات التي تحدثها انتخابات بلدية في بلدات, لكن هنا أريد أن أوجه الخطاب لقاعدة حزب الله والمعروف أنها قاعدة ملتزمة وأحيانا هناك أناس يتهموننا بالتنظيم الحديدي ولكن مع ذلك دفعا لأي شبهة أو وهم أو كلام غير مسؤول, أنا ادعو قواعد حزب الله وجمهور حزب الله ومؤيدي حزب الله في الجنوب إلى الالتزام المطلق (طبعاً غداً يقولون إن هذا تكليف شرعي, لا، نحن في كل الانتخابات لا نستخدم التكليف الشرعي, والذين يتحدثون عن التكليف الشرعي أحب أن أقول لهم إنه عندما نستخدم التكليف الشرعي يصبح المشهد مختلفاً, نحن لا نتكلم عن تكليف شرعي، نحن نتكلم عن حزب ملتزم بوعوده وعهوده واتفاقاته, وقيمه الأخلاقية والدينية تقول له أن يلتزم) أنا أدعو القواعد الحزبية وجمهورنا إلى الالتزام المطلق والكامل بلوائح الوفاء والتنمية، والتنمية والوفاء وان لا تأخذهم في هذه الانتخابات لا حسابات شخصية ولا عائلية ولا حسابات من هذا النوع.

نجاح هذه اللوائح له قيمة سياسية ومعنوية تثبيتية واجتماعية كبرى, له هذه القيمة وانتم تعرفونها وليس هناك داعٍ شرحها , هذا في التصويت وأما في الترشيح لا يمكن لأي مرشح خارج لوائح الوفاء والتنمية أن يقدم نفسه للناس على انه مرشح من قبل حزب الله أو أن حزب الله (أعطاه إيعاز) بأن يترشح أو أن حزب الله يؤيده تحت الطاولة, من يدعي ذلك يدعي كذبا وظلما, نحن أناس صادقون وشفافون وواضحون نفي بالتزاماتنا وتحالفاتنا, إذا كان هناك في بعض البلدات إخوة من حزب الله أو يقولون نحن ننتمي إلى حزب الله ويعتبرون أنفسهم من قلب هذه المسيرة وهم مرشحون للانتخابات البلدية خارج لوائح الوفاء والتنمية فأنا ادعوهم إلى الانسحاب من هذه المعركة والخروج منها والعمل خلال الساعات المتبقية كي تنجح لوائح الوفاء التنمية إما بالانتخابات أو بالتزكية, بكل وضوح وبكل صراحة وبكل شفافية هذا ما أحببت أن أقوله في ما يعني هذا الشق من الانتخابات.

أنا أدعو أهل صيدا إلى الهدوء والى التنافس الانتخابي، ولا شيء (يحرز) أن تهجم الناس على بعضها وأن يحصل هذا القلق الموجود الآن في صيدا، وهذا طبعا يزعج البلد كله , كذلك في جزين وفي مرجعيون وفي حاصبيا حيث هناك تنافس فليقدم الجنوب وأهل الجنوب الصامدون المضحون الثابتون, أهل المقاومة، فليقدموا نموذجا حضارياً.

أنا أقول لكم أيضاً: يوم الأحد اذهبوا إلى صناديق الاقتراع وأقيموا في الانتخابات أعراسا, نحن لا ندعو إلى استفتاء، ونحن السنة الماضية (عملنا استفتاء) وليس كل سنة نقوم باستفتاء, الانتخابات النيابية كانت استفتاء واضحاً, حزب الله وحركة أمل ليسا بحاجة إلى إثبات حجمهما السياسي والشعبي من خلال الانتخابات البلدية, هذا الحجم معترف به وطنياً وإقليمياً ودولياً أيضاً, هذه مشكلة محلولة ولكن أنا أقول: حوّلوا الانتخابات البلدية يوم الأحد إلى أعراس في القرى ولا تخافوا من المناورات الإسرائيلية المسماة ب (تحول 4) لأننا رأينا تحول 3 وتحول 2 وتحول 1, اليوم تبدل المشهد، دائما كان المشهد أننا نحن في لبنان خائفون قلقون مضطربون لا نجرؤ أن نذهب إلى القرى الأمامية والى بلداتنا والى حقولنا والى مزارعنا, والآن لماذا اختاروا يوم 23 (لبدء المناورات) منتبهين أو غير منتبهين لا أعرف ولكن لله مشيئة في هذا الأمر ليقدم مشهد على طرفي الحدود: في الجنوب وفي البلدات الجنوبية وفي القرى الأمامية أعراس انتخابية وفي الجانب الآخر الملايين الذين ينزلون إلى الملاجئ وينفذون خطة طوارئ خوفاً من المقاومة كما يقولون.

يوم الأحد لا تخافوا من أحد، اذهبوا إلى صناديق الاقتراع، أقيموا في بلداتكم ومدنكم وأحيائكم وقراكم أعراسا للتحرير, حولوا الانتخابات إلى عرس وليس إلى استفتاء، لسنا بحاجة إلى استفتاء وثقوا بأن المقاومة التي تشكل أرض مليتا موقعاً من مواقعها وعنوانا من عناوينها استطاعت أن تمتد بمليتا كرمز إلى كامل أرض جبل عامل، إلى كامل أرض الوطن لتكون المقاومة الحاضرة ليس فقط في معادلة الدفاع عن لبنان بل في المعادلة الإقليمية بل في المعادلة الدولية.

وأستودعكم سؤالاً: لماذا كل هذا التدفق والزيارات الأميركية والأوروبية والأجنبية والعربية إلى لبنان؟ لماذا؟ من أجل ماذا وماذا يجري في لبنان؟

أنا لا أريد أن أجيب, فلتبقَ بقية الكلام في ذكرى المقاومة والتحرير لعيد المقاومة والتحرير في 25 أيار , وأشكر حضوركم جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 

    بیاناتی در این رابطه با موضوعات:
  • ملیتا

دغدغه‌های امت

دغدغه‌های امت

صدر عراق/ به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر
شماره ۲۶۲ هفته نامه پنجره به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر، در پرونده ویژه‌ای به بررسی شخصیت و آرا این اندیشمند مجاهد پرداخته است. در این پرونده می‌خوانید:

-...

رادیو اینترنتی

نمایه

صفحه ویژه جنگ ۳۳ روزه
بخش کوتاهی از مصاحبه سید حسن نصرالله با شبکه المیادین به روایت دوربین دوم

نماهنگ

کتاب


سید حسن نصرالله