بسم الله الرحمن الرحیم
و إن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
جوامع

بیانات

15 خرداد 1393

سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در مراسم بزرگداشت مرحوم علامه شیخ مصطفی قصیر عاملی

|فارسی|عربی|فیلم|صوت|
«
بنده ایشان را الگو، نمونه و اسوه‌ی خودم می‌دانم و همه‌ی برادرانم را فرا می‌خوانم که وی را آرمان و نمونه‌ی خود قرار دهند. ما این‌جا درباره‌ی مجموعه‌ای از موضوعات، اسامی و صفات صحبت نمی‌کنیم بلکه در حال صحبت درباره‌ی انسانی هستیم که این موضوعات، صفات و اسما را تجسم بخشید.
عربی:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السادة العلماء، الإخوة والأخوات الكرام، السلام عليكم جميع وحمة الله وبركاته .

قال الله عز وجل في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا.

في هذا اللقاء المبارك، أود في البداية أن أتوجه بالتعزية وبمشاعر المواساة إلى عائلته الكريمة إلى العائلة العزيزة، آل قصير، عائلة العلماء والشهداء والاستشهاديين والمجاهدين والمقاومين، التي قدمت وما زالت، وكذلك إلى العائلة العزيزة، آل الأمين، أيضاً عائلة العلماء والشهداء والمقاومين والمجاهدين، والتي قدمت وما زالت تقدم، وإلى جميع إخواني وأخواتي في حزب الله، وخصوصا في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، الذين رافقوا سماحة شيخنا العزيز وعملوا معه وعايشوه عن قرب وفقدوه في ساعة الرحيل.

أنا اليوم أود أن أتحدث ثلاث كلمات كالعادة:

أولاً: في المناسبة

ثانياً: استفادة من فرصة الخطاب كلمة في الشأن اللبناني

وثالثاً: كلمة في الشأن السوري على قاعدة وحدة المصير.

في المناسبة، طبعاً نحن أمام مناسبة كبيرة ومؤلمة بالنسبة إلينا.

إن خسارتنا وألمنا بفقد هذا العالم المجاهد المقاوم العزيز الكبير هو ألم كبير وخسارة كبيرة، والإخوة جميعاً يشاركونني هذا الاحساس، الإخوة العلماء، الإخوة والأخوات، الإخوة القادة والمسؤولين في حزب الله في مختلف المسؤوليات، وكذلك كل الإخوة والأخوات الذين عرفوا سماحة الشيخ عن قرب.

نحن عادةً، في حزب الله، عندنا أننا لا نتحدث عن إخواننا وهم أحياء، الأحياء يتعبون، يسهرون، يجاهدون، يبذلون جهود مضنية جدا، يقومون بإنجازات عظيمة جداً، ولكن لا ننسب الإنجازات إلى الأشخاص وهم أحياء. الآن، ما سبب ذلك؟ هذا بحث آخر.

هذه السيرة الموجودة في حزب الله، وعندما نتحدث عن الإنجاز وعن الانتصار وعن الجهاد أو عن الجهود أو التضحيات، نتحدث عن الجميع، نعمّم دون أن ندخل إلى فلان وفلان وفلانة..

نعم ، من واجبنا ومن حقهم علينا في الحد الأدنى، إذا كان الجزء الأول فيه نقاش أنه صحيح أم خطأ، له علاقة بالإخلاص، بالصدق، بالنية، بالكتمان، مهما كان السبب، لكن بعد أن يرحل هؤلاء الأعزاء وهؤلاء المجاهدون عن هذه الدنيا، وحين لا يعود المديح والكلام والحديث عنهم بفائدة عليهم في الدنيا، وإنما هو شهادة حق وإنصاف تُقدّم بين يدي أرواحهم الزكية، نتحدث عنهم، ننسب إليهم ما يجب أن يُنسب إليهم وأحيانا لا نقول أيضاً كل الحقيقة، وإنما نخفي بعض أجزائها لمصالح تتعلق بمسيرتنا واستمرار المسيرة.

كل ما قاله الإخوة قبلي بحق سماحة العلامة الشيخ مصطفى قصير، الأخ الحبيب والعزيز، هو طبعا دون حقه، وما أقوله أنا كذلك أو ما يمكن أن أقوله، وهو فوق ما قيل وأقول، وهذه هي الحقيقة.

اليوم أنا أريد أن أدخل إلى سماحة الشيخ الفقيد الغالي من زاوية معينة ومحددة بعد رحيله.

يمكن حتى لو كنا في حفل تكريم في حياته ما كنا نتحدث كذلك، من زاوية أن أقدّم وأن نقدّم سماحة الشيخ مصطفى قصير كأسوة ونموذج وقدوة، نحتاجه نحن، نحن نحتاج إلى أنواع من القدوة ومن الأسوة ومن النموذج.

نحن نحتاج إلى هذا النموذج الذي عايشناه عن قرب وشهدنا سيرته وحياته وسلوكه، ونشهد له بذلك بعد رحيله وبعد وفاته، ونقدمه نموذجاً لنا، أنا أقدّمه نموذجاً وأسوة لي، وأدعو كل أخ من إخواني أن يتّخذه مثالاً وقدوة.

هنا نحن لا نتحدث عن العناوين، عن الأسماء، عن الصفات. نتحدث عن الشخص المجسّد للعناوين وللصفات والأسماء، قدوة لنا كعالم طلب العلم طويلاً وحتى آخر لحظات حياته. كان طالب علم وكان باحثاً عن العلم وكان محققاً ودارساً وكان أيضاً معلماً، يدرس ويعلّم ويحقّق ويكتب وينشر ويحدّث في هذا الجانب، وكان ممن طلب العلم لله، وعلّم لله عز وجل، ننظر إليه أيضا كعامل مجاهد لم يعتزل حياة الناس، لم يذهب بعيداً، جاء إلى متن هذه المسيرة منذ البدايات. في الحوزة العلمية كان طالباً وعاملاً، وعندما جاء إلى لبنان كان عالماً وطالباً للعلم وعاملاً ومجاهداً ومقاوماً، وعمل لله. ومن تعلّم لله وعلّم لله وعمل لله نودي في ملكوت السماوات عظيماً، كما يُنقل عن السيد المسيح عليه السلام .

نحن أمام العامِل الجاد، العامِل الدؤوب، صاحب الهمّة العالية، الذي لا يعرف الكلل ولا يقعده لا تعب ولا مرض. في الأشهر الأخيرة من مرضه، كنت أنا أذهب إلى بعض اللقاءات الداخلية وكنت أفاجأ بحضور سماحة الشيخ، عندما كنت اتابع في بعض وسائل الاعلام بعض المناسبات أو بعض الاحتفالات أجد سماحة الشيخ موجوداً، إما حاضراً إما خطيباً، حتى اللحظات الأخيرة التي كان جسده يعينه، وكنت أستغرب من هذه الهمة العالية.

وهذا ما نحتاج إليه نحن الذين نتعب وتحيط بنا أحياناً الهموم والمشكلات والتحديات.

نحن بحاجة إلى القدوة بالعزم والإرادة، في الهمة العالية، في الجدية، في الفعالية.

الشيخ مصطفى كان هكذا، كل إخواننا يعرفون أن سماحة الشيخ كان هكذا. وأحيانا أنا كنت أقول له: شيخنا أنت تتعب نفسك، الآن اهتم بصحتك اهتم بعافيتك. هو كان يعتبر أن كل لحظة من عمره يجب أن تبذل في طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وخدمة دين الله وخدمة عباد الله سبحانه وتعالى.

الصادق المخلص، وكلنا نعرفه صدقه وإخلاصه ونحتاج إلى هذا الإخلاص في العمل، نحتاج إلى هذا الإخلاص وإلى هذا الصدق.

الزاهد في الدنيا، المعرض عن زخارفها وزبارجها وعناوينها، العامل فيها لآخرته، عيناه كانتا دائماً تتطلعان إلى ذلك العالم، يمهد له، يحضر له، الشيخ مصطفى من الإخوة الذين كانوا يعملون بدون توقعات شخصية، بدون طلب امتيازات شخصية، بدون توقعات شخصية.

لم يعتبر في لحظة من اللحظات أن له حقاً في رقبة حزب الله أو المقاومة أو المسيرة أو الإسلام أو الدين. لم يمارس فعل المنّ أو التفضل على هذه المسيرة أو على رفاقه أو على إخوانه أو على الذين يعملون معه.

طبعاً تكفي الإشارة في كل صفة، نحن نحتاج إلى هذا أيضاً. الله سبحانه وتعالى هو الذي يمنّ علينا أن هدانا للإيمان وأن هدانا للجهاد وأن جعلنا من أبناء هذه المسيرة المباركة، والله سبحانه وتعالى هو الذي يجب أن نتوجه إليه دائما بالشكر على كل توفيق لعمل الإنجاز ونستغفره ونعتذر إليه من كل تقصير وقصور.

شيخ مصطفى هكذا، الإنسان الودود، اللطيف، الحنون، محب، خلوق، بشوش، (وأنا) قبل قليل شاهدته في الفلم الوثائقي.

أي جماعة، أي مسيرة، أي شعب، وخصوصاً عندما نتحدث عن جماعة تواجه تحديات وتقدم تضحيات وتتحمل أعباء في علاقاتها الداخلية، هي تحتاج إلى هذا الحنان، إلى هذا الحب، إلى هذا الود، إلى هذه الأخلاق الطيبة والحميدة، لأن هذه من عناصر القوة، من عناصر الاستمرار.

سماحة الشيخ الهادئ الذي لا ينفعل إلا نادراً وبالحق، المتزن، سماحة الشيخ المعلم والمربي، في المدرسة، في المؤسسة، في المسجد، الشيخ مصطفى قصير إمام الصلاة، إمام صلاة الصبح جماعةً في مساجدنا. الإمام المسجدي، العالم المسجدي.

سماحة الشيخ ـ إذا أردت المتابعة يطول الكلام، لكن حقيقة ـ كان الإنسان العابد، وأيضا كان الإنسان صاحب الرأي وصاحب الفكرة، يبدع، يقدم، يخطط، يفكر، يناقش، يحاور، وأيضا كان الإنسان المطيع في هذه المسيرة، الذي لا يقف عند أي اعتبارات مهما كانت هذه الاعتبارات.

في نهاية المطاف، هذه طبعاً من أهم ميزات العاملين في هذه المسيرة، هذه الميزة التي حافظت على وحدة هذه المسيرة، على تماسكها، على صلابتها، على ثباتها، على قوتها، ولذلك أنا سأكتفي بهذه العناوين، لأقول: نحن بحاجة إلى هذه القدوة وهذه الأسوة وأن نقدمه لإخواننا وأخواتنا ولأجيالنا أيضاً، كما نقدم قادتنا الآخرين الذين استشهدوا أو الذين توفوا بما لهم من ميزات، وبما لهم من مواصفات خاصة وجليلة.

الشهيد السيد عباس، رضوان الله عليه، سيد شهداء المقاومة الإسلامية، الشهيد الشيخ راغب رضوان الله عليه، شيخ شهداء المقاومة، الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، شهداء قادة كثيرون.

هناك شيء آخر أود أيضاً أن ألفت إليه في المقطع الأول: إن سماحة الشيخ هو منذ البداية اختار العمل في المجال التربوي والتبليغي والتعبوي، وخصوصا المجال التربوي. منذ البداية كان خيارات سماحة الشيخ هي هذه، منذ أن كان في الحوزة العلمية، في النجف الأشرف، في قم المقدسة. لم يكتفِ بأن يتعلم ويعلّم، كان يربي، يهتم بشؤون الطلاب، تربية الطلاب لصنع الإنسان والكادر.

عندما عاد إلى لبنان أيضاً كانت هذه أولويته، مع أنه طبعا كانت آفاق العمل مفتوحة في كل المجالات أمام سماحة الشيخ في أي مجال من مجالات العمل، لكن هو الذي اختار هذا المجال، لأنه كان لديه قناعة، كان لديه رؤية هي صحيحة بطبيعة الحال، ولذلك ذهب إلى الاهتمام بالمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، بالمدارس، بالمنهجية، بالثقافة، بالجانب التربوي، بالجانب العلمي، بالكمّ، بالكيف، بالنوع، بالإدارة، بالمواكبة، وقام مع إخوانه وأخواته في المؤسسة ومن واكبه من الإخوة المسؤولين بهذه الإنجازات التي نراها اليوم حاضرة أمامنا. المؤسسة أيضاً، كما قال الإخوة قبلي، أعطاها شبابه وعمره ووقته وجهده وليله ونهاره، إيماناً بموقعها وبتأثيرها وبأهميتها في هذه المسيرة الإسلامية الجهادية المباركة، وكان بالفعل خير مسؤول وخير مدير وخير مربٍّ وموجه وأب ووالد. وفي ظل عنايته ورعايته وجهوده نمت وكبرت وتوسعت وترسخت إلى أن أصبحنا أمام مؤسسة حقيقية بكل ما لكلمة مؤسسة من معنى، وخصوصا في المجال التربوي وفي المجال الثقافي وكان الأمين على هذه المؤسسة طوال كل هذه السنين.

بالمناسبة هنا أيضاً نذكر الأحياء دون أن نذكر الأسماء، الكثير من أو كل هذه المؤسسات التي تقوم بالعمل يرعاها مؤتمنون وأمناء، ولذلك بعض الناس يفكر أنه مثلاً في حزب الله أو بقيادة حزب الله ما شاكل الإخوة مشغولون. بعض الناس يأتي ويقول لكم: أنتم كجهة، كمجموعة، كيف تلحقون وتعملون سياسة ومقاومة وأمن وعسكر وثقافة وتربية وخدمات وصحة ووزراء ونواب و.. و.. و.. كيف تلحق على هذا كله؟ تلحق على هذا كله لأن على رأس هذه المؤسسات وهذه الأطر وهذه الملفات وهذه الهياكل أمناء ومخلصون وصادقون وكفوؤون، وبالتالي القيادة المركزية قد لا تحتاج إلى أن تتدخل. أنا أذكر مثلاً في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم ، ربما بالسنة مرة أو كل عامين قد يحتاج الأمر إلى مراجعة أو مناقشة أو قرار، لأن هناك من هو مؤتمن على هذه المؤسسة أو المؤسسات الأخرى.

أيضاً في غير الجانب التربوي، الجانب الدعوي، سماحة الشيخ كان حاملاً لثقافة المقاومة ولفكر المقاومة ولخطاب المقاومة ولروح المقاومة. كان مستعداً دائماً ان يكون جندياً مقاتلاً في الصفوف الأمامية في هذه المقاومة.

لكن وبطبيعة الحال، تحديد المسؤوليات وتوزيع الأدوار، لا يسمح للكثيرين ممن يحملون هذا الفكر وهذه الثقافة وهذه الروحية أن يتقدموا في الخطوط الأمامية.

هذا كان مولانا سماحة الشيخ، وطبعاً هو عنوان من عناوين الجانب الحقيقي والجوهري في مسيرتنا. هناك ما هو فوق السطح، عادة في لبنان ما الذي يطلع فوق السطح؟ السياسة والمواقف السياسية والخطاب السياسي والأحداث السياسية، الأمنية والعسكرية. ما تحت السطح هو كل هذا الجهد والجهاد والجهود العظيمة والمباركة، على المستوى الثقافي والعلمي والفكري والحوزوي والدراساتي والمؤسساتي والخدماتي والبنية التحتية والعلاقات والتواصل مع الناس، وبناء مجتمع مؤمن وملتزم وواعٍ ومثقف ومضحٍ ومخلص.

هذا عادةً لا يظهر على السطح إلا في حالات نادرة وإستثنائية، وكذلك من يعملون أيضاً في هذا المجال هم غالباً ما يكونون بعيدين عن الواجهات أو عن الشاشات، يعملون بصمت، ولكن هم الذين ـ في الأعم والأغلب ـ يُثمرون ويُنتجون.

إن ثمار وإنجازات سماحة الشيخ مصطفى والإخوة الآخرين أيضاً، هذه الإنجازات تتجمع كماً ونوعاً لتقدم للبنان وللأمة الإنجازات الكبيرة والانتصارات الكبيرة. اليوم عندما نجد أنفسنا أمام مقاومة مستمرة منذ عقود، منذ قبل 82 ومن بعد 82 إلى اليوم، عندما نجد اليوم مقاومة ترابط على الحدود، تمتلك مقدرات القوة لردع العدو، مقاومة أيضاً تحضر في ساحة الصديق في سوريا، لتسقط مشروعاً على مستوى المنطقة، يستهدف المنطقة وقضاياها ومقدساتها، ما كان لهذه المقاومة أن تتقدم وأن تبقى وأن تستمر وأن تتعاظم حضوراً وفعلاً، إلا من خلال هذا الحضور الشعبي والثقافي والعقائدي والإيماني والمؤسساتي والعلمائي، وهذه الجهود الكبيرة التي تُبذل لأنها مقاومة تستند إلى قاعدة شعبية كبيرة وعريضة وقوية ومتينة وراسخة.

ليست حالة حماسية طارئة، وليست حالة إنفعال وليست ردة فعل مؤقتة، وإنما تنتسب وتنتمي إلى جذور راسخة في هذه الأرض، وفي هذا الشعب، وفي هذه الأمة، في تاريخها وفي عقيدتها وفي ثقافتها وفي روحها وفي مبانيها وفي تطلعاتها، وسماحة الشيخ كان واحداً من هؤلاء الكبار، الذين ساهموا في صنع وتطور هذه المسيرة، وسيبقى فعله وستبقى كلماته وكتبه وآثاره وتضحياته مساهماً ما دام الليل والنهار إلى يوم القيامة.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يحشره مع الأنبياء والأولياء والرسل والصديقين والصالحين والشهداء، وهو العبد الصالح المطيع لله ولرسوله، والمضحي والمجاهد في سبيل الله، الذي لم ينثني ولم يضعف ولم يتردد حتى في كل أيام الشدة وأيام الصعوبات وأيام الفتن التي كانت وما زالت تحتاج إلى أصحاب البصائر.

إسمحوا لي في بقية الوقت أن أتحدث قليلاً في الشأن اللبناني، وكلمة أخيرة في الشان السوري.

في الشأن اللبناني طبعاً نحن اليوم لدينا إستحقاقات كبيرة ومهمة جدا أمامنا، وحاضرة الآن في كل لحظة وفي كل ساعة وفي كل يوم، في مقدمتها إستحقاق كنا نقول عنه السلسلة، اليوم لم نعد نقول السلسلة بل نقول السلسلة والامتحانات الرسمية وحصيلة العام الدراسي.

اليوم اللبنانيون جميعاً، لأنه أغلب المناطق والبيوتات والعائلات عدد كبير منها هم موظفون في القطاع العام، وهم أساتذة وأيضاً كثير من هذه العائلات أو كل هذه العائلات أولادها في المدارس وأولادها سيتقدمون للإمتحانات الرسمية، وخصوصاً إمتحانات الشهادات الرسمية، والتي يتوقف عليها التسجيل في الجامعات، و... و..

حسناً يوجد معضلة البلد كلها يعيشها الآن، هي موضوع سلسلة الرتب والرواتب، اللبنانيون كلهم يعرفون هذا الموضوع بالتفصيل، عايشوه لمدة طويلة، وصلنا إلى لحظة حساسة جداً، من الخطأ ـ وبالحقيقة يوجد إحساس أن جزءاً من الطبقة السياسية يتعمد فعل ذلك ـ أن نأتي لنضع موظفي القطاع العام والأساتذة في القطاع العام والأساتذة عموماً، نضعهم وجهاً لوجه مع الطلاب ومع أهالي الطلاب، وأن الدولة ليس لها علاقة بذلك، الدولة "واقفة تتفرج"، وبالتالي من الذي يجب عليه أن يتنازل للآخر؟ أنه إما أن الطلاب والإمتحانات الرسمية يجب أن يذهبوا ضحية المطالبة المحقة للموظفين، أو أن الموظفين يجب أن يتنازلوا عن مطالبهم المحقة وعن حركتهم التصعيدية لمصلحة الطلاب وأهالي الطلاب. يعني إيصال الأمر إلى هذا الحد هو أمر سيء، وغير مسؤول. أنا في ذهني تعابير وصفات توصيف لهذا الوضع، لكن لا أريد أن أستخدمها الآن، لكن أنا أعتقد أن كل واحد يتأمل هذا الموضوع يستطيع أن يكتشف هذا الشيء. بالحد الأدنى هذا غير مسؤول وغير مقبول، أنه نحن الآن في الأيام الأخيرة هذه أمام جلسة مجلس النواب المقبلة وأمام المواعيد المحددة للإمتحانات الرسمية، "العالم هي بوجه بعض"، وأنت عندما تأتي كجهة من الجهات السياسية أو النيابية أو النقابية، أتكلم عن فريقنا أو طرفنا أنه أنت ماذا تعمل؟ يعني إما أن تقول للناس تحملوا الموظفين أو أن تقول للموظفين تنازلوا عن حقوقكم من أجل الطلاب، هذا موقف إنساني صعب وموقف أخلاقي صعب.

لكن من الذي أوصل الأمور إلى هذه المرحلة وإلى هذه اللحظة؟ هي الطبقة السياسية، من الذي يجب أن يعالج هذا الأمر خلال الأيام القليلة المقبلة؟ هي الطبقة السياسية، طبعاً التي لا يحاسبها الناس عادةً، ويفتشون عن البديل ليعتبروه مذنباً. هذه الطبقة السياسية اليوم كلها مسؤولة عن معالجة هذا الموقف خلال الأيام القليلة المقبلة، وعلاجه لا يحتاج إلى الكثير من الفلسفة، ولا يحتاج إلى خطب ولا برامج. الكتل النيابية مطلوب منها جميعاً ـ مع إحترامنا لمقام رئاسة الجمهورية، ولمسألة الشغور ـ لكن كل الكتل النيابية واجبها الأخلاقي وواجبها الإنساني وواجبها الوطني، وليس لأحد عذر على الإطلاق، يجب أن يتوجهوا إلى مجلس النواب ليحسموا هذه المسألة، في جلسة أو أكثر، الآن في جلسة واحدة يكون ذلك أحسن، لكن أن يحسموا هذا الأمر وينصفوا الموظفين وينقذوا الطلاب والإمتحانات الرسمية والعام الدراسي، هذه مسؤوليتهم، ومن يتخلف هو الذي يتحمل المسؤولية، وهذا إستحقاق وطني كبير اليوم. إذا كان هؤلاء المسؤولون أو الكتل النيابية أو السادة النواب لا يشعرون بألم هؤلاء جميعاً، وبحاجة هؤلاء وبحاجات هؤلاء وباضطرار هؤلاء، لكن ماذا نسمي ذلك؟ ماذا نسمي ذلك؟

هذه هي أول نقطة التي لا أريد أن أتكلم فيها أكثر من ذلك، أريد أن أؤكد وأدعو إلى معالجة هذا الأمر، وهذا الأمر ممكن ومتاح، يعني نحن لا نتكلم عن شيء مستحيل أو عن أمر مستحيل.

لذلك فيما يعني الجامعة اللبنانية، وأساتذة الجامعة اللبنانية، الآن نحن رأينا في هذين اليومين كأن هناك من يريد أن يضع أساتذة الجامعة مقابل طلاب الجامعة، ويصبح المشكل بين الأساتذة والطلاب، والذي لا يجوز أن يكون ضحية، لا الأساتذة ولا الطلاب ولا الجامعة. الدولة هي من تتحمل المسؤولية، وهنا مجلس الوزراء بالتحديد، هذا لا يحتاج مجلس نواب، هذا موضوع مجلس الوزراء يستطيع أن يعالجه، لماذا لا يعالجه، لماذا لا يحله، ما هي الإعتبارات؟ هي طائفية، هي حزبية، هي محاصصة، هي أي شيء، يجب أن يعالج هذا الأمر ويجب أن يتنازل وأن يضحي وأن يترفع الكل أيضاً لمعالجة هذا الأمر الحيوي والكبير والخطير.

الأمر الآخر في الشأن اللبناني، للأسف الشديد في الآونة الأخيرة، حُكي كثيراً عن موضوع اتهام فريقنا، وخصوصاً اتهام الثنائي الشيعي ـ بتعبيرهم ـ بالسعي للمثالثة.

الآن ليس جديداً هذا الاتهام، لكن وصل الأمر في الأيام والأسابيع الأخيرة، أنه هناك من يحاول أن يقول إننا نحن نريد الفراغ الرئاسي أو إننا نعطل الانتخابات الرئاسية لأننا نريد الوصول إلى المثالثة، يعني عادوا إلى موضوع المثالثة، الاتهام الذي مضى عليه عدة سنين، رغم أننا كلنا نفينا هذا الأمر، ليدخلوه في معركة إنتخاب الرئاسة وللضغط على هذا الفريق، على الثنائي الشيعي بالتحديد، أنه أنتم إذا لم تمشوا مثل ما نريد، إذا لم تخضعوا، إذا ما كذا... إذاً أنتم متهمون، تريدون أن تغيّروا النظام وتريدون أن تعملوا مثالثة وتريدون أن تنسفوا المناصفة وما شاكل، هذا الذي الآن من جديد يُشتغل عليه.

طبعاً، يوجد أيضاً تعليق هادئ ومختصر. يعني أنتم مصرون على هذا الاتهام، هذا الاتهام لا أساس له، وأنتم تدّعون وعليكم الدليل وعليكم البينة، أين دليلكم؟

اجلبوا واحداً من الثنائي الشيعي أو من الشيعة في لبنان،علمائهم، أساتذتهم، نخبهم، ناسهم، أي أحد قال نحن نريد مثالثة في لبنان، الآن وقبل وقبل وقبل.. تفضلوا اجلبوا دليلاً واحداً، شاهداً واحداً، حتى نعتذر منكم ونقول إن هذا الأخ مخطئ، هذا لم يحصل، لا أحد تكلم عن هذا الموضوع، لا أحد قارب هذا الموضوع، لا من قريب ولا من بعيد. بل أكثر من ذلك، أنتم تعرفون، وتكلمنا سابقاً وأنا أستطيع أن أدعي أنها لم تخطر في بالنا، الآن في الحد الأدنى أنا وأخواني الذين نتكلم مع بعضنا ونفكر مع بعضنا لم تخطر في بالنا قبل أن يتكلموا هم بها، حتى في البال لم يكن أحد في باله أو في أوهامه أو في خياله صيغة نظام قائمة على قاعدة المثالثة، أول من طرح ـ وأنا أعود وأؤكد على هذه النقطة حتى لا تنجر بعض المرجعيات الدينية خصوصاً والوطنية إلى هذا الخطأ في الفهم أو التقدير ـ أول من طرح هذا الأمر قبل سنوات ـ أي المثالثة ـ هم الفرنسيون: وفد فرنسي جاء إلى طهران وتكلم مع الايرانيين بفكرة أن اتفاق الطائف لم يعد قادراً، لم يعد مناسباً، تجاوزه الزمن في لبنان، ما رأيكم بأن نصيغ صيغة جديدة على قاعدة المثالثة؟ أصلاً الايرانيون لم يطرحوا هذا الموضوع ولم يفكروا به ولم يخطر ببالهم، إذا نحن لم يخطر ببالنا، والأخوة الايرانيون هم أجابوا من عند أنفسهم ومع ذلك سألونا وقلنا لهم هذا غير وارد على الإطلاق. نحن لا نفكر بهذا ولا نطلب هذا ولا نريد هذا. وهؤلاء الفرنسيون أصدقاؤكم، إذهبوا واسألوهم، وهذا موجود في محاضر الجلسات.

الآن إذا كان أحد مصراً أن يبقى يتهمنا بموضوع المثالثة "يصطفل"، لأنه نحن لا ننضغط بالاتهام، يعني أنا لا أقول ذلك لأننا مضغوطون، أبداً، أبداً، أبداً.. على مهلكم لتقتنعوا أن هذا ليس صحيحاً، إذا كان هناك أحد في لبنان "حابب هو أن يركّب وهم وأن يركّب مشروع" باعتقاده خطر ويريد أن يعمل معركة مع هذا الوهم ومع هذا المشروع الخطر "يصطفل"، يقاتل حتى يشبع، نحن خارج هذا الأمر ولا يعنينا هذا الأمر، لم نفكر فيه ولم نطالب به ولا نسعى إليه، وانتهينا وأيضاً نقطة على أول السطر.

حسناً، إذا كنتم تعتقدون أنه نحن كما تتهموننا أننا نسعى إلى فراغ رئاسي من أجل فرض المثالثة، حسناً، تريدون أن تقطعوا الطريق على المثالثة. تعالوا لننتخب وننهي الفراغ الرئاسي أو الشغور، تعالوا وتفضلوا، اقبلوا بالرئيس، بالشخصية القوية التي لها حيثية وطنية ومسيحية واتفضلوا الليلة، كلنا نناشد دولة رئيس مجلس النواب ونقيم جلسة وننتخب رئيساً، وبذلك تقطعون الطريق على المثالثة، نحن جاهزون. لكن من يمنع صاحب الحق من الحصول على حقه معروف في البلد.

من هنا أدخل على الاستحقاق الرئاسي أيضاً بكلمتين، لأقول إننا نحن ندعو إلى سعي جدي، إلى فعالية داخلية، طبعاً في 25 أيار أنا قلت إنه يوجد حوار بين التيار الوطني الحر وبين تيار المستقبل وما زلنا نترقب نتائج هذا الحوار، لكن نحن اليوم ندعو إلى أكثر من ذلك، إلى جهود متعددة الأطراف للوصول بهذا الاستحقاق إلى النهاية المطلوبة، جهود داخلية.

حسناً، تقولون إن البعض ـ نحن لسنا كذلك ـ ينتظر الخارج.

ـ أولاً، هذا الخارج ليس لديه وقت للبنان، " يعني ما حدا فاضيلنا" لا للرئاسة ولا لغير الرئاسة.

ـ ثانياً، هذا الخارج كل يوم يقولون لكم علناً وغير علناً نحن لا نريد أن نتدخل، لماذا تنتظرون الخارج؟

اسمحوا لي، باعتبار أننا نحن علاقتنا مميزة مع إيران مع الجمهورية الاسلامية في ايران، اسمحوا لي أن أقول لكم: لا تنتظروا العلاقات الإيرانية السعودية ولا المفاوضات الايرانية السعودية، لا تنتظروا. حتى عملياً يعني، أولاً، حتى الآن لا يوجد موعد. يعني للأناس الذين يعدّون الأيام والساعات أنه نحن اللبنانيين "مريّحين حالنا" ولا نبذل أي جهد و لا نقوم بأي تواصل ولا بأي مباحثات، "قاعدين منتظرين"، ماذا ننتظر؟ اللقاء الايراني السعودية والمفاوضات الايرانية السعودية.

ـ أولاً، حتى الآن لا يوجد موعد.

ـ ثانياً، ليس من المعلوم أنه سيحصل موعد قريب.

ـ ثالثاً، إذا حصل موعد والعالم التقت، غير معلوم حول ماذا سيتفاوضون.

ـ رابعاً، إذا حددوا حول ماذا سيتفاوضون، من قال إن الملف الرئاسي سيكون موضع تفاوض إيراني ـ سعودي.

ـ خامساً وسادساً، من آخر الخط والكل يعرف بالنسبة للجمهورية الاسلامية في إيران أنها لا تفرض شيئاً على حلفائها ولا على أصدقائها، لا في لبنان ولا في سوريا ولا في العراق ولا في أي مكان، لأنها تحترم حلفاءها وأصدقاءها في كل مكان.

وبالتالي، أنا بكل صدق وإخلاص، كلبناني وكجزء من اللبنانيين الحريصين على أن لا يكون هناك شغور، أن ينجز هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن، أقول إنه تفضلوا، ليُعمل جهد داخلي حقيقي، يوجد قادة في البلد قادرون على أن يتخذوا مبادرات، ونحن اللبنانيين ننجز استحقاقنا، حسناً حتى الذين ينتظرون السعودية، السعوديون يقولون في العلن في الحد الأدنى إنه نحن لا نريد أن نتدخل، دعونا نأخذ على العلن في الحد الأدنى، لا أحد يريد أن يتدخل، لا أحد يريد أن يقوم بمسعى، لا إقليمياً ولا دولياً، وكل الدول التي كانت تساعد في الماضي الآن مشغولة، بدءاً من سورية إلى آخر دولة في العالم.

أنا أدعو هنا إلى الجهد الداخلي لإنجاز هذا الاستحقاق.

النقطة الأخيرة في الشأن اللبناني، هي الدعوات المتكررة من قبل اللبنانيين، أيضاً القيادات اللبنانية، وهذه هي رغبة الشعب اللبناني، الجديد أنه يبدو أن هناك إجماعاً دولياً وإقليمياً على أن يكون لبنان هادىئاً ومستقراً وآمناً.

الحمد لله رب العالمين، واقعاً هذه نعمة، بأن يكون العالم كله في هذه المرحلة يريد هذا الأمر، انه نحن نريد للبنان الأمن والاستقرار والسلام والهدوء.

حسناً، هذا أيضاً يحتاج إلى تعاون اللبنانيين، هذا لا يكفي فيه التمنيات الدولية والإقليمية ولا الإرادة الدولية والإقليمية. طبعاً الارادة الدولية والإقليمية مهمة ومؤثرة، لأنه باستطاعة أي أحد أن يشغّل مخابراته في لبنان، يشغّل جماعات تتصل به، يموّلها، يحرّكها، يحرضها كي تخرّب الوضع الأمني. هذا ممكن، لكن يتوقف بالدرجة الأولى على ارادة اللبنانيين أنفسهم، وهذا أيضاً ما أدعو له اليوم، وأؤكد من جهتنا نحن، رغم كل ما يجري في المنطقة وكل ما يجري من حولنا، نحن حريصون جداً على الأمن والسلم والهدوء والاستقرار، وأن هذه الأيام وهذه الأسابيع وهذه الشهور، واذا فينا كل السنوات، أن تمر بسلامة وعافية على لبنان وعلى الشعب اللبناني، وبما للأمن والسلم والاستقرار من بركات وآثار سياسية ونفسية واقتصادية واجتماعية ووو، هي مسؤوليتنا جميعاً أن نعمل على تعزيز هذا السلم وهذا الاستقرار، إنجاح الخطط الامنية، تواصل، تعاون في أي مستوى من المستويات.

الأمن والاستقرار لا يحتاج إلى حل سياسي جذري. طبعاً إذا وصلنا إلى حل سياسي جذري لكل القضايا العالقة بين القوى السياسية في لبنان (أمر جيد)، لكنه لا يحتاج الى هذا، يحتاج إلى إرادة في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في لبنان.

ومن أهم العوامل التي هي من مؤشرات الحد الادنى، هو مثل ما هو موجود بالبلد منذ عدة اشهر، هو هدوء الخطاب السياسي، يعني عندما يقف التحريض، وخصوصاً التحريض الذي له طابع طائفي، الذي لديه طابع مذهبي، هذا يوثر بشكل كبير جداً على تحقيق السلم والأمن والاستقرار في هذا البلد. طبعاً وإن كان يوجد جهات سياسية ووسائل اعلام، هي تتجاهل هذه الحقائق وتعتدي وتهاجم وتتهم وتكذب وتنشر معلومات كاذبة فيما يعنينا ويعني غيرنا، ولكن مع ذلك هذا لا يغيّر شيئاً من الوقائع، المهم انكفاء وتراجع الخطاب الطائفي والمذهبي، هو من أهم العوامل المساعدة والمؤثرة على حفظ الاستقرار والهدوء والعافية والسلامة العامة في لبنان، وهذا ما يجب أن نحرص عليه جميعاً.

في الشأن السوري كلمتان:

أهم حدث حصل في الآونة الأخيرة هو حدث الانتخابات الرئاسية في سورية، وهذا الإقبال الشعبي الجماهيري الكبير والذي يعتبر بحق انجازاً تاريخياً وانتصاراً عظيماً لسورية وشعبها وقيادتها.

فيما مضى والغرب وعدد من الدول الاقليمية بذلوا كل ما يستطيعون، فعلوا كل شيء من أجل منع حصول انتخابات رئاسية في سورية، يبدأ من التهديد، من البدايات هددوا بأنه إذا قامت سورية بانتخابات رئاسية وتحدد موعد وذهب الناس إلى الانتخابات فإن المجتمع الدولي سيفعل كذا وكذا وكذا.

طبعا الآن لا يمكنهم أن يتحدثوا باسم المجتمع الدولي، عندما يكون هناك دول بمستوى روسيا، دول بمستوى الصين والبرازيل وجنوب افريقيا ودول البريكس، هي خارج هذا المشروع، عندها لا يمكنهم أن يتحدثوا أن هذه هي إرادة المجتمع الدولي أو هذه هي الإرادة الدولية. الأميركيون والغرب وحلفاؤهم الإقليميون هددوا وتوعدوا بأنه إذا حصل انتخابات سوف نقوم ونفعل، ويمكنكم الرجوع إلى سيل التهديدات الذي أُطلق، لكن في الحقيقة هذه التهديدات، وهذه الضغوط أيضاً، وأنا أعرف ضغوطاً تمت ممارستها على القيادة السورية لعدم اجراء انتخابات وتم توسيط أصدقاء لسورية أيضاً لنقل رسائل أو تمنيات من هذا النوع، ولكن الموقف السوري كان حاسما في مبدأ إجراء الانتخابات في الموعد المحدد.

ثانياً، الضغط الذي صار حتى على الشعب السوري، أو في نفس الانتخابات حين أتوا مسبقاً واعتبروها مهزلة ومسخرة وليس لديها قيمة وفاقدة للشرعية ووو، ولا تعذّبوا أنفسكم بان تقوموا بانتخابات، ولن نعترف بها وهذا مصادرة، حسنا لتتمهل قليلا أنت، هذا الشعب السوري، هل سوف يأتي إلى صناديق الاقتراع أو لن يأتي؟ سوف يكون هناك إقبال أو سوف يكون هناك مقاطعة؟ في النهاية كل الذين رفضوا الانتخابات الرئاسية في سورية ووصفوها قبل اجرائها وقبل أن تبدو معالمها وملامحها، وصفوها بأنها مهزلة ومسخرة وبأنها غير شرعية وأنها لا تعبّر عن الإرادة الشعبية، يعني هم يصادرون إرادة الشعب السوري، هم يصادرون الوقائع، وهم يفترضون وقائع غير موجودة.

حسناً، أتوا للضغط على الشعب السوري نفسه في كل مكان، في داخل سورية وفي خارجها.

في الخارج كلنا يعرف أن عدداً كبيراً من الدول منعت السوريين من أن يقترعوا ومن أن ينتخبوا، وهذه الدول تدعي أنها تريد الديمقراطية وتريد للناس أن يعبّروا عن آرائهم.

حسناً، لو سمحتم للسفارات السورية في العالم بأن تفتح أبوابها، حينها سوف يظهر السوريون المغتربون أو الموجودون في الخارج، هل سيقاطعون؟ حينها سوف يظهر أن هذا النظام لا يمتلك شعبية، حسناً، لماذا لم تسمحوا، حتى هذه كانت فرصة للمعارضة، إذا كنا نريد أن نتكلم بالسلمية السياسية، كان يوجد فرصة أن تُفتح صناديق الاقتراع في كل السفارات السورية في العالم، ويظهر حينها أن السوريين يقاطعون الانتخابات، لكن لم يسمحوا لهذه الفرصة، لأن لديهم معطيات ومعلومات أعود إليها لاحقا، معطياتهم ومعلوماتهم بأن السوريين سيأتون في كل مكان يفتح فيه صندوق انتخاب وسيشاركون بكثافة، هذه معلومات المخابرات العالمية كلها، ولذلك هم كانوا يعملون لمنع هذا الاستحقاق. لو كان حقيقة لا يوجد شعبية ولا احتضان للانتخابات الرئاسية والناس لن تلبي، ما كان يفترض أن يقلقوا منها إلى هذا الحد، ولا أن يحاربوها هكذا ولا أن يعملوا على تعطيلها إلى هذا الحد، وصولاً إلى إصدار فتاوى التكفير في حق من يذهب وينتخب، حتى لو كان لا ينتخب الرئيس بشار الاسد، هذا كافر مرتد ومباح الدم، وصولاً إلى عشية الانتخابات التهديد بتحويل كل المناطق إلى ساحات دم، وصولاً إلى ما هو أسوأ من ذلك وهو طبعا دليل ضعف، بأنه ظهر بما يسمى رئيس الائتلاف السوري المعارض، ليوجه خطاباً إلى الشعب السوري ويقول لهم: الزموا بيوتكم غداً لأن معلوماتنا كمعارضة سورية "شوفوا العظمة" معلوماتنا أن النظام سوف يرسل غداً سيارات مفخخة على مراكز الاقتراع، فحرصاً على سلامتكم ابقوا في بيوتكم. أليس هذا الكلام مضحكاً ؟ أليس هذا دليل فشل؟ أليس هذا دليل هزال؟

أي أنه بدل أن يقول لهم: لا تذهبوا إلى الانتخابات لأن هذه الانتخابات كذا وكذا وكذا، لا، ذهب ليهددهم بحياتهم وأرواحهم، ثم ينسب ذلك ويقول: النظام يريد أن يرسل سيارات مفخخة على مراكز الاقتراع. لا يوجد أسخف من هذا، لا في حرب نفسية ولا في حرب سياسية.

طبعا هذا النظام من مصلحته أن يأتي الناس إلى مراكز الاقتراع، ومن مصلحته هو أن يأتي الناس ليقفوا في الطوابير، ومن مصلحته أن يكون هناك انتخابات شعبية وجماهيرية عارمة، هو الذي تتهمه أنه يرسل سيارات مفخخة، يعني من يتكلم مع من؟

حسنا، حصلت الانتخابات رغم كل هذه الموانع والعوائق والجهود، والتهديدات وفتاوى التكفير والضغوط، ورأينا ما حصل في الانتخابات، ليس أن الامر حصل في قاعة مغلقة، حتى نأتي ونقدم معلومات عنه، فكل الناس رأوا، هنا من يريد أن يكابر فهذا شأنه، الذي يقول إن هذا مهزلة فهذا شأنه، في النهاية أريد أن أقول إن توصيف الواقع بغير الواقع لا يبدّل هذا الواقع.

هناك مشهد كل الناس شاهدوه بدءاً من لبنان، مشهد أمام السفارة السورية في اليوم الأول وأيضاً في اليوم الثاني، وخصوصا في اليوم الأول، فاجأ الجميع نعم، أنا احب أن اقول لكم بصراحة، لم يفاجئ فقط قوى 14 آذار. أصدقاء سوريا فوجئوا في لبنان، نحن تفاجأنا.

طبعا التخفيف من الموضوع ان هناك جهات حزبية، وحزب الله ضغط على الناس وحكى مع الناس وعمل (دعم) لوجستي وعمل نقليات، هذا كله غير صحيح .

لم يحصل شيء من هذا. السوريون هم بأنفسهم جاؤوا من كل المناطق من كل المحافظات، ذهبوا إلى السفارة وانتخبوا، لا أحد حكى معهم ولا ضغط عليهم ولا "لوجستية" ولا ماكينة انتخابية. وكم هو العقل الذي يواجهك أصلا يدعك تزداد قناعة بصوابية موقفك وقوتك وتفاؤلك بالمستقبل لما ترى الطرف الثاني يلجأ إلى الأكاذيب والأكاذيب والأكاذيب كدليل أنه مفلس "ما عنده شيء"، وهذا ما صدر عنهم، فضلاً عن أن يقول البعض إن الذين انتخبوا في السفارة السورية هم عناصر من حزب الله. عال، اليوم الداخلية بإيدكم، الدولة ووزاراتها الأساسية معكم، وهذه الأفلام مصوّرة، بيّنوا لنا من هم عناصر حزب الله الذين انتخبوا في السفارة السورية، هذا سخف.

على كلٍّ، شاهدنا في لبنان وفي العديد من العواصم في العالم، والأهم ما جرى في داخل سوريا، هذا الحشد الكبير الذي لا يستطيع أن يتنكر له أحد. ممكن لأحد أن يناقش بالنسبة المئوية، يقول أكثر أقل، لكن لا يستطيع أحد أن يناقش بأن الملايين نزلت في مختلف المحافظات ومختلف المدن ـ إلا الخارجة عن سيطرة الدولة ـ ووقفوا في صفوف طويلة ولساعات طويلة وانتخبوا، فهذا لا يمكن لأحد أن يتنكر له. حصلت هذه الانتخابات، طبعاً سمعنا بعد ذلك ردود أفعال . هذا يقول الانتخابات صفر، هذا صفرك إنت، لكن من يقول هذه الانتخابات صفر؟

هذه انتخابات ملايين، أو في أناس أصدروا بيانات، وأنا قلت لأحد الإخوان أنا تصورت أن شخصاً أتى بقاموس الشتائم وأخذ ينقل منه. هذا ليس بياناً سياسياً. يعني ما في شتيمة إلا ووضعها في البيان، هذا ليس بياناً سياسياً، ولكن على كل حال هذا يعبر عن الفشل والإحساس بالهزيمة والخيبة، وهم كانوا يتوقعون أن تبقى الصنايق خالية، ولا أحد يذهب إلى السفارة، ولا في أي مكان في العالم، وحتى داخل سوريا، أن تحصل مقاطعة شعبية واسعة للانتخابات، وهم كانوا ينتظرون يوم فضيحة النظام ، فانقلب السحر على الساحر وكانت الانتخابات.

عمليا ما هي النتائج السياسية التي ثبّتها الشعب السوري بهذه الانتخابات، ومن خلال هذه المشاركة الكثيفة بالانتخابات؟

سأختصرها لأختم في الشأن السوري، ولا أريد أن أتكلم أكثر من الانتخابات:

أولاً: وحدة سوريا. لكل الذين كانوا يخططون لتقسيم وحدة سوريا على أساس طائفي أو على أساس مذهبي أو على أساس عرقي، جاءت هذه الانتخابات لتثبت أن سوريا واحدة وستبقى واحدة.

ثانياً: بقاء الدولة، انه لا.. هناك دولة، وهذه الدولة متماسكة وقادرة أن تدير انتخابات في الداخل والخارج، وقادرة أن تستوعب ناخبين بالملايين، في الوقت الذي شاهدنا المشاريع بأكثر من بلد كانت تستهدف نسف بنية الدولة ومؤسسات الدولة. في أكثر من بلد هذا حصل.

ثالثاً: أكد إرادة الصمود عند السوريين، والحضور في صنع المستقبل السياسي. عدم الياس وعدم الاحباط وعدم التخلي عن مستقبلهم لتصنعه دول العالم"من تسمي نفسها بأصدقاء سوريا".

السوريون بالانتخابات قالوا: نحن من يصنع مستقبل سوريا. لا أميركا ولا جنيف واحد ولا جنيف 2 ولا أي عاصمة في العالم، لا دولية ولا إقليمية .

السوريون هم الذين يصنعون مستقبلهم ويقومون ببناء دولتهم وبناء وطنهم وبناء نظامهم السياسي أو إصلاح نظامهم السياسي وما شاكل.

رابعاً: قالت الملايين إن المعركة ليست بين النظام وبين الشعب، كما قلتم خلال كل السنوات الماضية من خلال إعلامكم . المعركة ليست بين النظام وبين الشعب ، لو كانت المعركة بين النظام وبين الشعب لوجدنا فقط بضعة مئات أو آلاف تتوجه إلى صناديق الاقتراع. عندما يتوجه الملايين يعني بالحد الأدنى أن هذا النظام وهذه القيادة تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة جداً عبّرت عن نفسها من خلال المشاركة في الانتخابات.

وهذه مقولة إن المعركة مع النظام، مع الشعب، وإذا أخذ أحد موقفاً سياسياً إلى جانب النظام، أو أكثر من موقف سياسي مثلما نفعل نحن، لا أحد يقدر أن يقول له أنت تقاتل الشعب السوري دفاعاً عن النظام السوري، وإنما أنت تقاتل دفاعاً وإلى جانب ومع هذه الملايين التي نزلت في يوم الانتخابات وانتخبت، ولا أحد يقدر أن ينزع عنها الصفة. "بيقدروا بلبنان" أن ينزعوا عن المواطن السوري صفة نازح، ولكن لا يقدروا أن ينزعوا عنه صفة مواطن سوري يحق له أن ينتخب وأن يختار، لا يقدرون، لا أميركا ولا الغرب ولا دول الإقليم ولا أحد يقدر، السوريين قدموا هذه الرسالة ..

خامساً: إن الحرب العسكرية والتدميرية على سوريا قد فشلت ، الانتخابات هي إعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب.

سادساً: وهي النتيجة، الثمرة الكبيرة التي تترتب على هذه الانتخابات، هي التالية:

الآن الذين يريدون أن يحكوا بالحل السياسي أو يريدون من يساعدهم على الحل السياسي، أنا أقول لهم: الذي يريد أن يتوصل لحل سياسي في سوريا لا يستطيع أن يتجاهل الانتخابات الرئاسية التي حصلت. وهذه الانتخابات التي انتخبت الدكتور بشار الاسد رئيساً لولاية رئاسية جديدة في سوريا ماذا تقول بالسياسة؟

الوقائع والمنطق يقولان إنه غير صحيح أن الحل يستند إلى جنيف1 ولا إلى جنيف2 ، غير صحيح أن الحل يستند إلى صيغة (مثلما يقولون في المعارضة) استقالة الرئيس بشار الأسد وتسليمه السلطة. بعدما اعاد الشعب انتخابه هذا لا يصح، أو كما كما يقول بعض الذين يسمّون أنفسهم معتدلين في المعارضة انه يجب إجراء مفاوضات تُفضي إلى استقالة الرئيس بشار الاسد.

"لا بعد فيكم تضعوا شرط مسبق انه مسبقا يستقيل الرئيس ولا فيكم ان تضعوا شرط ان المفاوضات او الحل السياسي يفضي الى استقالة الرئيس". الانتخابات هذه تقول لكل المعارضة وللدول العالمية والإقليمية وللمعارضة السورية التي هي الجزء الوطني منها ـ التكفيريون خارج الحساب ـ تقول لهؤلاء جميعاً: الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الرئيس الدكتور بشار الأسد. هذه الانتخابات تقول هكذا.

هناك رئيس منتخب لولاية جديدة عمرها سبع سنوات، انتخبته الملايين، والذي يريد أن يتوصل إلى حل سياسي يجب أن يحكي معه وأن يتفاوض معه ويتناقش معه ويصل إلى حل معه . الآن ما هو الحل وكيف يكون؟ هذا شأن السوريين، نحن كأصدقاء ونعتبر أنفسنا جزءاً من هذه المعركة، يمكن أن نقدّم أفكاراً واقتراحات بعيدة عن الإعلام، كما أن كل الأصدقاء الحريصين على سوريا يمكن يساعدوا ، لكن في نهاية المطاف الحل هو شأن سوري وقرار سوري وهو إرادة سورية ..

هذه الوقائع تؤدي الى هذه النتيجة: الحل السياسي الآن يقوم على دعامتين، يعني على شرطين على مقدمتين أساسيتين:

المقدمة الأولى: هي الأخذ بنتائج الانتخابات والتعاطي مع أن الحل السياسي طرفه الرئيس بشار الأسد .

وثانياً: وقف دعم الجماعات التكفيرية في سوريا، بما يساعد على وقف الحرب والقتال في سوريا.

واسمحوا لي أن أقول أيضاً: لا يكفي أن تقوم بعض الدول الإقليمية أو بعض الدول العالمية بوضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب، لا يكفي بأننا وضعنا على لائحة الارهاب داعش والنصرة.. هذا لا يكفي، لأنه يوجد دول في المنطقة، في الاقليم، قد تضع بعض هذه الجماعات على لائحة الارهاب ولكنها ما زالت تقدم لها الدعم المالي، والتسليحي، واللوجستي..

من يريد الحل السياسي في سوريا يجب أن يوقف هذا الدعم لتقف هذه الحرب. ونحن منذ الساعات الأولى للأحداث في سوريا، نحن من دعاة الحل السياسي، ونؤمن بالحل السياسي، ونناشد الجميع العمل على الحل السياسي، ونناشد كل الجماعات المقاتلة الآن في سوريا مجدداً كما حصل في مدينة حمص، وكما حصل في أماكن أخرى، أقول لهم بصراحة ومن خلال الوقائع والمعطيات الميدانية والوطنية في سوريا، والإقليمية والدولية وقراءة كاملة تأخذ جميع العناصر والعوامل بعين الاعتبار: لا أفق لقتالكم، لا أفق لهذا القتال سوى المزيد من تدمير بلدكم، وسوى المزيد من سفك الدماء.

الجميع يجب أن يسلّم وأن يعتقد وأن يعترف بأن لا أفق للحرب العسكرية في سوريا، لن تؤدي إلى احتلال سوريا، ولا إلى سيطرة الآخرين عليها، وأن الحفاظ على ما تبقى ومن تبقى في سوريا، من أهلها الطيبين، من شعبها المقاوم، والرافض للاستسلام، من عمرانها وبنائها وحقولها وزراعتها وصناعتها واستعادة عافيتها، يتوقف بأن يذهب الجميع إلى المصالحة وإلى الحوار وإلى البحث عن مخارج سياسية ووقف نزف الدم والقتال المتواصل والذي في الجقيقة لم يعد يخدم أي أهداف سورية وطنية داخلية. أبداً، لم يعد يخدم أي أهداف سورية وطنية داخلية.

في هذه المناسبة، من واجبنا أن نبارك للشعب السوري. نحن في طبيعة الحال، اللبنانيون مختلفون، كل فئة لديها نظرة مختلفة للانتخابات. نحن نتكلم عن نظرتنا، وبناءً على نظرتنا وتقييمنا، نبارك للشعب السوري هذا الانجاز السياسي المصيري، وللرئيس الاسد هذه الثقة المتجددة بقيادته لسوريا مجدداً نحو السلام والبناء والوحدة الوطنية والموقع القومي المتميز، ونسأل الله تعالى أن يوفّق السوريين جميعاً، بأن يتلاقوا وأن يتصالحوا، ويتسالموا ويتعايشوا ويعملوا سوياً على إقرار إصلاحات، أو تنفيذ إصلاحات تم إقرارها، وإعادة بناء سوريا من جديد، وإعادة سوريا إلى موقعها الإقليمي والقومي المتميز حاضراً وماضياً، والذي يجب أن يبقى متميز مستقبلاً.

وأقول للبنانيين ـ الذين طبعاً يقلقهم شيء من هذا في سوريا ـ أقول لهم كما قلت في مناسبات ماضية، لأننا نحن أمام انتصار جديد، هذه الانتخابات هي ثمرة ثمار الانتصارات العسكرية ودماء الشهداء والتضحيات.. أقول لهم أمام هذا الانتصار الجديد: لا تقلقوا إذا انتصرت سوريا، لا تقلقوا إذا لم تهزم، اذا لم تقسّم.. بل اقلقوا إذا قُسّمت، إذا هُزمت، إذا سيطرت عليها تلك الجماعات المسلحة، يجب أن تقلقوا، لا تقلقوا إذا انتصرت سوريا وإذا تعافت سوريا، فإن انتصارها وعافيتها ستكون بركاته عليها، على لبنان، وعلى كل المنطقة.

أعود إلى مولانا سماحة الشيخ، لأعاهد روحه الطاهرة وأقول له، لأخينا الكبير، والعزيز والحبيب، والقدوة، والأسوة، والنموذج، لسماحة العلامة الشيخ مصطفى قصير: نحن إخوانك يا أخي سنواصل دربك وطريقك، سنكون الأمناء إن شاء الله على إنجازاتك، على جهودك، على مؤسستك، على تضحياتك.

سنواصل هذا الطريق ونحمل نفس الفكر الذي كنت تحمله، نضحي من أجل نفس الأهداف التي عشت من أجلها، وشابت لحيتك من أجلها، ومرض جسدك من أجلها، وتعبت وسهرت من أجلها، حتى يختم الله سبحانه وتعالى لنا بالعاقبة الحسنة كما ختم لك.

رحم الله فقيدنا الغالي الكبير والعزيز، رحم الله أباه العلامة الشيخ أحمد قصير (رضوان الله عليه) وأرحامه وأقاربه وأموات الحاضرين وجميع الشهداء وإلى أرواحهم مجدداً ثواب الفاتحة مع الصلوات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فارسی:

بسم الله الرحمن الرحیم

خداوند مرحوم عزیز و ارزشمندمان را بیامرزد. به روح ایشان ثواب فاتحه‌ای را هدیه می‌نماییم.

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم.

بسم الله الرحمن الرحیم.

الحمدلله رب العالمین و الصلات و السلام علی سیدنا و نبیینا خاتم النبیین ابی القاسم محمد بن عبدالله و علی آله الطیبین الطاهرین و صحبه الاخیار المنتجبین و علی جمیع الانبیاء و المرسلین.

برادران و خواهران، السلام علیکم جمیعا و رحمت الله و برکاته.

خداوند در قرآن مجید می‌فرماید:«وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا- و هر كه اطاعت خدا و رسول كند با كسانى خواهند بود كه خدا موهبتشان داده [كه عبارتند] از: پيامبران و راستى پيشگان و شاهدان و صالحان، و آنان نيكو همدمانى هستند. (نساء/۶۹)»

در این دیدار پربرکت قصد دارم در ابتدا به خانواده‌ی بزرگوار و عزیز ایشان، آل قصیر، خاندان علما، شهدا، استشهادیان، مجاهدان و مقاومان تسلیت و تعزیت عرض کنم. خانواده‌ای که فداکاری نموده و همچنان می‌نمایند، همچنین خانواده‌ی عزیز آل امین، خاندان علما، شهدا، مقاومان و مجاهدان که فداکاری کرده و همچنان می‌کنند و همه‌ی برادران و خواهرانم در حزب الله و مخصوصا سازمان تعلیم و تربیت اسلامی که با این روحانی عزیز همراه و همکار بودند، وی را درک کردند و او را از دست دادند.

بنده امروز مثل همیشه می‌خواهم در سه زمینه صحبت کنم. اولا درباره‌ی مناسبت. ثانیا استفاده از فرصت سخنرانی برای صحبتی درباره‌ی لبنان. ثالثا: بر اساس قاعده‌ی وحدت سرنوشت، صحبتی درباره‌ی سوریه.

 

[علامه شیخ مصطفی قصیر برای من یک الگوست.]

اما درباره‌ی مناسبت. این مناسبت بسیار برای ما دردناک است و خسارت و دردمندی ما به واسطه‌ی از دست دادن این عالم مجاهد مقاوم عزیز بسیار شدید. برادران، دانشمندان، همگی، فرماندهان حزب الله در جایگاه‌های مختلف و همه‌ی کسانی که این روحانی را از نزدیک می‌شناختند در این غم با ما شریکند. ما در حزب الله عادتمان بر این است که هنگام حیات برادران درباره‌ی آن‌ها صحبت نمی‌کنیم. زنده‌ها زحمت می‌کشند، شب زنده‌داری، جهاد و فداکاری می‌کنند و زحمات عظیمی می‌کشند که منجر به دستاوردهای بسیار بزرگ می‌شود ولی ما در هنگام حیات افراد دستاوردها را به آن‌ها نسبت نمی‌دهیم. این که دلیلش چیست بحث دیگری است ولی در حزب الله بنا بر این است و وقتی درباره‌ی یک موفقیت، پیروزی، جهاد، تلاش یا فداکاری صحبت می‌کنیم آن را به همه نسبت می‌دهیم بدون این که از فرد خاصی نام ببریم. بله، ما وظیفه داریم و آن‌ها بر گردن ما حق دارند حد اقل -اگر درباره‌ی بخش اول بحث هست که درست است یا نه و به اخلاص، صدق، نیت، کتمان یا هر چیز دیگری ارتباط دارد- وقتی این عزیزان و مجاهدان از دنیا می‌روند و دیگر مدح و سخن درباره‌شان برای دنیایشان فایده‌ای ندارد و فقط شهادت به حق و انصاف دادن به ارواح پاک آنان است، درباره‌شان صحبت کنیم و آن‌چه را که باید به ایشان نسبت بدهیم. احیانا این‌جا هم همه چیز را نمی‌گوییم و بخش‌هایی از آن را به خاطر مصالح مربوط به مسیرمان و ادامه‌ی پیمودنش پنهان می‌کنیم. همه‌ی آن‌چه برادران پیش از من درباره‌ی برادر عزیز علامه شیخ مصطفی قصیر گفتند قاعدتا دون حق ایشان بود. آن‌چه بنده بیان خواهم کرد یا می‌توانم بیان کنم نیز چنین خواهد بود. وی بالاتر از آن چیزهایی است که گفته شد و می‌گویم. این یک حقیقت است. امروز و پس از رحلت ایشان بنده می‌خواهم از یک زاویه‌ی مشخص به این روحانی ارزشمند و عزیز بپردازم؛ زاویه‌ای که شاید اگر بزرگداشتی در زمان حیات ایشان برگزار شده بود این‌چنین درباره‌شان صحبت نمی‌کردیم. قصد دارم حضرت شیخ مصطفی قصیر را اسوه، نمونه و الگویی معرفی کنم و معرفی کنیم که به آن نیازمندیم. الگویی که از نزدیک وی را درک و سیره، زندگی و سلوکش را مشاهده کردیم و پس از رحلت و وفاتش به آن شهادت و وی را الگوی خود قرار می‌دهیم. بنده ایشان را الگو، نمونه و اسوه‌ی خودم می‌دانم و همه‌ی برادرانم را فرا می‌خوانم که وی را آرمان و نمونه‌ی خود قرار دهند. ما این‌جا درباره‌ی مجموعه‌ای از موضوعات، اسامی و صفات صحبت نمی‌کنیم بلکه در حال صحبت درباره‌ی انسانی هستیم که این موضوعات، صفات و اسما را تجسم بخشید.

وی به عنوان یک عالم برای ما الگوست. کسی است که مدت‌های مدید و تا آخرین لحظات حیاتش در طلب و جستجوی علم بود. اهل تحقیق و پژوهش و همچنین معلم بود، درس می‌داد، تحقیق می‌کرد، می‌نوشت، منتشر می‌کرد و سخنرانی می‌نمود. این از یک سو. از کسانی بود که برای خداوند (عز و جل) علم آموخت و برای خداوند آموزش داد.

همچنین به وی به عنوان یک عالم مجاهد می‌نگریم. کسی که از زندگی مردم کناره نگرفت، خود را جدا نکرد و از ابتدا وارد متن این مسیر شد. از همان ابتدا در حوزه‌ی علمیه طالب و عامل بود. هنگامی که به لبنان آمد نیز عامل، طالب علم، مجاهد و مقاوم بود و برای خدا کار کرد. و چنان که از حضرت مسیح (علیه السلام) نقل است: هر کس برای خدا علم بیاموزد، آموزش دهد و به آن عمل کند در ملکوت آسمان‌ها نام وی به بزرگی برده می‌شود.

ما در برابر یک عامل جدی، خستگی‌ناپذیر و بلندهمت قرار داریم که خستگی و ملالت نمی‌شناخت و هیچ کسالت و بیماری وی را از تلاش باز نمی‌داشت. در ماه‌های آخر بیماری ایشان بنده به برخی دیدارهای داخلی می‌رفتم و از حضور جناب شیخ غافلگیر می‌شدم. همچنین برخی مناسبت‌ها و جشن‌ها را که از رسانه‌ها پی‌گیری می‌کردم می‌دیدم ایشان حضور دارد یا سخنران است. تا آخرین لحظاتی که جسمش یاری می‌کرد این‌گونه بود و بنده از این همت بلند شگفت‌زده می‌شدم. این نیز چیزی است که ما به آن نیاز داریم. ما که احیانا خسته می‌شویم و غم‌ها، مشکلات و چالش‌ها محاصره‌مان می‌کنند در عزم، اراده، بلندهمتی، جدیت و فعالیت به الگو نیازمندیم. شیخ مصطفی این‌گونه بود. همه‌ی برادران می‌دانند که این روحانی این‌گونه بود. گاهی بنده به ایشان می‌گفتم شیخ خودت را اذیت نکن، کمی هم به فکر سلامتی خودت باش ولی وی معتقد بود تک تک لحظات عمرش باید صرف اطاعت از خدا و رسول الله (صلی الله علیه و آله) و خدمت به دین و بندگان خداوند (سبحانه و تعالی) شود.

صادق و مخلص بود و همه‌ی ما از صدق و اخلاصش با خبریم. ما در عمل به این اخلاص و صدق نیازمندیم.

در زمینه‌ی دنیا زاهد و از ظواهر فریبنده و عنوان‌های دنیوی روگردان بود و از دنیا برای عمل‌های اخروی بهره می‌گرفت. چشمانش مدام به آن جهان بود و برای آن کسب آمادگی می‌کرد.

شیخ مصطفی از برادرانی بود که بدون توقع و مطالبه‌ی امتیازهای شخصی کار می‌کرد. هیچ وقت تصور نکرد حقی بر گردن حزب الله، مقاومت، این مسیر، اسلام یا دین دارد. هیچ وقت بر این مسیر، رفیقانش، برادرانش یا همکارانش منت نمی‌گذاشت و فخر نمی‌فروخت. قاعدتا در هر زمینه‌ای یک اشاره کافی است. ما به این مسئله نیز نیازمندیم. خداوند (سبحانه و تعالی) است که برا ما منت دارد که ما را به ایمان و جهاد هدایت نمود و ما را از فرزندان این مسیر مبارک قرار داد. و این خداوند (سبحانه و تعالی) است که باید مدام او را به خاطر هر موفقیت شکر کنیم و از او به خاطر هر قصور و تقصیری عذرخواهی و استغفار نماییم. شیخ مصطفی این‌گونه بود.

با محبت، لطیف، مهربان، عشق‌ورز، با اخلاق و بشاش بود. مقداری از آن را در مستندی که پخش شد دیدید. هر گروه، مسیر و ملتی -مخصوصا وقتی درباره‌ی یک گروه صحبت می‌کنیم- با چالش‌هایی مواجه می‌شود، جان‌فشانی‌هایی می‌کند و متحمل غم‌هایی می‌شود. پس در روابط داخلی به این محبت، عشق، مودت و این اخلاق نیکو و پسندیده نیاز است. چه این که این از عوامل قدرت و تداوم [نیز] هست.

شیخ آرام بود و احساساتی نمی‌شد. جز در موارد نادری که حق داشت. وزین بود.

این روحانی در مدرسه، سازمان و مسجد معلم و مربی بود. شیخ مصطفی قصیر امام جماعت نماز صبح مساجد ما بود. یک امام و عالم مسجدی.

اگر بخواهم ادامه دهم صحبت طولانی می‌شود. ولی حقیقتا شیخ یک انسان عابد، صاحب‌نظر، ایده‌پرداز، خلاق، برنامه‌ریز، متفکر، اهل بحث و گفت و گو و همچنین در این مسیر مطیع بود. به هیچ کدام از امور اعتباری هر قدر هم بزرگ بودند توجهی نمی‌کرد. در هر صورت بحث اطاعت یکی از مهم‌ترین شاخصه‌های کسانی است که در این مسیر تلاش می‌کنند. این خصوصیت است که یکپارچگی، انسجام، صلابت، استحکام و قدرت این مسیر را حفظ کرده.

بنده به همین مقدار بسنده می‌کنم. ما به این الگو و اسوه نیازمندیم و نیاز داریم وی را به برادران و خواهران و نسل‌هایمان معرفی کنیم. همچنان که دیگر سرانمان را که به شهادت رسیدند یا وفات یافتند با خصوصیات خاص و عظیمشان معرفی می‌کنیم. شهید سید عباس (رضوان الله علیه)، سید الشهداء مقاومت، شهید شیخ راغب(رضوان الله علیه) شیخ الشهداء مقاومت، فرمانده شهید حاج عماد مغنیه و فرماندهان پر شمار شهید.

مسئله‌ی دیگری هم هست که در بخش اول می‌خواهم به آن بپردازم. و آن این که حضرت شیخ از ابتدا حوزه‌ی تربیت، تبلیغ و بسیج و [البته] مشخصا تربیت را برگزید. گزینه‌ی حضرت شیخ از ابتدا، از زمانی که در نجف اشرف و قم در حوزه حضور داشت این بود. به تعلیم و تعلم اکتفا نکرد بلکه به تربیت پرداخت و به مسائل طلاب و ساخت انسان و کادر مبادرت کرد. وقتی به لبنان بازگشت نیز اولویتش این بود. این روحانی می‌توانست در هر زمینه‌ای فعالیت کند ولی این زمینه را برگزید چون عقیده و نگاهش این بود و طبیعتا نگاه صحیحی هم بود. به همین خاطر به سازمان تعلیم و تربیت اسلامی و مدارس رفت و با برادران و خواهران و مسئولان سازمان در مدارس در زمینه‌ی روش، فرهنگ، تربیت، علم، کمیت، کیفیت، پی‌گیری و مدیریت به این دستاوردها دست یافت که امروز شاهد آن هستیم. و چنان که برادران پیش از بنده فرمودند جوانی، عمر، وقت، تلاش و شب و روزش را برای سازمان گذاشت چون به جایگاه، تأثیر و اهمیتش در این مسیر اسلامی، جهادی و پربرکت باور داشت. و واقعا بهترین مسئول، مدیر، مربی، راهنما و پدر بود. در سایه‌ی توجه، پرورش و تلاش‌های او بود که سازمان رشد کرد، بزرگ شد، توسعه یافت و ریشه دواند تا امروز که به معنای واقعی کلمه در برابر یک سازمان با کارویژه‌ی تربیتی و فرهنگی قرار داریم.

وی در طول همه‌ی این سال‌ها امانت‌دار این سازمان بود. این‌جا به مناسبت از زنده‌ها بدون بردن نام یادی کنیم. بسیار یا همه‌ی این مؤسساتی که مشغول فعالیتند به دست عده‌ای امانت‌دار هستند. بعضی از مردم فکر می‌کنند چطور در حزب الله یا فرماندهی حزب الله شما همزمان پی‌گیر سیاست، مقاومت، امنیت، مسائل نظامی، فرهنگ، تربیت، خدمات، بهداشت، کابینه، پارلمان و… هستید؟ چطور می‌توانید همه‌ی این‌ها را پی‌گیری کنید؟ می‌توانیم چون در رأس همه‌ی این سازمان‌ها، چهارچوب‌ها، پرونده‌ها و قالب‌ها افرادی امین، مخلص، صادق و واجد صلاحیت قرار دارند و اصلا نیازی به دخالت فرماندهی مرکزی نیست. بنده مثلا به یاد دارم در سازمان تعلیم و تربیت اسلامی سالی یک یا دو بار به بازنگری، بحث یا تصمیم‌گیری نیاز پیدا می‌شد. چون در رأس این مؤسسه و دیگر مؤسسه‌ها یک امین وجود دارد.

 

[پیروزی‌های امت ثمره‌ی فعالیت‌های بی‌صدا و درازمدت تربیتی است.]

حضرت شیخ همچنین در زمینه‌هایی غیر از تربیت، تبلیغ، دعوت و بسیج حامل فرهنگ، تفکر، گفتمان و روح مقاومت بود. همیشه آمادگی داشت یک سرباز رزمنده در خط مقدم این مقاومت باشد. ولی طبیعتا تعیین مسئولیت و تقسیم کار به بسیاری از کسانی که از این تفکر، فرهنگ و روحیه برخوردارند اجازه نمی‌دهد تا خط مقدم جلو بروند. استادمان حضرت شیخ این گونه و یکی از عناصر حقیقی و بخشی از جوهره‌ی مسیر ما بود. بعضی چیزها رو هستند. معمولا در لبنان چه چیزی روست؟ سیاست، موضع‌گیری‌ها، ادبیات و حوادث سیاسی، امنیتی و نظامی. ولی زیر این سطح، همه‌ی این تلاش‌ها، کوشش‌ها و مجاهدت‌های عظیم و مبارک در سطوح فرهنگی، علمی، فکری، حوزوی، پژوهشی، سازمانی، خدماتی، زیربنایی، روابط عمومی، ارتباط با مردم و بنای جامعه‌ی مؤمن پایبند با بصیرت با فرهنگ فداکار مخلص قرار دارد. این‌ها معمولا جز در حالات نادر و استثنائی در سطح دیده نمی‌شود. به همین خاطر کسانی که در این حوزه کار می‌کنند معمولا از صحنه‌ی نبرد و صفحه‌های تلویزیون دور هستند. در سکوت کار می‌کنند. ولی اکثرا همین‌ها هستند که ثمر و نتیجه می‌دهند. ثمره و دستاوردهای شیخ مصطفی و دیگر برادران به صورت کمی و کیفی تجمیع می‌شود و دستاوردها و پیروزی‌های بزرگ را برای لبنان و امت به ارمغان می‌آورد. امروز شاهد مقاومتی هستیم که ده‌ها سال از پیش از 1982 تا امروز تداوم یافته، در همه‌ی مرزها حضور دارد، عوامل قدرت را برای بازداشتن دشمن در اختیار دارد و برای شکست پروژه‌ای که منطقه و منابع، مسائل و مقدسات آن را تهدید می‌کند در میدان دوست سوریه نیز حاضر است. این حضور و عمل این مقاومت جز با این حضور مردمی، فرهنگی، عقیدتی، ایمانی، سازمانی و علمایی و تلاش‌هایی که صورت می‌گیرد نمی‌توانست پیش برود، بماند، تداوم یابد و رشد کند. چون این مقاومت به یک پایگاه مردمی گسترده، قدرتمند، مستحکم و ریشه‌دار متکی است. مقاومت یک حالت حماسی زودگذر احساسی و یک واکنش موقت نیست بلکه برآمده و منسوب به ریشه‌هایی عمیق در این تاریخ، عقاید، فرهنگ، معنویت، مبانی و آرزوهای این خاک، ملت و امت است. حضرت شیخ یکی از بزرگانی بود که در ایجاد و پیشرفت این مسیر مشارکت داشتند و عمل، سخنان، کتاب‌ها، آثار و فداکاری‌هایش تا همیشه و روز قیامت همچنان [در ساخت جامعه مقاوم] سهیم خواهند بود. از خداوند (سبحانه و تعالی) می‌خواهم او را غریق رحمت سازد و با انبیا، اولیاء، رسولان، صدیقان، صالحان و شهیدان محشور کند. چه این که او بنده‌ای شایسته، مطیع خدا و رسول، فداکار، مجاهد فی سبیل الله و کسی بود که کمر خم نکرد و در هیچ کدام از سختی‌ها و دشواری‌ها که نیاز به اصحاب بصیرت داشت و دارد احساس ضعف و تردید ننمود.

 

[معضل سیاسی حقوق‌ها و دستمزدها در لبنان]

اجازه دهید در باقیمانده‌ی وقت کمی درباره‌ی لبنان صحبت کنم و در پایان به سوریه بپردازم. طبعا ما امروز در لبنان هر لحظه، هر ساعت و هر روز در برابر مسائل عظیم و مهمی قرار داریم. در صدر آن‌ها مسئله‌ی آن‌چه به آن دستمزد می‌گفتیم. ولی امروز باید بگوییم مسئله‌ی دستمزدها و امتحانات رسمی پایان سال تحصیلی. امروز چون اکثر مناطق، عشیره‌ها و خانواده‌ها کارمند هستند و فرزندان بسیاری از این خانواده‌ها به مدرسه می‌روند و باید امتحان و مخصوصا امتحان‌های پایان‌دوره را که ثبت نام دانشگاه‌ها و … منوط به آن است بدهند همه‌ی لبنانی‌ها درگیر مسئله‌ی حقوق‌ها و دستمزدها هستند. همه‌ی لبنانیان دقیقا با این مسئله آشنا هستند و مدت‌ها با آن سر کرده‌اند. به یک نقطه‌ی بسیار حساس رسیده‌ایم. اشتباهی صورت گرفته است. حس می‌شود بخشی از اهالی سیاست عمدا این کار را انجام داده‌اند. گفته‌اند می‌آییم کارمندان و اکثریت آن‌ها را که اساتید هستند رو در روی دانش‌آموزان و خانواده‌های آن‌ها قرار می‌دهیم و می‌گوییم به حکومت ربطی ندارد و حکومت فقط تماشاگر است. اما کدام باید در مقابل دیگری کوتاه بیاید؟ یعنی یا باید دانش‌آموزان و امتحانات رسمی قربانی مطالبه‌ی به حق کارمندان شوند یا کارمندان باید از مطالبات به حق و جنبش رو به افزایش خود به نفع دانش‌آموزان و خانواده‌های آنان دست بردارند. رساندن کار به این‌جا زشت و غیر مسئولانه است. بنده در ذهنم توصیف‌های دیگری برای این شرایط دارم ولی نمی‌خواهم الآن به کار ببرم. ولی فکر می‌کنم هر کس به این مسئله بپردازد به همان نتیجه می‌رسد. حد اقلش این است که غیر مسئولانه و غیر قابل پذیرش است. ما در روزهای گذشته و در آستانه‌ی نشست آینده‌ی پارلمان و موعدهای معین و رسمی امتحانات در شرایطی قرار گرفته‌ایم که همه در مقابل هم صف‌آرایی کرده‌اند. شما به عنوان یکی از طرف‌های سیاسی، پارلمانی، صنفی -دارم از جانب گروه یا طرف خودمان صحبت می‌کنم- می‌خواهی چه کار کنی؟ می‌خواهی بگویی کارمندان باید به نفع دانش‌آموزان کوتاه بیایند یا دانش‌آموزان به نفع کارمندان؟ یک موضع‌گیری انسانی و اخلاقی سخت است. ولی چه کسی کار را به این جا رسانده؟ اهل سیاست. و چه کسی باید در روزهای محدود باقی‌مانده این مسئله را درمان کند؟ اهل سیاست. اهالی سیاستی که مردم معمولا آن‌ها را محکوم نمی‌کنند بلکه به دنبال یک بی‌گناه می‌گردند که همه چیز را گردن او بیاندازند. همه‌ی اهالی سیاست مسئولند که این مسئله را در روزهای محدود باقی‌مانده درمان کنند. درمانش هم فلسفه‌بافی، نقشه و برنامه‌ریزی زیادی نمی‌خواهد. وظیفه‌ی اخلاقی، انسانی و ملی همه‌ی ما فراکسیون‌های پارلمان -با حفظ احترام ریاست جمهوری و مسئله‌ی ماه‌های فقدان رئیس جمهور که درباره‌ی آن نیز سخن خواهم گفت- پایان دادن به این مسئله در پارلمان طی یک یا چند جلسه است. چه بهتر که در یک جلسه. ولی این مسئله باید پایان یابد. هیچ کس به هیچ وجه عذری ندارد. باید با کارمندان با عدالت برخورد شود و دانش‌آموزان، امتحانات رسمی و سال تحصیلی نجات داده شود. مسئولیت بر عهده‌ی هر کسی است که شانه خالی کند. امروز این یک مسئله‌ی مهم ملی است. مگر همین مسئولان، فراکسیون‌های پارلمان و حضرات نماینده در وصف دردها، نیازها و بی‌چارگی این مردم قصیده‌سرایی نمی‌کنند؟ پس این وضع را چطور بپذیریم؟ این از مسئله‌ی اول؛ که نمی‌خواهم بیش از این درباره‌اش صحبت کنم. تنها می‌خواهم بر درمان این مسئله تأکید کنم. درمانی که امکان و فرصتش نیز فراهم است. یعنی درباره‌ی یک مسئله‌ی غیر ممکن صحبت نمی‌کنیم.

همچنین درباره‌ی دانشگاه لبنان و اساتید آن. این چند روز دیدیم گویی کسی می‌خواهد اساتید این دانشگاه را رو در روی دانشجویان آن قرار دهد تا معضلی ایجاد شود. مسئولیت نه بر عهده‌ی اساتید است و نه بر عهده‌ی دانشجویان. همچنین اساتید، دانشجویان و دانشگاه هیچ کدام نباید قربانی شوند. این حکومت است که باید مسئولیتش را بر عهده بگیرد؛ مشخصا هیئت وزیران، نیازی به پارلمان نیست. کابینه می‌تواند این مسئله را درمان و حل کند. چرا نمی‌کنند؟ کدام مسائل دخیلند؟ مسائل فرقه‌ای؟ حزبی؟ سهم‌بندی؟ یا چه؟ این مسئله باید درمان شود. باید کوتاه بیایند، فداکاری کنند و پیش بروند. این‌جا نیز همه مسئول درمان این مسئله‌ی حیاتی، بزرگ و خطیرند.

 

[مسئله‌ی مثالثه، تقسیم مساوی قدرت میان مسیحیان، اهل سنت و شیعیان]

عنوان آخر در زمینه‌ی لبنان. متأسفانه در برهه‌ی اخیر بسیار به گروه ما و مخصوصا به قول خودشان دوگانه‌ی شیعه اتهام زده شد که در جهت مثالثه[ی قدرت در لبنان] تلاش می‌کنند. البته این تهمت جدید نیست. ولی کار در هفته‌های گذشته به جایی رسید که تلاش کردند بگویند ما چون مثالثه می‌خواهیم به دنبال فقدان رئیس جمهور و عقب انداختن انتخابات ریاست جمهوری هستیم. یعنی در تهمت مثالثه که سابقه‌ای چند ساله دارد -و همه‌ی ما این مسئله را انکار کردیم و توضیحش را خواهم داد- تجدید نظر کردند تا آن را وارد نبرد انتخابات ریاست جمهوری کنند و بر روی این گروه و مشخصا دوگانه‌ی شیعه فشار بیاورند و بگویند اگر با ما راه نیایید، سر فرود نیاورید و… متهم هستید که می‌خواهید نظام را تغییر دهید، مثالثه را حاکم کنید، نظام تساوی [مسیحیان با مجموع مسلمانان] را زمین بزنید و… . این چیزی است که این روزها رویش کار می‌شود. خب، در این مسئله هم یک نظر آرام و کوتاه [ارائه خواهم کرد]. این اتهامی که شما روی آن پافشاری می‌کنید بی‌پایه و اساس است. شما دارید ادعا می‌کنید و باید دلیل و بینه بیاورید. چه دلیلی دارید؟ یک نفر را، فقط یک نفر را از دوگانه‌ی شیعه یا اصلا از همه‌ی شیعیان لبنان و دانشمندان، اساتید، نخبگان، مردم یا هر کسی را بیاورید که بگوید ما خواستار برقراری مثالثه در لبنان هستیم. از افراد کنونی، سابق، اسبق، اسبق‌تر و… یک نفر، یک شاهد بیاورید تا از شما عذرخواهی کنیم و بگوییم اشتباه کردیم. اصلا چنین چیزی رخ نداده است. کسی در این باره صحبت نکرده و کم یا زیاد به این مسئله نپرداخته.

حتی بیش از این: شما می‌دانید و پیش از این نیز گفته‌ایم: می‌توانم ادعا کنم این به ذهن خودمان هم نمی‌آمد. حد اقل وقتی بنده و برداران با هم صحبت و فکر می‌کردیم پیش از این که خودشان بگویند به ذهن ما نرسیده بود. یعنی حتی به ذهن، وهم و خیال کسی هم نمی‌رسد که فرمول نظام مثالثه باشد. بنده باز می‌گردم و بر این مسئله تأکید می‌کنم تا مخصوصا برخی مراجع دینی و ملی به این اشتباه در درک یا ارزیابی دچار نشوند. اولین کسی که چند سال پیش این مسئله را مطرح کرد فرانسوی‌ها بودند. یک هیئت فرانسوی به تهران رفت و با ایرانیان این ایده را مطرح کرد که توافق طائف دیگر کارامد و مناسب نیست و به درد لبنان نمی‌خورد. نظرتان چیست که فرمول جدیدی در قالب مثالثه ایجاد کنیم. اصلا ایرانیان این مسئله را مطرح و به آن فکر نکرده بودند و به ذهنشان هم نیامده بود. به ذهن ما هم نیامده بود. برادران ایرانی از طرف خودشان پاسخ داده بودند. با ما هم مطرح کردند و ما گفتیم به هیچ وجه. ما به این مسئله فکر نکردیم، آن را درخواست نکردیم و نمی‌خواهمیش هم. این شما و این فرانسوی‌ها، دوستانتان، بروید ازشان بپرسید. در صورت‌جلسه‌ها هم موجود است. حالا اگر کسی اصرار دارد مدام ما را به مثالثه متهم کند خودش می‌داند. چون ما با تهمت تحت فشار قرار نمی‌گیریم. این‌ها را به خاطر این که تحت فشاریم نمی‌گوییم. به هیچ وجه، به هیچ وجه، به هیچ وجه. آرام بگیرید تا ببینید این طور نیست. اگر کسی در لبنان دوست دارد توهم بزند و به دنبال پروژه‌ای که اعتقاد دارد خطرناک است بگردد و می‌خواهد با همان وهم و پروژه‌ی خطرناک بجنگد خودش می‌داند. بجنگد تا نانش در بیاید. ما به این مسئله ربطی نداریم، خارج از آن قرار داریم، به آن فکر نمی‌کنیم، خواستار آن نیستیم و برای آن تلاش نمی‌کنیم. والسلام. نقطه سر خط. این مسئله همین اندازه است.

اگر شما چنان که ما را متهم می‌کنید معتقدید ما برای تحمیل مثالثه در جهت فقدان رئیس جمهور می‌کوشیم خب، مگر نمی‌خواهید جلوی مثالثه را بگیرید؟ بنشینید رئیس جمهور انتخاب کنیم و به فقدان رئیس جمهور پایان دهیم. بفرمایید بنشینید و یک شخصیت قدرتمند مسیحی را که جایگاه ملی دارد بپذیرید. همین امشب همه با جناب رئیس مجلس کنیم، جلسه بگذاریم، رئیس جمهور انتخاب کنیم و شما هم [از این طریق] جلوی مثالثه را گرفته‌اید. ما حاضریم. ولی آن کسی که جلوی رسیدن حق را به حق‌دار می‌گیرد در کشور شناخته‌شده است.

 

[با تلاش داخلی رئیس جمهور لبنان را انتخاب کنید و منتظر خارج نباشید.]

از این‌جا وارد مسئله‌ی ریاست جمهوری می‌شوم که شامل دو مطلب است. ما به سعی جدی و فعالیت داخلی فرا می‌خوانیم. البته بنده ۲۵ مه گفتم که میان جریان آزاد ملی و جریان المستقبل گفت و گو وجود دارد و همچنان منتظر نتایج این گفت و گو هستیم ولی امروز به بیش از این فرا می‌خوانیم: تلاش داخلی چندجانبه برای رسیدن این موقعیت به پایان مطلوب. خب، بعضی -نه ما- منتظر خارج هستند. اولا این خارج هیچ منتی بر ما ندارد. چه در مسئله‌ی ریاست جمهوری و چه در غیر آن. ثانیا این خارج هر روز علنی و غیر علنی به شما می‌گوید ما نمی‌خواهیم دخالت کنیم. خب، پس برای چه منتظر خارج هستید؟ بگذارید به خاطر این که رابطه‌ی ما با جمهوری اسلامی ایران خوب است بگویم: منتظر روابط و مذاکرات ایران و سعودی هم نباشید. منتظر نباشید. حتی اگر صورت بگیرد. چون بعضی از ما در لبنان نشسته‌ایم و بی هیچ تلاش، تماس و بحثی برای دیدار و مذاکرات ایران و سعودی روزشماری می‌کنیم. اولا تا این لحظه وقت مقرری وجود ندارد. ثانیا معلوم نیست موعد نزدیکی تعیین شود. ثالثا اگر موعدی تعیین شد و دیدار کردند معلوم نیست می‌خواهند درباره‌ی چه مذاکره کنند. رابعا اگر مشخص شد می‌خواهند بر سر چه مذاکره کنند از کجا معلوم پرونده‌ی ریاست جمهوری لبنان محور مذاکرات ایران و سعودی باشد. و خامسا و سادسا همه می‌دانند جمهوری اسلامی ایران چیزی را به همپیمانان و دوستانش در لبنان، سوریه، عراق یا هر جای دیگر تحمیل نمی‌کند. چون برای همپیمانان و دوستانش در همه جا احترام قائل است. در نتیجه بنده با کمال صدق و اخلاص -به عنوان یک لبنانی و یکی از لبنانیانی که علاقه دارند ماه‌ها نگذرند و این انتخابات در اولین فرصت به نتیجه برسد- می‌گویم: بفرمایید یک تلاش داخلی واقعی انجام دهیم و سرانی در کشور هستند که می‌توانند میانجی‌گری کنند تا ما لبنانیان در زمینه‌ی ریاست جمهوری به نتیجه برسیم.

حتی کسانی که منتظر سعودی هستند، سعودی حد اقل در علن می‌گوید: ما نمی‌خواهیم دخالت کنیم. خب، بگذارید حد اقل روی همین اظهارات علنی قضاوت کنیم. آخر هیچ کس در منطقه و جهان نمی‌خواهد دخالت و تلاش کند. همه‌ی کشورهایی که در گذشته کمک می‌کردند امروز مشغول هستند. از سوریه تا آخرین کشور جهان. بنده این‌جا همه را به تلاش داخلی برای به نتیجه رسیدن این انتخابات فرا می‌خوانم.

 

[به کار نبردن ادبیات تحریک آمیز مهم‌ترین عامل حفظ آرامش کشور]

آخرین مطلب در زمینه‌ی لبنان، دعوت‌های مکرر لبنانیان و سران لبنان و مسئله‌ایست که مورد علاقه‌ی ملت لبنان هم هست و به نظر می‌رسد مسئله‌ای است که در سطح بین المللی و منطقه‌ای نیز روی آن اجماع وجود دارد و آن آرامش، ثبات و امنیت لبنان است. الحمدلله رب العالمین. واقعا این نعمتی است که در این برهه همه‌ی جهان خواستار این قضیه هستند و می‌گویند ما در لبنان ثبات، آرامش، امنیت و صلح می‌خواهیم. خب، این نیز به همکاری لبنانیان نیازمند است و آرزوها و اراده‌ی بین المللی و منطقه‌ای برای این منظور کافی نیست. البته اراده‌ی بین المللی و منطقه‌ای مهم و تأثیرگزار است چون هر کشوری می‌تواند سازمان اطلاعاتی و گروه‌های مرتبط با خودش را که به آنان سلاح و پول می‌دهد و آنان را تحریک می‌کند در لبنان به کار بیاندازد تا شرایط امنیتی را به هم بریزند. امکانش هست. ولی در درجه‌ی اول منوط به اراده‌ی خود لبنانیان است. و این نیز چیزی است که امروز به آن فرا می‌خوانم و از طرف خود تأکید می‌کنیم با وجود همه‌ی جریانات منطقه و اطرافمان ما بسیار به امنیت، صلح، آرامش و ثبات علاقه‌مندیم و این که این روزها، ماه‌ها و بلکه همه‌ی این سال‌ها با سلامت و عافیت لبنان و ملت لبنان به پایان برسند و برکات سیاسی، روانی، اقتصادی، اجتماعی و… امنیت، صلح و ثبات نصیب لبنانیان شود. همه‌ی ما مسئولیت داریم در هر سطحی این صلح و ثبات را افزایش دهیم، برنامه‌های امنیتی را به نتیجه برسانیم، ارتباط بگیریم و همکاری کنیم. امنیت و ثبات به درمان سیاسی ریشه‌ای احتیاج ندارد. بله، البته اگر همه‌ی پرونده‌های معلق میان نیروهای سیاسی لبنان به صورت ریشه‌ای درمان شود بهتر است ولی به این نیاز نیست. به اراده‌ی حفظ صلح، امنیت و ثبات در لبنان نیازمند است. و یکی از مهم‌ترین عوامل که از حد اقل‌هاست -مانند وضعیت این چندماهه‌ی کشور- آرامش ادبیات سیاسی است. یعنی وقتی تحریک و مخصوصا تحریک‌هایی دارای جنبه‌ی فرقه‌ای و مذهبی صورت می‌گیرد بسیار بر تحقق صلح، امنیت و ثبات کشور تأثیر می‌گزارد.  البته گرچه برخی طرف‌های سیاسی و رسانه‌ها یا این حقایق را نادیده می‌گیرند و به ما و غیر ما تعدی، حمله و اتهام‌زنی می‌کنند، دروغ می‌گویند و اطلاعات غلط منتشر می‌کنند. ولی با این وجود مشکلی نیست. این‌ها واقعیت را تغییر نمی‌دهد. مهم پس‌کشی و افت ادبیات فرقه‌ای و مذهبی است. و این یکی از مهم‌ترین عوامل مؤثر بر حفظ ثبات، آرامش و صلح لبنان است و چیزی است که همه باید از آن پاسداری کنیم.

 

[انتخابات سوریه و معانی و نتایج آن]

درباره‌ی سوریه دو مطلب. مهم‌ترین حادثه‌ی برهه‌ی اخیر، انتخابات ریاست جمهوری سوریه و این اقبال عظیم مردم بود که حقیقتا یک پیروزی تاریخی و موفقیت بزرگ برای سوریه و مردمان و سران آن محسوب می‌شود. پیش از این آمریکا، غرب و چند کشور منطقه‌ای تمام تلاششان را برای جلوگیری از انجام انتخابات ریاست جمهوری در سوریه انجام دادند. از همان ابتدا با تهدید آغاز کردند که اگر سوریه موعد انتخابات ریاست جمهوری معین کند و به سمت برگزاری انتخابات برود جامعه‌ی جهانی چنین و چنان می‌کند. قاعدتا امروز وقتی کشورهایی در سطح روسیه، چین، برزیل و آفریقای جنوبی، کشورهای بریکس، بیرون از این پروژه هستند آن‌ها نمی‌توانند به نمایندگی از جامعه‌ی جهانی صحبت کنند و بگویند این اراده‌ی جهان است. بله، آمریکا، غرب و دوستان منطقه‌ایشان تهدید کردند و خط و نشان کشیدند. گفتند اگر انتخابات برگزار شود چنین و چنان می‌کنیم. می‌توانید به سیل تهدیداتی که صورت گرفت مراجعه کنید. ولی این تهدیدها و این فشارهایی که برای برگزار نشدن انتخابات به سران سوریه وارد شد [کارساز نبود]. حتی دوستان سوریه برای دادن چنین پیام‌هایی واسطه قرار داده شدند که البته موضع سوریه برای برگزاری انتخابات در موعد معین قاطع بود.

ثانیا فشاری که حتی به ملت سوریه وارد شد. پیش از انتخابات آن را شوخی، مسخره، بی‌ارزش، فاقد مشروعیت و… نامیدند و گفتند خودتان را برای برگزاری انتخابات اذیت نکنید و ما آن را به رسمیت نمی‌شناسیم و… . خب این مصادره است. سر جایتان بنشینید و اول ببینید ملت سوریه می‌خواهند پای صندوق بروند یا نمی‌خواهند؟ آیا اقبال می‌شود یا تحریم؟ در هر صورت همه‌ی کسانی که انتخابات ریاست جمهوری سوریه را نپذیرفتند و پیش از برگزاری و آغاز روندش آن را شوخی، مسخره و فاقد مشروعیت خواندند و گفتند حاکی از اراده‌ی مردم نیست در حال مصادره‌ی اراده‌ی ملت سوریه و واقعیت و فرض واقعیت‌های معدوم بودند. سپس همه‌جا، داخل سوریه و خارج این کشور، رفتند سراغ فشار آوردن به همان مردم سوریه. همه می‌دانیم در خارج بسیاری از کشورها از حاضر شدن سوری‌ها پای صندوق رأی و رأی دادن جلوگیری کردند. همان کشورهایی که مدعی دموکراسی و آزادی بیان برای مردم هستند. خب، کاری نداشت. به سفارت‌ها اجازه می‌دادید درهایشان را باز کنند، آن موقع روشن می‌شد سوری‌های غرب‌نشین انتخابات را تحریم کرده‌اند و مشخص می‌شد نظام پایگاه مردمی ندارد. خب، چرا اجازه ندادید؟ این یک فرصت برای مخالفان صلح‌جلو و سیاسی بود که صندوق‌های رأی در همه‌ی سفارت‌های سوریه در جهان قرار گیرد و مشخص شود که اهالی سوریه انتخابات را تحریم کرده‌اند. ولی اجازه ندادند. چون اطلاعاتی داشتند که -خواهم گفت- سوری‌ها در هر جایی که صندوقی برای ریختن آرا گذاشته شود با درصد بالا مشارکت خواهند کرد. اطلاعات سرویس‌های اطلاعاتی همه‌ی جهان این را می‌گفت. به همین خاطر تلاش می‌کردند جلوی این انتخابات را بگیرند. اگر واقعا انتخابات مردمی نبود و از آن اقبال نمی‌شد نباید این‌قدر از آن نگران می‌بودند، از آن می‌گریختند و برای جلوگیری از آن این‌قدر می‌کوشیدند. تا حدی که برای کسی که برود و انتخاب کند -حتی اگر جناب بشار اسد را انتخاب نکند- فتوای تکفیر صادر شد. گفتند کافر و مرتد است و خونش حلال. تا می‌رسیم به شب انتخابات که تهدید کردند همه‌ی مناطق را به خاک و خون می‌کشند. و بدتر از این -که قاعدتا نشان ضعف است- وقتی است که رئیس ائتلاف مخالفان سوریه می‌آید و در سخنانی خطاب به ملت سوریه می‌گوید: فردا در خانه‌هایتان بمانید چون اطلاعات ما نشان می‌دهد -چه مخالفان با معلوماتی هم هستند!- فردا نظام به حوزه‌های رأی خودروهای بمب‌گذاری‌شده خواهد فرستاد پس برای حفظ جان خود در خانه‌هایتان بمانید. این حرف خنده‌دار نیست؟ نشان ناکامی و سرگردانی نیست؟ به جای این که بگویند به فلان دلیل و فلان دلیل در انتخابات شرکت نکنید آن‌ها را تهدید جانی می‌کنند سپس این را به گردن نظام می‌اندازند و می‌گویند نظام می‌خواهد این کار را بکند. سخیف‌تر از این حرکت در جنگ روانی و سیاسی وجود ندارد. مگر منفعت نظام در این نیست که مردم پای صندوق‌های رأی بروند، صف بایستند و یک انتخابات مردمی عظیم صورت بگیرد؟ بعد نظام را متهم می‌کنید که می‌خواهد خودروی بمب‌گذاری‌شده بفرستد؟ چه کسی دارد چه کسی را متهم می‌کند؟

خب، انتخابات با وجود همه‌ی این موانع، دست‌اندازها، تلاش‌ها، تهدیدها، فتواهای تکفیر و فشارها برگزار شد و همه شاهد بودیم. مسئله پشت درهای بسته نبوده که از ان اطلاع بدهیم. همه‌ی جهان دیدند. اگر کسی می‌خواهد تکبر بورزد و بگوید شوخی بود خودش می‌داند. ما همیشه می‌گوییم تعریف غیر واقعی از واقعیت، آن را تغییر نمی‌دهد. همه شاهد صحنه بودند. آغازش هم از لبنان. صحنه‌ی مقابل سفارت سوریه در روز اول و همچنین دوم. مخصوصا روز اول. بله، همه را شگفت‌زده کرد. بنده می‌خواهم صراحتا به شما بگویم فقط نیروهای چهارده مارس شگفت‌زده نشدند. دوستان سوریه در لبنان نیز شگفت‌زده شدند. ما نیز غافلگیر شدیم. البته بعد گفتند نه، تحرکات حزبی بوده، حزب الله بر مردم فشار آورده، با مردم صحبت کرده، تدارک لوجستیک دیده، وسائل نقلیه‌ای در کار بوده است و… نه، همه‌ی این حرف‌ها نادرست است. هیچ کدام از این‌ها صورت نگرفته. این خود سوری‌ها بودند که از همه‌ی مناطق و استان‌ها در سفارت حاضر شدند و انتخاب کردند. هیچ کس با آن‌ها صحبت نکرد، به آن‌ها فشار نیاورد و تدارک لوجستیک برایشان در نظر نگرفت چه برسد به این که بعضی -تفکر طرف مقابل را ببینید. اصلا این حرف‌ها و این که می‌بینی طرف مقابل پشت سر هم به دروغ روی می‌آورد باعث می‌شود شما به صحت موضع، قدرت و امیدت به آینده بیش‌تر معتقد شوی و بفهمی طرف مقابل هیچ چیزی در چنته ندارد.- گفتند کسانی که برای رأی دادن در سفارت سوریه حاضر شده بودند عناصر حزب الله بودند. امروز وزارت کشور و حکومت و وزارت‌خانه‌های اصلی دست شماست. فیلم‌ها هم هست. بروید روی فیلم به ما نشان دهید کدام یک از کسانی که در سفارت سوریه رأی داده‌اند عناصر حزب الله بوده‌اند. این‌ها دیگر حرف‌های سخیف است. در هر صورت در لبنان و بسیاری از پایتخت‌های جهان شاهد این صحنه بودیم.

و مهم‌تر از همه داخل سوریه. این جمعیت عظیم که هیچ کس نمی‌تواند منکر آن شود. شاید کسی بتواند در درصد مناقشه کند و بگوید بیش‌تر یا کم‌تر بوده است. ولی هیچ کس نمی‌تواند بحثی داشته باشد که میلیون‌ها نفر در استان‌ها و شهرهای مختلف جز شهرهای خارج از سلطه‌ی حکومت آمدند و ساعت‌ها در صف‌های طولانی ایستادند و رأی دادند. هیچ کس نمی‌تواند این را انکار کند. چنین انتخاباتی رخ داد. البته بعد شاهد واکنش‌هایی بودیم. یک نفر می‌گوید صفر درصد در این انتخابات شرکت کردند. صفرت برای خودت. چه کسی می‌پذیرد صفر درصد در این انتخابات شرکت کردند؟ میلیون‌ها نفر رأی دادند. یا مثلا بعضی بیانیه دادند. بنده به یکی از برادران گفتم گویی یک نفر لغتنامه‌ی ناسزا را برداشته و رونویسی کرده است. این بیانیه‌ی سیاسی نیست. هیچ فحشی نبوده مگر در این بیانیه آمده. در هر صورت این نشان‌دهنده‌ی ناکامی، احساس شکست و نا امیدی است. آن‌ها توقع داشتند صندوق‌ها خالی باشد، هیچ کس به سفارت و… نیاید و حتی در داخل سوریه انتخابات به صورت گسترده توسط مردم تحریم شود. آن‌ها منتظر روز رسوایی نظام بودند ولی درست عکس آن چیزی که فکر می‌کردند شد.

اما ملت سوریه چه نتایج سیاسی‌ای را با این مشارکت عظیم و رقم زدن این انتخابات ثابت کرد؟ -مطلب را خلاصه می‌کنم تا بخش سوریه را به پایان ببرم. نمی‌خواهم در مورد چیز دیگری غیر از انتخابات صحبت کنم.-

اول: یکپارچگی سوریه. این انتخابات به همه‌ی کسانی که می‌خواستند سوریه را بر اساس فرقه، مذهب و نژاد تقسیم کنند ثابت کرد سوریه یکپارچه است و یکپارچه خواهد ماند.

دوم: بقای حکومت. گفتند نه، حکومت هست، منسجم است، می‌تواند در داخل و خارج انتخابات برگزار کند و پذیرای رأی دهندگان میلیونی باشد. در حالی که می‌بینیم برگزاری چنین پروژه‌هایی در بسیاری از کشورها تمام کشور و سازمان‌های حکومت را در معرض نابودی قرار می‌دهد.

سوم: بر اراده‌ی ایستادگی اهالی سوریه ، مشارکت در ساخت آینده‌ی سیاسی و مأیوس و نا امید نشدن‌شان تأکید کرد و نشان داد از آینده‌شان دست بر نمی‌دارند تا کشورهای جهان و داخل پرانتز کسانی که نام خود را دوستان سوریه می‌گزارند آن را برایشان رقم بزنند. اهالی سوریه با این انتخابات گفتند این ما هستیم که آینده‌ی سوریه را می‌سازیم و نه آمریکا، ژنو۱، ژنو۲ و نه هیچ پایتخت جهانی و منطقه‌ای دیگری. این خود سوری‌ها هستند که آینده‌شان را می‌سازند و کشور و وطن‌شان را بازسازی و نظام سیاسی‌شان را اصلاح می‌کنند.

چهارم: این توده‌های میلیونی بر خلاف همه‌ی حرف‌هایی که شما در همه‌ی سال‌های گذشته در رسانه‌هایتان زدید گفتند نبرد میان نظام و مردم نیست. نبرد میان نظام و مردم نیست. اگر این‌چنین بود فقط چند صد یا چند هزار نفر پای صندوق‌های رأی می‌رفتند. وقتی میلیون‌ها نفر رأی می‌دهند یعنی حد اقل این نظام و این سران از پایگاه مردمی بسیار عظیمی برخوردارند که خود را از طریق مشارکت در انتخابات به نمایش گذاشتند. این از مسئله‌ی نبرد نظام با مردم. اگر کسی موافق نظام یا مانند ما چیزی بیش‌تر از این موضع را گرفت کسی نمی‌تواند بگوید شما دارید در دفاع از نظام سوریه با مردم این کشور می‌جنگید! بلکه باید بگوید شما دارید در دفاع، در کنار و دوشادوش این میلیون‌ها نفری می‌جنگید که در روز انتخابات آمدند و رأی دادند. داخل پرانتز: ممکن است در لبنان از سوریه‌ای‌ها عبارت پناهنده را بردارند ولی کسی نمی‌تواند صفت شهروند سوریه‌ای را که حق انتخاب دارد از آن‌ها بگیرد. هیچ کس نمی‌تواند چنین کند. نه آمریکا، نه غرب و نه کشورهای منطقه. این پیام سوریه‌ای‌ها بود.

پنجم: جنگ نظامی و ویران‌گر علیه سوریه شکست خورده است. انتخابات، اعلامیه‌ی سیاسی و مردمی شکست جنگ است.

ششم و نتیجه: ثمره‌ی عظیم این انتخابات این است. این صحبت خطاب به کسانی است که به دنبال درمان سیاسی یا کسی که در این راه کمکشان کند می‌گردند. بنده به کسانی که به دنبال درمان سیاسی مسائل سوریه هستند می‌گویم: نمی‌توانید این انتخابات ریاست جمهوری را که رخ داد نادیده بگیرید. کسی نمی‌تواند نادیده‌اش بگیرد. این انتخابات که دکتر بشار اسد به موجب آن برای دوره‌ی جدید ریاست جمهوری سوریه برگزیده شد به لحاظ سیاسی چه معنایی دارد؟ واقعیت و منطق می‌گویند درست نیست راه حل، مبتنی بر ژنو۱ و ژنو۲ یا به قول مخالفان استعفای جناب بشار اسد و تحویل قدرت باشد. وقتی ملت دوباره انتخابش کردند این راه حل صحیح نیست. یا به قول آن‌ها که در میان مخالفان خود را معتدل می‌دانند: مذاکرات به استعفای جناب بشار اسد منتهی شود. دیگر نمی‌توانید پیش‌شرط بگذارید که رئیس جمهور استعفا دهد و همچنین نمی‌توانید بگویید مذاکرات یا درمان سیاسی به استعفای رئیس جمهور منتهی شود. این انتخابات به همه‌ی مخالفان -منظورم بخش داخلی است. تکفیریان از بحث خارجند.- و کشورهای جهان و منطقه می‌گوید: درمان سیاسی در حضور جناب دکتر بشار اسد آغاز می‌شود و پایان می‌یابد. این انتخابات این را می‌گوید: یک رئیس جمهور توسط میلیون‌ها نفر برای یک دوره‌ی هفت ساله انتخاب شده است و هر کس به دنبال درمان سیاسی است باید با او صحبت، مذاکره و بحث کند و با او به نتیجه برسد. حالا این که آن نتیجه چه می‌تواند باشد به خود سوریه‌ای‌ها مربوط است. ما به عنوان دوستانی که خود را بخشی از این نبرد می‌دانند ممکن است دور از رسانه‌ها افکار و پیشنهاداتی مطرح و مانند همه‌ی دوستان دلسوز سوریه کمک کنیم. ولی در هر صورت چگونگی راه حل شأن و مبتنی بر تصمیم و اراده‌ی سوریه است. این واقعیت‌ها این نتیجه را می‌دهند. امروز درمان سیاسی بر دو رکن، دو شرط و دو مقدمه‌ی اساسی استوار است. مقدمه‌ی اول در نظر گرفتن نتایج انتخابات است و این که طرف درمان سیاسی جناب بشار اسد است. و دوم پایان دادن به پشتیبانی از گروه‌های تکفیری در سوریه است تا آن‌جا که به پایان جنگ و کشتار در سوریه کمک کند. و اجازه دهید بگویم این که برخی کشورهای منطقه و جهان این گروه‌ها را وارد لیست سازمان‌های تروریستی کرده‌اند کافی نیست. کافی نیست که داعش، النصره و… را وارد لیست سازمان‌های تروریستی کرده‌اید. چون کشورهایی در منطقه هستند که این کشورها را وارد لیست سازمان‌های تروریستی‌شان کرده‌اند یا می‌کنند ولی همچنان از آن‌ها پشتیبانی مالی، تسلیحاتی، لوجستیک و… می‌نمایند. کسی که خواستار درمان سیاسی در سوریه است باید به این پشتیبانی پایان دهد تا این جنگ خاتمه یابد.

ما از همان ساعت‌های اول مسئله‌ی سوریه منادی درمان سیاسی بودیم، به آن باور داشتیم و همه را به تلاش برای درمان سیاسی فرا می‌خواندیم. امروز نیز مانند حوادث شهر حمص و… دوباره به همه‌ی گروه‌هایی که در سوریه می‌جنگند صراحتا و با تکیه بر وقایع و اطلاعات میدانی و شرایط ملی، منطقه‌ای و جهانی سوریه و خوانشی کامل از همه‌ی عناصر و عوامل، می‌گویم: جنگ شما هیچ آینده‌ای ندارد. این جنگ هیچ افقی جز ویرانی بیش‌تر کشورتان و خونریزی بیش‌تر ندارد. همه باید اذعان کنند، اعتقاد داشته باشند و اعتراف کنند که جنگ نظامی در سوریه آینده‌ای ندارد و منجر به اشغال سوریه و سلطه‌ی دیگران بر آن نخواهد شد و محافظت از آن‌چه در سوریه مانده است از جمله اهالی عزیز و ملت مقاوم و تسلیم‌ناپذیرش و عمران و بازسازی و سرزمین‌ها، کشاورزی و صنعت آن و بازگرداندن عافیت به این کشور منوط به این است که همگی سراغ مصالحه، گفت و گو و جستجو به دنبال راه‌های خروج سیاسی بروند و به خونریزی و جنگ بی‌وقفه پایان دهند؛ جنگی که دیگر به هیچ وجه به هیج یک از اهداف داخلی سوریه کمکی نمی‌کند.

البته ما لبنانیان طبیعتا نگاه‌های مختلفی داریم و هر کس نظر خود را درباره‌ی انتخابات دارد. ولی ما نگاه خودمان را می‌گوییم و بر مبنای نگاه و ارزیابی خودمان: در این مناسبت وظیفه داریم این موفقیت سیاسی سرنوشت‌ساز را به ملت سوریه و این اطمینان مجدد به رهبری ایشان بر سوریه را در جهت صلح، آبادانی، وحدت ملی و جایگاه ویژه‌ی نژادی به جناب اسد تبریک بگوییم و از خداوند متعال می‌خواهیم همه‌ی اهالی سوریه را موفق گرداند که به هم بپیوندند، مصالحه و صلح کنند، در کنار یکدیگر به زندگی ادامه دهند و در کنار هم برای تصمیم‌گیری در مورد اصلاحات، اجرای اصلاحاتی که در مورد آن تصمیم‌گیری شده، بازسازی سوریه و باز گرداندن سوریه به جایگاه ویژه‌ی منطقه‌ای و نژادی‌اش در گذشته که باید در آینده نیز آن‌گونه باشد بکوشند. ما با این انتخابات یک پیروزی دیگر به دست آوردیم. این انتخابات ثمره‌ی پیروزی‌های نظامی، خون شهیدان، فداکاری‌ها و… بود. به لبنانیان -که طبیعتا این مسائل آنان را نگران می‌کند- همچون گذشته می‌گویم: از پیروزی سوریه نگران نباشید. اگر سوریه شکست نخورد و تقسیم نشد نگران نباشید بلکه وقتی نگران باشید که تقسیم شد، شکست خورد و این گروه‌های مسلح بر آن تسلط پیدا کردند. از پیروزی و عافیت سوریه نگران نباشید که برکاتش برای این کشور، لبنان و همه‌ی منطقه خواهد بود.

بار دیگر به استادمان حضرت شیخ می‌رسیم و با روح مطهرش پیمان می‌بندیم و خطاب به این برادر عزیز، الگو و اسوه‌مان، حضرت علامه شیخ مصطفی قصیر، می‌گوییم: ای برادر، ما برادران مسیر و راهت را ادامه خواهیم داد و ان شاءالله امانت‌دار دستاوردها، تلاش‌ها، سازمان و فداکاری‌هایت خواهیم بود. این راه را با تفکر تو ادامه خواهیم داد و برای اهدافی که برای آن‌ها زیستی، مو سپید کردی، بیمار شدی و شب از روز نشناختی، جان‌فشانی خواهیم کرد تا آن که خداوند (سبحانه و تعالی) برای ما نیز مانند تو عاقبت خیر رقم بزند.

خداوند مرحوم بزرگ و عزیزمان، پدرش علامه شیخ احمد قصیر(رضوان الله علیه)، ارحام و نزدیکانش، درگذشتگان جمع و همه‌ی شهیدان را رحمت کند.

بار دیگر ثواب فاتحه و صلواتی را به روح ایشان هدیه می‌کنیم.

والسلام علیکم و رحمت الله و برکاته.


 

دغدغه‌های امت

دغدغه‌های امت

صدر عراق/ به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر
شماره ۲۶۲ هفته نامه پنجره به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر، در پرونده ویژه‌ای به بررسی شخصیت و آرا این اندیشمند مجاهد پرداخته است. در این پرونده می‌خوانید:

-...

رادیو اینترنتی

نمایه

صفحه ویژه جنگ ۳۳ روزه
بخش کوتاهی از مصاحبه سید حسن نصرالله با شبکه المیادین به روایت دوربین دوم

نماهنگ

کتاب


سید حسن نصرالله