بسم الله الرحمن الرحیم
و إن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
جوامع

بیانات

3 خرداد 1389

سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در عید مقاومت و آزادسازی، دهمین سالگرد آزادسازی جنوب لبنان

|عربی|فیلم|فیلم|صوت|
در حال ترجمه
عربی:

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد ابن عبد الله وعلى أله الطيبين الطاهرين وأصحابه ألمنتحبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

الإخوة والأخوات، السيدات والسادة، السلام عليم جميعا ورحمة الله وبركاته.

في البداية نتوجه إلى الأرواح الزكية لشهداء المقاومة والتحرير والانتصار في لبنان، لكل الشهداء الذين قدموا دمائهم الزكية ليكون الانتصار وليكون كل هذا الشموخ وهذا العز وهذا الفخر، على أرواحهم جميعا لاسيما سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وشيخ شهدائها الشيخ راغب حرب والشهيد القائد الحاج رضوان الحاج عماد مغنية، إلى أرواحهم جميعا نهدي ثواب الفاتحة.

في البداية أبارك لكم جميعا ولكل اللبنانيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم، هذه الذكرى العظيمة الذكرى العاشرة لانتصار المقاومة والوطن الجيش والشعب والإرادة وانتصار الدم على السيف انتصار الحق على الباطل، لانتصار العزم وقوة الإيمان على كل دعوات تثبيط العزائم وإسقاط الهمم، أبارك لكم هذا العيد الوطني الكبير، وأجد من واجبي في البداية ومن باب المناسبة وقبل الدخول إلى مضمون خطاب المناسبة أن أتوجه بالشكر إلى أهلنا في الجنوب في كل أقضية الجنوب وخصوصاً في المنطقة الحدودية الذين تواجدوا يوم الأحد ولم يخافوا من أحد، وكان لهم حضورهم الكبير وخصوصا في القرى والبلدات المحاذية لحدود مع فلسطين المحتلة بالرغم من أجواء المناورات في داخل الكيان الإسرائيلي وكل محاولات وإشاعات التخويف التي تصدر من هنا وهناك، زحف الرجال والنساء والأطفال ليقيموا في الجنوب في 23 من أيار قبل الخامس والعشرين من أيار أعياداً وأعراساً للديمقراطية ولحرية التعبير عن الرأي ولوحدة الكلمة، وللانتصار والتحرير والمقاومة، كما في هذه المناسبة أتوجه لكل اللبنانيين بالشكر، الذين أنجزوا المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في جبل لبنان والمرحلة الثانية من الانتخابات البلدية في البقاع وبيروت وأخص بالشكر كل الذين جددوا ثقتهم وتأييدهم لتحالفنا وتوافقنا ولو في هذا الإطار البلدي وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتم إنجاز المرحلة الخيرة من الانتخابات البلدية في محافظة الشمال على أحسن وجه لننتهي من هذا الاستحقاق ولنعود لمواجهة كل الاستحقاقات القادمة داخلياً وإقليمياً.

في المناسبة أريد أن أتحدث عن التحرير عام 2000، كما أن هناك كلمة عن الوضع الحالي في سياق الصراع مع العدو الإسرائيلي، الصراع العربي الإسرائيلي، وصراعنا مع العدو، وكلمة عن المستقبل، وأختم بالموقف الذي نلتزم به والمعادلة الجديدة التي نريد أن نضيفها اليوم إلى معادلات المواجهة مع العدو.

كلنا يعرف أن الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 كان جزءاً من مشروع أمريكي إسرائيلي على مستوى المنطقة، لبنان فلسطين سوريا كانت أجزاء أساسية مستهدفة بهذا المشروع وكان هذا المشروع يريد أن يتحضر للتطورات الكبرى والخطيرة التي كانت حصل في إيران.

عام 2000 سقط هذا المشروع الأمريكي الإسرائيلي، لكن طبعا كان يوجد لديهم بدائل، فإذا سقط مشروع يأتون بمشروع ثان وإذا سقط الثاني يأتون بالثالث إلى أن يسقطوا هم إنشاء الله، فتسقط معهم كل أحلام مشاريعهم. عام 2000 سقط هذا المشروع ومن جملة عناصره التي تم الكشف عنها منذ مدة من قبل بعض المسؤولين الإسرائيليين أنهم كانوا في سنة 1982 قد وضعوا خطة تقضي بالبدء ببناء مستوطنات صهيونية في جنوب لبنان، وأنتم تعرفون أن أرض الجنوب واسعة وجميلة ولدينا الكثير من المياه والحمد لله، فقرروا البدء ببناء المستوطنات صهيونية في جنوب لبنان ولكن بعد مضي عام على الاحتلال وذلك لكي يدرسوا خلال هذا العام كيف يكون الوضع في الجنوب، هل يستقر الوضع في لبنان، هل ينجح المشروع السياسي الذي جاء الاحتلال لإنجازه بمساعدة ـ للأسف ـ من بعض الداخل اللبناني في ذلك الوقت أو لا. لكن مشروع إقامة مستوطنات صهيونية على أرض الجنوب والبقاع الغربي وراشيا سقط منذ الأشهر الأولى بدماء الشهداء وخصوصاً الاستشهاديين، وكلنا يذكر أن العام الأول للاحتلال الإسرائيلي للبنان كان عاما حافلا بالعمليات والحضور المقاوم والجهاد المتنوع في أكثر من منطقة ومن أكثر من حزب وحركة وجماعة واتجاه، ولذلك بعد نهاية العام الأول وصل الصهاينة إلى تقدير موقف يقول إنه لا يمكن أن يستقر لنا الوضع في لبنان، لا نعرف إلى أين سنتجه ولذلك شطبوا مشروع إقامة مستوطنات على أرض الجنوب. أحببت أن أشير إلى هذا الأمر باعتبار أنه تم تداوله بشكل واضح قبل مدة قليلة من الزمن.

في عام 2000 كان القطاف، ومنذ العام 1982 إلى العام 2000 كان هناك إرادة وعمل وصبر وتضحيات وجهاد ودماء وشهداء وجرحى وأسرى وتهجير وصمود وبيوت مقصوفة وحقول يتم حرقها وأولاد مدارس في النبطية وصيدا وغيرها يقتلون وتقطع الرؤوس، كل هذا تم مواجهته بالصبر، وكنا نتحدث منذ البداية عن النصر الآتي، وكان البعض هنا في لبنان والعالم العربي يسخر منا ويقول "هؤلاء مشايخ خرفانين ويرون منامات ويشاهدون الأحلام" وعندما وقف سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 90 و91 ليبشّر منذ البدايات ويقول إن إسرائيل سقطت وأنها عاجلا أم عاجلا ستخرج ذليلة من لبنان، كان البعض يتهكم على هذه الكلمات وعلى هذه المواقف.

طبعا أشير لهذه السخرية والتهكم حتى أصل إلى الوضع الحالي وما هو آتٍ في المستقبل.

لكن جاء العام 2000 وجاء معه الانتصار التاريخي والمدوّي والكبير، وأنا أسألكم جميعاً أنتم وأسأل كل اللبنانيين وكل العرب وكل العالم من كان يتوقع أن تخرج إسرائيل عام 2000 ومن كان يتوقع هذا السيناريو، هذه الطريقة، هذه المذلة، هذه المهانة، هذا الارتباك الشديد، حتى قال بعض كبار قادة العدو: لقد خرجنا ونحن نتعثر بذيلنا بين أرجلنا كتعبير عن غاية المهانة والذل.

من كان يتوقع أو يتصور أن يحصل هذا السيناريو، هذا كان في نظر الكثيرين هو أقرب إلى الأحلام، إلى المنامات، إلى الأوهام، إلى الأماني البعيدة لكنه حصل، حصل أمام أعينكم جميعا وأمام كاميرات العالم وأمام فضائيات العالم وشهاده العالم ولم يكن مجرد أحلام.

للتذكير وللاعتبار وللتأسيس عليه أقول باختصار شديد إن عدة عوامل أساسية أدت إلى هذا الانتصار أهمها:

أولاً: إرادة الناس، صمودهم، تحمّلهم، احتضانهم للمقاومة، وخصوصاً أهلنا في الجنوب وبالأخص المقيمين في الخطوط الأمامية، وكذلك أهلنا في البقاع الذين كانوا يتحملون طوال فترة المقاومة إلى عام 2000 القصف الجوي الإسرائيلي على المعسكرات وعلى المدن وعلى القرى والبلدات. أما في بيروت والضاحية فقد كان نصيبنا قليل قبل 2000، وعوّضت عام 2006.

وهنا عندما أتحدث عن الناس أتحدث بالحد الأدنى عن جزء كبير من الناس في لبنان وبالحد الأعلى عن أغلبية شعبية في لبنان. بالتأكيد لا أتحدث عن إجماع شعبي ووطني لبناني، هذا الإجماع لم يكن موجوداً حول هذه المقاومة التي انتصرت أو حول هذا الخيار في يوم من الأيام.

ثانياً: الاستقرار السياسي والأمني في البلد وخصوصا في التسعينيات، في التسعينات كان الخط البياني لعمل المقاومة تصاعدياً، وأحد الأسباب المهمة لذلك كان الاستقرار الأمني والسياسي في البلد، انتشار الجيش في كل المناطق، هدوء الساحات الداخلية، التوجه إلى العدو، هذا الاستقرار الذي كان من أهم أعمدته وما يزال الجيش اللبناني وحضوره الميداني.

ثالثاً: التعاون والتنسيق بين المقاومة والجيش وتوزيع الأدوار، في النتيجة لا المقاومة تدخلت في الشأن الداخلي خصوصا الشأن الأمني. الجيش هو الذي كان ممسكاً بالوضع وهو يواجه أي اعتداءات وهو الساهر على الطرقات والمفارق وعلى الشواطئ. المقاومة كان لها وجود سري أو أحياناً شبه علني، تعمل على طريقتها في المنطقة المحتلة وعلى خطوط المواجهة.

رابعا: صمود السلطة السياسية في لبنان في ذلك الحين أمام الضغوط والتهويلات الأمريكية وغيرها.

تذكرون أن باراك كان وعد بالانسحاب في تموز 2000 وبدأ يستجدي ويشحذ من سورية ومن لبنان ومن كل أصدقائه ولو بعض المكاسب ليغطي بها انسحابه من لبنان.

السلطة السياسية في لبنان في ذلك الوقت، رئاسة الجمهورية والحكومة اللبنانية والمجلس النيابي، المؤسسة السياسية الرسمية رفضت تقديم أي تنازلات وأي مكافآت للعدو الإسرائيلي الذي اضطر أن يخرج بلا قيد وبلا شرط وبلا جوائز، وهذا كان عاملاً مهماً.

خامساً: دعم سورية ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هذا الدعم المتنوع والمتعدد والذي نعتز به ونشكره. وصولا إلى العامل الرئيسي، كل هذه العوامل هي عوامل مساعدة وحاضنة ومسهّلة، ولكن لو توفرت هذه العوامل ولم تتوفر المقاومة المسلحة الجهادية المضحية المقاتلة المستنزفة للعدو كنّا يمكن أن نبقى في حالة صمود ولكننا ما كنا لنصل إلى تحرير أرضنا كما حصل في أيار 2000، فالعامل الأساسي بلا شك وبلا تردد كان هذه المقاومة، بطولاتها وعملياتها وشهداءها وإستشهادييها، أسراها جرحاها، مجاهديها مرابطيها الثابتي القدم والقلب والعقل في طريقها وفي خيارها وفي تضحياتها وفعلها الجهادي ونيلها من العدو وقادة عملاء العدو في كل مناسبة هو الذي ألحق الهزيمة النفسية والمعنوية أولاً بالجيش الإسرائيلي وبالعملاء وبقادتهم وبشعبهم من خلفهم، فكان القرار المذلّ بالهروب من لبنان عام 2000 وفي مثل هذا اليوم حتى الإسرائيلي لم يحدد الزمان ولم يحدد المكان ولا حدّد السيناريو ولا وضع الشروط. نحن الذين فرضنا على العدو الزمان والسيناريو والشروط لهزيمته وهروبه من لبنان.

هذه هي المعادلة، ولذلك كان هذا الانتصار، واليوم بعد عشر سنوات نعود لنؤكد المعادلة التي صنعت الانتصار: معادلة الشعب والجيش والمقاومة.

كما يقول البيان الوزاري وكما قال بالأمس فخامة رئيس الجمهورية وقال هذا بحقّ، أولاً هو يعبر عن الموقف الرسمي اللبناني المذكور في البيان الوزاري، وليس موقف من يعترض هنا أو يتحفظ هناك، هذا له رأيه ويمكنه أن يعبر عن رأيه، ولكن حالياً الموقف الرسمي اللبناني هو الذي يعبر عنه البيان الوزاري والذي يتحدث عن معادلة الشعب والجيش والمقاومة ورئيس الجمهورية يعبر عن هذا الموقف الرسمي وهو يعبر أيضاً عن قناعته وعن تجربته، وهو أيضاً رأي أغلبية اللبنانيين، نعم هو لا يعبر عن إجماع لبناني لأنه لا يوجد إجماع لبناني، لا مع (هذه المعادلة) ولا يوجد إجماع لبناني ضد.

البعض يحاول دائما أن يصور كأن الإجماع اللبناني ضد، لا، لا يوجد إجماع لبناني مع ولا يوجد إجماع لبناني ضد.

ولكن دائما وأبداً كانت الغالبية من الشعب اللبناني هي مع هذه المعادلة ومع هذا الخيار وهذه هي نقطة القوة.

وبالتالي لا أريد أن أعلّق على بعض الاعتراضات التي صدرت من هنا ومن هناك لأن المناسبة أجلّ وأكبر من التعليق عليها.

هذا الانتصار في عام 2000 أسّس لمرحلة جديدة من الصراع، لمعادلات جديدة ولمنهج جديد.

والكل كان يعرف أنه في 26 أيار عام 2000 يوم جديد ويوم آخر ومنطقة جديدة، هذا كان يدركه الصهاينة جيّدا ولكن لم يبقَ عندهم خيار. وهذا كان يدركه أيضاً بعض الحكام العرب، للأسف الشديد، الذين كشف الصهاينة وأيضاً منذ مدة أن بعض الجهات الرسمية العربية اتصلت بالحكومة الإسرائيلية بحكومة العدو قبل أيار 2000 وطلبت منهم وتوسلت إليهم أن لا ينسحبوا من لبنان بلا قيد وبلا شرط.

هل هذا الخبر مفاجئ؟ لا ليس مفاجئاً لأننا نحن نعلم ليس في أيار 2000 (فقط) بل (في) تموز 2006 نعلم علم اليقين بأن هناك جهات عربية اتصلت بالإسرائيليين وطلبت منهم أن لا يوقفوا الحرب حتى لا يخرج حزب الله ولبنان قويا منتصرا عزيزا.

هم فعلوا ذلك أيضا، الإسرائيليون يقولون على ذمتهم، نصدق أو لا نصدق؟ صحيح إن جاءكم فاسقا بنبأ فتبينوا، لكن هناك مشكلة أن هذا الخبر فيه إمكانية لأن يصدق.

طبعا له منطق، المنطق الذي ذكر، ماذا يقول الإسرائيليون؟ يقولون عن هؤلاء العرب، يقولون إن انسحابكم بلا قيد وبلا شرط من لبنان سيعقّد عملية التسوية وسيعقّد المفاوضات، سيحرج الحكومات التي تفاوضكم، وحينئذ شعوبها ستطالبها بعدم تقديم تنازلات أمام النموذج اللبناني، هناك منطق للمطالبة بتأجيل الانسحاب أو عدم الانسحاب بلا قيد وبلا شرط.

في الموضوع الثاني: أتحدث عن الوضع الحالي قليلا ما بين 2000 و2010، حصلت أحداث كبرى في العالم وفي المنطقة وفي لبنان وفي فلسطين وأنتم تعرفونها ولا داعي لإعادتها، لكن يمكن القول في الوضع الحالي هناك الكثير من الأمور والأوضاع تبدلت وتغيرت، هناك مشاريع كبرى فشلت، هناك مشاريع كبرى سقطت أو في حالة التهاوي والسقوط.

مسار التسوية في منطقتنا، وخصوصاً في الموضوع الفلسطيني، هو في مأزق شديد، ولبنان سورية في دائرة الاهتمام الكبير دوليا وإقليميا. والسؤال الذي يشغل الجميع في لبنان والمنطقة اليوم بالوضع الحالي هو احتمالات الحرب وحديث الحرب.

في والوضع الحالي لا يستطيع أحد أيها الإخوة والأخوات أن ينكر أن إسرائيل تعيش حالة متصاعدة من القلق والارتباك. ولا أود المبالغة وأقول هلع وضياع. لكن هناك مقدار متيقين ويعبر عنه القادة الإسرائيليون، الصحافة الإسرائيلية، وشعب الكيان الإسرائيلي بكل وضوح، نعم هناك قلق وهناك مخاوف وهناك ارتباك وهناك اعتراف بوجود تحديات حقيقية وجدية وكبيرة.

ولذلك نرى أنهم ينتقلون من تدريب إلى تدريب ومن مناورة إلى مناورة، وهذا طبعا له كلفته المالية وله كلفته الاقتصادية وله كلفته النفسية والبقاء في أجواء مناورات منذ 2006 وحتى اليوم يؤثر على الاقتصاد والاستثمار والجو النفسي والمعنوي والسياحة والهجرة، والهجرة المعاكسة وعلى الثقة بالأمن في البلد والقدرة.

لكن يجد العدو نفسه مضطرا للاستفادة من عِبَر حرب تموز 2006 للقيام بكل هذا الكم الهائل من المناورات العسكرية والأمنية والمدنية لسد الثغرات الهائلة التي تبدّت من خلال تجربة حرب تموز.

هذا الذي يسمونه تحول أربعة، نحن نجتمع هنا وهم مشغولون بتحول أربعة، (مناورات) تحول 1 وتحول 2 وتحول 3 وتحول 4 أجريت بعد تموز 2006 وموضوعها الجبهة الداخلية أي داخل الكيان الصهيوني، المدن البلدات والقرى هذا الداخل. والإسرائيلي أجرى أربع مناورات، طبعا في لبنان لم يقم أحد بشيء.

وقد اجرى أربع مناورات حتى يقول إنه عندما تتعرض الجبهة الداخلية للقصف وللهجوم كيف نتصرف، ويوماً بعد يوم هناك أسئلة جديدة تضاف إلى خطط المناورات التي تحتاج إلى إجابة.

مثلاً ما قلناه آخر مرة، هذا فرض أسئلة جديدة ويحتاج إلى أجوبة جديدة، مرة أنت تقصف عشوائياً، و مرة تقصف بشكل محدد، وتنال وتطال أهدافاً محددة ، تارة فقط المدنيين والمدن الكبرى في دائرة الاستهداف وتارة أخرى لا، مراكز القيادة، المراكز الحكومية، القواعد الجوية، المطارات، الموانئ كلها في دائرة الاستهداف وهذا يفترض مناورات وخططاً وإجراءات جديدة يحتاج إليها العدو.

طيب، لماذا إسرائيل، لأول مرة في تاريخها ومنذ وجودها المشؤوم على أرض فلسطين المحتلة، تجري هذا النوع من المناورات على امتداد الكيان وأول سنة وثاني سنة وثالث سنة ورابع سنة، واليوم قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية يقول: نحن مضطرون لمواصلة هذا النوع من المناورات والتعايش معه حتى إشعار اخر ، لماذا؟ للنيل من نتائج حرب تموز، دائما كان الاسرائيلي يعتدي وجبهته الداخلية آمنة، وتتذكرون في اجتياح 1982، كان ناسنا مهجرين، قرانا تهدم وبيوتنا تدمر وبيروت العاصمة تقصف وتحاصر والجيش الإسرائيلي يحتل لبنان ومن الحدود الفلسطينية اللبنانية إلى آخر نقطة في جنوب فلسطين المحتلة كان الصهاينة يعيشون هناك حياة طبيعية وهادئة ووادعة وآمنة، هذا المشهد لعام 1982 انتهى إلى غير رجعة بعد 2006 انتهى هذا الموضوع، نحن لدينا جبهة داخلية وهم لديهم جبهة داخلية، وهناك مرحلة جديدة: نُقصف ونقصف نُقتل ونقتل نُهجَّر ونهجر نواجَه ونواجه وبالتالي أصبح عندهم مشكلة إستراتيجية حقيقية وهي نقطة ضعفهم الأساسية ، و(من كم يوم) وزير البنى الإستراتيجية وهو رئيس أركان سابق ويعتبر نفسه منظراً كبيراً على المستوى الاستراتيجي وهو يقول نعم نحن قوة عسكرية قوية ولكن لدينا شعب (هو يستعمل عبارة مدلل ويخاف ولا حاضر يضحي ولا حاضر يتحمل) هذه الجبهة الداخلية التي كانت محمية في أغلب المواجهات والحروب السابقة هذه المرحلة انتهت، اليوم الإسرائيليون من خلال كل هذه المناورات يريدون طمأنة الجبهة الداخلية من خلال الإجراءات ومن خلال التدريب ومن خلال القول للصهاينة في المناورات العسكرية نحن أقوياء وأشداء وأيضا نحن مستعدون لمواجهة أي حرب مقبلة ، طبعا في جزء كبير يضحكون عليهم، اليوم فيه استطلاعات الرأي، فيه تعليقات على فائدة هذا المستوى وهذا الحجم من المناورات وجديتها ، الآن اعملوا مناورات بقدر ما تريدون ولكن عندما تبدأ سقوط الصواريخ في مكان من فلسطين المحتلة ساعتها نرى ما نتيجة هذه المناورات.

هم يريدون طمأنة هذا الداخل ويخدعونه أحيانا، الحديث عن القبة الصاروخية، القبة الحديدية، بأنهم قادرون على إسقاط الصواريخ بالسماء، هذا حكي حتى الآن لم يستطيعوا أن يثبتوه لشعبهم وأناسهم، (مثل ما صار معروف) كل الضجيج عن "السكود" ـ والذي أنا لا أنفي ولا أؤكد ، من أجل ماذا، من أجل جلب 200 أو 250 مليون دولار من الكونغرس الأمريكي حتى يساعدوا إسرائيل ، وأمريكا التي تواجه أزمة مالية وأزمة اقتصادية خانقة وعندها عجز مهول، ومسؤول الميزانية في البيت الأبيض يقول:"لا تستغربوا في يوم من الأيام أن يصيب أميركا كما أصاب اليونان" ولكنها تجد المال لتقدمه لإسرائيل، طيب اذن، النقطة التي أريد أن أصل إليها لا شك اليوم ولا أريد أن أبالغ بشيء وفقط أعود وأقول إن الإسرائيليين قلقون بشكل جدي. هم يقولون كل المناورات كذب، لا لا هناك قلق حقيقي في إسرائيل، هم خائفون من الإقدام على حرب، وهم خائفون من نتائج هذه الحرب، ولذلك، إذا كنتم تلاحظون معي، كل التصريحات الإسرائيلية وحتى اليومين الأخيرين، نتنياهو، باراك، والآخرون، كلهم (يقولون) نريد الهدوء في الشمال، لا نريد حرباً في الشمال، لا نريد أن نقوم بشيء في الشمال، طبعا للأسف الحديث عن الحرب عند بعض الناس في لبنان أكثر من إسرائيل، فالمسؤولون الاسرائيليون بالعكس يقولون لا نريد أن نعمل حربا مع لبنان ولا نريد أن نهجم عليكم ونريد هدوءاً مع لبنان، وهناك أناس في لبنان كل يوم يقولون (جاي الحرب وجاي الحرب وجاي الحرب) طبعا لإخافة الناس في لبنان، لكن في داخل الكيان اضطر العدو الإسرائيلي إلى جانب المناورات أن يصدر رسائل تهدئة وهي ليس لطمأنة اللبنانيين ولا لطمأنة الحكومة اللبنانية ولا لطمأنة أهل الجنوب وإنما لطمأنة الشعب الإسرائيلي في داخل الكيان، قبل أيام صدرت تصاريح وبيانات واجتماعات لرؤساء المجالس البلدية في المستعمرات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة، وفي الداخل أيضاً صاروا يطالبون بمواقف تهدئة ومواقف طمأنة وقولوا لنا فيه حرب ما فيه حرب، إذن الداخل في حالة قلق وفي حالة خوف وفي حالة ارتباك وكل التصاريح الإسرائيلية ليست حباً بلبنان ولا كرمى لعيون اللبنانيين وإنما طمأنة لشعبهم ولأناسهم عندما يتحدثون بأنهم ليسوا في وارد البدء في حرب جديدة، إذن، هذا القلق الإسرائيلي والذي نتحدث عنه والذي هو موجود وواقعي من أين ينشأ ومن أين ينبع؟

باختصار من وجود إرادة المقاومة، المقاومة مصداق، إرادة المقاومة أوسع اكبر، إرادة سياسية ، إرادة ثقافية، إرادة شعبية ، إرادة عسكرية، إرادة أمنية وميدانية، من وجود إرادة المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا وصولاً إلى إيران، هم يعرفون أن هذه الإرادة موجودة، ويعرفون أيضاً أنه في المقابل هناك من يعمل ومن يتهيأ ومن يتجهز ومن يستعد ليوم من الأيام، والذي يقلقهم أكثر في كل هذه المعادلة هو القدرات الصاروخية والتي سأتحدث عنها بعد قليل بكلام السيدة كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة، لذلك نجد أن العدو الإسرائيلي في الوقت الذي يقوم فيه بمناورات وتدريبات يرسل وفوداً إلى روسيا وإلى أوروبا وإلى أميركا وإلى جنوب أفريقيا وإلى أميركا واللاتينية وإلى كل مكان في العالم ويعرض إغراءات من أجل الحليولة دون أن تقوم هذه الدول ببيع سلاح لدول المقاومة والممانعة خشية من وصول هذا السلاح إلى أيدي المقاومين. هذا واحد، وثانياً، يوظف كل صداقاته وعلاقاته من أجل أن تأتي الوفود إلى بلادنا والى منطقتنا للضغط على لبنان على سوريا على الفلسطينيين، ومن أجل أن لا نزداد قوة وأن لا نملك إرادة القوة، وهذا الذي أدخل لبنان، في الحقيقة، في دائرة الاهتمام، قبل أيام هناك كلام واضح وشفاف للسيد الرئيس بشار الاسد وأنا أتمنى أن يكون هناك هكذا وضوح وشفافية بكلام المسؤولين الرسميين عموماً: "يقول إن العالم يحترم سوريا ويهتم بسوريا لماذا؟ يعني جيد أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه، مع شعبه، مع ناسه ويقول الذي هو مقتنع فيه، فالرئيس الأسد يقول إن العالم يحترم سوريا ويهتم سوريا لأنها تدعم المقاومة، هذا صحيح طبعاً، المقاومة في لبنان وفي فلسطين، موقف المقاومة والممانعة في المنطقة، أريد أن أكمل أن سوريا تدعم المقاومة أما في لبنان فالمقاومة موجودة في لبنان وحاضرة في لبنان وفي أرض لبنان وميدان لبنان، ولذلك نعم لبنان في دائرة الاهتمام كان وما زال أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما قصدته بسؤالي قبل أيام ، تعرفون أن في لبنان ناس للأسف سيئو النية، أنا عندما طرحت السؤال لم يكن سؤالاً اعتراضياً ولم أكن اعترض على كل هذه الوفود التي تأتي الى لبنان ، لبنان بلد مضياف لبنان بلد الكرم (لكن لا يتكارموا زيادة من موازنات الناس) لبنان بلد إكرام الزائرين والوافدين، ليس لدينا مشكلة، بالعكس نحن نعتز ونفتخر أن بلدنا، هذا البلد الصغير بالجغرافيا الذي لا يوجد فيه نفط ولا غاز ولا مناجم ذهب أو مناجم الماس، عادة ما يشد العالم الى جغرافيا معينة، ولكن هذا البلد الصغير استطاع بإنسانه وقمة إنسانية هذا الإنسان هو رفضه للذل وإباؤه للضيم وتمسكه بالحرية والكرامة والسيادة التي يعبر عنها المقاومة والمقاومون.

أنا أريد أن أقول إن بعض الوفود العربية تأتي إلى لبنان للمساعدة، للتضامن، للتعبير عن العلاقات الأخوية، لكن أغلب الوفود الأجنبية وبعض الوفود العربية لماذا تأتي إلى لبنان؟ لأن في لبنان يوجد مقاومة. وهذا للنقاش وأنا لا أفرض قناعتي على أحد. كيف نعرف لماذا يأتون، عندما نعرف بماذا يتحدثون وعن أي شيء يتكلمون مع المسؤولين اللبنانيين، انظروا، في لبنان لا يوجد أسرار، غالبا ما يجري في الجلسات هذه ينعكس في وسائل الإعلام، عن ماذا يتكلمون، يتكلمون عن الصواريخ، عن السكود، الحدود اللبنانية السورية، تهريب السلاح، القرار 1701، الوضع في المنطقة الحدودية، نوايا حزب الله، إن حصل شيء في غزة كيف ينعكس على الوضع في لبنان، إذا ما اعتدت إسرائيل على سوريا ما الذي يحصل، إذا ضربت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية ما الذي سيحصل، كل من يأتي إلى هنا يأتون ليطمئنوا على إسرائيل وليس على لبنان، وهم يأتون لكي يحموا إسرائيل وليس لأجل أن يحموا لبنان، لذلك دائما ما كان يأتي وزير الخارجية الفرنسي ويفتعل مشكلا في لبنان ويظل موترا، لكن الحمد لله في المرة الأخيرة كانت أعصابه مرتاحة لأنه اطمأن أنه لم يدخل سكود إلى لبنان. نعم هذه حقيقة الأمر.

على كل حال، طالما أنه ليس معلوما هل دخل سكود أم لا (فهذا بحث آخر)، ولكن الآن كوشنير قد اطمأن. أنا أقول ذلك لكي أؤكد في الذكرى العاشرة لعيد المقاومة والتحرير أن قوة لبنان الأساسية تكمن هنا، في هذه المعادلة، معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي يجب أن نحافظ عليها، على مضمونها، على صيانتها، على تقويتها لنواجه بها تحديات المستقبل، واسمحوا لي أن أقول إن كل من يفرط بهذه المعادلة ، معادلة الشعب والجيش والمقاومة يريد عن قصد أن يجعل لبنان مكشوفا أمام العدوان الإسرائيلي.

بناء على كل ما تقدم، أنتقل للكلام قليلا عن المستقبل لأقول في نهاية الوضع الحالي ما زال تقديرنا للموقف أننا نستبعد جدا قيام العدو الإسرائيلي بحرب خصوصا على لبنان للأسباب المتقدمة فلا ريب.

أما عن المستقبل، فانا مضطر لأقرأ بعض النص الذي بحوزتي، لأنه عادة في منطقتنا البعض لا يثقون لا بأنفسهم ولا بشعوبهم ولا بإمكاناتهم أو بربهم قبل كل شيء، وهم يركّبون عقولهم وثقافتهم على المنهجية الغربية، إذن هناك الكثير من الأمور حين يخرج أحد من قادة المقاومة، من علماء الأمة، من مجاهديها، من متنوّريها الحقيقيين لكي يتكلم فيهزأون منه، مثلا إذا خرج أحد ليقول إن إسرائيل ذاهبة إلى حائط مسدود ولا أفق لديها، يقولون ما هذا الكلام، وإذا تحدث أحدهم عن بداية نهاية وجود دولة إسرائيل فيقولون إن هذا أحلام ومبالغات، كما كان الأمر عام 1982، ولأن هناك من لا يقبل أن الله ورسوله وأنبياءه وعباده الصالحين هم حجة على الناس، بينما أمريكا حجة بالنسبة لهم، فإذا قالت الإدارة الأمريكية أو الشعب الأمريكي شيئاً مخالفاً فهم جاهزون لكي يقبلوه.

قبل مدة، وفي مؤتمر يعقد سنويا أو دوريا في الولايات المتحدة الأمريكية اسمه مؤتمر إيباك، وهو من أهم المؤتمرات اليهودية في العالم، وهذا المؤتمر يجتمع فيه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية وهو مؤثر جداً وله طابع استراتيجي. ويخطب فيه المسؤولون الأمريكيون، ومن جملة خطباء هذه السنة كانت السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية. عادة ما يكون هكذا خطاب مدروساً ومحضراً بشكل جيد من قبل جميع الأجهزة المعنية في وزارة الخارجية الأمريكية لأنه أقرب إلى تقديم موقف أمريكي منه إلى خطاب مجاملات. وفي موقفها خاطبت كلينتون الحاضرين من اللوبي الصهيوني اليهود قائلة ما ملخصه: إن هناك كثيرين ممن يعتقدون أنه من الممكن أن يستمر الوضع الراهن، (لبعض المثقفين والكتاب والصحافيين في لبنان والعالم العربي انظروا معلمتكم ماذا تقول ، وهذا تشخيص أمريكي للوضع) ولكن ديناميات الديموغرافيا والايديولوجيا أي العقيدة السياسية والتكنولوجيا تجعل هذا الأمر مستحيلا . إذن هي تخاطب اليهود وتقول لهم إن هناك ثلاثة أمور تتطور في المنطقة، لذلك هذا الوضع القائم حالياً غير قابل للاستمرار، لا يمكن أن تستمر إسرائيل في تهويد القدس وبناء مستعمرات وتبقى محاصرة غزة وتهدد لبنان وسوريا وإيران. اذن أولا تتحدث كلينتون عن العامل الديمغرافي، وهو واضح انه عامل مؤثر جداً خلال السنوات المقبلة، وتقول إن العامل الديمغرافي سوف لن يسمح بقيام دولة يهودية نقية على أرض فلسطين المحتلة، فانتم مضطرون لإيجاد حل، ثانيا تذهب إلى الموضوع السياسي، العقيدة السياسية، الايدولوجيا، انظروا إلى كلام كلينتون وتذكروا الكلام الاسرائيلي عن ان هناك بعض العرب قد طلبوا منهم أن لا ينسحبوا عام 2000 وأن لا يوقفوا الحرب عام 2006، تقول كلينتون في هذا الموضوع

ثانيا: لا يمكننا أن نتغافل عن الآثار السياسية المترتبة على استمرار الصراع، وهناك اليوم صراع حقا، وربما للمرة الأولى بين أولئك الموجودين في المنطقة الذين يقبلون السلام والتعايش مع إسرائيل وأولئك الذين يرفضونه. إذن هي تقول لهم إن هناك محورين في المنطقة، محور اعتدال وما تعتبره محور تطرف، وتقول إننا إذا أكملنا بهذه الطريقة فسيضعف محور الاعتدال ويتراجع لأنه لا يستطيع أن يحقق انجازات للناس، في الوقت الذي يتكوّن فيه لدى المحور الآخر منطق مقنع للناس، هذا هو نفس منطق عام 2000 وعام 2006، وبالتالي عندما ترى شعوب المنطقة أن مسار التسوية لا ينجز شيئا فيما مسار المقاومة يستعيد أرضا وأسرى، ويكوّن قوة ويعطي كرامة ومنعة، ويربك العدو الإسرائيلي، فبدلا من أن يكون العربي شحاذا يصبح الإسرائيلي كذلك، مع الوقت ما يسمى بالاعتدال يتراجع ويضعف ومع الوقت (هذا كلام كلينتون) اذا كان هناك اليوم من هو حاضر لأن يقدم تنازلات في تسوية مذلة لإسرائيل، مع مضي السنين وتطور الأوضاع لن تجد إسرائيل في المنطقة من هو حاضر ليوقع معها تنازلات مذلّة أو يعقد معها تسويات بشروطها. هذه هي العقيدة السياسية. اذن الديموغرافيا لا تصب لمصلحة إسرائيل والتطور السياسي الذي له نتيجة في العقيدة، فالذي حصل عام 2000 أرسى عقيدة جديدة، وكذلك عام 2006، انتفاضة فلسطين عام 2000 أيضا أرست عقيدة جديدة والصمود في قطاع غزة كرس عقيدة 2006، إذن هناك عقيدة سياسية جديدة تكبر في المنطقة وتحرج محور الاعتدال الذي سيجد نفسه في يوم من الأيام معزولا أو محاصرا أو في الهاوية .

ثالثا: نأتي إلى التكنولوجيا، وسأقرأ النص حرفياً: تقول كلينتون: ثم وأخيرا علينا أن ندرك أن التكنولوجيا المتطورة نتيجة استمرار الحرب تجعل من الصعب ضمان امن اسرائيل، فلمدة ستة عقود حرس الاسرائيليون على حدودهم بيقظة ولكن التقدم في تكنولوجيا الصواريخ يعني ان الأسر الاسرائيلية هي الآن في خطر بعيدا عن تلك الحدود. سأشرح الامر قليلا: تكنولوجيا الصواريخ لم تعد معقدة وليست غالية الثمن او مكلفة او صعبة، ويمكن تصنيعها محليا، ولدينا في المنطقة العربية عقول وأدمغة ولكنها تحتاج الى قرار سياسي، أي يمكنك ان تنشئ قوة صاروخية تستطيع ان ترسي توازن ردع بثمن عشر طائرات ميغ، بكل بساطة. اذن هي ليست مكلفة او معقدة او صعبة، ومواجهتها ليست بالامر السهل. كل ما تسمعونه عن باتريوت والقبة الحديدة لا تفعل شيئا مقابل صواريخنا. تطور التكنولوجيا جعل كل مدينة وكل بلدة وكل مستعمرة ومنشأة ومطار وكل ميناء في داخل الكيان الصهيوني مهددا، وهذا يعني ان الجبهة الداخلية في أي حرب مقبلة ستكون مهددة وهذا ما لا يطيقه الاسرائيليون. اذن نتيجة هذه الاعتبارات هي تريد ان تقنعهم باجراء تسوية وان يلحقوا انفسهم، والاسرائيليون عندما يجرون مراجعة العام 2000 يعضون اصابعهم ندما، ويقولون لو اننا قبل العام 2000 اجرينا اتفاقا مع سوريا ورددنا لها الجولان لكنا تخلصنا من لبنان وحزب الله وحماس والجهاد وكل ما يسمى مقاومة وفوقهم ايران ايضا، لكننا كابرنا ولم نجر هذه التسوية، طبعا هذا تقييمهم ومراجعتهم، والان هم يكابرون، وانا اقول لكم لان كبرياءهم ولان عتوهم ولان عنصريتهم هي هكذا هم يكابرون حتى يلقوا بانفسهم في الهاوية ان شاء الله.

للمثقفين أنا أقول لهم هذه السيدة هيلاري كلينتون وهذه وزارة الخارجية الأميركية وهذا تقدير الموقف الأميركي وليس الرئيس أحمدي نجاد أو أحد في فلسطين أو في لبنان، كلا إن الأمريكان يقولون لليهود جهاراً وعلناً إذا الآن لم تساعدونا ولم تساعدوا باراك أوباما لعمل تسوية فإن الدولة اليهودية النقية لن تكون وهي دولة مهددة وكل مكان فيها سيكون مهدداً،وإذا الآن يوجد هناك من يعمل معكم تسوية فإن في المستقبل لن يكون هناك أحد سيعمل معكم تسوية، أي أنتم ذاهبون إلى الهاوية وإلى الخراب، نحن نؤمن بهذا المستقبل الذي تتحدث عنه كلينتون، فيوجد هناك ما نتفق عليه على كل حال، نعم نقبل أن هذا هو المستقبل الذي ستمضي إليه إسرائيل بكبريائها وعنصريتها وعتوها.

وبناءً على ما تقدم، على عبر 25 آيار 2000 وعلى تقدير الوضع الحالي وعلى هذه الرؤية للمستقبل، ماذا علينا نحن أن نفعل؟

علينا أن نلتزم برأينا الموقف التالي: بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى والاستعانة به والثقة بمدده وعونه ونصره، طبعاً الموقف ولا لحظة من اللحظات بفكرنا وثقافتنا وبرنامجنا هو إنسحاب أو تذلل أو ضعف أو وهن أو إذهبوا نتسول أي شيء من العالم أبداً، الموقف هو أن نقتنع جميعاً أننا نحن نحمي بلدنا، نحن اللبنانيين جميعاً بسواعد أبنائنا وبإرادة شعبنا وبقرارنا السياسي السيادي الحر الشريف الوطني، هكذا نحن نحمي بلدنا، الإتصالات جيدة والحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية تجري كل الإتصالات اللازمة لدفع أي إحتمالات خطر على لبنان، نحن لا ننتقد هذا الموضوع، لكن أن نقوم بشيء هذا شيء وأن نراهن على شيء هذا شيءٌ آخر، ليس المطلوب أن نراهن على اتصالات لكن لا مانع أن نُجريها وأن نعملها وأن نقوم بها، كل شيء يحمي البلد محلياً وإقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً جيد أن نعمله ولماذا لا نعمله؟، الحكومة تعمله والقوى السياسية تعمله لأن الهدف أن نأكل العنب وليس أن نُعلّم على الناطور، نريد أن نحمي البلد وأن يكون شعبنا آمناً وهادئاً ومستقراً وعزيزاً وكريماً ومرفوع الرأس فهذا الذي نريده، نعم هناك وسائل متعددة لكن يبقى الرهان الحقيقي هو على قدرتنا الوطنية على الدفاع والمواجهة في الميدان، أنت قوي العالم يحترمك وأنت قوي العالم يتكلم معك وأنت قوي العالم يعمل لك حساب وأنت قوي تحمي نفسك وبلدك وأنت قوي تستطيع أن تفرض معادلات وأنت قوي تفرض شروط أما إذا كنت ضعيفاً فسوف تُأكل، هذا ليس العالم الذي يحترم حقوق الإنسان والبشر والعذابات والآلام هناك الكثير من الأماكن في العالم، مئات الآلاف يُقتلون وملايين يُقتلون ولا أحد يتدخل أو يفعل شيئاً ولا أحد يُحرك ساكناً، لكن عندما تكون قوياً وقادراً على مواجهة العدو وكان هذا العدو يهم العالم فالعالم سوف يهتم بك، أنا مثلاً لا أعرف حقيقةً، غير مُطلع على طبيعة اللقاء أو محادثات اللقاء الذي جرى بين الرئيس الروسي، مع أن روسيا تُحاول أن تلعب دوراً معقولاً، والأخ خالد مشعل أبو الوليد رئيس المكتب السياسي لحماس عندما التقيا في الشام، أنا حقيقةً لا أعرف لكن أنا متأكد أن الموضوع الأساسي في اللقاء هو (الجندي الإسرائيلي جلعاد) "شاليط"، لأنّهم عندما كانون يأتون إلى لبنان كانوا يسألون عن أسرى إسرائيل، أمّا آلاف المعتقلين الفلسطينيين علينا أن نتحدث عنهم والعالم لا يتحدث عنهم. لا أحد يتحدث عن أمننا وأسرانا وشهدائنا وأرضنا وكرامتنا وماء وجهنا وبقلق شعبنا، لكن العالم كله يهتم حتى لرفات جندي إسرائيل ويبحث عنه.

الحقيقة أن نمتلك هذه القوة، وهذه القوة اليوم متوفرة بهذه المعادلة التي يجب أن يتم تثبيتها وطنيا، وعندما نعود للخبراء وهناك كثر في البلد والمنطقة، ولنأخذ رسميا مثلا قادة الجيش اللبناني المتعاقبين وهم يعرفون الجيش والبلد والجغرافيا والديموغرافيا والعدو والساحة، نجد بحسب الترتيب الزمني أنه العماد ميشال عون قائد جيش سابق، العماد إميل لحود قائد جيش سابق ـ وأنا لا أتحدث عن رئاسات ـ العماد ميشال سليمان قائد جيش سابق، العماد جان قهوجي قائد جيش حالي، أنظروا قادة الجيش ماذا يقولون وكيف يحمى البلد، القصة ليست قصة خطابات ومزايدات، هناك بلد نريد حمايته والدفاع عنه.

في هذا السياق، نحن مستمرون في الجهوزية والإستعداد، واستعدادنا وجهوزيتنا لا تقف عند زمن ولا تقف عند حدود لأنّه بالإعتبار المادي لا يمكننا التحدث، هناك توازن ردع وتوازن رعب سببه ليس ماديا بل سببه أمر آخر إلى جانب السلاح وعادة نتحدث عنه، لكن بالنهاية نحن معنيون أيضا بالأخذ بعناصر القوة الحقيقية إلى جانب الإيمان والقوة المعنوية أن نأخذ بعناصر القوة المادية، ولذلك هناك أمور يجب قولها للإسرائيلي وهناك أمور يجب أن لا نقولها للإسرائيلي، وثقوا تماما أنّ الأمور التي لا يجب قولها أنا لن أقولها ولا أحد سيقولها وستبقى مفاجآت لزمن الحرب، وإذا تحدثنا فليس لصنع "مانشيتات، ومش ناقصنا" وإنّما هو جزء من الحرب بيننا وبين الإسرائيلي واليوم هناك حرب نفسية وهو يعمل مناورات ويصورها ويظهرها على التلفزيونات ليقول للبنانيين خافوا، ونحن بإمكاننا صنع أمور قادرون أن نعملها ويجب أن نعلن عنها لنقول للإسرائيليين خافوا. ولذلك بهذا الأمر أنا لا أكشف سلاحا جديدا وإنما أعبّر عن إرادة جديدة أنّه لو حصلت الحرب التي لا نريدها ولكن لا نخشاها ولا نخاف منها ونعتقد أنها ستغيّر وجه المنطقة والسيدة (هيلاري) كلنتون توافقنا ـ وهي معي مش مع جماعتها الموجودين في المنطقة !؟

في السابق قلنا أنّ الجبهة الداخلية كلها باتت مكشوفة والحمد الله ونحن نعرف كل شيء عن الجبهة الداخلية وأين يجب أن نستهدف في الجبهة الداخلية وما هي نقاط الضعف ونقاط القوة في الجبهة الداخلية، تحدثنا عن اليابسة وتحدثنا عن البر وقلنا أنّ المطار مقابله مطار والميناء بالميناء والمدينة بالمدينة والبناية بالبنايات والكهرباء بالكهرباء والمصنع بالمصنع، اليوم الإضافة هي التالية : عام 2006 وقبل العام 2006 كانت مناسبات تمر يعمد فيها العدو الإسرائيلي إلى محاصرة الساحل اللبناني ومنع أي سفينة من الوصول إلى الموانئ اللبنانية وكان ينتشر في البحر وبالمياه الدولية ـ وطبعا عام 2006 هرب من المياه الإقليمية إلى المياه الدولية ـ هو يقدر على التواجد في المياه الدولية ويحاصر الشواطئ والموانئ اللبنانية، طبعا فائدة الحديث كله انّ الإسرائيلي سيذهب لدرسه ويفكر به ويعمل له مناوراته وخططه، أي وظيفة وشغل!!وآخر مرة عندما جرى الحديث فيها أنّ المقاومة تستطيع ان تصيب أهدافها بدقة فهناك شيء جديد بالكامل يجب أن يعمل هناك، أين سيضعون قياداتهم ولسنا نحن فقط نبحث عن أماكن هم أيضا يفتشون عن أماكن، وهكذا.

بموضوع البحر ، اليوم نريد إضافة المياه إلى اليابسة، وقلت لا أكشف سلاحا جديدا لأننا استخدمنا صواريخ أرض بحر واستهدفنا السفينة العسكرية "ساعر 5 " رغم الإنكار الإسرائيلي وبعدها اعترف أنها أصيبت إصابات ولكن لم تدمر بشكل كامل ولكن إصابة بالغة وخرجت من الخدمة لمدة طويلة واعترفوا بسقوط عدد من القتلى والجرحى مع أنّ السفينة سفينة عسكرية وقدرتها على مقاومة هذا النوع من الصواريخ قدرة عالية. الذي أريد قوله ـ وطبعا ليس المقصود إرسال سفن للمقاومة إلى المياه الدولية لقطع الطريق على أي سفن آتية إلى موانئ فلسطين المحتلة ـ وإنما أريد أن أضيف على معادلة المطار بالمطار والميناء بالميناء لأقول لهم، في أي حرب مقبلة تريدون شنها على لبنان إذا حاصرتم ساحلنا شواطئنا وموانئنا فإن كل السفن العسكرية والمدنية والتجارية التي تتجه إلى موانئ فلسطين على امتداد البحر الأبيض المتوسط ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة الإسلامية. أنا أتحدث الآن عن البحر الأبيض المتوسط، ولم نصل بعد إلى البحر الأحمر.

هذه السفن التي ستتوجه إلى أي ميناء على الشاطئ الفلسطيني من الشمال إلى أقصى الجنوب نحن قادرون على استهدافها إنشاء الله وعلى ضربها وعلى إصابتها إن شاء الله ومصممون على أن ندخل هذا الميدان الجديد في المواجهة إذا حاصروا ساحلنا (...). عندما سيشاهد العالم كيف تدمر هذه السفن في المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة لن يجرؤ أحد على الذهاب إلى هناك كما سيمنع أي أحد على الوصول إلى شواطئنا. هناك أمر ثانٍ يمكن أن نفكر به أنّه إذا سفينة خارجة من فلسطين المحتلة وتحمل أناسا فنسمح لها بالخروج.

لكن قبل السلاح ومع السلاح وبعد السلاح، عنصر القوة الحقيقي هو أنتم، هو هذا الشعب وهؤلاء الأهل وهؤلاء الرجال والنساء والكبار والصغار، هذه العقول المؤمنة والقلوب الشجاعة والإرادات الصلبة والعزائم التي لا تلين والأنفس المستعدة للتضحية فترفض الذل والسكينة والقعود والهوان، قيمة هذا السلاح أنه في يد هؤلاء الرجال وقيمة هؤلاء الرجال أنهم من أصلاب وأرحام هذا الشعب، وقيمة هذا السلاح وهؤلاء الرجال أنّ هناك من يحتضنهم ويؤمن بهم ويحبهم ويدافع عنهم ويحميهم ويثق بهم ويراهن عليهم، وإلاّ نحن بكل هذا السلاح ضعوه في مكان آخر في العالم لا أعرف ماذا يعمل، هذا السلاح الذي تحفظ أماكنه وسريته برموش العيون، هذا السلاح الرهان فيه على القبضة التي تمسك به، على القدم الثابتة في الأرض، هم راهنوا على سلاح الجو الذي جربناه في (عدوان) 33 (يوما)، اليوم لم يعد هناك شيء يخيفنا ولا يجوز أن يخيفنا شيء.

 

ماذا عندهم وماذا عندنا، أتوا بـ "أشكنازي"، حسنا لنعد لعام 2000، مَن كان قائدا للمنطقة الشمالية الذي انهزم في عام 2000 وقاد عملية الهروب من لبنان، هو الجنرال غابي أشكنازي، هل هذا هو بطلكم؟! مَن، باراك، "إنّو حالوتس ما بيفهم باراك بيفهم" وهو الذي كان رئيس حكومة العدو الذي أخذ قرار الهروب من لبنان، مَن نتنياهو "القبضاي تبعكم" وهو الذي كان رئيس حكومة العدو آخر ثلاث سنوات في ذروة عمل المقاومة ووصل للحائط المسدود، وكان أجبن من أن يأخذ قرار الإنسحاب لأنه كان خائفا من العسكر، هذه هي إسرائيل، "شو فيه بإسرائيل" هؤلاء هم رجالها وقياداتها وعقولها، وهل أنّ قياداتنا وعقولنا ونخبنا وجنرالاتنا اقل منهم؟ أصلا (الموضوع) غير قابل للقياس. شعبهم وشعبنا؟ أنا أتحدى إسرائيل أن تأتي بمشهد واحد لشباب في المقاومة يبكون و "يولولون" مثل الأطفال الصغار، لكن نحن عندنا أفلام لجنودهم، عندهم سلاح نعم وكان السلاح يخيف ولم يعد يخيف لأنّ قلوبنا باتت لا تخاف.

أنا اليوم أختم بالقول تعالوا لنقلب المعادلة، لماذا سنظل في موقع دفاعي ـ وأتحدث على المستوى النفسي ـ أن لبنان خائف ونريد من يطمئن لبنان، كلا لتكن إسرائيل خائفة وتذهب لتفتش عمّن يطمئنها، أنا لا أريد أن أطمئنها ولا المطلوب أن نطمئنها، إسرائيل عندما تطمئن تعتدي، وإسرائيل عندما تخاف تنكفئ، ولذلك المطلوب أن تخاف إسرائيل من الحرب أمّا لبنان فمن غير اللازم أن يخيفه أحد من الحرب. اسمحوا لي أنّ أقول "اللي بيضل حامل قصة الحرب" ويتحدثون عن الحرب ويدعون إلى نزع السبب وهو سلاح المقاومة، "فليريح عديلته" قليلا فهذا لا فائدة منه، المقاومة وحضورها الإستراتيجي وحضورها داخل المعادلة تجاوز بعيدا كل هذه الخطابات وهذه الحسابات، واليوم العدو خائف وسيظل خائفا وسنبقيه خائفا.

أمّا أنتم أقول لكم في الذكرى العاشرة لانتصار دمكم على سيوفهم كونوا مطمئنين واثقين، هادئي البال فإنّ هذا العدو لن يجرؤ ببساطة ـ وأنا لا أنفي بالمطلق ـ ولكن ليس كما يقال، لقد تغيرت المعادلات والحسابات، وهو الذي يجب أن يبقى خائفا وقلقا وهو خائف وقلق، ولكن إضافة إلى إيجاد حالة الخوف عند العدو يجب أن يكون لدينا ليس فقط حالة عدم الخوف بل حالة الإستعداد واليقين والإيمان والثقة بالنصر بأنه نعم، الحرب المقبلة سنواجهها وننتصر بها ونغيّر وجه المنطقة إنشاء الله .

مبارك لكم عيد الإنتصار وعيد التحرير وعيد المقاومة وعيد الكرامة وعيد المستقبل الواعد ورحم الله شهداءكم وشفى الله جرحاكم وفكّ الله بقية أسراكم ونصركم على عدوكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 

دغدغه‌های امت

دغدغه‌های امت

صدر عراق/ به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر
شماره ۲۶۲ هفته نامه پنجره به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر، در پرونده ویژه‌ای به بررسی شخصیت و آرا این اندیشمند مجاهد پرداخته است. در این پرونده می‌خوانید:

-...

رادیو اینترنتی

نمایه

صفحه ویژه جنگ ۳۳ روزه
بخش کوتاهی از مصاحبه سید حسن نصرالله با شبکه المیادین به روایت دوربین دوم

نماهنگ

کتاب


سید حسن نصرالله